اه ابتدأ البخاري كتاب التوحيد بقوله باب ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم امته الى توحيد الله تبارك تعالى. باب ما جاء في دعاء يعني في دعوة. دعاء بمعنى دعوة. دعوة النبي صلى الله عليه وسلم امته والمراد بالامة اي امة الدعوة. وهي الامة المطلقة لان الامة تنقسم الى قسمين. اما دعوة امة اجابة امة دعوة هم يشمل البشر جميعا. قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا. واما امة اجابة فهم من استجاب لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم قال المؤلف حدثنا ابو عاصم حدثنا زكريا ابن اسحاق عن يحيى ابن عبد الله ابن صيف عن ابي معيد عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذا الى اليمن. وكان بعث معاذ الى اليمن في السنة العاشرة من الهجرة قبل حجة الوداع. قاله الحافظ بن حجر وقيل ان بعث معاذ الى اليمن سنة تسع والصواب انه سنة عشر كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى وذلك انه بعد فتح مكة دانة العرب للنبي صلى الله عليه وسلم واقبلت وفود العرب الى المدينة تعلن اسلامها ومن هذه الوفود ما اتى من اهل اليمن. فكانوا بحاجة لدعاة يعلمونهم الاسلام ويفقهونهم ويقضون بينهم فكان ممن بعثهم النبي صلى الله عليه وسلم داعية الى اليمن معاذ ابن جبل رضي الله عنه واخذ العلماء من هذا فائدة وهي ان من مسئولية ولي الامر بعث الدعاة الى الله عز وجل الى الاقطار والامصار كان عليه الصلاة والسلام يبعث الدعاة الى الله تعالى الى الامصار ومن بعده خلفاؤه الراشدون ثم ساق المؤلف هذا الحديث بلفظ اوسع قال وحدثني عبد الله بن ابي الاسود حدثنا الفضل بن علاء حدثنا اسماعيل ابن امية عن يحيى ابن عبد الله بن صيفي انه سمع ابا معبد مولى ابن عباس يقول سمعت ابن عباس يقول لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذا الى نحو اهل اليمن قال له انك تقدم على قوم من اهل الكتاب. قوله انك تقدم على قوم من اهل الكتاب المراد بهم اليهود قد كان اليهود في اليمن. والنبي عليه الصلاة والسلام بعث معاذا الى اهل اليمن وكان فيهم اليهود. وقال هذا لمعاذ كالتوطئة والوصية له ليستجمع همته لان اهل الكتاب اهل علم في الجملة فلا تكون مخاطبتهم كمخاطبة اهل الجهل وعبدة الاوثان فكأنه يقول استعد يا معاذ. ستأتي اناسا عندهم علم ومن يدعو اناسا عندهم علم ليس كمن يدعو اناسا جهالا فرق بين هؤلاء وبين دعوة هؤلاء وبين دعوة هؤلاء وهذا يدل على ان الداعية ينبغي ان يكون على معرفة بحال المدعو وهذا من الامور المهمة جدا في الدعوة ان يكون يعرف مستوى المدعو مستواه العلمي مستوى فهمه فمثلا من اناسا اميين ليس كمن يأتي اناسا مثلا يعني متعلمين او آآ يعني ثقافتهم عالية دعوة هؤلاء غير دعوة هؤلاء قال فليكن اول ما تدعوهم اليه ان يوحدوا الله تعالى. هنا ابتدأ بالتوحيد. وهذا هو موضع الشاهد. وهو الذي لاجل ساق البخاري هذا الحديث بهذا الباب فامره عليه الصلاة والسلام بان يبدأ بدعوة الناس الى التوحيد لانهم اذا لم يحققوا التوحيد لا تنفعهم صلاتهم ولا صيامهم ولا زكاتهم ولا سائر اعمالهم من وقع في الشرك فكما قال الله تعالى وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا فاولا اذا يدعى هؤلاء الى التوحيد. فلو ان داعية ذهب الى اناس وعندهم الشرك وعندهم منكرات اخرى فهنا يبدأ بدعوتهم الى ترك الشرك ولتحقيق التوحيد ولا يذهب ينكر عليهم المنكرات الاخرى ويترك انكار الشرك والبدع قال فاذا عرفوا ذلك فاخبرهم ان الله فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم. خمس صلوات هذه الصلوات الخمس هي اركد اركان الاسلام بعد الشهادتين وهي احب عبادة الى الله جاء في الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم اي العمل احب الى الله؟ هذا سؤال عظيم من هذا الصحابي الجليل اي عمل احب الى الله؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة. الصلاة على وقتها ومما يدل على ان الله عز وجل يحب هذا النوع من التعبد. انها لما فرضت فرضت على صفة خاصة. اولا اسري بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى. وصلى بارواح الانبياء اماما في بيت المقدس ثم عرج به الى السماء حتى جاوز السماء السابعة ووصل الى سدرة المنتهى الى اعلى مكان وصله بشر. حتى انه سمع صوت سرير الاقلام بكتابة القدر وكلمه الله مباشرة من غير واسطة لكنه لم ير ربه. كما سيأتي لم ير ربه. لان الانسان بتكوينه البشري لا يتحمل رؤية الرب العظيم في الدنيا. لكن في الاخرة يمكن الله المؤمنين من رؤيته وفرض الله عليه وعلى امته هذه العبادة. فرضها اول ما فرضها كم صلاة؟ خمسين صلاة. في اليوم والليلة. تصوروا اخوان خمسين صلاة في اربعة وعشرين ساعة يعني لو انها لم تخفف لكنا نصلي كل نصف ساعة تقريبا كل نصف ساعة الصلاة ثمان الله من رحمته ان قيد موسى فسأل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ما فرض ربك على امتك؟ قال خمسين صلاة في اليوم والليلة. قال اني جربت الناس قبلك وعالجت بني اسرائيل اشد المعالجة. وان امتك لا تطيق ذلك. فارجع الى ربك فاسأله التخفيف فحط عنه عشرا ثم عشرا ثم عشرا ثم عشرا ثم خمسا ثم قالوا موسى ارجع الى ربك فاسأله التخريب. يعني حتى من الخمس. قال اني قد استحييت من ربي فاذن مؤذن ان امضيت فريضتي وخففت عن عبادي هي خمس في الفعل خمسون في الميزان ما معنى هذا الكلام؟ يعني هذه الصلوات الخمس التي نصليها اجرها اجر خمسين صلاة ثم يأتي بعد ذلك التظعيف الحسنة بعشر امثالها هذا من رحمة الله بعباده. ومن فظل الله على هذه الامة ان التخفيف فقط للفعل. واما الاجر والثواب لم يخفف فاجرها اجر خمسين صلاة فرض الصلاة بهذه الطريقة يدل على محبة الله عز وجل لهذا التعبد اولا فرضها مباشرة بينما بقية العبادات تفرض بواسطة جبريل ثانيا فرضها في اعلى مكان وصله البشر عند سدرة المنتهى بينما بقية العبادات تفرض في الارظ واسطة جبريل يعني يرسل الله جبريل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ويخبره بالواجبات الاخرى ثالثا ان التخفيف ام ان الله فرض خمسين صلاة في اليوم والليلة وهذا يدل على محبة الله عز وجل لهذه العبادة رابعا ان التخفيف انما كان في الفعل ولم يكن في الاجر والثواب فهي احب عبادة الى الله ان استطعت ان تشغل وقتك في غير اوقات النهي بالصلاة فافعل ولهذا كان الامام احمد بن حنبل امام اهل السنة في زمنه رحمه الله ذكر في ترجمته انه كان يصلي لله تعالى في اليوم والليلة ثلاث مئة ركعة وكان الحافظ عبد الغني المقدسي صاحب عمدة الاحكام يقتدي بالامام احمد في هذا يصلي ثلاث مئة ركعة لكن لما حصلت للامام احمد المحنة وظرب كان يظرب ظربا شديدا الى ان يغمى عليه من شدة الظرب ضعف بدنه فاصبح يصلي في اليوم والليلة تطوع من غير فريضة مئة وخمسين ركعة لماذا حرص هؤلاء الائمة على كثرة الصلاة؟ لعلمهم بانها احب عبادة الى الله. واعلم انك لن تسجد لله سجدة الا رفعك الله بها درجة وحط عنك به خطيئة. ولذلك اذا اتيت المسجد الجامع يوم الجمعة ما افضل شيء تشتغل به افضل شيء تشتغل به الصلاة صلي ركعتين ركعتين ركعتين الى قبيل الزوال. بسبع دقائق تقريبا يعني الى وقت النهي وبعض الناس يشتغل بتلاوة القرآن لكن ما اجمل ان تجعل تلاوة القرآن داخل الصلاة ولو ان تأخذ المصحف وتقرأ كان الاوزاعي رحمه الله يدخل المسجد الجامع وينشغل بالصلاة الى وقت النهي. حتى ان احد تلامذته يقول احصيت له ستا وثلاثين ركعة فافضل عمل تشتغل به هو الصلاة. احرص على هذه العبادة العظيمة وفي قوله خمس صلوات في في يومه وليلتهم استدل الجمهور على انه لا يجب على العبد من الصلاة الا هذه الخمس الصلوات لانه لم يذكر الا هي فلا تجب صلاة العيد ولا تجب صلاة الكسوف ولا غير هذه الصلوات الخمس. لكن صلاة العيد فرض كفاية وصلاة الكسوف سنة مؤكدة والواجب على الانسان من الصلوات هي هذه الخمس صلوات. وفيه رد على الحنفية الذين اوجبوا صلاة الوتر والصواب قول الجمهور انها سنة مؤكدة. فان النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر الا خمس صلوات. قال فاذا صلوا فاخبرهم ان الله افترض وعليهم زكاة اموالهم تؤخذ من غنيهم فترد على فقيرهم. يلي الصلاة في الاكدية الزكاة. الزكاة هي الركن الثالث من اركان الاسلام وتؤخذ من الاغنياء وتعطى الفقراء واستدل بعض اهل العلم بهذا الحديث على انه لا يجوز نقل الزكاة الى بلد اخر الا عندما لا يوجد فقراء في ذلك البلد ولكن هذا قول مرجوح الصواب ما عليه كثير من اهل العلم من انه يجوز نقل الزكاة الى بلد اخر للمصلحة او للحاجة فاذا نقلت زكاة بلدك الى بلد اخر لاجل ان البلد الاخر فيه فقراء اشد فقرا او لان لك فيها اقارب محتاجين فلا بأس ذلك. واما قوله عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث تؤخذ من غنيم وترد على فقيرهم. المقصود اغنياء المسلمين ترد على فقراء المسلمين. وقيل ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم بفقر اهل اليمن. فهذا خاص باهل اليمن لانه كان يعلم بان فيهم فقراء فهي تؤخذ من اغنياء اهل اليمن فترد على فقرائهم قال فاذا اقروا بذلك يعني اقروا بالتوحيد واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فخذ منهم يعني الزكوات لان الامام ولي الامر مطلوب منه ان يرسل من يجبي الزكوات من ارباب الاموال. ولذلك قال وتوقى كرائم اموال الناس يعني عندما تأخذ منهم الزكوان لا تأخذ الكرائم وهو احسن المال وانما خذ من الوسط فالواجب في الزكاة وسط المال. ولا يجوز اخراج الرديء والافضل ان يخرج من كريم المال. فالمال عندنا ثلاث درجات. كريم المال ووسط المال ورديء المال الواجب في الزكاة وسط الماء الكريم لا يجب انما يستحب ولا يجوز للجابي للزكاة ان يجبر الناس على دفع كرائم اموالهم. ولذلك قال وتوق كرائم اموال الناس وفي الرواية الاخرى واتق دعوة المظلوم فانه ليس بينه وبين الله حجاب. يعني اذا اجبرت هؤلاء على دفع كرام اموالهم فقد ظلمتهم. وقد يدعون عليك الردي من المال لا يجوز اخراجه في الزكاة ولا في الصدقة لقول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا انفقوا من طيبات ما رزقناكم ومما اخرجنا لكم من الارظ ولا تيمموا خبيث منه تنفقون ولستم باخذيه الا ان تغمضوا فيه. ولا تيمموا تيمموا يعني تقصدوا. الخبيث يعني الرديء من المال تنفقون يعني تنفقون هذا الرديء؟ ولستم باخذيه الا ان تغمضوا فيه. يعني لو كانت المسألة بالعكس لو ان احدا تصدق عليكم بهذا الردي من المال لم تقبلوه الا على سبيل المجاملة. على سبيل الاغماظ يعني مجاملة فاذا لا يجوز اخراج الرجي من المال الواجب هو الوسط الكريم من المال المستحب الذي يجبل اموال من الناس يأخذ الوسط توقى كرائم الاموال الا بطيبة من انفس ارباب الاموال ثم ذكر الحديث الاخر وهو حديث معاذ لكن في موضوع اخر قال حدثنا محمد ابن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن ابي حصين والاشعث بن سليم سمع الاسود ابن هلال عن معاذ بن جبل قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يا معاذ اتدري ما حق الله على العباد؟ قال الله ورسوله اعلم هنا النبي صلى الله عليه وسلم ينوع في طريقة التعليم. تارة يلقي خطبة والموعظة وتارة باسلوب حوار وتارة يلقي السؤال ويطلب الجواب. وطريقة التعليم بالسؤال والجواب من ارقى طرق التعليم كان النبي صلى الله عليه وسلم يسلكها في تعليمه الصحابة اتدرون ما الغيبة؟ اتدرون ما المفلس؟ هنا قال يا معاذ اتدري ما حق الله على العباد؟ لان لانه عند السؤال المسؤول يركز في الاجابة ويتلقى المعلومة فهذا من اساليب التربوية العظيمة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم بتعليمه. قال اتدري ما حق الله على العباد؟ قال الله ورسوله اعلم. الله ورسوله اعلم هذي كان الصحابة يقولونها في حياته عليه الصلاة والسلام في الامور الشرعية وليس في الامور الكونية الامور الكونية الله اعلم. الرسول عليه الصلاة والسلام لا يعلم. لا يعلم الغيب قال الله عنه قل لا يعلمهم في السماوات والارض الغيب الا الله. ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء فالمراد الله ورسوله اعلم يعني في الامور الشرعية في حياة النبي صلى الله عليه وسلم. اختلف العلماء هل يجوز ان يقول الانسان بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم الله ورسوله اعلم في الامور الشرعية. فمن اهل العلم من اجاز ذلك والاظهر والله اعلم انه غير مشهور لان النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته انتقل الى ربه سبحانه فلا يعلم شيئا بعد وفاته ولهذا يقال له عندما يأتي اناس عند الحوض فيقول اصحابي او صيحابي يقال انك لا تدري ما احدثوا بعدك وهو لا يدري عليه الصلاة والسلام ولذلك الاحسن ان يقال الله اعلم ولا يقال بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم لا يقال الله ورسوله اعلم قال ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا. هذا حق الله على العباد والعبادة احسن ما قيل في تعريفها هو تعريف الامام ابن تيمية رحمه الله وهو ان العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه. من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة هذا هو تعريف العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة. لاحظ ان دائرة العبادة واسعة الصلاة عبادة الزكاة عبادة صلة الرحم عبادة مساعدتك الاخرين عبادة طلبك للعلم عبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه. من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة ولا يشرك به شيئا هذا وان كان داخلا في العبادة الا انه ذكر من باب التأكيد لان الشرك يحبط العمل من اشرك فقد حرم الله عليه الجنة من اشرك لا يقبل الله منه عملا لا صرفا ولا عدلا لا يقبل الله منه لا صيام ولا صلاة ولا زكاة ولا حج ولا اي شيء فالشرك هو اعظم الذنوب يحبط العمل قال اتدري ما حقهم عليه؟ يعني حق العباد على الله. وهذا الحق ليس استحقاق عوض وجزاء وانما تفضل وتكرم من الرب عز وجل. والا ما للعباد عليه حق واجب فهو تفضل وتكرم من الله سبحانه وتعالى. قال الله ورسوله اعلم. قال الا يعذبهم. وجاء في رواية اخرى الا يعذب من لا به شيئا ولكن لابد ان نفهم مثل هذه الاحاديث الفهم الصحيح. فهم اهل السنة والجماعة فمعنى ان لا يعذب من لا يشرك به شيئا يعني الا يعذب من يعبده ولا يشرك به شيئا لان عدم الشرك مع عدم العبادة لا ينفع لو ان انسانا مثلا لا يشرك بالله شيئا لكنه لا يصلي تارك الصلاة بكلية هذا يعذب فهذا كقول القائل من توظأ صحت صلاته. من توظأ صحت صلاته اي اذا توفرت بقية شروط الصلاة عندما اقول من توظأ صحت صلاته هل يعني هذا الغاء بقية الشروط لو اخل باي شرط من الشروط الاخرى ما صحت صلاته هكذا ايضا في قول النبي عليه الصلاة والسلام الا يعذب من لا يشرك به شيئا يعني اذا اذا عبدوا الله ولم يشركون به شيئا فنصوص الوعد لابد ان تفهم الفهم الصحيح. وقد ظلت طائفتان في نصوص الوعد والوعيد طائفة المرجئة ويقابلها الطائفة الوعيدية من الخوارج والمعتزلة. المرجئة قالوا لا يظر مع الايمان ذنب. واخذوا ظاهر هذه النصوص قالوا ان النبي عليه الصلاة والسلام يقول ان الله لا يعذب من لا يشرك به شيئا. ما يضر مع الايمان ذنب وطائفة الوعيدية يقابل هؤلاء من الخوارج والمعتزلة. الخوارج كفروا مرتكب الكبيرة. قال وكافر شرب الخمر كافر خلاص ما يقبل الله منه شيء والمعتزلة قالوا في منزلة بين منزلتين. واتفقوا انه في الاخرة على انه يكون مخلدا في النار واما اهل السنة والجماعة فهداهم الله تعالى للحق وقالوا ان مرتكب الكبيرة مؤمن بايمانه في الدنيا فاسق بكبيرته. وفي الاخرة تحت مشيئة الله لكنه لا يخلد في النار ابد الابد فجمعوا بين نصوص الوعد والوعيد. فلا يأتي الانسان يأخذ نص ويترك بقية النصوص. لابد من الجمع بين النصوص طريقة الاخ اخذ نص وترك بقية النصوص هذه طريقة اهل البدع واهل الزيغ اما اهل الحق فانهم يجمعون بين النصوص وينظرون للنصوص مجتمعة قال حدثنا اسماعيل حدثني مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن ابي صعصعة عن ابيه. عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان رجلا سمع رجلا يقرأ قل هو الله احد يرددها. فلما اصبح جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر له ذلك فكأن الرجل قالها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده انها لتعدل ثلث القرآن زاد اسماعيل ابن جعفر عن مالك عن عبد الرحمن عن ابيه عن ابي سعيد اخي قتادة بن النعمان عن النبي صلى الله عليه وسلم. وجاء في رواية الدارقطني ان لي جارا يقوم بالليل فما يقرأ الا قل هو الله احد. يعني يصلي صلاة الليل ما يقرأ الا قل هو الله احد فهذا هذه القصة قصة عظيمة هذا رجل له جار يصلي ولا يقرأ الا قل هو الله احد يكررها ويرددها فاتى جاره اخبر النبي صلى الله عليه وسلم قال فلان ما يقرأ الا قل هو الله احد. كانه يتقالها. فقال النبي صلى الله عليه عليه وسلم والذي نفسي بيده انها لتعدل ثلث القرآن وهذا يدل على فضل هذه السورة وانما قال تعدل ثلث القرآن قيل هي ثلث باعتبار معاني القرآن. فان معاني القرآن تنقسم الى ثلاث اقسام القسم الاول الاحكام والقسم الثاني الاخبار والقسم الثالث التوحيد وهذه الصورة اشتملت على القسم الثالث هذا معنى كونها تعدل ثلث القرآن. اذا معاني القرآن تنقسم الى احكام واخبار وتوحيد. وهي تشمل القسم الثالث التوحيد. فهي بهذا الاعتبار تعدل ثلث القرآن وهذا يدل على ان هذه السورة من قرأها كأنما قرأ ثلث القرآن وسئل الامام ابن تيمية رحمه الله عن من يقرأ من القرآن ويقرأ سورة الاخلاص ثلاث مرات فقال اذا قرأ القرآن كله ينبغي ان يقرأها كما في المصحف مرة واحدة لا يكررها ثلاثا اما اذا قرأها وحدها او مع بعض القرآن فاذا قرأها ثلاث مرات تعدل القرآن كاملا وهي تعدل ثلث القرآن في الثواب. ولكن ينبغي ان نفهم انها تعدل ثلث القرآن في الثواب لكنها لا تقوم مقامه ولهذا لو ان شخصا كررها ثلاث مرات لم تكفي عن الفاتحة لو كرر انسان يقرأها في الصلاة لم تكفي على الفاتحة فهي تعدل ثلث القرآن في الثواب. فالشيء قد يكون معادلا للشيء لكنه لا يجزئ عنه فمثلا قول النبي صلى الله عليه وسلم من قال لا اله الا الله وحده لا شريك له الملك وهو على كل شيء قدير. كأنما اعتق اربعة انفس من ولد اسماعيل من قالها عشر مرات كأنما اعتق اربعة انفس من وادي اسماعيل طيب لو قالها انسان اربع عشرة مرات واكتفى بهذا عن عتق الرقبة في كفارة القتل. او كفارة الظهار هل هذا يجزئ؟ لا انزل هذا فقط في الاجزاء والثواب هذا فقط في الثواب وليس في الاجزاء طيب ايهما افضل ان يقرأ الانسان القرآن كاملا او يقول انا اقرأ قل هو الله احد ثلاث مرات ويكفي الستم تقولون ان قل هو الله احد تعدل ثلث القرآن في الثواب؟ ما في داعي اختم القرآن اقرأ قل هو الله احد ثلاث مرات نقول لا قراءة القرآن كاملا افضل. وذكر هذا ابن تيمية رحمه الله وقال ان ثواب قراءة القرآن كاملا آآ اعظم من الثواب الحاصل بقراءة الاخلاص ثلاث مرات لانه يحصل بقراءة القرآن كاملا ما لا يحصل بقراءة سورة الاخلاص ثلاث مرات فيكون من قرأ القرآن كله آآ افضل ممن قرأ ثلاث مرات لتنوع الثواب. ويمثل رحمه الله لهذا بمثال يقول كمن معه ثلاث مئة دينار واخر معه طعام ولباس يقدر بثلاث مئة دينار فالاول محتاج للثاني وان كان معه ما يعدل مع هذا فاذا هذه السورة سورة عظيمة لكنها آآ لا تعدل قراءة القرآن كاملا في الثواب وهذه السورة قد وردت السنة بانها تقرأ دبر كل صلاة مع سورة الفلق والناس وتكرر بعد صلاة الفجر وبعد صلاة المغرب ثلاث مرات وايضا وردت السنة بانها تقرأ قبل النوم ثلاث مرات مع سورة الفلق والناس تقرأ ثلاث مرات مع النفث. يعني تقرأ قل هو الله احد ثلاث مرات وتنفث وتمسح وجهك ورأسك وما استطعت من بدنك. وسورة الفلق وسورة الناس جاء في صحيح البخاري في رواية اخرى عن ابي سعيد رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم لاصحابه ايعجز احدكم ان يقرأ ثلث القرآن قام في ليلة فشق ذلك عليه قالوا كيف هذا يا رسول الله؟ قال الله الواحد الصمد ثلث القرآن وجاء في رواية مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال احشدوا الناس ما اجتمعوا. فقال سأقرأ عليكم ثلث القرآن فقرأ سورة الاخلاص وهذا يدل على فضل هذه السورة. فينبغي لك اخي المسلم ان تحرص على قراءتها. تقرأها دبر كل صلاة. تكرر ذلك بعد الفجر وبعد المغرب. تقرأها قبل النوم ثلاث مرات تقرأ في بقية اوقات اليوم يعني لو كنت مثلا في السيارة في مكان انتظار اقرأ قل هو الله احد كررها ثلاث مرات كانك قرأت القرآن كاملا تعدل ثلث القرآن في الاجر والثواب. فهذا فظل عظيم والعمل يسير قال حدثنا احمد بن صالح حدثنا ابن وهب حدثنا عمرو عن ابي عن ابن ابي هلال انها ابا الرجال محمد بن عبد الله حدثهم عن امه عمرو بن عبد الرحمن في حجر عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على سرية كان يقرأ لاصحابه في صلاته فيختم بقل هو الله احد فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال سلوه لاي شيء نصنع ذلك فسألوه فقال لانها صفة الرحمن وانا احب احب ان اقرأ بها فقال النبي صلى الله عليه وسلم اخبروه ان الله يحبه هذا الرجل بعثه النبي صلى الله عليه وسلم وامره على هذه السرية فكان يصلي باصحابه واذا قرأ اي سورة قرأ بعدها قل هو الله احد. يختم بقل هو الله احد فذكروا ذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال اسألوه لماذا يفعل هذا؟ قال لانها صفة الرحمن وانا احب ان اقرأ بها قال اخبروه ان الله يحبه وهذا يدل على فضل هذه السورة وهي تعدل كما ذكرنا ثلث القرآن ويدل على جواز مثل هذا العمل. لو ان امام مسجد قال انا كلما قرأت سورة سأقرأ بعدها قل هو الله احد لا بأس هذا فعله هذا الرجل وقره النبي صلى الله عليه وسلم عليه وهذا يدل على جواز تخصيص بعض القرآن بميل النفس اليه والاستكثار من تلاوته ولا يعد هذا هجرانا لغيره فلو ان امام مسجد قال والله انا دائما احب ان اقرأ بهذه السورة لا بأس هذا الرجل كان يحب ان يقرأ بسورة قل هو الله احد. اقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك فكون الانسان يحب بعض الصور اكثر من بعض لا بأس بهذا. ولا يعتبر هذا هجرانا او تقليلا من السور الاخرى لكن جاء في رواية للبخاري في كتاب الصلاة قال البخاري في كتاب الصلاة باب الجمع بين السورتين في الركعة ثم ساق بسنده عن انس قال كان رجل من الانصار يؤمهم في مسجد قباء. وكان كلما افتتح سورة افتتح بقل هو الله احد حتى يفرغ منها. ثم يقرأ سورة اخرى معها في كل ركعة فجأة ذهبوا للنبي صلى الله عليه وسلم فاخبروه قال اسألوه لما يصنع ذلك؟ قال اني احب هذه السورة. قال ان حبك اياها ادخلك الجنة طيب هذي قصة اخرى ما الفرق بين قصتين؟ القصة التي ساقها المؤلف هنا ان هذا الرجل كلما قرأ سورة قرأ بعدها قل هو الله احد. القصة الثانية حديث انس ان هذا الرجل يقرأ قل هو الله احد اولا ثم يقرأ سورة بعدها وروايتان صحيحتان كلاهما في البخاري. الحافظ ابن حجر رحمه الله صاحب فتح الباري استشكل هذا ثم رجح بان انهما قصتان وان الذي يؤم في مسجد قباء غير امير السرية. لان سياق هذه القصة يختلف عن سياق تلك القصة هذا هو الظاهر انهما قصتان مختلفتان لكن يعني هذا يدل على فضل هذه السورة سورة قل هو الله احد واستدل بعض اهل العلم بهذه الاحاديث على استحباب قراءة الايات التي تشتمل على صفات الله عز وجل. لقوله انها صفة الرحمن واحب ان اقرأ بها فلو ان الامام اختار مثلا ايات فيها صفات الرحمن او اسماء الله الحسنى مثل اخر سورة الحشر ونحو ذلك. فهذا من الامور آآ سلام آآ ثم قال المؤلف رحمه الله تعالى باب قول الله تعالى قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى والغرظ من هذا الباب اثبات صفة الرحمة لله سبحانه واهل