والانسان ايها الاخوة مهما كان عليه من القوة في العبادة. لا يمكن ان يعبد الله عز وجل كما يحب الله الا عن طريق العلم. لكننا نحتاج في هذا الزمن الى رفع مستوى الهمة وان يحرص طالب العلم على طلب العلم وان يخلص النية لله عز وجل لو لم يكن من الا انه يتعرض لمغفرة الله. اشهدكم اني قد غفرت له الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته الى يوم الدين. اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا ونسألك اللهم علما نافعا ينفعنا. ربنا اتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من امرنا رشدا كنا قد وصلنا في شرح صحيح مسلم الى كتاب التوبة وفي هذا الدرس الستين يوم الثلاثاء الرابع والعشرين من شهر صفر من عام الف واربع مئة واربعة واربعين للهجرة وقبل ان نبدأ ب استماع الاحاديث التي ساقها المصنف رحمه الله نعرف التوبة اولا التوبة باللغة الرجوع يقال تاب وابى بمعنى رجع والمراد بالتوبة شرعا الرجوع عن الذنب الرجوع عن الذنب ولا تصح التوبة الا بثلاثة شروط الشرط الاول وهو اهم هذه الشروط الندم ان يندم على ما وقع منه وهذا الشرط قلت انه من اهم الشروط لانه قد جاء في بعض الاحاديث او بعض الروايات تعريف التوبة بالندم التوبة ندم ولان الندم يدل على الصدق في التوبة الذي لا يكون نادما على المعصية لا يكون صادقا في التوبة منها فالندم على ما وقع منه هذا من اهم الشروط والشرط الثاني الاقلاع عن الذنب فان لم يقلع عن الذنب فلا تصح توبتهم لو مثلا تاب من شرب الخمر لكنه مستمر في شرب الخمر فمعنى ذلك ان هذه التوبة غير صحيحة بل هي اشبه بالاستهزاء كيف يقولون التائب وهو مستمر على الذنب فلابد من الاقلاع عن الذنب والشرط الثالث العزم على الا يعود اليه مرة اخرى ولابد ان يكون هذا العزم صادقا فاذا تحققت هذه الشروط الثلاثة صحة التوبة وهذه هي التوبة النصوح الندم على ما حصل منه والاقلاع عن الذنب والعزم على الا يعود اليه مرة اخرى واذا كانت المعصية واذا كانت المعصية متعلقة بحقوق ادميين التحلل منهم فيكون هذا شرطا رابعا فيما اذا كانت التوبة متعلقة بحقوق الادميين هذه هي شروط صحة التوبة فاذا تحققت صحت التوبة وكانت توبة نصوحة واذا تخلف شرط منها لم تصح وهل تصح التوبة من ذنب وهو وان كان مصرا على ذنوب اخرى هذه محل خلاف بين العلماء والقول الراجح انها تصح فقد يكون الانسان عنده ذنوب كثيرة لكنه تاب من هذه المعصية ومن هذه ومن هذا الذنب وهو لا يزال على ذنوب اخرى فالقول الراجح انها تصح هذا هو الذي اختاره جمع محققين من اهل العلم لكن تصح بشروطها التي ذكرنا يعني يندم على ما حصل منه من هذا الذنب بخصوصه ويقلع عنه ويعزم على الا يعود اليه مرة اخرى وهل تقع التوبة من الذنب الواحد عدة مرات الجواب نعم فيمكن ان يتوب الانسان ويحقق شروط التوبة التي ذكرنا ويكون صادقا في توبته ثم مع مرور الوقت تضعف نفسه فيعود للذنب مرة اخرى فيتوب صادقا ثم تضعف نفسه ويعود للذنب فهذا عودته للذنب مرة اخرى لا ينقض توبته السابقة بشرط ان يكون قد حقق شروط التوبة ويدل لذلك ما جاء في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى اذنب عبدي ذنبا فعلم ان له ربا يغفر الذنب فاستغفر فغفرت له ثم اذنب ذنبا فعلم ان له ربا يغفر الذنب فاستغفر فغفرت له. ثم اذنب ذنبا فعلم ان له ربا يغفر الذنب فاستغفر فغفرت له. ولا يزال عبدي يذنب فيستغفر فاغفر له ولا ابالي وهذا الحديث في الصحيحين حمله العلماء على من اذنب ثم تاب توبة صادقة ثم رجع للذنب مرة اخرى وهكذا والله تعالى يحب من عبده التوبة ويحب كثرة التوبة. ولهذا قال سبحانه ان الله يحب التوابين والتوابين جمع تواب والتواب على صيغة مبالغة فعال يعني كثير التوبة الله تعالى يحب العبد كثير التوبة الذي كلما اذنب ذنبا تاب الى الله عز وجل والاكمل في التوبة من الذنب ان يفعل ما جاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم ما من عبد يذنب ذنبا ثم يقوم ويتوظأ ويصلي ركعتين ويستغفر الله الا غفر الله له فاذا وقع في معصية يقوم ويتوظأ ويصلي ركعتين ثم يستغفر الله ويتوب ويحقق شروط التوبة هذا هو الاكمل في التوبة نعم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه وعلى آله وصحبه افضل الصلاة واتم التسليم اللهم اغفر لنا ولشيخنا ووالديه ومشايخه والمسلمين برحمتك يا رب العالمين قال المؤلف رحمنا الله واياه كتاب التوبة باب في الحض على التوبة والفرح بها. وحدثني سويد بن سعيد حدثنا حفص ميسرة حدثنا زيد بن حدثني زيد بن اسلمة عن ابي صالح عن ابي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال قال الله عز وجل انا عند ظن عبدي بي وانا معه حيث يذكرني والله الى الله افرح بتوبة عبده من احدكم. والله لالله افرح بتوبة عبده من احدكم يجد ضالته ومن تقرب الي شبرا تقربت اليه ذراعا ومن تقرب الي ذراعا تقربت اليه باعا. واذا اقبل الي يمشي اقبلت الي اليه هرول حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنة بن القعنبي حدثنا المغيرة يعني بن عبدالرحمن الحزامي عن ابي الزناد عن الاعرج عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لله اشد فرحا بتوبة احدكم من احدكم بضالته اذا وجدها وحدثنا محمد بن راف حدثنا عبد الرزاق اخبرنا معمر عن همام ابني منبه عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه حدثنا عثمان بن ابي شيبة واسحاق بن ابراهيم واللفظ لعثمان قال اسحاق اخبرنا وقال عثمان حدثنا جرير عن الامش عن عمارة ابن عمر عن الحارث بن سويد قال دخلت على عبد الله ابن على عبد الله اعوده وهو مريض. فحدثنا بحديثين حديثا عن نفسه حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لله اشد فرحا بتوبة عبده المؤمن من رجل في ارض دوية مهلكة معه راحلته عليها طعامه وشرابه فنام فاستيقظ وقد ذهبت. فطلبا حتى ادركه العطش ثم قال ارجعوا الى مكاني الذي كنت فيه فانام حتى اموت فوضع رأسه على ساعده ليموت فاستيقظ وعنده راحلته عليها زاد وطعامه وشرابه فالله اشد فرحا بتوبة بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده وحدثناه ابو بكر بن ابي شيبة حدثنا يحيى ابن ادم عن قطبة ابن عبدالعزيز عن الاعمش بهذا الاسناد. وقال من رجل بدوية من بدوية من الارض حدثني اسحاق بن منصور اخبرنا ابو اسامة حدثنا الامش وحدثنا عمارة ابن عمين قال سمعت الحارث بن سويد قال حدثني عبدالله حديثين احدهما رسول الله صلى الله عليه وسلم. والاخر عن نفسه فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لله اشد فرحا بتوبة عبده المؤمن بمثل حديث جرير حدثنا عبيد الله بن معاذ عن بني حدثنا حدثنا به حدثنا ابو يونس عن سماك قال خطب النعمان ابن مشير فقال الله اشد فرحا بتوبة عبده من رجل حمل زاده وما زاده على بعير. ثم سار حتى كان بفلات من الارض فادركته القائلة. فنزل قال تحت شجرة فغلبته عينه وانسل بعيره فاستيقظ فسعى شرفا فلم يرى شيء ثم سعى شرفا ثانيا فلم يرى شيئا. ثم سعى شرفا ثالثا فلم يرى شيئا. فاقبل حتى اتى مكانه الذي قال فيه فبينما هو قاعد اذ جاءه بعيره يمشي حتى وضع خطامه في يده فلا الله اشد فرحا بتوبة العبد من هذا حين وجد بئره على حاله قال سماعكم فزعم الشعبي ان النعمان رفع هذا الحديث الى النبي صلى الله عليه وسلم. واما انا فلم اسمعه حدثنا يحيى بن يحيى وجعفر بن حميد قال جعفر حدثنا وقال يحيى اخبرنا عبيد عبيد الله ابن اياد عبيد الله ابن اياد ابن لقيط عن اياد عن عازم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف تقولون بفرح رجل انفلتت منه راحلته تجر زمامها بارض قفر ليس بها طعام ولا شراب. وعليها له طعام شراب فطلبها حتى شق عليه ثم مرت بجذم شجرة فتعلقت امامها. فوجدها متعلقة به فقلنا يا رسول الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما انه والله لا الله اشد فرحا بتوبة عبده من من الرجل براحلته قال جعفر حدثنا عبيد الله بن واياد عن ابيه حدثنا حدثنا محمد بن الصباح وزهير ابن حرب قال جميعا حدثنا عمر ابن يونس حدثنا ابن عمان حدثنا اسحاق بن عبدالله بن ابي طالب تحدثنا انس بن مالك وهو عمه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لله اشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب اليه من احدكم كان على راحلته بارض فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فإيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد انس من راحلته فبين هو كذلك اذ هو بها قائمة عنده. فاخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم انت عبدي وانا ربك اخطأ من شدة الفرح. حدثنا هداؤ خالد حدثنا همام وحدثنا قتادة عن انس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا الله اشد فرحا فرحا بتوبة عبده من احدكم ثم اذا استيقظ على بئره قد اضله بارض فلات. وحدثنيه احمد بن سعيد الدانمي حدثنا حبان وحدثنا همام حدثنا قتادة حدثنا انس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله. نعم هذه الروايات تدل على عناية الامام مسلم رحمه الله تعالى بضبط الروايات. انظر كيف جمع هذه الروايات في هذا المكان وهي متقاربة في الفاظها ولكن هذا يدل على شدة عناية المحدثين بظبط الروايات ولهذا تتميز هذه الامة بالاسناد لا يوجد امة من الامم تروي احاديث نبيها بالاسناد الا هذه الامة وانظر الى الى العناية العظيمة من الامام مسلم كان يمكن ان يذكر حديثا واحدا برواية وبقية الروايات بمعناه لكن انظر كيف ساق هذه الروايات بهذا السياق البديع وهذه الروايات لهذا الحديث متقاربة في المعنى اولها حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله عز وجل انا عند ظن عبدي بي انا عند ظن عبدي بي. لم يقل انا عند حسن يعني بعظ العامة يذكر الحديث انا عند عند حسن ظن عبدي بي. لم ترد كلمة حسن وانما عند ظن عبدي بي يعني فان ظن بالله خيرا اعطاه الله ما ظن وان ظن بالله سوءا كذلك ولذلك ينبغي ان يحسن المسلم الظن بالله عز وجل وقد ذم الله تعالى الظانين بالله ظن السوء الذين يظنون ان الله تعالى لن ينصر دينه ولن يعلي كلمته وانه سيترك الباطل يصول على الحق من غير ان ينصر الحق واهله او يظن ان الله تعالى لا يستجيب الدعاء او يظن بالله تعالى ظن السوء فعلى المسلم ان يحسن الظن بالله عز وجل ولذلك من اسباب اجابة الدعاء حسن الظن بالله اذا دعا المسلم ربه وهو يحسن الظن بربه فان الله سيستجيب الدعاء هذا من اعظم اسباب اجابة الدعاء ولهذا ذكر بعض المفسرين في قول الله عز وجل واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي ان قوله وليؤمنوا بي يعني وليؤمنوا اني قادر على اجابة دعوتهم فيحسن الظن بي احسان الظن بالله عز وجل من اسباب اجابة الدعاء ومن اسباب تحقيق المطلوب للعبد فينبغي ان يكون العبد حسن الظن بربه عز وجل ولهذا جاء في بعض الروايات انا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء. يعني ان ظن بي خيرا اعطيته خيرا. وان ظن بي سوءا اعطيته الظانين بالله ظن سوء قال وانا معه حيث يذكرني وهذه المعية هي المعية الخاصة فان المعية على قسمين معية عامة لجميع الناس ومعية خاصة للمؤمنين وللذاكرين ان الله مع الصابرين هذه معية خاصة وانا معه حيث يذكرني هذه معية خاصة وهو معكم اينما كنتم. هذه معية للجميع. لجميع الناس فاذا ذكر العبد ربه فان الله تعالى يذكره جل وعلا وتكون له المعية الخاصة قال ابن القيم رحمه الله لو لم يكن من فوائد الذكر لهذه الفائدة انك اذا ذكرت ربك ذكرك ربك خالق كل شيء من فوق سبع سماواته لكفى بها فضلا وشرفا ثم بعد ذلك ذكر النبي صلى الله عليه وسلم شدة فرح الرب عز وجل بتوبة عبده وذكر ان فرح الله تعالى بتوبة عبده انها اشد من انسان كان معه راحلته في الطريق ووصل الى صحراء صحراء ليس بها نبات ولهذا في بعض الالفاظ في ارض دوية والدوية يعني الخالية الفلات الخالية اي البرية او الصحراء التي لا نبات فيها تصور هذا رجل معه راحلته معه ناقته عليها طعامه وشرابه ووصل الى صحراء ليس فيها نبات مقفرة وعليها طعامه وشرابه فبينما هو كذلك فقد راحلته. ظلت عنه فقام يبحث عنها كما جاء في بعض الروايات انه سعى شرفا يعني رقى مكانا مرتفعا يريد ان يبحث يبحث عنه فلم يجدها. ثم سعى شرفا ثانيا ثم سعى شرفا ثالثا ثم ايس منها ايس ان يجد راحلته وعليها طعامه وشرابه فجلس تحت ظل شجرة ينتظر الموت تصور هذا الانسان بصحراء ليس فيها احد لا انسان ولا حيوان ولا نبات راحلته التي عليها طعامه وشرابه ظلت عنه حتى ايس من ان يجدها فجلس تحت شجرة جلس تحت ظل شجرة ينتظر الموت وصل الى هذه المرحلة من اليأس والاحباط فبينما هو كذلك غلبه النوم غلبه النوم فلما استيقظ اذا براحلته عنده وعليها طعامه وشرابه كيف تصف هذا الفرح فرح انسان رأى الحياة بعد الموت كانه رأى الموت امامه ثم بعد ذلك رأى الحياة يعني هل هناك فرحة في الحياة يعني هل هناك فرحة في الدنيا اشد من هذه الفرحة انسان رأى الموت امامه عيانا جلس تحت ظل شجرة ينتظر الموت ثم اذا بغلبه النوم فلما استيقظ اذا براحلته عنده عليها طعامه وشرابه كيف تصف هذا الفرح فرح شديد فرح انسان عاين الموت ثم كان له فجأة الحياة رأى الموت امامه ثم بعد ذلك رأى الحياة لله تعالى اشد فرحا توبة عبده من توبة هذا براحلته سبحان الله والله ان هذا لعجب ان يفرح الرب عز وجل الذي هو غني عن عباده الغنى المطلق لكنه سبحانه وتعالى يفرح هذا الفرح العظيم بتوبة عبده لانه سبحانه يحب الكرم ولانه سبحانه رحيم بعباده رحمن جل وعلا ولانه سبحانه جواد ولانه سبحانه ذو الفضل العظيم انظر الى عظيم رحمة الله تعالى بعباده وعظيم لطفه وعظيم احسانه وسعة رحمته وعظيم جوده كيف انه سبحانه يفرح بتوبة عبده هذا الفرح العظيم مع غناه عنه ومع حاجة العبد اليه فهذا يدل على على عظيم رحمته وعظيم عفوه وكرمه وجوده ولطفه واحسانه. جل وعلا. فالله سبحانه وتعالى يفرح بتوبة عبده هذا الفرح العظيم ويحب ذلك محبة يفرح بتوبة عبده هذا الفرح العظيم ويحب من عبده ان يتوب اليه هذه المحبة العظيمة لا لحاجته الى اعماله ولكن بمحبته سبحانه للعفو ومحبته للكرم ومحبته للمغفرة ومحبته للرحمة والجود واللطف بعباده فهو عفو كريم جواد يحب العفو جل وعلا وهذه المعاني عندما يستحضرها المسلم فانها تزيده فانها تزيده من محبة ربه سبحانه. هذا الرب الجواد. هذا الرب الكريم. هذا الرب العظيم هذا الرب الذي يحبه من عبده ان يتوب اليه هذه المحبة الشديدة اشد من من من هذا الذي فقد راحلته وعليه طعامه وشرابه وجلس تحت ظل شجرة ينتظر الموت ثم نام فاستيقظ فاذا براحلته عنده. فرح الرب وسبحان اشد فرحا من فرح هذا الرجل فهذا يزيد من محبة العبد لربه عز وجل من فوائد هذا الحديث اثبات صفة الفرح لله سبحانه على الوجه اللائق بالله عز وجل وانه فرح ليس كفرح المخلوقين وانما فرح على الوجه اللائق بالله سبحانه وقد اخطأ النووي رحمه الله في شرحه على مسلم لما قال قال العلماء فرح الله هو رضاه وهذا هو مذهب الاشاعرة ومن نحى نحوهم في تأويل الصفات ان الاشاعرة لا يثبتون من الصفات الا سبع صفات فالفرح يأولونه بالرضا وهذا قول باطل بل اهل السنة والجماعة يثبتون الفرح لله سبحانه على الوجه اللائق بالله عز وجل ليس كفرح المخلوقين وصفة الفرح كسائر الصفات الفرح من الله عز وجل مثل سائر الصفات كالرضا والغضب والرحمة والمحبة يجب اثباتها لله عز وجل على الوجه اللائق بالله سبحانه والفرح من المخلوق قد يكون مع العلم به كزائر زاره علم بان فلانا سيزوره فزاره فلان وهو يحبه ففرح بزيارته وقد يكون الفرح مع الجهل مع الجهل بالشيء ثم تحققه كفرح هذا العبد برؤية دابته وعليها طعامه وشرابه بعد ما يأس منها اما الفرح من الله عز وجل فليس كفرح المخلوقين وانما هو صفة من صفاته جل وعلا وهو العالم بكل شيء فلا يدخل فرحه شيء من النقص الذي يلحق بفرح المخلوقين الذين اول صفة الفرح اعتبروا ان فرح الله مثل فرح المخلوقين وهذا باطل وفرح الله ليس كفرح المخلوقين فرح الله تعالى كسائر صفاته كما ان سمع الله ليس كسمع المخلوقين وبصر الله ليس كبصر المخلوقين. وسائر صفات الله تعالى كسائر وسائر صفات الله عز وجل تثبت وعلى الوجه اللائق بالله سبحانه ليست كصفات المخلوقين الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فكما ان الجميع يثبت ان لله ذاتا ليست كذات المخلوقين. فكذلك لله صفات ليست كصفات المخلوقين وذكر ابن تيمية رحمه الله قاعدة عظيمة في هذا قال القول بالصفات كالقول في الذات هذه في التدميرية من القواعد التي ذكرها في الاسماء والصفات القول في الصفات كالقول في الذات فمن انكر صفة من صفات الله عز وجل وقال انها تشبه صفات المخلوقين نقول هل تثبت ان لله ذاتا؟ قال نعم طيب هل هي كذات المخلوقين؟ قال لعل وصف اللائق بالله سبحانه قل ايضا ولله صفات على الوصف اللائق بالله عز وجل والاشاعرة الذين يثبتون لله تعالى صفات وينكرون صفات اخرى القول في الصفات القول في بعض الصفات كالقول في بعض لماذا تثبتون لله تعالى سمعا وبصرا وتثبتون هذه الصفات السبع؟ وتنكرون غيرها ولا فرق بينها هذه الصفات السبع يقول اثبته على الوجه اللائق بالله. كذلك بقية الصفات تثبت على الوجه اللائق بالله عز وجل اهل السنة والجماعة يثبتون اسماء الله تعالى ويثبتون صفات الله عز وجل على الوجه اللائق بالله عز وجل فتفسير بعض الشراح للفرح بانه الرضا هذا تفسير غير صحيح. فالرضا يختلف عن الفرح الرضا صفة والفرح صفة اخرى ولذلك الصواب ان آآ بل الحق ان ان نثبت صفة الفرح لله عز وجل على الوجه اللائق به سبحانه كسائر صفاته وقوله قال اخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم انت عبدي وانا ربك اخطأ من شدة الفرح هذا يدل على ان ما يقوله الانسان على سبيل الخطأ لا يؤاخذ عليه حتى لو قال كلمة الكفر على سبيل الخطأ من غير قصد فلا يؤاخذ عليها والله تعالى يقول وليس عليكم جناح فيما اخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وقد يخطئ الانسان فيتكلم بكلمة كفرية لم يقصدها وانما جرت على لسانه من غير قصد كحال هذا الرجل الذي بدل ان يقول اللهم انت ربي وانا عبدك قال اللهم انت عبدي وانا ربك اخطأ من شدة الفرح والعبرة بما في القلب واللسان معبر عما في القلب ولذلك لو ان رجلا بدل ان يقول طارق قال طالق هل تطلق زوجته لا تطلق العبرة بما في قلبه وليس العبرة بما يتلفظ به وانما اعتبر اللفظ لان اللفظ معبر في الاصل عما في القلب فاذا اختلف ما في القلب مع ما في اللسان يقدم ما في القلب اذا اختلف ما في القلب عما نطق بلسانه يقدم ما في القلب ما في القلب هو الاساس وهو الاصل ولذلك اذا اخطأ الانسان وقال كلمة لم يقصدها لا يؤخذ عليها ولا يترتب على ذلك اي شيء فالانسان احيانا قد يخطئ لاي سبب قد يكون بسبب حالة الذهول او الاندهاش كما في حالة هذا الرجل او في حالة الغضب او لاي سبب من الاسباب قد يتلفظ بكلام لم يقصده فهذا لا يؤاخذ عليه شرعا والله تعالى غفور رحيم وهو اعلم بحال عباده وحالة ظعف عباده فما قد يجري على اللسان من غير قصد لا يؤاخذ عليه الانسان هذه ابرز الفوائد والاحكام المتعلقة بهذا الحديث العظيم. وقد رواه ايضا اخرجه البخاري في صحيحه نعم داموا سقوط الذنوب بالاستغفار والتوبة حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن محمد ابن قيس قاصي عمر ابن عمر ابن عبد العزيز عن ابي صرمة عن ابي ايوب انه قال حين حضرته الوفاة كنت كتمت كنت كتمت عنكم شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لولا انكم تذنبوا لخلق الله خلقا يذنبون يغفر لهم. حدثنا هارون ابن سعيد الايلي وحدثنا ابن وهب حدثني عياض وهو ابن عبد الله الفهري حدثني ابراهيم ابن عبيد ابن ابن رفاعة عن محمد ابن كعب القرضي عن ابي صرمة عن ابي ايوب الانصاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال لو انكم لم تكن لكم ذنوب يغفرها يغفرها الله لكم. لجاء الله بقوم لهم ذنوب يغفرها لهم حدثني محمد بن راف حدثنا عبد الرزاق اخبرنا معمر عن جعفر الجزري عن يزيد ابن الاصم. عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم نعم من حكمة الله عز وجل ان خلق خلق خلقا معصومين عن الذنوب لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون وهم الملائكة والملائكة خلق كثير لا يحصيهم الا الله تعالى ثم قال عليه الصلاة والسلام اطت السماء وحق لها ان تعظ ما من موظع اربع اصابع الا وعليه ملك واظع جبهته لله عز ساجدة او راكعا ولكن اقتضت حكمة الله سبحانه ان يخلق خلقا تقع منهم الذنوب حتى تظهر اثار اسمائه وصفاته فان من اسماء الله عز وجل انه الغفور الغفار التواب العفو فلو لم يكن هناك خلق يقع منهم الذنب ويستغفرون الله تعالى كيف يغفر الله تعالى الذنب الذنب انما يكون المغفرة انما تكون لمخلوق وقع منه معصية فيغفرها الله له وهكذا التوبة اسأل الله تعالى التواب فلو لم تقع معصية من من هذا المخلوق ثم يتوب فيتوب الله عليه وهكذا العفو وهكذا الحليم وسائر صفات الله عز وجل فلابد ان تظهر اثار اسماء الله سبحانه وايضا يعني صفة القهار المنتقم الجبار فكيف ينتقم الله تعالى الا من اناس يقعون في الذنوب والمعاصي فحتى تظهر اثار اسماء الله الحسنى وانه الاله جل وعلا فلابد ان ان يكون هناك يعني مخلوقون تقع منهم هذه الذنوب والمعاصي وهذا معنى الحديث ان الله تعالى بحكمته البالغة قدر ان يخلق خلقا تقع منهم الذنوب لكن فتح لهم باب التوبة والمغفرة ولهذا قال لولا انكم تذنبون لخلق الله خلقا يذنبون ويغفر لهم فهذا من حكمة الله ان الله تعالى اختار الانسان وجعله قابلا لان تقع منه المعصية ويقع منه الذنب وجعل جعله ميالا للهوى فاذا وقع في الذنب او المعصية واستغفر الله تعالى غفر الله تعالى له وقد ولما اراد الله تعالى ان يخلق ادم اخبر الملائكة واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك كيف عرفت الملائكة بان بني ادم سيحصل منهم افساد في الارظ وسفك للدماء قيل انه كان هناك خلق قبل بني ادم يشبهونهم ولذلك قال قال وتجعل فيهم يفسدوا فيها ويسفك الدماء. يعني خلق عندهم دماء فالملائكة خشية ان يكون بنو ادم مثلهم وقيل ان الله عز وجل اخبر الملائكة بما سيحصل منهم في الارظ ولهذا حتى ابليس كان يعرف يوم الدين يوم القيامة. انظرني الى يوم الدين من يعرفه في يوم القيامة ويوم الدين والله تعالى اعلم يعني هل كان هناك خلق قبلنا المهم ان الله عز وجل لما اخبر الملائكة بانه سيخلق هذا الخلق وسيجعلهم في الارظ يكون عندهم قابلية للوقوع في المعصية فليسوا معصومين ولهذا قالوا اتجعل فيهم يفسدوا فيها ويسفكوا الدماء قال اني اعلم ما لا تعلمون ولذلك تنزل الملائكة الى الارض في ليلة القدر وترى عبادة المؤمنين ويباهي الله تعالى بهم الملائكة قل انظروا الى عبادي الم اقل لكم اني اعلم ما تعلمون؟ انظروا الى عبادتهم انظروا الى صلاتهم انظروا الى دعائهم وهكذا ايضا يوم عرفة يباهي الله تعالى بالحجيج ملائكته. يقول انظر الى عبادي هؤلاء اتوني شعثا غبرا ضاحين فالله تعالى قدر ان البشر يكونون هكذا ولذلك لا يقول قائل لولا خطيئة ابينا ادم لكنا في الجنة الله تعالى قبل ان يخلق ادم قدر ان ادم سيعيش في الارض اصلا ويقال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة قدر الله تعالى ان بني ادم سيكون عيشهم على على هذا الكوكب على الارض فلا يقول قائل لو لم يأكل ادم وحوا من الشجرة لكنا اصناف الجنة. هذا الافتراظ غير صحيح لان الله قدر اصلا ان يخلق هذا الخلق في الارظ وهذا من حكمة الله عز وجل والله تعالى عرظ الامانة على الانسان وقبلها امانة التكاليف انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها عرض الله تعالى هذه الامانة من التكاليف على السماوات انها ان اطاعت اثيبت وان عصت عذبت عذابا تجد الما فابت عرضها على الارض فابت عرضها على الجبال فابت اشفقنا منها عرظها على الانسان فقبل انا عرظنا الامانة على السماوات والارظ والجبال فابين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا كيف كان هذا العرظ؟ واين ومتى؟ الله اعلم لكن نحن نؤمن بما ذكره ربنا سبحانه وان ما قاله الله تعالى حق قطعا وصدقا ما قاله ربنا حق قطعا كيف يكون هذا؟ الله تعالى اعلم والله تعالى اخذ جميع بني ادم الذر واشهدهم على انفسهم الست بربهم قالوا بلى شهدنا كلنا جميعا اشهدنا ربنا سبحانه وقال لست بربهم قالوا بلى شهدنا. ولذلك اي مولود يولد على فطرة فان قال قائل انا لا اتذكر لا اتذكر هذا الاشهاد طيب هل تتذكر لما كنت في بطن امك هل تتذكر وقت ولادتك هل تتذكر بعد ما كنت على الارض عمرك سنة او سنتين او ثلاث فاذا كنت لا تتذكر هذا كيف تنكر هذا الذي اخبر به ربنا سبحانه ومن اصدق من الله حديثا وكل ما اخبر به ربنا عز وجل او اخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم هو حق قطعا وصدقا فاذا المقصود من هذا الحديث ان الله عز وجل اختار خلقا وجعل عندهم قابلية للذنب والمعصية وان الله تعالى يريد ان تظهر اثار اسمائه الحسنى وصفاته العلا من فهو الغفور وهو التواب وهو العفو فهذه الاسماء لابد ان ان تظهر اثارها على على بعض خلقه. فاختار الله عز وجل هذا الخلق وحتى تظهر اثار اسمائه وصفاته تفرده بالالوهية والربوبية جل وعلا والله تعالى كما يحب كما يحب ان يحسن والله تعالى كما يحب ان يحسن للمحسن فانه يحب ان يتجاوز عن المسيء تدل لذلك بعض اسمائه كالغفار والغفور وغافر الذنب والحليم والتواب والعفو ولذلك جعل العباد جعل بني ادم ليسوا كالملائكة ليسوا كالملائكة معصومين بل خلق الانسان ميالا بطبعه للهوى وكلفه التوقي منه وعرفه بالتوبة وانه اذا وقع في المعصية يتوب فيتوب الله عز وجل عليه وهذا من حكمة الله عز وجل وجعل للانسان طريق الخير وطريق الشر انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا فاذا هذا هذا الحديث ليس فيه حث على الوقوع في الذنب او المعصية وانما اخبار بما سيقع من بني ادم وان الله عز وجل اختار لبني ادم ان يكونوا هكذا تقع منه الذنوب فيستغفرون ويغفر الله لهم وانه لو لم يحصل هذا لذهب الله تعالى بهم ولجاء بقوم يستغفرون يقع منهم الذنب فيستغفرون فيغفر الله لهم لان الله يريد خلقا هكذا يريد خلقا عندهم قابلية للطاعة وللمعصية فاذا وقعوا في المعصية استغفروا الله تعالى فغفر الله تعالى لهم فتظهر اثار اسمائه الحسنى وصفاته العلا جل وعلا فلابد اذا من ان يفهم هذا الحديث على الوجه الصحيح ليس معناه الحث على الوقوع في المعصية وانما هو اخبار. اخبار بان الله تعالى خلق بني ادم هكذا عند مقابله للطاعة وقابله للمعصية ويختار الانسان مع طريق الخير او طريق الشر وان وان الله تعالى يريدها الخلق ان يكونوا هكذا يريدوا ان يريدوا يعني من من ممن يعيش على الارض ان يكون هكذا ولو لم اه ولو كانوا كالملائكة لذهب الله تعالى بهم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر الله لهم وقول ابي ايوب ابو ايوب كتم هذا الحديث لكنه اخبر به عند وفاته قال حين حضرته الوفاة كنت كتمت عنكم شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وانما كتمه ابو ايوب خشية اتكال الناس على سعة رحمة الله تعالى وانهماكهم في المعاصي وانما حدث به عند موته لئلا يكون كاتما للعلم ولان هذا الحديث يدل على عظيم مغفرة الله عز وجل. وعظيم رحمته ونظير ذلك ايضا حديث معاذ لما قال عليه الصلاة والسلام يا معاذ اتدري ما حق الله على العباد وحق العباد على الله فقال ثم قال حق الله على العباد ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحق العباد على الله الا يعذب من لا يشرك به شيئا كتب معاذ هذا الحديث واخبر به عند موته تأثما وهذا يدل على انه يجوز كتم بعض العلم للمصلحة لان بعض العلم قد يكون احيانا بعض العامة لا يتحمل لا يتحمل بعض العلم ربما انه يفهمه فهما غير صحيح عندما يسمع الاحاديث التي في عظيم رحمة الله وعفوه يتكل ويقع يتجرف على الوقوع في المعاصي وربما يقصر في الواجبات اعتمادا على سعة رحمة الله عز وجل والله تعالى يقول اعلموا ان الله شديد العقاب وان الله غفور رحيم الله تعالى كما انه غفور رحيم فهو ايضا شديد العقاب هو غفور رحيم في حق من اقبل اليه تائبا منيبا وهو شديد العقاب في حق من عصاه وهذا اذا يدل على جواز كتم بعض العلم اذا كان في ذلك مصلحة راجعة نعم بابو فضل دوام الذكر والفكر في امور الاخرة والمراقبة وجواز ترك في بعض الاوقات والاشتغال بالدنيا حدثنا يحيى ابن يحيى وقطنوا وقطنوا ابن نصير واللفظ ليحيى اخبرنا جعفر بن سليمان عن سعيد بن ياسين الجريري. عن ابي عثمان النهدي عن حنظلة قتلوا سيدي قائل الاسيدي قال وكان من كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال لقيني ابو بكر فقال كيف انت يا حنظلة قال قلت نافق حنظلة قال سبحان الله ما تقول؟ قال قلت نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرنا بالنار والجنة حتى كأن رأي عين فاذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا الازواج والاولاد وان ضيعت نسينا كثيرا قال ابو بكر فوالله انا نلقى مثل ما مثل هذا. فانطلقت انا وابو بكر حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قلت نافق حنظلة حنظلة يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ذاك؟ قلت يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالجنة والنار حتى كأن رأي عين فاذا خرجنا من عندك عافسنا الازواج والاولاد والضيعات. نسينا كثيرا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي بيده ان لو تداومون على ما تكونون عليه على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة لصافحتكم الملائكة على فروشكم وفي طرقكم ولكن يا حنظلة ساعة وساعة ثلاث مرار حدثني اسحاق ثلاث مرار ولا ثلاث مرات ثلاثة ميراظ يا شيخ. مرار؟ اي نعم بعض النسخ ثلاث مرات وبعضها ثلاث مرات نعم احسن الله اليكم يا شيخ حدثني اسحاق المنصور اخبرنا عبد الصمد سمعت ابي يحدث عن يحدث حدثنا سعيد الجريري عن ابي عن ابي عثمان المهدي الحنظلة قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فوعظنا فذكر النار. قال ثم جئت الى البيت فضاحكت الصبيان ولاعبت المرأة قال فخرجت فلقيت ابا بكر فذكرت ذلك له فقال وانا قد فعلت مثل ما تذكر. فلقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله نافق حنظلة فقال مه؟ فحدثته بالحديث فقال ابو بكر وانا قد فعلت مثل ما فعل. فقال يا حنظلة ساعة وساعة لو كانت تكون قلوبكم كما تكون كما تكون عند الذكر. لصافحتكم الملائكة حتى تسلم عليكم في الطرق حدثني زهير ابن حرب حدثنا حدثنا الفضل ابن ذكين حدثنا سفيان ابن سعيد الجريري عن ابي عثمان النادي عن حنظلة التميمي الاسيدي الكاتب قال لكنا عند عند النبي صلى الله عليه وسلم فذكرنا الجنة والنار. فذكر نحو حديثهما. نعم هذه القصة وقعت لحنظلة غسيل الملائكة رظي الله عنه وذلك انه خرج ذات يوم فلقي ابا بكر الصديق فقال نافق حنظلة قال وما ذاك او قال سبحان الله ما تقول قال نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرنا بالنار والجنة حتى كأن رأي عين يعني حتى كأننا نرى الجنة والنار رأي العين فاذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا الازواج والاولاد والضيعات قوله عافسنا يعني عالجنا ومارسنا واشتغلنا وقوله والضيعات الضيعات جمع بيعة وهي معاش الرجل من مال او حرفة او صناعة او بعضهم ايضا يسمي المزرعة ظيعة كل هذا يدخل في معنى الضيعات فنسينا كثيرا فقال ابو بكر والله اننا نلقى مثل هذا فذهب حنظلة وابو بكر للنبي عليه الصلاة والسلام وذكر له ما كان يجدان فقال لو تكونوا كما تكون عندي لصافحتكم الملائكة في الطرقات ولكن ساعة وساعة وهذا الحديث فيه عدة فوائد الفائدة الاولى ان الانسان لا يكون على حالة واحدة من الايمان وانما الايمان تارة يزيد وتارة ينقص يزيد الايمان بالطاعة وينقص بالمعصية والنفس يكون لها شرة ويكون لها فتور ومعنى الشرة يعني النشاط كما قال عليه الصلاة والسلام ان لكل عمل شرة ولكل شرة فترة فمن كانت فترته الى سنته فقد هدي رجعه الترمذي بسند صحيح فاي عمل يكون له نشاط ويعقبه فتور لا يمكن ان يستمر الانسان على وتيرة واحدة طبيعة النفس تأبى هذا لكن المهم هو في مرحلة الفتور ينبغي ان يكون حذرا لان اكثر من ينتكس في هذه المرحلة مرحلة الفتور خطرة فينبغي الحذر ولهذا لما حضر حضرت احد الصحابة الوفاة بكى وقال تمنيت اني مت وانا بمرحلة الشرة ولست في مرحلة الفتور فهذه حالة النفس وطبيعة النفس فالانسان قد يكون في مجلس ذكر او مجلس وعظ او مثل هذه الحلق يتأثر او يكون مثلا يستمع خطبة الجمعة يتأثر وربما تبلغ درجة اليقين عنده كأنه يرى الجنة والنار. رأي العين لكنه اذا رجع الى بيته نسي وانشغل بالدنيا انشغل بالاهل والاولاد امور دنياه. فينسى فهذه طبيعة النفس البشرية ولهذا لما شكى حنظلة وابو بكر للنبي صلى الله عليه وسلم ذلك قال لو تكونن كما تكون عندي يعني على الحال التي تكونون فيها بحل خشوع التأثر وزيادة الايمان لصافحتكم الملائكة في الطرقات لو كنتم تستمرون على هذه الحال لصافحتكم الملائكة بالطرقات لكن هذا ينافي طبيعة الانسان وطبيعة النفس ولكن ساعة وساعة ساعة وساعة ساعة وساعة يعني ساعة يزيد الانسان فيها من الطاعات وساعة يكون في امور دنياه وينشغل بمصالحه ونحو ذلك يكون مع اهله واولاده وان هذا يعني انشغاله بمصالحه وامور دنياه لا ينافي اه ما كان عليه قبل من الخشوع والتأثر لان هذه هي طبيعة النفس البشرية واما ما يقوله بعض العامة ساعة لدينك ساعة دنياك فهذا غير صحيح اذا جعل ساعة لدينك وساعة دنياك. ما هو ضابط الساعة التي لدنياه؟ بعضهم يقول الساعة دينك وساعة دنياك. الساعة التي لدنياه يرتكب فيها المعاصي وهذا غير صحيح لكن المقصود ان الانسان لا لا يكون على وتيرة واحدة من الخشوع وحضور القلب والتأثر فتارة يكون متأثرا خاشعا وحاضر القلب لكن اذا ذهب الى بيته نسي او ذهب مع اصحابه نسي وغفل فهذه من طبيعة النفس البشرية وليس هذا نفاقا فالصحابة خشوا ان يكون هذا نفاقا فبين النبي صلى الله عليه وسلم ان هذا ليس نفاقا وان وان هذه طبيعة النفس البشرية ولكن ساعة وساعة وايضا هذا الحديث يدل على انه ينبغي ان يخاف المسلم النفاق على نفسه فان هذا هو شأن الصالحين وفي هذه القصة ابو بكر وحنظلة خشي على انفسهما النفاق واشتكيا للنبي صلى الله عليه وسلم ما يجدانه فبين لهما النبي صلى الله عليه وسلم ان هذا ليس من النفاق بشيء وان هذه طبيعة النفس ولهذا قال ساعة وساعة قال البخاري في صحيحه قال ابن ابي مليكة ادركت ثلاثين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه وذلك لان الذي يخاف النفاق على نفسه ويخشى الا يتقبل منه العمل يكون بعيدا عن العجب ويستقل عمله وهذا هو دأب الصالحين يعملون الاعمال العظيمة والاعمال الكثيرة ويستقلونها وكما ذكر الامام ابن القيم رحمه الله من علامة قبول العمل ان الانسان يستقله ولا يراه شيئا كثيرا ومن علامة عدم قبوله ان الانسان يعجب به ويستعظمه ويستكثره ولذلك ينبغي مهما عملت من اعمال صالحة ان تستقلها وان تخشى الا تتقبل منك ما يدريك ربما انها لم تقبل منك اصلا ولهذا يقول الله عز وجل والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون وجاء في تفسيره انهم الذين يعملون الاعمال الصالحة العظيمة ويخافون الا تتقبل منهم فالمسلم مهما عمل من الاعمال الصالحة ينبغي ان يكون وجلا خائفا مشفقا يخشى الا تتقبل منه. والا يكون معجبا بعمله فالعجب من محبطات العمل الخوف من الا يتقبل وان يكون الانسان خائفا وجلا مشفقا هذا من علامة قبول العمل فينبغي ان نقتدي بالصحابة رضي الله عنهم الذين هم اسوتنا وقدوتنا وهم خير القرون وافضل القرون يعملون الاعمال الصالحة العظيمة ومع ذلك يخافون على انفسهم يخافون النفاق على انفسهم يخشون على انفسهم يخشون الا يتقبل منهم العمل وهنا ابن ابي مليكة يقول ادركت ثلاثين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه نعم باب في سيئات رحمة الله تعالى وانها تغلب غضبه حدثنا قتيبة ابن سعيد حدثنا المغيرة يعني الحزام عن ابي زناد عن الاعرج عن ابي هريرة ان ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لما خلق الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش ان رحمتي تغلب غضبي حدثني زهير بن حرب حدثنا سفيان بن عيينة عن ابي الزناد عن الارج عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله عز وجل سبقت غضبي حدثنا علي بن خشرم اخبرنا عن الحارث بن عبدالرحمن عن عطاء ابن ميناء عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قضى الله الخلق كتب في كتابه على نفسه فهو موضوع عنده ان رحمتي تغلب غضبي. نعم. هذا الحديث يدل على عظيم رحمة الله عز وجل وعظيم لطفه واحسانه لعباده لما خلق الله تعالى الخلق كتب كتابا على نفسه فهم موظوع عنده ان رحمتي تغلب غضبي وقال الله سبقت رحمتي غضبي فالله سبحانه وتعالى رحمته سبقت غضبه وكتب على نفسه هذا الكتاب مع انه سبحانه لا يسأل عما يفعل وخالق كل شيء انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون لكنه جل وعلا يحب الاحسان لعباده والعفو والرحمة ولذلك كتب على نفسه كتابا فهو موضوع عنده ان رحمتي سبقت غضبي واهل السنة والجماعة يثبتون لله عز وجل صفة الرحمة والغضب على الوجه اللائق بالله سبحانه ليست كرحمة المخلوقين وليس كغضب المخلوقين كسائر صفاته والنووي رحمه الله في شرحه على مسلم قال ان غضب الله تعالى ورضاه يرجعان الى معنى الارادة فارادته الاثابة للمطيع وارادته العقاب للعاصي. يعني ان رحمة الله معناها ارادته والثواب المطيع وغضب الله يعني ارادته العقاب للعاصي وهذا تأويل لهذه الصفات هذا كلام باطل كلام غير صحيح وعلى السنة والجماعة يثبتون لله تعالى صفة الرحمة على الوجه اللائق بالله عز وجل ليست ليست كرحمة المخلوقين ويثبتون لله تعالى صفة الرضا ومن فضل الله تعالى صفة الغضب على الوجه اللائق بالله عز وجل واما تأويل هذه الصفات بان الرحمة هي ارادة الاثابة للمطيع هذا كلام باطل. هذا هذه عقيدة الاشاعرة ولكن هذا كلام غير صحيح انما اهل السنة يثبتون لله تعالى صفاته على الوجه اللائق بالله عز وجل لكن المؤلف النووي رحمه الله نشأ في بيئة كان مذهب الاشاعرة هو السائد والا هو صاحب سنة واثر ومحب للحق لكن نشأ يعتقد ان هذا هو الحق الانسان يتأثر ببيئته والنشأة التي نشأ عليها ومثله ايضا ابن حجر وان كان ابن حجر اخف منه لكن يعني مثل النووي وابن حجر ومن كان على عن طريقتهما آآ عندهم اشعرية وبسبب البيئة التي عاشوا فيها وكان مذهب الاشاعرة هو السائد فلذلك يعتذر عن هؤلاء الائمة الاعلام يعتذر عنهم لانهم لم يتعمدوا ذلك وانما يعتقدون ان هذا هو الحق وقد قيد الله تعالى قيد الله تعالى لهذه الامة الامام الامامين ابن تيمية وابن القيم رحمهم الله تعالى. فابان عن منهج السلف وطريقة السلف وعقيدة السلف ونافح وكافح وفجزاهم الله تعالى عن امة الاسلام خير الجزاء ومع انهما نشأ في في وقت كان المذهب السائد هو مذهب الفرق المنحرفة وكان الصراع شديدا لكن الله عز وجل قيد هذين الامامين فنافح عن عقيدة السلف ومنهج السلف ونحن ولله الحمد في هذه البلاد نعيش في صفاء من العقيدة ننعم باثار دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى الذي جرى على طريقة ابن تيمية وابن القيم والذين جروا على طريقة في السلف الصالح من الصحابة والتابعين وتابعيه فنحن ولله الحمد هذه النعمة من اعظم واجل النعم نعمة صفاء العقيدة وانك على عقيدة الصحابة والتابعين وعقيدة السلف الصالح فانظر كيف ان هؤلاء الائمة يعني مثل الامام النووي امام عظيم من اكبر الائمة الاعلام ومع ذلك يعني يؤول هذه الصفات فيعني ينبغي للمسلم ان ان يحمد الله عز وجل على ان الله تعالى هداه ووفقه للحق وللعقيدة الصحيحة. ولكن هؤلاء الائمة يعتذر عنهم بانهم نشأوا في بيئة كما ذكرنا كان هذا هو السائد في بيئتهم ولم يتعمدوا الوقوع في الخطأ. بل ان معظم الشراح لمسلم هم على هذه الطريقة. معظم الشراح لمسلم فهم على على يعني على طريقة النووي وآآ لكن كما ذكرنا هؤلاء لم يتعمدوا لم يتعمدوا ذلك وانما تأثروا بالبيئة التي عاشوا فيها. وعلى هذا نقول ان صفة الرحمة صفة حقيقية تثبت لله عز وجل ليست كرحمة المخلوقين وانها على اه الوصف اللائق عز وجل وهكذا صفة الرضا وصفة الغضب وصفة الفرح وسائر صفات الله سبحانه نثبتها آآ على الوجه اللائق الله عز وجل ليست كصفات المخلوقين فان الله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. الله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد كيف نجمع بين كون عمر يخشى كونه منافقا والحديث القدسي انا عند ظن عبدي بي وليس عمر يعني عامة الصحابة مثل ما ذكر ابن ابي مليكة ادركت ثلاثين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخافوا النفاق على نفسه ليس بينها تعارض وبين ما يطلب من المسلم من حسن الظن بالله عز وجل فهم يحسنون الظن بالله سبحانه وبسعة رحمته ومغفرته لكنه من شدة محاسبة لانفسهم يخشون الا تتقبل اعمالهم فيكونون بهذا بعيدين عن العجب وهذا هو المطلوب من المسلم ان يكون بعيدا عن العجب انه يعمل الاعمال الصالحة العظيمة لكن يخشى الا تتقبل منه. ويخاف النفاق على نفسه وليس هذا فيه اساءة ظن بالله عز وجل بل هو على بل هو محسن الظن بالله سبحانه وان الله تعالى رحمته سبقت غضبه وانه عز وجل غفور رحيم وانه كريم لكن يخشى على نفسه من شدة محاسبته لنفسه يخشى على نفسه الا تتقبل اعماله فيكون بين الخوف والرجاء وهذا هو المطلوب من المسلم ان يكون بين الخوف والرجاء. لا يغلب جانب الخوف حتى لا يقع في القنوط من رحمة الله. ولا ولا يغلب جانب حتى لا يقع في الامن من مكر الله وانما يكون بين الخوف والرجاء الا عند الموت. يعني عند الاحتضار فيغلب جانب الرجاء. لقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يموتن احدكم الا وهو يحسن الظن بالله ما حكم من صلى الظهر خلف من يصلي العصر لا بأس بذلك على القول الراجح اختلاف النية بين الامام والمأموم لا يضر انما اه الممنوع هو اختلاف الافعال ولهذا قال عليه الصلاة والسلام انما جعل الامام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه. ثم فسر عليه الصلاة والسلام مراده بالاختلاف وذكر افعالا فاذا ركع فاركعوا ولا تركعوا حتى يركعوا واذا سجد فاسجدوا ولا تسجدوا حتى يسجد اما اختلاف النية لا يظر ولهذا كان معاذ رضي الله عنه يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء فريضة ثم يرجع ويصليها بقومه نافلة يكون اماما لهم وهي في حقه نافلة وفي حقهم فريضة اختلفت النية بين الامام والمأموم الامام الذي هو معاذ يصلي صلاة العشاء نافلة والمأمومون خلفه يصلونها فريضة ومع ذلك اقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك وهذا يدل على ان اختلاف النية لا يظر. فلا بأس ان يتم المفترض بالمتنفل او العكس ولا بأس ايضا ان اه يأتم من يصلي العصر خلف من يصلي الظهر او العكس كل هذا لا بأس به على القول الراجح اذا توظأ الشخص واثناء الوضوء انقطع الماء وبعد عشر دقائق رجع الماء هل يكمل وظوءه ام يعيد؟ هذه المسألة ترجع حكم الموالاة في الوضوء فهل الموالاة في الوضوء واجبة او لا تجب هذه محل خلاف والعلماء فيها ثلاثة اقوال القول الاول انها واجبة ولا يصح الوضوء الا بها والقول الثاني انها مستحبة وليست واجبة والقول الثالث انها واجبة الا لعذر وهذا هو المذهب المالكية واختيار ابن تيمية وجمع محققين من اهل العلم وهو القول الراجح فاذا انقطع الماء ولم يتيسر له ماء يتوضأ به ثم عاد الماء بعد ذلك فعلى القول الراجح انه يكمل وضوءه لكن اذا كان الماء متيسرا وقريبا فالاحوط ان يأخذ بقول الجمهور وان يعيد الوضوء من جديد اما لو كان الماء غير متيسر او قليل فالقول الراجح آآ انه يكمل وضوءه لان الموالاة الا تجب مع العذر كيف يجمع المسلم بين فضل مخالطة الناس والصبر على اذاهم واعتزال الفتن حفاظا على دينه اه الافضل هو مخالطة الناس والصبر على اذاهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم الذي يخالط الناس ويصبر على اذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على اذاهم ولان هذا هو منهج الانبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام وهم اكمل البشر فقد كانوا يخالطون اقوامهم ويدعونهم الى الله ويأمرونهم بالمعروف وينهون عن المنكر ويصبرون على اذاهم فمن السهل ان الانسان ينسحب ويعتزل. هذا سهل لكن الشأن انه يخالط الناس ويصبر على اذاهم ويدعو الى الله تعالى ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر الا عند حصول الفتن التي تكون يعني في اخر الزمان والتي يخشى الانسان معها على دينه هنا تكون العزلة افضل هذي في حالات خاصة كما قال عليه الصلاة والسلام يوشك ان يكون خير من المسلم غنم يتبع بها امياء شعف من المنابت منابت الشجر فهذا انما يكون عند حصول الفتن عند وقوع الفتن العظيمة التي يخشى الانسان معها على دينه. اما في الاحوال المعتادة فالمخالطة افضل اه لا يخفى اهمية الخشوع في الصلاة فهل المقصود حضور القلب؟ ام ان الخشوع وحضور القلب يختلفان المقصود بالخشوع حضور القلب ان يصلي المسلم صلاة يكون حاضر القلب فيها يعقل ما يقول فيعقل معنى الفاتحة يستحضر انه اذا قال الحمد لله رب العالمين ان الله تعالى يجيب ويقول حمدني عبدي. اذا قال الرحمن الرحيم قال الله اثنى علي عبدي اذا قال مالك يوم الدين قال اللهم مجدني عبدي يستحضر معنى الركوع وانه تعظيم لله عز وجل يستحضر معنى السجود فيعقل ما يقول هذا هذا هو المقصود بالخشوع في الصلاة والخشوع في الصلاة مستحب وليس واجبا فلو انه صلى صلاة لم يخشع فيها فالصلاة صحيحة ومبرئة للذمة لانها صلاته مكتملة الاركان والشروط والواجبات لكن ليس له من اجل صلاته الا بمقدار ما عقل منها فان عقل العشر اثيب العشر من عقل الربع اثيب الربع انعقل الثلث ثيب الثلث نعم مع قال النص اثيب النص ان عقلها كلها اثيب عليها ثوابا عظيما ان عقلها كلها اثيب عليها الثواب العظيم. حتى قال بعض اهل العلم ان الصلاة التي يخشع فيها المسلم الخشوع الكامل تكفر الكبائر واستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم ارأيتم لو ان نهرا بباب احدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا لا يا رسول الله قال فكذلك الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا مظاهر هذا تكفير جميع الذنوب لكن هذا في حق من خشع الخشوع الكامل الخشوع في الصلاة هو روح الصلاة وهو لبها وهو المقصود الاعظم منها فينبغي ان يجاهد المسلم نفسه على تحقيق الخشوع في الصلاة. هل يجوز تحفيظ القرآن قبول الهدية من الطلاب اذا كان هذا المعلم في مدرسة حكومية فلا يجوز للمعلم سواء كان معلم التحفيظ ام غيره ان يقبل هدية من الطالب لان الطالب انما يهدي له لكونه معلما له والنبي صلى الله عليه وسلم يقول افلا جلس في بيت ابيه وامه فينظر ايهدى اليه شيء ام لا؟ لو لم يكن معلما له لما اهدى اليه الطالب هذه الهدية ما دام انه معلم له او يمكن ان يعلمه فلا يقبل هديته لكن اذا تخرج فلا بأس ان يهدي لمعلمه اما اذا كان في آآ حلقة تحفيظ القرآن الكريم المسائية اه التي تكون تطوعية وغير حكومية هذه هي الامر فيها واسع لا يترتب عليه شهادة ولا وظيفة ولا اي شيء انما مجرد تعلم فلو اهدى لمعلمه شيئا فالامر في هذا واسع ولا يشدد في ذلك لا بهذا بل ان هذا مما يزيد المحبة والمودة وايضا يشجع هذا المعلم على اه ان ان يستمر في اه التعليم وفي الاداء الجيد فاذا كان ذلك في آآ تحفيظ القرآن الكريم الذي يكون على سبيل التطوع ولا يترتب عليه شهادة ولا وظيفة فالامر في ذلك فيه سعة من حكم الشرع في تمويل شركة امكان الراجحي بمعدن البلاديوم لا بأس بذلك لان هذا التمويل منضبط بالضوابط الشرعية وآآ ايضا تحت رقابة الهيئة الشرعية وهو بيع وشراء والله تعالى يقول واحل الله البيع هو هو تمويل بطريق التورق وبيع وشراء والاصل في هذا الباب هو الحل والاباحة. المهم ان تتحقق الظوابط الشرعية من التملك والقبض والتعيين ونحو ذلك. وان يكون لهذه الجهة التي تقوم بالتمويل هيئة شرعية هيئة شرعية ورقابة الشرعية تراقب تطبيق قرارات الهيئة الشرعية. وهذا متحقق في هذه الشركة التي سأل عنها الاخ السائل الكريم. حكم التي تعتمد على الرهان المعنوي نقاط واموال وهمية ولا يكون فيها اي دفع ولا يكون فيها دفع لمال حقيقي اذا لم يكن فيها دفع لمال حقيقي فمعنى ذلك انها تبقى لعبة وان ذكر ان فيها آآ نقاط او اموال وهمية هي ليست اموال حقيقة ما دام انه لا يبذل فيها اموال ولا عوظ وانما مجرد لعب وتسلية الاصل في هذا الجواز ما لم توقع في محرم او تلهي عن واجب فاذا كانت لا تلهي عن الواجبات لا تصد مثلا عن الصلاة ولا توقع محرم الاصل في هذه الالعاب الحل والاباحة ما دام انها قد خلت من دفع مال اذا اردت المرور امام رجل يصلي ولم يكن له سترة كم المسافة التي اتركها بين رأسه وهو ساجد بعض العلماء حدد ذلك بثلاثة اذرع ولكن هذا لا دليل عليه والقول الراجح اه ان المرور يكون من بعد موضع سجوده فهذا المصلي له الحق الى موضع السجود اما ما بعد موضع السجود فليس له حق في ذلك. فالمرور ما بعد موضع السجود لا بأس به والمرور الممنوع هو ما بين موضع السجود والمصلي واذا كان الانسان يصلي واراد احد ان يمر بين يديه فالسنة ان يدفعه ويمكن ايضا ان يتقدم المصلي ويجعل المار يمر خلفه وهذا المعنى يخفى على كثير من الناس تجد بعض الناس يصلي خاصة في المسائل التي يكثر فيها الناس ويزدحم فيها الناس فيأتي ان بعض الناس يريد ان يمر فيجد هذا يصلي. فاذا اراد ان يمر منعه فنقول آآ ينبغي لهذا المصلي ان يتقدم ويجعل الناس تمر خلفه ولا يحجز الناس ويؤذيهم ويلحق الظرر بها. لان بعض الناس يأتي متأخرا خاصة في صلاة الجمعة ثم يصلي ويمنع الناس من المرور فيلحق الحرج والحل لمثل هذا انه يتقدم ويجعل الناس تصلي في الحال انه يتقدم ويجعل الناس تمر خلفه والسنة للمصلي عموما اذا كان منفردا او اماما ان يتخذ سترة اتخاذ السترة سنة واما المأموم فسترة الامام سترة لمن خلفه. ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين