الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم اللهم علينا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا واسألك اللهم علما نافعا ينفعنا اللهم اتنا من لدنك رحمة وهيء لنا من امرنا رشدا هذا هو الدرس الثامن عشر في شرح او في التعليق على كتاب الفضائل من صحيح مسلم بهذا اليوم الثلاثاء الثاني من ربيع الاخر من عام الف واربع مئة واثنتين واربعين للهجرة لا زلنا في فضائل علي ابن ابي طالب رضي الله عنه الخليفة الراشد الرابع احد العشرة المبشرين بالجنة رضي الله تعالى عنه وارضاه ووصلنا الى قول المصنف رحمه الله حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز يعني ابن ابي حازم عن ابي حازم عن سهل بن سعد قال استعمل على المدينة رجل من ال مروان قال فدعا سهل بن سعد فامره ان يشتم عليا قال فابى سهل فقال اما اذا ابيت فقل لعن الله ابا التراب قال السهو سهل ما كان لعلي اسم احب اليه من ابي التراب. وان كان ليفرح اذا دعي به. فقال له اخبرنا عن قصته لما سمي ابا التراب قال جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة فلم يجد علي في البيت فقال اين ابن عمك قالت كان بيني وبينه شيء فغضبني فخرج فلم يقل فلم يقل عندي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لانسان انظر اين هو؟ فجاء فقال يا رسول الله هو في المسجد راقد فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع قد سقط رداءه عن شقه فاصابه تراب فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحه عنه ويقول قم ابا التراب قم ابا التراب اه قال استعمل على المدينة رجل من ال مروان يعني كان واليا من ال مروان قال الحافظ ابن حجر لم اقف على اسمه وهذه طريقة يعني كثير من العلماء انه اذا كان المورد مورد ذم يبهم الاسم فلا يذكر قال فدعا سهلة بن سعد يعني ادعى هذا الوالي الذي هو من ال مروان سهلة بن سعد فامره ان يشتم عليا يعني يسبه فابى سهل قال اما اذا ابيت فقل لعن الله ابا التراب وابو التراب هي كنية علي كانه يقول اشتم كنيته اذا بيت ان تشتمه فاشتم كنيته فقال سهل ما كان لعلي اسم احب اليه من ابي التراب وان كان لا يفرح اذا دعي بها ثم ذكر هذه القصة قصة مغاضبة علي لفاطمة بنت النبي عليه الصلاة والسلام وانه لم يقل قالت فلم يقل عندي يعني من القيلولة والقيلولة هي نصف النهار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لانسان قيل انه سهل قال في الفتح يظهر انه سهل اه انظر اين هو؟ قال في المسجد راقد فاتاه النبي عليه الصلاة والسلام وهو مضطجع وقال قم ابا تراب قم ابا التراب هذه القصة فيها فوائد اولا من فوائد هذه القصة جواز دخول الرجل بيت ابنته بغير اذن زوجها اذا كان يعلم رضاه فاذا كان يعلم رضاه بذلك فلا بأس ان يدخل بغير اذن الزوج ولذلك دخل النبي صلى الله عليه وسلم بيت علي بغير اذنه لانه يعلم رضاه اه ايظا من الفوائد استعطاف الشخص على غيره بذكر ما بينهما من القرابة ولذلك لما اتى النبي صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة ولم يجد عليا قال لفاطمة اين ابن عمك ولم يقل اين زوجك ولم يقل اين علي وانما قال اين ابن عمك واختار هذه العبارة لانه عليه الصلاة والسلام قد فهم ما جرى بينهما فاراد استعطاف ابنته فاطمة على زوجها علي بذكر القرابة النسبية التي بينهما فكأنه يقول هو زوجك وابن عمك فينبغي الا يكون بينكما آآ هذه المغاضبة فهذا من من حسن التلطف في الخطاب يعني شخص بينه وبين اخر قطيعة او هجران فيقول هو ابن عمك اين ابن عمك؟ ماذا حصل بينك وبين ابن عمك ونحو ذلك فهذا من قبيل الاستعطاف ايضا من الفوائد جواز النوم في المسجد فان علي رضي الله عنه نام في المسجد فجاءه النبي عليه الصلاة والسلام وجعل ينفض التراب عنه ايظا من الفوائد استحباب الممازحة استحباب الموازحة للغاضب اذا كانت تؤنسه فانه عليه الصلاة والسلام لما اتى المسجد ووجد عليا مغضبا مضطجعا قد سقط رداؤه عن شقه واصابه التراب فاراد عليه الصلاة والسلام ان يلاطفه وان يمازحه وجعل يمسح التراب عنه ويقول قم ابا التراب قم ابا التراب فدل ذلك على انه ينبغي الممازحة للغاضب اذا كان ذلك مما يؤنسه ومما يخفف حدة الغضب عنه كان عليه الصلاة والسلام يمازح اصحابه لكن كان لا يقول الا حقا الممازحة اذا لم يكن فيها كذب تدخل الانس والسرور على نفس المخاطب وآآ تجعل بينه وبين هذا المخاطب شيئا من التبسط والتلطف ايضا من الفوائد ان اهل الفضل قد يقعوا بين الكبير منهم وبين زوجته ما طبع عليه البشر من الغضب وقد يدعوه ذلك للخروج من بيته ففي هذه القصة الزوجة هي فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم والزوج هو علي ابن ابي طالب رضي الله عنه اول من اسلم من الصبيان واحد العشرة المبشرين بالجنة ورابع الخلفاء الراشدين ومع ذلك حصل بينه وبين زوجته ما حصل لدرجة انه خرج من البيت ونام في المسجد فهذا يدل على انه قد يقع من بين الزوجين ما يقع وان كانا كبيرين في الفضل وفي الصلاح لان هذا مما جبل عليه البشر بل اه جاء في صحيح مسلم عن حفصة رضي الله عنها انها كانت تراجع النبي صلى الله عليه وسلم حتى يظل يومه غضبان عليها يعني تراجع النبي عليه الصلاة والسلام في بعض الامور فيغضب عليه النبي عليه الصلاة والسلام ويظل طيلة اليوم غضبان عليها فهذا يحصل حتى في بيت النبوة بل ان ازواج النبي عليه الصلاة والسلام اجتمعن واتفقنا على ان يسألنه مزيدا من النفقة وكلمناه فغضب عليه الصلاة والسلام وحلف بالله العظيم الا يدخل عليهن شهرا كاملا وذهب الى مشربة له يؤتى له فيها بطعامه وشرابه وشاع في المدينة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم طلق نساءه فاتى عمر مسرعا ودخل على ابنته حفصة وسألها اطلقك رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت وهي تبكي قالت لا ادري ثم سأل بقية ازواج النبي عليه الصلاة والسلام كلهن قلنا لا ندري فذهب عمر الى النبي صلى الله عليه وسلم وسأله اول ما سأل طلقت نساء؟ قال لا. قال الله اكبر فاخبر عمر الناس بان النبي صلى الله عليه وسلم لم يطلق نساءه ثم بقي عليه الصلاة والسلام في هذه المشربة يؤتى له فيها بالطعام والشراب بقي تسعة وعشرين يوما فلما مضت تسعة وعشرون يوما دخل على ازواجه وكان اول من دخل عليه عائشة فقالت له يا رسول الله بقي يوم. والله اني لاعدهن عدا تريد انه حلف عليه الصلاة والسلام ان لا يدخل عليهن شهرا وقد مضت ساعة وعشرون بقي يوم حتى يكمل الشهر ثلاثين يوما فقال عليه الصلاة والسلام ان الشهر تسعة وعشرون. يعني وافق ان الشهر في ذلك الوقت انه تسعة وعشرون يوما ثم قال عليه الصلاة والسلام لعائشة اني ذاكر لك امرا فلا تعجلي حتى تستشيري ابويك ثم قرأ عليه قول الله تعالى يا نساء النبي ان كنتن تريدن الحياة الدنيا وزينتها فتعالينا ومتعكن ويسرحكن سراحا جميلا. وان كنتن تردن الله ورسوله والدار الاخرة فان الله اعد للمحسنات منكن اجرا عظيما فلما قرأ عليها الاية قالت يا رسول الله اوفيك استخير ابوي؟ والله اني اريد الله ورسوله والدار الاخرة ثم ذهب الى بقية زوجاته وخيرهن فاخترن كلهن اخترن الله ورسوله والدار الاخرة اذا كان هذا هو بيت النبوة اطهر البيوت واعظم البيوت الزوج فيه هو الزوج المثالي رسول الله صلى الله عليه وسلم. والزوجات هن امهات المؤمنين ازواج النبي عليه الصلاة والسلام. ومع ذلك حصل في هذا البيت الطاهر ما حصل لدرجة ان النبي عليه الصلاة والسلام مكث شهرا كاملا لا يدخل على نسائه فاذا كان هذا حصل في بيت النبوة فما بالك بغيره الازواج يحصل بينهم ما يحصل من الهجران ومن المغاضبة ومن المعاتبة ونحو ذلك. فهذا امر قد جبلت عليه النفوس ولكن المهم هو كيفية التعامل مع مثل هذه الامور يعني احيانا يعني بعض الناس لا يحسن التعامل معها فتكبر شيئا فشيئا حتى ربما تؤدي الى الطلاق فينبغي ان تؤخذ هذه الامور بحجمها الصحيح ان يتغافل كل من الزوج عما قد يجده من عيوب في الاخر. فان هذا ادوم للصحبة وابقى للمودة وقد قال عليه الصلاة والسلام لا يفرك مؤمن مؤمنة لا يفرك يعني لا يكره ولا يبغض مؤمن مؤمنة انكره منها خلقا رضي منها خلقا اخر رواه مسلم اي ان الانسان ينبغي ان يغض الطرف عن المساوئ وان يركز في نظره الى المحاسن ليست هذا فقط بين الزوجين بل في جميع التعاملات في تعامل الانسان مع والديه ومع اولاده ومع اخوانه ومع زملائه ومع اصدقائي ومع جيرانه ومع الناس جميعا يتغافل عما قد يجده من المساوئ وينظر الى ما فيهم من المحاسن فانه بذلك تدوم الصحبة اما اذا كان الانسان يظع معايير صارمة له في تعامل الاخرين معه واذا لم تطبق هذه المعايير فانه يغضب يهجر من يتعامل معه ويعاتبه معاتبة شديدة فان هذا لن يجد له صديقا وسيبقى وحيدا اذا كما قال القائل اذا انت لم تشرب مرارا على القذى ظمئت واي الناس تصفو مشاربه لابد من الصبر ولابد من التحمل ولابد من التغافل ايضا من الفوائد اه جواز التكنية بغير الولد فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم كن علي ابن ابي طالب بابي التراب مع انه يكنى بابي الحسن فلا بأس بان يكنى بغير الولد اذا اقتضت المناسبة ذلك فيكنى باسم اكبر ابنائه ويكنى كذلك بالكنية المناسبة اذا اقتضت المناسبة ذلك ايضا من الفوائد حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم حيث توجه لعلي ترضاه ومسح التراب عن ظهره ودعاه بكنيته ولم يعاتبه على مغاضبته لابنته فهذا يدل على عظيم خلق عظيم حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم. والله تعالى قال له وانك لعلى خلق عظيم ايضا من الفوائد استحباب الرفق بالاصهار وترك معاتبتهم ابقاء لمودتهم فانه عليه الصلاة والسلام لم يعاتب عليا مع انه قد غاضب ابنته فاطمة ولم يقل له كلمة واحدة فيها عتاب بل جعل يمازحه ويتلطف معه ويترضاه يمسح التراب عنه ويقول قم ابا التراب قم ابا التراب ايضا من الفوائد انه ينبغي لاهل الزوجين عدم التدخل بين الزوجين وان يترك الزوجين يحلان مشاكلهما بانفسهما فان التدخل من اهل الزوج او من اهل الزوجة يسبب اه كبر تلك المشاكل وتضخمها وربما يؤدي ذلك الى الطلاق بينما لو ترك الزوجان يحلان كلاهما بانفسهما فستكون المشاكل محصورة داخل البيت ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم دخل بيت ابنته فاطمة ووجدها مغضبة ولم يجد زوجها عليا فهما ان بينهما مشكلة ومع ذلك لم يسأل النبي صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة ما المشكلة؟ ومن السبب؟ وما الذي حصل ثم ذهب الى علي يترضاه ويتلطف به ويمسح التراب عن ظهره ولم يسأله عن شيء لم يسأل النبي عليه الصلاة والسلام ابنته ولم يسأل زوجها عن المشكلة ولا عن سببها ولا عن من آآ عن المخطئ منهما بل تركهما تركهما عليه الصلاة والسلام وجعل يتلطف مع علي ويمسح التراب عن ظهره ويمازحه ويقول له قم ابا التراب قم ابا التراب ويستفاد من هذا انه ينبغي عدم التدخل في شؤون الزوجين وما قد يحصل بينهما من مشاكل هذا امر طبيعي ويحلان مشاكلهما بانفسهما. اما اذا تدخل اهل الزوج او اهل الزوجة فان المشاكل تكبر وتزداد وحين اذ يحصل في النفوس ما يحصل وايضا تبرز المعايب وآآ يؤدي النفخ فيها الى آآ ان هذه العلاقة الزوجية ربما آآ انها لا تستمر وانه يحصل الطلاق والفراق. والواقع خير شاهد بهذا فاذا نقول ينبغي لاهل الزوج ولاهل الزوجة عدم التدخل في شؤون الزوجين حتى لو حصل بينهما مشاكل الا اذا عظم الظلم وكثر الظرر وهنا لابد من التدخل رفعا للظلم اما في المشاكل المعتادة ينبغي عدم التدخل. وينبغي اه غض الطرف عن ما بين الزوجين من المشاكل. فان هذه المشاكل لابد منها في اي بيت حتى البيت المثالي بيت النبوة وقع فيه ما وقع. فلابد منها والزوجان آآ يصطلحان فيما بينهما يحلان مشاكلهما بانفسهما الا اذا كان الظلم كبيرا والظرر عظيما فهنا يكون التدخل بالحكمة والله عز وجل ذكر التدخل الخارجي من اهل الزوج اه او الزوجة اه كمرحلة اخيرة قبل الطلاق فان الله عز وجل لما ذكر النشوز ذكر علاجه واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن. ثم قال بعد ذلك وان خفتم شقاق بينهما فابعثوا من اهله وحكم من اهلها يريد اصلاحا يوفق الله بينهما. فتدخل الخارجي والحكم من اهل الزوج والحكم من اهل الزوجة هذا في المرحلة الاخيرة التي تسبق الطلاق. واما قبل ذلك فلا يتدخل اهل الزوجين في حياة اه الزوجين ننتقل بعد ذلك ل اه باب في فضل علي في فضل سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه وسعد بن ابي وقاص هو سعد بن مالك من السابقين للاسلام وهو اول من رمى بسهم في سبيل الله وشهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفي سنة خمس وخمسين للهجرة قال الامام مسلم رحمه الله حدثنا عبد الله ابن مسلمة ابن قعنب حدثنا سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن عبدالله بن عمرو بن ربيعة عن عائشة قالت ارق رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقال ليت رجلا صالحا من اصحابي يحرسني الليلة قالت وسمعنا صوت السلاح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا؟ قال سعد بن ابي وقاص يا رسول الله جئت احرسك قالت عائشة فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعت غطيطه ثم ساق المصنف هذا الحديث ايضا من طريق اخرى سهل رسول الله صلى الله عليه وسلم اقدمه المدينة ليلة فقال ليت رجلا من اصحابي ليت رجلا صالحا من اصحابي يحرسني الليلة قالت فبينا نحن كذلك سمعنا خشخشة سلاح فقال من هذا؟ قال سعد ابن ابي وقاص فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاء بك قال وقع في نفسي خوف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت احرسه فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نام وفي رواية ابن رمح فقلنا من هذا ثم ساق ايضا مصنف الحديث من طريق اخرى عن عائشة بمثل الحديث السابق آآ ارق رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة. يعني اصابه ارق والارق هو السهر السهر وعدم النوم ارق عليه الصلاة والسلام تلك الليلة اصابه الارق وكان قبل نزول قول الله تعالى والله يعصمك من الناس كان عليه الصلاة والسلام يحترس حتى نزلت الاية فلما نزلت الاية امر اصحابه بالانصراف عن حراسته فقال ليت رجلا صالحا من اصحابي يحرسني الليل فمن النبي عليه الصلاة والسلام ان يأتي رجل صالح يحرسه قالت وسمعنا صوت السلاح وفي الرواية الاخرى آآ له خشخشة سمعنا خشخشة سلاح يعني صوت السلاح الخشخشة هي صوت السلاح الذي يصدم بعضه بعضا فجاء سعد بن ابي وقاص وقال جئت احرصك فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حتى سمعت غطيطه وهذا الحديث فيه فوائد الفائدة الاولى مشروعية الاخذ بالحذر والاحتراس من العدو وان هذا لا ينافي التوكل على الله عز وجل فان النبي صلى الله عليه وسلم كان يحرسه اصحابه قبل نزول قول الله تعالى والله يعصمك من الناس فلم يقل عليه الصلاة والسلام انا ساتوكل على الله ولا احتاج للحراسة بل كان فاصحابه يحرصونه وربما طلب منهم حراسته. وفي هذه القصة قال ليت رجلا من اصحابي يحرسني الليلة هذا يدل على ان انه ينبغي الاخذ بالحذر يا ايها الذين امنوا خذوا حذركم فعلى المسلم ان يكون حذرا من الاعداء ومما يتقى وهذا من فعل الاسباب وهو لا ينافي التوكل على الله عز وجل فان التوكل على الله سبحانه حقيقته صدق اعتماد القلب على الله مع فعل الاسباب المأذون فيها فلا بد ان يجمع التوكل بين امرين الامر الاول صدق اعتماد القلب على الله سبحانه وهذا عمل قلبي والامر الثاني فعل الاسباب المباحة وهذا امر يكون بالجوارح فلابد من امرين جميعا فمن اعتمد على الله عز وجل بقلبه ولم يأخذ بالاسباب فهذا قد قصر في تحقيق التوكل ومن اعتمد على الاسباب ولم يعتمد بقلبه على الله فهذا ايضا ليس متوكلا على الله سبحانه فلابد من فعل الامرين جميعا الاخذ بالاسباب والاعتماد على الله عز وجل ولهذا كان عليه الصلاة والسلام كان يأخذ بالاسباب ويتوكل على الله وفي فالحروب كان يلبس درعه لكي يتقي بها السلاح ولم يقل عليه الصلاة والسلام اما توكل على الله واذا قتلت فانا شهيد. وانما كان يلبس الدرع فيأخذ بالاسباب وعلى هذا في شرع المسلم ان يأخذ بالاسباب لهذا لما انزل الله عز وجل قوله اذا كنت فيهم فاقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا اسلحتهم فامر الله عز وجل اخذ بعض الاسباب اتقاء للعدو ثم قال وخذوا حذركم وامر بان يأخذوا حذرهم مع انهم هم الصحابة ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤيد بالوحي ومع ذلك امرهم الله عز وجل بان يأخذوا بالاسباب واذا صلوا فانهم يصلون على صفة صلاة الخوف وهذا كله من باب فعل السبب فقول بعض الناس انا متوكل على الله مع تعطيله للاسباب هذا فيه قصور في فهم معنى التوكل وحقيقة التوكل ايضا من الفوائد ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يحرسه الصحابة حتى نزل قول الله تعالى والله يعصمك من الناس. فامر النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه بترك حراسته لان الله تكفل بعصمته من الناس وقد مر معنا حديث اه اه وقصة الرجل الذي اتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو نائم تحت شجرة ورفع عليه السيف وقال من يمنعك مني؟ قال الله قال ما يمنعكم مني؟ قال الله قال مني؟ قال الله فسقط السيف منه فاخذ النبي صلى الله عليه وسلم السيف ورفعه وقال من يمنعك مني؟ ثم عفا عنه عليه الصلاة والسلام فالله تعالى بعد نزول الاية آآ وعده بان يعصمه من الناس. اما قبل نزول الاية والله يعصمك من الناس. فكان عليه الصلاة والسلام يأخذ بالاسباب وكان يحرسه صحابته رضي الله عنهم ايضا من الفوائد لانه ينبغي الثناء على من يتبرع بالخير فان النبي صلى الله عليه وسلم قال ليت رجلا صالحا فوصفه بالصلاح وصفه بالصلاح. وفي الرواية الاخرى فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم فينبغي لمن اسدى اليك معروفا ان تثني عليه وان تدعو له وقد قال عليه الصلاة والسلام من صنع اليكم معروفا فكافئوه فان لم تجدوا ما تكافئوه به فادعوا له فينبغي ان ان يعود المسلم نفسه على ذلك ان يكافئ كل من صنع اليه معروفا ولو بالدعاء اذا لم يجد ما يكافئه به يدعو له. كأن يقول جزاك الله خيرا ونحو ذلك من الدعوات اه ينتقل بعد ذلك لايظا الحديث الاخر في فظائل سعد رظي الله عنه قال المصنف رحمه الله قال الامام مسلم سمعت منصور ابن ابي مزاحم حدثنا ابراهيم عن ابن سعد عن ابيه عن عبد الله ابن شداد قال سمعته علي يقول ما جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ابويه لاحد غير سعد ابن ذلك فانه جعل يقول له يوم احد ارم فداك ابي وامي ثم ساق مصنف هذا الحديث من طريق اخرى ثم ساقها ايضا هذا الحديث قال حدثنا عبد الله بن مسلم بن قعنة وحدثنا سليمان عن ابن بلال عن يحيى وابن سعيد عن سعيد عن سعد ابن ابي وقاص قال لقد جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ابوي يوم احد يعني هذا عن سعد ابن ابي وقاص نفسه اه قول علي رضي الله عنه ما جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ابويه لاحد غير سعد ابن مالك يعني انه قال له فداك ابي وامي. فداك ابي وامي ولكن سيأتينا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال هذه العبارة وهذه الجملة للزبير ابن العوام فيحمل قول علي على نفي علم نفسه انه لم يعلم انه جمعهما الا لسعد ولكن قد قد جمعهم النبي صلى الله عليه وسلم نساء لغير سعد كالزبير ابن العوام كما سيأتي وفي هذا الحديث من الفوائد فضل سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه حيث فداه النبي صلى الله عليه وسلم بابيه وامه وهذه الكلمة فداك ابي وامي قول النبي صلى الله عليه وسلم يقولها لرجل من اصحابه هذا يدل على عظيم فضله وعلو منزلته وان هذه الكلمة لا تقال لاي احد ولهذا علي نفسه علي ابن ابي طالب رضي الله عنه يقول انه لم يسمع النبي عليه الصلاة والسلام يقول هذه الجملة لاحد سوى سعد بن ابي وقاص فهذا يدل على فضل سعد وسعد هو من العشرة المبشرين بالجنة رضي الله تعالى عنه وارضاه ايضا من الفوائد جواز التفدية بالابوين يعني جواز ان يقول الانسان لغيره فداك ابي وامي وهذه المسألة محل خلاف بين العلماء فمن اهل العلم من كره ذلك قال يكره للانسان ان يقول لغيره فداك ابي وامي وقال جمهور العلماء انه يجوز ذلك وهذا هو الاقرب والله اعلم انه يجوز وذلك لانه ليس فيه حقيقة الفداء وانما هو مجرد كلام والطاف واعلام المحبة له ومنزلته عنده فهذا من الالفاظ التي تجري على اللسان من غير ان يقصد حقيقة معناها فالقول الراجح انه لا بأس بان يقول الانسان لغيره فداك ابي وامي. وقد قال ذلك النبي صلى الله عليه وسلم لسعد بن ابي وقاص وقال ذلك للزبير بن العوام اه قال الامام مسلم رحمه الله حدثنا محمد بن عباد حدثنا حاتم يعني ابن اسماعيل عن بكير ابن مسمار عن عامر ابن سعد عن ابيه ان النبي صلى الله عليه وسلم جمع له ابويه يوم احد يعني قال له ارم فداك ابي وامي قال كان رجل من المشركين قد احرق المسلمين اي اثخن فيهم وعمل فيهم نحو عمل النار. هذا معنى احرق المسلمين فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اي قال لسعد ارم فداك ابي وامي قال فنزعت له بسهم اي رميته بسهم ليس فيه نصل فاصبت جنبه فاصبت جنبه هكذا في معظم نسخ صحيح مسلم وجاء في بعض النسخ احبته اي فوق حبة قلبه يعني ضربه بالسهم فوق القلب فاصابه قال فسقط فانكشفت عورته. فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نظرت الى نواجذه وضحك النبي صلى الله عليه وسلم هنا يعني قال العلماء فرحا بقتل عدوه وليس ضحكه لاجل انكشاف عورته وانما فرحا بقتل عدوه وكان عليه الصلاة والسلام اذا ضحك يتبسم حتى ربما تبدو نواجذه وهي اضراسه ولكن لا يسمع له صوت بالظحك او قهقهة في معظم الاحيان وانما غالب احيانه انه كان يتبسم وهذا الحديث يدل على فضل سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه حيث فداه النبي صلى الله عليه وسلم بابيه وامه ويدل ايضا على شجاعته حيث قام بهذا العمل اه الشجاع اه قال الامام مسلم رحمه الله حدثنا ابو بكر بن ابي شيبة وزهير بن حرب قال حدثنا حسن بن موسى حدثنا زهير حدثنا سماك ابن حرب حدثني مصعب ابن عن ابيه انه نزلت فيه ايات من القرآن قال حلفت ام سعد الا تكلمه ابدا حتى يكفر بديني. ولا تأكل ولا تشرب قالت زعمت ان الله وصاك بوالديك وانا امك وانا امرك بهذا. قال مكثت ثلاثا حتى غشي عليها من الجهل فقام ابن لها يقال له عمارة فسقاها فجعلت تدعو على سعد فانزل الله عز وجل هذه الاية ووصينا الانسان بوالديه حسنا. وان جاهداك على ان تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا فهذه الاية نزلت في سعد لما اسلم سعد كان سعد بارا بامه فلما اسلم طلبت امه منه ان يكفر بالله تعالى ولكنه ابى فحلفت الا تكلمه ابدا حتى يكفر وقامت بالاظراب عن الاكل والشرب وقالت زعمت ان الله وصاك بوالديك وانا امك وانا امرك بهذا فرأت منه الاصرار وقال والله لو ان انه كان بعدد شعرك لو كان لك ارواح بعدد شعر رأسك فخرجت روحا روحا ما كفرت بالله مكثت ثلاثة ايام حتى غشي عليها من الجحد لانها اظربت عن الطعام والشراب رجاء تؤثر على ابنها سعد حتى يكفر بالله لكنه لم يفعل واصر على اسلامي على التمسك باسلامه حتى قام ابن لها يقال له عمارة وهو اخو سعد ابن ابي وقاص فسقاها وجعلت تدعو على سعد فانزل الله عز وجل هذه الاية ووصينا الانسان بوالديه حسنا في سورة العنكبوت وان جاهداك على ان تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا ووصينا الانسان بوالديه حسنا وان جاهدك على ان يشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا فانزل الله تعالى هذه الاية بان لا يطيع سعد امه اه امرها له بالشرك بالله عز وجل. ومع ذلك وصى الله تعالى اه سعدا بان يصاحب امه في الدنيا معروفا. وهذه تعم مساعدنا وتعم غيره فاذا امر الوالدان ولدهما من ابن او بنت بمعصية الله عز وجل فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ولكن مع ذلك يلزمه ان يبر بهما فاذا هذه هي القاعدة التعامل مع الوالدين اذا امر ابنهما او بنتهما بمعصية الله الا يطيع الابن او البنت اباه او امه فيما في امرهما له بمعصية الله ويبر بهم الا تطعهما؟ يعني فيما امراك به من معصية الله وصاحبهما في الدنيا معروفا وهذا يدل على عظمة هذا الدين فالوالدان يأمران ولدهما باعظم ذنب وباعظم معصية لله عز وجل وهو الشرك وليس فقط يأمرانه بل يجاهدان على ذلك وان جاهداك على ان تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما ومع ذلك وصاحبهما في الدنيا معروفا فامر الله تعالى ببر الوالدين حتى وهما على هذه الحال التي يأمران فيها ولدهما باعظم الذنوب وهو الشرك بالله عز وجل مع ذلك امر الله تعالى هذا الولد بان يبر بهم وصاحبهما في الدنيا معروفا. فما اعظم شريعة الله عز وجل؟ انظروا وايها الاخوة كيف ان الله تعالى يأمر الولد بان يبر بوالديه حتى مع هذه الحال التي يأمرانه فيها باعظم الذنوب وهو الشرك بالله عز وجل قال واصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم غنيمة عظيمة فاذا فيها سيف فاخذته فاتيت به الرسول صلى الله عليه الا فقلت نفذني هذا السيف فانا من قد علمت حاله قال رده من حيث اخذته فانطلقت حتى اذا اردت ان ان القيه في القبظ والمراد بالقبض الموضع الذي تجمع فيه الغنائم لا متن نفسي فرجعت اليه فقلت اعطنيه. قال فشد لي صوته. يعني رفع صوته وقال رده رده من حيث اخذته قال فانزل الله عز وجل يسألونك عن الانفال اه هذه القصة سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه اه في احدى الغزوات اصاب النبي صلى الله عليه وسلم غنيمة عظيمة فاذا فيها سيف فاخذ سعد هذا السيف واتى به للنبي صلى الله عليه وسلم وقال نفذني يعني اعطني فالنبي عليه الصلاة والسلام لم يفعل وقال رده من حيث اخذته وفعل ذلك مرة ثانية وقال انا من قد علمت حالة يعني من الفقر والحاجة فامره النبي عليه الصلاة والسلام بان يرده من حيث اخذه. وانزل الله عز وجل هذه الاية ومن فوائدها ومن فوائد هذه القصة جواز تنفيل الامام بعظ الغزاة بما يراه. اذا اقتظت المصلحة ذلك فان سعدا انما فعل هذا لما يعلم من جواز ذلك وان الامام له ان ينفل بعظ افراد الجيش وايضا من الفوائد حل الغنائم فان الله تعالى انزل قوله يسألونك عن الانفال قل الانفال لله والرسول والنبي صلى الله عليه وسلم يقول احلت لي الغنائم ولم تحل لاحد قبلي كانوا فيما سبق اذا جمعت الغنائم نزلت نار من السماء فاحرقتها اما هذه الامة فقد اختصت بان الله تعالى اباح لها الغنائم فهي من خصائص هذه الامة ايضا من الفوائد انه لا يجوز للانسان ان يختص بمال له من المال المشترك بغير اذن الامام ان هذا يدخل في الغلول. والله تعالى يقول ومن يغلو ليأتي بما غل يوم القيامة ومن ذلك السرقة من بيت المال. ان بيت المال لعموم المسلمين فالسرقة منه والاستئثار بشيء منه بغير حق يدخل في الغلول ومن يغلل يأتي بما غل يوم القيامة قال سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه هذا هو الموضع الثاني الموضع الاول والموضع الثاني الموضع الثالث قال ومرظت فارسلت الى النبي صلى الله عليه وسلم فاتاني فقلت دعني اقسم مالي حيث شئت قال فابى فقلت فالنصف؟ قال فابى قلت فالثلث؟ قال فسكت فكان بعد الثلث جائزا هذه القصة وقعت لما مرض سعد رضي الله عنه في مكة وخشي ان يموت يعني اتاه مرض شديد وخشي ان يموت بسبب ذلك المرض اعاده النبي صلى الله عليه وسلم فقال سعد قلت يا رسول الله انه لا يرثني الا ابنة لي افاتصدق بثلثي مالي؟ قال لا. قلت فالنصف؟ قال لا. قلت في الثلث؟ قال الثلث والثلث الكثير انك ان تذر ورثتك اغنياء خير من ان تذرهم عالة يتكففون الناس ولعلك ان تخلف فينتفع بك اناس ويضر بك اخرون وقد تحقق ذلك بالفعل فشفاه الله عز وجل وخلف وعمر ورزقه الله تعالى بنين وبنات وانتفع به المسلمون. فقاد المسلمين في معركة القادسية وتضرر به الفرس فانه كان هو القائد للمسلمين في تلك الغزوة وهذا اية من ايات الله عز وجل. كيف ان النبي صلى الله عليه وسلم يعود رجلا من اصحابه في مرض الموت ويخبره بانه سيخلف وسينتفع به اقوام ويضر به اخرون ويتحقق ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم اه من الفوائد مشروعية الوصية وانها لا تزيد على الثلث لقوله عليه الصلاة والسلام الثلث والثلث كثير فالوصية تكون لغير الوارث ولا تزيد على ثلث المال والافضل ان تكون وصية باقل من الثلث كما قال ابن عباس رضي الله عنهما قال لو ان الناس غضوا من الثلث الى الربع فان النبي صلى الله عليه وسلم قال الثلث والثلث كثير واختار ابو بكر رضي الله عنه ان يوصي بالخمس وقال ارظى بما رضي الله به لنفسه. يعني قوله عز وجل واعلموا انما غنمتم من شيئا ان لله خمسا ولذلك اختار كثير من اهل العلم ان الافظل في الوصية ان تكون بالخمس والذي يظهر ان الامر يختلف باختلاف الناس فاذا كان ورثته اغنياء فلا بأس ان يوصي بالثلث او بالربع اذا كان ورثته حالهم متوسطة فلو انه آآ انقص وغظ من الثلث الى الخمس فان هذا افضل واذا كان ورثته فقراء فالافضل الا يوصي لانه ان يذر ورثته اغنياء خير له من ان يذرهم عالة يتكففون الناس والوصية تدور عليها الاحكام الخمسة قد تكون واجبة وتكون محرمة قد تكون مستحبة قد تكون وقد تكون مباحة تكون واجبة في حق من عليه دين اه وهذا الدين ليس عليه ان يوصي بسداد هذا الدين لانه ان لم يفعل ذلك فسيبقى الدين في ذمته ولا يلزم ولا يلزم الورثة ان يسددوه. لانه ليس عليه بينة وتحرم الوصية للورثة لقوله عليه الصلاة والسلام ان الله اعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث. وبما زاد على الثلث لغير الوارث لا تجوز وتحرم اذا بما زاد على الثلث لغير الوارث وتحرم للوارث مطلقا وتستحب الوصية في حق من ترك خيرا وهو المال الكثير وورثته ليسوا فقراء فتستحب في حقه الوصية وتكره الوصية في حق من كان ورثته فقراء فان كونه لا يوصي ويترك المال لهم هذا افضل. انك ان ورثتك اغنياء خير من انتظرهم عالة يتكففون الناس وتباح الوصية بالامور المباحة. اذا لم تكن في امر مستحب شرعا وانما في امر مباح. فتبقى على الاصل وهو آآ نباح اه الامر الرابع الذي ذكره سعد ابن ابي وقاص والذي نزلت بسببه ايات من القرآن قال واتيت على نفر من الانصار والمهاجرين فقالوا نعطيك ونسقيك خمرا وهذا قبل تحريم الخمر ولذلك قالوا وذلك قبل ان تحرم الخمر قال فاتيتهم في حش والحش البستان فسر الحش بفتح الحاء ويقال حش ايظا البستان فاذا رأس جزور مشوي عندهم وزق من خمر يعني عندهم لحم وخمر قال فاكلت وشربت معهم فذكرت الانصار والمهاجرين عندهم وقلت المهاجرون خير من الانصار يعني يقولون اه يعني من من يشرب الخمر يكون عنده نشوة ويفتخر وبنفسه ولذلك حمزة قال هل انتم الا عبيد لابي وهنا سعد لما شرب الخمر قبل تحريمها قال المهاجرون خير من الانصار قال فاخذ رجل احد لحيي الرأس فضربني به فجرح بانفي فاتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبرته يعني حصل بينهم مضاربة فانزل الله عز وجل في يعني نفسه شأن الخمر. يا ايها الذين امنوا انما الخمر والميسر والازلام ورجس العمل الشيطاني فاجتنبوه لعلكم تفلحون. انما يريد الشيطان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر. ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل انتم منتهون فكان هذا يعني نزلت آآ نزلت تحريم الخمر بسببه يعني بسبب هذه القصة وتحريم الخمر نزل متدرجا تحريم الخمر نزل متدرجا فنزل اول ما نزل قوله عز وجل ومن ثمرات النخيل والاعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا فذكر الله تعالى الشكر وذكر الرزق ووصفه بالحسن وسكت عن الستر ثم نزل قول الله عز وجل يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس واثمهما اكبر من نفعهما ثم نزل بعد ذلك قول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ثم المرحلة الرابعة والاخيرة يا ايها الذين امنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون فهذا من حكمة الله عز وجل ان التحريم تحريم الخمر كان متدرجا. وذلك لان العرب كان شرب الخمر عندهم شائعا وكان كثير منهم مدمنا لشرب الخمر والمدمن عندما يراد منعه من هذا الشيء الذي ادمن عليه فينبغي ان يكون ذلك بالتدريج وهذا امر معروف عند اهل الاختصاص ان اي شيء يدمن عليه الانسان لا يمكن ان يقطعه دفعة واحدة وانما يقطعه بالتدريج. فلذلك نزل تحريم الخمر بالتدريج ثم ساق المصنف هذا الحديث من طريق اخرى قال انزلت في اربع ايات وهي هذه الايات الاربعة التي ذكرناها قال وفي حديث شعبة قال فكانوا اذا ارادوا ان يطعموها شجر فاه بعصا ثم اوجروها يعني الخمر يعني الخمر كانوا يفعلون بها ذلك اه يفتحون ثم يصبون فيها الطعام و اه ثم ساق المصنف اه ايضا آآ الحديث من طريق آآ اخرى قال حدثنا زهير بن حرب حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن المقدام عن شريح عن ابيه عن سعد في نزلت ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي. قال نزلت في ستة انا وابن مسعود وكانوا مشركون قالوا له تدني هؤلاء. ثم ساق المصنف هذا الحديث ايضا من طريق اخرى قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ستة نفر. فقال للنبي صلى الله عليه وسلم اطرد هؤلاء. لا يجترئون علينا. وكنت انا وابن مسعود ورجل من هذيل وبلال ورجلان لست اسميهما فوقع في نفسي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء يعني اراد عليه الصلاة والسلام ان يجعل لهؤلاء يوما ولهؤلاء يوما. يجعل يعني للفقراء يوما ولهؤلاء السادة سادة قريش يوما قال وقع في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله ان يقع فحدث نفسه فانزل الله عز وجل ولا تطرد الذي يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه وهذه القصة فيها فوائد اولا تدل على بيان فضائل هؤلاء الصحابة الستة حيث نزلت فيهم هذه الاية ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه اه ايضا من فوائد هذه الاية ان اول من يتبع الانبياء هم الضعفاء والفقراء والمساكين وان اكثر من يكذب الانبياء هم المترفون والملأ. ولذلك نجد ان الله عز وجل في قصص الانبياء قال الملأ الذين استكبروا من قومه وهذا موافق لما جاء في قصة ابي سفيان فان ابا سفيان لما كتب له النبي وهذا جاء نعم وهذا موافق لما جاء في قصة هرقل مع ابي سفيان فان هرقل ملك الروم لما كتب له النبي صلى الله عليه وسلم كتابا وكان هرقل رجلا عاقلا عظم كتاب النبي صلى الله عليه وسلم وقال ادعوا ادعوا لمن كان ها هنا من العرب. فوافق ان كان الموجود هناك هو ابو سفيان فدعاه هرقل وسأل ابا سفيان عشرة اسئلة فقال ابو فقال هرقل بعدما اجاب ابو سفيان عن هذه الاسئلة العشرة قال لان كان ما تقول حقا لا يملكن يعني النبي صلى الله عليه وسلم موضع قدمي هاتين ولو وددت ان اذهب وان اقبل قدمي ولو وددت ان اذهب واقدم قدمي اقبل قدميه لولا ما انا فيه من الملك الشاهد ان من ضمن هذه الاسئلة العشرة قال من يتبعه؟ هل هم اشراف الناس ام ضعفاؤهم فقال ابو سفيان بل ضعفاؤه فقال وكذلك الانبياء يتبعه الضعفاء نهى الله عز وجل نبيه ان يطرد هؤلاء الضعفاء مجاملة للمترفين وللملأ. فقال ولا تطرد الذين يدعون ربهم من غداة والعشي يريدون وجهه وكان فيهم في هؤلاء الضعفاء او اه اه سعد ابن ابي وقاص وابن مسعود. فكانوا من هؤلاء الستة وهذا يدل على فظلهم رظي الله تعالى عنهم وارضاهم نقف عند فضائل طلحة والزبير نكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين لا نجيب عما تيسر من الاسئلة هل كل الاحاديث في صحيح البخاري صحيحة؟ الاصل انها صحيحة صحيح البخاري هو اعظم دواوين السنة. وقد تلقته الامة بالقبول صحيح البخاري وصحيح مسلم تلقتهما الامة بالقبول فهما اعظم دواوين السنة. والطعن فيهما طعن في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن يطعن فيهما جملة فهذا على ظلال مبين هل يكفي قراءة جزء تبارك وعمه في قيام الليل ليكتب المسلم من المقنطرين آآ يقول النبي صلى الله عليه وسلم من قام بعشر ايات لم يكتب من الغافلين ومن قام بمئة اية كتب من القانطين. ومن قام بالف اية كتب من المقنطرين اخرجه ابو داوود بسند صحيح فاذا قام الانسان بعشر ايات يعني صلى صلاة الليل وقرأ عشر ايات لم يكتب من الغافلين اذا كانت مئة اية كتب من القانطين اذا كانت الف اية كتب من المقنطرين. وعلى ذلك نقول لاخي السائل الكريم اذا كان مجموع الايات التي تقرأها الف اية اكثر فتكتب من المقنطرين والا تكتب من القانطين من صلى الرباعية قصرا هل يجلس متوركا في الركعة الاخيرة؟ لا يتورك انما التورك يكون في التشهد الاخير في كل صلاة ثلاثية او فيها تشهدان هل صاحب الكبير لا يستجاب دعاؤه؟ مع انه يتوب ويرجع قد يستجاب دعاءه قد يستجاب دعاء صاحب الكبيرة بل قد يستجاب دعاء الكافر والله تعالى يقول فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين. وهم كفار. فلما نجاهم الى البر اذاهم مشركون فالدعاء قد يستجيب الله تعالى الدعاء من اي احد بل ان الله تعالى استجاب الدعاء من ابليس قال انظرني الى يوم يبعثون قال انك من المنظرين امن يجيب المضطر اذا دعاه قد يكون هذا المضطر كافرا فالدعاء قد يستجيب الله تعالى دعاء الكافر وقد يستجيب دعاء الفاسق وقد يستجيب الدعاء من اي احد ولله تعالى الحكمة في ذلك واما قول الاخ الكريم انه يتوب ثم يعود للذنب اذا كان حين يتوب توبته صادقة ثم تضعف نفسه ويعود للذنب هذا لا يظر وقد جاء في الحديث الصحيح في الصحيحين حديث ابي هريرة في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى اذنب عبدي ذنبا ثم تاب واستغفر فغفرت له ثم اذنب ذنبا فقام واستغفر فغفرت له ثم اذنب ذنبا فقام واستغفر فغفرت له ولا يزال عبدي يذنب ذنبا فيستغفر فاغفر له. قال العلماء هذا محمول على من يذنب الذنب ويتوب توبة صادقة ويستغفر ثم تضعف نفسه ويعود للذنب فيتوب مرة اخرى توبة صادقة ويستغفر ثم تضعه نفسه ويعود للذنب. فعودته للذنب بعد ذلك لا يظر بشرط ان يكون صادقا في توبته حين يتوب هناك رسالة متداولة آآ ان اطعام المسكين واجب وليس مستحبا هذا فيه تفصيل اذا كان اطعام المسكين بكفارة واجبة فهو واجب كان يكون في كفارة يمين مثلا اما اذا لم يكن في امر واجب شرعا فالاصل انه مستحب وليس واجبا النساء في حلقات تحفيظ القرآن الموجودة في المسجد هل عليهن ان يصلين تحية المسجد؟ نعم الاصل ان النساء كالرجال النساء شقائق الرجال واذا دخلت المرأة المسجد فانها لا تجلس حتى تأتي بتحية المسجد كالرجل هل ذهاب المرأة مع نساء في سيارة لمدة لمسافة خمسين كيلو مترا يعد سفرا بدون محرم لا يعد سفرا لان اقل مسافة للسفر هي ثمانون كيلو متر وعلى ذلك فلا بأس ان تذهب المرأة مع نساء لمسافة خمسين كيلو مترا او لما اقل من ثمانين كيلو متر عموما فلا بأس ان تذهب داخل المدينة او لمسافة اقل من ثمانين اذا لم يكن ذلك بخلوة فاذا كان معها نساء ولم يكن ذلك بخلوة فلا بأس بذلك ولا يشترط وجود المحرم انما المحرم يشترط في السفر بما اذا كانت المسافة ثمانين كيلو مترا فاكثر ما الحكم في من كذب في امر وحلف اثناء كذبه من دون قصد للحلف ولم يعقل انه حلف الا بعد التلفظ. عليه التوبة الى الله عز وجل ومن تاب تاب الله عليه فان كونه يكذب هذه معصية وكونه يجتمع مع ذلك الحلف فان المعصية تعظم لكن الاخ يقول انه لم يقصد وعلى كل حال عليه التوبة الى الله عز وجل من هذا الذي قد حصل ما اهم الامور التي تجعل دعائي اقرب للاجابة اهم الامور هو حالة القلب عندما تدعو الله يريد من الداعية الله فالله يريد من الداعي قلبه فاذا كان الانسان يدعو الله عز وجل بحضور قلب وبخشوع وتضرع وتمسكن وانطراح بين يديه هذا من اعظم اسباب اجابة في الدعاء ادعوا ربكم تضرعا وخفية ايضا من اسباب الاجابة ان يتقدم الثناء على الله سبحانه. والله تعالى علمنا بسورة الفاتحة عندما ندعوه باعظم دعاء وهو طلب الهداية قدم بين يدي ذلك الثناء الحمد لله رب العالمين هذا ثناء على الله الرحمن الرحيم ثناء مالك يوم الدين ثناء اياك نعبد واياك نستعين هذا اه توحيد لله سبحانه واخلاص له ثم قال اهدنا الصراط المستقيم انا امرأة لابن اخت قريب من بيتي فجأة لم يعد يكلمني ولا اعرف السبب واذا رأيته لا اسلم عليه هل يجب علي السلام ما دام انه ابن اخته كيف تجب صلته والحد الادنى للصلة هو السلام عليه يجب عليك ان تسلمي عليه سواء استجاب او لم يستجب فاذا سلمت عليه زال الهجران والقطيعة وقد جاء رجل للنبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان لي قرابة اصلهم ويقطعونني ويحسن اليهم ويسيئون الي واحلم عليهم ويجهلون علي. فقال عليه الصلاة سلام لان كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل يعني الرماد الحار ولا يزال معك من الله تعالى ظهير عليهم ما دمت على ذلك والله اعلم صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته