بلغت رسالته قال الزهري من الله الرسالة وعلى رسول الله البلاغ وعلينا التسليم. هذه كلمة عظيمة ينبغي ان تحفظ من الله الرسالة الله يرسل الرسل وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم البلاغ وعلينا التسليم هذا هو مقتضى العبودية وقال ليعلم ان قد ابلغوا رسالات ربهم وقال تعالى ابلغكم رسالات ربي وقال كعب بن مالك حين تخلف عن نبيه صلى الله عليه وسلم وسيرى الله عملكم ورسوله وقالت عائشة اذا اعجبك حسن عمل امرئ فقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ولا يستخفنك احد سيرى الله عملكم ورسوله طبعا ورسوله وقت حياة النبي صلى الله عليه وسلم وما بعد وفاته فهو لا يعلم الغيب والمؤمنون اذا عمل الانسان اعمالا صالحة فان الله يلقي في قلوب المؤمنين محبته وذلك من عاجل بشرى المؤمن قال معمر ذلك الكتاب هو القرآن وهدى للمتقين بيان ودلالة هذا كتوظيح من المؤلف لبعض المفردات لقوله تعالى ذلكم حكم الله هذا حكم الله لا ريب فيه لا شك فيه وتلك ايات الله يعني هذه اعلام القرآن حتى اذا كنتم الفلك وجرينا بهم يعني بكم قال انس بعث النبي صلى الله عليه وسلم خاله حراما يعني حرام ابن ملحان الانصاري الى قوم وقال تؤمنون نعم اه اتأمنونني ابلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعله يحدثهم. مراد المؤلف في هذا اثبات افعال العباد وان فعل العبد يختلف عن فعل الله عز وجل ثم ساق بسنده حديث المغيرة قال اخبر النبيون صلى الله عليه وسلم عن رسالة ربنا انه من قتل منا صار الى الجنة ثم ساق بسنده حديث عائشة من حدثك ان محمدا صلى الله عليه وسلم كتم شيئا اه ثم ساقه برواية اخرى قال قالت من حدثك ان النبي صلى الله عليه وسلم ساق شيئا من الوحي فلا تصدقه ان الله يقول يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالتهم ثم ساق المصنف حديث ابن مسعود الذي سبق التعليق عليه آآ قبل قليل ثم قال المؤلف رحمه الله تعالى باب قول الله تعالى فاتوا بالتوراة فاتلوها قول النبي صلى الله عليه وسلم اعطي اهل التوراة التوراة فعملوا بها وهذا الحديث سبق ايضا آآ التعليق عليه في درس سابق وايضا حديث ابن عمر انما بقاؤه فيما سلف بين الامم كما بين صلاة العصر الى غروب الشمس سبق التعليق عليه ايضا في درس سابق بالتفصيل فلا نعيد ما سبق الكلام عنه ثم قال المؤلف رحمه الله تعالى باب وسمى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة عملا وقال لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة كتاب واراد المؤلف رحمه الله بهذا آآ ان يبين ان اه الايمان انه عمل لا كما يقول المرجئة وهو يريد بذلك ان يرد على المرجئة الذين يقول لا يظرون مع الايمان ذنب ويقولون ان الايمان قول وليس بعمل. فقال سمى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة عملا وساق بسنده عن ابن مسعود ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم اي الاعمال افضل؟ اي الاعمال؟ فجعلها اعمالا. قال الصلاة لوقتها وبر الوالدين ثم الجهاد في سبيل الله باب قول الله تعالى ان الانسان خلق هلوعا اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا قال هلوعا ضجورا ويعني اذا حصلت له نعمة بخل بها على غيره ومنع حق الله فيها واما اذا اصابه الظر فزع وجزع وايس الى ان يحصل له بعد ذلك خير قد جاء في حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال شر ما في الرجل شح هالع وجبن خالع شر ما في الرجل شح هالع وجبن خالع اخرجه ابو داوود وابن حبان واحمد بسند صحيح ثم ساق المصنف حديث عمرو بن تغلب اتى النبي صلى الله عليه وسلم مال فاعطى قوما ومنع اخرين فبلغه انهم عتبوا فقال اني اعطي الرجل وادع الرجل والذي ادعو احب الي من الذي اعطي اعطي اقواما لما في قلوبهم من الجزع والهلع واكلوا اقواما الى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير منهم عمرو ابن تغلب عمرو بن تغلب هو من من بني عبد القيس من اهل حوث بالبحرين يعني بالاحساء قال عمرو ما احب ان لي بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمر النعم مراد المصنف بهذا الباب اثبات خلق الله تعالى للانسان باخلاقه من الهلع والصبر والمنع والاعطاء هذا هو مراد المؤلف من هذا الباب وان هذه الصفات المذكورة يخلق الله تعالى يخلقها الله تعالى في الانسان. لا ان الانسان يخلقها بفعله كما تقول المعتزلة وهذا الحديث يدل على ان البشر جبلوا على حب العطاء وبغض المنع والاسراع الى انكار ذلك قبل التفكر في عاقبته فالنبي صلى الله عليه وسلم اعطى قواما ومنع اخره. الذين منعوا تضايقوا قالوا كيف يمنعونا مع ان في ذلك المنع خير ولذلك قال آآ اعطي اقواما واكل واقوام الى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير ثم قال مصنف رحمه الله باب ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ورواية عن ربه وساق بسنده عن انس رضي الله عنه عن ربه اذا تقرب العبد اليه الشبرم تقربت اليه ذراعا مقصود المؤلف آآ بذلك آآ يعني اثبات اه فعل العبد وانه مخلوق لله عز وجل والله خلقكم وما تعملون. هذا الحديث سبق الكلام عنه والتعقيب عليه برواياته ثم ساق ايضا حديث ابي هريرة لكل عمل كفارة والصوم لي وانا ازيد ايضا سبق الكلام عنه ثم ساق حديث ابن عباس فيما يرويه عن ربه لا ينبغي لعبد ان يقول انه خير من يونس ابن متى ونسبه الى ابيه وهذا قاله عليه الصلاة والسلام لما يخشى على من سمع قصة نبي الله يونس ان يقع في نفسه تنقص له قاله على سبيل التواضع والا فان نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم هو افضل من يونس وافضل من جميع الانبياء. وافضل الانبياء والرسل ثم ساق بسنده عن عبد الله ابن مغفل مزني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح على ناقة له يقرأ سورة الفتح او من سورة الفتح قال فرجع فيها قال ثم قرأ معاوية يحكي قراءة ابن مغفل فرجع فيها ثم قرأ معاوية يحكي قراءة ابن مغفل قال لولا ان يجتمع عليكم لرجعت كما رجع ابن مغفل يحكي اه النبي صلى الله عليه وسلم. قلت معاوية كيف كانت ترجعه؟ قال يقول اه ثلاث مرات الترجيع معناه ترديد الصوت في الحلق وهو قدر زائد على الترتيل وهو يعني من من حسن التلاوة ترتيل ان الانسان يأتي بقراءة بحسن صوت مراعي لاحكام التجويد ما امكن الترجيع معناه الترديد التلاوة في الحلق فمثلا يعني يقول انها يقرأها من سورة الفتح انا هكذا فتحنا لك فتحا مبينا ان يردد الكلمة في الحلق. ولهذا قال آآ ثلاث مرات ترديد الكلام في الحلق هذا هو الترجيع انا هكذا يعني ما يقول انا فتحنا لانا فيردد الكلام في الحلق. هذا من حسن التلاوة. والنبي صلى الله عليه وسلم كان يرجع في تلاوته والترجيع قدر زائد على آآ الترتيل لكن فرق بين الترجيع وبين التمطيط ترجيع يعني يزيد من حسن التلاوة بخلاف آآ التمطيط آآ يعني الذي آآ انكره العلماء ثم قال المصنف رحمه الله باب ما يجوز من تفسير التوراة وغيرها من كتب الله بالعربية وغيره لقول الله تعالى قل فاتوا بالتوراة واتلوها ان كنتم صادقين ومراده ان التفسير من فعل المفسر وهو مخلوق اما المفسر فهو كلام الله تعالى هذا هو مراد الامام البخاري قال ابن عباس اخبرني ابو سفيان ابن حرب ان هرقل دعا ترجمانه ثم دعا بكتاب النبي صلى الله عليه وسلم فقرأه بسم الله الرحمن الرحيم محمد بن عبد الله ورسوله الى هرقل يا اهل كتابه تعالوا بكلمة سواء بيننا وبينكم هذه القصة قصة عجيبة النبي صلى الله عليه وسلم ارسل رسائل الى ملوك ورؤساء العالم وكان منهم هرقل ملك الروم وايضا كسرى ملك الفرس والنجاشي ملك الحبشة انظر الى فرق بينهم كسرى كان احمق لما جاء كتاب النبي صلى الله عليه وسلم مزقه وقال عليه الصلاة والسلام مزق الله ملكه فمزق الله ملكه فلم تقل لهم قائمة الى اليوم هرقل كان رجلا عاقلا وكان عنده علم ايظا لكن ايضا كان عاقلا لما اتاه كتاب النبي صلى الله عليه وسلم عظمه وقال ادعوا من كان هنا من العرب. كم من قدر الله ان الموجود ابو سفيان فاتى بابي سفيان قال ساسألك عشرة اسئلة وطبعا يتكلم بغير العربية لكن طلب مترجما قال ابو سفيان والله لولا اني اخشى ان يؤثر عني كذبا لكذبت الله حتى في الجاهلية يستنكف من الكذب سأله عشرة اسئلة هل كان من ابائه ملك يعني ثم سأل عدة اسئلة كيف اتباعه؟ كيف كذا لما سأل عشرة اسئلة قال لان كان ما تقول حقا ليملكن موضع قدمي هاتين ولوددت اني اذهب فاقبل قدمي قال ابو سفيان لقد امر امر ابن ابي كبشة لما سمعت هذا الكلام من عظيم الروم كيف يقول عظيم الروم عنه هذا الكلام يقول فوقع في قلبي انه على الحق ونسي يظهر. منذ ذلك الحين تردد ثم عرض على من على قومه ان يذهبوا فانكروا على انكار شديد قال لا اردت ان اختبركم هل تتمسكوا بدينكم ام لا ثم اثر الدنيا على الاخرة بقي في ملكه ولم ولم يسلم مع انه عرف الحق النجاشي سبحان الله يعني رجل عنده عدل ورحمة وحكمة وفقه الله للحق فاسلم واخفى اسلامه وبقي في الملك بقي ملك على الحبشة ومسلما واخفى اسلامه لانه لو اعلن اسلامه ما تركوه ولما مات صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الغائب قال انهم مات اليوم رجل صالح وصواب الصلاح صلى عليه صلاة الغائب انظر الى احوال هؤلاء الملوك الثلاثة احدهم احمق دعا عليه النبي عليه الصلاة والسلام رزق الله ملكه. الثاني هرق لعرف الحق لكن اثر الدنيا على الاخرة الثالث عرف الحق ووفقها الله تعالى لان يسلم ويخفي اسلامه ويبقى ملكا الى ان مات فسبحان الله يعني انظر الى الى احوال هؤلاء الملوك الثلاثة هنا يقول دعته رجمانه فترجموا له كتاب النبي صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم محمد بن عبد الله الهي رق يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء ثم ساق بالسند عن ابي هريرة قال كان اهل الكتاب يقرأون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لاهل الاسلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصدقوا اهل الكتاب ولا تكذبوهم. وقولوا امنا بالله وما انزل فهم لغتهم العبرية او العبرانية الى الان واليهود يقرأون بالعبرية الى الان هذي لغتهم يقال انها لغة عربية قديمة الله تعالى اعلم آآ ثم ساق بسنده عن عمر اه اتى النبي صلى الله عليه وسلم اتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل وامرأة من اليهود قد زنيا فقال اليهود ما تصنعون بهما؟ قالوا نسخم وجوههم هما يعني يسود وجوههما بالفحم ونخزيهما. قال فاتوا بالتوراة فاتوها من كتب الصادقين فجاؤوا فقالوا لرجل ممن يرضون يا اعور اقرأ فقرأ حتى انتهى الى موضع منها فوضع يده عليها انظر الى الى الخبث وضع يده على اية الرجم قال ارفع يدك فرفع يده وجاهد للرواية ان الذي قال ذلك عبد الله ابن سلام فرفع يده فاذا فيه اية الرجم تلوح وقال يا محمد ان عليهما الرجم ولكنا نتكاتمه بيننا فامر بهما فرجما فرأيته يجادئ عليها الحجارة يعني يحاول ان يحميها ويقيها من الحجارة من حبه لها لهذه المرأة التي زنا بها حتى اثناء الرجم يحاول ان يحميها من الحجارة فرجم جميعا. الرجل موجود في التوراة وهو كان موجودا في القرآن فنسخت تلاوة وبقي الحكم انظر الى الفرق بين اليهود وبين المسلمين اليهود موجود عندهم في التوراة لم يطبقوه المسلمون نسخ لفظا من القرآن وطبقوه مع انه نسخ لفظا من القرآن وبقي حكمه انظر الى الى الفرق بين الامتين وآآ والله تعالى هنا قال فاتوا بالتوراة فاتلوها والتوراة بالعبرانية وامر الله تعالى ان تتلى على العرب وهم لا يعرفون العبرانية فهذا هو مراد المؤلف ان التفسير انه من فعل المفسر وهو مخلوق اما المفسر فهو كلام الله تعالى ثم قال المؤلف رحمه الله باب قول النبي صلى الله عليه وسلم الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة زينوا اصواتكم زينوا القرآن باصواتهم وساق بسنده حديث ابي هريرة ما اذن الله للشيخ هل سبق الكلام عنه ثم آآ ايضا ساق قصة الافك وسبق الكلام عنه التعليق عليه ثم ساق حديث البراء سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في العشاء والتين والزيتون فما سمعت احدا احسن صوتا او قراءة منه وآآ مراد البخاري بهذا الباب بيان ان التلاوة فعل التالي فهي داخلة في افعال العباد. ولهذا توصف بالمهارة الماهر بالقرآن وهنا قرأ النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة العشاء سورة التين والزيتون وهذا يدل على استحباب قراءتها في صلاة العشاء مع انه عليه الصلاة والسلام غالبا غالبا يقرأ في صلاة العشاء من وسط المفصل يعني كان هديه عليه الصلاة والسلام وهذه سنة يعني لا يطبقها كثير من ائمة المساجد السنة في القراءة الفجر من طوال المفصل الظهر والعصر والعشاء من وسط مفصل. المغرب من قصار مفصل مفصل يبدأ من سورة قاف الى الناس طواله من قاف الى عم يتساءلون وسطه عما يتساءلون الى الضحى قصاره من الظحى الى الناس فينبغي اه ان يحرص الامام على تطبيق السنة بعض ائمة المساجد يقول انا اراجع حفظي نقول راجع حفظك في غير الصلاة لان الشارع له له له مقصد يعني ترديد السور المفصل يجعل الناس تحفظ هذه السور والناس فيهم الامي وفيهم العامي وفيهم العامل المشغول فيهم فاذا رددت هذه الصور سهلة حفظها ولذلك ينبغي ان يحرص امام المسجد ان يقرأ بالمفصل غالبا الفجر من طواله المغرب من قصاره وفي الظهر والعصر والعشاء من وسطه غالبا وليس دائما ثم ساق بسند عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم متواري بمكة وكان يرفع صوته آآ هذا سبق ايضا الكلام عنه والتعليق عليه ثم ساق حديث ابي سعيد آآ ان النبي ابي سعيد ان قال لعبد الرحمن بن ابي صعصعة نعم قال له اني اراك تحب الغنم والبادية فاذا كنت في غنمك او باديتك فاذنت للصلاة فرفع صوتك بالنداء فانه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا انس ولا شيء الا شهد له يوم القيامة. قال ابو سعيد سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا يدل على فضل الاذان وعلى ايضا استحباب الاذان للمنفرد ثم ساق بسنده حديث عائشة كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن ورأسه في حجره وانا حائض واستدل به على جواز حمل الحائض للمصحف من وراء حائل لفعل ابي وائل نعم لكونه لكون عائشة رضي الله عنها يعني كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن ورأسه في في حجره وهو وهي حائض والمرأة الحائض يجوز لها ان تقرأ القرآن عن القول الراجح لكن لا تمس القرآن الا من وراء حائل اه هنا في فقط فائدة في في رفع المؤذن صوته بالاذان قال كرماني رفع الصوت بالقرآن احق بالشهادة واولى يعني يقول اذا كان المؤذن يشهد له من سمعه قال القرآن من باب اولى هذه الفائدة ذكرها آآ الكرماني ثم قال باب قول الله تعالى فاقرأوا ما تيسر منه وساق بسنده عن عمر قال سمعت هشام ابن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستمعت لقراءته فاذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئني رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنت اساوره في الصلاة فتصبرت حتى سلم ولببته برداءه فقلت من اقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟ قال اقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. قلت كذبت. اقرأنيها على غيري ما قرأت وانطلقت به اقوده الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت اني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروفه لم تقرئنيها. قال ارسله اقرأ يا هشام فقرأ القراءة التي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك انزلت ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ يا عمر فقرأت فقال كذلك انزلت ان هذا القرآن انزل على سبعة احرف فاقرأوا ما تيسر منه من رحمة الله تعالى وتيسيره على هذه الامة ان القرآن نزل على سبعة احرف على لهجات العرب ثم بعد ذلك في زمن الصحابة لما اتسعت رقعة الدولة الاسلامية حصل الاختلاف في القراءة فاجتمع الصحابة ورأوا جمع الناس على حرف واحد وهو حرف قريش وهو الذي كان عليه اخر عرظة عرضها عرض النبي صلى الله عليه وسلم المصحف فيه على جبريل فعمر عثمان رضي الله عنه بان تجمع المصاحف كلها فحرق المصاحف على جميع الحروف الا على حرف قريش وهذا من رحمة الله بهذه الامة والقراءات السبع ليست هي الاحرف السبعة المذكورة هنا القراءات السبع كلها على حرف قريش الذي جمع عثمان اه الامة عليه انتبه لهذا بعض الناس يخلط يظن ان القراءات السبع هي الحروف السبعة لا هذا غير صحيح الحروف السبعة لم يبقى منها الا حرف واحد قريش والقراءات السبع هي على هذا الحرف قال باب قول الله تعالى ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم كل ميسر لما خلق له قال ميسر مهيأ وقال مجاهد يسرنا القرآن بلسانك او ان قراءته عليك قال مطر الوراق ولقد يسر القرآن للذكر فهل هو مدكر؟ قال فهل من طالب علم فيعان عليه سبحان الله يعني تيسير القرآن امر واضح نرى الاعاجم لا يتكلمون بكلمة من العربية ويقرأون القرآن كما يقرأه العرب وربما يفوقونهم هذا ما نراه مشاهد هذا من تيسير الله تعالى ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ثم ساق بسنده عن اه عمران اه قلت يا رسول الله فيم يعمل العاملون؟ قال كل ميسر لما خلق له. وساق الحديث ايضا عنه عن علي ان عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان في جنازة فاخذ عودا فجعل ينكت في الارض فقال ما منكم من احد الا كتب مقعده من الجنة او من النار قالوا افلا تتكل قال اعملوا فكل ميسر فاما من اعطى واتقى سألوا النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة سألوا النبي صلى الله عليه وسلم قالوا فيما العمل افيم جرت به المقادير وجف به القلم او فيما يستقبل قال فيم جف به القلم وجرت به المقادير قالوا ففي من عمل اذا؟ قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له ومسائل القضاء والقدر من المسائل التي هي فوق مستوى العقل البشري ولذلك نهى السلف عن التعمق فيها فينبغي ان يفهم باجمال على ضوء النصوص ويعمل وكل ميسر لما خلق له ولذلك اذا رأى الانسان من نفسه سلوك طريق الاستقامة هذه بشرى على انه يسر لطريق الخير واعملوا فكل ميسر لما خلق له ثم قال باب قول الله تعالى بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ المجيد مستلزم للعظمة والجلال بلوح محفوظ هو ام الكتاب ومنه تنسخ الكتب محفوظ من الشياطين ومن الزيادة والنقصان. ومراد البخاري بهذا الباب ان القرآن في المصحف مكتوب مستور ان كون القرآن في المصحف مكتوب مسطور لا ينافي كونه كلام الله. هذا مراد البخاري من هذا الباب قال والطور وكتاب مسطور قال قتادة مكتوب يسطرون يخطون في ام الكتاب اه جملة كتاب واصله ما يلفظ من قول ما يتكلم من شيء لكتب عليه. قال ابن عباس يكتب الخير والشر يكتب الخير والشر يعني الملائكة تكتب كل شيء الخير والشر يحرفون يزيلون ليس احد يزيله لفظ كتاب من كتب الله عز وجل ولكنه يحرفونه اه ولكنهم يحرفون يعني يتأولون على غير تأويله ثم ساق المصنف بسنده عن ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لما قضى الله الخلق كتب كتابا عنده غلبة او قال سبقت حكمة غضبي هذا سبق سبق الكلام عن هذا الحديث وايضا بالرواية الاخرى سبق التعليق عليه والكلام عنه في درس سابق ثم قال المصنف رحمه الله باب قول الله تعالى والله خلقكم وما تعملون. اراد البخاري بهذا بيانه ان الله الخالق لكل شيء فيدخل فيه اعمال العباد وافعالهم. واراد بهذا الرد على المعتزه الذين قالوا ان الانسان يخلق فعله قال ان كل شيء خلقناه بقدر وهذا يستدل به على اثبات القدر. ويقال للمصورين احيوا ما خلقتم ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ثم استوى على عرشه ويوشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بامره الا له الخلق والامر ففرق بين الخلق والامر فالخلق اثر الامر الكائن به الخلق وعطف الامر على الخلق يقتضي المغايرة فالامر يتناول الامر القدري والامر الشرعي قال ابن عيينة بين الله الخلق من الامر بقوله الا له الخلق والامر وسمى النبي صلى الله عليه وسلم الايمان عملا. في جوابه للسائل اي الاعمال افضل قال ايمان بالله ورسوله وقال جزاء بما كانوا يعملون وقال وفد عبد القيس مرنا بجمل من الامر ان عملنا بها دخلنا الجنة فامرهم بالايمان والشهادة واقامة صلاة وايتاء الزكاة فجعل ذلك كله عملا وعلى هذا فالعمل يدخل في الايمان ثم ساق بسنده اه عن اه زهدم الجرمي قال كان بين هذا الحي من جرم وبين الاشعريين ود واخاء فكنا عند ابي موسى اه يقرب اليه الطعام فيه لحم دجاج وعنده رجل من بني تيم الله كأنه من الموالي. فدعاه اليه فقال الرجل اني رأيته يأكل شيئا فقذرت فحلفت لا اكله قال هلم فلحدثك عن ذاك اني اتيت النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من الاشعريين يعني كأنه استنكر اكل الدجاج ما كان معروفا عندهم فحلف انه ما يأكله فقال اني اتيت النبي صلى الله عليه وسلم نستحمله يعني نطلب منه ان يحملنا يعني ان يعطينا من الابل ما يحملنا عليها فقال والله ساحملكم ما عندي وما عندي ما احملكم يعني حلف فاتي النبي صلى الله عليه وسلم بنهب يعني بغنيمة بنهب ابل فسأل عنا فقال اين النفر الاشعريين يعني فاعطاه فامرنا بخمس ذود غرز الذرى يعني الذود ما بين الاثنين الى التسعة. قول الذرى يعني عظيمة الاسلمة ثم انطلقنا فقلنا ما صنعنا حلف رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحملنا وما عنده ما يحملنا ثم حملنا تغفلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يمينه والله لا نفلح. يعني كأنهم آآ يعني ندموا على ذلك فرجعنا اليه فقلنا له فقال لست انا احملكم ولكن الله حملكم وهذا هو محل الشاهد ان الله هو المتصرف في عباده وعملهم يقع بخلقه ومشيئته ثم قال عليه الصلاة والسلام اني والله لا احلف على يمين فارى غيرها خيرا منها الا اتيت الذي هو خير منه وتحللتها ثم ساق بسنده حديث ابن عباس في وفد عبد القيس وسبق اه الكلام عليه ثم ساق حديث عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان اصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة يقال لهم احيوا ما خلقتم والمقصود صور ذوات الارواح وهذا من باب التكبيت لهم والا فانهم لا يستطيعون ان يحووا ما خلقوا وساق الحديث بلفظ اخر ثم ساق حديث ابي هريرة آآ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ومن اظلم ممن ذهب يخلق كخلق فليخلقوا ذرة او ليخلقوا حبة او شعيرة وهذا يدل على ان التصوير من كبائر الذنوب لانه قال ومن اظلم ولكن المقصود بالتصوير التصوير الذي فيه المضاهاة لخلق الله وهو الصور المجسمة بمثل تماثيل الادميين وتماثيل الحيوانات وكذلك الصور المرسومة بذوات الارواح اما الصورة الفوتوغرافية والتلفزيونية فالذي يظهر انها لا تدخل في هذا لانه ليس فيها مضاهاة لخلق الله تعالى ثم قال المصنف رحمه الله تعالى باب قراءة الفاجر والمنافق واصواتهم وتلاوتهم وحناجرهم وهو الباب قبل الاخير ومراد البخاري التفرقة بين التلاوة والمتل. وان التلاوة من عمل التالي وعمل العبادي متفاوت منه المقبول والمردود فهذا التفاوت يدل على ان انه عمله وان عمله مخلوق هذا مراد البخاري من هذه الترجمة ثم ساق بسنده عن ابي موسى ان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كالاترجة طعمها طيب وريحها طيب تجمع طيب المذاق وطيب الرائحة وحسن المنظر وطيب النكهة وجودة الهضم الاترجة تعرفون او ترجه ويسميها بعضهم الاترنجة حجمها كبير اصفر يعني تشبه الليمون لكنها اكبر من الليمون وتسمى بهذا الاسم الى الان تملأ ترجة والترنج ما ادري هل هي تعرفونها نعم يعني هي هي معروفة يعني عندنا هناك في المملكة تزرع وباع فهي مثل الليمون لكنها اكبر حجما منها وفيها حموضة فهذه مثلها مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن والذي لا يقرأ القرآن كالتمرة طعمها طيب ولا ريح لها مؤمن لا يقرأ القرآن كالتمرة الطعم طيب لكن ليس لها ريح. ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل ريحانة ريحها طيب وطعمها مر يا طيب لانه يقرأ القرآن لكنه فاجر وطعمها مر ومثل الفادي الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحمضة طعمها مر ولا ريح لها ثم ساق بسنده حديث عائشة رضي الله عنها اه سأل اناس النبي صلى الله عليه وسلم عن الكهان والكهان هم الذين يخبرون عن المستقبل غالبا استنادا الى اسباب خفية من اتصالهم بالجن ويطلق على كل من يتعاطى ادعاء علم الغيب فقال النبي صلى الله عليه وسلم انهم ليسوا بشيء قالوا يا رسول الله انهم يحدثون بالشيء يكون حقا قال النبي صلى الله عليه وسلم تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقرقرها يعني يرددها في اذن وليه كقرقرة الدجاجة فيخلطون فيه اكثر من مئة كذبة يعني يأخذ الكلمة يأخذ الكلمة من السما يسترقون كلمة من السماء الشياطين ثم يلقونها في اذن هذا الكائن طيب ثم يصدق مرة واحدة هذا الكاهن ويكتب معها مئة كذبة. العجيب ان الناس لا ينظر المئة كذبة ينظرون المرة الواحدة التي صدق فيها يقول اليس قال كذا وكذا؟ طيب انظر الى مئة كذبة هذا انسان يغلب عليه الكذب كيف تصدقه لكن يدل على يعني ان بعض النفوس مجبولة على على حب الباطل وتجدون هذا الان في وسائل التواصل الاجتماعي تجد بعض الناس ربما يأتي بخبر واحد صادق لكن معه مئة خبر كاذب ومع ذلك تجد بعض الناس يقولون يأتي بالاخبار وانه كذا الصحيحة وانه كذا. وغالب اخباره كذب فهذا حاله مثل حال هؤلاء الكهان ثم ساق بسنده عن ابي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يخرج ناس من قبل المشرق سبحان الله العظيم هاتان الكلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان الى الرحمن ختم البخاري بها صحيحه و افتتح صحيحه بانما الاعمال بالنيات بدأ بانما الاعمال بالنيات اشارة الى الاخلاص وختم صحيحه بكتاب التوحيد وذلك لان التوحيد هو اصل العصمة واخر الامور التي يظهر بها المفلح من الخاسر وثقل الموازين وخفتها فكانت اخر تراجم الكتاب وختم بهذا الحديث كلمتان خفيفتان على اللسان لارادة ان يكون اخر كلام التسبيح والتحميد كما انه حديث انما الاعمال بالنيات في اول الكتاب اشارة الى الاخلاص وايضا قصد ختم كتابه ما دل على وزن الاعمال لانه اخر اثار التكليف فانه ليس بعد الوزن الا الاستقرار في احد دارين اما الجنة واما النار فانظر الى الامام البخاري رحمه الله اه كيف ختم صحيحه بهذا الحديث العظيم؟ كلمتان حبيبتان الى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم. وبهذا نكون قد انتهينا من آآ التعليق على كتاب التوحيد من صحيح البخاري والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والكلام الحقيقة عن يعني كتاب التوحيد يطول ولو اردنا شرحا لما اتسع له الوقت لكن اردنا مجرد التعليق ويعني من اراد مزيدا من التوسع في هذا وهناك شروح البخاري لكنها في مجال العقيدة كثير منها فيها اشكالات ولذلك احيلكم على كتاب اجود وانفع وهو كتاب الشيخ عبدالله الغنيمان شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري يقع في مجلدين كبيرين وهو كتاب جيد جرح فيه هذا الكتاب على عقيدة السلف الصالح وشرحوه شرحا ليس مجرد تعليق وانما شرحه شرحا وهو موجود ومطبوع ومن اراد مزيدا من التوسع مع كون يعني آآ الشرح على عقيدة السلف فليرجع الى هذا الكتاب. فيما يتعلق بالعقيدة خاصة يجعل هذا الكتاب. واما ما يتعلق بالمعاني والاحكام الفوائد فشروح كتاب آآ البخاري رحمه الله تعالى والحمد لله اولا واخرا وظاهرا وباطنا. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. ونحمد الله تعالى ان يسر لنا اه شرح هذا الكتاب كاملا مع انه طويل ويعني الاحاديث آآ تربو على مئة وسبعين حديثا لكن نسأل نحمد الله تعالى ان اعان ويسر وسهل التعليق على جميع الاحاديث التي ذكرها البخاري في هذا الكتاب وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين