تأملوا ايها الاخوة هذا الحديث العظيم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. يعني اذا رأيت من نفسك الحرص على التفقه وفي دين الله عز وجل فهذه امارة ان شاء الله على انه اريد بك الخير الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته الى يوم الدين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا ونسألك اللهم علما نافعا ينفعنا ربنا اتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من امرنا رشدا هذا هو الدرس السبعون في شرح صحيح مسلم في هذا اليوم الثلاثاء الثالث من شهر جمادى الاخرة من عام الف واربعمائة واربعة واربعين للهجرة كنا قد وصلنا الى باب انشقاق القمر من صحيح مسلم فنستمع اولا للحديث نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين قال المصنف رحمه الله تعالى باب انشقاق القمر قال حدثنا عمرو الناقد وزهير بن حرب قال حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن ابي نجيح عن مجاهد عن ابي معمر عن عبد الله رضي الله عنه قال انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بشقتين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اشهدوا قال حدثنا ابو بكر بن ابي شيبة وابو كريب واسحاق ابن ابراهيم جميعا عن ابي معاوية ما قال وحدثنا عمر بن حفص بن غياث قال حدثنا بكلاهما عن الاعمش قال وحدثنا من جاب ابن الحارث التميمي واللفظ له. قال اخبرنا ابن مسهر عن الاعمش عن ابراهيم عن ابي معمر عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى اذا انفلق القمر في القاتين فكانت فلقة وراء الجبل وفلقة دونه فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم اشهدوا قال حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري قال حدثنا قال حدثنا شعبة عن الاعمش عن ابراهيم عن ابي معمر عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقتين فستر الجبل في وكانت فلقة فوق الجبل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اشهد قال حدثنا عبيد الله بن معاذ قال حدثنا ابي قال حدثنا شعبة عن الاعمش عن مجاهد عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك قال وحدثنيه بشر ابن خالد قال اخبرنا محمد بن جعفر وحدثنا محمد بن بشار قال حدثنا ابن ابي عدي كلاهما عن شعبة باسناد ابن معاذ عن شعبة نحو حديثه. غير ان في حديث ابن ابي عدي فقال اشهدوا اشهدوا قال حدثني زهير بن حرب وعبد بن حميد قال حدثنا يونس بن محمد قال حدثنا شيبان قال حدثنا قتادة عن انس رضي الله عنه ان اهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليري اية فاراهم انشقاق القمر مرتين قال وحدثني محمد بن رافع قال حدثنا عبد الرزاق قال اخبرنا معمر عن قتادة عن انس رضي الله عنه بمعنى حديث شيبان قال وحدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا محمد بن جعفر وابو داوود ها قال وحدثنا ابن بشار قال حدثنا يحيى بن سعيد ومحمد بن جعفر وابو داود كلهم عن شعبة عن قتادة عن انس رضي الله عنه قال انشق القمر فرقتين. وفي حديث ابي داود انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حدثنا موسى ابن قريش التميمي قال حدثنا اسحاق بن بكر بن مضر قال حدثني ابي قال حدثنا جعفر بن ربيعة عن عراك بن مالك عن عبيد الله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ان القمر انشق على زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم هذه الحادثة حادثة انشقاق القمر ذكرها ربنا سبحانه في قوله اقتربت الساعة وانشق القمر وهو انشقاق حقيقي انشق القمر فلقتين فكانت فرقة وراء الجبل وفلقة دونه وهذه الاحاديث كما ترون التي ذكرها الامام مسلم رواه عبدالله بن مسعود وعبدالله بن مسعود ممن اسلم قديما يعني من السابقين الاوائل الاسلام لكن ايضا ساقها الامام مسلم من حديث انس ومعلوم ان انس ولد قبل الهجرة بخمس سنين ولم يشهد حادثة انشقاق القمر وكذلك ايضا اورد الامام مسلم هذا الحديث اخر حديث عن ابن عباس وابن عباس لم يكن مولودا وقت انشقاق القمر فعلى هذا تكون هذه الاحاديث التي رواها انس وابن عباس تكون من قسم ماذا ها المرسل يكون من قسم المرسل لكن مراسيل الصحابة صحيحة لان الصحابة كلهم عدول اما مراسيل غير الصحابة ضعيفة الاصل فيها الضعف لكن مراسيل الصحابة صحيحة فابن عباس اكثر الاحاديث التي رواها عن النبي صلى الله عليه وسلم بواسطة صحابة اخرين لان النبي صلى الله عليه وسلم لما مات كان عمر ابن عباس ثلاث عشرة سنة كان صغيرا وابو العباس روى احاديث كثيرة فاكثر الاحاديث التي رواها عن صحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا يسميه العلماء مرسل الصحابي فمرسل الصحابي حجة لان الصحابة كلهم عدول بتعديل الله لهم فلا يظر ان يروي صحابي عن صحابي عن النبي صلى الله عليه وسلم بخلاف المراسيل غير الصحابة الاصل انها ضعيفة لكن مراسيل الصحابة الصحيحة ولهذا هذه الحادثة لاحظ ان الامام مسلم رواها اولا عن ابن مسعود ثم رواها عن انس ثم عن ابن عباس وهذا يجري على طريقة الامام مسلم فانه يبتدئ اولا بالاحاديث الصحيحة ثم الاقل منها صحة ثم الاقل منها صحة لكن كما ذكرت ان حديث انس وابن عباس يعتبر من مراسيل الصحابة وهي حجة وهذه الحادثة حادثة انشقاق القمر هذه من معجزات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. اية عظيمة من ايات الله الكونية ان هذا القمر هذا الجرم السماوي ينشق فلقتين فلقة من وراء الجبل فلقة خلفه ويراها الناس وهذه اية اية عظيمة من ايات الله تعالى فهي من ايات النبي صلى الله عليه وسلم قد رواها عدد من الصحابة وانكر ذلك بعض المبتدعة وآآ قالوا انها هذه جرم سماوي يجري وفق سنن الله تعالى فكيف ينشق وهذا اعتراض بالعقل على النص. الله على كل شيء قدير فكيف يعترظ الانسان بعقله ما دام ان الحديث صحيح حديث رواه البخاري ومسلم فلا وجه لهذا الاعتراظ الله تعالى اذا اراد شيء فانما يقول له كن فيكون وقال هؤلاء انه لو وقع هذا ان القمر انشق فلقتين لنقل متواترا واشترك اهل الارض كلهم في معرفته ولم يختص به اهل مكة ذكر هذا الاعتراض النووي قال واجاب العلما بان الانشقاق حصل في الليل ومعظم الناس نيام غافلون والابواب مغلقة وهم متغطون بثيابهم فقل من يتفكر في السماء ومما هو مشاهد معتاد ان كسوف القمر وغيره من العجائب مما يحدث في السماء يقع في الليل ولا يتحدث به الا الاحاد من الناس فخاصة في الازمنة السابقة كان الناس من بعد صلاة العشا ينامون وقع هذا في الليل ولم يتنبه له كثير من الناس ثم ايضا لا يشترط النقل المتواتر كثير من احاديث النبي عليه الصلاة والسلام احاد نسبة المتواتر الاحاد نسبة قليلة اكثر الاحاديث اكثر الاحاديث السنة من قبيل الاحاد وحديث الاحاديث جاء بسند صحيح فهو حجة باجماع العلماء فهو حجة فاذا لا وجه لهذه الاعتراضات على انشقاق القمر هذا انما اعترض بها بعض المبتدعة وبعض الملاحدة والا اهل السنة على اثبات هذه الاية العظيمة وكان هذا الانشقاق للقمر اية لما سألت قريش النبي صلى الله عليه وسلم ان يأتيهم باية كونية فحصل هذا الانشقاق فلم يزدهم الا كفورا وعتوا واستكبارا كما قال الله سبحانه وان يروا كل اية لا يؤمنوا بها واير كل اية لا يؤمن بها لان المانع لهم هو الاستكبار والجحود فهم يعرفون الحق لكنهم يجحدونه ويستكبرون عنه فكانت هذه الاية العظيمة وقعت في مكة قبل الهجرة بخمس سنين تقريبا وانفلق القمر فلقتين فلقة وراء الجبل وفلقة دونه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن معه من الصحابة اشهدوا وفي رواية قال اللهم اشهد وجاء في رواية انس جاء في حديث انس ان اهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يريهم اية فاراهم انشقاق القمر مرتين فهل معنى هذا ان القمر انشق مرتين وهذه الرواية رواها مسلم واجاب عن هذا العلماء قال الحافظ ابن كثير رحمه الله هذه الرواية ان القمر انشق مرتين غلط من بعظ الرواة وانما الصواب ان القمر انشق فلقتين او فرقتين فلقتين او فرقتين وليس مرتين فقوله هنا مرتين هذا وهم من بعظ الرواة والا القمر لم ينشق الا مرة واحدة حدث مرة واحدة ولم يتكرر على هذا تكون هذه هذا اللفظ وهما من بعض الرواة وصوابه انشق فرقتين او فلقتين وآآ بعض من كتب في الاعجاز العلمي ذكر ان اثار هذا الانشقاق لا تزال بادية الى الان لما صور القمر من مكبرات الحديثة يقولون ان اثار هذا الانشقاق لا تزال موجودة وباقية ويعني من يرجع كلام من كتبه في الاعجاز العلمي يجد شيئا كثيرا من هذا وبكل حال سواء صح ذلك او لم يصح يكفينا صحة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وايضا تفسير بعض العلماء لقول الله تعالى وانشق القمر على ان المقصود به هذا الانشقاق وان كان بعض المفسرين يرى ان انشقاق القمر المقصود به عند قيام الساعة لكن احد اقوال المفسرين ان ان قول الله تعالى وانشق القمر المقصود بهذا الانشقاق الذي وقع في مكة وكون هذه الاية الكونية العظيمة تقع ويراها المشركون ولا يؤمنوا هذا دليل على تمكن الجحود والاستكبار لدى نفوس هؤلاء وانهم يعرفون الحق ولكن منعهم من ذلك الجحود والاستكبار ولذلك مهما اتاهم النبي صلى الله عليه وسلم بالايات فلن يؤمنوا وكما مر معنا في الدرس السابق ان ابا جهل رأى الملائكة ورأى هولا ونارا وخندقا من نار تحجب عن النبي عليه الصلاة والسلام ومع ذلك لم يؤمن لان هؤلاء الذين منعه من الايمان ليس الجهل ليس لانهم يجهلون انه رسول الله هم يعرفون انه رسول الله ويعرفون ان ما جاء به حق وان الله ارسله لكن منعه من ذلك الجحود والاستكبار وهذا هو الذي منع كفار الامم السابقة يعرفون ان الله هو الخالق الرازق المدبر ويعرفون ان هذا النبي الذي بعث فيهم انه صادق لكن منعه من ذلك الجحود والاستكبار هم يقولون كيف نتبع هذا؟ رجل واحد منا نتبعه االقي عليه الذكر من بينك لماذا يلقى عليه الذكر من بينه؟ لماذا يكون نبيا من بيننا فيحتقرونه وما نرى معك الا الذين هم اراذلنا يحتقرون ايضا اتباعه ما نرى معك الا الذين هم اراظون بهذه الرأي فيحملهم الكبر والجحود على عدم قبول الحق وعلى رده والا الله تعالى اتى يعني ارسل الايات الكونية العظيمة كل نبي اعطاه الله تعالى ايات وهنا نبينا عليه الصلاة والسلام اعطاه الله هذه الاية العظيمة. انشق القمر فلقتين وهم يرونه عيانا ومع ذلك لم يزدهم هذا الا تكذيبا وجحودا واستكبارا نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى باب لا احد اصبر على اذى من الله عز وجل قال حدثنا ابو بكر بن ابي شيبة قال حدثنا ابو معاوية وابو اسامة عن الاعمش عن سعيد بن جبير عن ابي عبد الرحمن السلمي عن ابي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا احد اصبر على اذى يسمعه من الله عز وجل انه يشرك به ويجعل له الولد ثم هو يعافيهم ويرزقهم قال حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير وابو سعيد الاشج قال حدثنا وكيع قال حدثنا الاعمش قال حدثنا سعيد بن جبير عن ابي عبد الرحمن السلمي عن ابي موسى رضي الله عنه عن النبي الله عليه وسلم بمثله الا قوله ويجعل له الولد فانه لم يذكره قال وحدثني عبيد الله بن سعيد قال حدثنا اسامة عن الاعمش قال حدثنا سعيد بن جبير عن ابي عبد الرحمن السلمي قال قال عبد الله بن قيس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما احد اصبر على من يسمعه من الله تعالى انهم يجعلون له ندا ويجعلون له ولدا وهو مع ذلك يرزقهم ويعافيهم ويعطيهم نعم في هذا الحديث يقول عليه الصلاة والسلام لا احد اصبر على اذى يسمعه من الله انه يشرك به ويجعل له الولد ثم هو يعافيهم ويرزقهم فالله سبحانه وتعالى يصبر على الاذى الذي يسمعه من بعض عباده مع انه لو اراد اهلكهم وعذبهم انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون بل لو اراد الله عز وجل لاذهب هذا الكون كله السماوات والارض وكل هذا الكون بكلمة كن وانشأ كونا اخر بكلمة كن سبحانه وتعالى وهو على كل شيء قدير انه جل وعلا طلاقة القدرة على كل شيء قدير لكنه سبحانه وتعالى حكيم عليم احكام الحاكمين وهو حليم جل وعلا وايضا كما جاء في هذا الحديث ان الله تعالى انه صبور جل وعلا. لا احد اصبر من الله سبحانه وصفة الصبور قريبة من صفة الحلم صفة الصبر قريبة من صفة الحلم الا ان الفرق ان المذنب لا يأمن من العقوبة في صفة الصبور كما يأمنها في صفة الحلم من فوايد هذا الحديث اولا اثبات صفة الصبر لله عز وجل على الوجه اللائق بالله سبحانه فيوصف الله تعالى بالصبر ولكن صبر الله ليس كصبر المخلوقين فان صبر المخلوق يعني حبس النفس عن الجزع اما صبر الله تعالى فهو صبر على الوجه اللائق بالله سبحانه ليس كصبر المخلوق يظهر اثره في تأخير اخذ المؤاخذة عن من استحقها وبعض الشراح ومنهم النووي قال ان معنى لا احد اصبر على الله يعني ان الله واسع الحلم فسر الصبر بالحلم وهذا غير صحيح بل الصبر يختلف عن الحلم وما المانع من ان نصف الله تعالى بالصبر ان نثبت لله صفة الصبر لكن بعض الشراح وكثير منهم من الاشاعرة يقولون لو اثبتنا هذه الصفات لله لكان في هذا مشابه للمخلوقين. وهذا غير صحيح السنا نثبت ان ان الله تعالى له سمع ليس كسمع المخلوقين له بصر وليس كبصر المخلوقين له ذات ليس كذات المخلوقين هذا ايضا كذلك هذه الصفات ولذلك القول في بعض الصفات كالقول في بعض والقول والصفات كالقول في الذات والاشاعرة مثلا يثبتون لله سبع صفات ما الفرق بين هذه الصفات السبع وبين غيرها من الصفات جميع الفرق تثبت ان لله ذاتا اي بالقول في الصفات القول في الذات اذا قلتم ان لله ذاتا ليست كذات المخلوقين فنقول لله صفات ليست كصفات المخلوقين فاذا الصواب عند اهل السنة اثبات صفة الصبر لله عز وجل فيوصف الله تعالى بالصبر وبانه صابر لكن هل من اسماء الله تعالى الصبور الجواب ليس من اسماء الله الصبور ولا الصابر وذلك لان اسماء الله توقيفية ولم يرد دليل من كتاب الله ولا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يدل على ان من اسماء الله الصابر او الصبور والحديث الوارد في الترمذي حديث ضعيف وعلى هذا نقول انه لا يصح ان يسمى الله بانه الصبور او الصابر لكن يوصف الله تعالى بالصبر ويوصف بانه صابر وباب الاخبار اوسع من باب الانشاء وعلى هذا هل يصح ان يقال عبد الصبور او عبد الصابر لا يصح فينبغي عدم التسمية بعبد الصبور او عبد الصابر لان الصبور والصابر ليس من اسماء الله عز وجل وهذا اختيار شيخنا عبد العزيز بن باز والشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى وهو ايها المختار عند كثير من المحققين ان الصبور الصابر انهما ليسا من اسماء الله عز وجل. وان كان الله تعالى يوصف بذلك ولكن كما ذكرنا من باب الاخبار اوسع من باب الانشاء ايضا من فوائد هذا الحديث ان الصبر على تحمل الاذى انه محمود وان ترك الانتقام ممدوح ولهذا كان جزاء الصبر غير محصور فينبغي للانسان عندما يأتيه اذى من اناس ان يصبر والا يجزع والا يبادر بالانتقام وانما يصبر ويتحمل الله سبحانه الله عز وجل صبور يسمع من يشرك به ومن يجعله الولد ومن يصفه بالصفات الباطلة ومع ذلك يعافيهم ويرزقهم فلا احد اصبر على اذى يسمعه من الله عز وجل وهذا يدل على فضل الصبر وفظل التحمل وترك الانتقام فالانسان في حياته وفي معاملته مع الاخرين قد يجد اذى من بعض الناس قد يجد من بعظ السفهاء يجد من بعض الحاسدين يجد من بعض الناس اذى والمطلوب ان يصبر وان يتقي الله سبحانه كما قال عز وجل لتبلغن في اموالكم وانفسكم ولتسمعن من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين اشركوا اذى كثيرا وان تصبروا وتتقوا فان ذلك من عزم الامور فارشد الله تعالى الى الصبر والتقوى هذا هو المطلوب عندما يجد الانسان الاذى ان يصبر وان يتقي الله عز وجل وستكون العاقبة له ايضا من فوائد هذا الحديث دل هذا الحديث على عظيم فضل الله عز وجل وكرمه وصفحه وفي تأخير المعاجلة بالعذاب وادرار الرزق على هؤلاء الذين يؤذون الله ومع ذلك يعافيهم ويرزقهم وهم يؤذون الله عز وجل بالشرك يؤذون الله تعالى بنسبة الولد اليه ومع ذلك يعافيهم ويرزقهم وهذا يدل على عظيم احسانه لعباده جل وعلا وعظيم كرمه وعظيم فضله ورحمته وحلمه وعفوه جل وعلا نعم السلام عليكم قال رحمه الله تعالى باب طلب الكافر الفداء بملئ الارض ذهبا قال حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري قال حدثنا قال حدثنا شعبة عن ابي عمران الجاوني عن انس ابن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تبارك وتعالى ليهون اهل النار عذابا لو كانت لك الدنيا وما فيها كنت مفتديا بها فيقول نعم. فيقول قد اردت منك اهون من هذا وانت في وصل بي ادم الا تشرك احسبه قال ولا ادخلك النار فابيت الا الشرك قال حدثناه محمد بن بشار قال حدثنا محمد عن ابن جعفر قال حدثنا شعبة عن ابي عمران قال سمعت انس بن مالك رضي الله عنه يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله الا قوله ولا ادخلك النار فانه لم يذكره قال حدثنا عبيد الله ابن عمر القواريري واسحاق ابن ابراهيم ومحمد ابن المثنى وابن بشار قال اسحاق اخبرنا وقال الاخرون وقال الاخرون حدثنا معاذ بن هشام قال حدثنا بي عن قتادة قال حدثنا انس بن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يقال للكافرين يوم القيامة ارأيت لو كان لك ملء الارض ذهبا لكنت تفتدي به. فيقول نعم. فيقال له قد سئلت ايسر من ذلك قال وحدثنا عبد بن حميد قال حدثنا رح ابن عبادة قال وحدثني عمرو بن زرارة قال اخبرنا عبد الوهاب عن ابن عطاء كلاهما عن سعيد كلاهما عن سعيد بن ابي عروبة عن قتادة عن انس عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله غير انه قال فيقال له كذبت قد سئلت ما هو ايسر من ذلك نعم يقول الله تبارك وتعالى لاهون اهل النار عذابا لو كانت لك الدنيا وما فيها اكنت مفتديا بها فيقول نعم فيقول الله قد اردت منك اهون من هذا وانت في صلب ادم الا تشرك ولا ادخلك النار فابيت الا الشرك وهو يشير بهذا الى قول الله عز وجل واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم؟ قالوا بلى شهدنا وهذا انما كان في الذر لما كانوا بنو ادم في صلبه ولهذا قال وانت بصلب ادم فاخذ الله عز وجل جميع بني ادم وهم في في صلبه واشهدهم على انفسهم الست بربكم؟ قالوا بلى شهدنا ان تقول يوم القيامة ان كنا على هذا غافلين. او تقول ان ما اشرك اباؤنا من قبل. وكنا ذرية من بعدهم اما تهلكنا ما فعل مبطلون وهذا الاشهاد وقع قطعا لان الله عز وجل اخبر به ومن اصدق من الله قيلا فان قال قائل انني لا اتذكر هذا الاشهاد فنقول هل تتذكر لما كنت في بطن امك وهل تتذكر وقت ولادتك بل هل تتذكر ايام طفولتك لما كنت في السنة الاولى والثانية والثالثة ومع ذلك انت مصدق بذلك مصدق بانك امك قد حملتك تسعة اشهر وولدتك وانك كنت في سن الطفولة في سنة اولى وثانية وثالثة ربما الرابعة ايضا ولا تذكروا من هذا شيئا ومع ذلك انت مصدق به لانه اخبرك بذلك الثقات وتواتر فهذا من باب اولى الذي اخبرنا بذلك هو ربنا سبحانه ومن اصدق من الله حديثا فهذا الاشهاد قد وقع قطعا اخذ الله عز وجل بني ادم قل لهم في الذر وهم في صلب ادم واشهدهم الست بربكم؟ قالوا بلى شهدنا ولهذا فان الانسان مفطور على معرفة الله وعلى وحدانيته ولهذا هذه فطرة تظهر عند الشدائد ولما قيل لاحد السلف ان فلان اقام الف دليل على وجود الله قال لا حاجة لالف دليلة. دليل واحد يكفي قالوا وما هو قال لو كنت تمشي وحدك في الصحراء ثم وقعت في بئر وليس عندك احد يساعدك او ينقذك ماذا تقول تقول يا الله حتى الملحد حتى الملحد الذي ينكر وجود الله لو وقع في بئر في صحراء وليس عنده احد البشر سيتجه مباشرة الى الله لان هذه الفطرة تظهر عند الشدائد الانسان مفطور على معرفة الله وعلى وحدانية الله سبحانه لكن هذه الفطرة تغطيها الرغبات والشهوات ما يحصل من الانسان لكن عندما تأتي الشدائد تظهر هذه الفطرة ولهذا نجد ان الامم السابقة قوم نوح وعاد وثمود والامم السابقة كلها هل كانوا ينكرون وجود الله ما كانوا كروا وجود الله يقرون بان الله الخالق الرازق المدبر لهذا الكون لان نفوس البشر مفطورة على معرفة الخالق وانما كان عندهم انحراف فقط انحراف في العقيدة جعلوا بينه وبين الله وسائط وهي هذه الاصنام وقال نريد هذه الاصنام تشفع لنا عند الله هذا هو شركهم ولهذا لم يرسل الله عز وجل رسل لتعريف الناس بوجود الله لان الناس يعرفون يعرفون الله ولئن سألتهم ما خلقهم ليقولن الله وليست من خلق السماوات والارض يقولون الله لكنه ارسل الرسل لاجل دعوة الناس الى اخلاص الدين لله وتحقيق التوحيد فيقال يوم القيامة لاهون اهل النار يقول الله تبارك وتعالى لاهون اهل النار عذابا لو كانت لك الدنيا وما فيها اكنت مفتديا بها؟ فيقول نعم ويقول قد اردت منك اهون من هذا وانت بصلب ادم الا تشرك ولا ادخلك النار لما كان الناس في الذر وخاطبهم الله عز وجل وهم في صلب ادم الا يشركوا بالله شيئا ولا يدخلهم النار قال فابيت الا الشرك وفي الرواية الاخرى قال ارأيت لو كان لك ملء الارض ذهبا لكنت تفتدي به فيقول نعم. فيقال له قد سئلت ايسر من ذلك قد سئلت ايسر من ذلك ومعنى هذا الحديث ان الله عز وجل قد اخذ على بني ادم في صلب ابيهم ادم اخذ عليهم العهد والميثاق الست بربكم؟ قالوا بلى شهدنا فمن وفى به بعد وجوده في الدنيا فهو مؤمن ومن لم يوفي به فهو كافر فمعنى الحديث اردت منك حين اخذت الميثاق فابيت لما خرجت الى الدنيا الا الشرك هذا هو معنى الحديث وقد دل هذا الحديث على اثبات ان الله تعالى اخذ العهد والميثاق على بني ادم كلهم وهم في صلب ابيهم ادم وهذا قد دلت له الاية الكريمة فمنهم من وفى بعهده ومنهم من عصى وتمرد ايضا من فوائد هذا الحديث ان اهون اهل النار عذابا الدنيا في عينيه امام هول ما يلاقي حتى انه مستعد لان يفتدي بالدنيا كلها في سبيل نجاته من النار مع انه اهون اهل النار عذابا فكيف بمن اشتد عذابه وهذا يدل على حقارة الدنيا اهون اهل النار عذابا يريد ان يفتدي بالدنيا كلها مقابل خلاصه من النار لو كان لك الدنيا وما فيها لو كانت لك الدنيا وما فيها. يعني لو افترض افتراظا ان لك الدنيا وما فيها. اكنت مفتديا بها؟ فيقول نعم نعم وهذا يدل على حقارة الدنيا وان الدنيا تصغر امام الانسان يوم القيامة حتى انه يريد ان يفتدي بكل شيء فيها حتى لو كان يملك الدنيا وما فيها يريد ان يفتدي بها في سبيل خلاصه من عذاب الله عز وجل ايضا من فوائد هذا الحديث دل قوله قد اردت منك اهون من ذلك على اثبات الارادة الشرعية والارادة تنقسم الى قسمين ارادة كونية وارادة شرعية اما الارادة الكونية فهي بمعنى المشيئة كما في قول الله تعالى فعال لما يريد وهي لابد من تحققها اذا اراد الله شيئا ارادة كونية فلا بد من تحققه اما الارادة الشرعية فهي بمعنى المحبة والرضا فهي متعلقة بما يحبه الله ويرضاه وقد تتحقق وقد لا تتحقق فالله تعالى يريد الايمان من الكافر وقد لا يؤمن الكافر ومن ذلك قول الله تعالى يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر فاذا الارادة الكونية بمعنى المشيئة ولابد من تحققها اما الارادة الشرعية فهي بمعنى المحبة وهذي قد تتحقق وقد لا تتحقق. الله يحب من عباده ان يؤمنوا وان يوحدوا وان يتوبوا وان الكافر يؤمن لكن قد لا تتحقق قد لا يؤمن الكافر فهذه الارادة الشرعية. اما الارادة الكونية فهذه لابد ان تتحقق اذا اراد الله تعالى شيء فانما يقول كن فيكون. المقصود به الارادة الكونية فالعلماء اذا يفرقون بين الارادة الكونية وارادة الشرعية ايضا من فوائد هذا الحديث اثبات صفة الكلام لله سبحانه فان الله تعالى يقول لاهون اهل النار عذابا يخاطبه ويكلمه واهل السنة والجماعة على اثبات صفة الكلام لله وان الله يكلم من يشاء بما يشاء. بقي فقط يعني فائدة اشار اليها النووي وهي جواز ان يقول الانسان الله يقول كذا بقوله يقول الله تبارك وتعالى لاهون اهل النار عذابا وهذا فيه رد على من منع ذلك فقد انكره بعض السلف وقال يكره ان ان يقال ان الله يقول كذا وانما يقال قال الله كذا ولكن هذا غير صحيح وفي هذا الحديث قال يقول الله بل ورد في القرآن الكريم والله يقول الحق فلا بأس ان يؤتى بفعل المضارع او فعل الماضي فتقول قال الله وتقول يقول الله كل ذلك جائز. اما قول من قال انه لا يصح ان تقول يقول الله بفعل مضارع فهذا قول لا دليل عليه. والادلة على خلافه ففي الاية الكريم والله يقول الحق وفي هذا الحديث يقول عليه الصلاة والسلام يقول الله تبارك وتعالى لاهون اهل النار فعلى هذا لا بأس ان تقول قال الله وان تقول يقول الله. كلاهما آآ جائز ولا بأس به نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله باب يحشر الكافر على وجهه قال حدثني زهير بن حرب وعبد بن حميد واللفظ لزهير قال حدثنا يونس بن محمد قال حدثنا شيبان عن قتادة قال حدثنا انس بن مالك رضي الله عنه ان رجلا قال يا رسول الله كيف يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة؟ قال اليس الذي يمشاه على رجليه في الدنيا؟ قال قادرا على ان يمشيه على وجهه يوم القيامة قال قتادة بلى وعزة ربنا الحشر حشران كما قال ابن القيم وغيره حشر الناس من قبورهم الى المحشر وحشر الناس من المحشر الى النار والمراد في هذا الحديث الثاني بقوله جل وعلا الذين يحشرون على وجوههم الى جهنم وهذه الاية تحدد ان المقصود هو الحشر الثاني حشر اهل النار من المحشر الى النار ودل هذا الحديث على ان الكافر يوم القيامة يحشر على وجهه الى النار. نسأل الله العافية ودلت الاية الكريمة وهي قول الله تعالى ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما الكافر اذا سيق الى جهنم يساق يمشي على وجهه اعمى واصم وابكم سئل النبي عليه الصلاة والسلام كيف يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة قال اليس الذي امشاه على رجليه في الدنيا قادرا على ان يمشيه على وجهه يوم القيامة الذي امشاه على رجليه قادر على ان يجعله يمشي على وجهه الذي جعله يمشي على رجليه قادر على ان يجعله يمشي على وجهه قال الحافظ ابن حجر رحمه الله والحكمة في حشر الكافر على وجهه انه عوقب على عدم السجود لله في الدنيا بان يسحب على وجهه في القيامة اظهارا لهوانه بحيث صار وجهه مكان يده ورجله في التوقي من المؤذيات فيمشي على وجهه ويحشر على وجهه الى جهنم. اعمى واصم وابكم وهذا لاجل اذلاله لانه من اهل النار وهذا المعنى قد ورد الاشارة اليه في موضعين في القرآن الكريم الموضع الاول في سورة الاسراء لقول الله سبحانه ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما والموضع الثاني في سورة الفرقان الذين يحشرون على وجوههم الى جهنم فاخبر الله تعالى بان الكفار يحشرون يوم القيامة على وجوههم عميا وصما وبكما والله على كل شيء قدير وجاء في رواية الحاكم من حديث انس رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم قال يحشر الناس على ثلاثة اصناف صنف على الدوام وصنف على اقدامهم وصنف على وجوههم ويؤخذ من مجموع الاحاديث ان المقربين يحشرون ركبانا يكرمون راكبين عندما يساقون الى الجنة وهم يعبرون بعد ذلك الصراط الى الجنة وان من دونه من المسلمين يحشرون على اقدامهم واما الكفار فيحشرون على وجوههم الى جهنم عميا وبكما وصما واحوال الاخرة ايها الاخوة تختلف عن احوال الدنيا تختلف اختلافا كبيرا ولذلك ربما يعني بعض هذه ربما يكون بعض ما نذكره لا يتصوره الانسان تصورا تاما لان احوال الاخرة مختلفة ولان يوم القيامة يوم طويل خمسون الف سنة فلانسان فيه احوال لكن نؤمن بجميع ما ذكره الله وذكره رسوله صلى الله عليه وسلم وانه حق فهذا الحشر المذكور في هذا الحديث للكافر الذي يظهر الله اعلم انه حشر من المحشر الى جهنم وان الكافر يحشر على وجهه اعمى واصم وابكم حتى يلقى في نار جهنم نسأل الله السلامة والعافية نعم سلام عليكم قال رحمه الله باب صبغي نعم اهل الدنيا في النار وصبغ اشدهم بؤسا في الجنة قال حدثنا عمرو الناقد قال حدثنا يزيد ابن هارون قال اخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن انس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بانعم اهل الدنيا من اهل النار يوم القيامة فيصبغ في النار صبغة ثم يقال يا ابن ادم هل رأيت خيرا قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول لا والله يا رب ويؤتى باشد الناس بؤسا في الدنيا من اهل الجنة فيصبغ صبغة في الجنة فيقال له يا ابن ادم هل رأيت بؤسا قط هل مر بك شدة قط؟ فيقول لا والله يا ربي ما مر ببؤس قط ولا رأيت شدة قط في هذا الحديث العظيم يخبر النبي صلى الله عليه وسلم انه يؤتى يوم القيامة برجلين الرجل الاول انعم اهل الدنيا من اهل النار انعم اهل الدنيا اكثر اهل الدنيا تنعما ورفاهية منذ ان خلق الله ادم الى قيام الساعة تصور هذا الانسان المنعم المترف فيصبغ في النار صبغة يصبغ يعني يغمس وهو من اهل النار يصبع في النار صبغة ويغمس فيها ثم يقال له يا ابن ادم هل رأيت خيرا قط هل مر بك نعيم قط فيقول لا والله يا رب ويحلف لا والله يا رب امام عذاب جهنم ينسى كل نعيم وكل رفاهية مرت به في الدنيا ينسى ذلك مقارنة بالعذاب الشديد مجرد انه فقط صبغ في النار صبغة نسي جميع ما مر به من نعيم في الدنيا ويقول لا والله يا رب ما رأيت خيرا قط ولا مر بي نعيم قط هذا وهو اكثر اهل الدنيا تنعما ورفاهية. فما بالك بغيره قال عليه الصلاة والسلام ويؤتى وهذا الرجل الثاني يؤتى باشد الناس بؤسا في الدنيا من اهل الجنة اشد البشر بؤسا منذ ان خلق الله ادم الى قيام الساعة ليس ليس في البشر اكثر بؤسا منه انسان بئيس عنده مصائب وعنده محن وعنده مر به بؤس شديد. اشد البشر بؤسا لكنه من اهل الجنة فيصبغ في الجنة صبغة يعني يغمس فيها وبمجرد انه يرى نعيم الجنة ينسى كل بؤس مر به في الدنيا ويقال له يا ابن ادم هل مر بك بؤس قط هل رأيت شدة قط فيقول لا والله يا رب ويحلف ما مر بي بؤس قط ولا رأيت شدة القط واذا كان هذا اشد الناس بؤسا في الدنيا فما بالك بغيره فالانسان يوم القيامة عندما يرى اهوال يوم القيامة ينسى كل نعيم وكل بؤس مر به في الدنيا يكون ذلك في عالم النسيان حتى ان اشد الناس بؤسا عندما يصبغ الجنة الصبغة ويسأل هل مر بك بؤس فيحلف يحلف بالله العظيم؟ يقول والله ما مر ببؤس قط ولا رأيت شدة قط مقارنة بالنعيم الذي لقيه واشد البشر رفاهية وتنعما بمجرد انه يصبغ في النار صبغة ويسأل هل مر بك نعيم قط؟ فيقول اه والله يا رب ما رأيت نعيما قط ما رأيت نعيما قط فينسى الانسان كل بؤس وكل نعيم مر به في الدنيا وهذا يدل على حقارة الدنيا وعلى انها لا تستحق من الانسان كل هذا العناء والنصب والشقاء والتعب والهم والغم ونحن الان معشر الموجودين في هذا المسجد اذا نظرنا لما مضى من حياتنا كيف ننظر اليه نرى كانه حلم وايضا نسينا ما مر بنا من اوقات الشدة او اوقات تنعم وهذا ونحن الان في الدنيا نسينا ما مر بنا فكيف اذا لاقى الانسان اهوال يوم القيامة ولذلك لا يبقى للانسان ايها الاخوة الا العمل الصالح والا هب ان رجلا نال جميع متع الدنيا جميع متع الدنيا نالها ثم ماذا سيلاقي اهوال يوم القيامة. اذا لقى اهوال يوم القيامة نسي كل متعة مرت به في هذه الدنيا وكل نعيم وكل رفاهية ولذلك على المسلم ان يحرص على العمل الصالح فانه الكنز الحقيقي الذي يغتبط به الانسان في حياته وبعد مماته الباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير املا قال ابن الجوزي رحمه الله هذا الحديث يحث على مراعاة العواقب فان التعب اذا اعقب راحة هان والراحة اذا اثمرت النصب فليست راحة فالعاقل من نظر في المآل لا في عاجل الحال فالعاقل من نظر في المآل لا في عاجل الحال والانسان اذا رأى اهوال يوم القيامة تنكمش سنوات العمر التي عاشها في الدنيا حتى انه اذا سئل يوم القيامة قال كم لبثتم في الارض عدد سنين قالوا لبثنا يوما او بعض يوم فاسأل العادين الذي عاش عمرا طويلا يقول لبثت يوما او بعظ يوم يرى ان عمره في الدنيا انه قصير جدا مقارنة بالاخرة ويقول يا ربي ما لبثت الا يوما او بعظ يوم واسأل العادين يعني يقول هذا وهو صادق فهو جاز بذلك لان سنوات العمر تنكمش. حتى تصبح يوم او بعض يوم اذا رأى الانسان اهوال يوم القيامة تنكمش سنوات العمر حتى تصبح كأنها يوم او بعض يوم بل حتى تصبح كأنها عشية او ضحاها فعلى الانسان ان يستعد لحياة الخلود بالاعمال الصالحة فان حياة الخلود هي التي تكون فيها السعادة الابدية او الشقاوة الابدية وما بعد الموت من دار الا الجنة او النار والحياة الحقيقية هي الحياة التي تكون بعد الموت ولهذا عندما يرى الانسان اهوال يوم القيامة يقول يا ليتني قدمت لحياتي طب حياته في الدنيا اليست حياة؟ لا يعتبره حياة مقارنة بالاخرة اذا لاقى الانسان اهوال يوم القيامة لا يعتبر حياته الدنيا حياة ويقول يا ليتني قدمت لحياتي لانه يرى ان الحياة الحقيقية هي حياة الخلود. هي الحياة التي تكون في الدار الاخرة هذه هي الحياة الحقيقية فيقول حينئذ يا ليتني قدمت لحياتي ولهذا سمى الله عز وجل اليوم الاخر بيوم الحسرة الانسان يتحسر كيف مضى عمري وما استفدت منه؟ كيف مضى عمري وما اغتمته في العمل الصالح كيف مضى عمري في غفلة وفي لهو كيف ذهبت علي الليالي والايام والشهور والاعوام ولم اتزود بزاد التقوى فيتحسر فسمى الله يوم القيامة يوم الحسرة وسماه بيوم التغابن يوم يجمعكم يوم الجمع ذلك يوم التغابن لان الانسان عندما يبعث يوم القيامة ويرى اناسا معهم حسنات عظيمة كامثال الجبال. وهو قد ضاع عمره في لهو وفي غفلة يصاب بالغبن الحقيقي ليس الغبن كما كالغبن في الدنيا الذي يكون غبن على بيع او شراء والذي يذكر الفقهاء فيه خيار الغبر ليس هذا المقصود. ليس هذا هو الغبن الحقيقي. انما الغبن الحقيقي هو الذي يكون يوم القيامة. عندما يرى انسان اناسا اغتنموا اعمارهم واتوا بحسنات عظيمة كالجبال وهو قد ضاع عمره في لهو وفي غفلة فيصاب بالغبن الحقيقي ولذلك سمى الله يوم القيامة سماه يوم التغابن فعلى المسلم ان يستحضر هذه المعاني وان يستعد لحياة الخلود بالاعمال الصالحة. وان يتزود بزاد التقوى. وان يضع هذا الحديث العظيم نصب عينيه وكيف ان هذين الرجلين اشد الناس رفاهية وتنعما وترفا في الدنيا ينسى كل نعيم مر به في الدنيا احلف ويقول والله يا رب ما مر بي نعيم قط وان اشد الناس واشد البشر بؤسا ينسى كل بؤس وشدة مرت به في الدنيا حتى انه لا يحلف على ذلك ويقول لا والله والله يا ربي ما مر باوس قط وهذا يدل على حقارة الدنيا وعلى اه انها قصيرة وان الانسان ينسى ما مر به فيها من بؤس او من نعيم نعم السلام عليكم قال رحمه الله باب جزاء المؤمن بحسناته في الدنيا والاخرة. وتعجيل حسنات الكافر في الدنيا قال حدثنا ابو بكر بن ابي شيبة وزهير بن حرب واللفظ لزهير قال حدثنا يزيد بن هارون قال اخبرنا همام ابن يحيى عن قتادة عن انس ابن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله لا يظلم مؤمنا حسنا يعطى بها في الدنيا ويجزى بها في الاخرة واما الكافر في طعم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا حتى اذا افظى الى الاخرة لم تكن له حسنة يجزى بها قال حدثنا عاصم بن النظر التيمي قال حدثنا معتمر قال سمعت ابي قال سمعت ابي قال حدثنا قتادة عن انس بن مالك رضي الله عنه انه حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الكافر واذا عمل حسنة اطعم بها طعمة من الدنيا. واما المؤمن فان الله يدخر له حسناته في الاخرة. ويعقبه ورزقا في الدنيا على طاعته قال حدثنا محمد بن عبدالله الرزي قال اخبرنا عبد الوهاب بن عطاء عن سعيد عن قتادة عن انس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعنى حديثهما. نعم في هذا الحديث اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بان المؤمن يعطى بالحسنة في الدنيا ويجزى عليها في الاخرة واما الكافر فيطعن بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا حتى اذا افظل الاخرة لم يكن له حسنة يجزى بها وقد اجمع العلماء على ان الكافر الذي مات على كفره انه لا ثواب له في الاخرة مهما عمل من الحسنات كما قال الله سبحانه وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا وفي هذا الحديث اخبر عليه الصلاة والسلام بان الكافر يجزى على ما عمل به من حسنات يجزى على ذلك في الدنيا والمقصود ما عمله من الحسنات التي لا تفتقر صحتها الى النية كصلة الرحم والصدقة والظيافة والمساعدة للاخرين ونحو ذلك فهذه لا تفتقر الى نية هذه يجزى عليها الكافر الدنيا بان يزاد له في رزقه ونحو ذلك وتسهل اموره فيجزى عليها في الدنيا. واما في الاخرة فليس له شيء وهذا بالاجماع قال النووي اجمع العلماء على ان الكافر الذي مات على كفره لا ثواب له في الاخرة ولا يجازى فيها بشيء من عمله في الدنيا لقول الله تعالى وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناها هباء منثورا لكن من تمام عدل الله عز وجل ان الكافر يجزى على الحسنات التي لا تفتقر الى نية يجزى عليها في الدنيا واما المؤمن فانه يجزى على هذه الحسنات في الدنيا وفي الاخرة ولهذا قال عليه الصلاة والسلام ان الله لا يظلم مؤمنا حسنا يعطى بها في الدنيا ويجزى بها في الاخرة اما في الاخرة فثواب الله تعالى للمؤمن يكون بالجنة التي هي دار النعيم التي فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر واما الجزاء الذي يكون للمؤمن في الدنيا فيكون بتيسير الامور له وبتوسيع الرزق له ونحو ذلك فاثر الحسنة على المؤمن ظاهر وواقع ومشاهد فان الانسان يرى اثار الحسنات في توسيع رزقه وفي تيسير اموره والله تعالى يقول ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتق الله يجعل له من امره يسرا وهذا من تمام عدل الله عز وجل وقوله ان الله لا يظلم مؤمنا حسنا. الله عز وجل عدل وقد حرم الظلم على نفسه وجعله بين عباده محرما وهذا الحديث يدل على عدل الله سبحانه وعلى عظيم فضله حيث لا يظلم احدا من حسنات التي عمل بها لكن المؤمن يجزى عليها في الدنيا والاخرة يطعم بها في الدنيا طعمة ولكن جزاء التوفية انما يكون في الاخرة واما الكافر الحسنات التي لا تفتقر الى نية يجزى عليها في الدنيا واما في الاخرة كل اعمالي تكون هباء منثورا وكذلك ايضا العبادات التي تفتقر لنية لا تقبل من الكافر فلو ان الكافر صلى او صام او حج لا تقبل منه ولا يجزى عليها لا في الدنيا ولا في الاخرة لكن المقصود الطاعات التي لا تفتقر لنية مثل ما ذكرنا من الصدقة ومساعدة الاخرين وصلة الرحم والمعروف ونحو ذلك هذه هي التي يجزى عليها الكافر في الدنيا وهذا امر ايضا واقع ومشاهد ولذلك تجد ان الكفار يرون اثر ذلك ويبادرون الاعمال التطوعية ويتنافسون عليها لانهم يرون اثر ذلك عليهم في توسيع ارزاقهم وفي تيسير امورهم فهم يجدون ذلك ويعرفونه. ولذلك يتسابقون اليه وينشطون في العمل التطوعي رجاء ان تحصل لهم اه هذه الامور من التيسير وبسط الرزق ونحو ذلك ونكتفي بهذا القدر ونقف عند باب مثل المؤمن كالزرع ونجيب الان عما تيسر من الاسئلة ونبدأ بالاسئلة المكتوبة اولا ما حكم استخدام دواء مصنع في السعودية يحتوي على جيلاتين بقري مستورد ولا نعلم هل ذكي ذكاة شرعية ام لا لا بأس به وجميع ما يدخل المملكة يدخل تحت اشراف هيئة الغذاء والدواء وجانب الضبط الشرعي عندها عالم لا يدخل شيء الا تحت مراقبة وتحت اشراف ولا يدخل شيء شيء فيه مخالفات شرعية ولذلك ما دام ان السائل يسأل عن هذا الدواء في المملكة فنقول انه لا بأس به ثم ايضا هو مصنع من جيلاتين بقري ليس من خنزير وليس من امر محرم تلاتين بقري وآآ الاصل في ذلك الحل والاباحة. واما قول الاخ الكريم لا نعلم هل ذكي ذكاة شرعية اه هذا الجيلاتين يكون اما من بلاد مسلمين او بلاد اهل الكتاب وهذا يعني ملاحظ عند آآ الاستيراد وطعام اهل الكتاب وذبائح اهل الكتاب حل للمسلمين لماذا اورد المصنف باب انشقاق القمر في كتاب صفة القيام والجنة والنار اه لعل ذلك اشارة الى ان انشقاق القمر انه آآ يكون هو يوم القيامة وكذلك اذا وقع في الدنيا ووقع في الدنيا ويوم القيامة كذلك كما قال الله تعالى وخسف القمر هو كما وقع في الدنيا اية لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم فهو اه سيكون يوم القيامة وسيخسف القمر اخذت مالا من ابي دون علمه وانا احاول ارجاعه على دفعات ويخبره بذلك اولا اذا كان ليس عندك شيء فواجب على ابيك ان ينفق عليك او كان عندك مال لا يكفي وابوك قادر فيجب على ابيك ان ينفق عليك فاذا قصر ابوك في النفقة يجوز لك ان تأخذ منه بغير علمه ويجوز كذلك للزوجة ان تأخذ من مال زوجها بغير علمه لكن بما يكفيها واولادها بالمعروف قد جاء في الصحيحين ان امرأة ابي سفيان اتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ان ابا سفيان رجل شحيح لا يعطيني ما يكفيني وولدي. قال خذي ما يكفيك ولدك بالمعروف فاذا قصر الزوج في النفقة على زوجته واولاده فالمطلوب اولا ان يطلب منه النفقة لكن اذا كان بخيلا شحيحا يأبى ان يعطيهم جاز لهم الاخذ منه بغير علمه. لكن بالمعروف يعني لا يبالغ في ذلك وانما يأخذون بقدر الكفاية هذا سواء كان للزوجة او اكان للاولاد وعلى ذلك نقول لهذا الابن الذي اخذ من ابيه اه اذا كان ليس عندك شيء وابوك قادر فيجوز لك ان تأخذ من مال ابيك ولو بغير علمه اما لو آآ لو كنت غير محتاج واخذت منه وانت غير محتاج آآ الاولى انك ترجع هذا المبلغ حتى لو ارجعته على دفعات او باية طريقة ترجعه له لكن اذا كنت محتاجا فهو فليس عليك شيء. اما اذا لم تكن محتاجا فترجعه له باية طريقة لدي قطع اراضي اشتريتها بنية البيع عندما احتاج المبلغ او اذا وصلت قيمتها لسعر مناسب ولم يعرظها للبيع هل تجب فيها الزكاة اذا كنت قد نويت بهذه الاراضي بيعها في الحال او في المستقبل بنية التربح ففيها زكاة من ملك ارضا وقصد بيعها في الحال او في المستقبل بنية التربح فتجب فيها الزكاة عن كل سنة يقدر قيمتها نهاية كل سنة ويخرج ربع العشر اثنين ونصف المئة اما اذا كانت هذه الارض لم ينوي بيعها وانما اراد ان يبني عليها مسكنا او كان مترددا فيها او لم تكن له نية واضحة تارة يقول اذا نبيه وتارة يقول يريد ان ابني بوتارة يقول اريد ان ابني عقار عليها لتأجيره. فهذه لا زكاة فيها فاذا الزكاة انما تجب في الارض في حالة واحدة فقط وهي اذا جزم بنية البيع في الحال او في المستقبل بنية التربح. بهذا الظابط لابد ان يجزم بنية البيع فان لم يجزم بنية البيع فلا زكاة فيها كما مثلا لو كان مترددا او نوى او نوى غير البيع نوى مثلا ان يبني عليها مسكن لا زكاة فيها كذلك ايضا لو جزم بنية البيع لكن بغير قصد التربح لزم بنية البيت بقصد التخلص من هذه الارض ولم يقصد بها التربى يريد ان يبيعها باي سعر هذه لا زكاة فيها اوجز مبنية البيع لاجل حاجة وليس بقصد التربح يريد ان يحصل على السيولة فيريد ان يبيع هذه الارض بقصد آآ سد حاجته وليس بقصد تربح هذه لا زكاة فيها فاذا انما تجب فيه الزكاة في حالة واحدة فقط وهي اذا جزم بنية البيع بقصد التربح لانها حينئذ تكون عروظ تجارة والله تعالى فرق بين البيع وبين التجارة فقال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة فذكر الله تعالى الامرين التجارة والبيع وهذا يدل على انه ليس كل بيع يكون تجارة بل البيع الذي يكون تجارة هو البيع بقصد التربح هذا هو الذي يجعل الشيء يعني من عروض التجارة اما اذا قصد البيع بغير نية التربح فلا يكون من عروض التجارة انا اصلي الوتر ثلاث ركعات فهل فعلي صحيح؟ نعم فعلك صحيح لكن الافظل ان تصليها ركعتين ثم ركعة وان سردت ثلاث ركعات بتشهد واحد وسلام واحد فلا بأس ولكن الافضل ان تصلي ركعتين ثم ركعة وايضا الافضل ان تجعلها احدى عشرة ركعة مثنى مثنى ثم توتر بواحدة لان هذا هو غالب هدي النبي صلى الله عليه وسلم ما معنى قول الله تعالى والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير املا اي الاعمال الباقيات الصالحات القول هو الباقيات هذا على تقدير محذوف. اي والاعمال الباقيات الصالحات يعني والاعمال الصالحات الباقيات لكنه قدم الباقيات اشارة لهذا المعنى لانها هي الباقية فيكون المعنى والاعمال الصالحات الباقيات خير عند ربك ثوابا فالله تعالى يجزي عليها ويثيب عليها الثواب العظيم. وخير امله خير ما يأمله الانسان فإن خير ما يؤمنه الإنسان العمل الصالح هو الذي يرتبط به في حياته وبعد مماته وورد عن بعض السلف تفسير الباقيات الصالحات سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر. ولكن الصحيح كما قال ابن جرير وغيره ان الباقيات الصالحات لا تنحصر بهذه الكلمات انما هذه الكلمات هي من الباقيات الصالحات ولكن الباقيات الصالحات هي جميع الاعمال الصالحة جميع الاعمال الصالحة تدخل في الباقيات الصالحات فهذه خير عند ربك ثوابا وخير املا ما حكم تقطيع الشفائف في رمضان تقطيع الشفائف للصائم هذا لا يؤثر على صحة الصوم لكن هذا من العبث الذي ينبغي تركه وربما بعض الناس يعتاد عليه وهذه عادة اه غير جيدة كيف يتعامل طالب العلم مع احاديث الاحكام من حيث التصحيح والتضعيف اذا لم يكن لديه معرفة بعلم الرجال والاسناد يعتمد على حكم المحدثين والمحدثون يحكمون على الاحاديث والان البرامج الحاسوبية تساعد كثيرا في معرفة حكم المحدثين فينظر مثلا رأي الامام احمد والترمذي وابي داوود و وآآ المحدثين كذلك ايضا يستفيد ايضا من آآ المحدثين المعاصرين في حكمهم على آآ الاحاديث وايضا اذا اشكل عليه شيء يسأل يسأل اهل العلم عن درجة هذا الحديث انا صاحب سلس بول فاذا دخل وقت الصلاة غسلت حل البول ثم توضأت للصلاة فاذا غسلتم محل البور ثم طرأ علي طارئ ولم اتوضأ فيها هل علي اعادة غسل محل؟ اذا اردت الوضوء لاحقا ام ان الغسل الاول يكفي وهل علي غسل المحل كلما اردت الوضوء وان كان وضوء نافلة وليس دخولي وقت الصلاة صاحب سلس البول وصاحب الحدث الدائم عموما اه يتوضأ ثم لا يضره خروج ذلك الحدث يغسل محل البول ويتوظأ ولا يظره خروج ذلك الحدث حتى لو خرج منه قطرات بول لا تظره بل ولا يجب عليه ان يعيد الوضوء عند دخول وقت الصلاة على القول الراجح وما هو مذهب المالكية واختيار ابن تيمية وجميع المحققين من اهل العلم لانه ليس هناك دليل ظاهر يدل على وجوب اعادة الوضوء عند دخول وقت كل صلاة واما حديث وتوضئي لكل صلاة فكما قال الحافظ ابن رجب وغيره مدرج من كلام عروة وليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك صاحب سلس البول نقول تغسل محل البول وتتوظأ ولا يظرك خروج البول بعد ذلك واقطع التفكير في هذا الموضوع لانك اذا اشغلت بالك بالتفكير فيه فانه يتحول الى وسواس ثم مع مرور الوقت يتحول الى درجة الوسواس القهري ويتعب معه الانسان كثيرا ولذلك من ابتلي بالوسواس فعليه ان يتفقه في هذه المسألة ويتبصر فيها يغسل محل البول ويتوظأ ويقطع التفكير لا يفكر في هذا الموضوع ولا يضره ما يخرج منه من هذا الحدث الدائمي بعد ذلك هل ورد شيء يدل على الحكمة في خلق الله السماوات والارض في ستة ايام وكلنا نعلم ان الله سبحانه قادر على ان يخلق بكلمة كن نعم الحكمة من ذلك ان الله تعالى يعلم عباده الصبر وان الامور انما تكون شيئا فشيئا ولذلك اشار الله تعالى لهذا المعنى فقال ولقد خلقنا السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام وما مسنا من لغوب فاصبر فاصبر على ما يقولون فقوله فاصبر على ما يقولون قال بعض المفسرين فيه اشارة لهذا المعنى وهي ان الانسان ينبغي له الا يستعجل وان يصبر والله تعالى خلق السماوات والارض في ستة ايام مع انه قادر على ان يخلقها بكلمة كن قادر سبحانه على ان يخلقها في لحظة في كلمة كن لكن الله تعالى اراد ان يعلم عباده آآ الصبر يصبر وايضا الاناة وعدم العجلة ولذلك لما ذكر الله تعالى ذلك قال فاصبر يعني في اشارة الى هذا المعنى التاجر هل يمكن ان يجمع بين الزهد في الدنيا والتجارة نعم يمكن اذا جعل الدنيا في يده وليست في قلبه فانه يمكن ان يجمع بين الزهد وبين اه التجارة والثراء لان الزهد الحقيقي معناه ان الدنيا لا تكون في قلب الانسان ولا تشغله عن طاعة الله ولا عن الدار الاخرة حتى ولو كان ثريا فان بعض الناس قد يكون فقيرا لكنه ليس بزاهد لان الدنيا تشغله وان كان ليس عنده كثير دنيا وبعض الناس قد يكون ثريا لكنه زاهد لان الدنيا لا تشغله وجعل الدنيا في يده وليست بقلبه ولهذا نصف العشرة المبشرين بالجنة كانوا من اثرياء الصحابة ومع ذلك هم من الزهاد ومن العباد سليمان عليه الصلاة والسلام اعطاه الله تعالى ملكا عظيما سخر له الجن الانس والطير والريح ومع ذلك هو من من ازهد الناس جعله الله تعالى مثال للغني الشاكر فالزهد محله القلب وليس الزهد مجرد شعارات او مظاهر انما محله القلب بالا ينشغل بالدنيا عن طاعة الله سبحانه فمن لم تشغله الدنيا عن طاعة الله فهذا هو الزائد والله تعالى سمى المال خيرا فقال وانه لحب الخير لشديد وقال ان ترك خيرا فالمال خير ان احسن الانسان تصريفه وتدبيره فيكون خيرا للانسان في الدنيا والاخرة هو ليس مذموم لذاته. انما محل الذم لمن اشغله المال عن طاعة الله سبحانه من شروط صحة النكاح رضى الطرفين. فاذا اجبرت البكر على النكاح هل يكون صحيحا هذا محل خلاف بين الفقهاء بما لو كان المجبر هو الاب والقول الراجح انه لا ليس للاب ان يجبر ابنته البكر هذا هو القول الراجح في المسألة وان النكاح لا يكون صحيحا اذا لم ترضى البنت بذلك اقدد اتت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم واخبرته بان اباها اجبرها على النكاح. فدعا النبي صلى الله عليه وسلم اباها وخيرها فاختارت زوجها وقالت اردت ان ابين ان للنساء حقا فلا يجوز اجبار البكر هي حرة في ان تتخذ اه القرار المناسب بالنسبة للزواج وهي مقبلة على زواج والزواج شركه شركة عمر بينها وبين زوجها فلذلك القول الراجح انه لا يصح النكاح اذا اجبرت البنت البكر وان كان هناك من الفقهاء من قال بصحته بل هم الجمهور. لكن المختار عندهم كثير من المحققين من اهل العلم ان اه النكاح لا يصح اذا اجبرت البنت حتى ترضى بذلك الزواج هل يصح التيمم في البرد الشديد اما بالنسبة للوضوء فلا يصح التيمم من شدة البرد اولا لانه بامكان الانسان خاصة في وقته الحاضر ان يسخن ذلك الماء ثانيا حتى لو لم يجد ما يسخن به الماء فاستخدام الماء البارد لا يظره في الوضوء والنبي صلى الله عليه وسلم ذكر ان مما يرفع الله تعالى به الدرجات ويمحو به الخطايا اسباغ الوضوء على المكاره واما بالنسبة للغسل فاذا كان الانسان يجد ما يسخن به الماء فليس له ان يعدل التيمم اما اذا كان الانسان لا يجد ما يسخن به الماء وكان الجو باردا جدا ويخشى على نفسه من الظرر فيجوز له ان يتيمم وهذا هو الذي فعله عمرو بن العاص رضي الله عنه لما احتلم وصلى باصحابه وهو جنب فذكروا ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فدعاه وقال اصليت باصحابك وانت جنب قال يا رسول الله اني تذكرت قول الله تعالى ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما فضحك النبي صلى الله عليه وسلم يعني واقره على ذلك فلو كان الانسان مثلا في برية او في سفر وليس عنده ما يسخن به الماء وكان الجو باردا ويخشى على نفسه من الظرر جاز له ان يعدل للتيمم في هذه الحال ما حكم الجمع من غير عذر قاهر هل يصح الاستدلال بحديث ابن عباس الجمع من غير سبب معدود عند كثير من اهل العلم من الكبائر ولا يجوز الجمع من غير سبب واما حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء من غير خوف ولا سفر فهذا الحديث متكلم فيه كلام كثير اولا نقل النووي اجماع الامة على ترك العمل بظاهره ثانيا قيل ان النبي صلى الله عليه وسلم جمع جمعا صوريا اخر الظهر لاخر وقتها وقدم العصر لاول وقتها. واخر المغرب لاخر وقتها وقدم العشا لاول وقتها وهذا قد جاء في رواية عند النسائي ثالثا قيل ان النبي صلى الله عليه وسلم جمع لامر خفي على ابن عباس لان ابن عباس كان صغيرا قيل انه كان هناك وبا في المدينة وقيل كان هناك مطر قاله مالك وايوب وبكل حال يبقى هذا الحديث من الاحاديث المتشابهة وقاعدة الراسخين في العلم رد المتشابه الى المحكم النصوص المحكمة من الكتاب والسنة تدل على وجوب اداء الصلاة في وقتها فاذا رددنا هذا المتشابه الى المحكم فنقول ان النصوص المحكمة تدل على وجوب اداء الصلاة في وقتها وعلى ذلك لا يجوز الجمع بين الصلاتين من غير عذر بل هو معدود عند كثير من اهل العلم من الكبائر انا مقيم في الرياض وذهبت الى شغل في المدينة ثم رابغ وبعدها الى جدة وبعدها سوف اعود للرياض واردت اداء العمرة وانا في جدة من اين احرم تحرم من الميقات وانت من اهل الرياظ فتحرم من ميقات السيل الكبير او من وادي محرم ولو شئت لاحرمت ايضا من ذو الحليفة لانك ستمر بالمدينة وايضا لو اردت ان تحرم من الجحفة ايضا فلك ذلك لانك ستمر برابغ والنبي صلى الله عليه وسلم ذكر المواقيت قال هن لهن ولمن اتى عليهن من غير اهلهن المهم انك تحرم من الميقات وليس لك ان تحرم من جده هل يجوز القصر بين الرياض والخرج اقل مسافة للقصر هي ثمانون كيلو مترا ولكن كيف تحسب تحسب من مفارقة عمران البلد الذي يقيم فيه الانسان تحسب المسافة ثمانين كيلو متر من اخر عمران في البلد الذي تقيم فيه فاذا كانت المسافة تبلغ ثمانين كيلو مترا فاكثر فهي مسافة سفر لك ان تترخص فيها برخص السفر واذا كانت اقل من ثمانين كيلو مترا فليس لك الترخص برخص السفر وعلى هذا المسافة ما بين الرياظ الى الخرج في الوقت الحاظر اقل من ثمانين كيلو مترا فليس لك الترخص برخص السفر اذا ذهبت من الرياض الى الخرج لانك اذا حسبت المسافة من اخر عمران الرياض الى اول عمران الخرج هي الان اقل من ثمانين كيلو مترا وعلى ذلك فلا تعتبر مسافة قصر وهكذا المسافة الان ما بين مكة وجدة اقل من مسافة القصر لانها اقل من ثمانين كيلو مترا فلو حسبت المسافة من اخر عمران جدة الى اول عمران مكة وجدت اقل من ثمانين كيلو مترا وعلى ذلك من كان يذهب من جدة الى مكة ليس له الترخص برخص السفر هكذا ايضا مثلا من الرياض الى حريملة اقل مسافة قصر لانها اقل من ثمانية كيلو مترا فخذ هذه القاعدة اذا كانت المسافة من اخر عمران البلد الذي تقيم فيه الى اول عمران البلد الذي تريد الذهاب اليه اذا بلغ ثمانين كيلو متر فاكثر فهي مسافة قصر لك ان تتلخص فيها بجميع رخص السفر. اما اذا كانت اقل من ثمانين كيلو مترا فليس لك الترخص برخص السفر ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين