والانسان ايها الاخوة مهما كان عليه من القوة في العبادة. لا يمكن ان يعبد الله عز وجل كما يحب الله الا عن طريق العلم. لكن نحتاج في هذا الزمن الى رفع مستوى الهمة وان يحرص طالب العلم على طلب العلم وان يخلص النية لله عز وجل لو لم يكن من الا انه يتعرض لمغفرة الله. اشهدكم اني قد غفرت له. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين حياكم الله تعالى في هذا الدرس العلمي في اه التعليق على صحيح مسلم في كتاب البر والصلة والاداب في هذا اليوم الثلاثاء السادس من شهر ربيع الاول من عام الف واربع مئة وثلاثة واربعين للهجرة اه نسأل الله تعالى ان يرزقنا الفقه في الدين والعلم النافع والعمل الصالح اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا واسألك اللهم علما نافعا ينفعنا ربنا اتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من امرنا رشدا اللهم انت عبدي ونصيري بك اصول وبك احول وبك نتوكل عليك وعليك نتوكل اللهم وفقنا لما تحب وترظى يا حي يا قيوم اه كنا قد وصلنا في صحيح مسلم الى حديث ابي ذر رضي الله عنه حديثة العظيم اه وهو حديث قدسي فيما يروي عن الرب تبارك وتعالى يقول النبي صلى الله عليه وسلم بما يرويه عن ربه تبارك وتعالى. يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم يا عبادي كلكم جائع الا من اطعمتم فاستطعموني اطعمكم يا عبادي كلكم عار الا من كسوته فاستكسوني اكسكم يا عبادي انكم تخطئون بالليل والنهار وانا اغفر الذنوب جميعا فاستغفروني اغفر لكم. يا عبادي انكم لم تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي نفعوني يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على افجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكه شيئا يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فاعطيت كل انسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي الا كما ينقص المخيط اذا ادخل البحر يا عبادي انما هي اعمالكم احصيها لكم ثم اوفيكم اياها من وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه وشرحنا بعض جمل هذا الحديث قلنا ان هذا الحديث من آآ اعظم الاحاديث. ولهذا قال الامام مسلم قال سعيد كان ابو ادريس كان ابو كان ابو ادريس الخولاني اذا حدث بهذا الحديث جثا على ركبتيه وقال الامام احمد ليس لاهل الشام حديث اشرف من هذا الحديث وافرد الامام ابن تيمية كتابا في شرح هذا الحديث اه تكلمنا عن اه الجمل الاولى من هذا الحديث قوله يا عبادي انكم تخطئون بالليل والنهار وانا اغفر الذنوب جميعا فاستغفروني اغفر لكم اه الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل. وهو الغفور الغفار واسع المغفرة جل وعلا والله تعالى يغفر الذنوب مهما بلغت ومهما عظمت كما قال سبحانه قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم فالله تعالى ينادي عباده يقول وانا اغفر الذنوب جميعا فاستغفروني اغفر لكم ولهذا ينبغي ان يكثر العبد من الاستغفار فان الاستغفار له منافع عظيمة في الدنيا والاخرة اما منفعته في الاخرة فان الاستغفار سبب لمغفرة الذنوب والذنوب هي سبب اه البلاء على الانسان في الدنيا والاخرة وما اصابكم مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير واذا كثرت الذنوب على الانسان ورجحت كفة سيئاته كان مستحقا لدخول النار الذنوب شؤم على الانسان والاستغفار سبب لمغفرة الذنوب والمعاصي. فكلا اخذنا بذنبه اه كذلك ايظا من فوائد اه الاستغفار ما ذكره الله تعالى في قوله عن نوح وقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا ثم ذكر منافع دنيوية بهذا الاستغفار يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم باموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا هذه فوائد دنيوية للاستغفار وثمرات دنيوية معجلة للمستغفر كذلك ايضا من من فوائد الاستغفار اه انه سبب آآ ان آآ الا يعذب الانسان في الدنيا بسبب ذنوبه والدليل لذلك قول الله عز وجل وما كان الله ليعذبهم وانت فيهم. وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون فالاستغفار امان من العذاب وامان من نزول العقوبة ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنهما انزل الله تعالى امانيين امان اه انتهى بموت نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهو يشير بذلك الى قول الله تعالى وما كان الله ليعذبه وانت فيهم وامان باق الى قيام الساعة يشير بذلك الى قول الله تعالى وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون. فالامان الثاني الامان من من نزول عقوبة وحلولها على العبد باق الى قيام الساعة وما كان الله معذبه وهم يستغفرون. ولذلك فالذي يكثر من الاستغفار فهذا الاستغفار يكون سببا باذن الله عز وجل اه وقايته من العقوبة انه لا تحل عليه عقوبة الله عز وجل وعذاب الله سبحانه وتعالى وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون. فهذه بعض فوائد ولذلك ينبغي لك اخي المسلم اه ان تجعل من يومك وقتا للاستغفار تستغفر الله عز وجل فيه اشهر صيغ الاستغفار ان تقول استغفر الله استغفر الله استغفر الله ومن ذلك ايضا آآ استغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم واتوب اليه فانه قد ورد في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ان من قالها اه حطت عنه ذنوبه وان كان قد فر من الزحف والمقصود بذلك الصغائر ومن صيغ الاستغفار اه ما جاء في حديث ابن عمر قال كنا نعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد ربي اغفر لي وتب علي انك انت التواب الغفور المجلس الواحد ربي اغفر لي وتب علي انك انت التواب الغفور مئة مرة قال ابن عمر كنا نعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد ربي اغفر لي وتب علي انك انت التواب الغفور مئة مرة. ايضا من صيغ الاستغفار وسيد الاستغفار اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني وانا عبدك وعلى عهدك ووعدك ما استطعت ابوء لك بنعمتك علي وابوء بذنبي واغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني وانا عبدك وعلى عهدك ووعدك ما استطعت ابوء لك بنعمتك علي وابوء بذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت هذا هو سيد الاستغفار فهذه الصيغ للاستغفار اشهرها استغفر الله واتوب اليه. فلذلك ينبغي كل يوم كل يوم ان تقول استغفر الله واتوب اليه. ربي اغفر لي واتوب علي انك التواب الغفور. ايضا من صيغ الاستغفار ربي اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا. والا تغفر لي وترحمني اكن من الخاسرين وهذا هو الذي تلقاه ادم من ربه. فتلقى ادم من ربه كلمات فتاب عليه. ما هي هذه الكلمات هي؟ قال ربنا ظلمنا انفسنا ان تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. فهذه ايضا من صيغ الاستغفار. ايضا من صيغ الاستغفار ربي اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب الا انت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني انك انت الغفور الرحيم فهذه كلها صيغ للاستغفار والذي ينبغي هو التنويع بينها. لكن اشهر صيغ الاستغفار ان تقول استغفر الله واتوب اليه. ولابد ان يصحب لابد ان يصحب الاستغفار التوبة والا فان الانسان اذا استغفر ولم يتب من الذنوب فان هذا الاستغفار لا ينفعه الذي مصر على المعصية ويستغفر الا يفيدوا هذا الاستغفار. لابد من التوبة والتوبة يشترط لها ثلاثة شروط الشرط الاول الندم الندم على فعل الذنب وفعل المعصية ولهذا جاء في بعض الاحاديث التوبة ندم. لان الندم يدل على الصدق في التوبة الشرط الثاني الاقلاع عن الذنب اما اذا كان الانسان يزعم انه تاب من الذنب وهو وهو مصر عليه فهذا اشبه بالمستهزئ كيف يقول اني يا ربي تبت اليك وهو لا زال مصرا على الذنب. فلا بد من الاقلاع عن الذنب او عن المعصية الشرط الثالث العزم على الا يعود الى الذنب مرة اخرى فيعزم عزما صادقا اكيدا الا يعود الى هذه المعصية او الى هذا الذنب مرة اخرى واذا كانت المعصية متعلقة بحقوق العباد فلابد من التحلل من ذلك الشخص فان كانت غيبة مثلا او كانت آآ مثلا قذفا او كان سخرية او كان نميمة او كان اكلا للمال او نحو ذلك لابد من التحلل من ذلك الشخص لكن بالنسبة للغيبة خاصة قال بعض اهل العلم ومما ذكر هذا ابن تيمية رحمه الله جمع من المحققين قالوا ان الافضل الا يخبر من اغتابه بغيبته له لان اخباره له سيحدث شحناء بينهما وعدم اخباره يبقي الصفاء وفاء النفوس بينهما ولذلك فان اخباره بانه قد اغتابه قد يترتب عليه مفسدة الافضل الا يخبره بذلك واذكر ان شخصا اخبر اخر بانه قد اغتابه البارحة وطلب منه ان يحلله فرفض وقال آآ لا احللك وحصل بينهما شحناء وقطيعة بسبب اخباره بانه قد اغتابه قد يترتب على على هذا الاخبار مفسدة ولهذا بالنسبة للغيبة الافظل الا يخبره وانما يثني عليه في المواظع التي اغتابه فيها ويدعو له ويستغفر له. ثم قال الله تعالى في الحديث القدسي يا عبادي انكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني الله تعالى غني عن عباده الله عز وجل غني عن عباده عباده لن يبلغوا نفعه فينفعوه ولن يبلغوا الضر فيضره الله سبحانه وتعالى اذا اراد شيئا فانما يقول له كن فيكون انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون لا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء لا تنفعه طاعة الطائعين ولا تضره معصية العاصين الله غني عن عباده يا عبادي انكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني خلق هذا الكون كله ولو شاء عز وجل لو شاء الله سبحانه لخلق مثل هذا الكون بكلمة كن كن فيكون هو سبحانه على كل شيء قدير لا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء قل فمن يملك من الله شيئا ان اراد ان يهلك المسيح ابن مريم وامه ومن في الارض جميعا لو اراد الله ان يهلك اه جميع من من في الارظ ومن في السماء وعلى كل شيء قدير ويخلق مثله مرة اخرى بان مجرد ان يقول كن فيكون فهو سبحانه وتعالى على كل شيء قدير. اذا اراد شيء فانما يقول له كن فيكون. لكنه سبحانه حكيم عليم وهو احكم الحاكمين جل وعلا ثم قال الله تعالى في هذا الحديث القدسي يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على افجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكه شيئا فالله تعالى لا تنفعه طاعة الطائعين ولا تضره معصية العاصين كما قال سبحانه ان تكفروا فان الله غني عنكم ولا يرظى لعباده الكفر وان تشكروا يرضاه لكم فان اهتديت انت فلنفسك وان ضللت فعليه والله غني عنك وغني عن الخلق كلهم جل وعلا ثم قال الله تعالى في هذا الحديث القدسي يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فاعطيت كل انسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي الا كما ينقص المخيط اذا ادخل في البحر قوله الا كما آآ ينقص المخيط اذا ادخل البحر هذا قال العلماء انه من باب تقريب الافهام والا ما عند الله تعالى لا يدخله نقص ما عند الله تعالى لا يدخله نقص انما يدخل النقص المحدود الفاني والا هذا من باب فقط تقريب الاذهان من باب تقريب الافهام للاذهان فالله تعالى لو ان العباد كلهم اولهم واخرهم وانسهم وجنهم قاموا بصعيد واحد وكل واحد تمنى امنيات وطلب من الله اعطيات واعطى كل واحد مسألته واعطى كل واحد ما تمنى. ما نقص ذلك من ملك الله شيئا يا عبادي انما هي اعمالكم احصيها لكم ثم اوفيكم اياها. فمن وجد خيرا فليحمد الله. ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه انما هي اعمالكم احصيها لكم البشر في هذه الدنيا مكلفون وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون وقد اخذ الله تعالى الامانة على بني ادم انا عرظنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملن وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا فهذه الامانة امانة التكاليف عرظها الله تعالى على السماوات فابت وعرضها على الجبال فابت وعرضها هذه الامانة امانة التكاليف عرضها الله تعالى على السماوات فاشفقت منها وابت ثم عرضها على الارض فاشفقت منها وابت ثم عرضها على الجبال فاشفقت منها وابت ثم عرضها على الانسان فقبل انه كان ظلوما جهولا فان قال قائل لا اتذكر انا لا اتذكر اني قبلت امانة التكاليف الجواب وهل تتذكر لما كنت في بطن امك وهل تتذكر وقت ولادتك وهل تتذكر ايام طفولتك الاولى في السنة الاولى والثانية وكذلك والثالثة ايام طفولتك الاولى هل تتذكرها طولك لا تتذكر الشيء لا يقتضي انكاره فانت كنت في بطن امك تسعة اشهر لا يحق لك ان تنكر ذلك لكونك لا تتذكره. انت قد ولدت وعشت ايام الطفولة الاولى ولا تتذكر ذلك فلا يحق لك ان تنكرها فكونك لا تتذكر شيئا لا يقتضي هذا ان تنكره فالله تعالى اصدق القائلين ومن اصدق من الله حديثا هو الذي اخبرنا بذلك فيجب علينا ان نؤمن بذلك كما اخبرنا ربنا وانه عرظ هذه الامانة على الانسان فقبلها قبلها الانسان لما قبل الانسان امانة التكاليف كلفه الله تعالى وجعله في هذه الدنيا في دار ابتلاء وامتحان وامره باوامر ونهاه عن نواهي ووكل بكل انسان ملكين يكتبان جميع اقواله واعماله اذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد وهذا معنى قوله جل وعلا انما هي اعمالكم احصيها لكم فهذه الملائكة الان تحصي هذه الاعمال تحصيها في هذه الدنيا لكن هذه الدنيا ليست هي دار التوفية وليست هي دار الجزاء على الاعمال ثم اوفيكم اياها يعني في الدار الاخرة دار التوفية والجزاء في الاخرة عندما توزن الاعمال وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين اما الدنيا فليست بدار التوفيق وان كان قد يجزي الله تعالى احيانا العبد على بعض اعماله الصالحة في الدنيا لكنه لكن الجزاء الكامل الشامل الوافي انما يكون في الدار الاخرة الدنيا ليست بدار عدالة الدنيا فيها ظالم ومظلوم قد يبقى الظالم لا يعاقب في الدنيا لكن الله تعالى يؤخر عقوبته للاخرة كما قال الله تعالى ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون. انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار وقد ينتقم الله من الظالم في الدنيا فيعجل له عقوبته فهذه الدنيا ليست بدار عدالة مطلقة فيها ظالم ومظلوم وليست بدار التوفية على الاعمال دار التوفي على الاعمال هي الدار الاخرة يا عبادي انما هي اعمالكم احصيها لكم ثم اوفيكم اياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه فانظروا الى هذه المعاني العظيمة التي تضمنها هذا الحديث العظيم الذي كان العلماء يعظمونه. ننتقل بعد ذلك الى حديث جابر حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب حدثنا داوود عن ابن قيس عن عبيد الله ابن مقسم عن جابر بن عبدالله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اتقوا الظلم فان الظلم ظلمات يوم القيامة واتقوا الشح فان الشح اهلك من كان قبلكم حملهم على ان سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم ففي هذا الحديث نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الظلم وهذا الظلم يشمل ظلم النفس ويشمل ظلم الغير ظلم النفس بارتكاب المعاصي والذنوب. فان الانسان اذا اذنب وعصى الله تعالى ظلم نفسه ظلم نفسه بهذه المعصية وهذا الذنب ولهذا الكلمات التي تلقاها ابونا ادم وامنا حوا من الله عز وجل ما اكل من الشجرة هي ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ويونس عليه الصلاة والسلام كان يقول لما كان في بطن الحوت لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين فهذا هو ظلم النفس القسم الثاني ظلم الغيظ ظلم العباد ظلم العباد في آآ بالتعدي عليهم في ابدانهم ودمائهم واموالهم واعراضهم هذا الظلم عاقبته وخيمة وقد قال عليه الصلاة والسلام واتق دعوة المظلوم فانه ليس بينها وبين الله حجاب اي ان دعوة المظلوم معجلة في الدنيا اي ان دعوة المظلوم معجلة في الدنيا في الغالب قبل الاخرة وقد يؤخر الله تعالى اجابة دعوة المظلوم اه فلا يستجيب له في الدنيا ويدخرها له في الاخرة. والله تعالى احكم الحاكمين لا يسأل عما يفعل جل وعلا لكن المقصود ان الظلم عاقبته وخيمة وما من انسان ولغف الظلم واكثر من الظلم الا ووجد سوء العاقبة في الدنيا والاخرة ولذلك قال ربنا سبحانه وما للظالمين من انصار حتى لا يجد له نصير ما في احد ينصره تقع عليه المصائب ولا يجد من ينصره جزاء ظلمه وقوله عليه الصلاة والسلام ظلمات يوم القيامة الظلم ظلمات اه قيل انه على ظاهره وان الظلم يكون يوم القيامة يكون ظلمات على صاحبه لا يهتدي سبيلا حتى يسعى نور المؤمنين بين ايديهم وبايمانهم وهو يعيش في ظلمه ويكون في ظلمة حقيقية والقول الثاني ان المقصود بالظلمات يوم القيامة اي الشدائد يعني يكون سببا للشدائد على الانسان وسوء العاقبة وقالوا ومما يدل ذلك قول الله تعالى قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر اي من شدائدهما فاحيانا العرب تطلق الظلمات على الشدائد والاقرب انه يشمل الامرين جميعا اسم الامرين جميعا قال واتقوا الشح فان الشح اهلك من كان قبلكم حملهم على ان سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم الشح المقصود به اه الحرص الشديد يعني هو اشد ما يكون من البخل فهو الحرص الشديد على المال وعلى حظوظ الدنيا فيكون حريصا حرصا شديدا متعلقا بالدنيا قبل الحصول على المال وبعد الحصول عليه وعلى هذا فالشح اعم من البخل فكل بخيل فكل شحيح بخيل وليس كل بخيل شحيحا والبخيل هو من منع من منع المال منع بذل المال هذا يكون بخيلا لكن الشحيح يمنع بذل المال ويكون حريصا على المال قبل حصوله هذا الحرص الشديد على حظوظ الدنيا الذي هو الشح اهلك من كان قبلكم اهلكهم باي شيء قال حملهم على ان سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم لان هذا الحرص الشديد يدفع الانسان الى الطمع مما الى الطمع فيما في ايدي الاخرين يحمله على الطمع فيما لان هذا الحرص الشديد يحمل الانسان على الطمع فيما في ايدي الاخرين هذا معنى قوله حملهم على ان سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم طيب ننتقل بعد ذلك الى حديث ابن عمر حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن عن عقيل عن الزهري عن سالم عن ابيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه من كان في حاجة اخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة. ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة هذا الحديث حديث عظيم تضمن معان جليلة قوله المسلم اخو المسلم فالمسلم تربطه باخوانه المسلمين اخوة الاسلام واخوة الايمان ومقتضى هذه الاخوة ان يحب لاخيه ما يحب لنفسه وان يكره لاخيه ما يكره لنفسه وان يتعامل مع اخوانه المؤمنين باخلاق المؤمنين يتعامل معهم بالمحبة والمودة الصادقة والنصح والتواضع ولين الجانب وخفض الجناح واخلاق المؤمنين هذا هو المطلوب في تعامل المسلم مع اخوانه المسلمين لا يظلمه من مقتضى هذه الاخوة الا يظلم المسلم اخاه المسلم فان الظلم عاقبته وخيمة ولا يسلمه يعني لا يخذله عند حاجته الى آآ النصرة من كان في حاجة اخيه كان الله في حاجته جزاء وفاقا فمن كان في حاجة اخيه المسلم وسعى في حاجة اخيه سواء كانت حاجته حاجة مالية او كانت حاجة في مساعدة او في شفاعة او نحو ذلك كان الله في حاجته وقضى الله تعالى حوائجهم فاذا سعيت يا اخي في قضاء حوائج اخوانك المسلمين فان الله تعالى يقضي حوائجك ويجعل لك من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن فرج عن مسلم كربة من كرب ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة من سعى في تفريج كربة اخيه المسلم فان جزاؤه عند الله عز وجل عظيم ويفرج الله عنه بها كربته يوم القيامة وذلك بان يكون اخوك المسلم في كربة كان يكون بضائقة مالية مثلا فتسعى لتفريج كربته اما بمساعدته او بالشفاعة له عند من يساعده فما اعظم اجر من فرج كربة اخيه عند الله عز وجل يفرج الله عنه كربه يفرج الله عنه كربه في الدنيا والاخرة جزاء وفاقا فينبغي للمسلم ان يتلمس حوائج اخوانه المسلمين وان يسعى في قضائها واذا وجد مسلما مكروبا فهذا خير قد وفقك الله اليه فلا تتردد في ان تسعى لحاجة اخيك المسلم وان تفرج كربة اخيك المسلم هذا نعمة من الله عز وجل ان الله تعالى دلك على هذا الانسان المكروب وهذا الانسان المحتاج لكي تسعى في حاجته وتفرج كربته فتنال الاجور العظيمة من الله عز وجل. ويقضي الله حوائجك ويفرج عنك الكرب في الدنيا والاخرة بعض الناس اذا رأى انسانا مكروبا يعرض عنه وربما يتبرم يحاول ان يتهرب منه اقول يا اخي الكريم اذا رأيت هذا المكروب فقل الله تعالى انعم علي بانه بان دلني على هذا المكروه لكي اقضي حاجته ولكي افرج كربته. ان استطعت ان اقضي حاجته بنفسي. افرج كربته بنفسي فهذا هو المطلوب. وان لم استطع فاني ادله على من يفرج له كربته واشفع له عند من يفرج له كربته فمن فعل ذلك فما اعظم اجره عند الله عز وجل وما اعظم ثوابه ويفرج الله عنه كربه في الدنيا والاخرة ويقضي الله تعالى عنه حوائجه قال ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة من ستر مسلما ستره ستره الله يوم القيامة المقصود بالستر هنا الستر على ذوي الهيئات اي غير المعروف بالفساد والفسق و يتكرر منه الشر والفساد والفسق انسان معروف بالستر حصل منه زلة فينبغي ان تستر عليه ولا تفضحه بعض الناس اذا وجد زلة عند اخيه المسلم فرح بها واصبح يتحدث بها في المجالس وطار بها وربما شمت باخيه المسلم وهذا لا يليق لا يليق بك ان تفعل هذا مع اخيك المسلم بل اذا وقع اخوك المسلم في زلة فاستر عليه ولا تتحدث بذلك لاحد و اقل عثرته ومن ستر مسلما ستره الله تعالى في الدنيا والاخرة وهذا الخلق الكريم وهو ستر المسلم هذا من الاخلاق الكريمة الاخلاق الفاضلة لان النفس بطبيعتها عندها فضول ويحب الانسان ان يتحدث بهذه الامور لغيره فاذا كتم ذلك وستر على اخيه المسلم واقال عثرته كان جزاؤه عند الله عظيما وستره الله تعالى في الدنيا والاخرة فاحرص يا اخي المسلم اذا وجدت زلة من اخيك لا لا تفضحه لا تتحدث بتلك الزلة استرها عليه واقل عثرته يسترك الله في الدنيا والاخرة ننتقل بعد ذلك الى حديث ابي هريرة قال الامام مسلم في صحيحه حدثنا قتيبة بن سعيد وعلي بن حجر قال حدثنا اسماعيل وهو ابن جعفر عن العلاء عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تدرون ما المفلس قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. وقال ان المفلس من امتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة وقد شتم هذا وقذف هذا واكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته وان فنيت حسناته قبل ان يقضى ما عليه اخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار هنا النبي صلى الله عليه وسلم قال لاصحابه اتدرون ما المفلس وفي لفظ من المفلس من هدي النبي عليه الصلاة والسلام في تعليمه لاصحابه انه يسلك معهم احسن الاساليب التربوية التعليمية فما كان النبي عليه الصلاة والسلام يلقي الكلام هكذا وانما كان يستخدم اساليب التعليم ولذلك كان الصحابة يحفظون كلماته عليه الصلاة والسلام فعندما اراد ان يخبرهم بحقيقة المفلس طرح هذا السؤال قال اتدرون ما المفلس وهذا السؤال يستدعي ان ان يلفت النظر والانتباه من الحضور اتدرون من مفلس فكلهم انتبهوا قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع ولما اراد ان يبين معنى الغيبة طرح سؤالا اتدرون ما الغيبة فكان عليه الصلاة والسلام احيانا يستخدم هذه الاساليب وهي من ارقى الاساليب التعليمية. طرح السؤال ان يطرح السؤال ثم بعد ذلك يستمع الى جوابهم ثم يأتي بالجواب الصحيح قال اتدرون ما المفلس قالوا مفلس فينا من لا درهم له ولا متاع المفلس عند الفقهاء من كانت ديونه اكثر من ما له يسمونه المفلس وعندهم الحجر على المفلس الذي يكون دينه اكثر من ماله فيحجر عليه وتفاصيل احكام الحجر على المفلس مذكورة في كتب الفقه لكن يعني لما قال الصحابة المفلسون فينا من لا درهم له ولا متاع بين النبي صلى الله عليه وسلم حقيقة المفلس قال ان المفلس من امتي من يأتي يوم القيامة بصلاته وصياما وزكاة ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا واكل مال هذا وسفك دم هذا وظرب هذا فيؤخذ فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فان فنيت حسناته قبل ان يقضى ما عليه اخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار هذا هو المفلس المفلس انسان يأتي بحسنات من صلاة وزكاة وصيام وحج وصدقات واذكار وتلاوة قرآن ونحو ذلك يجمع هذه الحسنات ربما يكون ممن يحافظ على الجمعة والجماعة لكن عنده سوء خلق وعنده تعد على الاخرين لا يتورع عن التعدي لا يتورع في في مسألة التعدي على الاخرين اما ان يتعدى عليهم بأبدانهم ولذلك قال وسفك دم هذا او وظرب هذا هذا نوع من التعدي على البدن او يتعدى عليهم في اموالهم يأخذوا اموالهم بغير حق باية صورة من الصور او يتعدى عليهم في اعراظهم بالغيبة والنميمة والسخرية والقذف والكذب ونحو ذلك والكذب عليهم ونحو ذلك فهذا التعدي على الاخرين يكون سببا لان يأخذوا منه من حسناته فيؤخذ من حسناته وتعطى اولئك الذين تعدى عليهم فان فنيت حسناته قبل ان يقظى ما عليه اخذ من سيئاتهم وطرحت عليه ثم طرح في النار نسأل الله السلامة والعافية اعظم الحسرات ان يرى الانسان ان حسناته التي كانت على اعماله التي عملها في الدنيا من صلاة وزكاة وصيام وصدقات واذكار هذه الحسنات تذهب لموازين غيرها بسبب تعديه عليهم بالغيبة وبالسخرية وبالقذف وبالتعدي على اموالهم ونحو ذلك هذا من اعظم الحسرات على الانسان هذه الحسنات التي جمعها يراها تتطاير منه تذهب لفلان ظربه ولفلان قذفه. ولفلان سخر منه ولفلان اغتابه. ولفلان اخذ ماله في الأخير يرى انها الناس اخذوا حسناته وهو ينظر ثم انفنيت حسناته الرصيد انتهى عنده اصبح صفر ما عنده حسنات اخذ من سيئاته فطرحت عليه هذا والله هو المفلس حقيقة وهذه من اعظم الحسرات ان الانسان يأتي بحسنات عظيمة ثم تتطاير هذه الحسنات وتذهب لغيره بسبب سوء خلقه ولهذا لا يكفي في العبادة ان الانسان يحسن يعني لا يكفي في العبادة ان الانسان آآ يحسن العبادة فيما بينه وبين الله فحسب بل لا بد كذلك من ان يحسن التعامل مع الاخرين لانه اذا احسن العبادة فيما بينه وبين الله واساء للاخرين باية صورة من صور الاساءة فان حسناتي تذهب اليهم ويبقى في الاخير مفلسا ولهذا اخرج الامام احمد بسند صحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قيل يا رسول الله ولهذا اخرج الامام احمد بسند صحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قيل للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ان فلانة تكثر من صلاتها وصيامها وصدقتها غير انها تؤذي جيرانها بلسانها فقال النبي صلى الله عليه وسلم هي في النار قالوا وان فلانة ليست بكثيرة صلاة ولا صيام ولا صدقة غير انها احيانا تتصدق باثوار من اقط على جيرانها وتحسن جيرانها فقال النبي صلى الله عليه وسلم هي في الجنة فالدين المعاملة ما الفائدة انك تكثر من الصلاة والصيام والصدقة لكنك تؤذي جيرانك وتسيء الى الاخرين خير من ذلك ان تكون تأتي يعني خير من ذلك ان تحسن لجيرانك وتأتي بالواجبات الشرعية من الصلاة والصيام والصدقة اما ان الانسان يكثر من من الشعائر التعبدية ما بينه وبين الله ويكون كثير الصيام وكثير الصدقة وكثير الصلاة وكثير الذكر لكنه سيء التعامل مع الاخرين يؤذي الاخرين بلسانه ويؤذي الاخرين بتصرفاته فهذا ربما يكون في الاخير مفلسا فلابد ان يكون في حياة المسلم التوازن يحسن في العبادة فيما بينه وبين الله. ويحسن كذلك في علاقته بالاخرين بعلاقته بجيرانه في علاقته باولاده في علاقته باهله في علاقته بوالديه. في علاقته باصحابه في علاقاته بجميع الناس وقولوا للناس حسنا وبعض الناس مبتلى بسوء الخلق وربما لا يشعر ربما لا يشعر بذلك وكما ان الاجساد تصاب بالامراض فكذلك الاخلاق قد يكون بعض الناس مريضا في اخلاقه عنده مرض في اخلاقه عندهم مشاكل في اخلاقه فلابد اولا كما انه بالنسبة لمرض الجسد عندما يراد علاجه لا بد اولا من تشخيصه وان يكون التشخيص صحيحا ثم تأتي بعد ذلك مرحلة العلاج هكذا بالنسبة لامراض الاخلاق لابد من تشخيصها اولا ان تشخص هذه الامراض ثم يأتي بعد ذلك العلاج وكما ان دواء والدواء والعلاج لمرض الجسدي قد يكون مرا ويتجرع المريظ مرارة الدواء. كذلك ايظا علاج مرض الاخلاق كذلك قد يكون مرا. فلا بد من تجرع مرارته وان يحسن الانسان من اخلاقه وان يبتعد عن الاخلاق السيئة وانك لتعجب عندما ترى في بعض وسائل التواصل الاجتماعي تدخل حسابات بعض الناس فلا ترى فيها الا السخرية والقذف اه الاستهزاء والوقوع في اعراض الاخرين وسبحان الله نتعجب من هذه الجرأة على الوقوع في اعراض الناس ولا تكاد تجد في هذا الحساب اه الطيبة من القول فهذا ما اعظم مصيبته عند الله عز وجل. وهذا يصدق عليه قول النبي عليه الصلاة والسلام ان المفلس من امتي اه من يأتي يوم القيامة صلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا واكل مال هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته حتى اذا فنيت حسناته اخذ من سيئاتهم وطرحت عليه ثم طرح في النار ننتقل بعد ذلك الى حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لتؤدن الحقوق الى اهلها يوم القيامة حتى يقابل الشاة الجلحاء من الشاة القرناء الشاة الجلحاء والشاة القرناء القرناء يعني ذات القرن وجلحاء يعني التي ليس لها قرن فعند تناطح هاتين الشاتين مشات ذات قرن وشاة ليس ذات قرن يكون هناك يوم القيامة قصاص بينهما مع ان البهائم غير مكلفة ولكن هذا من باب اظهار تمام عدل الله عز وجل فانه تحشر الوحوش والبهائم والحيوانات تحشر يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء يعني التي لا قرن لها من الشاة القرناء التي نطحتها من باب اظهار تمام عدل الله عز وجل ثم بعد ذلك يقال لها كوني ترابا يقال لهذه الحيوانات بعد حشرها كوني ترابا فعندما يرى الكافر ذلك يتمنى ان لو كان ترابا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا هنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا تؤدن الحقوق الى اهلها يعني من كان لاخيه عنده مظلمة فينبغي ان يؤدي الحق له وان يرجع مظلمته وان يتحلل منه ما دام بالامكان فعل ذلك والا فانه يوم القيامة سيكون قصاص بين الناس بالحسنات والسيئات بغاية العدل حتى انه ليقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء فالدار الاخرة دار العدالة المطلقة لا ظلم اليوم اما الدنيا فليست بدار عدالة الدنيا فيها ظالم ومظلوم وقد يوخر الله تعالى عقوبة الظالم الى يوم القيامة ولا تحسبن الله غافل عما يعمل الظالمون انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار وقد ينتقم الله منه ويعجل عقوبته في الدنيا فالدنيا ليست بدار العدالة المطلقة فبعض الناس يقول لماذا يعني لا نرى ان الله عز وجل ينتقم من الظالم ونحن نرى هناك من يظلم ظلما فاحشا ونحو ذلك قل الدنيا ليست بدار عدالة الدنيا فيها ظالم ومظلوم دار العدالة المطلقة هي الدار الاخرة عندما يقال لا ظلم اليوم اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم ان الله سريع الحساب ولذلك ينبغي ان يحاسب المسلم نفسه واذا كان لاحد عنده حقا ان يذهب اليه ويتحلل منه اليوم قبل ان لا يكون دينار ولا درهم ونكتفي بهذا القدر ونقف عند حديث ابي هريرة رضي الله عنه الله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. الان اجيب عما تيسر من الاسئلة ما حكم رفع اليدين اثناء الدعاء للميت بعد التكبيرة الثالثة بصلاة الجنازة لا بأس بذلك ومأثور عن بعض الصحابة وعلى هذا سنة رفع اليدين عند التكبير مطلقا يعني عند التكبيرة الاولى والثانية والثالثة والتكبيرة الرابعة ثم يسلم تسليمة واحدة فالقول الراجح انه يشرع رفع اليدين عند آآ التكبيرات في الصلاة على الجنازة ما الراجح من اقوال العلماء في مسألة زكاة العسل الراجح انه لا تجب الزكاة في العسل لان جميع الاحاديث المروية في زكاة العسل كلها ظعيفة ولا تثبت من جهة الصناعة الحديثية. وعلى هذا نقول ان العسل لا زكاة فيه الا ان يعده صاحبه للتجارة فيزكيه زكاة عروظ التجارة فمثلا اصحاب محلات بيع العسل يجب عليهم ان يزكوها زكاة عروظ التجارة لكن من كان عنده مزرعة مثلا او وفيها مناحل ولم يقصد بها التجارة فلا زكاة عليه هذا سائل يقول اقلعوا الطائرة يوم الثلاثاء ولم يتيسر الحج للعمرة الا يوم الخميس هل يجوز المكث في جد بقية اليومين ثم الاحرام منها؟ ام يلزم الذهاب للميقات والاحرام منه اه انت بين امرين اما ان تحرم وانت في الطائرة وتبقى على احرامك في جدة الى ان يحين وقت العمرة ثم تذهب الى مكة وتعتمر وهذا الخيار ربما يكون فيه مشقة لانك ستبقى يومين او اكثر وانت باحرامك لكنه يبقى خيارا الخيار الثاني انك تذهب الى جدة من غير احرام فاذا اردت العمرة ترجع للميقات وتحرم منه اما انك تحرم من جده فليس لك ذلك لانك مررت بالميقات وانت قد نويت النسك فليس لك ان تحرم من جده وانما الواجب ان تحرم من الميقات هل يشرع اثناء الدعاء النظر الى السماء او الى السقف اذا كان داخل البيت او المسجد لا يشرع ذلك وانما عندما يدعو المسلم يرفع يديه يرفع يديه وينظر الى كفيه. والله عز وجل قريب من الداعي واذا سألك عبادي عني فاني قريب ينبغي لك ان تدعو الله سبحانه ينبغي لك وانت تدعو الله عز وجل ان تستحضر قرب الرب جل وعلا منك واذا سلك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان والله تعالى قريب من عبده اذا دعاه سميع الدعاء فلا حاجة لان ترفع نظرك الى السماء او الى السقف وانما تنظر الى يديك وتدعو هكذا السنة رفع اليدين عند الدعاء تدعو الله سبحانه وتعالى وتستحضر قرب الرب منك وانت تدعوه تستحضر قول الله تعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان. ما حكم الجهر بالقراءة في صلاة الظحى والرواتب؟ الامر في ذلك واسع لكن الافضل في الصلاة صلاة النافلة التي تكون في النهار الا يجهر بالقراءة فيها لانه اذا كان لا يفعل ذلك في صلاة الفريضة ففي النافلة من باب اولى ففي صلاة الضحى الافضل عدم الجهر وهكذا ايضا في السنن الرواتب النهارية افظل عدم الجهر واما في صلاة الليل وهكذا ايضا في النوافل التي تفعل في الليل الافضل هو الاصلح لقلب الانسان يختار المسلم ما هو الاصلح لقلبه مثلا اذا اردت ان تصلي صلاة الليل وتنظر هل لا اصلح لقلبك انك تجهر بالقراءة او انك تسر تختار ما هو الاصلح الا اذا كان حولك من يتأذى برفع الصوت فليس لك في هذه الحالة ان ترفع صوتك لانك تؤذيه برفع الصوت واذية المؤمن محرمة الا تفعل سنة وتقع بسببها في في امر محرم وهو الاذية لكن اذا كنت وحدك فانت مخير بين الاصرار والجهر والافضل ان تختار ما هو الاصلح لقلبك بقريتنا عادة في العزاء انه اذا مات الميت قام اقارب الميت بوضع ولائم الغداء والعشاء لاهل الميت ومن حضر اه ومن حضر مجلس العزاء لثلاثة ايام فهل يجوز ذلك لا بأس به لقول النبي صلى الله عليه وسلم اصنعوا لال جعفر طعاما فقد اتاهم ما يشغلهم. بل ان هذا مستحب تحب لاقارب الميت لجيرانه واصدقائه آآ ونحوهم ان يصنعوا طعاما لاهل الميت ولقوله عليه الصلاة والسلام اصنعوا لال جعفر طعاما فقد اتاهم ما يشغلهم ولان هذا يحقق مقصدا من مقاصد الشريعة وهي المحبة والمودة بين المسلمين والتكافل الاجتماعي ويقوي اواصر العلاقة بينهم. وهذا مقصد شرعي عظيم لكن ينبغي عدم التوسع في ذلك والا يكون في هذا اشراف او مباهاة او تكلف وانما يصنع الطعام بقدر الحضور بقدر الحاضرين فصنع الطعام من اقارب الميت ومن جيرانه ومن اصحابه هذه سنة لال جعفر طعاما اه انما الذي انكره العلماء ان اهل الميت انفسهم هم الذين يصنعون الطعام للناس هذا هو الذي انكره اهل العلم قالوا ان اهل الميت ينبغي الا الا يفعلوا ذلك. لكن ان يفعل ذلك ليس من اهل الميت وانما من غيرهم من اقاربهم من جيرانهم من اصحابهم فهذا امر مستحب هل تشرع الصلاة الابراهيمية بعد الاذان يقول النبي صلى الله عليه وسلم اذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم سلوا الله لي الوسيلة فالسنة اذا متابعة المؤذن وان يقول المستمع للاذان مثل ما يقول المؤذن الا في الحيعلتين حي على الصلاة حي على الفلاح يقول لا حول ولا قوة الا بالله والسنة ان يقول المتابع للمؤذن بعد ان يقول المؤذن اشهد ان محمدا رسول الله المرة الثانية ان يقول رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم بي ورسولا ثم اذا فرغ المؤذن من الاذان يقول بعد ذلك المؤذن والمستمع له اللهم صل وسلم على رسولك محمد وان اتى بالصلاة الابراهيمية فلا بأس لكن الافضل ان يقول اللهم صلي وسلم على رسولك محمد. اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة ات محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه اللهم مقام محمود الذي وعدته من غير الزيادة والدرجة الرفيعة لانها لا لا تثبت ومن غير زيادة انك لا تأخذه الميعاد فانها ايضا لا تثبت ثم بعد ذلك ينبغي ان اه يتخير من الدعاء ما اعجبه. لان هذا الموطن موطن دعاء ولهذا لما قيل النبي صلى الله عليه وسلم ثم بعد ذلك يتخير من الدعاء ما اعجبه لان هذا الموضع موضع اجابة دعاء يقول النبي صلى الله عليه وسلم لما قيل له آآ ان المؤذنين يفضلون يا رسول الله ان المؤذنين يفضلوننا يا رسول الله قال عليه الصلاة والسلام قل مثل ما يقول المؤذن ثم سل تعطه فهنا بين النبي عليه الصلاة والسلام ان الدعاء بعد متابعة المؤذن انه من مواظع الاجابة. لقوله ثم سل تعطى ينبغي لك يا اخي اذا استمعت الى المؤذن وتابعته واتيت بالذكر الذي يقال بعد متابعة المؤذن ان تغتنم هذا الزمن وتدعو الله عز وجل بما يحظرك من خيري الدنيا والاخرة فهذا من مواطن ومن مواضع اجابة الدعاء. ثم سل تعطى اذا كانت الزلة فيها عظة وعبرة لكنها تسيء الى محدثها فهل يجوز ذكرها للعظة والعبرة يجوز ذكرها من غير تسمية فاعلها وبذلك تحصل العظة والعبرة فيقال شخص من الناس حصل وكذا وكذا وكذا لا داعي لان تسمي من وقعت منه تلك الزلة فاذا كان المقصود هو العظة والعبرة فلا حاجة للتسمية وانما تذكر هذه يشار للعبرة منها من غير تسمية لفاعلها ينبغي ان ان اه يكون لدى المسلم روح الستر على اخوانه المسلمين ونحب لاخوانه ما يحب لنفسه هل انت ترضى ان احدا يشيع زلاتك ويظهرها للناس اذا كنت لا ترضى بذلك فينبغي كذلك الا تفعل هذا مع مع اخوانك المسلمين وان تستر عليهم فينبغي ان يكون لدى المسلم روح الستر على اخوانه لا يفرح بزلات اخوانه ويشيع بها وانما يستر عليهم. وقيل ذوي الهيئات عثراتهم فاذا اراد مثل ما ذكر اخي السائل العبرة مما وقع ممكن ان يذكر الفعل من غير ان يذكر قائله يقال حصل كذا وكذا من شخص من الناس ولا ولا يعرفه احد ويحصل ما اشار اليه الاخ الكريم من العظة والعبرة. اه عندي الغضروف واصلي الفروض وانا واقفة واما الرواتب والسنن وانا جالسة هل علي شيء ليس عليك شيء واحسنت بصلاتك الفرض وانت واقفة لان القيام آآ ركن من اركان الصلاة في صلاة الفريضة واما في صلاة النافلة فالقيام ليس بركن وانما هو مستحب ويرجى انك تنالين اجر الصلاة كاملا حتى وان صليت وانت جالسة لانك معذورة والنبي صلى الله عليه وسلم يقول اذا مرض العبد او سافر كتب الله له ما كان يعمل صحيحا مقيما ما الافضل للمسافر الذي يريد ان يصلي المغرب والعشاء ودخل مع امام يصلي العشاء هل الافضل ان يجلس بعد الثالثة ويدعو ثم يسلم مع الامام ثم يقصر العشاء او ينفصل ويسلم ثم يكبر مع الامام بنية صلاة العشاء والامام في الركعة الاخيرة ثم يقوم هذا المسافر ويأتي بثلاث ركعات الافضل هو الثاني انه اذا دخل المسافر مع امام مقيم يصلي العشاء يصلي معه الثلاث ركعات بنية المغرب فاذا قام الامام الرابعة جلس هذا المأموم واتم لنفسه وسلم ثم قام وادرك الامام في الركعة الرابعة في حق الامام وهي الاولى في حق هذا المسافر لكن يلزمه هذا المسافر ان يتم ثلاث ركعات لان المسافر يأتمن بمقيم لزمه الاتمام وبذلك يكون قد حصل اجر الجماعة في الصلاتين جميعا في المغرب والعشاء بخلاف ما اذا جلس بعد الثالث ينتظر الامام حتى يصل الى التشهد فانه سيصلي صلاة العشاء منفردا ولذلك الافضل ان ان انه يدخل مع الامام فاذا قام الامام للرابعة اكمل لنفسه وسلم ثم دخل مع الامام في الركعة الرابعة وهي في حقه الاولى ثم اذا سلم الامام قام واتى بثلاث ركعات ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته