والانسان ايها الاخوة مهما كان عليه من القوة في العبادة. لا يمكن ان يعبد الله عز وجل كما يحب الله الا عن طريق العلم. لكن نحتاج في هذا الزمن الى رفع مستوى الهمة وان يحرص طالب العلم على طلب العلم وان يخلص النية لله عز وجل لو لم يكن من الخير الا انه يتعرض لمغفرة الله. اشهدكم اني قد غفرت له الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته الى يوم الدين. حياكم الله تعالى بهذا الدرس العلمي في شرح صحيح مسلم وفي هذا اليوم الثلاثاء اه الثالث عشر من شهر ربيع الاول من عام الف واربع مئة وثلاثة واربعين للهجرة حسب تقويم ام القرى فاسأل الله تعالى ان يرزقنا الفقه في الدين والعلم النافع والتوفيق لما يحب ويرضى ربنا اتنا من لدنك رحمة وهيء لنا من امرنا رشدا من كان عنده سؤال او استفسار فليرسله ان شاء الله نجيب على الاسئلة والاستفسارات اه بعد اه الدرس ان شاء الله تعالى اه كنا قد وصلنا في اه تعليق على صحيح مسلم اه الى باب تحريم الظلم واخذنا فيه جملة من الاحاديث ووصلنا الى حديث ابي موسى قال الامام مسلم في صحيحه قال حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير حدثنا ابو معاوية حدثنا بريد بن ابي بردة عن ابيه عن ابي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل يملي للظالم فاذا اخذه لم يفلته ثم قرأ وكذلك اخذ ربك فاذا اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد الظلم عاقبته وخيمة في الدنيا والاخرة قد حرم الله تعالى الظلم على نفسه وجعله محرما على عباده يقول النبي صلى الله عليه وسلم واتق دعوة المظلوم فانه ليس بينها وبين الله حجاب واتقي دعوة المظلوم فانه ليس بينها وبين الله حجاب فدعوة المظلوم في الغالب انها مستجابة في الدنيا وقد يؤخر الله تعالى عقوبة الظالم الى الاخرة حسب ما تقتضيه حكمته البالغة جل وعلا ولهذا قال ربنا سبحانه ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار ولكن في الغالب ان الظالم عقوبته معجلة في الدنيا قبل الاخرة لان الله تعالى لا يرضى بالظلم ولا يحب الظالمين قرر قوله جل وعلا والله لا يحب الظالمين في عدة ايات في كتابه الكريم وقال وما للظالمين من انصار يعني هذا الظالم ما لا احد يشفق عليه ولا احد ينصره بسبب ظلمه ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ما من ذنب اجدر من ان يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخره له في الاخرة من البغي وقطيعة الرحم فالبغي الذي هو الظلم عقوبته من عقوبة معجلة في الغالب هو وقطيعة الرحم ولهذا فينبغي للمسلم ان يحذر من الظلم بجميع اشكاله وصوره وانواعه حتى لو كان الظلم لحيوان لا يجوز فما بالك بظلم الانسان والله تعالى اقام السماوات والارض على العدل امر بالعدل وامر بالقصد جل وعلا واخبر بانه يحب المقسطين بل اخبر بانه يحب آآ الذين يأمرون بالقسط والمقسطين ولا يحب الظالمين وهذا يدل على خطورة الظلم وسوء عاقبته وبهذا الحديث يقول عليه الصلاة والسلام ان الله يملي للظالم معنى يملي يعني يمهل ويؤخر ويطيل له في المدة حتى يتمادى في ظلمه فاذا اخذه لم يفلته اذا نزلت العقوبة واخذه جل وعلا لم يفلته يعني لم يطلقه وانما يأخذه اخذا شديدا ويعاقبه عقوبة عظيمة ثم قرأ عليه الصلاة والسلام قول الله تعالى وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد الله تعالى قد يملي للظالم قد يمهله ويستدرجه وهذا من اشد ما يكون من البلاء لان هذا الظالم يتمادى في ظلمه وربما اصلا لا يشعر بالظلم ربما يفسره بتفسير اخر لا يفسره بانه ظلم. ويتمادى في ظلمه وبغيه حتى اذا اخذه الله عز وجل اخذه اخذ عزيز مقتدر وان اخذه اليم شديد ولهذا فعلى المسلم ان ان يحذر من الظلم وان يبتعد عن الظلم وايضا الا يركن للظالمين كما قال الله سبحانه ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار. حتى مجرد الركون والميل لا يجوز ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار فالظلم عاقبته وخيمة فينبغي ان يعود المسلم نفسه على العدل العدل في في قوله والعدل في افعاله والعدل في حكمه والعدل في في كل شيء والله تعالى اخبر بانه يحب المقسطين يعني العادلين الذين يعدلون في كل شيء بعدله في في في كلامه في حكمه على الاشخاص في عدله بين اولاده في عدله بين زوجاته لمن كان له اكثر من زوجة في عدله بين طلاب النسبة المعلم من ولي ولاية في عدله بين الموظفين الذين تحت ولايته وهكذا لماذا تستجاب دعوة المظلوم تستجاب دعوة المظلوم لان المظلوم عندما يدعو على ظالمه يدعو بحرارة وباخلاص وبصدق وكذلك ايضا لان الله لا يحب الظالمين فهذا المظلوم انسان تعرظ لمظلمة والله تعالى يحب الظالمين. وهذا المظلوم يدعو الله تعالى بحرقة باخلاص وصدق فتستجاب دعوته. ولذلك آآ غير المظلوم اذا دعا الله تعالى بنفس المشاعر التي يدعو بها المظلوم فانه ايضا في الغالب تستجاب دعوته ولهذا تستجاب دعوة المضطر امن يجيب المضطر اذا دعاه. لماذا تستجاب دعوة المضطر؟ لان المضطر يدعو باخلاص شديد ويدعو الله تعالى بقلب مقبل على ربه سبحانه وتعالى فاذا وصلت حالتك مثل حالة المضطر والمظلوم عند الدعاء فان الدعاء يستجاب بل ان هذا السبب وهو وهو يعني الاخلاص الشديد والاضطرار الى الله سبحانه وتعالى ودعاء دعاء الله عز وجل باخلاص آآ بانابة وباقبال يقوى على حتى دفع المانع من اجابة الدعاء. وان كان المانع شركا ولهذا اخبر الله تعالى عن المشركين فانهم اذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم الى البر اذا هم مشركون مع انهم مشركون والشرك من من موانع الاجابة ومع ذلك اذا وصلوا الى حال الاضطرار ودعوا الله تعالى وهم مضطرون استجاب الله تعالى لهم فنجاهم مما هم فيه من من اه الكرب فاذا ركبوه الفلك يعني واصابتهم كربة دعوا الله مخلصين له الدين. فلما نجاهم الى البر اذا هم مشركون اه في هذا الحديث تغليظ الظلم وشدة الوعيد فيه وقد ذكرنا انه اه من اه الذنوب والمعاصي التي شؤمها كبير على الانسان وعاقبتها عظيمة وعقوبتها معجلة في الغالب في الدنيا قبل الاخرة ايضا من فوائد هذا الحديث آآ ان فيه تسلية للمظلوم ووعيدا للظالم وانه لا يغتر بالامهال فانه ليس باهمال وانما هو امهال لمدة قليلة ثم يأخذ الله تعالى الظالم واخذه جل وعلا اليم شديد. انتقلوا بعد ذلك الى باب الى باب ابي نصر الاخ ظالما او مظلوما قال الامام مسلم الصحيح حدثنا احمد بن عبدالله بن يونس حدثنا زهير حدثنا ابو الزبير عن جابر قال اقتتل غلامان غلام مهاجرين غلام من الانصار فنادى المهاجر او المهاجرون يا للمهاجرين ونادى الانصاري يا للانصار. فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما هذا؟ دعوة اهل اهل الجاهلية قالوا لا يا رسول الله ان غلامين اقتتلا فكسع احدهما الاخر قال لا بأس سوى لينصر الرجل اخاه ظالما او مظلوما ان كان ظالما فلينههه فانه له نصر وان كان مظلوما فلينصره اه قوله اقتتل غلامان غلام من المهاجرين وغلام من الانصار يعني حصلت هذا هذه آآ هذا الاقتتال بين المهاجرين والانصار غلام المهاجرين وغلام من الانصار فنادى اه يعني بعض المهاجرين يا للمهاجرين ونادى بعض الانصار يا للانصار فالنبي صلى الله عليه وسلم معنى يا للمهاجرين يعني ادعو المهاجرين واستنصرهم ويا الانصار يعني ادعو الانصار واستنصر بهم فالنبي عليه الصلاة والسلام قال ما هذا دعوة جاهلية في بعض الالفاظ دعوة الجاهلية وانا بين اظهريكم فقالوا لا يا رسول الله انما اه غلامان اقتتلا فكسعا كسع يعني ظرب دبره وعجيزته بيده او رجله هذا معنى الكسع فالنبي عليه الصلاة والسلام قال فلا بأس وقوله عليه الصلاة والسلام اه فلا بأس معناه لم يحصل من هذه القصة بأس مما كنت خفته فانه خاف ان يكون آآ حدث امر عظيم يوجب فتنة وفسادا وليس هو عائدا الى رفع كراهة الدعاء بدعوى الجاهلية. قوله لا بأس ليس عائدا الى كراهة الدعاء بدعوة اهل الجاهلية. وانما قوله لا بأس يعني لا بأس آآ انني آآ رأيت الامر اقل مما كنت اخاف منه. لان عليه الصلاة والسلام خشي ان يكون هناك امر عظيم. فلما رأى ان الامر اقل من ذلك قال لا بأس وهذه كلمة تقال اه عندما يريد الانسان ان يخفف من شأن امر من الامور او عند الموافقة على امر او نحو ذلك يقول لا بأس ثم ارشد عليه الصلاة والسلام قال ولينصر الرجل اخاه ظالما او مظلوما آآ جاء في بعض الروايات انه قالوا يا رسول الله ننصره اذا كان مظلوما فكيف ننصره اذا كان ظالما اه قال بنهيه عن الظلم وحجزه عنهم. وهنا في هذا اللفظ قال ان كان ظالما فلينههه فانه له نصر ولهذا اه تجب نصرة المظلوم لمن كان قادرا على نصرته وهذا من حق المسلم على المسلم ان ينصره اذا كان مظلوما وكان هذا الانسان قادرا على نصرته وكذلك ايضا ينصره حتى ان كان ظالما وذلك بنهيه عن الظلم وحجزه عنه وان يبين له سوء عاقبة الظلم فان هذا من حق المسلم على المسلم اذا رأيت اخاك المسلم قد ظلم وبغى فمن حقي عليك انك تنكر عليه وانك تنهاه بالاسلوب المناسب لان بعض الناس قد يبغي وقد يظلم ولا يشعر سوء ما فعل وربما له تأويل اخر ولذلك ينبغي ان يبين له ان هذا العمل انه عمل منكر وانه ظلم وانه لا يجوز فينهاه عن الظلم فهذا من نصره. ثم ساق هذه القصة اه عن آآ قال سمع عمر وجابر ابن عبد الله عن سفيان بن عيينة قال سمع جاء سمع آآ عمر وجابر ابن بالله يقول نعم نأتي الحديث من اوله حدثنا ابو بكر بن ابي شيبة وزهير بن حرب واحمد بن عبده الظبي وابن ابي عمر وله لابن ابي شيبة قال ابن عبده اخبرنا قال اخرون وقال الاخرون حدثنا سفيان بن عيينة قال سمع عمرو جابر بن عبدالله فالسند اذا الى الى جابر سمع جابر بن عبدالله يقول كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزات فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الانصار وقلنا ان معنى كسى يعني ضرب دبره وعجيزته فقال الانصاري يا للانصار وقال المهاجرين يا للمهاجرين. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بال دعوى الجاهلية؟ قالوا يا رسول الله كسعى رجل من المهاجرين رجلا من الانصار قال دعوها فانها منتنة فسمعها عبد الله ابن ابي فقال قد فعلوها والله لان رجعنا الى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل قال عمر دعني اضرب عنق هذا المنافق قال دعه لا يتحدث الناس ان محمدا يقتل اصحابه ثم ساق المصنف هذا الحديث ايضا عن جابر بلفظ اخر قال كسع رجل من المهاجرين رجل من الانصار فاتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله القود فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعوها فانها منتنة آآ هنا يعني اورد الامام مسلم هذه القصة بزيادات اخرى فهذه القصة التي يعني حصل فيها آآ هذا الامر بين المهاجرين والانصاري هو الذي كان قد ابتدأ هو المهاجرين ولذلك طلب القوى ده طلب الانصاري القود اه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فالنبي عليه الصلاة والسلام لما سمع سمعهم يقولون يا للمهاجرين وهذا يقول يا للانصار قال ما بال دعوى الجاهلية؟ فلما اخبروه الرواية السابقة قال لا بأس ثم قال دعوها فانها منتنة يعني دعوا دعوة الجاهلية فانها منتنة فسمع عبد الله ابن ابي رأس المنافقين وقال قد فعلوها يعني المهاجرين والله لان رجعنا للمدينة ليخرجن الاعز منها الاذل. وهل ذكره الله تعالى في سورة المنافقون؟ يقولون لان رجعنا الى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون قال عمر يعني ابن الخطاب دعني اضرب عنق هذا المنافق فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعه لا يتحدث الناس ان محمدا يقتل اصحابه هذه القصة فيها فوائد من فوائد هذه القصة اولا النهي عن عادات الجاهلية اه المخالفة للشريعة الاسلامية قولا وفعلا والاسلام قد جاء لابعاد الناس عن هذه العادات السيئة وجاء بهداية الناس الى ما هو الصواب والحق ولذلك ينبغي الانكار الشديد على من يثير امور الجاهلية ويثير النعرات ويثير العصبية ويثير القبلية ويثير التحزب فهذه امور قد آآ اه نبذها الاسلام ولهذا انكر النبي عليه الصلاة والسلام على من اثار ذلك وقال دعوها فانها منتنة فينبغي للمسلم ان يتأدب باداب الاسلام وان يبتعد عن هذه الامور ابتعد عن دعوة الجاهلية ابتعد عن النعرات يبتعد عن العصبية يبتعد عن القبلية يبتعد عن احتقار الناس المسلم اخو المسلم وميزان التفاضل بين الناس هو التقوى. ان اكرمكم عند الله اتقاكم. هذا هو ميزان التقوى اليس هناك ميزان اخر لتفاضل الناس عند الله عز وجل سوى ميزان التقوى لا الحسب ولا النسب ولا المال ولا العرق ولا الجنس ولا اي شيء اخر سواء التقوى. ان اكرمكم عند الله اتقاكم ميزان التفاضل بين الناس والتقوى. من كان اتقى لله عز وجل كان اكرم عند الله سبحانه وتعالى وهذا هو غاية العدل والله تعالى يحب المقسطين ويحب العدل وعلى العدل قامت السماوات والارض ولا يحب الظالمين. ولذلك فميزان التقوى هو آآ ميزان التفاضل بين الناس. ان اكرمكم عند الله اتقاكم ايضا من فوائد هذه القصة بيان ما كان عليه المنافقون من بذاءة اللسان والاذية للنبي صلى الله عليه وسلم ولاصحابه وقد كانوا يسعون بكل ما كان فيه اذية للنبي صلى الله عليه وسلم واصحابه قولا وفعلا ولهذا قال الله تعالى ومنهم الذين يؤذون النبي فمنهم من كان يؤذي النبي ويؤذي الصحابة يسعى بالاذية بينهم ويتكلم بالكلام القبيح الكلام المؤذي ولهذا رأس المنافقين عبدالله بن ابي قال قد فعلوها والله لان رجعنا الى المدينة ليخرجن الاعز يقصد اه يقصد نفسه ومن معه من المنافقين ليخرجن الاعز منها الاذل ويقصد بالاذل النبي عليه الصلاة والسلام ومن معه خاصة من المهاجرين وقد انزل الله تعالى في ذلك قرآنا يتلى يقولون لان رجعنا الى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون الذي اه يؤذي المؤمنين ويتخذ اذية المؤمنين منهجا له في حياته. هذا يشبه المنافقين الذين كانوا يؤذون رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه انما المطلوب من اه المسلم اه ان يحترم اخوانه المؤمنين وان يحسن اليه وان يبتعد عن كل ما يؤذيهم من فوائد هذا الحديث بيان ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الصبر على ما يناله من من اذى المنافقين ومن الحلم العظيم فانه عليه الصلاة والسلام كان حليما كريم الاخلاق صبورا والحلم آآ سيد الاخلاق والحلم صفة عظيمة اثنى الله تعالى بها على بعض انبيائه فاثنى الله تعالى بها على ابراهيم عليه الصلاة والسلام قال ان ابراهيم لاواه حليم واثنى بها على اسماعيل وبشرناه بغلام حليم ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم كان حليما. واثنى الله تعالى عليه بما هو اعظم من ذلك كله. فقال وانك لعلى خلق عظيم فالحلم صفة العظماء صفة الانبياء والرسل وصفة العظماء من الناس فينبغي ان ان يحرص المسلم على اكتساب هذه الصفة صفة الحلم والذي هو سيد الاخلاق. وان يبتعد عن الغضب وعن اسبابه لان سرعة الغضب وشدة الغضب تنافي مكارم الاخلاق الانسان سريع الغضب وشديد الغضب الناس يتحاشونه وينفرون من مجالسته لانهم لا يأمنون من غضبه في اي لحظة. واذا غضب ربما تكلم بكلام غير لائق او تصرف بتصرفات لائقة. لهذا ينبغي ان ان آآ يعود الانسان نفسه على آآ الحلم دل قوله عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث دعه لا يتحدث الناس ان محمدا يقتل اصحابه اه دل ذلك على ان للامام لولي الامر ان يترك اه بعظ من يستحق القتل تعزيرا لمصلحة راجحة فاذا كان هناك من يستحق القتل تعزيرا لكن رأى الامام ورأى ولي الامر ان المصلحة تكون في ترك قتله فلا بأس بذلك اذا كان في ذلك مصلحة راجحة ولهذا ترك النبي صلى الله عليه وسلم قتل رأس المنافقين عبدالله ابن ابي مع انه مستحق للقتل لكنه تركه ترك ذلك النبي صلى الله عليه وسلم لاعتبارات معينة ومنها الا يتحدث الناس ويتحدث يعني آآ كما يسمى في الوقت الحاضر بالرأي العام العالمي عن النبي عليه الصلاة والسلام بانه يقتل اصحابه فحتى لا يتحدث الناس بذلك ترك النبي صلى الله عليه وسلم قتل هذا الرجل المستحق للقتل لان هذا الاعتبار اعتبار مهم في باب السياسة الشرعية حتى لا يتحدث الناس ان محمدا يقتل اصحابه. يتحدث الناس يعني يتحدث الناس من من حوله من قبائل العرب ومن حولهم والناس في ذلك الوقت لا تشيع فيهم هذه الشائعة ولا يتحدثون بان محمدا يقتل اصحابه فالنبي عليه الصلاة والسلام راعى هذه الاعتبارات فترك قتل هذا الرجل المستحق للقتل ننتقل بعد ذلك الى باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم وتعاضدهم اه ساق المصنف هذا الحديث عن ابي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ثم ساق المصنف هذا الحديث عن النعمان ابن بشير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ثم ساق هذا الحديث بالفاظ اخرى قريبة من هذا اللفظ وهذه الاحاديث تدل على تعظيم حقوق المسلمين بعضهم على بعض وتدل على الحث على التراحم بين المسلمين والتعاضد والملاطفة بغير اثم ولذلك شبه النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن للمؤمن بالبنيان يشد بعضه بعضا رأيت البنيان تجد ان بعضه يشد بعضا حتى يستقيم هذا البنيان ويقوم هكذا ايضا حال المؤمن مع اخيه المؤمن وايضا شبهوا بتشبيه اخر في حديث النعمان قال مثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سأر الجسد بالسهر والحمى اه جسد الانسان اذا اشتكى عضو من اعضائه تداعى له سائر الجسد لو مثلا اشتكيته من الم سن تجد ان الجسد كله يؤلمك اشتكيت من الم في الرجل تجد ان الجسد يؤلمك اشتكيت من الم في العين تجد ان الجسد يؤلمك وقد تسهر وربما ايضا تصاب بالحمى يعني بشدة الحرارة بسبب ذلك الالم فالجسد آآ تجد ان يتألم اذا اذا حصل مصاب في اي جزء من اجزاء الجسد قد ترتفع الحرارة وهذا معنى قوله والحمى وربما يسهر الانسان بسبب ذلك الالم. تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. هكذا ايضا المسلمون بعضهم مع بعض في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد. فالامة الاسلامية تعتبر جسدا واحدا اذا اشتكى منه عضو ينبغي ان يتداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. وهذا يدل على انه ينبغي ان تسود المحبة والمودة والتعاطف والتراحم بين المسلمين ننتقل بعد ذلك الى باب النهي عن السباب وساق المصنف هذا الحديث عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المستبان ما قالا فعلى البادئ ما لم يعتدي المظلوم قوله المستبان المستبان تثنية مستب من السب وهو الشتم والذم وهذا الشتم والذم قد يكون باللعن قد يكون بالتقبيح قد يكون باي لفظ من الفاظ الذم والشتم فقوله المستبان ما قال يعني ان الاثم نعم ما المستبان ما قال فعلى البادئ معنى الحديث ان اثم السباب آآ انما يكون على المبتدأ به ولا يكون على المعتدى عليه اثم. اذا رد ودفع عن نفسه بشرط قال ما لم يعتدي المظلوم فاذا اعتدى المظلوم فان هذا الذي قد سب ان يكونوا اثما باعتدائه اذا معنى هذا الحديث المستبان ما قال فعلى البادئ ما لم يعتد المظلوم ان اثم السباب والشتم انما يكون على المبتدئ بالسباب والشتم ولا يكون الاثم على منسوب. لان من سب انما اه دافع عن نفسه وجزاء سيئة سيئة مثلها لكن بشرط الا يعتدي المظلوم فلو ان رجلا سب رجلا فالذي قد رد السبب بمثله فهنا الاثم كله على المبتدأ بالسب اما الذي قد سب ليس عليه اثم لانه انما دافع عن نفسه وجزاء سيئة سيئة مثلها ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم لكن لو انه اعتدى هذا الذي قد سب اعتدى المظلوم فلما سبه سبه وسب والديه فهنا يأثم يأثم كلا الطرفين يأثم الذي ابتدأ السباب ويأثم الذي سب لكونه قد اعتدى باية صورة منصور السباب والشتم فلو ان رجلا آآ سب اخر قال مثلا لعنك الله الاخر سبه قال بل انت بل انت لعنك الله. هنا الاثم كله على المبتدأ بالسباب وهذا معنى قوله عليه الصلاة والسلام مستبان ما قال فعلى البادئ آآ المعتدى عليه ليس عليه اثم لكن لو ان المعتدى عليه لما سبه الاول اه سبه وسب والديه قال بل لعنك الله ولعن والديك فهنا يشترك معه في الاثم فيكون الاثم على البادي بالسباب ويكون الاثم ايضا على المعتدى عليه باعتبار انه تعدى فالرد وخير من ذلك الا يرد السباب بمثله والله تعالى يقول واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما واذا سمعوا اللغو اعرضوا عنه قالوا لنا اعمالنا ولكم اعمالكم سلام عليكم لا يبتغي الجاهل فالاحسن والافضل ان الانسان لا يقابل السباب بمثله. لكن من حيث الحكم الشرعي يجوز لمن سب ان يرد على من سبه بمثل سبه لكن لا يزيد شتمك لك ان تشتمه بمثل ما شتمك لكن لا تشتمه وتشتم والديه او تشتم اولاده او تشتم اهله فهذا يعتبر اعتداء ولا يجوز فمن حيث الحكم يجوز لمن شتم ان يشتم من شتمه ويكون الاثم كله على المبتدئ بالشتم لكن اذا اعتدى المظلوم وآآ شتمه وشتم غيره معه من اقاربه شتم والديه شتم اولاده شتم اخوانه شتم زوجته فيأثم هذا الذي قد شتم لاعتدائه ويأثم الطرفان جميعا يأثم المبتدئ بالشتم ويأثم المعتدى عليه لكونه ايضا قد تعدى في الشتم فلم يكتفي بشتم هذا الذي قد شتمه وانما شتم معه بعض اقاربه فهذا هو معنى الحديث من فوائد هذا الحديث الزجر عن السب لان واجب المسلم تجاه اخيه المسلم اه نصره واحترامه لا خذلانه واحتقاره وايذائه والمسلم ينبغي ان يبتعد عن السباب ولهذا قال عليه الصلاة والسلام سباب المسلم فسوق وقتاله كفر السباب فسوق في حد ذاته فينبغي ان ان يبتعد المسلم عن السباب ويطهر لسانه من السباب ويعود نفسه على البعد عن السباب اه ايضا من فوائد هذا الحديث جواز الانتصار وان الانسان له ان ينتصر ممن ظلمه وقال النووي رحمه الله لا خلاف في جواز الانتصار وقد تظاهرت عليه دلائل الكتاب والسنة قال الله تعالى ولمن انتصر بعد ظلمه فاولئك ما عليه من سبيل. وقال والذين اذا اصابهم البغي هم ينتصرون ومع هذا فالصبر والعفو افضل. قال الله تعالى ولمن صبر وغفران ذلك لمن عزم الامور لكن الانتصار يجوز ومن اعتدي عليه يجوز ان يعتدي على من اعتدى عليه بمثل ما اعتدى عليه. ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ولا من انتصر بعد ظلمه فاولئك ما عليهم من سبيل فالانتصار يجوز في حق من اعتدي عليه لكن العفو افضل من فوائد هذا الحديث اه جواز الانتصار ولكن يقول الله تعالى والذين اذا اصابهم البغي هم ينتصرون والذين اذا اصابهم البغي هم ينتصرون فهل هذا يدل على استحباب الانتصار ونحن قد قررنا ان الانتصار حكمه انه جائز لكن هذه الاية فيها الثناء هي الثناء على من انتصر فقال سبحانه والذين اذا اصابهم البغي هم ينتصرون قال اهل العلم المعنى معنى هذه الاية ان هؤلاء الذين اصابهم البغي ليسوا عاجزين وليسوا اذلين وانما ينتصرون ممن بغى عليهم ثم بعد ذلك اذا قدروا عفوا ولهذا قال ابراهيم النخعي رحمه الله قال كان المؤمنون يكرهون ان يستذلوا وكانوا اذا قدروا عفوا فهذا هو المعنى لهذه الاية وذلك حتى لا يتجرأ السفهاء على الانسان لان الانسان اذا لم ينتصر ربما يتجرأ عليه بعض السفهاء ويتمادون في ايذائه لكنه اذا انتصر ثم بعد القدرة آآ عفا كان هذا افضل ولهذا ذكر الله تعالى هذا في معرض الثناء عليهم. والذين اذا اصابهم البغي وهم ينتصرون ذكر هذا في معرظ الثناء عليهم مثال ذلك انسان مثلا تكلم في عرضك بغير حق وقدح فيك بغير حق فهل الافضل ان تسكت او الافضل آآ ان تطالب بحقك الجواب ان الافضل ان تطالب بحقك. لكن اذا حكم لك عرفت آآ انه حكم لك وانه سينتصر لك ممن بغى عليك وطلب منك هذا الذي قد بغى عليك ان تعفو عنه او طلب منك ان تعفو عنه. فهنا الافضل العفو وهذا العفو اصبح عن مقدرة فالعفو عن مقدرة هو افضل درجات العفو فهنا تعفو وتأتي فضيلة العفو. وقول الله عز وجل والعافين عن الناس. وقول الله عز وجل والعافين الناس وقول النبي صلى الله عليه وسلم وقول النبي صلى الله عليه وسلم ما زاد الله عبدا بعفو الا عزا فهذا هو العفو المحمود العفو الذي يكون عند المقدرة وبهذا تكون قد كسبت فظل العفو. وفي الوقت نفسه ايظا كسبت الثناء المذكور في الاية والذين اذا اصابهم البغي هم ينتصرون وايضا آآ جعلت رادعا لهذا الذي قد يبغي عليك في المستقبل. لانك اذا طالبت بحقك تردع وهو تردع غيره من ذوي النفوس الدنيئة حتى لا يتعدوا عليك وحتى لا يبغوا عليك وربما ايضا تردعهم عن غيرك كذلك ولهذا اثنى الله تعالى اه على المنتصرين في هذه الاية والذين اذا اصابهم البغي هم ينتصرون. لكنهم اذا قدروا عفوا اذا كان في العفو مصلحة راجحة كان يطلب منها العفو او يرى المصلحة الراجحة في هذا العفو فالافضل بعد القدرة آآ العفو فهذا العفو آآ يكسب به اجرا عند الله عز وجل. وينال فضيلة العافين عن الناس اما ان الانسان يسكت عن حقه ولا يطالب بحقه فهذا يؤدي الى تمادي السفهاء عليه وتماديهم على ايضا الاخيار ولهذا فان الله عز وجل ذكر الانتصار في معرظ المدح في حق من انتصر والذين اذا اصابهم البغي وهم ينتصرون فاذا عفوا عمن ظلمهم آآ باب استحباب العفو والتواضع ساق المصنف حديث ابي هريرة عن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو الا عزا وما تواضع احد الله الا رفعه الله فذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث العظيم ثلاثة امور ذكر الصدقة وذكر العفو وذكر التواضع وهذه كلها اعمال صالحة وامور عظيمة الامر الاول الصدقة وبين النبي صلى الله عليه وسلم بان الصدقة لا تنقص المال قال ما نقصت صدقة من مال واما آآ لفظة بل تزيده بل تزيده فهذه غير محفوظة وانما المحفوظ هو هذه الرواية التي ذكرها مسلم ما نقصت صدقة من مال وكيف نوفق بين قوله عليه الصلاة والسلام ما نقص صدقة من مال وبينما نراه في الحس والواقع ان الصدقة تنقص المال. لو كان مثلا عندك مئة وتصدقت بعشرة نقص المبلغ الذي عندك من مئة الى تسعين والعلماء لهم اجوبة عن هذا فقال بعضهم ان المقصود بذلك آآ انه وان حصل النقص الحسي الا آآ انه ليس هناك نقص معنوي وذلك بان الله عز وجل فليبارك في هذا المال. فهذه البركة تعوض النقص الحسي الذي اه حصل في هذا المال فيبارك الله تعالى في المال بهذه الصدقة وقال بعضهم ان هذا الحديث على ظاهره وان الصدقة لا تنقص المال حقيقة. لان الله عز وجل يخلف على المتصدق واستدلوا بقول الله عز وجل وما انفقتم من شيء فهو يخلفه وهنا ذكر الله تعالى في هذه الاية قال وما انفقتم من شيء فهو يخلفه واتى بالجملة الاسمية مع التأكيد وما انفقتم من شيء فهو يخلفه. ايضا باسلوب الشرط ما انفقتم من شيء جواب الشرط فهو يخلفه وكون ربنا عز وجل يذكر هذا في كتابه الكريم الذي يقرأه الناس وتقرأه الاجيال جيلا بعد جيل وقرنا بعد قرن ويقول ربنا سبحانه وما انفقتم من شيء فهو يخلفه فلابد ان يتحقق هذا الخلف ولا يمكن ان يتخلف وعد الله عز وجل فما انفق الانسان من اموال في سبل الخيرات فان الله عز وجل يخلفه عليه قال بعض اهل العلم ان انه لا ان الصدقة لا تنقص المال حقيقة فهذا احد الاقوال في المسألة وهناك ايضا قال بعض اهل العلم ان الخلف ليس بالضرورة ان يكون آآ زيادة في المال. وان الخلف له صور متعددة وما ثم شائفه ويخلفه. فقد يكون الخلف بالبركة وقد يكون خلف بدفع البلاء عن الانسان وقد يكون خلف بدفع الافات عن المال وقد يكون الخلف بان الله تعالى يرزق الانسان من حيث لا يحتسب ويسوق له رزقا من حيث لا يحتسب. فصور الخلف كثيرة ومتنوعة لكن لابد ان يتحقق الخلف لهذا المنفق ولهذا المتصدق والاقرب والله اعلم ان كل هذه المعاني صحيحة ومرادها فالصدقة اولا اذا تصدق الانسان فان الله عز وجل يخلف عليه باية صورة من صور الخلف اما بان يسوق له رزقا من حيث لا يحتسب. واما بان يخلف عليه بالبركة. واما بان يدفع عنه الافات التي تذهب المال او تنقصه ونحو ذلك. فالخلف لابد منه. وايضا الصدقة من اسباب حلول البركة في المال وهذا امر ظاهر ومشاهد ان من يتصدق فان الله عز وجل يبارك له في ماله والصدقة تدفع البلاء عن الانسان وكم من بلاء قد انعقدت اسبابه ثم دفع الله تعالى عن الانسان بسبب هذه الصدقة البلاء عنهم. كم من انسان يعني قصصه في هذا كثيرا ومتواترة ومن القصص التي قد اشتهرت وتواترت ان بعض الناس يقول ان الله تعالى نجاه من حادث كاد ان يقع له وعندما يتذكر يتذكر انه تصدق على مسكين بمبلغ زهيد بخمسة ريالات او عشرة ريالات ويقول ان الله تعالى قد نجاه من هذا الحادث. فالصدقة تدفع البلاء عن الانسان وآآ الصدقة شأنها عظيم واثرها كبير ولهذا ينبغي للمسلم ان يعود نفسه على البذل والصدقة. وان يحرص على ان يتصدق كل يوم. ينبغي لمسلم ان يحرص على ان يتصدق كل يوم بصدقة ولو بمبلغ يسير. حتى يدخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم ما من يوم يصبح العباد فيه الا وينزل ملكان من السماء تمام؟ يقول احدهما اللهم اعط منفقا خلفا. ويقول الاخر اللهم اعط ممسكا تلفا هذا الحديث رواه البخاري ومسلم كل يوم ينزل ملكان من السماء يدعوان بهذا الدعاء. احدهما يقول اللهم اعط منفقا خلفا والاخر يقول اللهم اعطي ممسكا تلفا فاذا اردت ان تنال دعوة الملك بالخلف فاحرص كل يوم على ان تتصدق بصدقة ولو بمبلغ يسير حتى تدخل في دعوة الملك بان يدعو الملك لك بان الله تعالى يخلف عليك. باية صورة من صور آآ الخلف كان احد التابعين لا يمضي عليه يوم الا تصدق فيه لله بصدقة وذات مرة لم يجد ما يتصدق به. بحث بحث في بيته لم يجد الا بصلا. فاخذ هذا البصل وحمله على رأسه يريد ان يتصدق به فلقي احد الناس وقال رحمك الله لم يكلفك الله بهذا يعني ان هذا ان هذه صدقة تطوع ليست واجبة فلماذا تشق على نفسك وتريد ان تتصدق بهذا البصل؟ قال اني اردت الا يمضي علي يوم الا تصدقت فيه لله بالصدقة انه بلغني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان المؤمن يكون تحت ظل صدقته يوم القيامة. فاردت الا يمر علي يوم الا لتصدقت فيه لله بصدقة فينبغي لا في اخي المسلم ان تحرص على ان تتصدق كل يوم ولو بمبلغ يسير. وما انفقتم من شيء فهو يخلفه ما نقصت صدقة المال الامر الثاني من الامور المذكورة في هذا الحديث وما زاد الله عبدا بعفو الا عزا اه من عفا لله سبحانه فان الله عز وجل يرزقه العز ويورثه العز ما زاد الله تعالى عبدا بعفو الا عزا وآآ فهذا الحديث على ظاهره وان من عرف بالعفو وبالصفح سادة وعظم في القلوب وزاد عزه واكرامه وهذا امر واقع تجد ان الانسان الذي يعفو عن الناس ويعفو عن الاخرين اه يعزه الله عز وجل ويعظم جاهه بين الناس. لان هذا الانسان الذي يعفو عن الاخرين غالبا ما يقترن هذا العفو اخلاقا كريمة والانسان يكسب الاخرين باخلاقه الكريمة. وبخاصة بالتواضع وبالعفو وبالصفح وبلين الجانب وبخفض الجناح يكسب الناس بهذه الاخلاق الكريمة ولهذا اثنى الله تعالى على العافين عن الناس فقال عز وجل وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين. الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين. فذكر الله تعالى من صفات اهل الجنة انهم آآ يعفون عن الناس والعافين عن بس فينبغي ان نستحضر المسلم هذه الاية والعافين عن الناس وان يتصف بصفة العفو ما استطاع الى ذلك سبيلا. واذا تردد الانسان بين والعقوبة فينبغي ان يغلب جانب العفو فالخطأ في العفو خير من الخطأ في العقوبة اذا ترددت هل تعاقب احدا او انك تعفو عنه؟ غلب دائما جانب العفو واجعل هذا مبدأ لك في الحياة. غلب جانب العفو دائما ولان تخطئ في العفو خير من ان تخطئ في العقوبة. وما زاد الله عبدا بعفو الا عزا الامر الثالث من الامور المذكورة في هذا الحديث التواظع قال عليه الصلاة والسلام وما تواضع احد لله الا رفعه الله والتواضع التواضع هو آآ الخلق الذي او الصفة التي لا يحسد عليها احد الشيء الذي لا يحسد عليه اي انسان هو التواضع والتواضع صفة محبوبة للجميع من تواضع لله رفعه وهنا تأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم من تواضع لله ليس تواضع فقط رفعه الله وانما لله يتواضع لله عز وجل يريد بذلك الثواب من الله سبحانه يتقرب بهذا التواضع الى الله. ما هي النتيجة الا رفعه الله؟ يرفعه الله تعالى بين العباد يرفع قدره وذكرى اه يكون له السمعة الحسنة والسيرة الطيبة ولسان الصدق بسبب هذا التواضع وهنا لابد ان يكون التواضع لله عز وجل. لان بعض الناس قد يتواضع رياء قد يتكلف صفة التواضع يحقر من مثلا من نفسه او يريد ان يفعل افعال المتواضعين يريد الثناء من الناس عليه بانه متواضع فهذا لا ينال المذكورة في الحديث ولهذا لابد ان يكون التواضع لله فتأمل قوله عليه الصلاة والسلام ما تواضع احد لله الا رفعه الله لم يقل ما تواضع احد الا رفعه وانما قال ما تواضع احد لله يعني يريد بذلك التواضع التقرب الى الله عز وجل فان الله سبحانه وتعالى يرفع قدره وذكره بين الناس. ننتقل بعد ذلك الى باب تحريم الغيبة ايه بقى فساق الامام مسلم حديث ابي هريرة قال عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اتدرون ما الغيبة؟ قالوا الله ورسوله اعلم قال ذكرك اخاك بما يكره قيل افرأيت ان كان في اخي ما اقول؟ قال ان كان فيه ما تقول فقد اغتبته وان لم يكن فيه فقد بهته بهذا الحديث بين النبي صلى الله عليه وسلم معنى الغيبة وعرفها بتعريف جامع مانع موجز مختصر فعرف الغيبة قال هي ذكرك اخاك بما يكره يعني ان تذكر اخاك المسلم في غيبته بما يكره سواء ذكرته بما يكره في نسبه او في خلقه او في خلقه او في اية صفة من صفاته كونك تذكر اخاك المسلم وهو غائب بشيء يكرهه هذه هي حقيقة الغيبة وقيل يا رسول الله افرأيت ان كان في اخي ما اقول؟ يعني انا لم اكذب عليه وانما ذكرته بما فيه ماذا قال النبي عليه الصلاة والسلام؟ قال ان كان فيه ما تقول فقد اغتبته يعني ان كان فيه ما تقول حقيقة فهذه هي الغيبة وان لم يكن فيه ما تقول فقد بحثت يعني جمعت مع الغيبة البهتان والكذب عليه. فهو اشد في الاثم ولذلك فعلى المسلم ان يجتنب الغيبة لا تذكر اخاك في غيبته بما يكره والله عز وجل يقول ولا يغتب بعضكم بعضا. ثم شبه ربنا سبحانه الغيبة بصورة بشعة قال ايحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه الانسان اليس يكره ان يأكل لحم اخيه ميتا فكيف يقع في عرض اخيه وهو غائب هذا الذي يقع في عرض اخيه وهو غائب بمثابة من يأكل لحم اخيه وهو ميت فعلى المسلم ان ان يجتنب الغيبة وان يحذر من ان يتكلم في عرض اخيه المسلم في غيبته بما يكره سواء كان فيه ما يقول او لم يكن فيه ما يقول فان كان فيه ما يقول فهذه هي الغيبة وان لم يكن فيه ما يقول فقد جمع مع الغيبة البهتان من فوائد هذا الحديث بيان ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يستخدمه من الاساليب في التعليم. فانه عليه الصلاة والسلام كان بامكانه ان يقول الصحابة الغيبة هي ذكرك ما يكره وانما اتى بهذا الاسلوب الحواري طرح اولا على الصحابة سؤالا اتدرون ما الغيبة فلفت نظرهم وانتباههم وتركيزهم فقالوا الله ورسوله اعلم ثم بين لهم معنى الغيبة وهم في حالة تركيز وانتباه شديد قال الغيبة ذكرك اخاك بما يكره وهنا تفاعلوا مع النبي عليه الصلاة والسلام وسألوه قال قال رجل افرأيت ان كان في اخي ما اقول؟ قال ان كان فيه ما تقول فقد اغتبته وان لم يكن فيما تقول فقد بهته فانظر الى الى حسن تعليم النبي عليه الصلاة والسلام لاصحابه. انظر الى هذا الاسلوب التعليمي الفائق الرائع يعني كل الصحابة فهموا المقصود بالغيبة بهذا الاسلوب لكن لو انه عليه الصلاة والسلام تكلم وقال الغيبة هي كذا وكذا ربما بعضهم ينتبه بعض او لا ينتبه لكن اتى بهذا الاسلوب اسلوب السؤال والجواب والاسلوب الحواري اتدرون ما الغيبة؟ الله قال الله ورسوله اعلم. قال ان تذكر الغيبة ان تذكر اخاك بما يكره. هنا بدأوا يسألونه يستفسرون منه. افرأيت ان كان في اخي ما قال ان كان فيما تقول فقد اغتبته وان لم يكن فيما تقول فقد ابهته فهذا الاسلوب من اساليب التعليم التي كان يسلكها النبي صلى الله عليه وسلم في تعليم اصحابه. وكما قال معاوية بن حكم قال فوالله كما قال كما قال معاوية ابن ابن الحكم فوالله ما رأيت معلما قبله ولا بعده احسن تعليما منه دل هذا الحديث على تحريم الغيبة ولكن ذكر العلماء ان الغيبة تجوز في مواضع وذكروا انها تجوز في ستة مواضع وقد جمعها الناظم في قوله الذم ليس بغيبة في ستة متظلم ومعرف ومحذر ولمظهر فسق ومستفت ومن طلب الاعانة في ازالة منكر فالموضع الاول متظلم عندما يتكلم في من ظلمه فهذا موضع تجوز فيه الغيبة لكن اه اه لا يتكلم في غير من ظلمه ولا يزيد ايضا انما يتكلم بقدر مظلمته الموضع الثاني المعرف ان تعرف تقول فلان الاعمى فلان الاعرج فلان الاعمش على سبيل التعريف كما قال الله تعالى عبس وتولى ان جاءه الاعمى فهذا لا بأس به ولا يعتبر غيبة الموضع الثالث آآ ومحذري ان تحذر الانسان تقول فلان لا تصحبه لان فلان فيه كذا وكذا وكذا فهذا آآ من المواضع التي تجوز فيها الغيبة لما يترتب على ذلك من المصلحة الموضع الرابع لمظهري الفسق الذي اظهر فسقا تجوز غيبته فيما جهر فيه من الفسق ولا تجوز غيبته فيما عدا ذلك ولكن فيما جهر فيه من الفسق آآ قال العلماء انه تجوز غيبته في هذا الذي قد جاهر به. لانه قد جاهر به فيعتبر هذا موضعا من المواضع التي تجوز فيها الغيبة لانه نوع من انكار اه المنكر على هذا المظهر للفسق الموظع الخامس مستفتن بمقام الفتيا لا بأس هنا او تجوز الغيبة في هذا الموضع ولهذا قالت اه امرأة ابي سفيان قالت يا رسول الله ان ابا سفيان رجل شحيح وهذه غيبة قاتلن ابا سفيان رجل شحيح لا يعطيني ما يكفيني وولدي فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف فاقرها النبي عليه الصلاة والسلام ولم ينكر عليها مقولتها بان ابا سفيان رجل شحيح. لان هذا في مقام الاستفتاء. فاذا ذهبت الى مفت وذكرت له مثلا عن فلان بانه كذا وكذا آآ او امرأة تذكر من زوجها كذا او رجل يذكر من زوجته كذا او يذكر من والده او من والدته او من اخيه في الاستفتاء فهذا لا بأس به ومن المواضع التي تجوز فيها الغيبة الموضع السادس هو من طلب الاعانة في ازالة منكر. يعني اذا كان ذلك لاجل انكار المنكر وازالة المنكر. فهذا ايضا من المواضع التي تجوز فيها الغيبة عدا هذه المواضع الستة لا تجوز الغيبة وهي من آآ المحرمات وقد نهى الله تعالى عنها فقال ولا يغتب بعضكم بعضا او يحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه اه نقف عند اه باب باب بشارة من ستر من ستر الله عليه في الدنيا بان يستر عليه في الاخرة فنكتفي بهذا القدر وبقية الوقت نجيب فيه عما تيسر من الاسئلة هل ورد السلام على المصلين بعد الانتهاء من الصلاة عند الانصراف نعم هذا من السنة من السنة ان الانسان اذا اتى مجلسا ان يسلم عليهم. فاذا اراد ان ينصرف من المجلس يسلم عليهم فليست الاولى باحق من الاخرة كما جاء في الحديث فاذا اتيت المسجد فتسلم على الحاضرين واذا اردت ان تنصرف من المسجد ايضا تسلم على الموجودين فهذا من السنة والسنة قد وردت بافشاء السلام ليس فقط بالقاء السلام بافشاء السلام كما قال عليه الصلاة والسلام افلا ادلكم على شيء اذا فعلتموه تحاببتم افشوا السلام بينكم وقوله افشوا تدل على كثرة السلام يعني ينبغي ان يفشوا السلام بين المسلمين وان يكون كثيرا لان كلمة افشو تدل على كثرة فينبغي اذا دخل المسلم المسجد ان يسلم على الحاضرين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ثم ايضا اذا اتى بتحية المسجد او اتى بالسنة الراتبة يسلم على على منع يمينه وعن يساره حتى لو كان سلم عليه في البداية فهذا من السنة ولهذا المسيء صلاته لما اتوا ودخل المسجد وصلى ثم اتى النبي صلى الله عليه وسلم سلم عليه فرد عليه السلام ثم قال ارجع فصلي ثم ده كلام بيصلي. ثم رجع وصلى ثم رجع مرة اخرى وسلم عليه. سلم عليه مرة ثانية. مع ان الفاصل يسير وهي هذه الصلاة التي السريعة التي لم يطمئن فيها رد عليه السلام اقر على سلامه المرة الثانية وقال ارجع فصلي فانك لم تصلي. ثم رجع صلاته وصلى صلاة خفيفة ثم اتى وسلم المرة الثالثة. مع الفاصل يسير ايضا فرد عليه السلام وقال ارجع فصلي فانك لم تصلي حتى قال والذي بعثك بالحق لا احسن غير هذا فعلمه النبي صلى الله عليه وسلم كيف وان في صلاته الشاهد انه عليه الصلاة والسلام اقره على تكرار السلام سلم عليه ثلاث مرات فاذا ايضا اتيت بالسنة الراتبة او اتيت بتحية المسجد تسلم على من عن يمينك وعن يسارك. كذلك اذا اردت ان تنصرف من المسجد فانك ايضا تسلم فالمطلوب هو افشاء السلام كما قال عليه الصلاة والسلام افشوا السلام بينكم هذا سائل يقول لدي قطعة ارض وانا متردد فيها بين البيع وبين تركها للابناء وبين البيع حين ارتفاع سعرها هل فيها زكاة هذه الارض لا زكاة فيها ما دمت مترددا بين البيع وبين آآ عدم البيع فلا زكاة فيها. لانه يشترط لوجوب الزكاة ان يكون مالك جازما بنية البيع. اما اذا لم يكن جازما وانما متردد تارة يقول ابيعها وتارة يقول اتركها كما ذكر السائل اتركها للابناء او واترك لابني عليها اه مسكنا او لابني عليها استراحة او لابني عليها عقارا لتأجيره. فهذه الارض مع النية مترددة لا زكاة فيها اصلي اربع ركعات قبل العصر وسلم من كل ركعتين فما الحكم هذه هي السنة قد جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال رحم الله امرأ صلى قبل العصر اربعا اخرجه ابو داوود والترمذي بسند صحيح. هذا الحديث اسناده صحيح صححه ابن القيم وجماعة من اهل العلم وهذا يدل على استحباب آآ ان يصلي المسلم اربع ركعات قبل صلاة العصر وبعد دخول وقت صلاة العصر يعني بعد اذان العصر قبل الفريضة تصلي اربع ركعات ركعتين ثم ركعتين فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول رحم الله امرأ صلى قبل العصر اربعا اذا عفوت عن من اغتابني وهو لم يعفو عن غيبتي له. العفو له يبعد عني اخذ حقه يوم القيامة اذا عفوت عن اي انسان قد ظلمك فان الله تعالى يعوضك خيرا مما تأخذه منه يعوضك الله تعالى خيرا فمن عفا واصلح فاجره على الله فاذا عفوت عمن ظلمك باية صورة من صور الظلم فان الله تعالى يعوضك خيرا مما تأخذه منه لو لم تعفو هل الصدقة عبر التطبيقات البنكية تدخل في الاجر نعم اذا كانت هذه من جهات موثوقة اه فانها تدخل في الاجر اذا كانت من جهات معروفة ومرخصة وموثوقة فيدخل الانسان في الاجر والثواب واجر الصدقة ان شاء الله اي الاوقات افضل للدعاء يقول النبي صلى الله عليه وسلم اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد اجتهدوا في الدعاء فقمن يعني حري ان يستجاب لكم افضل وقت للدعاء هو في السجود فعندما تسجد قصدت في النافلة تدعو الله عز وجل بما يحضرك من خيري الدنيا والاخرة لانك في هذه الحال تكون قريبا جدا من الله سبحانه وتعالى اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فكيف اذا وافق ذلك الثلث الاخير من الليل دعوت الله تعالى في السجود في الثلث الاخير من الليل فالثلث الاخير من الليل ينزل ربنا جل وعلا نزولا يليق بجلاله وعظمته الى السماء الدنيا. ويقول هل من داع فاستجيب له؟ هل من سائل فاعطيه؟ هل مستغفر فاغفر له كما اخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فاذا وافق ذلك انك دعوت الله تعالى في السجود وفي الثلث الاخير من الليل هذا من اعظم الاوقات اه التي ترجى فيها الاجابة. كذلك ايضا اه الدعاء في اخر ساعة بعد العصر يوم الجمعة فانها ترجى موافقة ساعة الاجابة يوم الجمعة فان في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله تعالى شيئا الا اعطاه اياه كذلك ايضا جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا يرد الدعاء بين الاذان والاقامة. ما بين الاذان والاقامة ترفع يديك مستقبلا قبلة تدعو الله عز وجل بما يحظرك من خيري الدنيا والاخرة. فهذه ايضا من الاوقات التي ترجى فيها اجابة الدعاء اه فهذه آآ كذلك ايضا الصائم الصائم عند فطره له دعوة لا ترد ان للصائم عند فطره دعوة لا ترد قبيل اللحظات التي تسبق الافطار ينبغي ان يغتنمه المسلم ويدعو الله عز وجل فيها. كذلك ايضا عند متابعة المؤذن عندما تسمع المؤذن تقول مثلما يقول ثم تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم آآ تأتي بالدعاء الوارد اللهم رب هذه الدعوة التامة الى اخره ثم تدعو الله عز وجل يقول النبي صلى الله عليه وسلم لما قيل له ان المؤذنين يفضلوننا. قال قل مثل ما يقول المؤذن ثم سل تعطه يعني تابع المؤذن الا في الحيالتين يعني تقول لا حول ولا قوة الا بالله ثم بعد ذلك تدعو الله عز وجل هذا الدعاء حري بالاجابة قل مثل ما يقول المؤذن ثم سل تعطى فهذا ايضا من مواطن اجابة الدعاء لو ان رجلا اساء الى رجل اخر وطلب منه ان يسامحه وسامحه بقوله سامحتك لكن في قرارة نفسه عنده شيء من الكره والبغض هذا الرجل بسبب اساءته له هل يؤجر على مسامحته ام لا يكتب له الاجر بسببه؟ نعم يؤجر على مسامحته يؤجر على مسامحته وهذا يعتبر عفو واما المشاعر الداخلية هذه لا يؤخذ عليها الانسان ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام طلب من وحشي ان لا يراه لانه قتل عمه مع انه اسلم وحسن اسلامه لكن النبي عليه الصلاة والسلام بشر فطلب منه الا يرى وجهه فهذه المشاعر التي يعني تنتاب الانسان لا يؤاخذ عليها الانسان فاذا قال سامحتك او عفوت عنك فانه ينال باذن الله اجر العفو والمسامحة حتى وان كان في قرارات نفسه يعني اثر الجرح لانه احيانا الجرح يكون عميقا اه لكن الانسان يتغلب على مشاعره ويعفو ويتسامح طلبا للاجر والثواب من الله عز وجل. لكن تبقى اثار هذا الجرح في النفس غائرة فمثل هذا لا يظر. المهم انه قد عفا وسامحه وهذه المشاعر التي تنتابه تجاه هذا الذي قد اساء اليه اساء اليه لا يؤاخذ لا يؤاخذ عليها ما حكم البيع الصوري للعقار بغرض الحصول على الدعم العقاري الحكومي مثلا اشتري شقة ابي صورية للحصول على قرض من البنك تتحمل فائدته الدولة هذا العمل لا يجوز هذا من الالتفاف على الانظمة التي وضعت لاجل تحقيق المصلحة العامة. وايضا في في حيلة على الربا في حيلة على الربا لكونه كأنه يبيع من نفسه ويحتال هي شقة ابيه يشتريها صوريا ثم ترجع لابيه والغرض هو فقط الحصول على السيولة. ففي اول حيلة على الربا ثم فيه ايضا التفاف على الانظمة التي وضعتها الدولة لاجل تحقيق المصلحة العامة فهذا العمل لا يجوز. هل الذي يحبس ريحه في الصلاة تصح صلاته حيث انه اي لا يحصل معه الطمأنينة اما من جهة صحة الصلاة فصلاته صحيحة من صلى وقد حبس الريح او حبس البول او الغائط فالصلاة صحيحة لانها صلاة مكتملة الاركان والشروط والواجبات لكن مع الكراهة يكره له ان يصلي وهو احاقن سواء كان ذلك حاقنا لبوله او للغائط او للريح وانما السنة ان يقبل يقضي حاجته ثم بعد ذلك يصلي ولو ان يصلي وحده ولو ان يصلي وحده لان كونه يصلي وحده بخشوع خير من كونه يصلي مع الجماعة بغير خشوع فالنبي صلى الله عليه وسلم قال لا صلاة بحضرة الطعام ولا وهو يدافع الاخبثان فمن كان يدافعه لخبث البول او الغائط ومثل ذلك الريح فينبغي ان اه يقضي حاجته ثم بعد ذلك يقبل على صلاته لكن لو انه دافع الاخبثين او دافع الريح وصلى فصلاته صحيحة مع الكراهة. ما هو المخرج لبيع ما ليس عندي هل اقوم باخذ وعد بالشراء بدون اتمام عقد البيع ومن ثم اشتري هذا المنتج وبعد ان اتملكه وابيعه العميل هل هذه الطريقة الشرعية؟ نعم اولا النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا تبع ما ليس عندك. لا يجوز للانسان ان يبيع شيئا لا يملكه لكن من المخارج المخرج الذي ذكره الاخ السائل ان يكون ذلك على سبيل الوعد فيعده بانه سيوفر له هذه السلعة التي يريدها قال مثلا اريد هذا المنتج يعده بانه سيوفر له هذا المنتج واذا وفر له هذا المنتج يعقد عقد البيع ولذلك لا يستلم الثمن من المشتري حتى يوفر المنتج لا يستلم منه الثمن او يقول مثلا الاستلام عند التوصيل اه اما ان يبيعه لا يملك لا يجوز لكن ما قبل ذلك اذا اذا اراد يعني المخرج او البديل لهذا هو ان يكون تفاوضه مع العميل على سبيل الوعد وليس على سبيل العقد فيعده بانه سوف يشتري له هذا المنتج بهذه المواصفات بهذا الثمن ثم بعد ذلك اذا اشتراه وتملكه يبيعه عليه ويعقد معه البيع فهذا مخرج من المخارج من المخارج ايضا ان يكون وكيلا عنه يكون وكيلا عن الزبون في الشراء ويكون وكيلا باجرة فهذا ايضا مخرج اخر ما حكم ترك الصلاة مع الجماعة اه الصلاة مع الجماعة في المسجد واجبة ولهذا جاء في صحيح مسلم ان رجلا اعمى اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اني رجل اعمى وليس لي قائد يلائمني يقودني الى المسجد فهل تجد لي رخصة في ان اصلي في بيتي فقال له النبي صلى الله عليه وسلم هل تسمع حي على الصلاة؟ حي على الفلاح؟ قال نعم. قال فاجب جاء في رواية عند غير مسلم فاني لا اجد لك رخصة فاذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يجد رخصة لهذا الاعمى الذي ليس له قائد يقوده للمسجد فكيف بالصحيح المبصر القادر لو كان لو كانت صلاة الجماعة غير واجبة لرخص النبي عليه الصلاة والسلام لهذا الاعمى ولم يقل له فاجب فاني لا اجد لك رخصة وهذا من اوضح الادلة الدالة على وجوب الصلاة مع الجماعة في المسجد ولهذا قال ابن مسعود رضي الله عنه كما في صحيح مسلم قال ولقد رأيتم يعني الصحابة وما يتخلف عنها يعني عن الصلاة مع الجماعة في المسجد الا منافق معلوم النفاق فكان التخلف عن عن الصلاة مع الجماعة من شعار المنافقين. قال ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها الا منافق معلوم النفاق. ولقد كان يؤتى بالرجل يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف يعني كان الرجل يكون مريضا ومعذورا عن آآ الصلاة معذورا في في ترك الصلاة مع الجماعة في المسجد لكنه يتحامل على نفسه حتى انه يهادى بين الرجلين يعضد له اثنين حتى يقام في الصف. من شدة حرص الصحابة رضي الله عنهم على الصلاة مع الجماعة في المسجد وهذا يبين لنا اهمية الصلاة مع الجماعة في المسجد. فعلى المسلم ان يحرص على اداء الصلاة مع الجماعة في المسجد. فاذا ترك الصلاة مع الجماعة في المسجد اللي بدون عذر عذر فانه اثم. بناء على القول الراجح وهو وجوب الصلاة مع الجماعة في المسجد طيب نختم بهذا السؤال هل الافضل للمرأة حضور الدروس في المساجد ام استماعها في منزلها الامر في هذا واسع اذا اذا حضرت المرأة في مصلى النساء الدرس في المسجد فهذا امر حسن واذا استمعت الدرس وهي في بيتها فكذلك امر حسن فتفعل ما هو الايسر والارفق بها وايضا ما تشعر معه انها تستفيد اكثر فالامر في هذا واسع لان حضور المرأة للمسجية تحظر في مصلى النساء وبعيدة عن الرجال الاجانب واذا استمعت للدرس وهو في بيتها والان يعني كثير من الدروس تنقل بالصوت والصورة فربما يكون حضورها يعني ربما يكون استماعه في بيته افضل حتى من حضور اهل المسجد لانها تتابع الدرس بالصورة والصوت ومع وضوح الصوت اكثر ربما من من مما لو كان في المسجد. المهم ان الامر في هذا واسع تختار ما ترى انه هو الايسر لها والاكثر فائدة لها ايضا وانتفاعا بالدرس ان كان الايسر والاكثر فائدة وانتفاعا في المسجد فلا بأس وان كان الافضل لها ان تتابع الدروس في البيت فالامر في هذا واسع ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته