الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين اما بعد فهذا هو الدرس الثاني و المجلس الثاني في هذه الدورة العلمية في شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري وكنا قد وصلنا الى باب قول الله تعالى ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين ثم ساق المصنف رحمه الله تعالى حديث ابي موسى الاشعري رضي الله عنه وانما اورد المؤلف رحمه الله هذا اه الباب لبيان اثبات الصبر لله عز وجل وان الصبور من اسماء الله سبحانه اولا الاية الكريمة ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين. فالله تعالى هو الرزاق ومن اسمائه الرزاق وهو الذي يرزق عباده الرزاق صيغة مبالغة من الرازق فالرزاق يعني كثير الرزق والله سبحانه وتعالى تكفل بان يرزق كل دابة. وقال وما من دابة في الارض الا على الله رزقها نرى هذه الحيوانات والطيور والهوام هذه الدواب التي تمشي على الارض. سبحان الله! تكفل الله برزقها جميعها تكفل الله برزقها. وما من دابة في الارظ الا على الله رزقها ورزق الانسان يكتب وهو في بطن امه كما قال عليه الصلاة والسلام ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوم نطفة ثم علقة مثل ذلك ثم مضغة مثل ذلك. يعني اربعين اربعين واربعين كم اصبح المجموع؟ مئة وعشرين يعني اربعة اشهر ثم يأتيه الملك ويؤمر بنفخ الروح. ويؤمر باربع كلمات بكتب رزقه. هي اول شيء بكتب رزق واجله وعمله وشقي او سعيد يكتب رزق الانسان وهو في بطن امه عند نفخ روحه لا يمكن ان يزيد الرزق الذي كتبه الله لك ابدا ولا ينقص واذا تيقن المسلم ذلك فانه يطمئن يزول عنه القلق تجد بعض الناس قلق بشأن الرزق انت لا تقصر في بذل الاسباب ابذل الاسباب لكن لن يأتيك من الرزق الا ما كتب الله لك فبعض الناس يبذل ويطرق جميع اسباب الرزق. ومع ذلك يبقى فقيرا لان الله لم يكتب له من الرزق الا هذا وبعض الناس ببذل ادنى سبب يفتح الله عليه الدنيا لان الله كتب له الرزق هذا اعرف رجلا من الناس لا يكاد سبب من اسباب الرزق الا طلقه ومع ذلك مات فقيرا بالمدينة الرزق لن يأتي لن يأتيك من الرزق الا ما كتب الله لك فالله تعالى هو الرزاق ذو القوة فهو سبحانه وتعالى قوته عظيمة القوي الذي لا اقوى منه جل وعلا المتين ومعنى المتين يعني شديد القوة. الذي لا يطرأ عليه عجز ولا ضعف وقوته لا تنقطع قال حدثنا عبدان بن ابي حمزة عن الاعمش عن سعيد بن الزبير عن ابي عبدالرحمن السلمي عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لما احد اصبر على اذى سمعه من الله يدعون له الولد ثم يعافيهم ويرزقهم الله تعالى العباد لا يظرونه فالله تعالى هو خالقهم وهو مالكهم لكنهم يؤذونه. كما قال الله تعالى في الحديث الاخر يؤذيني ابن ادم يسب الدهر وانا اقلب الليل والنهار فهم يؤذونه بهذا السب بهذا الشرك بهذا بالاذى ما احد اصبر على على اذى سمعه من الله ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والاخرة فبعض البشر يؤذون الله وهؤلاء توعدهم الله باللعنة في الدنيا والاخرة واعد لهم عذابا مهينا مع انه سبحانه وتعالى انما امره اذا اراد شيئا يقول له كن فيكون. لكنه سبحانه يصبر على اذاهم ويحلم عليهم. قال يدعون له الولد ثم يعافيهم ويرزقهم. يؤذون الله تعالى بان يشركون ويدعون له الولد. ومع ذلك يعافيهم ويرزقهم ويعطيهم فما احلم الله على عباده هو الحليم. وهو الصبور فالصبور من اسماء الله عز وجل. اخذ العلماء من هذا من قوله ما احد اصبر الى ان الله تعالى يوصف بذلك