لا بد لطالب علم ان يضع الية لضبط العلم اذا اراد ان يستفيد وهو على كل حال على خير يعني حتى لو لم يضبط العلم هو على خير هو مأجور كما اخبر النبي عليه الصلاة والسلام بان لله ملائكة سيارة يلتمسون مجالس الذكر فاذا وجدوا مجلس ذكر قالوا هلموا الى حاجتكم وقد ذكر الحافظ ابن حجر وغيره من الشراح ان مجالس العلم تدخل في مجالس الذكر. فيقول الله لهم اشهدكم اني قد غفرت لهم. فتقول الملائكة يا ربي ان فيهم فلانا ليس منهم وانما اتى لحاجة فجلس فيقول الله هم القوم لا يشقى بهم جليس مجرد الحضور حتى لو لم تستفيد فانك تتعرض لنفحات الرب عز وجل ومغفرته. فانت مأجور على كل حال. لو لم يكن من الحضور الا ان تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم اذا ذكر هذا بحد ذاته كافي. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين. حياكم الله جميعا في هذا الدرس في هذا اليوم الثلاثاء السابع عشر من شهر شعبان من عام الف واربعمائة واثنتين واربعين للهجرة اللهم ارزقنا الفقه في الدين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا ونسألك اللهم علما نافعا ينفعنا ربنا اتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من لنار شدى كنا قد وصلنا في التعليق على كتاب الفضائل من صحيح مسلم الى باب من فضائل الانصار رضي الله عنه بدأنا في هذا الباب ولم نكمله ووصلنا الى قول المصنف رحمه الله وحدثنا حدثنا محمد بن مثنى ومحمد بشار اللفظ بن المثنى قال حدثنا محمد قال حدثنا محمد بن جعفر اخبرنا شعبة سمعته قتادة يحدث عن انس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الانصار كرشي وعيبتي وان الناس سيكثرون ويقلون فاقبلوا من محسنهم واعفوا عن مسيئهم هذا الحديث يدل على فضل الانصار رضي الله عنهم وقوله عليه الصلاة والسلام ان الانصار كرشي اي بطانتي وخاصتي الذين اثق بهم واعتمدهم في اموري وعيبتي ايضا بهذا المعنى اي انهم يعني بطانتي وخاصتي وجماعتي وان الناس سيكثرون آآ فيه اشارة الى ان آآ البشر سيكثرون وان الناس سيكثرون وهذا هو ما وقع حيث ان الناس قد كثرت اعدادهم فخاصة في الاونة الاخيرة في المئة آآ وخمسين سنة الماضية او مئتي سنة الماضية تضاعف عدد سكان الارض سبع مرات تقريبا يعني كان قبل مئتي سنة يصل الى اه مليار والان اكثر من سبعة مليارات فهذا مصداق ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من ان الناس سيكثرون لكن بالنسبة للانصار قال ويقلون اي ان الانصار ستقل قال اهل العلم وهذا من من المعجزات ومن اياته عليه الصلاة والسلام حيث قل الانصار قال فاقبلوا من محسنهم واعف عن مسيئهم و اي اقيلوا عثراتهم اقيلوا عثراتهم وقد حث عليه الصلاة والسلام على اقالة عثرات ذوي الهيئات اذا لم تبلغ الحدود وما يتعلق بحقوق الناس اقيل ذوي الهيئات عثراتهم الا في الحدود فذوي الهيئات واهل الفضل واهل آآ المكانة الرفيعة الذين لم يعرفوا بالسوابق اه اذا وقع من احدهم زلة او عثرة فينبغي ان تقال هذه العثرة الا في الحدود فقط وما يتعلق بحقوق الناس لكن فيما عدا ذلك ينبغي ان يستر عليه وان تقال عثرته اكراما له لانه من ذوي الهيئات والفضل فالانسان بشر قد تقع منه زلة قد تقع منه عثرة فاذا لم يكن ذلك في الحدود ولم يكن ذلك فيما يتعلق بحقوق الناس وكان من ذوي الفضل والهيئات فينبغي ان تقال عثرته وان تستر عورته فهذا قد حث عليه النبي صلى الله عليه وسلم بالنسبة لذوي الهيئات عموما. وبالنسبة للانصار على ذوي وبالنسبة للانصار على وجه الخصوص طيب قال المصنف رحمه الله حدثنا محمد بن مثنى بن بشار واللفظ بالمثنى قال حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة سمعت قداسة يحدث عن انس بن مالك عن ابي اسيل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير دور الانصار بنو النجار ثم بنو عبدالاشهل ثم بنو الحارث بن الخزرج ثم بنو ساعدة وفي كل دور الانصار خير. قال سعد ما ارى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد فظل علينا فقيل قد فظلكم على كثير ثم ساق المصنف هذا الحديث من طرق اه اخرى آآ ومنها عن عبد الرحمن بن حميد عن إبراهيم محمد بن طلحة قال سمعت ابا اسيد خطيبا عند ابن عتبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير دور الانصار دار بني النجار ودار بني عبد الاشهر ودار بني الحارث بن خزرج ودار بني ساعدة ولكنت بها احدا لاثرت بها عشيرتي ثم ايضا ساق المصنف هذا الحديث من طريق اخرى ثم قال ابو اسيد اه اتهم انا على رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كنت كاذبا لبدأت بقوم بني ساعدة وبلغ ذلك سعد بن عبادة فوجد في نفسه وقال خلفنا يعني اخرنا فجعلنا اخر الناس وكان اخر الاربع اه اخر الاربع اه اسر آآ آآ نعم قال خلفنا فكنا اخر الاربع اه اسرجوا لحماري اسرجوا لحماري اتي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلمه ابن اخيه سهل وقال اتذهب لترد على الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم اعلم اوليس حسبك ان تكون رابع اربع فرجع وقال الله ورسوله اعلم وامر ماله فحل عنه ثم ايضا ساق المصنف هذا الحديث من من طرق اخرى وآآ ثم قال في كل دور الانصار خير فقام سعد بن عبادة مغضبا وقال نحن اخر الاربع حين سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم دارهم فاراد كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له رجال من قومه اجلس الا ترضى ان سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم داركم في الاربع الدور التي تسمى فمن ترك فلم يسمي اكثر ممن سمى فانتهى سعد ابن عبادة عن كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم طيب هذه الاحاديث اه بين النبي عليه الصلاة والسلام فيها تفاوت القبائل فيما بينهم في الفضل وبين تفضيل بعضهم على بعض وهذا التفضيل لبعضهم على بعض على قدر سبقه من الاسلام ومآثرهم فيه فبين ان خير دور الانصار اه بنو النجار ثم بنو عبد الاشه ثم بنو الحارث بن خزرج ثم بنو ساعدة والدور يعني خير دور الانصار يعني خير قبائلهم وكانت كل قبيلة منها اه تسكن محله وتسمى تلك المحلة دار بني فلان. يعني مثل ما يسمى في الوقت الحاضر حي حي من الاحياء يستفاد من هذا جواز المفاضلة بين الناس لمن يكون عالما باحوالهم لتنبيه او للتنبيه على فضل الفاضل ومن لا يلحق به بدرجته في الفضل فيكون في ذلك امتثال لما امر به النبي صلى الله عليه وسلم من تنزيل الناس منازلهم وليس ذلك منقصة لمن فضل عليه وهذا يدل على جواز التفضيل وان التفضيل اذا كان مبنيا على ادلة انه لا بأس به ولا يدخل ذلك في الغيبة وهذا التفظيل كما يكون بين القبائل كما فضل النبي عليه الصلاة والسلام بين قبائل الانصار فيجوز ايضا ان يكون التفظيل بين الافراد فعلى سبيل المثال يجوز ان تقول مثلا افضل العلماء في الوقت الحاضر فلان افضل علما في بلد كذا فلان ثم فلان ثم فلان افضلهم في العلم فلان افظلهم مثلا من جمع جميع الصفات اه في العلم والديانة والفضل فلان ثم فلان ثم فلان او ان فلان افضل من فلان في كذا هذا كله لا بأس به اذا لم يكن ذلك نابعا عن هوى وعصبية وانما كان ذلك مبنيا على اا ادلة وقرائن؟ وقد فعله النبي صلى الله عليه وسلم هنا كما في هذه الاحاديث ومن فوائد ذلك التفظيل التنبيه على تنزيل الناس منازلهم وايضا اه ان تشاع في الناس روح المنافسة في الخيرات والمسارعة له والله تعالى يقول وفي ذلك فليتنافس المتنافسون فهذا التفظيل الذي يكون اه مصلحته اكثر من من مفسدته ولذلك فعله النبي عليه الصلاة والسلام فذكر آآ التفاضل بين دور الانصار وبين قبائل الانصار. وذكر ان افظل قبائل الانصار هذه الاربع القبائل بالنجار ثم بنو عبدالاشهر ثم بنو الحارث بن خزرج ثم بنو ساعدة ثم ايضا جبر آآ ايضا آآ آآ قلوب البقية قالوا وفي كل دور الانصار خير. وفي كل دور الانصار خير. وفي اعتراض سعد بن عبادة في البداية لانه اراد ان يراجع النبي عليه الصلاة والسلام كيف جعل قبيلته اخر الاربع قبائل لكن الصحابة طلبوا منه الا يراجع النبي عليه الصلاة والسلام وان سعد بن عبادة ينبغي ان ينظر الى القبائل الكثيرة التي فظلت قبيلته عليها فاقتنع سعد بذلك ثم قال المصنف رحمه الله وحدثنا نظر بن علي الجهظمي محمد بن مثنى بن بشار جميعا عن ابي عرعرة واللفظ الجهظمي. حدثني محمد بن عرعر حدثنا شعبة ابن عن يونس ابن عبيد عن ثابت البناني عن انس ابن مالك قال خرجت مع جرير بن عبدالله البجلي في سفر فكان يخدمني فقلت له لا تفعل قال اني قد رأيت الانصار تصنع برسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا اليت الا اصحب احدا منهم الا خدمته وهذا يدل على فضل جرير ابن عبد الله البجلي والا فان جريرا اكبر سنا من انس ابن مالك ومع ذلك فقد كان جرير يخدم انسا لانه من الانصار قال جرير اني قد رأيت الانصار تصنع برسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا اليت الا اصحب احدا منهم الا خدمته اكراما لهم لانهم اكرموا النبي صلى الله عليه وسلم ونصروه واووه وعظموه ال جرير بن عبدالله على نفسه الا يصحب احدا من الانصار الا وقام بخدمته اكراما للانصار رضي الله عنهم وفي هذا من الفوائد تواضع جرير ابن عبد الله البجلي رضي الله عنه وفضيلته واكرامه آآ للنبي صلى الله عليه وسلم لانه يكرم من اكرم النبي صلى الله عليه وسلم وهو بذلك يكون مكرما للنبي صلى الله عليه وسلم وفيها ايضا هذا الحديث من الفوائد انه ينبغي اكرام المحسن و ان الانسان ينبغي ان يعرف لاهل الفضل فظلهم وان يكرمهم خاصة يعني اذا كان هذا الفضل متعلقا امور الديانة والتقوى لله عز وجل ثم قال المصنف رحمه الله نعم ثم ذكر الحديث من طريق اخرى وقال كان اكبر من انس وقال ابن بشار اسن من انس اشرنا لهذا اه باب من فضائل الغفار واسلم وجهينة واشجع مزينة وتميم ودوس وطي. هذه من قبائل العرب فالنبي عليه الصلاة والسلام كان اه يثني على هذه القبائل ويشجعها وكان هذا من هدي النبي عليه الصلاة والسلام انه اه يعطي القابا لاصحابه ويثني عليهم ويشجعهم قال حدثنا هداب بن خالد حدثنا سليمان بن مغيرة حدثنا حميد بن هلال عن عبدالله بن الصامت قال قال ابو ذر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم غفار غفر الله لها واسلم سالمها الله ثم ساق هذا الحديث من طريق اخرى اه عن ابي ذر قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ائت قومك فقل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اسلم سالمها الله وغفار غفر الله لها ثم ساقها المصنف هذا الحديث من طرق اخرى ومنها عن جابر آآ قال عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اسلموا سلمها الله غفار غفر الله لها ثم ايضا ساقه من طريق اخرى عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اسلموا سلمة الله وغفار غفر الله لها اما ان اني لم اقلها ولكن قالها الله عز وجل وهذا الحديث يدل على فضل هاتين القبيلتين قبيلة غفار وقبيلة اسلم وكانت غفار في الجاهلية كان كثير منهم معروفين بالسرقة ولهذا مر معنا في درس سابق آآ ان ابا ذر لما قالها النبي عليه الصلاة والسلام من اين؟ قال من غفار فوضع النبي عليه الصلاة والسلام يده على جبهته هكذا يعني كيف انت تأتي وتعلن اسلامك بهذا الوقت وغفار معروفين بسرقة الناس وقطع الطريق ونحو ذلك لكنهم لما اسلموا حسن اسلامهم ولذلك اثنى عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ويستفاد من هذه الاحاديث مشروعية الدعاء بما يشتق منه الاسم فالنبي صلى الله عليه وسلم في هذه الاحاديث قال غفار غفر الله لها واسلموا سالمها الله فمثلا اذا قابلت رجلا اسمه احمد اه لا بأس ان تقول احمد الله عاقبتك او قبلت رجلا اسمه علي تقول اعلاك الله او قابلت رجل اسمه سعد تقول اسعدك الله ولا يختصوا هذا بالدعاء بل يأتي مثله في الخبر ومنه قول النبي عليه الصلاة والسلام عصية عصت الله ورسوله ومن ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم لما ارسلته نعم ومن ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم في قصة صلح الحديبية لما اراد ان يفاوض قريشا على الصلح ارسلت قريش سهيلة بن عمرو للتفاوض مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما رأى النبي عليه الصلاة والسلام سهيل بن عمرو قال سهيل سهول امركم سهيل سهل امركم فكان عليه الصلاة والسلام يتفائل بالاسماء ويشتق منها معان حسنة وربما ايضا اشتق منها ادعية مناسبة فيقول غفار غفر الله لها اسلم سلمها الله وفي المقابل ايضا عصية عصت الله ورسوله اه سهيل سهل امركم كان فكان عليه الصلاة والسلام يشتق معان من الاسماء وكان يغلب على ذلك جانب التفاؤل جانب التفاؤل وهذا يدل على انه لا بأس هذا آآ الاشتقاق. يعني اذا قابلته انسانا واردت ان تشتق من اسمه معنى حسنا اه فلا بأس يكون هذا مناسبا قابلت رجل اسمه احمد تقول يا احمد احمد احمد الله عاقبتك عليا تقول اعلى الله قدرك سعدا تقول اسعدك الله ونحو ذلك ثم ساق المصنف رحمه الله الحديث عن طريق اه حنظلة ابن علي عن خفاف ابن ايمان الغفاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة اللهم العن بني لحيان ورعلا وذكوان وعصية عصوا الله ورسوله غفار غفر الله لها واسلموا سالمها الله ثم ساقه من طريق ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم غفار غفر الله لها واسلم سلمها الله وعصيه عصت الله ورسوله قبل هذا فيه فائدة متعلقة بالحديث السابق يعني فائدة عزيزة آآ في هذا الحديث الذي رواه مسلم قال الامام مسلم اه عن ابي ذر قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ائت قومك فقل هذا كلام النبي عليه الصلاة والسلام فقل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اسلموا سالمها الله غفاره غفر الله له فقوله صلى الله عليه وسلم هذا ورد من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك فمن صفات اه الصلاة والسلام عليه ان تقول صلى الله عليه وسلم فيعني هذا يرد في الاحاديث كثيرا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا ورد في هذا الحديث فقل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا ورد في هذا الحديث وهذا يدل على ان هذه الصيغة انها صيغة منصوص عليها هنا نص عليها النبي عليه صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث قال اتي قومك فقل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال آآ اسلموا سلمها الله وغفار غفر الله له. آآ في الاحاديث الاخرى اللهم العن بني الاحيان والاعلان وذكوان وعصية هؤلاء هؤلاء القبائل قتلوا القراء الذين بعثهم النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا اه قريبة من السبعين قتلوهم ورموهم في بئر فجعل النبي عليه الصلاة والسلام يقنت عليهم ويدعو عليهم شهرا كاملا في صلاة الفجر يقول اللهم العن بني لحيان ورعلا وذكوان وعصية عصوا الله ورسوله فانزل الله عز وجل ليس لك من الامر شيء او يتوب عليهم او يعذبهم فانهم ظالمون ولذلك فان القول الراجح انه لا يجوز لعن المعين لا يجوز لعن معين حتى وان كان كافرا لهذا الحديث وايضا لان الله تعالى قادر على ان يهديها هذا الذي تلعنه ما يدريك قد يهديه الله عز وجل ولذلك فاللعن انما يكون بالوصف وليس بالشخص كما جاء في الاحاديث لعن الله المصورين اه لعن الله من فعل كذا لعن الله من قال كذا ونحو ذلك يعني يكون على سبيل الوصف واما لعن الشخص المعين فالقول الراجح انه لا يجوز. وان النبي صلى الله عليه وسلم فعله في لعن هذه القبائل فانزل الله عز وجل قوله ليس لك من الامر شيء او يتوب عليهم او يعذبهم فانهم ظالمون. ثم ساقه المصنف هذا الحديث من طرق اخرى اه ثم قال حدثني زهير بن حرب حدثني يزيد وهو ابن هارون اخبرنا ابو مالك الاشعري عن موسى ابن طلحة عن ابي ايوب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الانصار ومزينة وجهينة وغفار واشجع ومن كان من بني عبد له موالي دون الناس والله ورسوله ومولاهم اه قوله بني عبدالله يعني المراد بهم بنو عبد العزى من غطفان سماه النبي صلى الله عليه وسلم بني عبد الله بدل بني عبد العزى. بني بدر عبد العزى وقوله مو واليا يعني ناصريا والمختصين بي دون سائر الناس وهذا فيه ثناء كبير على هذه القبائل على الانصار ومزينة وجهينة وغفار واشجع وبني عبدالله ثم ايضا ساق المصنف هذا الحديث عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قريش والانصار ومزينة وجهينة واسلم وغفار واشجع موالي ليس لهم مولى دون الله ورسوله وهذا فيه الثناء العظيم على هذه القبائل ثم ايضا ساق المصنف هذا الحديث من طريق اخرى عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اسلموا وغفار ومزينة ومن كان من جهينة او جهينة خير خير من بني تميم وبني عامر والحليفين اسد وغطفان وايضا ساق المصنف هذا الحديث آآ عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفس محمد بيده لغفار واسلموا زينه ومن كان من جهينة وقال جهينة ومن كان من المزينة خير عند الله يوم القيامة من اسد وطي وغطفان ثم ايضا ساق المصنف هذا الحديث من طرق اخرى ثم ساقه من طريق اه ابي بكرة ان الاقرع بن حابس جاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انما بايعك سراق الحجيج من اسلم وغفار ومزينة الاقرع بن حابس الاقرع بن حابس التميمي من بني تميم يعني اراد ان يقول يعني ان هذه القبائل قبائل خاملة ليست من القبائل المشهورة الكبيرة وكما ذكرنا ان يعني خاصة غفار كان يكثر فيهم السرقة سرقة الحجيج كان يعيرون بها قبل اسلامهم فقال الاقرع بن حابس انما بايعك سراق الحجيج من اسلم وغفار مزينة قال واحسبوا الجهينة محمد الذي شك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ارأيت ان كان اسلم وغفار ومزينة واحسبوا جهينة خيرا من بني تميم وبني عامر واسد وطفان اخابوا وخسروا؟ قال نعم. قال فوالذي نفسي بيده انهم لا خير منهم آآ ثم ساق ايضا مصنف هذا الحديث اه عن ابي بكرة قال اسلموا وغفار ومزينة وجهينة خير من بني تميم ومن بني عامر والحليفين بني اسد وغطفان اه قال القرطبي هؤلاء القبائل اسلم وغفار مزينة وجهينة كانوا بالجاهلية خاملين لم يكونوا من سادات العرب ولا من رؤسائها كما كانت بنو تميم وبنو مرة وبنو اسد وغطفان كذلك ايضا بنو عامر فكانت القبائل البارزة المشهورة اه بنو تميم وبنو تميم كما سيأتي يرجع نسبهم الى اسماعيل يجون السموم لعدنان ثم الى اسماعيل وكذلك ايضا اه بنو اشد ايضا وبنو مرة من قبائل كبيرة المشهورة وغطفان وايضا بنو عامر بن صعصعة بنو عامر بن صعصعة التي منهم قبائل معروفة الان منهم وبنو عقيل وبنو هلال وقبيلة سبيع ترجع الى بني عامر ابن صعصعة هذه القبائل الكبيرة النبي عليه الصلاة والسلام يقول ان هناك قبائل خير منهم قد كانت من قبائل الخاملة لكن بسبب اه سبقهم للاسلام وحسن بلائهم آآ فضلوا عليه فضلوا عليهم فيعني هذه القبائل اسلموا غفار ومزينة وجهينة كانوا في الجاهلية خاملين. لم يكونوا من سادات العرب ولا من رؤسائها كما كانت بنو تميم وبنو عامر وبنو مرة وبنو اسد وعطفان اه الا ترى الى قولي الاقرع بن حابس انما بايعك سراق الحجيج من اسلم وغفار ومزينة لكن هؤلاء القبائل اه اسلم غفار وجهينة ومزينة سبقوا للاسلام وحسن بلاؤه فيه فشرفهم الله تعالى به وفظلهم على من ليس بمؤمن من سادات العرب بالاسلام كما شرف بلالا وعمارا وصهيبا وسلمان على صناديد قريش فاعز الله بالاسلام الاذلاء واذل به الاعزاء بحكمته البالغة والحاصل ان الميزان في الاسلام ان اكرمكم عند الله اتقاكم هذا هو الميزان ان اكرمكم عند الله اتقاكم. البشر سواسية لا فرق بين هذا وهذا. هذا من قبيلة كذا وهذا من قبيلة كذا ابدا فالميزان هو ميزان التفاضل هو التقوى ان اكرمكم عند الله اتقاكم اما كون هذه القبيلة كان لها شأن في الجاهلية وكان قبيلة كبيرة وكانت معروفة هذا لا لا ينفعها انما ينفعها ماذا قدمت للاسلام ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام لاقرع ابن حابس ان هذه القبائل التي انت ايها الاقرع ابن حابس آآ تقلل من شأنها وتقول انه من سراق الحجيج انهم خير خير من بني تميم وبني عامر واسد غطفان خير عند الله عز وجل ولذلك قال خير يوم القيامة لانهم اسبق للاسلام ولان بلائهم وتضحياتهم آآ اعظم فاذا العبرة العبرة بالتقوى لله عز وجل. ان اكرمكم عند الله اتقاكم هذه العصبية القبلية ابطلها الاسلام فالعبرة بالتقوى وميزان التفاضل هو التقوى والناس سواسية اكرمهم عند الله اتقاهم فليس الميزان بان هذا من قبيلة كذا وهذا من قبيلة كذا انما الميزان هو التقوى لله عز وجل. ان اكرمكم عند الله اتقاكم. اه ثم ساق المصنف هذا الحديث من طرق اه اخرى ثم ايضا سائق المصنف هذا الحديث اه ثم قال المصنف رحمه الله حدثني زهير بن حرب حدثنا احمد بن اسحاق حدثنا ابو عوان عن مغيرة بن عن عامر عن عدي بن حاتم قال اتيت عمر ابن الخطاب فقال لي ان اول صدقة بيضت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجوه اصحابه صدقة طي جئت بها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا فيه ثناء على قبيلة طي ويقول عمر لعدي اول صديقة او انا يقول عمر لعدي اول صدقة بيضت وجه النبي عليه الصلاة والسلام وجاء اصحابه يعني سرتهم افرحتهم صدقة طي حينما جاء بها عدي الى النبي صلى الله عليه وسلم وهذا فيه ثناء على هذه القبيلة اه ثم قال المصنف رحمه الله حدثنا يحيى بن يحيى اخبرنا المغيرة بن عبدالرحمن عن ابي زناد عن الاعرج عن ابي هريرة قال قدم الطفيل واصحابه فقالوا يا رسول الله ان دوسا قد كفرت وابت فادعوا الله عليها فقيل هلك الدوس يعني سيدع عليها قال اللهم اهد دوسا واتي بهم هذا الحديث هنا عن ابي هريرة قال قدم الطفيل. الطفيل هو الطفيل ابن عمرو الدوسي لما قدم مكة قبل الهجرة حذره كفار قريش من النبي صلى الله عليه وسلم تحذيرا شديدا وقالوا انه ساحر انتبه لا تسمع كلامه ومن شدة تحذيرهم من شدة تحذيرهم للطفيل يقول انه اخذ الكرصف يعني قطن ووضعه في اذنيه حتى لا حتى لا يسمع كلام النبي عليه الصلاة والسلام الى هذه الدرجة ثم انه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي عند البيت قال فقلت في نفسي اني لرجل لبيب شاعر ما يخفى علي الحسن من القبيح فما يمنعني ان اسمع من هذا الرجل فاتيت اليه وقلت ان قومك خوفوني منك وقالوا انك ساحر حتى اني وضعت القطن في اذني فاعرض علي امرك ماذا فعل النبي عليه الصلاة والسلام؟ تلا عليه القرآن النبي عليه الصلاة والسلام كان في دعوته للناس يقرأ القرآن كان في ذلك الزمن يعني العرب اقحاح يفهمون يفهمونا يعني القرآن ودلالات القرآن قرأ عليه القرآن لما قرأ عليه القرآن قال ما سمعت قولا احسن من هذا قط فاسلم وهكذا لما اتى عمر ابن الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم مغضبا ماذا فعل النبي عليه الصلاة والسلام نعم اتى عمر رظي الله عنه لصهره مغظبا ماذا فعل؟ ماذا فعل صهره؟ ومن كان معه في البيت قرأوا عليه القرآن. قرأوا عليه اول سورة طه فاسلم هذا القرآن تأثيره عجيب تأثيره عجيب على النفوس ولهذا حتى الجن الجن لما سمعوا القرآن قالوا انا سمعنا قرآنا عجبا يهدي الى الرشد فتأثير القرآن تأثير عجيب على النفوس سبحان الله هو كلام رب العالمين يقرأ النبي عليه الصلاة والسلام القرآن على الواحد من العرب فيسلم مباشرة من غير ان يلقي عليه محاضرة او يلقي عليه خطبة او يكلمه مباشرة يقرأ عليه القرآن فيسلم لانهم يعني هم عرب اقحاح يفهمون القرآن والقرآن يعني تأثيره قوي جدا على النفوس فعمر رضي الله عنه لما قرأ عليه اول سورة طه اسلم هنا في في هذه القصة الطفيل ابن عمرو لما قرأ عليه النبي عليه الصلاة والسلام ايات من القرآن اسلم اه فكان عليه الصلاة والسلام يقرأ القرآن قل انما انذركم بالوحي قل انما انذركم بالوحي فلما قرأ عليه النبي عليه الصلاة والسلام القرآن اسلم فاراد ان يرجع الى قومه وقال يا رسول الله ادع الله ان يجعل لي اية حتى يقبلوا مني وقال اللهم اجعل له اية فجعل الله له نورا يخرج بين عينيه كالمصباح سبحان الله فقال اللهم في غير وجهي اخشى ان يقولوا انها مثلى فنزل النور واصبح على رأس سوطه كالقنديل فدعا ابويه للاسلام فاسلم ابوه ولم تسلم امه ودعا قومه ولم يسلم من قومه الا ابو هريرة ولو لم يكن من حسنات الطفيل الا ان اسلم ابو هريرة على يديه هذا حافظة الاسلام ابو هريرة رضي الله عنه احفظ الصحابة لحديث النبي صلى الله عليه وسلم فاسلم ابو هريرة وجاء الطفيل مع ابي هريرة للنبي عليه الصلاة والسلام وقال الطفيل يا رسول الله ان دوسا قد كفرت وابت فادعوا الله عليها فقيل هلكت فالنبي عليه الصلاة والسلام بدأ يدعو الله عليه دعا الله لها قال اللهم اهد دوسا واتي بهم فهداهم الله عز وجل واتى بهم واسلموا وهذا يدل على فضل هذه القبيلة قبيلة دوس وانهم اسلموا بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم وهذا يدل ايضا على شفقة النبي عليه الصلاة والسلام لما قيل له ادع الله على دوس دعا الله لهم قال المصنف رحمه الله حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن المغيرة عن الحارث عن ابي زرعة. قال قال ابو هريرة لا ازال احب بني تميم من ثلاث افسمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هم اشد امتي على الدجال قال وجاء صدقاتهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذه صدقات قومنا قال وكانت سبية منهم عند عائشة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتقيها فانها من ولد اسماعيل وهذا يدل على فضل هذه القبيلة قبيلة بني تميم وابو هريرة ذكر لهم ثلاث مناقب سمعها من النبي صلى الله عليه وسلم المنقبة الاولى ان بني تميم اشد امتي على الدجال قال القرطبي فيه تصريح بان بني تميم لا ينقطع نسلهم الى ذلك الحين يعني الى حين خروج المسيح الدجال. وقيل حتى الى يوم القيامة وايضا بانهم يتمسكون بالحق في ذلك الوقت ويقاتلون عليه وهذه منقبة عظيمة لهذه القبيلة المنقبة الثانية قال وجاءت صدقاتهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذه صدقات قومنا فاظافهم الى نفسه ففيه تشريف وتكريم لهم لبني تميم المنقبة الثالثة كانت سبية منهم عند عائشة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتقيها فانها من ولد اسماعيل وذلك ان عائشة كان عليها نذر اه بان تعتق من ولد اسماعيل فسبي سبي من بني العنبر من بني تميم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان سرك ان تفي بنذرك فاعتقي من هؤلاء فجعلهم من ولد اسماعيل فهذه ثلاث مناقب اه سمعها ابو هريرة من النبي صلى الله عليه وسلم في فضل بني تميم باب خيار الناس حدثني حرمنة ابن يحيى اخبرني ابن وهب اخبرني يونس عن ابن شهاب حدثني السعيد ابن المسيب عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تجدون الناس معادا فخيارهم في الجاهلية خيارهم وفي الاسلام اذا فقهوا وتجدون من خير الناس في هذا الامر اكرههم له قبل ان يقع فيه. وتجدون من شرار الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه قوله تجدون الناس معادن فخيارهم في الجاهلية اي من كان متصفا بمكارم الاخلاق في الجاهلية فيكون متصفا بها كذلك ايضا في الاسلام قوله اذا فقهوا في اشارة الى ان الشرف في الاسلام لا يتم الا بالتفقه في الدين وقوله ان تجدون من خير الناس في هذا الامر اكرههم له قبل ان يقع آآ قال النووي قال القاضي يحتمل ان المراد به الاسلام كما كان من عمر وخالد الوليد وعمرو بن العاص وعكرمة بن ابي جهل وسهيل بن عمر وغيره المسلمة الفتح من كان يكره الاسلام كراهية شديدة لما دخل فيه ولما دخل فيه اخلص واحبه وجاهد فيه حق جهاده فهذا معنى قوله تجدوه من خيار الناس في هذا الامر اكرههم له قبل ان يقع فيه وهذا احد معاني هذا الحديث وهناك معنى اخر ذكره الحافظ ابن حجر في الفتح اي ان الدخول في عهدة الامرة آآ انها مكروهة مكروهة من جهة تحمل المشقة ولكن اذا وقع فيه الانسان وحصلت له هذه الامرة فتزول عنه الكراهية هذا معنى اخر لهذا الحديث طيب اه ابرز فوائد الحديث اولا آآ تفاوت الناس في مراتبهم وانهم كمعادن الذهب والفضة حيث تشتمل على النفيس والخسيس. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام تجدون الناس معادن فخيارهم الجاهلية خيارهم في الاسلام فالناس معادن كما ان المعادن تتفاوت فيما بينها ومنها الذهب والفظة والالماس نفائس المعادن ومنها المعادن الدنيئة الخسيسة كذلك ايضا الناس يتفاوتون في اخلاقهم وفي طباعهم بمكارمهم يتفاوتون تفاوتا عظيما ايضا من فوائد هذا الحديث فضل الفقه في الدين وان وان الانسان يشرف بقدر ما عنده من الفقه في الدين لقوله عليه الصلاة والسلام تجدون الناس معادنا فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الاسلام اذا فقهوا ايضا من الفوائد ان الاسلام لا ينقص الشريف عن شرفه بل يزيده ولهذا كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم انه اذا اتاه وفد سألهم من سيدكم فاذا اخبروه ولاه عليهم ايضا من الفوائد مدح كراهية الامارة والمنصب وذم الحرص عليها لان اخطارها كثيرة ومسئولياتها في الدنيا والاخرة كبيرة وكما جاء في الحديث نعمة المرضعة وبئست الفاطمة ولهذا قال عليه الصلاة والسلام تجدون من خير الناس في هذا الامر اكرههم له قبل ان يقع فيه اي ان الدخول في عهدة العمرة والمنصب انها مكروهة فلا ينبغي للانسان ان يحرص عليها ولا ان يتشوف لها من جهة تحمل المشقة وانما تشتد الكراهة لتولي الامرأة والمنصب ممن يتصف بالعقل والدين لما في ذلك من صعوبة العمل بالعدل ولما يترتب عليه من مطالبة الله للقائم به من حقوقه وحقوق عباده وقوله عليه الصلاة والسلام بهذا الحديث وتجدون من خير الناس في هذا الامر اكرههم له قبل ان يقع فيه قوله قبل ان يقع فيه ايمن ايمن لم يكن حريصا على الامرة او المنصب ولم يكن متشوفا له اذا حصل له ذلك بغير سؤال تزول عنه الكراهة تزول عنه كراهة ذلك لما يرى من اعانة الله تعالى له فهذا هو معنى هذا الحديث ايضا من الفوائد اذموا ذي الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه وذلك لان ذو الوجهين فعله هذا من افعال المنافقين ومن اشر الناس عند الله عز وجل ولهذا قال عليه الصلاة والسلام تجدون من شرار الناس ذا الوجهين الذي ياتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه وهذا نجده في الواقع تجد بعض الناس اذا اتى لهؤلاء الان لهم الكلام وذم خصومهم واذا اتى اولئك الان لهم الكلام وذم خصومهم. فيأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه فهذا هو ذو الوجهين وهو من شرار الناس عند الله عز وجل وهو بفعله هذا يتشبه بالمنافقين ونقف عند باب من فضائل نساء قريش نفتتح بها درسنا القادم ان شاء الله تعالى الله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. وحتى الاذان يجيب عما تيسر من الاسئلة امرأة عاهدت الله على ان تردد خلف الاذان وان تصلي ولم تستمر على هذا العهد وممكن تستبدله بطاعة اخرى هذا العهد يعتبر نذر اي من صيغ النذر ان تقول عاهدت الله او عاهدتك يا ربي ان افعل كذا من امور الطاعة ونذر الطاعة يجب الوفاء به وعلى ذلك فهذه المرأة يجب عليها ان تفي بهذا النذر. بعض العامة يردد المسألة فيها خلاف اذا لم يعجبه الحكم الراجح فما هو الجواب نقول اه عند حصول الخلاف بين العلماء فالمستفتي يلزمه ان يتبع قول من يرى انه هو الاعلم من هؤلاء العلماء المختلفين من يرى انه هو الاعلم في علمه ودينه وامانته من هو الاوثق في نفسه لديه في علمه ودينه وامانته وليس له ان يتخير وان يتشحى ليس له ذلك والا يعني بهذه الطريقة يكون فيه تمييع لكثير من امور الدين وما كل خلاف معتبر ما لم يكن له حظ من النظر وبعض المسائل فيها خلافات يسيرة فيها اقوال شاذة فخلافات ضعيفة لا يلتفت لهذه الخلافات انما الخلافات يعني المعتبرة الخلافات القوية هذه يعني يوم اختلف كبار علماء البلد في مسألة من المسائل هذه التي يقال فيها خلاف لكن اذا كان عامة علماء البلد عامة كبار علماء البلد على رأي اه يلزم العامة ان يتبعوا رأي علمائهم ولا يقال ان المسألة فيها خلاف وكما ذكرنا ان المستفتي والمقلد يلزمه ان يتبع رأي من من هو اوثق العلماء لديه في علمه ودينه وامانته هل قراءة القرآن وحفظه واجبة ومن لم يستطع حفظه ولا قراءته هل عليه ذنب حفظ القرآن ليس واجبا وانما هو مستحب وهو من المناقب الرفيعة. يقول النبي صلى الله عليه وسلم الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة فمنزلة الماهر بالقرآن الحافظ له يكون مع الملائكة السفرة الكرام البررة والله تعالى يقول بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم وحفظ القرآن منقبة وشرف عظيم للمسلم. لكنه ليس واجبا وانما هو مستحب انما يجب آآ فقط قراءة الفاتحة الفاتحة التي هي ركن من اركان الصلاة واما قراءة القرآن فعلى المسلم ان يقرأ ما تيسر من القرآن يعني من غير قراءته في الصلاة حتى لا يكون هاجرا للقرآن قال الرسول يا ربي ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا بعض الناس لا يكاد يقرأ القرآن هذا هذا يكون هاجرا للقرآن. بعضهم لا يقرأه الا في رمضان آآ على المسلم ان ان يقرأ القرآن والا يمر عليه يوم الا وقد قرأ فيه شيئا من كتاب الله عز وجل. ان مر على الحساب ايام في السنة لا شيء فيه هل يكون عليه زكاة ليس فيه زكاة اذا مر على الحساب الجاري ايام ليس فيه رصيد معنى ذلك انه ليس عنده اه مال قد حال عليه الحول ومن شروط وجوب الزكاة ان يحول الحول على هذا المال فاذا كان يعني الرصيد في بعظ ايام السنة يكون صفرا معنى ذلك ان ان هذا الانسان لا زكاة عليه في هذا الرصيد عندي وسواس في عدد الركعات لكنه يزول بتركي له احيانا وبتركي له ولكن اكون احيان منشغلة بالتفكير خارج الصلاة وظيع عدد الركعات انا اعتبره وسواسه ولا التفت اليه ام الاخذ بالاقل من كان عنده وسواس لا يلتفت للشك لا يطرح الشك من كان عنده وسواس يتطرح الشك ولا يلتفت اليه اما من لم يكن عنده وسواس فان هذا اه ان كان عنده غلبة ظن عمل بغلبة ظنه وسجد للسهو بعد السلام وان لم يكن عنده غلبة ظن عمل باليقين وهو الاقل. اذا شك هل صلى ثلاثا او طبعا يجعلها ثلاثا ويأتي بركعة رابعة ويسجد للسهو قبل السلام. لكن من عنده وسواس وكثير الشكوك لا يلتفت هذه الشكوك ولا لهذه الوساوس. ما حكم قول انتصرت على المرض هذه المقولة مقولة غير لائقة و تشعر بان الانسان انه بحوله وقوته انتصر على ما قدره الله عز وجل عليه ففيها نوع من سوء الادب وانما يقول شفاني الله عز وجل من هذا المرض الله تعالى هو الذي يشفي واذا مرضت فهو يشفين. وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو والانسان بشر ضعيف مخلوق ضعيف فعليه ان يعرف قدر نفسه وكلمة انتصرنا على هذا المرض آآ ان ننتصر نريد ان نحارب ننتصر اه على هذا المرض هذه مقولات غير مناسبة فنقول نسأل الله تعالى الشفاء من هذا المرظ. نسأل الله تعالى ان يرفع عنا الوبا ونحو ذلك من العبارات التي فيها ادب مع الله عز وجل اما مثل هذه العبارة انتصرنا ونريد ننتصر على هذا المرض فهذه عبارات لا تليق بالمسلم المسلم يعرف بان هذه الامراض وهذه الاوبئة قدرها الله عز وجل بحكمته البالغة وان الله تعالى يقول وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو والله تعالى هو الذي يكشف الظر. والله تعالى هو الذي اه يشفي الانسان من مرضه. والا اذا لم يرد الله تعالى الشفاء فمهما آآ فعل من الاسباب فلن يشفى وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو. ويردك بخير فلا رد لفضله. فالامور كلها بيد الله عز وجل فينبغي الابتعاد عن هذه العبارة. لانها فيها سوء ادب مع الله عز وجل. فالمرض الذي قدره هو الله عز وجل لم يكن هذا المرض الا بتقدير الله سبحانه وتعالى. كلمة انتصرت على على المرض ونحو ذلك هذه عبارات غير مناسبة وغير لائقة وانما يقول نسأل الله تعالى ان ان يشفينا من هذه الامراض وان يرفع الاوبئة ونحو ذلك. فيرد الامر الى الله عز وجل. هل يجوز الاقسام على الله عز وجل اذا كان الباعث هو حسن الظن الاقسام على الله سبحانه ينقسم الى قسمين اه الاقسام على الله عز وجل بدافع آآ الغرور وآآ الكبر ونحو ذلك هذا لا يجوز هذا لا يجوز والقسم الثاني الاقسام على الله عز وجل آآ من باب حسن الظن بالله سبحانه والثقة به يقول والله ليحصلن كذا والله اه لا يكون كذا والله ليكون كذا فهذا لا بأس به وهو الوارد في الحديث ان من عباد الله من لو اقسم على الله لابره اي انه لو انه قال اقسم بالله انه ما يحصل كذا يبر الله تعالى بقسمه فلا يحصل كذا فاذا يكون الاقسام على الله عز وجل فيه هذا آآ التفصيل ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين عليكم ورحمة الله وبركاته