تأملوا ايها الاخوة هذا الحديث العظيم. من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. يعني اذا رأيت من نفسك الحرص على التفقه وفي دين الله عز وجل فهذه امارة ان شاء الله على انه اريد بك الخير الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته الى يوم الدين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا ونسألك اللهم علما نافعا ينفعنا ربنا اتنا لدنك رحمة وهيء لنا من امرنا رشدا هذا هو الدرس الثاني والسبعون في شرح صحيح مسلم في هذا اليوم الثلاثاء السابع عشر من جماد الاخرة من عام الف واربع مئة واربعة واربعين اه للهجرة وكنا قد وصلنا الى باب لن يدخل احد الجنة بعمله بل برحمة الله تعالى نعم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين قال المصنف رحمه الله تعالى باب لن يدخل احد الجنة بعمله بل برحمة الله تعالى قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا ليث عن بكير عن بسري بن سعيد عن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال لن ينجي احدا منكم عمله. قال رجل ولا اياك يا رسول الله. قال ولا اياي الا ان يتغمدني الله منه برحمة ولكن سددوا قال وحدثني يونس ابن عبد الله على الصدى في قال اخبرنا عبد الله بن وهب قال اخبرني عمرو ابن الحارث عن بكير بن الاشد بهذا الاسناد غير انه قال برحمة منه وفضل ولم يذكر ولكن سددوا قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا حماد يعني ابن زيد عن ايوب عن محمد عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من احد يدخله عمله الجنة فقيل ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني ربي برحمة قال حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا ابن ابي عدي عن ابن عونا محمد عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس احد منكم ينجيه عمله. قالوا ولا انت يا الله قال ولا انا الا ان يتغمدني الله منه بمغفرة ورحمة وقال ابن عون بيده هكذا واشار على رأسه ولا انا الا ان يتغمدني الله منه بمغفرة ورحمة قال حدثني زهير بن حرب قال حدثنا جرير عن سهيل عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس احد ينجيه عمله. قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان يتداركني الله منه برحمة قال وحدثني محمد بن حاتم قال حدثنا ابو عباد يحيى ابن عباد قال حدثنا ابراهيم ابن سعد قال حدثنا ابن شهاب عن ابي عبيد المولى عبدالرحمن بن عوف عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن يدخل احدا منكم عمله الجنة. قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا ما انا الا ان يتغمدني الله منه بفضل ورحمة قال حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير قال حدثنا بي قال حدثنا الاعمش عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قاربوا وسددوا واعلموا انه لن ينجو احد منكم بعمله. قالوا يا رسول الله ولا انت؟ قال ولا انا الا ان غمدني الله برحمة منه وفضل قال وحدثنا ابن نمير قال حدثنا ابي قال حدثنا الاعمش عن ابي سفيان عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله قال حدثنا اسحاق ابن ابراهيم قال حدثنا جرير عن الاعمش بالاسنادين جميعا كرواية ابن نمير قال حدثنا ابو بكر بن ابي شيبة وابو قريب قال حدثنا ابو معاوية عن الاعمش عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله وزاد وابشروا قال حدثني سلمة بن شبيب قال حدثنا الحسن بن اعين. قال حدثنا معقل عن ابي الزبير عن جابر رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يدخل احدا منكم عمله الجنة ولا يجيره من النار ولا انا الا من الله قال وحدثنا اسحاق بن ابراهيم قال اخبرنا عبد العزيز بن محمد قال اخبرنا موسى ابن عقبة فقال وحدثني محمد بن حاتم واللفظ له قال حدثنا بهج قال حدثنا وهيب قال حدثنا موسى ابن عقبة قال اسمعت ابا سلمة بن عبدالرحمن بن عوف يحدث عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم انها كانت تقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سددوا وقاربوا وابشروا فانه لن يدخل ان الجنة احدا عمله. قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الله منه برحمة. واعلم ان احب العمل الى الله يدومه وان قل. قال وحدثناه حسن الحلواني قال حدثنا يعقوب ابن ابراهيم ابن سعد قال حدثنا عبد العزيز بن المطلب عن موسى بن عقبة بهذا الاسناد ولم يذكر وابشروا نعم رحم الله الامام مسلما فقد ساق هذه الروايات كلها وهي بمعنى متقارب ولكن اراد الامام مسلم ان يحصر الروايات الواردة في هذا المعنى وايضا بعض الروايات فيها زيادة على بعض وهذا الحديث العظيم اخبر فيه النبي صلى الله عليه وسلم بانه لن ينجي احدا عمله حتى النبي صلى الله عليه وسلم الا ان يتغمده الله برحمته وذلك لان الانسان مهما عمل فعمره قصير وثواب الجنة ثواب دائم لا ينقطع ولهذا مهما عمل الانسان حتى لو بقي ساجدا طوال عمره لله عز وجل لن يدخل الجنة بعمله حتى النبي عليه الصلاة والسلام الذي كان يقوم حتى تتفطر قدماه من طول القيام لا يدخل الجنة بعمله لان الجنة المقام فيها ابدي سرمدي الى ما لا نهاية ليس مئة سنة ولا مليون ولا مليار ولا تريليون الى ما لا نهاية الى ما لا نهاية من السنين والانسان في الجنة يتنعم مهما عمل الانسان لا يمكن ان يقابل عمله نعيم الجنة فهذا هو معنى الحديث انه لا احد يستحق الجنة بعمله ولكن بفضل الله ورحمته وهذا الحديث قال فيه عليه الصلاة والسلام قال ولكن سددوا وفي الرواية الاخرى سددوا وقاربوا وابشروا والمقصود بقوله سددوا اي احرصوا على التسديد واصابة الصواب وفي الرواية الاخرى وقاربوا اي حافظوا على القصد في الامور بلا غلو ولا تقصير وفي الرواية الاخرى القصد القصد ايزموا التوسط في العبادة من غير غلو ولا تقصير وهذا المعنى دل له قول الله تعالى فاستقم كما امرت ومن تاب معك ولا تطغوا يعني من غير غلو استقامة من غير غلو فالتقصير مذموم والغلو مذموم. كلاهما طرفان مذمومان والاعتدال هو المطلوب الاعتدال هو المطلوب وهذا معنى قوله عليه الصلاة والسلام سددوا وقاربوا ليس المعنى التساهل وانما المقصود ان الانسان آآ يأتي بما يستطيع من العمل لكنه لا يصل الى درجة الغلو وجاء ايضا زيادة في بعض الروايات قال الا ان يتغمدني الله منه برحمة واعلموا ان احب العمل الى الله ادومه وان قل وهذه الزيادة جاءت ايضا عند البخاري حديث عائشة رضي الله عنها احب العمل الى الله ادومه وان قل وذلك ان دوام العمل فيه فوائد الدوام على العمل فيه فوائد الفائدة الاولى ان المداومة على العمل تدل على رغبة الانسان فيه ولذلك كان احب العمل الى الله فالله تعالى يحب من العبد ان يكون له عمل ولو كان يسيرا لكن يداوم عليه هذا احسن من ان يعمل عملا كثيرا ثم ينقطع الفائدة الثانية ان هذا العمل القليل الذي يداوم عليه الانسان مع مرور الوقت يكون كثيرا فالقليل مع القليل يكون كثيرا واضرب لذلك مثالا لو انك صليت ركعتي الضحى كل يوم معنى ذلك انك مع نهاية السنة تكون قد صليت اكثر من سبع مئة ركعة لو قيل لانسان تصلي سبع مئة ركعة يقول كيف سبع مئة ركعة؟ هذا عدد كبير لكن لو صليت ركعتي الضحى كل يوم ما تأخذ منك دقيقة او دقيقتين تكون مع نهاية السنة قد صليت اكثر من سبع مئة ركعة وهكذا بالنسبة لبقية الاعمال الصالحة الفائدة الثالثة من فوائد المداومة على العمل ان من داوم على عمل صالح فعرظ له عارظ من مرظ او سفر او غير ذلك كتب اجره كاملا لقول النبي صلى الله عليه وسلم اذا مرض العبد او سافر كتب الله له ما كان يعمل صحيحا مقيما هذه الفائدة لا تكون لمن لا يداوم على العمل الصالح مثلا من عادتك انك تقوم الليل وفي ليلة من الليالي اصبت بوعكة لم تستطع ان تصلي يكتب لك الاجر كاملا كانك صليت او انك تلك الليلة سافرت يكتب لك الاجر كاملا ولهذا ينبغي للمسلم بعد المحافظة على الفرائض ان يكون له نوافل يداوم عليها هذه هي التي تنفع الانسان بعض الناس اذا سمع موعظة او حصل موقف تأثر واتى باعمال كثيرة الصالحة ثم انقطع هذا الانتفاع يكون لحظي ينتفع بالموعظة يتأثر بها مؤقتا ثم يتوقف لكن الذي ينفع الانسان ان يكون له نوافل بعد المحافظة على فرائض يداوم عليها هذه لا تنفع الانسان. هذه هي التي تثقل ميزانه هذه هي التي ترفع عند الله عز وجل سواء كان في الصلاة بصيام النوافل في الصدقات في الذكر بجميع الاعمال الصالحة احرص على ان يكون لك نوافل تحافظ عليها كل يوم فستجد انك مع مرور الوقت قد اصبح هذا القليل الذي تحافظ عليه كثيرا فمثلا السنن الرواتب لو حافظت عليها كل يوم ثنتي عشرة ركعة مع نهاية السنة تكون قد صليت اكثر من اربعة الاف ركعة لو انك صمت ثلاثة ايام من كل شهر مع نهاية السنة تكون قد صمت اكثر من شهر تطوعا لو تصدقت في اليوم بعشرة ريالات او بخمسة ريالات ستجد انك مع نهاية السنة قد صدقت بمبلغ كبير لو ذكرت الله عز وجل باي نوع من انواع الذكر ستجد انك مع مرور الوقت قد عملتها كثيرا فهذا هو الذي ينفع الانسان هذا هو الذي ينبغي ان يركز عليه المسلم ان يكون له اعمال صالحة يحافظ عليها يداوم عليها يلتزم بها فانها مع مرور الوقت تكون كثيرة وهي احب العمل الى الله وايضا لو عرض له عارض كتب اجره كاملا فهذا معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم واعلموا ان احب العمل الى الله ادومه وان قل فوائد الحديث اولا دل هذا الحديث على ان دخول الجنة برحمة الله تعالى وفضله لا بالعمل الصالح والباء في قول الله تعالى ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون باء السببية اي بسبب الاعمال الصالحة فالاعمال الصالحة سبب لدخول الجنة واما قوله عليه الصلاة والسلام لن يدخل احدكم الجنة بعمله فالباء هنا باء المعاوضة كما تقول اشتريت ثوبا بكذا فاذا اما ان تكون السببية او تكون للمعاوظة ففي قوله ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون هنا باء السببية لقول النبي عليه الصلاة والسلام لا يدخل احدكم الجنة بعمله الباء باء المعاوضة. وبذلك يحصل الجمع بين الاية والحديث ثانيا السبب في ان الانسان مهما عمل من الاعمال الصالحة ليدخل الجنة بعمله هو ان اعمال الطاعات كانت في زمن يسير وهو عمر الانسان واما الثواب في الجنة فانه دائم لا ينفد ولا ينقطع ولذلك مهما عمل الانسان من اعمال فلن يستحق دخول الجنة بعمله وانما بفضل الله ورحمته ثالثا ينبغي للعبد الا يعتمد على اعماله الصالحة والا يعتد بها بل يرجو رحمة الله تعالى وفضله وانه مهما عمل من اعمال صالحة فلن يستحق دخول الجنة بعمله ولذلك ذكر ابن القيم رحمه الله وجماعته من اهل العلم ان من علامة قبول العمل الصالح ان المسلم يستقله ولا يستكثره ويشعر بانه ما عمل عملا كثيرة ومن علامة عدم قبوله ان الانسان يستكثر العمل الصالح ويعتد به ولهذا كان السلف الصالح يعملون الاعمال الصالحة الكثيرة من الصلوات والصيام والزكاة والاعمال الصالحة كثيرة ومع ذلك يخشون على انفسهم ويخشون الا تتقبل منهم كما قال سبحانه والذين يأتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون جاء في تفسيره انهم الذين يعملون الاعمال الصالحة ويخشون الا تتقبل منهم قال البخاري في صحيحه قال ابن ابي مليكة ادركت ثلاثين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخافوا النفاق على نفسه الانسان ينبغي ان يكون خائفا وجلا لا يعتد بعمله ولا يعجب بعمله انما يرجو يرجو ان الله تعالى يتقبل منه ويخشى الا يتقبل منه ذلك العمل ايضا من فوائد هذا الحديث استدل بهذا الحديث اهل السنة والجماعة على ان الله تعالى لا يجب عليه شيء من الاشياء لا ثواب ولا غيره بل العالم كله ملكه والدنيا والاخرة في سلطانه يفعل ما يشاء ولا يسأل عما يفعل جل وعلا وان ثواب الله تعالى للمؤمنين بنعيم الجنة انه محض فضل الله تعالى ورحمته لا مقابلة اعمالهم وانما اعمالهم سبب فقط ولهذا قال الله تعالى واما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والارض الا ما شاء ربك دخول الجنة من يدخل فيه يخلد ابد الاباد فلماذا اتى هذا الاستثناء الا ما شاء ربك وهذا ورد ايضا في النار فاما الذين شقوا ففي النار خالدين فيها ما دامت السماوات والارض ما شاء ربك لكنه في النار واضح ان هناك اناس يدخلون النار وهم من مات على التوحيد من اهل الكبائر ثم لا يخلدون فيها يخرجون منها ويدخلون الجنة برحمة ارحم الراحمين لكن ما وجه الاستثناء في قول الله تعالى؟ واما الذين ساعدوه في الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والارض الا ما شاء ربك قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره قال معنى الاستثناء ها هنا ان دوامهم فيما هم فيه من النعيم ليس امرا واجبا بذاته على الله بل هو موكول الى مشيئة الله تعالى فله المنة عليهم دائما ولهذا حتى لا يتوهم متوهم بان مقام اهل الجنة في الدنيا انه ليس مؤبدا ختم الله تعالى الاية بقوله عطاء غير مجذوذ سبحان الله انظر انظر الى عظمة القرآن واعجازه لان قوله الا ما شاء ربه قد يتوهم يتوهم ويقول انتم تقولون اهل الجنة خالدون في ابد الاباد. اليس الله يقول فاما الذين سعدوا في الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والارض ما شاء ربك قال الا ما شاء ربك حتى لا يتوهموا توهم هذا الوهم ختم الله الاية بقوله عطاء غير مجذوذ اذا ما فائدة هذا الاستثناء الا ما شاء ربك؟ هذا كما قال ابن كثير اشارة الى ان دخولهم الجنة ليس امرا واجبا على الله وانما هو بمشيئته جل وعلا فله المنة عليهم ليس هناك شيء يجب على الله تعالى حتى دخول المؤمنين الجنة ليس واجبا على الله والله تعالى لا يجب عليه شيء لان كل شيء ملك لله وكل شيء عبد لله وكل شيء مخلوق لله فلا يجب على الله شيء حتى دخول المؤمنين الجنة نقوله ليس واجبا على الله لكنه بمشيئته جل وعلا وفضله ورحمته فهذا هو السر في قوله الا ما شاء ربك واما الذين سعدوا وفي الجنة خالدون فيها ما دامت السماوات والارض الا ما شاء ربك خذ هذه الفائدة هذا هو السر بعض العلماء قال انها من المتشابه لكن الذي يظهر انها ليست متشابهة معناها واضح وان مقام اهل الجنة انه مؤبد ابد الاباد وخالدين فيها ابدا كما قال في اخر الاية عطاء غير مجلوذ لكن انما قال الا ما شاء ربك اشارة الى ان هذا ليس شيئا واجبا على الله. وانما هو موكول الى مشيئته جل وعلا نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى باب اكثار الاعمال والاجتهاد في العبادة قال حدثنا قتيبة ابن سعيد قال حدثنا ابو عوانة عن زياد ابن علاقة عن المغيرة ابن شعبة عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى حتى انتفخت قدماه فقيل له وتكلف هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر. فقال افلا اكون عبدا شكورا قال حدثنا ابو بكر بن ابي شيبة وابن نمير قال حدثنا سفيان عن زياد بن علاقة انه سمع المغيرة بن شعبة رضي الله عنه يقول قام النبي صلى الله عليه وسلم حتى ورمت قدماه. قالوا قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال افلا اكون عبدا شكورا قال حدثنا هارون ابن معروف وهارون ابن سعيد الليلي قال حدثنا ابن وهم قال اخبرني ابن صخر عن ابن قصي عن عروة ابن الزبير عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا صلى قام حتى تفطر رجلاه قالت عائشة يا رسول الله اتصنع هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر. فقال يا عائشة افلا اكون عبدا شكورا. اللهم صلي وسلم عليه كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم كثيرا من الليل كما قال سبحانه ان ربك يعلم انك تقوم ادنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه يعني قريب من ثلثي الليل ونصف الليل وثلث الليل وهذا وقت طويل ثلثي الليل في ليالي الشتاء وعاد تقريبا سبع ساعات قرابة سبع ساعات والنبي عليه الصلاة والسلام يصلي ولذلك تفطرت قدماه تشققت قدماه من طول القيام وكان يقوم حتى تتفطر قدماه الرواية الاولى حديث المغيرة قال حتى انتفخت قدماه وفي الرواية الثانية قال حتى ورمت قدماه وفي الرواية الثالثة قال حتى تفطر رجلاه كلها بمعنى واحد يعني انه ورمت قدماه من طول القيام كما ذكرنا انه احيانا يقوم قرابة سبع ساعات وهو قائم يصلي وصلى معه حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه صلاة الليل مرة قال فافتتح بالبقرة يعني بعد ما قرأ الفاتحة افتتح بالبقرة فقلت يركع عند المئة فاتم فقلت يكمل سورة البقرة فافتتح بالنساء وقرأها كاملة ثم افتتح بال عمران لاحظ انه قدم النسا على ال عمران هذا يدل على ترتيب بين السور ليس واجبا قرأ سورة البقرة وال عمران والنساء في ركعة واحدة بركعة واحدة ثم ركع فكان ركوعه قريبا من قيامه ثم سجد فكان سجوده قريبا من ركوعه سبحان الله انظر الى طول صلاة النبي عليه الصلاة والسلام وصلى معه مرة ابن مسعود قال صلى بي النبي صلى الله عليه وسلم فاطال القيام حتى هممت بامر سوء قيل وما هممت به قال هممت ان ادعه واذهب قال النبي عليه الصلاة والسلام وصلى معه كذلك ابن عباس وكان عليه الصلاة والسلام كان يطيل الصلاة وتسأله ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وتقول يا رسول الله لما تصنع هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فيقول افلا اكون عبدا شكورا وهذا الحديث فيه فوائد الفائدة الاولى اولا بيان ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من عظيم العبادة لربه جل وعلا ومن ذلك انه كان يقوم ادنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وثلثا الليل تعادل تقريبا في ليالي الشتاء سبع ساعات وكان يقرأ في الركعة الواحدة بسورة البقرة وال عمران والنساء وهذا يدل على عظيم عبادة النبي صلى الله عليه وسلم لربه ايضا من الفوائد دل هذا الحديث على ان الشكر يكون بالعمل كما يكون باللسان فان النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل لما تصنع هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال افلا اكون عبدا شكورا يفعل ذلك شكرا لنعمة الله علي وهذا دليل على ان الشكر يكون بالعمل كما يكون بالقول والشكر يكون بالقلب وباللسان وبالجوارح فيكون بالقلب الاعتراف بنعم الله عز وجل وعدم جحدها ويكون كذلك باللسان بان يكون الانسان لهجا بحمد الله تعالى وشكره ويكون كذلك بالجوارح بان يجتهد في طاعة الله سبحانه وان يجتنب محارمه والشكر عبادة عظيمة وثمراتها ومنفعتها ترجع للشاكر فان الله عز وجل قال لان شكرتم لازيدنكم فالذي يكثر من الشكر يزيده الله عز وجل في النعم واصل مادة الشكر مادة الشي والكاف والراء اصلها في اللغة لغة العرب ظهور اثر العلف على الدابة يقال دابة شكور اذا كان يظهر عليها من السمن اكثر مما تعلف وكذلك ايضا هو ظهور اثر نعمة الله تعالى على العبد على قلبه اعترافا وعلى لسانه آآ ثناء بلسانه وشكرا وعلى جوارحه عبادة لله تعالى وطاعة فيظهر اثر الشكر على آآ الانسان فينبغي ان يعود الانسان نفسه على الحمد لله وعلى الشكر لله عز وجل وان يكثر من شكر الله تعالى وحمده على نعمه ومن ذلك الشكر العملي. الشكر العملي يغفل عنه كثير من الناس بعض الناس يعتقد ان الشكر لا يكون لا باللسان يمكن تتصدق بالله تعالى وصدقة تنويها شكر لله على ما انعم به؟ عليكم من نعمه عموما او من نعمة الخاصة انعم الله عليك نعمة خاصة بك تحمد الله بلسانك تتصدق بنية الشكر مثلا او حتى كما سيأتي تصلي بنية الشكر او تعمل اي عمل صالح بنية الشكر لان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل شكرا لله عز وجل ولا هو قد غفر له قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ولكن كما قال ربنا سبحانه وقليل من عبادي الشكور وقليل من عبادي الشكور ايضا دل هذا الحديث على ان من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر لكن هل هذا خاص بالنبي عليه الصلاة والسلام لم يشاركه فيه احد او شاركه فيه احد من يجيب على هذا السؤال؟ نعم احسنت اهل بدر اهل بدر شاركوا النبي عليه الصلاة والسلام في هذه الخصيصة فان النبي صلى الله عليه وسلم قال وما يدريك لعل الله اطلع على اهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم هذا الدليل على ان الله غفر له ما تقدم من ذنوبه وما تأخر لكن فقط ام اهل بدر اهل بدر الذي شاركوا النبي عليه الصلاة والسلام في هذه الخصيصة. ومن عاداهم فليس لاحد تحصل له هذه الخصيصة ان يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ولهذا قال العلماء اي حديث تجد فيه غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر هو حديث ضعيف من فعل كذا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر زيادته ما تأخر هذي ظعيفة. هذي خذها قاعدة اي حديث تجد فيه من فعل كذا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر زيادة وما تأخر هذه ضعيفة لانها تنافي ما ذكرنا من ان هذا خاص بالنبي عليه الصلاة والسلام وخاصة ايضا باهل بدر ايضا من فوائد هذا الحديث فظل قيام الليل وطول القيام قد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على قيام الليل حتى انه في بعض الليالي يقوم قريبا من ثلثي الليل ان ربك يعلم انك تقوم ادنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وقد اثنى الله عز وجل على من يقومون الليل فقال تتجافى جنوبهم عن المضاجع وقيام الليل هو دأب الصالحين ومن سمات اولياء الله المتقين ينبغي ان يحرص المسلم عليه وهو من اعظم اسباب الثبات قيام الليل من اعظم اسباب الثبات لانه بمثابة الوقود الروحي للمسلم في اليوم والليلة واذا قمت الليل تجد اثر قيام الليل عليك طوال اليوم سبحان الله كما قال عليه الصلاة والسلام يعقد الشيطان على قافية رأس احدكم اذا هو نام ثلاث عقد. عليك ليل طويل فارقد فان هو قام فذكر الله انحلت عقدة وان توظأ حلت عقدة وان صلى انحلت عقدة فقام نشيطا طيب النفس والا قام خبيث النفس كسلان متفق عليه الذي يقوم الليل تنحل عنه هذه العقد الثلاث فيقوم نشيطا طيب النفس ثم ايضا الذي يقوم الليل يتعرض لنفحات الله سبحانه ومغفرته قد قال عليه الصلاة والسلام ينزل ربنا الى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الاخر فيقول هل من داع فاستجيب له هل من سائل فاعطيه هل من مستغفر فاغفر له وذلك كل ليلة سبحان الله انظر الى الى فضل هذا الرب العظيم وجوده وكرمه واحسانه مع انه غني عن عباده غني الغنى المطلق عن عباده ومع ذلك تنادي عبادة حين يبقى ثلث الليل الاخر بهذا النداء. هل من داع فاستجيب له؟ هل من سائل فاعطيه؟ هل من مستغفر فاغفر له فينبغي ان يحرص المسلم على قيام الليل وخاصة طالب العلم وان يقوم ما تيسر من الليل ولو ان يقوم قبيل صلاة الفجر ويصلي ما تيسر لكن لا يترك قيام الليل وقيام الليل ايضا فيه فائدة اخرى وهي انه امان من النفاق وكما قال السلف ما قام الليل منافق المنافق لا يمكن يقوم الليل لانه ليس له في مصلحة المنافق يرائي الناس يراؤون الناس فالذي يقوم الليل هذه امار على بعده عن النفاق فينبغي ان ان يحرص المسلم على قيام الليل وان يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك ايضا من الفوائد مشروعية الصلاة للشكر ووجه ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الليل ويطيل القيام شكرا لنعم الله تعالى عليه ولذلك لما سألته عائشة رضي الله عنها وقد انتفخت قدماه وتورمت من طول القيام فقالت يا رسول الله لم تصنع هذا؟ وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال افلا اكون عبدا شكورا فدل هذا على مشروعية الصلاة للشكر لشكر الله سبحانه. وهكذا بقية الاعمال الصالحة يمكن ان يجعلها المسلم شكرا لله سبحانه الصدقة يتصدق شكرا لله يصوم شكرا لله آآ يصلي شكرا لله فهذه يمكن كلها ان تكون شكرا لله عز وجل. فالشكر كما يكون بالقول يكون بالعمل. اعملوا ال داوود شكرا ايضا من الفوائد قال القاضي عياض قال الشكر معرفة احسان المحسن والتحدث به وسميت المجازاة على فعل الجميل شكرا لانها تتضمن الثناء عليه قال وشكر العبد وشكر العبد لله تعالى اعترافه بنعمه وثناؤه عليه وتمام مواظبته على طاعته وهذا كلام حسن لكن قال بعد ذلك واما شكر الله تعالى افعال عباده فمجازاته اياهم وتظعيف ثوابها وثناؤه بما انعم به عليهم وهذا في الحقيقة الذي ذكره القاضي عياض فيما يتعلق بشكر الله عز وجل ليس هو معنى شكر الله وانما هو من ثمرات شكر الله ولهذا تعقب العلماء القاضي عياض بهذا الكلام وقالوا ان شكر الله للعبد معناه ان الله تعالى يشكر العبد بالقول في الملأ الاعلى كما قال الله تعالى في الحديث القدسي ان ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه وايضا كما جاء في آآ الحديث الصحيح اذا كان يوم عرفة ينزل الله الى السماء الدنيا فيباهي بالحجيج ملائكته ويقول انظروا الى عبادي هؤلاء اتوني شعثا غبرا ضاحين من كل فج عميق اشهدكم اني قد غفرت لهم فشكر الله لعباده يكون شكرا بالقول وبغيره وليس كما ذكر القاضي عياض لان ما ذكره انما هي من ثمرات الشكر نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى باب الاقتصاد في الموعظة قال حدثنا ابو بكر بن ابي شيبة قال حدثنا وكيع وابو معاوية قال وحدثنا ابن نمير واللفظ له قال حدثنا ابو معاوية عن الاعمش عن شقيق قال كنا جلوسا عند باب عبد الله رضي الله عنه ننتظره فمر بنا يزيد ابن معاوية النخاعي فقلنا اعلمه بمكاننا فدخل علينا فلم يلبث ان خرج علينا عبد الله فقال اني اخبر بمكانكم فما يمنعني ان اخرج اليكم الا كراهية لكم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتخولنا بالموعظة في الايام مخافة السآمة علينا قال حدثنا ابو سعيد لا شج قال حدثنا ابن ادريس قال وحدثنا من جاب ابن الحارث التميمي قال حدثنا ابن مسهر قال وحدثنا اسحاق بن ابراهيم وعلي بن خشرم قال اخبرنا عيسى ابن يونس قال وحدثنا ابن ابي عمر قال حدثنا سفيان كلهم عن الاعمش بهذا الاسناد نحوه وزاد من جاب في روايته عن ابن مسهر قال الاعمش وحدثني عمرو بن مرة عن شقيق عن عبدالله مثله قال وحدثنا اسحاق بن ابراهيم قال اخبرنا جرير عن منصور قال وحدثنا ابن ابي عمر واللفظ له قال حدثنا فضيل بن عياض عن منصور عن شقيق ابي وائل قال كان عبد الله رضي الله عنه يذكرنا كل يوم خميس فقال له رجل يا ابا عبد الرحمن انا نحب حديثك ونشتهيه ولوددنا انك حدثتنا كل يوم فقال ما يمنعني ان احدثكم من لا كراهية وان املكم. ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتخولنا بالموعظة في الايام كراهة السلامة علينا. نعم عبدالله بن مسعود من علماء الصحابة من فقهاء الصحابة وكان له بعض الطلاب وكانوا ينتظرونه فقال اني اعلم اخبر بمكانكم ولكن لا يمنعني ان ان اخرج اليكم الا كراهة ان املكم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتخولنا يعني يتعاهدنا بالموعظة مخافة السآمة علينا وايضا جاء في الحديث الاخر حديث شقيقة بوائل ان عبد الله ابن مسعود كان له مجلس موعظة كل يوم خميس فقال له رجل نحب حديثك نحب حديثك ونشتهيه وددنا انك تحدثنا كل يوم فقال ما يمنعني الا ان املكم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتخولنا يعني يتعاهدنا بالموعظة في الايام كراهة السآمة علينا فكان يعني رظي الله عنه يحرص على اه ان يتعهدهم من حين لاخر بالموعظة والا تكن كل يوم لانها اذا كانت كل يوم تدخل عليهم السآمة والملل وهذا الحديث فيه فوائد اولا الاقتصاد في الموعظة لئلا تملها القلوب فيفوت مقصودها ولذلك ينبغي للواعظ ان يعظ من حين لاخر والا يكثر لانه اذا اكثر على الناس في موعظة فان الناس تمل وتسأم فينبغي ان ان تكون موعظته قصدا ايظا من الفوائد انه ينبغي للواعظ والمعلم ان يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في هذا الهدي وان يتخول الناس بالموعظة وبالتعليم وان يبتعد عن كل ما ينفر ايضا من الفوائد بيان ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الرفق باصحابه ليأخذوا عنه بنشاط لا بضجر وملل كان عليه الصلاة والسلام يحرص على ان يتبع افظل الاساليب في التعليم في التربية وفي التوجيه ولذلك كان ينوع اساليب التعليم تارة بذكر المثل وتارة بذكر القصة وتارة بطرح السؤال فكان يأتي باساليب متنوعة وكان ايضا لا يكثر عليهم وانما يتخولهم ويتعاهدهم من حين لاخر كان اسلوبه عليه الصلاة والسلام مع الصحابة انفع انجع الاساليب ولذلك اثر فيهم تأثيرا عظيما فالنبي عليه الصلاة والسلام بعث وعمره اربعون وتوفي وعمره ثلاث وستون يعني بقي في البعثة والرسالة ثلاث وعشرين سنة فقط ثلاث عشرة سنة منها في مكة يدعو الناس الى تحقيق التوحيد ترك الشرك والعشر سنوات الاخيرة من عمره عليه الصلاة والسلام كان في المدينة دعا الناس فيها الى بقية شرائع الاسلام انظر الى عظيم بركة وقته عليه الصلاة والسلام يعني هذه الاحاديث الان التي تروى بالالاف هي فقط في العشر السنوات الاخيرة ومع ذلك كان عليه الصلاة والسلام كان يتخول الصحابة بموعظة ولا يكثر عليهم مخافة النفرة ايضا من الفوائد مراعاة احوال النفوس وانه ينبغي تجنب ما يكون سببا للملل والسآمة فينبغي خاصة للواعظ والخطيب والمتحدث ان يراعي احوال النفوس وان يبتعد عن كل ما كان سببا للسآمة والملل. ومن ذلك الاكثار من الموعظة ومن ذلك ايضا التطويل فيها لان التطويل سبب للملل ولهذا كان عليه الصلاة والسلام كانت خطبته قصيرة لم يكن يطول الخطبة وقال ان قصر خطبة المرء وطول الصلاة مئنة من فقهي. والمقصود هنا بالقصة القصة النسبي يعني في حدود قراءة سورة قاف مرتلة حدود عشر دقائق تقريبا او في هذا القدر من عشر دقائق الى ربع ساعة بهذا القدر وليس كما يفهمه بعض الناس. بعض الناس فهم هذا الحديث فهما خاطئا فاصبح يخطب الجمعة ثلاث دقائق او اربع دقائق هذا لا لا يحقق الغرض من خطبة الجمعة لكن مقصود يعني هنا بالقصر قصر النسبي كان عليه الصلاة والسلام يجتنب كل ما يسبب النفرة والملل ولذلك لما بلغه ان رجلا قال اني لا اصلي صلاة الفجر مما يطيل بنا فلان فغضب النبي عليه الصلاة والسلام غضبا شديدا وقال ايها الناس ان منكم منفرين ايكم امل الناس فليخفف فان من ورائه الكبير والظعيف وذا الحاجة كل ما يؤدي لتنفير الناس ينبغي اجتنابهم وينبغي يعني ان ان يلاحظ هذا امام المسجد والخطيب والداعية والمعلم ان يجتنب كل ما ينفر الناس اذا كان هذا الشيء ينفر الناس ينبغي ان تجتنبه ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام انكر على هذا الرجل مع انه كان يطيل صلاة الفجر فلما كان منفرا بهذه الاطالة انكر عليه. وغضب وقال ان منكم منفرين فينبغي عدم تنفير الناس والمقصود بالتنفير التنفير الذي يكون لغالب الناس. اما الذي يكون لشخص واحد فهذا لا يلتفت الى هذا انه اذا كان لشخص واحد بعظ الناس قد يكون عنده مشاكل صحية او مشاكل نفسية او احيانا يعني اه نظرة غير سوية هذا لا يلتفت لهؤلاء لا يلتفت لكن لو كان معظم المصلين حصل نفرة بسبب تصرف من تصرفات امام المسجد او الخطيب او المعلم معنى ذلك ان فيه مشكلة ينبغي ان يتنبه لها وينبه لذلك فكل ما كان سبب للتنفير ينبغي اجتنابه. من ذلك مثلا اه التطويل مثلا في الصلاة تطويلا يسبب النفرة هذا ينبغي ان يجتنبه امام المسجد لا يطيل تطويلا يسبب النفرة وكما ذكرنا يعني النفرة من اغلب المصلين نعم سلام عليكم قال رحمه الله تعالى كتاب الجنة وصفات نعيمها واهلها قال حدثنا عبد الله بن مسلمة بنقعنب قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت وحميد عن انس ابن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات قال وحدثني زهير بن حرب قال حدثنا شبابة قال حدثني وارقاه عن ابي الزناد عن الاعرج عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله نعم هذا الحديث العظيم حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات قال النووي قال العلماء هذا من بديع الكلام وفصيحه وجوامعه التي اوتيها النبي صلى الله عليه وسلم من التمثيل الحسن ومعناه لا يوصل الجنة الا بارتكاب المكاره والنار بالشهوات والمراد بالمكاره ما امر المكلف بمجاهدة نفسه فيه فعلا وتركا ما امر المكلف بمجاهدة نفسه فيه تعلم وتركن كالاتيان بالعبادات على وجهها من الصلاة والصيام والزكاة والحج وبقية العبادات وكذلك اجتناب المنهيات قولا وفعلا اجتناب الغيبة والنميمة والسخرية اه جميع المعاصي القولية وكذلك جميع المعاصي الفعلية وهذه تحتاج الى مجاهدة للنفس ولذلك سميت مكاره وحفت الجنة بها واطلق عليها المكاره لمشقتها وصعوبتها واما الشهوات فهي فالمراد بها في الحديث ما يتلذذ به من امور الدنيا مما منع الشارع من تعاطيه يعني المقصود الشهوات المحرمة كالزنا وشرب الخمر ونحو ذلك فالجنة حفت بالمكاره والنار حفت بالشهوات قد جاء عند احمد وابي داود والنسائي بسند صحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لما خلق الله الجنة والنار ارسل جبريل فقال اذهب الى الجنة وانظر اليها والى ما اعددت لاهلها فذهب جبريل ونظر الى الجنة قال يا ربي لا يسمع بها احد الا دخلها فامر بها فحفت بالمكاره ثم قال الله له اذهب اليها فانظر لها وما اعددت لاهلها فذهب ونظر اليها فاذا هي قد حفت بالمكاره فقال يا ربي لقد خشيت الا يدخلها احد قال فاذهب الى النار وانظر اليها والى ما اعددت لاهلها فذهب الى النار ونظر اليها واذا هي يركب بعضها بعضا فقال يا رب وعزتك لا يسمع بها احد فيدخلها فحفت بالشهوات ثم قال الله له انظر اليها فنظر اليها فاذا هي قد حفت بالشهوات فقال جبريل وعزتك خشيت الا ينجو منها احد فالجنة حفت بالمكاره والنار حفت بالشهوات فطريق الجنة ليس سهلا انما هو طريق صعب محفوظ بالمكاره لان ثمرات عظيمة جدا السعادة الابدية في دار الخلود وبعض الناس يعتقد ان ان انه لابد ان يكون طريق الجنة سهلا معبدا بالورود وهذا غير صحيح ولهذا تجد ان بعض الناس ينكر على المفتي اذا قال حرام يقول لا تشددوا على الناس الجنة حفت المكاره حرام يبقى حراما حتى وان كان في مشقة على النفوس يبقى حرام والواجب يكون واجبا وان كان فيه مشقة على النفوس لان طريق الجنة لان الجنة حفت المكاره وكما قال ابن القيم يا سلعة الرحمن لست رخيصة بل انت غالية على الكسلان وطريق النار حف بالشهوات طريق النار طريق تنجرف معه النفس وتميل اليه النفس بطبيعتها ولذلك تحتاج الى نهي كما قال الله تعالى واما من خاف مقام ربه ونهى النفس ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى فطريق النار محفوظ بالشهوات شهوات المحببة للنفس ولا تميل اليها النفس فهذا المعنى ينبغي ان يكون حاضرا لدى المسلم وان طريق الجنة محفوف بالمكاره يحتاج الى صبر ومصابرة ومجاهدة والنفس اذا روضها الانسان ارتاظت على طاعة الله المجاهدة تكون في في البداية ثم لا تجد بعد ذلك صعوبة. مثلا صلاة الفجر مع الجماعة في المسجد الذي روض نفسه عليها لا يجد صعوبة فيها انما يجد الصعوبة الانسان الذي لم يروض نفسه عليها يجد ثقلا وكسلا وترددا لكن من روض نفسه واعتاد على صلاة الفجر لا يجد ادنى صعوبة وهكذا بالنسبة لبقية الطاعات واجتناب المعاصي فطريق الجنة طريق محفوف بالمكاره ام حسبتم ان ان تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ثم ايضا طريق الجنة يكون يعني الانسان فيه معرضا للابتلاء احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون وقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين. بعض الناس يدعي انه قوي الايمان لكن ما ان تحصل فتنة او شدة او ابتلاء الا وسرعان ما يسقط ومن حكمة الله عز وجل انه يقدر بعض الاحداث بالتمحيص وتمييز الخبيث من الطيب ما كان الله ليذر المؤمنين على ما انتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب. لابد من التمايز التمايز يكون بالابتلاء ولهذا فعلى المسلم ان يحرص على الثبات وان يسأل الله تعالى الثبات فطريق الجنة اذا طريق محفوف بالمكاره وصاحبه معرض للابتلاء واشد الناس بلاء الانبياء ثم الامثل فالامثل. ان كان في دينه صلابة شدد عليه في البلاء لابد ان يوطن المسلم نفسه على ذلك وكما مر معنا في الحديث السابق في الاسبوع الماضي مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع تفيئه الريح يمنة ويسرة ومثل منافق كشجرة الارز لا تهتز حتى تستحصد فالمؤمن كثير الالام والمصائب والابتلاء لكن عاقبته حميدة في جنة عرضها السماوات والارض في حياة الخلود واما طريق النار فهو طريق معبد بالشهوات النفس تميل اليه بطبيعتها لكن عاقبته وخيمة يكون الانسان في عذاب الجحيم في حياة الخلود قوائد الحديث اولا دل هذا الحديث على ان الجنة محفوفة بالمكاره وان النار محفوفة بالشهوات وان هذا المعنى ينبغي ان يستحضره المسلم والا يستثقل الطاعة او الصبر عن المعصية لان طريق الجنة يحتاج للصبر على ذلك ايظا من الفوائد دل هذا الحديث على ان الجنة والنار مخلوقتان الان قوله عليه الصلاة والسلام حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات وهذا معتقد اهل السنة والجماعة ان الجنة والنار مخلوقتان الان وقد اري النبي صلى الله عليه وسلم الجنة والنار بليلة المعراج وايضا حتى في صلاة الكسوف لما تقدم وتقدمت الصفوف اري الجنة واراد يتناول عقودا قال ولو تناولت منه لاكلت منه ما بقيت الدنيا ثم رأى النار فاذا هي يحطم بعضها بعضا وتأخر وتأخرت الصفوف فالجنة والنار مخلوقتان الان اعد الله تعالى الجنة للمؤمنين واعد النار للكافرين ولمن عصاه والجنة في سعتها شيء عظيم فوق فوق خيال الانسان اذا كان ربنا سبحانه يقول عرضها السماوات والارض عرضها السماوات والارض فما بالك بطولها كيف ستكون ساعتها حجمها عرضها السماوات والارض يعني لو ان السماوات السبع الصقت واحدة مع الاخرى وكذلك الارظين هذا عرض الجنة فما بالك بطولها وكما سيأتينا ان شاء الله في الحديث في الدرس القادم قول النبي عليه الصلاة والسلام ان في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مئة سنة مئة سنة يسير في ظل شجرة فهي خلق عظيم وهكذا ايضا النار معدة الان ويحطم بعضها بعضا فالجنة والنار اذا مخلوقتان لكن دلت ايضا الادلة على ان الجنة قد يزيد الله تعالى فيها وفي غراسها كما قال سبحانه من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة ولما لقي نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ابراهيم عليه الصلاة والسلام قال اقرئ امتك مني السلام واخبرهم ان الجنة طيبة التربة عذبة الماء وانها قيعان وان غراسها سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر هذا دليل على انه قد قد يزيد ما في الجنة يزيد غرس الجنة لكن الجنة والنار مخلوقتان الان وهذا هو معتقد اهل السنة والجماعة الجنة والنار هما نهاية المطاف للبشرية فاننا نحن البشر في رحلة عظيمة ونحن في اخطر مراحل هذه الرحلة وهي مرحلة الاختبار والعمل الذي يترتب عليه كل شيء كل شيء مترتب على ما نعمله في هذه الفترة القصيرة فترة العمر ثم بعد ذلك بعد هذه الفترة تكون حياة الخلود اما في نعيم ابدي او في عذاب سرمدي. اسأل الله السلامة والعافية وما بعد الدنيا من دار الا الجنة او النار ما بعد الموت من دار الا الجنة او النار فنحن الان في اخطر مراحل الرحلة البشرية وهي مرحلة العمل والاختبار فمن اغتنمها في طاعة الله عز وجل سعد السعادة الابدية في حياة الخلود ومن ضاع عليه عمره في لهو وفي غفلة ندم الندم العظيم في حياة الخلود ونكتفي بهذا القدر ونقف عند حديث ابي هريرة والله اعلم وصلى الله وسلم لا نجيب عما تيسر من الاسئلة ما اصول اهل السنة والجماعة هذا سؤال جوابه يطول لكن انصح الاخ الكريم بالرجوع كتب العقائد ففيها تفصيل لاصول اهل السنة والجماعة في الاسماء والصفات ايضا في آآ توحيد العبادة وفي توحيد الربوبية في ايضا الاعتقاد عموما هذا موجود في كتب العقائد ايهما افضل لمن كان متعبا ان يقوم الليل طويلا وهو جالس او يقوم الليل وهو واقف لكن يقرأ سورا قصيرة الافضل ان يختار ما هو الاصلح لقلبه يختار المسلم ما هو الاصلح لقلبه هذه القاعدة وكذلك ايضا هل الذي يصلي صلاة الليل؟ هل افضل يجهر بالقراءة او يسر اذا كان حوله احد يسر حتى لا يؤذيه اذا لم يكن حوله احد فالافضل هو ما كان الاصلح لقلبه ان كان الاصلح لقلبه الجهر جهر بالقراءة. وان كان الاصلح لقلبه الاصرار اسر بالقراءة ما حكم لبس الجاكيت فوق العباءة هل يعتبر من الزينة؟ الاصل في هذا الاباحة الاصل في هذا الحل والاباحة حديث لا يخلون رجل بامرأة الا ومعها ذو محرم هل لابد من محرم لنفي الخلوة رجل او يكون معها امرأة اخرى انت في الخلوة بوجود امرأة اخرى اذا وجد معه امرأة اخرى انتفت الخلوة ولذلك المحرم انما يشترط في السفر فقط بمكاتب المسافة ثمانين كيلو فاكثر اما داخل البلد لا يشترط المحرم وانما يشترط انتفاء الخلوة فلو ركب مثلا مجموعة من النساء امرأتان فاكثر مع رجل اجنبي لا يعتبر هذا خلوة لا يعتبر فوجود امرأة اخرى مع المرأة ينتفي بذلك الخلوة وايضا ذهاب المرأة اذا كان في اقل من ثمانين كيلو لا يشترط له المحرم وانما يشترط انتفاء الخلوة مثلا لو ارادت ان تذهب من جدة الى مكة لا يشتاط المحرم لان المسافة ما بين جدة الى مكة اقل من ثماني كيلو متر لكن يشترط انتفاء الخلوة هل تمثل الجن بصورة الانس حقيقي ام تخييلي هو ليس ليس صورة حقيقية وانما صورة يتمثل يعني يخيل يخيل اليك انه بصورة كذا ليس مع ذاك ان ينقلب الى انسان حقيقي انما يخيل اليك ان صورتك كذا كما مر معنا في درس الامس هل يزكى على الارض المعروضة للبيع ام بنية البيع مستقبلا الارض التي تجب فيها الزكاة هي الارظ التي جزم المالك بنية بيعها في الحال او في المستقبل. بقصد التربح. هذا هو الضابط الارض التي جزم المالك بنية بيعها في الحال او في المستقبل بنية التربح بغض النظر عن عرضها عرضها ليس مؤثرا وانما المؤثر هو النية فاذا كان عندك ارظ لزمت بنية بيعها الان بقصد التربح ومضى على ذلك سنة هنا يجب عليك ان تزكيها او انك قصدت بيعها في المستقبل وجزمت بهذه النية بقصد التربح فيجب عليك ان تزكيها عند جمهور الفقهاء اما الارض التي لم ينوي بها البيع لم يقصد بها البيع وانما قصد ان يبني عليها مسكنا او استراحة او عقار لتأجيره هذه لا زكاة فيها وهكذا الارض التي تردد في النية لا زكاة فيها وهكذا الارض التي جزم بنية البيع لكن ليس بقصد التربح وانما مثلا بقصد الحصول على سيولة يعني محتاج محتاج لسيولة نقدية او انه رغب عن هذه الارض رغبة عنها او انه مثلا عرض بيته للبيع لكونه انتقل الى بيت اخر ومضى على هذا العرظ سنة فاكثر هذي كلها لا تجب فيها الزكاة اذا انما تجد في حالة واحدة وهي ان يجزم بنية البيع بقصد التربح. ويمضي على ذلك سنة فاكثر فتجب فيها الزكاة اذا سمع الانسان الامام يوم الجمعة وقد انتهى من قراءة السورة في الركعة الثانية وركع الركعة الثانية فهل يجوز له السعي والركض لادراك الجمعة نعم يجوز له ذلك وهذا ذكره ابن تيمية وغيره وذكروا ان هذا مستثنى من قول النبي عليه الصلاة والسلام اذا سمعتم الاقامة فامشوا وعليكم السكينة. فما ادركتم فصلوا قالوا انه اذا خشي ان تفوتها الجمعة او الجماعة فيجوز له ان يسعى وان يركظ حتى يدرك الجمعة والجماعة لانه عليه الصلاة والسلام قال فما ادركتم فصلوا وهذا لن يدرك شيئا فاذا اتيت الامام في الركوع من الركعة الثانية لصلاة الجمعة او في الركعة الاخيرة من اي صلاة في الركوع في الركعة الاخيرة من اي صلاة هنا يجوز السعي والركض على القول الراجح وما عدا ذلك فيمشي الانسان وعليه السكينة ولا يسرع ولا يسعى هل الحائض والنفساء تدخلان في حديث اذا مرض العبد او سافر كتب الله له ما كان يعمل صحيحا مقيما في هذه المسألة خلاف بين اهل العلم لكن اكثر اهل العلم على انهما لا تدخلان لان النبي صلى الله عليه وسلم اعتبر هذا نقصا في الدين فلما قال ما رأيتم الناقصات عقل ودين اذهب للب الرجل حازم احداكن قلنا يا رسول الله وما نقصان العقل والدين قال اما نقصان العقل فشهادة الرجل تعادل شهادة امرأتين واما نقصان الدين اليس اذا حاضت لم تصلي ولم تصم فاعتبره النبي عليه الصلاة والسلام نقصانا في الدين فلو كان المرأة يكتب لها الاجر كاملا ما اعتبر نقصانا في الدين وهذا هو الذي عليه اكثر اهل العلم لكن المرأة الحائض والنفساء انما هي ممنوعة فقط من الصلاة والصوم والطواف اما بقية الامور فهي كغير الحائض بغير النفساء فينبغي لها اذا كانت اثناء الدورة الشهرية او اثناء النفاس آآ الا تغفل عن الاعمال الصالحة فقراءة القرآن تجوز على القول الراجح للحائض والنفساء لكن لا تمس المصحف كذلك الذكر كذلك ايضا آآ الصدقة صلة الرحم جميع الاعمال الحائض والنفساء كغير الحائض والنفساء الا فقط في الصلاة والصوم. الصلاة والصوم والطواف وما عدا ذلك فهي كغيرها من النساء ولذلك تجد ان بعظ النساء اذا اتاها الحيظ انقطعت عن العمل الصالح تماما وهذا خطأ خطأ كبير هي هي كغير الحائض انما هي فقط ممنوعة من الصلاة ومن الصيام ومن الطواف اما بقية الاعمال الصالحة فهي كغيرها من النساء ما حكم التصدق عن الحي بدون علمه هل يؤجر متصدق عنه هذا يدخل في هبة الثواب ولا بأس بذلك هبة الثواب وكما تكون الميت تكون ايضا للحي لكن ينبغي الا ينسى المتصدق نفسه ان بعض الناس عنده ولع اهداء الثواب للاخرين وينسى نفسه يعتمر عن غيره وينسى نفسه يتصدق عن غيره وينسى نفسه فينبغي نبدأ بنفسه اولا كما ان هذا الذي تريد ان تهديه الثواب حاجة لعمل صالح فانت ايضا بحاجة لعمل صالح انا متسلف من خالي خمس مئة ريال وحصل بيننا مشاكل ولا استطيع اعطاءه الان. فما هي الطريقة البديلة هل اضعه على سيارتي او غرفتي بدون اخباره لانه لو فطن اني مستدين منه فقد اقع في مشكلة اكبر واعظم ترد عليه المبلغ باية طريقة ولو على شكل هدية او تضعه في سيارته المهم انك ترد له المبلغ باية طريقة ما دام ان ردك المباشر له يتسبب في قطيعة لا تفعل وانما اختر طريقة بديلة ومن ذلك ما ذكرت من انك تضعها مثلا يعني على سيارته او في داخل سيارته او احسن من ذلك انك تجعله على شكل هدية تقول هذه هدية مني لك وانت تقصد انها سداد لهذه المديونية وهذا مما يقوي المحبة والمودة ويقوي صلة الرحم بينكما ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين