والانسان ايها الاخوة مهما كان عليه من القوة في العبادة. لا يمكن ان يعبد الله عز وجل كما يحب الله الا عن طريق العلم. لكن نحتاج في هذا الزمن الى رفع مستوى الهمة وان يحرص طالب العلم على طلب العلم وان يخلص النية لله عز وجل لو لم يكن من الا انه يتعرض لمغفرة الله. اشهدكم اني قد غفرت له الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته الى يوم الدين حياكم الله تعالى في هذا الدرس في هذا اليوم الثلاثاء الرابع من شهر ربيع الاخر من عام الف واربع مئة وثلاثة واربعين للهجرة اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا ونسألك اللهم علما نافعا ينفعنا ربنا اكرمتنا من لدنك وهيئ لنا من امرنا رشدا وهذا هو الدرس الثالث والاربعون في صحيح مسلم بشرح كتاب البر والصلة والاداب وكنا قد وصلنا الى باب النهي عن ضرب الوجه قال الامام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه اه حدثنا شيبان ابن فروخ او قبل هذا؟ قال نعم حدثنا عبد الله بن مسلم بن قالب حدثنا المغيرة يعني الحزام عن ابي زناد لعرج عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قاتل احدكم فليجتنب الوجه ثم ساقه المصنف عن ابي هريرة بلفظ اذا قاتل احدكم اخاه فليتق الوجه ثم ساقه ايضا من حديث ابي هريرة بلفظ اذا قاتل احدكم اخاه فلا يطمن الوجه ثم ايضا ساقه آآ عن قال وفي حديث حاتم وفي حديث ابن حاتم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حديث ابي هريرة قال اذا قاتل احدكم اخاه فليجتنب الوجه فان الله خلق ادم على صورته ثم ساقه ايضا من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا قاتل احدكم اخاه فليجتنب الوجه هذه الاحاديث فيها النهي عن ضرب الوجه قال النووي رحمه الله قال العلماء هذا تصريح بالنهي عن ضرب الوجه لانه لطيف يجمع المحاسن واعضاؤه نفيسة لطيفة واكثر الادراك بها فقد يبطلها فقد يبطلها ضرب الوجه وقد ينقصها وقد يشوه الوجه والشين فيه فاحش لانه بارز ظاهر لا يمكن ستره ومتى ضربه لا يسلم من شيء غالبا ويدخل في النهي اذا ضرب زوجته او ولده او عبده ضرب تأديب فليجتنب الوجه يعني هكذا علل النووي رحمه الله وهذا التعليل يعني يريد به الخروج من التعليل المذكور في الحديث وهو فان الله خلق ادم على صورته والنووي رحمه الله عفا الله عنا وعنه اه عنده اشعرية ولذلك حاول ان يتأول هذا الحديث فان الله خلق ادم على صورته قال من العلماء من يمسك عن تأويلها ويقول نؤمن بانها حق وان ظاهرها غير مراد ولها معنى يليق بها وهذا مذهب جمهور السلف وهو احوط والقول النووي ان هذا مذهب جمهور السلف هذا غير مسلم فليس هذا مذهب جمهور السلف وانما مذهب جمهور السلف كما حكاه ابن تيمية رحمه الله ان المراد فان الله خلق ادم على صورة الله على صورة الله هذه المسألة آآ حصل فيها كلام كثير ولكن في القرون الثلاثة المفظلة الصحابة التابعين وتابعيهم لم يكن فيها خلاف لم يكن فيها خلاف ولهذا قال الامام ابن تيمية رحمه الله لم يكن بين لم يكن بين السلف في القرون الثلاثة لم يكن. ولهذا قال الامام ابن تيمية رحمه الله لم يكن بين السلف في القرون الثلاثة نزاع لان الضمير في هذا الحديث فان الله خلق ادم على صورته عائد الى الله ولكن لما انتشرت الجهمية في المئة الثالثة جعل طائفة الضمير فيه عائدا الى غير الله فالصواب اذا خلاف ما ذكره النووي. الصواب ان جمهور السلف على ان الضمير في قوله فان الله خلق ادم على صورته انه عائد الى الله ولكن يعني هناك عالم جليل ذهب الى ان الى خلاف ذلك وهو ابن خزيمة في كتابه التوحيد قال المراد على صورة المضروب او المشتوم وتعقبه اهل العلم وقال ابن تيمية انه لم يتابع ابن خزيمة عليه احد من ائمة الحديث من قبله ولا من بعده واعتذر عنه اهل العلم ومما اعتذر عنه الذهبي الحافظ الذهبي رحمه الله وقال ان يعتذر عن ابن خزيمة في هذا التأويل ثم قال لو ان كل من اخطأ في اجتهاده مع صحة ايمانه وتوخيه لاتباع الحق اهدرناه وبدعناه لقل من يسلم ومن الائمة معنا رحم الله الجميع والصحيح في معنى الحديث الذي عليه جمهور السلف اثبات الصورة لله تعالى كسائر ما ورد من الاسماء والصفات التي يسمى بها المخلوق على وجه التقييد واذا اطلقت على الله تعالى اختصت به مثل العليم الرحيم السميع البصير الرؤوف فمثلا الرؤوف ومن اسماء الله تعالى والله تعالى قال عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بالمؤمنين رؤوف رحيم. وهكذا الرحيم من اسماء الله وصلى الله تعالى نبيه انه رحيم لكن رحمة الله على الوجه اللائق به الذي التي لا تشابه رحمة المخلوقين ورحمة المخلوق على الوجه اللائق به رأفة الله على الوجه اللائق به التي لا تشابه رأفة المخلوقين ورأفة المخلوق على الوجه اللائق به. سمع الله على الصفة اللائقة بالله عز وجل والتي لا تشابه سمع المخلوقين وهكذا بصر الله وهكذا بقية صفات الله عز وجل ولهذا فليست الصورة باعجب من من بقية صفات الله عز وجل وكل موجود لا بد له من صفات تقوم به فلابد له من صورة يكون عليها ويمتنع في الوجود قائم بنفسه ليس له صورة وعلى هذا يكون معنى الحديث فان الله خلق ادم على صورته ان الله تعالى خلق ادم سميعا بصيرا متكلما اذا شاء وهذا وصف الله تعالى فانه سميع بصير متكلم اذا شاء. لكن ليس ليس سمع المخلوق كسمع الله تعالى ولا بصر مخلوق بصر الله تعالى ولا كلام المخلوق في كلام الله تعالى ولا صفات المخلوق كصفات الله تعالى فللعبد صفات تليق به ولله تعالى الصفات اللائقة به التي لا تشابه صفات المخلوقين وانما يعني بعض العلماء جنحوا لتأويل قوله فان الله خلق ادم على صورته فرارا من التشبيه والتمثيل وليس في هذا تشبيه ولا تمثيل لان نقول على صورته يعني على صورة الله اللائقة به كما نقول على سمع الله اللائق به على بصر الله اللائق به. فاين التمثيل واين التشبيه ولهذا اه يقول النبي صلى الله عليه وسلم اول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر على صورة القمر ليلة البدر. هل المقصود ان هؤلاء اللي يدخلون الجنة كالقمر مثل القمر تماما لا المقصود على صورة القمر في الوضاءة والحسن واستدارة الوجه فصورتهم فيها شبه بالقمر بدون مماثلة فلا يلزم من كون الشيء على صورة الشيء ان يكون مماثلا له الذين يدخلون الجنة اول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر هل هم يعني مماثلون للقمر؟ الجواب لا. وانما المقصود على صورته في الحسن والجمال والبهاء استدارة الوجه ونحو ذلك ولهذا فالصواب في في معنى الحديث ان الله خلق ادم على صورة الرحمن ان الله خلق ادم على صورة الرحمن قال عبدالله ابن الامام احمد قال رجل لابي ان رجلا يقول خلق الله ادم على صورته اي على صورة الرجل قال كذب هو قول الجهمية وقال الامام احمد ايضا من قال ان الله خلق ادم على صورة ادم فهو جهمي واي صورة كانت لادم قبل ان يخلقه فالصواب اذا في معنى الحديث ان الله خلق ادم على صورة الرحمن على صورة الله عز وجل. وقد جاء هذا مصرحا به في احدى الروايات. ان الله خلق ادم على صورة الرحمن. وانما يخشى منه من التشبيه والتمثيل انه اه غير وانما الصورة كسائر صفات الله عز وجل كيده آآ سمعه وبصره كلامه وبقية صفاته جل وعلا والله تعالى والصفات اللائقة به والمخلوق له صفات تليق به والله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فهذا التوهم الذي توهمه يعني من توهمه اه تأول الحديث هذا لا وجه له هذا لا وجه له ويعني ذكرنا هذا عن ابن خزيمة واعتذر عنه العلماء وخزيمة يعني على مذهب السلف وعلى طريقة السلف لكن اعتبروا ان هذا زلة اعتبروا ان هذا آآ زلة من ابن خزيمة رحمه الله تعالى وعفى الله تعالى عنا وعنه والقرطبي كذلك ابو العباس القرطبي صاحب المفهم ايضا تأول هذا الحديث وايضا المازري تأول هذا الحديث وآآ يعني ذهبوا قالوا ان الصورة تفيد التركيب وكل مركب محدث والله ليس بمحدث وليس هو مركبا هذا كلام غير مقبول وغير مسلم الله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. والصورة آآ لا نسلم بان سورة الله تفيد التركيب الله ليست كصورة الادمي حتى يقال انها تفيد التركيب وكل مركب محدث وانما صورة الله آآ لا نعلم حقيقتها ولا كونها. كما لا نعلم كيفية سمع الله تعالى وكيفية صفات الله وكيفية بصره وكل صفاته جل وعلا. لكننا نعلم معنى السمع ومعنى البصر ومعنى الصورة. ومعنى صفات الله تعالى نعلم معناها. واما فيتها وحقيقتها هذه لا نعلمها الله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وعلى هذا اه قول المازري ان الصورة تفيد التركيب وكل مركب محدث والله ليس بمحدث. اه نقول ان قوله ان الله ليس بمحدث. صحيح ان الله تعالى ازلي ليس ليس كمثله شيء وليس قبله شيء هو الاول ليس قبله شيء لكن لا نسلم بان الصورة تفيد آآ التركيب لان المقصود صورة الله عز وجل التي لا كيفيتها ولا حقيقتها وانما قال ذلك لانه اعتقد ان ان صورة الله تعالى مثل صورة الادمي وهذا غير صحيح. الله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير طير. دل هذا الحديث على تحريم ضرب الوجه مطلقا حتى ضرب وجه الدابة لا يجوز ومن ذلك صفع الوجه ولطم الوجه هذا محرم لان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنه وقال فليجتنب الوجه وقال فليتق الوجه وقال فلا يطمن الوجه وهذا نهي صريح بوجوب اجتناب الوجه وان من اه ضرب الوجه او لطم الوجه اه انه وقع في المخالفة وعلى هذا لا يجوز الصفع في الوجه ولا يجوز اللطم في الوجه ولا يجوز ضرب الوجه مطلقا لا انسان ولا حتى حيوان فهذا قد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم. ومن ذلك ايضا الوسم وسم الدابة في الوجه فانه محرم وقد جاء في حديث جابر ان النبي صلى الله عليه وسلم مر على حمار قد وسم في وجهه فقال لعن الله من وسمه وهذا يدل على ان هذا الفعل من كبائر الذنوب فلا يجوز وسم الحيوان في الوجه. وان كان وسم الحيوان في غير الوجه لا بأس به اذا اقتضت المصلحة ذلك. لكن وسم الحيوان في الوجه محرم بل من كبائر الذنوب. وقوله عليه الصلاة والسلام لعن الله من وسمه. هذا يدل على تشديد الشارع في هذه المسألة. وهذا يؤكد اه القول بتحريم ضرب الوجه ولطم الوجه ومن ذلك ايضا تقبيح الوجه فانه محرم. فلا يجوز ان تقول لانسان قبح الله وجهك او تقول لانسان يعني كما تقول بعض العامة قطع الله وجه فلان قطع الله وجهك هذا لا يجوز لا يجوز تقبيح الوجه وآآ ويدل لذلك ما جاء عند احمد بسند صحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا ضرب احدكم فليجتنب الوجه ولا يقول قبح الله وجهك ووجه من اشبه وجهك فان الله خلق ادم على صورته فقد ورد النهي عن تقبيح الوجه وقد جاء في حديث باهز بن حكيم عن ابيه عن جده ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقبح الوجه ولا تضرب. اخرجه ابو داوود والنسائي وابن ماجة بسند فاذا لا يجوز ان يقول انسان لاخر قبح الله وجهك او قطع الله هذا الوجه او نحو ذلك مما فيه التقبيح للوجه. هذا محرم وقد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم. ونخلص من هذا الى ان الوجه اه يجب اه صونه عن الضرب وعن الوسم وعن التقبيح فلا يجوز الظرب في الوجه ولا يجوز تقبيح الوجه ولا يجوز الوسم في الوجه. بالنسبة للدابة ونحوها. كل هذا محرم بل ان النبي عليه الصلاة والسلام في وسم الدابة في الوجه قال لعن الله من وسمه وهذا يدل على تشديد الشارع في هذه المسألة. طيب ننتقل بعد ذلك الى باب الوعيد الشديد لمن عذب الناس بغير حق. قال الامام مسلم في صحيحه حدثنا ابو بكر بن ابي شيبة حدثنا حفص بن عن هشام ابن عروة عن ابيه عن عن هشام بن حكيم بن حزام قال مر بالشام على اناس وقد اقيموا في الشمس وصب على رؤوسهم الزيت فقال ما هذا قيل يعذبون في الخراج فقال اما اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله يعذب الذين يعذبون في الدنيا. وان الله يعذب الذين يعذبون في الدنيا فقال اما اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله يعذب الذين يعذبون في الدنيا ان الله ايعذب الذين يعذبون في الدنيا وثم ساق المصنف هذا الحديث ايضا عن هشام حكيم حزام انه مر على اناس من الانباط والانباط هم فلاحوا العجم بالشام قد اقيم في الشمس وقال ما شأنهم قالوا حبسوا في الجزية. قال هشام اشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا. ودل هذا الحديث على تحريم تعذيب الناس بغير حق وان الذي يفعل ذلك فان الله تعالى يعذبه في نار جهنم وهذا محمول على التعذيب بغير حق فلا يدخل فيه التعذيب بحق كالقصاص والحدود والتعزير ونحوه وانما هو محمول على التعذيب بغير حق وان الله تعالى يعذب الذين يعذبون في الدنيا وهذا التعذيب من الله عز وجل لهؤلاء الذين يعذبون في الدنيا اه هذا يكون في الاخرة في نار جهنم ويحتمل ايضا ان الله تعالى يعذبهم في الدنيا قبل الاخرة بحسب ما تقتضيه حكمة الله عز وجل البالغة. اه ثم ساق المصنف هذا الحديث قال وحدثنا اسحاق بن ابراهيم خبرا جرير كلهم عن هشام بهذا الاسناد وزاد في حديث جليل قال واميره يومئذ عمير بن سعد على فلسطين عمير ابن سعد الانصاري الاوسي ولاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه على حمص وهو احد الذين وابوه ابو ابو آآ وجده ابو زيد الانصاري احد الذين جمعوا القرآن قد كان اميرها امير حمص ولاه عمر على حمص لكن يعني مر عليه آآ هشام وهو امير على فلسطين فلسطين هكذا تنطق بكسر الفاء وفتح اللام فلسطين وهي بلاد بيت المقدس وما حولها وهي يعني فلسطين المعروفة وهذا يدل على انها كانت تسمى فلسطين منذ ذلك الحين يعني منذ زمن الصحابة وهي تسمى فلسطين دخل عليه فحدثه فامر بهم فحلوا. وهذا يعني هذا الصحابي الجليل دخل على امير في طين وانكر عليه تعذيب هؤلاء وكانوا اناس من اهل الذمة لم يدفعوا الجزية حدثه بما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم من قوله ان الله يعذب الذين يعذبون في الدنيا فاستجاب هذا الامير لنصيحة هذا الصحابي فامر بهم فحلوا وهذا يدل على ما كان عليه الصحابة من الصدع بالحق وقد دخل هذا الصحابي هشام حكيم على امير فلسطين وذكره بحديث النبي صلى الله عليه وسلم واستجاب هذا الامير ايضا لنصيحة هذا العالم ثم ساق المصنف هذا الحديث آآ عن عروة بن الزبير ان هشام بن حكيم وجد رجلا وهو على حمص اه يشمس ناسا من النبط في اداء الجزية ويعني يضعهم في الشمس فقال ما هذا؟ اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا وايضا جاء في الحديث الاخر ان النبي عليه الصلاة والسلام قال صنفان من اهل النار لم ارهما قط يعني لم ارى عذابا مثل عذابهما قوم معهم اه سياط كاذناب البقر يعني هؤلاء الذين يعذبون الناس بغير حق ويضربون الناس بغير حق هؤلاء جرمهم عظيم عند الله عز وجل وعذابهم كبير ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام ذكر هذا الصنف من الناس انهم يعني من اشد الناس عذابا. وقال الصنفان من الناس لم ارى مثلهما قط يعني في تعذيبهم يوم القيامة بسبب تعذيبهم للناس في الدنيا. طيب ننتقل بعد ذلك الى باب من امر بسلاح بمسجد او سوق او غيرهما من المواضع الجامعة للناس ان يمسك بنصالها حدثنا ابو بكر بن ابي شيبة هو اسحاق ابن ابراهيم قال اسحاق اخبرنا وقال ابو بكر حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو سمع جابر يقول مر رجل في المسجد بسهام وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم امسك بنصالها والنصال جمع نصل وهي حديدة السهم او الرمح ثم ساق المصنف هذا الحديث عن جابر ان رجلا مر باسهم في المسجد قد ابدى نصولها فامر ان يأخذها بنصولها كي لا يخدش مسلما ثم ساق المصنف ايضا هذا الحديث عن جابر بلفظ انه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم امر رجلا كان يتصدق بالنبل في المسجد الا يمر بها الا الا وهو اخذ بنصولها ثم آآ ساق المصنف حديث ابي موسى قال حدثنا هداب ابن خالد حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن ابي بردة عن ابي موسى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا مر احدكم في مجلس او سوق وبيده نبل فليأخذ بنصالها ثم ليأخذ بنصالها ثم ليأخذ بنصالها وهذا دليل على تأكد الامر فقال ابو موسى والله ما متنا حتى سددنا حتى سددناها بعضنا في وجوه بعض اه ثم ساق المصنف هذا الحديث عن ابي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا مر احدكم في مسجدنا او في سوقنا ومعه نبل فليمسك علنا صالح بكفه ان يصيب احدا من مسلمين منها بشيء او قال ليقبض على نصالها وهذا الحديث يدل على اه ان ان من كان هذا الحديث يدل على هذا الادب وهو الامساك دل هذا الحديث على هذا الادب وهو الامساك بن ايصال السهام عند ارادة المرور بين الناس في مسجد او سوق او غيره لانه اذا كانت السهام بارزة فانه ربما يأتي احد مسرعا فتصيبه وآآ مثل ذلك ايضا العصا فلا تمسك عرظا لانها اذا مسكت عرظا قد يؤذي الانسان من وراءه اذا امسكه عرظا هكذا قد يمسي من وراءه ولكن تمسك طولا هكذا بحيث يكون رأسها الى السماء ويكون اسفلها الى الارض حتى لا يؤذي الانسان من خلفه اه دل هذا الحديث على انه يجب على الانسان ان يتوقى كل ما فيه اذية للناس لان اذية المؤمنين من كبائر الذنوب والدليل لذلك قول الله عز وجل والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسير الاية بقوله والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا. قال ينسبون اليهم ما هو براء منه لم يعملوه ولم يفعلوه فهذا ذنبه عند الله عظيم الذي يأتي بمسلم وينسب اليه ما هو براء منه لم يفعله ولم يعمله ولم يتصف به فينسبه الى ذلك الشيء ويؤذيه بذلك يقول الله تعالى فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا اي ارتكبوا افحش الكذب. البهتان هو افحش الكذب وافحش الزور واثما مبينا يعني اتوا ذنبا ظاهر القبح وهذا يدل على ان هذا آآ هذه الاذية انها من كبائر الذنوب والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا فمن اتى لانسان ونسبه لامر لم يفعله ولم يقع منه ولم يتصف به فما اعظم مصيبته عند الله عز وجل قد احتمل بهتانا واثما مبينا وارتكب كبيرة من كبائر الذنوب وجاء في الاية الاخرى في سورة النور قول الله عز وجل ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والاخرة ولهم عذاب عظيم فمن يرمي انسانا غافلا عن هذا الشيء الذي قد رمي به لم يتصف به فانه يدخل في الوعيد الشديد في هذه الاية اي انه يستحق اللعنة في الدنيا والاخرة. في الدنيا يطرد من رحمة الله وفي الاخرة ايضا يطرد من رحمة الله تعالى واذا طرد في الاخرة من رحمة الله كان جزاؤه جهنم وبئس المصير لكن حتى ايضا في الدنيا اه تحق عليه اللعنة فيطرد من رحمة الله عز وجل ولذلك لا يجد هذا الانسان التوفيق في حياته كلما اتى بابا وجده مغلقا ولا يجد التوفيق ولا يجد السعادة في حياته بسبب اذيته لغيره من المؤمنين ولعنة الله تعالى له ولهذا قال سبحانه لعنوا في الدنيا والاخرة. ولهم عذاب عظيم بحقوق العباد امرها عند الله عز وجل عظيم جدا وامرها اه شديد ولذلك لا احد يتعرض لمؤمن اه بغير حق ويؤذيه وينسبه بنسبة غير صحيحة او يؤذيه بقول او فعل او كتابة فانه يدخل في هذا الوعيد الشديد. يستحق اللعنة في الدنيا والاخرة. ويكون قد ارتكب اه بهتانا واثما وهذا يدل على شدة هذا الامر وعلى عظيم اثمه عند الله عز وجل. وعلى تشديد الشارع في هذا الامر. لان فيه اذية شديدة للمؤمنين ولهذا يعني هذا الامر قد يتساهل فيه بعض الناس خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي فيأتون لانسان بريء ويقذفونه بما هو منه بريء بما هو منه براء ويقذفونه بما هو منه براء. او ينسبونه لامر هو منه براء. فيعرضون انفسهم لهذا الوعيد الشديد وهو اللعنة في الدنيا والاخرة ولهم عذاب عظيم وايضا قد احتملوا بهتانا واثما مبينا. وهذا يدل على شدة اه هذا الامر في الشريعة الاسلامية وعلى تشديد الشارع على هذه القضية لان اذيتها شديدة والمها كبير فلهذا شدد الشارع فيها هذا التشديد العظيم اه ننتقل بعد ذلك الى باب النهي عن الاشارة بالسلاح الى المسلم قد ساق فيه الامام مسلم آآ اه عدة احاديث اولها حديث ابي هريرة قال الامام مسلم في صحيحه حدثني عمرو الناقض وابن ابي عمر قال عمرو حدثنا سفيان ابن قال عمرو حدثنا سفيان ابن عيينة عن ايوب علي ابن سيرين اسمعت ابا هريرة يقول قال ابو القاسم صلى الله عليه وسلم من اشار الى اخيه بحديدة فان الملائكة تلعنه حتى يدعه وان كان اخاه لابيه وامه ثم ساق المصنف هذا الحديث عن ابي هريرة آآ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يشير احدكم الى اخيه بالسلاح فانه لا يدري احدكم لعل الشيطان ينزع في يد فيقع في حفرة من النار وآآ في هذا الحديث النهي عن ان يشير الانسان الى غيره بسلاح او بحديدة او بحجر ونحو ذلك كانه يريد ان يرميه به لانه ربما اذا فعل ذلك نزع الشيطان في يده فاصاب اخاه المسلم بتلك الحديدة او ذلك السلاح فيقع في حفرة من حفر النار ولهذا هذا العمل الاشارة بالسلاح ولو على سبيل المزاح محرمة بل انها من كبائر الذنوب لان النبي صلى الله عليه وسلم قال فان الملائكة تلعنه حتى يدعه فامر يترتب عليه لعن الملائكة لا شك انه من كبائر الذنوب قال وان كان اخاه لابيه وامه حتى ولو كان هذا قريبا منك تمزح معه لا يجوز المزح بالسلاح فهذا يفعله بعض الناس يمزح بعضهم على بعض بالسلاح بان يصوب بندقيته او مسدسه اليه او سكينا او اه آآ اي شيء آآ يرفعه عليه يريد بذلك ممازحته يريد بذلك ممازحته فلا يجوز ذلك بل هو من كبائر الذنوب ومتى ما رفع السلاح على اخيه فان الملائكة تلعنه حتى يدعه فهذا يقتضي لعنة الملائكة لهذا الذي قد رفع السلاح ولو كان على سبيل المزاح. والغالب ان هذا انما يقع على سبيل المزاح فالمزاح يكون بغير هذا. هذا من صورة المزاح الممنوع. ان الانسان يشير بالسلاح على اخيه المسلم فهذا من من صورة المزاح الممنوع. والعلة في ذلك بينها النبي صلى الله عليه وسلم قال فانه لا يدري احدكم لعل الشيطان ينزع في يده وجاء في نسخة ينزغ ينزغ في يده ولكن اكثر النسخ على ان ينزعوا في يده. يعني ربما ان الشيطان يتسبب في ان يصيب اخاه خاصة يعني السلاح في وقتنا الحاضر بالمسدس وما يسمى بالرشاش والبندقية ونحو ذلك فانه ربما يضع اصبعه على هذا السلاح فينزع الشيطان فيه فيصيب اخاه فيقتله ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا وثم اذا قتله يبوء باثمه بدليل قول النبي عليه الصلاة والسلام فيقع في حفرة من النار بسبب انه خالف نهي النبي عليه الصلاة والسلام بحمله السلاح على اخيه المسلم حتى ولو كان ذلك على سبيل الممازحة فهذا يدل على انه آآ ان هذا العمل انه من كبائر الذنوب. ولهذا ينبغي ان يشاع آآ هذا الحكم في المسلمين. لان بعض الناس يتساهل في هذه المسألة فيمزح مع غيره بالسلاح في رفع عليه السلاح يرفع عليه مسدس يرفع عليه البندقية يرفع عليه السلاح يمازحه بذلك اه يريد تخويفه فهذا العمل محرم بل من كبائر الذنوب ومن فعل ذلك فان الملائكة تلعنه حتى يدعه وثم ايضا الشيطان قد يدخل اثناء اثناء رفعه للسلاح قد يدخل الشيطان فينزع يده فيصيب اخاه المسلم فيقتله وكم سمعنا من قصص في هذا ان هناك من كان يمزح مع صديق له ثم قتله فهذا هو السبب. السبب انه يأتي ممازحا له ويرفع عليه السلاح. ثم يأتي الشيطان وينزع في يده حتى يصيب اخاه او صديقه فيقتله فعلى هذا يجب اه التأدب بهذا الادب الذي ارشد اليه النبي صلى الله عليه وسلم. وهو انه لا يجوز وهو انه لا يشير على اخيه بالسلاح لا يرفع السلاح على اخيه المسلم مطلقا. سواء كان جادا او او مازحا. لا يجوز ان يشير بالسلاح على اخيه مطلقا اخذ بعض العلماء المعاصرين من هذا من نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الاشارة الى اخيه بالسلاح اه اه ما يفعله بعضهم من اللعب بالسيارة بان يقصد انسانا بالسيارة مسرعا فاذا قرب منه حركها بسرعة عنه يريد بذلك اللعب والمزاح وتخويف هذا الشخص فهذا يدخل في النهي الوارد بهذا الحديث وبل انه يدخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم آآ من اشار الى اخيه بحديدة فان الملائكة تلعنه وآآ كونه يأتي اليه مسرعا بالسيارة هذا اعظم من الاشارة اليه بالحديدة ولذلك ربما يأتي اذا اه صاحبه بالسيارة مسرعا يريد بذلك اللعب. وربما يدهسه لان لانه لا يدري لعل الشيطان ينزع في يده فلا يتحكم في السيارة فلا يتحكم في السيارة فيدهسه فيقع في حفرة من النار فهكذا نقول اذا آآ اللعب بالسيارة آآ بقصد المزاح يدخل في النهي الوارد في هذا الحديث فهذا من من المزاح الممنوع. من اراد ان يمازح اخاه فليمازحه بالاشياء آآ البعيدة عن عن آآ هذا هذه الامور اه لا يمازحه بسلاح يرفعه عليه ولا يمازحه بسيارة يقصده بها مسرعا. فهذه الامور يصعب التحكم فيها. والشيطان يكون حاضرا فربما في السلاح ينزع في يده فيصيب صديقه او اخاه فيقتله. ربما في السيارة كذلك ربما ينزع الشيطان على قدمه فيدهس فلا يتحكم في السيارة فيدهس اخاه او صديقه فيقتله فهذه الامور ليست مجالا للمزاح فمن اراد ان يمازح اخاه او صديقه يمازحه بامور غير هذه. بالامور المسموح بها وليس وليست بهذه الامور الممنوعة وفي هذا الحديث النهي عن تعاطي اسباب الهلاك ولو على سبيل المزاح. فمن كان من اسباب الهلاك آآ يمنع منه حتى لو كان على سبيل المزاح قال النووي رحمه الله وفيه تأكيد حرمة المسلم والنهي الشديد عن ترويعه وتخويفه والتعرض له بما قد يؤذيه وقوله صلى الله عليه وسلم وان كان اخاه لابيه وامه مبالغة في ايضاح عموم النهي في كل احد. سواء من يتهم فيه ومن لا يتهم فيه. وسواء كان هذا هزلا ولعبا ام لا. لان ترويع المسلم حرام بكل حال ننتقل بعد ذلك الى باب فظل ازالة الاذى عن الطريق. قال الامام مسلم في صحيحه حدثنا يحيى ابن يحيى قال قال قرأت على مالك عن سمي مولى ابي بكر عن ابي صالح عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق فاخره ذكر الله له فغفر له. ثم ساق ايضا المصنف هذا الحديث اه عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مر رجل بغصن شجرة على ظهر طريق فقال والله لانحين هذا عن المسلمين لا يؤذيهم فادخل الجنة نعم. قال نعم ثم ساق المصنف هذا الحديث عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مر رجل بغصن شجرة على ظهر طريق فقال والله لانحين هذا عن المسلمين لا يؤذيهم فادخل الجنة فادخل الجنة ثم ساق المصنف هذا الحديث عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لقد رأيت رجلا يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس ثم ساق المصنف ايضا هذا حديث من طريق اخرى عن ابي هريرة ثم ساقه عن ابي برزة قال قلت يا نبي الله علمني شيئا انتفع به قال اعزل الاذى عن طريق المسلمين قال اعزل الاذى عن طريق المسلمين. ثم ساق المصنف هذا الحديث ايضا عن ابي برزق قال قلت يا رسول الله اني لا ادري لعسى ان تمضي وابقى بعدك فزودني شيئا ينفعني الله به. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم افعل كذا افعل كذا اه ابو بكر نسيه وامر الاذى عن الطريق اه هذا الحديث يدل على فضل ازالة الاذى عن الطريق. سواء كان الاذى شجرة تؤذي او غصنا او غصن شوك او حجرا يعثر فيه او جيفة او نحو ذلك فاماطة الاذى عن الطريق شعبة من شعب الايمان قد بين النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث فضل اماطة الاذى عن الطريق وانه قد يكون سببا للمغفرة لمغفرة الله عز وجل للعبد ولهذا قال عليه الصلاة والسلام بينما رجل يمشي بالطريق وجد غصن شوكة في الطريق فاخره فشكر الله له فغفر له غفر الله تعالى لها بسبب انه اخر غصن شوك في الطريق كان يؤذي الناس وفي الحديث الاخر اه ادخل الجنة لما مر رجل بغصن شجرة على ظهر الطريق قال ووالله لنحين هذا عن المسلمين. فادخل الجنة وقال عليه الصلاة والسلام رأيت رجلا يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق. كانت تؤذي الناس وهذا يدل على الفضل العظيم لازالة الاذى عن الطريق وانه من اسباب مغفرة الذنوب ومن اسباب دخول الجنة. وبعض الناس يستهين بهذه المسألة والفضل الوارد فيها عظيم فقد يكون ذلك الامر سببا لمغفرة ذنوبك وقد يكون سببا لدخول الجنة ودل هذا الحديث على ان آآ الاعمال تتفاضل بحسب ما في القلوب والا فليس كل انسان اخر غصنا والا فليس كل انسان اخر غصن شجرة عن الطريق يغفر له وليس كل انسان اه قطع شجرة في ظهر الطريق تؤذي الناس يدخل الجنة بسبب ذلك ولكن هذا كما قال ابن تيمية مجمع المحققين من اهل العلم ان هذا الرجل قد قام في قلبه من اعمال القلوب من الاخلاص والصدق واليقين ما نال به هذا الفضل الوارد في الحديث من مغفرة الذنوب ومن دخول الجنة وهذا يدل على عظيم شأن اعمال القلوب. وان الانسان قد يعمل عملا اه يسيرا لكن يقترن به اه اعمال قلبية يرفعه الله تعالى بهذا العمل درجات. وقد يكون هذا العمل سببا لدخوله الجنة ولهذا قال عليه الصلاة والسلام ان احدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يكتب الله تعالى له بها رضوانه الى يوم يلقاه ربما يكون هذا العمل الذي تعمله كلمة كلمة تتكلم بها لكن صاحبها اعمال قلبية من الاخلاص والصدق واليقين يكتب الله تعالى اتى بسببها رضوانه الى يوم يلقاه فهذا يدل على اه ان الاعمال القلبية ترفع صاحبها اه درجات عليا عند الله عز وجل ولهذا اه عندما ننظر في تراجم بعض اه ولهذا عندما ننظر في تراجم بعض الصحابة والتابعين السلف الصالح نجد ان بعظهم كان عمره قصيرا ولكن كان آآ وكان اثره عظيما فمن هؤلاء سعد بن معاذ سعد بن معاذ رضي الله عنه اسلم وعمره واحد وثلاثون. ومات وعمره سبع او ثمان وثلاثون. يعني بقي في الاسلام ست او سبع سنوات ومع ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم عنه انه لما مات اهتز لموته عرش الرحمن سبحان الله بقي في الاسلام ست او سبع سنوات ومع ذلك لما مات اهتز لموته عرش الرحمن. معنى ذلك انه ملأ هذه الثنيات باعمال عظيمة ترن بها اعمال قلبية. فاعمال القلوب هي التي يتفاضل بها الناس. هي التي يتفاضل بها الناس اعمال القلوب من اليقين والاخلاص والصدق هذه هي التي يتفاضل بها الناس. وان الرجلين ليصليان وهما متجاوران وبينهما في الفضل كما بين السماء والارض. وذلك ان احدهما قام بقلبه من الاعمال القلبية ما قام. فرفعه الله تعالى بهذه درجات علية فالاعمال القلبية شأنها عظيم. واجرها كبير فينبغي ان يعنى المسلم بتحقيق هذه الاعمال القلبية ولهذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ان من السبعة الذين يظلهم الله تعالى تحت ظله يوم لا ظل الا ظله. رجلا تصدق بصدقة فاخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه. تصدق بصدقة ربما تكون مبلغ يسير. ربما يكون بعشرة ريالات او نحو هذا لكنه اقترن بها اعمال قلبية من الاخلاص الشديد من الاخلاص الشديد والصدق ولذلك اخفى هذه الصدقة حتى لو قدر ان اليد الشمال تبصر ما استطاعت ان ترى اليد اليمين من شدة الاخفاء. لانه لا يريد من هذا الفقير جزاء ولا شكورا. انما يبتغي الاجر من الله عز وجل. فكان جزاؤه بان يكون من من الذين يظلهم الله تعالى تحت ظله يوم لا ظل الا ظله. هذا عمل يراه الناس يسيرا تصدق بصدقة يسيرة على فقير مبلغا يسير. لكن مع ذلك كان هذا العمل سببا لان يكون من الذين يظلهم والله تعالى تحت ظله يوم لا ظل الا ظله. لماذا؟ لانه اقترن بهذا العمل اليسير اعمال قلبية. رفعت هذا العمل من كونه كسيرا لان يكون عند الله تعالى عظيما. وان يكون صاحبه من الذين يظلهم الله تعالى تحت ظله يوم لا ظل الا ظله. ولذلك فلا يدري الانسان عن محال محاب الله تعالى ومرضاته. رب عمل تظنه انت يسير لكنه يقع عند الله تعالى موقعا عظيما جاء في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت جاءت امرأة ومعها ابنتان تستطعمني يعني امرأة فقيرة مسكينة قالت عائشة فاعطيتها ثلاث تمرات اعطت كل واحدة من ابنتيها تمرة ورفعت التمرة الثالثة الى فيها لتأكلها. فاستطعمتها ابنتاها. فاخذت التمرة وشقتها نصفين كل واحدة من ابنتيها نصف تمرة وبقيت هي لم تأكل شيئا قالت عائشة فاعجبني شأنها فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال ان الله قد اوجب لها بها الجنة سبحان الله! اوجب الله لها بها الجنة ماذا عملت؟ اخذت تمرها واشقتها بين ابنتيها نصفين. ومع ذلك اوجب الله تعالى لها بها الجنة. فالانسان لا يدري عن محال محاب الله تعالى ومرضاته. ربما تعمل عملا تظنه يسيرا لكنه يقع عند الله تعالى موقعا عظيما وفي المقابل ربما يعمل الانسان يرتكب ذنبا يظنه يسيرا وسهلا لكنه يكون عند الله تعالى عظيما. ولذلك قال عليه الصلاة والسلام وان العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يكتب الله تعالى سخطه عليه الى يوم يلقاه يكتب الله تعالى بسببها سخطه عليه الى يوم يلقاه وايضا قال الله تعالى في شأن آآ القذفة قال وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم يعني من قذف مسلما بريئا اه هو عند الله تعالى عظيم وبعض الناس ينظر انه امرا سهلا وامرا هينا وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم. فايظا قد يستهين الانسان ببعض المعاصي لكنها تكون عند الله تعالى عظيمة. ولهذا فعلى المسلم الحذر الحذر من المعاصي كلها. ولا يستهين بمعصية من المعاصي بحجة ان هذه المعصية انها سهلة وانها كذا وانها صغيرة. فانه ما يدريك. ربما تكون عظيمة عند الله عز وجل. اذا كانت كلمة كتب الله تعالى بسببها سخطه على هذا الانسان. ان العبد ليتكلم بكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يكتب الله تعالى له بها سخطه الى يوم يلقاه وقال رجل والله لا يغفر الله لفلان. قال الله من ذا الذي يتألى علي الا اغفر لفلان؟ لقد غفرت له واحبطت عملك. قال ابو هريرة قال كلمة اوبقت دنياه واخرته. فعلى هذا على المسلم الا يستهين باي معصية. وان يجتنب المعاصي وان يحذر منها ونكتفي يعني بهذا القدر ونقف عند باب تحريم تعذيب الهرة ونحوها من الحيوان والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين الان نجيب عما تيسر من الاسئلة. هل مفهوم التقوى ان يكون الانسان بلا ذنوب هذا غير صحيح من الذي يسلم من الذنوب؟ كل بني ادم خطاء خير الخطائين التوابون والله تعالى يقول لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم يغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر واستغفر لذنبك اليس هناك احد من البشر يسلم من الذنوب ولكن معنى التقوى لله عز وجل ان يجعل المسلم بينه وبين عذاب الله وقاية باتباع اوامره واجتناب نواهيه فيكون تكون تكون حسناته اكثر اكثر من سيئاته ويكون الى الله تعالى اقرب فهذا هو المتقي لله سبحانه وهذا هو ميزان التفاضل بين الناس. ان اكرمكم عند الله اتقاكم. هل يدخل اهل الاعذار ممن يصلون في بيوتهم بوقت الاجابة بين الاذان والاقامة ام انه خاص بمن يصلي في المسجد النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح لا يرد الدعاء بين الاذان والاقامة فبين النبي عليه الصلاة والسلام ان هذا الوقت وقت فاضل وانه من اوقات اجابة الدعاء ولهذا يستحب للمسلم بين الاذان والاقامة ان يستقبل القبلة ويرفع يديه. ويدعو الله تعالى بما يحضره من خيري الدنيا والاخرة الى ان تقام الصلاة واما قول الاخ السائل هل هذا يختص بمن كان في المسجد؟ الجواب لا يختص بمن كان في المسجد لان قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يرد الدعاء بين الاذان والاقامة عام يشمل من كان في المسجد ويشمل من كان خارج المسجد. فالمرأة في بيتها ايضا يشملها هذا الحديث ذوو الاعذار كالمرظى ونحوهم ايظا يشملهم هذا الحديث. فهذا يدل على ان هذا الوقت ما بين الاذان والاقامة انه من من اجابة الدعاء اهل مكة اذا قدموا من سفر على مطار جدة هل يجوز لهم القصر والجمع في المطار قبل ان يذهبوا الى مكة؟ الجواب نعم يجوز لانهم لا زالوا في سفر ما داموا لم يصلوا الى عمران مكة يجوز له القصر والجمع بل حتى لو كانوا في جدة بل حتى لو كانوا قبل مكة بكيلو يجوز لهم الترخص برخص السفر من الجمع والقصر ونحو ذلك لانهم لا زالوا في سفر وانما تنقطع الرخصة في حقهم اذا وصلوا الى عمران البلد اذا وصلوا الى الى اول عمران البلد انقطعت الرخصة في حقهم هل يجوز للمؤذن ان يخرج من المسجد بعد رفع الاذان وذلك ويرجع قبل الاقامة بثواني نعم لا بأس بذلك واما النهي واما الذم الوارد بحق من خرج من المسجد بعد الاذان كما جاء في حديث ابي هريرة انه لما رأى رجلا خرج من المسجد بعد ما اذن المؤذن قال اما هذا فقد عصى ابا القاسم صلى الله عليه وسلم هذا محمول على من خرج من المسجد بعد الاذان وفاتته الصلاة مع الجماعة في المسجد لانه لم يصلي مع الجماعة في المسجد فهذا هو الذي يلحقه الذنب اما من كان سيصلي في المسجد فلا يدخل في هذا الذم الوارد في الحديث وعلى هذا فهذا المؤذن اذا كان سيأتي قبيل الاقامة ويقيم الصلاة فلا بأس بذلك وهكذا ايظا لو اه اذن المؤذن واراد انسان ان يصلي في مسجد اخر آآ كأن يكون مثلا عنده شغل ونحو ذلك فاراد ان يصلي في مسجد اخر لا بأس بذلك المهم ان انه لا لا يترتب على خروجه من المسجد بعد الاذان تفويته الصلاة مع الجماعة في المسجد واذا كان لا يترتب تفويته الصلاة مع الجماعة في المسجد جاز ذلك مطلقا محل الذم في هذا الحديث انما هو في حق من خرج من المسجد بعد الاذان وتسبب خروجه في تفويته الصلاة مع الجماعة في المسجد ما طريقة اخراج زكاة الصناديق العقارية الريت وهل الزكاة على كامل رأس المال ام الارباح الزكاة الصناديق العقارية عندنا في المملكة العربية السعودية بعض هذه الصناديق تخرج الزكاة عن اه ملاك الوحدات وبعضها لا تخرج ولذلك فمن ملك وحدات من هذه الصناديق فعليه ان يسأل ويستفسر هل انتم تخرجون الزكاة ام لا فاذا كانوا يخرجون الزكاة فيكفي ذلك اما اذا كانوا لا يخرجون الزكاة فيجب عليه ان يخرج الزكاة وذلك بان يسأل عن مقدار الوعاء الزكوي للوحدة وثم يظربها في عدد الوحدات واما بالنسبة للارباح فالارباح ارباح هذه الصناديق هي تنزل في الحساب اما في الحساب الجاري او في حساب المحفظة ولذلك هي تكون كسائر امواله يعني يزكيها كسائر اه امواله اه اما بالنسبة لزكاة الصناديق نفسها فكما ذكرت اه يعني بعض الصناديق تخرج الزكاة فهنا لا يلزم ما لك الوحدة ان يخرجها واذا كانت لا تخرج فيلزمه ان يخرجها. هذا بالنسبة لزكاة هذه الوحدات لكن اذا كان آآ الانسان متاجرا مضاربا بهذه الوحدات يبيع ويشتري فيها او في الاسهم عموما هنا يلزمه ان يزكي بغض النظر عن زكاة الشركات زكاة الاسهم على قسمين. القسم الاول ان يكون المساهم مضاربا يعني اي متاجرا يبيع ويشتري فيها فهذه عروظ تجارة فتزكى زكاة عروظ التجارة وذلك بان ينظر الى قيمة محفظة عند تمام الحوض ويخرج ربع العشر اثنين ونصف في المئة من قيمتها القسم الثاني ان يكون المساهم مستثمرا وليس مضاربا بان تكون عنده اسهم تركها. اما انه اكتتب فيها وتركها او اشتراه او تركها وبقيت عنده لا يبيع ويشتري فيها وانما تركها يريد بذلك الافادة من ريعها وارباحها او انه يريد ان ترتفع اسعاره ثم يبيعها فيما بعد فهذه بالنسبة لمن كانوا في المملكة العربية السعودية لا تجب عليهم الزكاة باعتبار ان الشركات تخرج الزكوات الى مصلحة الزكاة والدخل والمال لا يزكى مرتين فتكفي زكاة الشركات عنهم اخوة يقولون والدهم تجاوز الثمانين عاما وكان في كامل قواه العقلية لكنه يسب الدين ويسب المسلمين وينكر عذاب القبر مع انه يصلي مع انه يصلي وآآ هل نطيع والدنا ونصله ونعطيه مالا وهو على هذه الحال ولو تكلم مثل هذا الكلام ونحن عنده هل يجوز الجلوس معه هذا الاب عليكم ان تنصحوه عليكم ان ان تنصحوه الله تعالى يقول يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا فاذا اردتم ان تقوا والدكم النار عليكم ان تنصحوه وان تستمروا في مناصحته واذا كان لا يقبل منكم توسطوا من يقبل منه. فان كل انسان له مفاتيح ابحثوا عن مفاتيح والدكم ووسطوا من ينصحه ويعظه ويذكره بالله عز وجل خاصة انه يصلي ما دام انه يصلي ففيه خير لكن ربما يعني ان ان هذا السباب الذي يحصل منه يعني انه بحكم العادة او او نحو ذلك فهو يحتاج الى مناصحة فوالدك محتاج الى مناصحة من البر به ان تنصحوه واما صلته فتجب صلته والله عز وجل قال فيمن في الوالدين الذين يأمران ولدهما بالشرك باعظم ذنب عصي الله به يقول فلا تطعهما يعني فيما امرك به من الشرك ولكن وصاحبهما في الدنيا معروفا لا يسقط بره بذلك فبره واجب عليكم حتى وان حصل منه ما حصل لكن من اعظم البر به ان تنصحوه. واذا تكلم بهذا الكلام عندكم تنكروا عليه. انكروا وعليه واصبروا على ما قد يلحقكم من اذى لكن يجب عليكم ان تنكروا عليه وان تنصحوه. وان تسعوا لتخليصه آآ من آآ يعني هذه المعاصي التي يقع فيها وهي من كبائر الذنوب اه ما حكم التعامل بالعملات الرقمية التعامل بالعملات الرقمية مثل البتكوين هذه للعلماء المعاصرين فيها اتجاها اتجاه للقول بالجواز وان هذه عملات رائجة فيجوز التعامل بها كسائر العملات الرائجة والاتجاه الاخر اتجاه بالتحريم وذلك لما ينطوي على التعامل بها من مخاطر ومن غرر كثير فانها سريعة التقلب فتارة ترتفع بسرعة وطالعة تنخفض بسرعة فقالوا بعدم الجواز واما بالنسبة لرأيي فانا متوقف فيها لان هناك امور لم تتضح بعد فيها امور لم تتضح فلا نريد ان نقول للناس تجوز فيكون في هذا نوع من التغرير بهم ولا ايضا نقول انه لا يجوز آآ ايضا لاننا لا ندري ربما يكون في السنوات المقبلة تكون هي العملة الرائجة يعني بعد خمس عشر سنوات ما ربما تكون هي العملة الرائجة في العالم. ولذلك ارى يعني يعني عدم الاستعجال بفتيا فيها. في رأي الخاص ان لم يتضح لي فيها فيها رأي. لم يتضح لي فيها رأي. لكن هناك بعض الجهات حذرت من آآ التعامل بها لما ينطوي عليها من آآ المخاطر الكبيرة ومن ذلك عندنا في المملكة يعني مؤسسة النقد البنك المركزي حذر في سنة خلت اه من التعامل بها لما ينطوي عليها من مخاطر كبيرة. ومن تعامل بها اعتمادا على فتيا من اجاز ذلك يعني هذه المسألة ما دام ان فيها خلاف فالامر فيها واسع. اما بالنسبة رأي الشخصي انا متوقف فيها. متى يكون قلب اللباس في صلاة الاستسقاء هل يكونوا اه حال دعاء الخطيب واستسقائه من بعد انتهاء الخطبة ظاهر الادلة انه يكون قبل الدعاء يعني قبل ان يدعو الخطيب في الخطبة فيكون قلب آآ اللباس لانه يتقرب الى الله عز وجل بذلك ويتفائل بان الله تعالى يغير حاله يغير حالة الناس من القحط الى آآ نزول المطر والخصب والرخاء فالانسب ان يكون ذلك وقت الدعاء وليس بعد الدعاء. وهذا هو ظاهر الاحاديث فقبل ان يدعو في الخطبة الخطيب كذلك المستمعون للخطبة يقلبون اللباس. الخطيب مثلا اذا كان عليه مشلح يقلب المشلح. الناس من عليه مشتهي قلب المشلح من لم يكن عليه يقلب الغترة او الشماغ ويدعون الله تعالى وقد قلبوا اللباس هذا اقرب اقرب لتحقيق مقصود الشارع من ان يكون ذلك بعد الخطبة. هذا هو القول الراجح في هذه المسألة ونكتب بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين