الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول العلامة الزبيدي رحمه الله تعالى في كتابه التجريدي الصريح لاحاديث الجامع الصحيح تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب اتباع النساء الجنائز قال عن ام عطية رضي الله عنها قالت نهينا عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذه الترجمة باب اتباع النساء الجنائز مر معنا فضل اتباع الجنائز وان النبي عليه الصلاة والسلام امر بذلك كما في حديث البراء في باب الامر باتباع الجنائز قال امرنا بسبع وذكر منها امرنا باتباع الجنائز ومر معنا قول نبينا عليه الصلاة والسلام من اتبع جنازة فله قيراط من الاجر وهذه الترجمة باب اتباع النساء الجنائز عقدت لبيان هل يشرع للنساء اتباع الجنائز او ان هذا حكم مختص بالرجال ومعلوم ان الرجال هم الذين يقومون حمل الجنائز يقومون ايضا بادلاء الجنازة في القبر وبدفنها وبحفر القبور هذه امور كلها انما يقوم بها الرجال خاصة وليست من اعمال النساء والشريعة جاءت بنهي النساء عن اتباع الجنائز كما في حديث ام عطية نهي النساء عن اتباع الجنائز والاصل في النهي التحريم وهو باق على الاصل ان اتباع المرأة للجنازة امر منهي عنه هذا اذا كان مجرد اتباع. اما اذا انضاف الى ذلك من عويل ونياحة لطم وغير ذلك فهذا اشد في المخالفة وامعن في البعد عن السنة سنة النبي الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وقد اورد تحت هذه الترجمة حديث ام عطية رضي الله عنها قالت نهينا عن اتباع الجنائز نهينا اي نهانا النبي صلى الله عليه وسلم وعرفنا ان الاصل في نهيه صلوات الله وسلامه عليه عن اتباع الجنائز الاصل في النهي هو التحريم. فنهيه عن اتباع الجناز هو نهي عن فعل محرم نهي عن فعل محرم ليس للمرأة ان تتبع الجنائز وقولها رضي الله عنها ولم يعزم علينا هذا كما بين اهل العلم اجتهاد منها رضي الله عنها ولا يعارض باجتهادها ما صح اه عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام من نهي ومنع للنساء عن عن اتباع الجنائز اما كون المرأة تأتي للمسجد وتصلي على الجنازة هذا لا شيء فيه. ولا حرج عليها في ذلك اذا صلت على الجنازة وكان النساء في زمن النبي عليه الصلاة والسلام يصلين على الجنازة اذا احضرت لكن المنهي عنه هو اتباع المرأة اتباع المرأة للجنازة نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب حد المرأة على غير زوجها قال عن ام حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الاخر تحد على ميت فوق ثلاث الا على زوج فانها تحد عليه اربعة اشهر وعشرا قال باب حد المرأة على غير زوجها حد المرأة اي حدادها والحد او الحداد هو ترك الزينة والتجمل والتعطر ترك ذلك على اثر آآ موت الميت ووفاة القريب وهذا يسمى حداد وهو ترك للزينة ترك للتعطر ترك للتجمل اورد رحمه الله تحت هذه الترجمة حديث ام حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الاخر تحد على ميت فوق ثلاث الا على زوج ان مات لها اب او مات لها عم او خال او ابن او اخ او نحو ذلك ليس لها ان تحد عليه فوق ثلاثة ومعنى تحد عليه اي ان تترك حليتها وزينتها وتعطرها فليس لها ان تحد عليه فوق ثلاث ورخص في الثلاثة ايام التي على اثر وفاة الاب او العم او الخال او نحو ذلك رخص في الحداد لثلاثة ايام فما دون لما يحصل للمرأة لذلك الوقت من انكسار والم وحزن فرخص لها في ثلاثة ايام فما دون. اما زاد اما ما زاد على ذلك فلا يحل لها ان تحد فوق ثلاث الا اذا كان الميت زوجا الا اذا كان الميت زوجا فانها تحد عليه اربعة اشهر وعشرا. نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب زيارة القبور عن انس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبر فقال اتق واصبري فقالت اليك عني فانك لم تصب بمصيبتي ولم تعرفه فقيل لها انه النبي صلى الله عليه وسلم فاتت باب النبي صلى الله عليه وسلم فلم تجد عنده بوابين. فقالت لم اعرفك فقال انما الصبر عند الصدمة الاولى وهذا باب في زيارة القبور وزيارة القبور كانت في اول الامر ممنوعة منهيا عنها ثم لما تمكن التوحيد من النفوس ورسخت العقيدة في القلوب رخص في ذلك كما يدل على ذلكم قول نبينا عليه الصلاة والسلام كنت نهيتكم عن زيارة القبور كنت نهيتكم عن زيارة القبور الا فزوروها فانها تذكركم الاخرة فرخص في زيارة القبور من بعد منع. كان الاصل هو المنع والنهي عن زيارة القبور ثم رخص في الزيارة رخص في زيارة القبور وايضا حدد المقصد من ذلك قال فانها تذكركم الاخرة فزيارة القبور لها فائدة عظيمة تحصل للزائر وهي انه يتذكر الاخرة يتذكر انه يوم من الايام سيكون في حفرة من هذه الحفر فان الذين في الحفر كانوا قبل ذلك يمشون مثله على الارض ويقومون باعمالهم ومصالحهم وشؤونهم ومن هؤلاء من مات كبيرا ومنهم من مات طفلا صغيرا فزيارة القبور تذكر بالاخرة وتقصر الامل وتبعد عن الانسان طول الامل في العيش في هذه الحياة ويستفيد منها الاستعداد اذا اصبحت فلا تنتظر المساء واذا امسيت فلا تنتظر الصباح فزيارة القبور نافعة جدا نافعة جدا من حيث ان العبد اذا رأى تلك القبور يعلم انه في يوم من الايام سيكون في واحدة من هذه الحفر مثل ما كان هؤلاء قبل ذلك يمشون على الارض ويمارسون اعمالهم ومصالحهم وشؤونهم ثم ماتوا وادرجوا في تلك الحفر ثم اماته فاقبره يذكر ذلك جيدا وينتفع به اضافة الى ما يكون في الزيارة من سلام على الموتى ودعاء لهم. وقد سأل الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم عن ماذا يقال عند زيارة القبور قال تقولون السلام عليكم اهل الديار من المؤمنين والمسلمين انتم السابقون ونحن ان شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية وهذه تسمى زيارة شرعية وهي التي تبنى على تذكر الاخرة والدعاء للموتى والسلام عليهم وهذه الزيارة الشرعية ينتفع منها الزائر والمزور على حد سواء الزائر ينتفع بتذكره الاخرة وينتفع باصابته السنة سنة النبي عليه الصلاة والسلام وينتفع باجر الدعاء للموتى والمزور ينتفع بدعوة الزائر دعوة الزائر لهم بالرحمة والمغفرة ينتفع بذلك الزيارة الشرعية نافعة للزائر والمازور اما الزيارة القائمة على البدع وربما ايضا الشركيات فهذه تضر الزائر ظررا عظيما ولا ولا يستفيد منها المزور ولا يستفيد منها المزور ولا ينتفع بها فهي تضر الزائر مضرة عظيمة بحسب البدع التي يمارسها عند الزيارة او الشركيات والعياذ بالله التي يقع فيها فهي تضره عظيمة والزائر لا ينتفع والمزور لا ينتفع من تلك الزيارة بشيء وهذه الترجمة باب زيارة القبور هو بيان لمشروعية الزيارة لمشروعية الزيارة لهذه المقاصد لهذه المقاصد فالزيارة مشروعة قال كنت نهيتكم عن زيارة القبور الا فزوروها فانها تذكركم الاخرة وقوله الا فزوروها عموم يتناول الرجال والنساء لكن حديث النبي عليه الصلاة والسلام الذي صح عنه وهو قوله لعن الله زوارات القبور اخرج النساء من هذا العموم ولهذا الصحيح من قول اهل العلم في هذه المسألة مسألة زيارة النساء للقبور انه لا يجوز للمرأة ان تزور القبور لا يجوز للمرأة ان تزور القبور مثل انه ايضا لا يجوز لها كما تقدم ان آآ تتبع الجنائز منهية عن اتباع الجنائز كما تقدم في حديث ام عطية ومنهية ايضا عن زيارة القبور منهية عن زيارة القبور وفي هذا لعن قال عليه الصلاة والسلام لعن الله زوارات القبور قوله زوارات ليس المراد المبالغات بالزيارة المكثرات منها وانما المراد بزوارات اي زائرات القبور زوارات صيغة مبالغة لا يقصد بها المبالغة وانما يقصد بها الفعل نفسه زوارات القبور اي ذوات الزيارة للقبور من يقمن بزيارة القبور وتأتي صيغة المبالغة في النصوص احيانا ولا يراد بها المبالغة مثل قوله وما ربك بظلام للعبيد اي ليس بظلم ضلام اي ليس بظلم ليس المراد المبالغة فقوله لعن الله زوارات القبور هذا فيه آآ لعن واللا ان لا يكون الا في الامور الكبيرة ولهذا المرأة ليس لها ان تزور القبور ليس للمرأة ان تزور القبور لان النبي عليه الصلاة والسلام لعن آآ لعن زوارات القبور في الحديث الذي عنه صلى الله عليه وسلم ولا يدخلن في عموم قوله والا فزوروها فانها تذكركم الاخرة بل يخرجن من هذا العموم بهذا الحديث يخرجن من هذا العموم بهذا الحديث حديث لعن الله زوارات القبور اورد رحمه الله حديث انس ابن مالك رضي الله عنه قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبر مر بامرأة مر النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبر. جاء في صحيح مسلم على صبي لها على صبي لها اي هذا القبر الذي تبكي عنده فيه صبي لها توفي فاشتد حزنها عليه اشتد اه المها تأثرها وبكاؤها فجاءت عند القبر جاءت عند القبر واخذت تبكي فمر النبي صلى الله عليه وسلم على تلك المرأة فقال اتق الله واصبري اوصاها بوصيتين اوصاها بتقوى الله اوصاها بتقوى الله جل وعلا وتقوى الله عز وجل هي اه اجمع الوصايا وهي وصية الله للاولين والاخرين من خلقه كما قال الله تعالى ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله والتقوى جماع الخير وهي العمل بطاعة الله على نور من الله رجاء ثواب الله وترك معصية الله على نور من الله خيفة عذاب الله فاوصاها بتقوى الله واوصاها بالصبر لانها دي مصيبة ابتليت بها والمؤمن يجب عليها ان يكون في في المصاب صابر كما قال الله تعالى ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقسم من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون وفي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له فالمؤمن في سرائه شاكر وفي ضراءه صابر فهو فائز في كلا الامتحانين امتحان السراء وامتحان الضراء. ولا ونبلوكم بالشر والخير فتنة السراء فتنة وامتحان والضراء ايضا فتنة وامتحان فمن شكر في سرائه فاز ومن صبر في ضراءه فاز فاوصاها ان تصبر اوصاها عليه الصلاة والسلام ان تصبر قال لها اتق الله واصبري فقالت اليك عني قالت المرأة اليك عني لم تستفد ووقت الوصية وقت سماع الوصية من كلام النبي عليه الصلاة والسلام وكانت مستغرقة في اه المصاب منهمكة في الحزن والبكاء فاوصاها عليه الصلاة والسلام فلم تلقي بالا ولم تعرف اصلا من كان يخاطبها واحيانا بعض بعض الناس فعلا يعني عندما تشتد عليه المصيبة ويكون منهمر في البكاء وفي ويخاطب ربما لا يدري من خاطبه ولو قال له فيما بعد عندما يسلو احد الاشخاص كنت عندك وكنت اقول لك كذا وكذا يقول والله ما سمعتك وما شعرت بك فاحيانا المصيبة من هولها عليه وشدة وطأتها عليه وظعف تلقيه لها يذهل ولهذا هذه المرأة اه اوصاها النبي عليه الصلاة والسلام بهذه الوصية النافعة العظيمة فقالت اليك عني فانك لم تصب بمصيبتي فانك لم تصب بمصيبتك ومثل هذا الكلام قد يقال يعني يقول المصاب انت ما تشعر بالالم الذي انا اشعر به ولا تحس بالوجع الذي احس به فتقول اصبري وكذا لانك اصلا ما تشعر ولا تحس بهذا الذي انا احس به فقالت اليك عني فانك لم تصب بمصيبتي ولم تعرفه لم تعرف ان الذي يخاطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد ولد ادم امام الناصحين وقدوة العالمين فقيل لها انه النبي انه النبي صلى الله عليه وسلم منتبه الذي كان يخاطبك هو رسول الله صلى الله عليه وسلم انه النبي فتنبهت وتداركت نفسها ولحقت النبي عليه الصلاة والسلام اسفة على ما حصل نادمة على ما بدر فلحقت ادركت النبي عليه الصلاة والسلام فاتت باب النبي صلى الله عليه وسلم فلم تجد عند له بوابين لم تجد عنده بوابين. وعادة العظماء لا يوصل اليهم الا من خلال حجب وبوابين فلم تجد عنده بوابين فقالت لم اعرفك قالت ذلك معتذرة للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام لما عرفت عندما خاطبتني في غمرة المصاب لم اعرف انك تقول ذلك معتذرة رضي الله عنها. فقال النبي عليه الصلاة والسلام انما الصبر عند الصدمة الاولى انما الصبر عند الصدمة الاولى الصبر عند الصدمة الاولى والا بعد الصدمة الاولى يسلو الانسان سلوا تلقائيا كما يقال ويسلو سلوا تلقائيا تأتيه امور واشياء ومشاغل ومصالح والى غير ذلك ويسلك ينسى لكن الصبر اي المثاب عليه الذي هو داخل في عمل العبد الصالح عند الصدمة الاولى عندما يفاجئ الانسان بالصدمة بالمصاب فيتلقى ذلك بالصبر هذا هو الصبر الذي اما ما يأتي بعد ذلك فهذا يأتي سلوا بسبب نسيان الانسان وكثرة المشاغل والمصالح والامور فينسى مصابه فقال عليه الصلاة والسلام انما الصبر عند الصدمة الاولى وهذا الحصر في قوله انما الصبر عند الصدمة الاولى ينبه المسلم ويوقظ قلبه الى ان يوطد نفسه على تلقي المصاب من اول صدمة بالصبر ويوقد نفسه ان هذه الدنيا اما ميدان ابتلاء وامتحان وما ملئ بيت اه فرحة الا وملئ ترها وملئ عبره الدنيا ميتان ميدان للابتلاءات ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات انواع من الابتلاءات تقع للانسان فيوطن نفسه على الصبر ويكون صبره عند الصدمة الاولى كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام انما الصبر عند الصدمة الاولى وذهاب هذه المرأة للقبر قبر ابنها ذهاب لها عند الصدمة هذا لا يعد دليلا على مشروعية زيارة النساء للقبور لا يعد دليلا على مشروعية زيارة النساء للقبور لان المرأة في صدمة المصاب حتى انها مع صدمة المصاب لما قال لها النبي صلى الله عليه وسلم اتق الله واصبري ما ما استوعبت من من هول المصاب الذي هي فيه فهي مرأة مصابة هرعت الى القبر وتبكي من هول المصاب آآ اخذت تبكي عند قبر ابنها فمر النبي صلى الله عليه وسلم قال لها اتقي الله واصبري فهذا لا يعد في باب دليلا على مشروعية زيارة النساء للقبور دليلا على مشروعية نساء القور بل ان العلماء قالوا في علل المنع والحكم التي تتلمس في المنع ان المرأة ضعيفة الاحتمال وانها عندما تزور القبور لا قد لا تحتمل فيصدر منها بكاء وربما اشد من ذلك من نياحة او غير ذلك فالمرأة منعت اضافة الى ما يكون في في في زيارتها ودخولها المقابر من فتنة واختلاط وغير ذلك فثمة امور ذكرها اهل العلم في تعليل المنع منع المرأة من الزيارة زيارة القبور هي مشروعة في حق الرجال واما النساء فانهن منهيات عن الزيارة لحديث لعن الله زوارات القبور نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب قول النبي يعذب الميت ببعض بكاء اهله عليه عن اسامة بن زيد رضي الله عنهما قال ارسلت ارسلت ابنة النبي صلى الله عليه وسلم اليه ان ابنا لي قبض فائتنا فارسل يقرأ السلام ويقول انا لله ما اخذ وله ما اعطى وكل عنده وكل عنده باجل مسمى فلتصبر ولتحتسب فارسلت اليه تقسم عليه ليأتينها فقام ومعه سعد بن عبادة ومعاذ ابن جبل وابي ابن كعب وزيد ابن ثابت رجال فرفع الى النبي صلى الله عليه وسلم الصبي ونفسه تتقعقع كانها شن. ففاضت عيناه. فقال سعد يا رسول الله ما هذا فقال هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وانما يرحم الله من عباده الرحماء قال باب القول النبي يعذب الميت ببعض بكاء اهله عليه. يعذب الميت ببكاء بعض اهله عليه وهذا جاء فيه احاديث سيأتي اه ذكر المصنف رحمه الله تعالى لها مثل حديث عمر ان الميت يعذب ببعض بكاء اهله عليه كذلك في الترجمة من نيح عليه يعذب بما نيح عليه فجاء في هذا احاديث ان الميت يعذب ببكاء اهله عليه يعذب ببكاء اهله عليه وهذا صحت فيه احاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم واهل العلم لهم في معنى ذلك والمراد به اقوال من هذه الاقوال ان الميت يعذب ببكاء اهله عليه ان كان اوصى بذلك وان كانت له يد في ذلك كان يكون مثلا استحثهم على ذلك وحظهم عليه او نحو ذلك. فيكون هذا من عمله يكون هذا من عمله لانه حثهم وحظهم على هذا العمل وايضا لو كان المجتمع الذي هو فيه مجتمع معروف بالنياحة والبكاء وسكت عن اهله وهو يعلم بان هذا منكر فسكت عنه ولم يعلمهم ولم ينههم ولم يوصهم ايضا بالامتناع عن ذلك. ولهذا تجد في وصايا آآ بعظ السلف رحمهم الله تعالى وصايا بالنهي عن النياحة وعن آآ شق الثياب او او او حلق الشعر او غير ذلك يأتي وصايا بذلك ولا سيما ان ان عرف الانسان ان مجتمعه في هذه الامور وانها مشهورة في الناس فيجب عليه في مثل هذه الحال ان ان ينهى اهله وان يحذرهم. فان تركهم بدون نصيحة فيكون مفرطا يكون مفرطا في ذلك فقد يتناوله هذا الوعيد انه ليعذب ببكاء اهله لانه فرط في تعليمهم وتوجيههم وتأديبهم وقد قال الله سبحانه وتعالى قوا انفسكم واهليكم نارا قوا انفسكم واهليكم نارا وقيل وهذا اختاره ابن القيم رحمه الله ان المراد يعذب اي يتألم مثل ما جاء في الحديث السفر قطعة من العذاب الميت يعذب ببكاء اهله اي يحصل له الم ببكاء اهله يوجعه ذلك ويؤلمه ويؤذيه ذلك فهذه آآ يعني اقوال لاهل العلم بمعنى قوله عليه الصلاة والسلام يعذب الميت ببعض بكاء اهله عليه ثم ايضا البكاء المعني هنا هو البكاء الذي فيه تسخط وعدم صبر وعدم رظا وجزع ونحو ذلك اما البكاء الذي يسبق للانسان فتدمع عينه ويحزن قلبه ولكنه في الوقت نفسه لا يقول الا ما يرضي الرب سبحانه وتعالى فهذا لا يظره اذا فاضت عينه من الدمع اه حصل لقلبه شيء من الحزن وهو ممسك نفسه عن التسخط وعن الا الجزع ونحو ذلك فان هذا لا يظره ولا يتناوله ما جاء في هذا الحديث. ولهذا اورد اولا حديث اسامة بن زيد قال ارسلت ابنة النبي صلى الله عليه وسلم اليه ان ابنا لي قبض فاتنا ان ابنا لي قبض فاتنا فارسل عليه الصلاة والسلام يقرأ السلام ويقول ان لله ما اخذ وله ما اعطى وكل عنده باجل مسمى فلتصبر ولتحتسب ارسل اليها بالسلام يقرؤها السلام و يذكرها بهذه الذكرى العظيمة والموعظة النافعة وهي اعظم ما يمكن واحسن ما يمكن ان يسلى به المصاب هذه الكلمات التي قالها نبينا عليه الصلاة والسلام هي سلوان للمصاب تقال له تسلية له وتهوينا له وتذكيرا له فقال النبي عليه الصلاة والسلام ان لله ما اخذ وله ما اعطى ما اجمل هذا الكلام واعظمه ان لله ما اخذ وله ما اعطى هذا الابن عطية اعطاك اعطاك الله اياها ومن عليك بها هو المعطي فالذي اعطى له هو سبحانه هو المعطي وله ما اعطى واذا اخذ فله سبحانه ما اخذ لله ما اعطى وله ما اخذ قال ان آآ قال عليه الصلاة والسلام ان لله ما اخذ وله ما اعطى وكل عنده باجل مسمى كما قال الله تعالى لكل اجل كتاب كل له اجل واذا جاء اجل الانسان لا يستأخر عنه ساعة ولا يستقدم فمات باجله الذي كتبه الله سبحانه وتعالى له وهو لا يتجاوز ذلك ولا يتأخر عنه قال فلتصبر ولتحتسب تصبر على المصاب تتلقاه بالصبر وتحتسب اجر ذلك وثوابه عند الله سبحانه وتعالى. وفي هذا ثواب عظيم ومر معنا عند المصنف رحمه الله تعالى باب بالثواب الذي يترتب عليه باب فضل من مات له ولد فاحتسبه ثواب من احتسب ذلك وذكرت عند شرح ذلك الحديث حديثا قلت عنه انه من اعجب ما مر علي في هذا الباب في حدود علمي القاصر فما هو هذا الحديث هذا اختبار ما هو هذا الحديث الذي ذكرته نعم انت تفضل نعم هذا حديث رواه الترمذي قال فيه عليه الصلاة والسلام بخن بخن خمس ما اثقلهن في الميزان خمس ما اثقلهن في الميزان سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر والولد يموت للمسلم فيحتسبه فذكر عليه الصلاة والسلام الولد الذي يحتسبه والده عند الله ذكره في ثقله في الميزان يوم القيامة مع هذه الكلمات الاربعة التي هي احب الكلام الى الله سبحانه وتعالى فهذا يدل على ان هذا فيه ثقل عظيم في الميزان. اذا مات الانسان اه صغيرا فاحتسبه عند الله هذا الاحتساب والصبر على المصاب له ثقل في الميزان قرنه النبي صلى الله عليه وسلم بثقل هذه الكلمات الاربعة التي هي احب الكلام الى الله سبحانه وتعالى جاءها المرسول بهذه الرسالة العظيمة فارسلت اليه اي الى النبي عليه الصلاة والسلام تقسم عليه ليأتينها تقسم عليه ليأتينها فقام عليه الصلاة والسلام ومعه سعد بن عبادة ومعاذ ابن جبل وابي ابن كعب وزيد ابن ثابت ورجال فرفع الى النبي صلى الله عليه وسلم ونفسه تقعقع كانها سن. يعني في اللحظات الاخيرة خروج الروح حتى اذا بلغت الحلقوم فنفسه تقعقع يعني في النفس في الخروج من اه الجسد ومعنى قولهم قولها في ان ابنا لي قبض فيما تقدم اي في النزع ان ابنا لي قبض يعني انه في النزع فجاء النبي عليه الصلاة والسلام ورفع له الصبي ونفسه تتقعقع كانها سن ففاضت عيناه اي عين النبي عليه الصلاة والسلام ففاضت عيناه هذا الدمع وايضا ما يكون معه من حزن للقلب الذي لا يكون عن تعمد من الانسان وطلب له وانما يأتيه هكذا عند المصاب فيحزن قلبه وتدمع عينه هذا لا يظر هذا لا يضر وانما الذي يضر هو عدم الصبر والجزع والتسخط والنياحة ونحو ذلك. اما كون الانسان تسبق الى عينه الدمعة وقلبه يحزن فهذا امر لا يظر ولهذا قال سعد يا رسول الله ما هذا لما رأى عينه تدمع قال ما هذا قال هذه رحمة هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وانما يرحم الله من عباده الرحماء نعم قال رحمه الله تعالى عن انس بن مالك رضي الله عنه قال شهدنا بنتا لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس على القبر قال فرأيت عينيه تدمعان. قال فقال هل منكم رجل لم يقارف الليلة؟ فقال ابو طلحة انا. قال فانزل فنزل في قبرها وهذا حديث بمعنى الذي قبله حديث انس شهدنا بنتا لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس على القبر قال فرأيت عينيه تدمعان رأيت عينيه تدمعان وهذا هو موضع الشاهد فمثل دمعة العين وحزن القلب هذا امر اه قد يسبق الى الى الانسان ولا يكون عن طلب له ولا يكون ايضا عن جزع وتسخط وعدم رضا ونحو ذلك فهذا كله لا يضر وانما هو كما تقدم في الحديث الذي قبله رحمة جعلها الله سبحانه وتعالى في قلوب عباده قال فقال اي النبي صلى الله عليه وسلم هل منكم رجل لم يقارف الليلة هل منكم رجل لم يقارف الليلة؟ قيل لم يذنب وقيل لم يجامع وهو الاقرب لم يقارف الليلة اي لم يجامع اهله اه اه الليلة اي تلك الليلة فقال ابو طلحة انا فقال فانزل فنزل في قبرها. نعم قال رحمه الله تعالى عن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الميت يعذب ببعض بكاء اهله عليه فبلغ ذلك عائشة رضي الله عنها بعد موت عمر رضي الله عنه فقالت رحم الله عمر والله ما حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله ليعذب المؤمن ببكاء اهله عليه ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله لا يزيد الكافر عذابا ببكاء اهله عليه وقالت حسبكم القرآن ولا تزر وازرة وزر اخرى استريحي يا حج وسعوا له المكان اه اورد رحمه الله تعالى حديث اه عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الميت يعذب ببعض بكاء اهله عليه ان الميت يعذب ببعض بكاء اهله عليه وهذا حديث صح وثبت آآ عن نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم عن غير واحد من اه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فهو حديث صح وثبت عن نبينا صلى الله عليه وسلم ولا يعارض قول الله جل وعلا ولا تزر وازرة وزر اخرى ولا تزر وازرة وزر اخرى فكونه يعذب ببكاء اهله اما على اعتبار انه اوصى بذلك او على اعتبار انه اه لم ينه عن ذلك مع علمه بوجود هذا الامر في مجتمعه فيكون بذلك صنيعهم او عملهم جزء من عمله او يكون كما ذكر ابن القيم ورجحه وايضا رجحه من قبله شيخ الاسلام ابن تيمية ان المراد بذلك آآ انما هو الالم نظير قوله في الحديث السفر قطعة من العذاب السفر قطعة من العذاب اي لما يجد فيه الانسان من المعاناة والالم والاتعاب ونحو ذلك فقال عن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الميت يعذب ببعض بكاء اهله عليه فبلغ ذلك عائشة رضي الله عنها ما بعد موت عمر فقالت رحم الله عمر والله ما حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله ليعذب المؤمن ببكاء اهله عليه لكن عمر رضي الله عنه حفظ ذلك ومن حفظ حجة على من لم يحفظ؟ قالت ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله ليزيد الكافر عذابا ببكاء اهله عليه وقالت حسبكم القرآن ولا تزر وازرة وزر اخرى ولا تزر وازرة وزر اخرى والمعنى الذي آآ ذكرت عائشة آآ رظي الله عنها معارضة للقرآن وقد يقال ايظا في المعنى الذي ذكرته قال قالت ان الله ليزيد للكافر ان ان الله ليزيد للكافر عذابا ببكاء اهله آآ مثل هذا ايضا قد قد يقال انه يعارض قوله ولا تزر وازرة اه وزر اخرى لكن الحديث ثابت ان الميت ليعذب ببعض بكاء اهله علي وله محامل اه معاني ذكرها اهل العلم اه اشرت الى اليها نعم قال وعن عائشة رضي الله عنها قالت مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على يهودية يبكي عليها اهلها فقال انهم ليبكون عليها وانها لتعذب في قبرها ثم اورد حديث عائشة رضي الله عنها قالت مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على يهودية يبكي عليها اهلها يبكي عليها اهلها فقال انهم فقال انهم ليبكون عليها وانها لتعذب في قبرها انهم ليبكون عليها وانها لتعذب في قبرها. قد يكون اه التعذيب في قبرها جزء منه لما ذكر في الحديث المتقدم ان الميت يعذب ببعض بكاء اهله اه عليه نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب ما يكره من النياحة على الميت قال عن المغيرة رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ان كذبا علي ليس ككذب على احد. من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من نيح عليه يعذب بما نيح عليه. نعم يؤجل الكلام عليه الى لقاء الغد باذن الله سبحانه وتعالى نسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله