والانسان ايها الاخوة مهما كان عليه من القوة في العبادة. لا يمكن ان يعبد الله عز وجل كما يحب الله الا عن طريق العلم. لكننا نحتاج في هذا الزمن الى رفع مستوى الهمة وان يحرص طالب العلم على طلب العلم وان يخلص النية لله عز وجل لو لم يكن من الا انه يتعرض لمغفرة الله. اشهدكم اني قد غفرت له الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين حياكم الله تعالى في هذا الدرس العلمي في شرح صحيح مسلم وهو الدرس الخمسون في شرح صحيح مسلم في هذا اليوم الثلاثاء السابع من شهر رجب من عام الف واربع مئة وثلاثة واربعين للهجرة اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا واسألك اللهم علما نافعا ينفعنا ربنا اتنا من لدنك هيأ لنا من امرنا رشدا اللهم انت عضدي ومصيري بك اصول وبك احول وبك استعين نسألك اللهم الاعانة والتوفيق والتسديد اه وصلنا في شرح صحيح مسلم الى باب رفع العلم باب رفع العلم وقوضه وظهور الجهل والفتن في اخر الزمان قال الامام مسلم في صحيحه حدثنا شيبان فروخ حدثنا عبد الوالد حدثنا ابو التياح حدثنا انس ابن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اشراط الساعة ان يرفع العلم ويثبت الجهل ويشرب الخمر ويظهر الزنا ثم ساق المصنف ايضا هذا الحديث عن انس قال الا احدثكم حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحدثكم احد بعدي سمعه منه ان من اشراط الساعة ان يرفع العلم ويظهر الجهل ويفشوا الزنا ويشرب الخمر ويذهب الرجال وتبقى النساء حتى يكون لخمسين امرأة قيم واحد ثم ذكر مصنف هذا الحديث بالفاظ وطرق اخرى قوله في هذا الحديث قول انس رضي الله عنه لا يحدثكم احد بعدي سمعه منه. يعني النبي صلى الله عليه وسلم يعني انس ابن مالك يقول ساحدثكم حديثا لا يحدثكم احد بعدي يعني لو قال لم يحدثكم احد قبله ممكن لكن لا يحدثكم احد بعدي كيف جزم انس بانه لن يحدث آآ احد بعده بهذا الحديث اه الجواب عن هذا انس رضي الله عنه عمر وعاش اكثر من مئة عام ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ولم يبق من الصحابة في البصرة احد غيره لم يبق من الصحابة احد في البصرة غيره فلذلك قال انه لن يحدثكم احد بعدي باعتبار انقراض الصحابة فهو من اخر الصحابة موتا وقال بعض اهل العلم ان انسا آآ انما قال ذلك لما رأى من التغير ونقص العلم و يحتمل ان هذا الخطاب خاص باهل البصرة لانه اخر من مات بالبصرة فانه قد توفي سنة ثلاث وتسعين فانس ابن مالك عمر وهو من اواخر الصحابة موتا فهذا الذي يظهر والله اعلم انه رأى انقراظ الصحابة بالبصرة فقال لهم انه لن يحدثكم احد بعدي لانه ما بقي صحابي الا هو فهذا وجه قول انس لا يحدثكم احد بعدي وذكر انس هنا خمس علامات قال من اشراط الساعة من اشراط الساعة يعني من علامات الساعة واشراط الساعة تنقسم الى ثلاثة اقسام اشراط صغرى ووسطى وكبرى اما الكبرى فهي التي تكون بين يدي الساعة وآآ من اشهرها اه خروج المسيح الدجال ويأجوج ومأجوج ونزول عيسى ابن مريم وظهور الدابة وطلوع الشمس من مغربها فهذه العلامات الكبرى والتي اذا ظهرت فانها تتتابع كحبات العقد اذا انفرط هذه تكون قبيل قيام الساعة العلامات الصغرى كثير منها خرج ومنها موت النبي صلى الله عليه وسلم وهو من العلامات الصغرى وفتح بيت المقدس ايضا ظهور نارا من الحجاز تضيء لها اعناق الابل ببصرى. وهذه قد تحققت وكذلك ايضا اه ان ترى الحفاة الرعاة رعاء الشاي يتطاولون البنيان يعني تحظر البادية ويكون بيد كثير منهم الاموال الطائلة هذا ايضا قد تحقق فكثير من اشراط الساعة قد تحققت الصغرى والله تعالى يقول اقتربت الساعة وانشق القمر طلب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون اما الاشراط الوسطى بعضها ظهر وبعضها لم يظهر فمثلا الملحمة الكبرى التي تكون بين المسلمين والروم هذه لم تظهر بعد هنا هذا ذكر النبي عليه الصلاة والسلام بعض الاشراط التي آآ ظهرت كلها او جلها على الاقل في بعض البلدان العلامة الاولى ان يرفع العلم ورفع العلم جاء تفسيره في حديث عبدالله بن عمرو والذي سيذكره المصنف ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله لا ينتزع العلم انتزاعا من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى اذا لم يبقي عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا يفتونهم بغير علم فيضلون ويضلون فيضلون ويضلون فرفع العلم يكون بموت العلماء ولهذا قال ابن الجوزي رحمه الله قال رفع العلم يكون بشيئين الامر الاول بموت العلماء كما جاء في حديث عبد الله بن عمرو ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى اذا لم يبقي عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فافتوا بغير علم فضلوا واضلوا الامر الثاني خساسة الهمم الامر الثاني خساسة الهمم واقتناعها باليسير من العلم وذلك من صور رفع العلم العلامة الثانية من اشراط الساعة ويثبت الجهل يعني يكثر الجهل ويفشوا في الناس الجهل بالله عز وجل وبدينه وباحكام الشريعة العلامة الثالثة يشرب الخمر يعني يفشوا شرب الخمر في الناس فهذا من اشراط الساعة والعلامة الرابعة يظهر الزنا يظهر ويمارس الدعارة والزنا بشكل علني هذا ايضا من اشراط الساعة العلامة الخامسة يذهب الرجال وتبقى النساء حتى يكون لخمسين امرأة قيم واحد آآ قلة الرجال وكثرة النساء وقلة الرجال وكثرة النساء قيل بسبب كثرة الحروب وقتل الرجال وظهور الفتن وقيل وهذا قد ذكره النووي وجماعته من اهل العلم وتعقبه الحافظ ابن حجر فقال بانه قد جاء التصريح في حديث ابي موسى عند البخاري قال من قلة الرجال وكثرة النساء اي ان هذه العلامة علامة محضة ولهذا قال الحافظ والظاهر انها علامة محظة لا لسبب اخر بل يقدر الله عز وجل في اخر الزمان ان يقل من يولد من الذكور وان يكثر من يولد من الاناث وهذا هو الاقرب والله اعلم ان الله تعالى يقدر كثرة المواليد من النساء من الاناث اكثر من الذكور وهذا ما نراه بوقتنا الحاضر فان النساء الان في معظم البلدان اكثر من الرجال بمعظم البيوت النساء اكثر من الرجال لكن ستصل يعني الكثرة الى هذه المرحلة المذكورة في الحديث انه يكون لخمسين امرأة قيم واحد وهذا يدل على انه في اخر الزمان اذ تكثر مواليد الاناث وتقل مواليد الذكور الى ان يصل الامر الى هذه المرحلة حتى يكون لخمسين امرأة قيم واحد. هذه العلامات الخمسة التي ذكرت في هذا الحديث من اشراط الساعة رفع العلم وفشو الجهل شرب الخمر ظهور الزنا و قلة الرجال وكثرة النساء ما الرابط او ما الجامع بين هذه العلامات الخمس وهذه الاشراط الخمسة من اشراط الساعة قال اهل العلم ان هذه الخمسة التي ذكرت من اشراط الساعة مشعرة باختلال الضرورات الخمس الواجب رعايتها في جميع الاديان والتي بحفظها صلاح المعاش والمعاد وهي الدين والعقل والنفس والنسب والمال فرفع العلم مخل بحفظ الدين وشرب الخمر مخل بحفظ العقل وبالمال ايضا وقلة الرجال سبب للفتن بالنفس وظهور الزنا مخل بحفظ النسب. وكذا بالمال والخلائق لا يتركون سدى ولا نبي بعد هذا الزمان فتعين خراب العالم وقرب قيام الساعة خراب العالم وقرب قيام الساعة يعني ان هذه الامور يكون فيها شيء من الاختلال هذه الخمسة اذا اختلت فان في هذا اختلالا للظروريات الخمس وهذا مشعر باختلال العالم ومؤذن بنهاية العالم وذلك بقيام الساعة هذا والله اعلم هو الرابط بين هذه اه العلامات الخمس ثم ساق المصنف ايضا اه حديثا في اشتراط الساعة عن طريق ابي موسى قال كنت مع عبد الله وابي موسى فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني قال عبدالله ابن مسعود وقال ابو موسى كريم ان بين يدي الساعة اياما يرفع فيها العلم وينزل فيها الجهل ويكثر فيها الهرج والهرج القتل اما رفع العلم ونزول الجهل هذا سبق في الحديث السابقة لكن هنا زيادة ويكثر فيها الهرج وجاء تفسير الهرج في الحديث الاخر ان الهرج قال والهرج القتل. والهرج القتل وجاء في بعض الروايات ان الهرج القتل بلسان الحبشة فمن اشراط الساعة كثرة القتل بسبب كثرة الحروب وهذه العلامة نجدها في وقتنا الحاضر كل يوم تحمل الاخبار اخبار قتل في بعض بلدان العالم لا يكاد يمر يوم من الايام الا وفيه اخبار قتل في مناطق صراع ومناطق حروب وقتال فهذا من اشراط الساعة هذه العلامة السادسة فاذا ذكر ست علامات العلامة الاولى يرفع العلامة الاولى يرفع العلم ثانية يفشوا الجهل الثالثة يشرب الخمر الرابعة يظهر الزنا الخامسة يقل الرجال وتكثر النساء السادسة يكثر القتل هذي ست علامات من اشراط الساعة ثم ساق المصنف حديث ابي هريرة وفيه ايضا علامات اخرى قال حدثني حرمات ابن يحيى اخبرنا ابن وهب اخبرني يونس عن ابن شهاب حدثني حميد ابن عبدالرحمن ابن عوف ان ابا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يتقارب الزمان ويقبض العلم وتظهر الفتن ويلقى الشح ويكثر الهرج قالوا وما الهرج؟ قال القتل فهنا ذكرت علامات اخرى غير مذكورة في الاحاديث السابقة ذكر علامة يتقارب الزمان. من اشراط الساعة انه يتقارب الزمان وتقارب الزمان اختلف العلماء في المراد به والاقرب والله اعلم ان تقارب الزمان تقارب معنوي وتقارب حسي اما التقارب المعنوي فهو ذهاب البركة حتى يذهب اليوم والليلة بسرعة عجيبة وهذا المعنى اختاره اه القاضي عياض والنووي وابن حجر وجمع من اهل العلم وقيل يتقارب اهل الزمان في الشر وعدم الخير اما التقارب الحسي فهو ما نراه الان من سهولة الاتصال بين الاماكن البعيدة وسرعته فالمسافات التي كانت تقطع قديما بشهور اصبحت الان تقطع في ساعات بما وقع في هذا العصر ومما من الله تعالى به على الناس من وسائل المواصلات ومن وسائل الاتصالات اذا من اشراط الساعة يتقارب الزمان. معنى تقارب الزمان التقارب المعنوي بنزع البركة من الوقت حتى يمر الزمن مرورا سريعا وهذا ما نشهده في وقتنا الحاضر ترى ان الوقت يمر بسرعة عجيبة وكذلك التقارب الحسي بسبب وسائل المواصلات الحديثة ووسائل الاتصالات اما وسائل المواصلات الحديثة فاصبح الناس يقطعون عبر الطائرات ونحوها ما كان الناس قديما يقطعونه في شهور اصبح الناس اما بالنسبة للمواصلات فقد اصبح الناس في الوقت الحاضر يقطعون في ساعات عبر المواصلات الحديثة ما الناس قديما في شهور واما بالنسبة لوسائل الاتصالات فكما ترون الان وسائل اتصال الاتصالات قاربت ما بين العالم حتى جعلت العالم كالقرية الصغيرة وما من حدث يحدث الان في اي مكان في العالم الا ويسمع به اهل الارض فهذا والله اعلم من تقارب الزمان كما ترون الان احيانا احداث يسيرة ومع ذلك سرعان ما ينتشر خبرها في جميع انحاء الارظ والان وسائل التواصل الاجتماعي تنشر الاخبار بسرعة عجيبة فاصبح فيه تقارب حسي للزمان وذلك بالتقارب عن طريق المواصلات الحديثة والتقارب عبر وسائل الاتصالات الحديثة فيعني يكاد يكون هذا اه المعنى قد تحقق في وقتنا الحاضر وفي هذا معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم حيث اخبر عن تقارب الزمان الحسي وهذا ما نراه في وقتنا الحاضر بسبب وسائل المواصلات الحديثة وبسبب وسائل التواصل الحديثة فاصبح الناس اصبح الناس متقاربين. واصبح الناس متقاربين متقاربين مكانا فيقطعون في ساعات ما كان يقطعه الناس قديما في شهور واصبحوا متقاربين زمانا بسبب وسائل التواصل الحديثة حتى انه ما من حدث يقع في الارض الا وسرعان ما ينتشر في جميع انحاء الارض. واخر يعني ما ما الاخبار التي انتشرت في العالم اه قضية الطفل المغربي ريان يعني هل لو كان هذا قبل آآ مثلا عشرين او ثلاثين عاما هل سيحصل هذا الانتشار الواسع الان يعني هذا حدث اه انتشر انتشارا عجيبا في جميع انحاء الارظ هذا هذا هو مصداق قول النبي عليه الصلاة والسلام يتقارب الزمان اصبح العالم الان كالقرية الصغيرة قال يتقارب الزمان ويقبض العلم. تكلمنا عن قبض العلم وتظهر الفتن يعني يكثر ظهور الفتن فتن الشبهات وفتن الشهوات وهذه ايضا علامة اخرى من علامات الساعة كثرة الفتن وظهور الفتن وهذا ايضا نراه في وقتنا الحاضر فتن كثيرة متلاطمة الامواج بتشبهات وفتن شهوات ويلقى الشح اي اه يلقى الشح في قلوب الناس يلقى الشح يوضع في القلوب والشح قال النووي هو البخل باداء الحقوق والحرص على ما ليس له البخل باداء الحقوق والحرص على ما ليس له فيكون بخيلا باداء الحقوق الواجبة عليه حريصا على اخذ ما ليس له فالشح قدر زائد على البخل والقاء الشح في القلوب من علامات الساعة والمراد القاؤه في قلوب الناس على اختلاف احوالهم حتى يبخل العالم بعلمه فيترك التعليم والفتوى ويبخل الصانع بصناعته حتى يترك تعليم غيره ويبخل الغني بماله حتى يجوع الفقير وليس المراد وجود اصل الشح لانه لم يزل موجودا ولكن يلقى في قلوب الناس الشح ويكون التعامل بين الناس تعاملا ماديا بحتا ولا يكون التعامل بينهم اه التعامل على اساس الرحمة المودة تكافل اجتماعي انما يكون التعامل تعاملا ماديا بحتا فاذا طلب من انسان طلب يقول ما مصلحتي المادية من هذا الشيء هذا بسبب القاء الشح في القلوب فتحول حياة الناس الى حياة مادية هذا من مظاهر القاء الشح في القلوب وهذا من اشراط الساعة قال ويكثر الهرج؟ قالوا وما الهرج؟ قال القتل ثم ذكر مصنف هذا الحديث بروايات اخرى ثم ذكر حديث عبد الله بن عمرو في تفسير قبض العلم قال حدثنا قتيبة ابن سعيد حدثنا جرير عن هشام ابن عروة عن ابيه سمعت عبدالله بن عمرو بن العاص يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى اذا لم يترك عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فافتوا بغير علم فضلوا واضلوا ثم ساق المصنف هذا الحديث من طرق اخرى ثم ساقه من حديث عروة قال قالت لعائشة عائشة خالة عروة اخت امه لان ام عروة اسماء اخت عائشة قال عروة قالت لعائشة يا ابن اختي بلغني ان عبد الله ابن عمرو مار بنا الى الحج فالقهوا فسأله فانه قد حمل على النبي صلى الله عليه وسلم علما كثيرا قال فلقيته فسألته عن اشياء يذكرها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عروة فكان فيما ذكر ان النبي صلى الله الله عليه وسلم قال ان الله لا ينتزع العلم من الناس انتزاعا ولكن يقبض العلم في رفع العلم معهم ويبقي في الناس رؤوسا جهالا يفتونهم بغير علم فيضلون ويضلون قالت عروة فلما حدثت قال عروة فلما حدثت عائشة بذلك اعظمت ذلك وانكرته قالت احدثك انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول هذا قال عروة حتى اذا كان قابل قالت له ان ابن عمر وقد قالت ان ابن عمرو قالت له ان ابن عمرو قد قدم فالقهوة ثم فاتحه حتى تسأله عن الحديث الذي ذكره لك في العلم قال فلقيته فسأل فذكره لي نحو ما حدثني به في مرته الاولى قالت عروة فلما اخبرتها بذلك قالت ما احسبه الا قد صدق اراه لم يزد فيه شيئا ولم ينقص عن عائشة رضي الله عنها ارادت ان تتثبت من صحة ما سمع فبعد عام قالت اسأله قالت لابن اختها اسأله فسأله حدث بمثل هذا الحديث فصدقته عائشة وقالت ما احسبه الا قد صدق اراه لم يزد فيه شيئا ولم ينقص. يعني هذا قرينة على اه صدقه وليس معناه انها اتهامات بالكذب لكن خشية ان يكون قد اشتبه عليه او قرأه من كتب الحكمة فتوهمه عن النبي صلى الله عليه وسلم فلما كرره ومرة اخرى وثبت عليه غلب على ظنها انه سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم فهذه من اشراط الساعة هذه العلامات من اشراط الساعة نعدها مرة اخرى اولا يرفع العلم ثانيا ينتشر الجهل في الناس ثالثا يشرب الخمر رابعا يظهر الزنا خامسا يقل الرجال وتكثر النساء اه سادسا يتقارب الزمان سابعا تظهر الفتن ثامنا يلقى الشح في قلوب الناس فهذه ثمان علامات من اشراط الساعة اخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم وكثير منها قد وقع وتحقق تنتقل بعد ذلك الى حديث جرير ابن عبد الله قال الامام مسلم في صحيحه حدثني زهير بن حرب حدثنا جرير بن عبدالحميد عن الاعمش عن موسى بن عبدالله بن يزيد وابي الضحى عن عبدالرحمن بن هلال العبسي عن جرير ابن عبد الله قال جاء ناس من الاعراب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم الصرف فرأى سوء حالهم قد اصابتهم حاجة فحث الناس على الصدقة فابطأوا عنه حتى رؤي ذلك في وجهه قال ثم ان رجلا من الانصار جاء بصرة من ورق ثم جاء اخر ثم تتابعوا حتى عرف السرور في وجهه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سن في الاسلام سنة حسنة فعمل بها بعده كتب له مثل اجر من عمل بها ولا ينقص من اجورهم شيء ومن سن في الاسلام سنة سيئة فعمل بها بعده كتب عليه مثل وزر من عمل بها ولا ينقص من اوزارهم شيء وثم ساق المصنف هذا الحديث عن ابي هريرة رضي الله عنه لكن لم يذكر فيه هذه القصة وانما اه ذكر الحديث قال عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من دعا الى هدى كان له من الاجر مثل اجور من تبعه لا ينقص ذلك من اجورهم شيئا ومن دعا الى ضلالة كان عليه من الاثم مثل اثام من تبعه لا ينقص ذلك من اثامهم شيئا اولا في قصة آآ الفقراء الذين اتوا النبي صلى الله عليه وسلم وليس عليهم شيء الا ما يستر عوراتهم فلما اتوا آآ انزعج النبي عليه الصلاة والسلام لما رأى بهم من شدة الفاقة وحث الناس على الصدقة فابطئوا حتى عرف ذلك بوجه النبي عليه الصلاة والسلام ثم ان رجلا من الانصار اتى بصرة من من الفضة ثم تتابع الناس وكل تصدق فعرف السرور في وجه النبي صلى الله عليه وسلم فقال سن في الاسلام سنة حسنة فعمل بها بعده كتب له مثل اجر من عملها ولا ينقص من اجورهم شيء وما سن في الاسلام سنة سيئة فعمل بها بعد كتب عليه مثل وزر من عمل بها ولا ينقص من اوزارهم شيء وفي هذا الحديث من الفوائد اه استحبابه وسن الامور الحسنة والمقصود بسن الامور الحسنة احياؤها بعد ما اندثرت او ان المقصود بها ان يبتدأ الانسان بعمل صالح فيقتدي الناس به في ذلك العمل احياؤها بعدما اندثرت كان تكون سنة من السنن تساهل الناس في اه الاتيان بها فيأتي رجل موفق ويحيي هذه السنة بقوله وفعله فيقتدي به الناس وتحيا هذه السنة فيكون هذا الرجل قد سن سنة حسنة او ان المقصودة بالسنة الحسنة ان الانسان يعمل عملا صالحا فيراه الناس فيقتدون به في فعل ذلك العمل الصالح وهذا يدل له سبب هذا الحديث فان ذلك الرجل الانصاري لما اتى بصرة من ذهب وتصدق بها اقتدى به الناس فتصدقوا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم من سن في الاسلام سنة حسنة فعمل بها بعده كتب له مثل اجر من عمل بها لان ذلك الانصاري قد سن سنة حسنة وذلك بان بدأ بالصدقة فلما رآه الناس تشجعوا وتصدقوا وهذا يدل على فضل آآ الابتداء بالعمل الصالح وفضل من عمل عملا صالحا واقتدى به الناس فيه فانه يكتب له مثل اجورهم ولهذا قال عليه الصلاة والسلام من سن في الاسلام سنة حسنة فعمل بها بعده كتب له مثل اجر من عمل بها ولا ينقص من اجورهم شيء فلو انك عملت عملا صالحا ابتدأت الناس بعمل صالح في اي مجال فاقتدى بك غيرك من الناس فيكون لك مثل اجورهم وفي المقابل هذا يدل على آآ اسمي عظيم اثمي من سن سنة سيئة من سن سنة سيئة فعمل بها الناس بعده فانه يبوء بمثل اثام من قلده ومن عمل مثل عمله من اتى بفكرة سيئة واقتدى به الناس وتسبب في اضلال الناس بسبب هذه الفكرة يكون عليه مثل اثامهم وهذا معنى قوله عليه الصلاة والسلام ومن سن في الاسلام سنة سيئة فعمل بها بعده كتب عليه مثل وزر من عمل بها ولا ينقص من اوزارهم شيء وايضا من فوائد هذا الحديث ان من فوايد هذا الحديث ان الاعلان بالصدقة قد يكون احيانا افضل من الاصرار بها وذلك اذا ترتب على هذا الاعلان مصالح ان يقتدي الناس بهذا المتصدق ونحو ذلك ففي هذه القصة هذا الانصاري تصدق بصرة من فضة فلما رآه الناس اقتدوا به فكان في الاعلان مصلحة كبيرة وهي تشجيع الناس على فعل هذا الخير وايضا اقتداؤهم بهذا الرجل وهذا يدل على انه ليس دائما الاصرار بالصدقة افضل من الاعلان بها وقد يكون الاعلان بالصدقة افضل. خاصة اذا كان المعلن ممن يقتدى به ويغلب على ظنه ان الناس سيقتدون به وسيتأثرون بفعله فالافضل هنا اعلان الصدقة وهكذا ايضا بالنسبة لبقية الاعمال الصالحة فالاصرار الاصل ان الاصرار بالاعمال الصالحة افضل. الا اذا ترتب على الاعلان بها مصلحة. فيكون الاعلان افضل واما حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من دعا الى هدى كان له من الاجر مثل اجور من تبعه لا ينقص ذلك من اجورهم شيئا هذا يدل على فضل الدعوة الى الله عز وجل وان من دعا غيره الى هدى او الى عمل صالح يكون له مثل اجره اذا دعوت انسانا الى عمل صالح اي عمل صالح يكون لك مثل اجره ذكرته بالصدقة ذكرته بالصلاة ذكرته بصيام نافلة يكون لك مثل اجره فهذا يدل على فضل الدعوة الى الله عز وجل ولهذا قال الله عز وجل ومن احسن قولا ممن دعا الى الله. يعني لا احد احسن قولا ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم ينال مثل اجور امته لانه دعاهم الى هذا الهدى العظيم وهذا الدين العظيم فيكون له مثل اجور امته عليه الصلاة والسلام وهكذا الدعاة الى الله عز وجل اذا اخلصوا النية لله يكون لهم مثل اجور من اهتدوا على ايديهم وهكذا لو اسلم على يدك رجل واحد يكون لك مثل اجور اعمالها الصالحة يكون لك مثل اجر صلاته ومثل اجر صيامه ومثل اجر زكاته ومثل اجر حجه ومثل اجر جميع اعماله الصالحة فكأنه كتب لك عمر جديد وهذا الاجر لا يكون في غير الدعوة الى الله عز وجل اسلم على يدك رجل واحد يكون لك مثل اجوره. الى ان يموت يكون لك مثل اجورهم لو اهتدى على يدك رجل واحد فقط يكون لك مثل اجوره ولهذا قال عليه الصلاة والسلام لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم. حمر النعم الابل وهي انفس الاموال عند العرب وذلك لانه اذا اهتدى على يدك رجل واحد كان لك مثل اجور اعماله الصالحة هذا يدل على الفضل العظيم للدعوة الى الله عز وجل. ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وفي المقابل من دعا الى ضلالة كان عليه من الاثم مثل اثام من تبعه. لا ينقص ذلك من اثامهم شيئا من تسبب في اضلال الناس باي وسيلة وباية طريقة يكون عليه مثل اثام الناس فالذي ينشر مقاطع سيئة يكون عليه مثل اثام من رأى تلك المقاطع او استمع اليها وهذا يبين لنا خطورة نشر هذه المقاطع اذا نشرت مقطعا فيه معصية لله عز وجل فكل من شاهد هذا المقطع او سمعه ووقع في المعصية يكون عليك مثل اثامهم ومثل ذنوبهم وفي المقابل اذا نشرت مقطعا نافعا يكون لك مثل اجور من انتفع بذلك المقطع فهذه الوسائل وسائل التقنية الحديثة سلاح ذو حدين اما ان تكسب بسببها اجورا عظيمة وحسنات كثيرة واما ان تكسب بسببها ذنوبا وسيئات فاحرص على الا تنشر الا الطيب من القول. والا تنشر الا المقاطع النافعة المفيدة التي يكتب لك بنشرها الاجور العظيمة والثواب الجزيل من الله عز وجل العجب من بعض الناس الذي يملك وسيلة تقنية ويسخرها في نشر المعاصي فهذا ما اعظم مصيبته عند الله عز وجل كل يوم يكتب عليه ذنوب ويكتب عليه اثام بسبب بسبب المشاهدات التي تحصل من الناس ووقوعهم في المعصية بسببه فيكسب اثاما وذنوبا بسبب تلك المشاهدات فهذا ما اعظم مصيبته عند الله عز وجل بالمقابل الذي يغتنم وسائل التقنية الحديثة في مجال الدعوة الى الله عز وجل ونشر العلم النافع يكتب له بسبب ذلك نشر اجور عظيمة وثواب عظيم من الله عز وجل اه ننتقل بعد ذلك الى كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار وهذا الكتاب كتاب عظيم جمع فيه المصنف عدة احاديث في الذكر وفي الدعاء وفي التوبة وفي الاستغفار وابتدأ هذا الكتاب بحديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل انا عند ظن عبدي وانا معه حين يذكرني ان ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وان ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ هم خير منهم وان تقرب مني شبرا تقربت اليه ذراعا وان تقرب الي ذراعا تقربت منه باعا. وان اتاني يمشي اتيته هرولة هذا الحديث يدل على انه ينبغي للمسلم ان يحسن الظن بالله عز وجل وانه اذا احسن الظن بالله سبحانه فان الله عز وجل يعطيه على حسب ظنه اما اذا اساء الظن بالله عز وجل فان الله يعطيه على حسب ظنه ولهذا قال الله تعالى انا عند ظن عبدي بي يعني ان ظن بي ظنا حسنا اعطيته على اه كما ظن وان ظن بي ظنا سيئا اعطيته كما ظن هذا يدل على انه ينبغي احسان الظن بالله عز وجل وان المسلم يعظم الله سبحانه وتعالى ويستحضر دوما ان الله عز وجل هو احكم الحاكمين وانه لا يقدر شيئا الا لحكمة ولا يقضي قضاء الا لحكمة ولم يخلق شيئا الا لحكمة ولم يشرع شيئا الا لحكمة فهو سبحانه وتعالى احكم الحاكمين فينبغي احسان الظن بالله عز وجل فان بعض الناس يظنون بالله تعالى ظن السوء هؤلاء ذمهم الله عز وجل في كتابه الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء. غضب الله عليهم ولعنهم فينبغي ان يحسن المسلم الظن بالله عز وجل وان الله تعالى حافظ دينه وناصر دينه ان الله عز وجل ينصر عباده المؤمنين وان الله عز وجل له الحكمة البالغة فيما يقدره وما يقضيه جل وعلا. انا عند ظن عبدي بي وانا معه حين يذكرني اه معية الله عز وجل للعباد تنقسم الى قسمين معية عامة والله تعالى مع عباده باطلاعه جل وعلا لا يخفى عليه خافية ومعية خاصة بالمؤمنين ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون هذه معية المعية الخاصة بالنصر والتأييد والاعانة والتسديد هذه معية خاصة تكون لعباده المؤمنين فيقول وانا معه يعني المعية الخاصة حين يذكرني وفي ويقول الله تعالى فاذكروني اذكركم الله تعالى اذا ذكر العبد ربه فان الله تعالى يذكره من فوق سبع سماوات والله تعالى يمتنع في حقه النسيان ولكن المقصود ان الله عز وجل يذكر العبد بالاعانة والمعية والتسديد والتوفيق قال وانا معه حين يذكرني ان ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وان ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ هم خير منهم فاذا ذكر العبد الله تعالى في نفسه فان الله تعالى يذكره في نفسه واذا ذكر العبد الله تعالى في ملأ ذكره الله تعالى في ملأ خير منهم والله سبحانه وتعالى مطلع على عباده جل وعلا قول الله تعالى فاذكروني اذكركم. كما قال ابن القيم لو لم يكن في فضل الذكر الا هذه الاية لكفى فاذكروني اذكركم انت ايها العبد المسكين الفقير ما حجمك في هذا الكون الفسيح ومع ذلك اذا ذكرت الله تعالى فان الله عز وجل خالق كل شيء يذكرك من فوق سبع سماوات فهذا فيه الشرف العظيم والفضل الكبير للذكر وهذا يدل ايضا على فضل ذكر الله عز وجل اه امام الملأ وامام الناس وان الانسان اذا ذكر الله تعالى في ملأ ذكره الله عز وجل في ملأ هم خير منهم استدل بهذا بعضهم على تفضيل الملائكة على صالح البشر وهذه مسألة خلافية والاقرب والله عز والاقرب والله اعلم ان الملائكة افضل من صالح البشر باعتبار البداية وان صالح البشر افضل من الملائكة باعتبار النهاية هذا هو اختيار ابن تيمية رحمه الله تعالى هو الذي تجتمع به النصوص قال وان تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا ان تقرب الي ذراعا تقربت منه باعا وان اتاني يمشي اتيته هرولة. المعنى ان العبد كلما تقرب الى الله عز وجل فان الله تعالى يتقرب منه اكثر والله تعالى رحمته قريبة من المحسنين وهو جل وعلا قريب ممن اطاعه واتقاه كلما تقرب العبد الى ربه فان الله تعالى يتقرب اليه اكثر جل وعلا والله تعالى غني عن عباده ولكنه عز وجل رحيم بهم فهذا من من من كمال رحمة الله عز وجل وكمال لطفه واحسانه بعباده والا فالله تعالى غني عن جميع الخلق كما قال سبحانه في الحديث القدسي يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل منكم ما زاد ذلك في ملكه يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على افجر قلب رجل منكم ما نقص ذلك من ملكه شيئا فالله سبحانه لا تنفعه طاعة الطائعين. ولا تضره معصية العاصين لكنه من رحمته بعباده ومن لطفه وكرمه وجوده واحسانه يحب من عباده ان يتقربوا اليه. فاذا تقربوا اليه تقرب جل وعلا منهم اكثر وهو عز وجل يفرح بتوبة عباده فرحا عظيما يصف النبي صلى الله عليه وسلم هذا الفرح يقول لله تعالى اشد فرحا بتوبة عبده من احدكم كان على راحلته في فلاة من الارض فظلت راحلته فجلس تحت ظل شجرة ينتظر الموت ثم نام ثم استيقظ فاذا براحلته عنده عليها طعامه وشرابه ففرح فرحا عظيما وقال من شدة الفرح اللهم انت عبدي وانا ربك اخطأ من شدة الفرح ما ظنك بفرح هذا الانسان الذي آآ رأى الموت ثم عادت له الحياة بعد الموت كان في فلاة من الارض في صحراء عنده راحلته عليها طعامه وشرابه ثم ضاعت هذه الراحلة بحث عنها ولم يجدها جلس تحت ظل شجرة ينتظر الموت غلبه النوم لما استيقظ اذا براحلته عنده عليها طعامه وشرابه كيف نصف هذا الفرح كيف نصف فرح هذا الانسان الذي ظلت راحلته وعليها طعامه وشرابه وجلس تحت شجرة ينتظر الموت. ثم بعد ذلك فجأة وجد الراحل عنده عليها طعامه وشرابه اي رجعت له الحياة بعد ما يأس منها وبعد ما شارف على الموت ما ظنك بهذا الفرح؟ كيف تصف هذا الفرح الله تعالى اشد فرحا بتوبة عبده من حال هذا الانسان وفرح الله تعالى بتوبة عبده ليس لحاجته اليه. الله تعالى غني عن جميع عباده. ولكن هذا من عظيم جوده جل وعلا. ومن عظيم رحمته عباده ومن عظيم كرمه واحسانه ولطفه بعباده جل وعلا فهو سبحانه وتعالى الجواد وهو سبحانه وتعالى الكريم. وهو سبحانه وتعالى الرحمن وهو الرحيم الذي رحمته وسعت كل شيء رحمته سبقت غضبه. كتب الرحمة على نفسه جل وعلا. يحب من عباده ان يتقربوا اليه ليس لحاجته منهم. ليس لحاجته لهم وانما لحاجتهم اليه فهذا اه من عظيم كرم ربنا سبحانه ومن عظيم رحمته ولطفه واحسانه بعباده جل وعلا. هو سبحانه وتعالى اذا تقرب العبد اليه تقرب الله تعالى منه اكثر ان رحمة الله قريب من المحسنين ثم ساق المصنف هذا الحديث بروايات اخرى ننتقل بعد ذلك لحديث ابي هريرة عن ابي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في طريق مكة فمر على جبل يقال له جمدان وقال سيروا هذا جمدان سبق المفردون. قالوا وما المفردون يا رسول الله؟ قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات هذا جبل يقال له جمدان هذا على طريق مكة مر عليه النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال سبق المفردون قالوا وما المفردون؟ قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات يعني الذاكرات لله عز وجل وهذا يدل على فضل الذكر ولهذا قال عليه الصلاة والسلام سبق سبق المفردون اه والمفردون يقال فرد الرجل وفرض وافرد وقد فسرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالذاكرين الله تعالى واصل مفردين الذين هلك اقرانهم وانفردوا عنهم فبقوا يذكرون الله عز وجل وجاء في في رواية هم الذين اهتزوا في ذكر الله تعالى. يعني لهجوا به وقال ابن الاعرابي يقال فرد الرجل اذا تفقه واعتزل وخلا بمراعاة الامر والنهي فكأن هؤلاء انفردوا عن غيرهم من الناس فبقوا يذكرون الله عز وجل والمعنى ان هؤلاء السنتهم رطبة بذكر الله سبحانه وتعالى ان السنة هؤلاء رطبة بذكر الله عز وجل. يذكرون الله تعالى كثيرا فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم بسبقهم. سبق المفردون الذاكرون الله تعالى كثيرا والذاكرات وهذا يدل على فضل الاكثار من ذكر الله سبحانه كما قال ربنا سبحانه يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا. وسبحوه بكرة واصيلا وذكر الله تعالى هو من ايسر الاعمال. وهو مع ذلك من افضلها سئل الامام ابن تيمية رحمه الله عن افضل النوافل بعد الفرائض فقال هذا مما يختلف باختلاف الناس واحوالهم ولكن مما هو كالاجماع عليه بين العلماء ان كثرة ذكر العبد لربه انه افضل ما شغل به العبد نفسه فالاكثار من ذكر الله عز وجل هو من افضل الاعمال وهو من ايسرها وينال الانسان بكثرة الذكر اجورا عظيمة وثوابا جزيلا فمثلا اه جاء في صحيح مسلم عن سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما لاصحابه ايعجز احدكم ان يكسب في اليوم الف حسنة قالوا يا رسول الله كيف يكسب الف حسنة قال يسبح مئة تسبيحة فيكتب له بها الف حسنة او يمحى عنه بها الف سيئة مئة تسبيحة يعني تقول سبحان الله سبحان الله سبحان الله كم تأخذ من الوقت والجهد تكسب بها الف حسنة هذا فضل عظيم على عمل يسير مئة تسبيحة ما تأخذ منك الا دقيقتين او ثلاث سبحان الله سبحان الله سبحان الله تكمل بها تكسب بها الف حسنة فكيف لو سبحت مائتي تسبيحة؟ الفي حسنة كيف لو تسبحت الف تسبيحة عشرة الاف حسنة كيف لو سبحت اكثر وهذا يدل على الفضل العظيم المرتب على الذكر وجاء في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت عنه خطاياه وان كانت مثل زبد البحر والمراد بذلك الصغائر اذا قلت سبحان الله وبحمده مئة مرة هذا سبب لتكفير الذنوب ويقول عليه الصلاة والسلام كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان الى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ينبغي ان يعود المسلم نفسه على الاكثار من ذكر الله عز وجل وان يكون لسانه رطبا بذكر الله سبحانه فانه يستفيد بذلك فوائد. الفائدة الاولى الاجور العظيمة المرتبة على الذكر الفائدة الثانية ان الله تعالى يذكره من فوق سبع سماوات الفائدة الثالثة انه ينشغل بهذا الذكر عن افات اللسان فان معظم المعاصي سببها اللسان فهو اذا اشغل لسانه بذكر الله عز وجل اه انشغل عن عن اه المعاصي التي تكون عن طريق اللسان كما قال عليه الصلاة والسلام. وهل يكب الناس في النار على وجوههم او على مناخرهم الا حصائد السنتهم. وكما قال ابن القيم رحمه الله الانسان لابد ان يتكلم فان لم يتكلم بالذكر تكلم بالكلام المحرم فينبغي ان يكون آآ لسانك رطب فينبغي ان ان تحرص على ان يكون لسانك رطبا بذكر الله عز وجل. وان تكون كثير الذكر لله سبحانه وتعالى هناك اوقات مثل ما يقال اوقات ضائعة يعني مثلا تكون في السيارة وتنتظر آآ اظاءة الاشارة باللون الاخضر مثلا تبقى دقيقتين او ثلاث لو انك اشتغلت بالذكر بالتسبيح مثلا بالتحميد بالتهليل بالتكبير تكسب بذلك اجورا عظيمة وثوابا جزيلا عندما تكون في المطار تنتظر رحلة عندما تكون مثلا في عيادة تنتظر الدخول على الطبيب ونحو ذلك هذه الاوقات ينبغي اغتنامها بكثرة الذكر لله عز وجل فالذكر يكسب به الانسان اعمالا صالحة كثيرة واجورا جزيلة وهو لا يكلف الانسان اه شيئا الذكر مجرد انك تلهج بذكر الله عز وجل كم يكلفك من الجهد ومن الوقت؟ لا يكلفك شيئا. ثم ايضا الذكر يمكن ان يكون على جميع احوال الانسان قائما ايضا وعلى جنبه كما قال الله سبحانه الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم يمكن تذكر الله تعالى وانت قائم وانت في السيارة وانت على سريرك وانت جالس على اي حال وفي اي وقت فينبغي ان يعود المسلم نفسه على الاكثار من ذكر الله سبحانه وان يكون لسانه رطبا بذكر الله عز وجل ونقف عند حديث ابي هريرة ان لله تسعة وتسعين اسما اه والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. الان اجيب عما تيسر من الاسئلة اذا مسح الانسان على الجورب ثم خلع الجورب هل ينتقض الوضوء هذه المسألة محل خلاف بين العلماء والقول الراجح ان الوضوء ينتقض وذلك لان الرجل في هذه الحال ليست مغسولة وليس عليها شيء ممسوح والله تعالى قال يا ايها الذين امنوا اذا قمت من الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق وامسحوا برؤوسكم وارجلكم الى الكعبين فالرجلان هنا لم تغسل وليس عليها شيء ممسوح فاذا خلع الجورب انتقضت الطهارة في القدمين والطهارة لا تتبعظ فيسري النقظ لجميع اعظاء الوضوء على ان المسح على الجورب يعني مشروعية المسح على الجوارب من مفردات الحنابلة. والا جمهور لا يرون المسح على جوارب ويرون اختصاص ذلك بالخفين وان كان القول الراجح هو مشروعية المسح على الجوارب. لكن اذا اخذنا المذهب الحنابلة ينبغي ان نتقيد بضوابطهم وان لا نتوسع فيعني القول بان الوضوء لا ينتقض لمن خلع الجورب هذا خلاف ما عليه المذاهب الاربعة واكثر العلماء على انتقاض الوضوء ثم مثل هذه المسائل اه التي لا يحسمها نص والاثر المترتب عليها كبير يعني صحة الصلاة او عدم صحة الصلاة ينبغي للمسلم ان يحتاط ان احتاط فيها وان يأخذ بقول الاكثر اكثر علماء الامة لان هذه المسائل مبناها على النظر والتعليل وما كان مبناه على النظر والتعليل لا يكون حاسما ليست مثل المسائل التي تحسب بدليل هذه مبناها على النظر والتعليل وتختلف فيه افهام وانظار العلماء ولذلك فالذي انصح به في مثل هذه المسائل ان يحرص المسلم على الاحتياط وعلى الاخذ بقول اكثر علماء الامة ففي هذه المسألة الاحوط وقول اكثر علماء الامة هو انتقاض الوضوء بخلع الجورب وعلى ذلك اذا خلعت الجورب بعد ابتداء مدة المسح فليس لك ان تصلي بهذا الوضوء. وانما تعيد الوضوء طيب هنا سؤال عن بطاقة رقمية من بعض البنوك تعطي آآ على كل عملية شراء اه مبلغا نقديا هذه البطاقة تسمى بطاقة الكاش باك وهي بطاقة رقمية الغالب انها تكون مجانية وتكون عمليات الاسترداد فيها على عمليات الشراء وليست مرتبطة بالحساب هذه بطاقة اصلا تكون مسبقة الدفع مسبقة الدفع وعند كل عملية شراء يكون هناك استرداد نقدي هذه لا بأس بها لا بأس بها لان آآ هذه هذا الاسترداد النقدي ليس مقابل الحساب الجاري حتى نقول انها هدية من البنك العميل وانما هي مقابل عمليات الشراء وليس لها ارتباط بالحساب الجاري. ولذلك لا ترتبط برصيدك في البنك قلة وكثرة وانما هي مرتبطة بعمليات الشراء. عند كل عملية شراء اه تعطى استردادا نقديا اه مبلغ معين هذه لا بأس بها ومجازة من الهيئات الشرعية للمصارف ما الفرق بين الشح والبخل البخل معناه ان الانسان اه يمنع الحقوق الواجبة عليه واما الشح فهو يمنع الحقوق الواجبة عليه وايضا آآ يكون حريصا على اخذ المال من غيره فكل فكل شح بخل وليس كل بخل شحا فالبخيل يمنع يمنع مثلا من النفقة على الزوجة وعلى الاولاد وعلى اه اكرام واكرام الضيف فهو يتشبث بالمال ولا يريد ان ثق منه شيئا هذا هو البخيل واما الشحيح هو يتمسك بالمال لا يدان فقبه شيئا لكنه ايضا اه يطمع فيما في ايدي الاخرين ويحرص على ان يأخذ من اموالهم ما استطاع فهو يجمع بين البخل والحرص فيكون هذا شحا هل المعاناة التي عانى منها الطفل المغربي المغربي قبل موته يرفع درجته عند الله عز وجل رغم انه لم يجد عليه التكليف اطفال المسلمين اجمع العلماء على انهم في الجنة كل طفل مسلم مات قبل البلوغ فهو في الجنة. وهذا باجماع العلماء ويكونون شفعاء لوالديهم يوم القيامة فهذا من رحمة الله عز وجل بعباده لحديث عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان له فرطان ادخله الله تعالى بهما الجنة قالت عائشة ومن كان له فرط واحد؟ قال ومن كان له فرط واحد يا موفقة فهذا يدل على ان من مات له طفل قبل البلوغ فان هذا من اسباب دخوله الجنة اصابني اليأس من تكرار التوبة ماذا افعل؟ الثبات على الطريق المستقيم اذا كنت صادقا في التوبة في كل مرة الا يضرك تكرار التوبة وقد ورد في هذا حديث ابي هريرة رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى اذن بعبدي ذنبا فاستغفر فغفرت له ثم اذنب ذنبا فاستغفر فغفرت له ثم اذنب ذنبا فاستغفر فغفرت له ولا يزال عبدي يذنب ذنبا فيستغفر فاغفر له وهذا محمول على من وقع في الذنب ثم تاب صادقا بان ندم على ما حصل منه واقلع عن الذنب وعزم على الا يعود اليه مرة اخرى فانه اه تكون توبته صادقة لكن اذا حصل عنده ضعف في النفس فرجع الى الذنب مرة اخرى ثم تاب مرة اخرى فتوبته الثانية الصحيحة وهكذا لو حصل توبة ثالثة ورابعة وخامسة المهم انه حين يتوب يكون صادقا في توبته ولذلك نقول الاخ الكريم ابتعد عن اليأس واحرص على تكرار التوبة والله تعالى يحب التوابين يعني كثيري التوبة حب التوابين جل وعلا ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين وآآ احرص على فعل الامور التي اه تزيد من ايمانك وتكون سببا لثباتك ومن ذلك ان تحرص بعد الفرائض على قيام الليل لان قيام الليل هو من اعظم اسباب الثبات يعطيك زادا روحيا لليوم والليلة كذلك ايضا ينبغي ان تحرص على تدبر القرآن الكريم. تجعل كل يوم لك نصيبا من القرآن الكريم تقرأه بتدبر. هذا ايضا من اعظم اسباب الثبات كذلك ايضا الصحبة الصالحة والجليس الصالح كذلك من اعظم اسباب الثبات اصلي الفروض احيانا بمفردي لعدم وجود مسجد قريب فهل يشرع لي الاذان والاقامة المشروع لك في هذه الحال الاقامة واما الاذان فيكفي الاذان الذي في البلد لكن يشرع لك اذا اردت ان تصلي ان تقيم فقط بدون اذان ما دام انه يؤذن في البلد تكتفي باذان البلد ويشرع لك الاقامة فقط. ان تيسر ان تذهب للمسجد البعيد هذا اكمل وافضل. لكنه لا يجب عليك الذهاب المسجد البعيد ما دمت لا تسمع النداء اذا ذبح الشخص عقيقتين او اضحيتين هل يجوز ان يأكل احداها كلها ويتصدق بالاخرى الامر في هذا واسع سواء اكلها كلها او تصدق بها كلها او اكل جزء وتصدق بجزء الامر في هذا واسع لكن الافضل بالنسبة للاضحية ان يأكل ويتصدق وهكذا الهدي لقول الله تعالى فكلوا منها واطعموا البائس الفقير واما العقيقة فلم يرد فيها شيء فالامر فيها واسع ان شاء اكلها كلها وان شاء تصدق بها كلها وان شاء اقام عليها وليمة فالامر فيها واسع. هل وردت احاديث في فضل الصيام في رجب لم يثبت في ذلك شيء. وجميع الاحاديث المروية في ذلك ضعيفة وقد صنف الحافظ ابن حجر رسالة سماها تبيين العجب. بما ورد في فضل صيام رجب وانتهى الى انه لا يثبت في ذلك شيء وعلى هذا فلا يشرع تخصيص شهر رجب بالصيام. بل ان تخصيص شهر رجب بالصيام من البدع يعتبر من البدع الاضافية لانه تخصيص لعبادة بما لم يرد به النص لكن يكون الانسان على عادته في الصيام آآ كما كان في الشهور الاخرى. يعني كما كان يصوم في شهر جمادى وفي شهر ربيع وفي الشهور الاخرى لا يخص شهر رجب الصيام ولا يخصه بعبادة من العبادات كيف يحافظ المسلم على ورده من القرآن والاذكار يحافظ على ورده بالاهتمام. يهتم بالاتيان بهذه الاوراد هناك اوراد يؤتى بها ادبار الصلوات وهناك اوراد يؤتى بها الى الصباح وحين المساء هناك ورد قبل النوم ينبغي للمسلم ان يحرص على اه ان يأتي بهذه الاوراد وان يهتم بها يعود نفسه دبر كل صلاة على ان يأتي بالورد الذي يقال بعد الصلاة وبعد صلاة الفجر يأتي باذكار الصباح بعد صلاة العصر يأتي باذكار المساء قبل النوم يأتي باذكار النوم هذه الاذكار وهذه الاوراد يحفظ الانسان باذن الله عز وجل هي حصن حصين للانسان من رحمة الله تعالى بعباده جعل هذا الذكر حصنا يتحصن به المسلم على سبيل المثال من من الاوراد من اذكار من اوراد الصباح والمساء وايضا الاوراد التي تقال بعد الصلوات وقبل النوم اه قراءة سورتي الفلق والناس هاتان الصورتان قد تضمنتا الاستعاذة بالله عز وجل من جميع الشرور في الدنيا اي شر يخطر ببالك في الدنيا هاتان السورتان قد تضمنت الاستعاذة بالله منه. سبحان الله هذا من من من اعجاز القرآن ومن عظمة القرآن هاتان الصورتان لا تتجاوز كتابتهما في المصحف نصف صفحة ومع ذلك تضمنت الاستعاذة بالله عز وجل من جميع الشرور في الدنيا ولذلك يشرع ان تكون ضمن اوراد الصباح والمساء ودبر كل صلاة وقبل النوم الاذكار حصن حصين للمسلم يتحصن به من الشرور ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين