الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول العلامة الزبيدي رحمه الله تعالى في كتابه التجريدي الصريح لاحاديث الجامع الصحيح تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى كتاب الزكاة باب وجوب الزكاة قال عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذا الى اليمن فقال ادعوهم الى شهادة ان لا اله الا الله واني رسول الله فانهم اطاعوا لذلك فاعلمهم ان الله قد افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة فانهم اطاعوا لذلك فاعلمهم ان الله افترض عليهم صدقة في اموالهم تؤخذ من اغنيائهم وترد على فقرائهم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذا كتاب الزكاة والمراد بالزكاة اي زكاة المال زكاة عروض التجارة وزكاة الخارج من الارظ والزكاة بهيمة الانعام والمراد بذلك اي ما اوجبه الله وافترضه على عباده من اخراج من هذه الاصناف بشروط وظوابط معلومة يأتي ذكرها وايرادها من خلال ما ساقه رحمه الله تعالى من احاديث الزكاة في اللغة معناها انما وايضا معناها التطهير فهي نماء وتطهير وزكاة المال فيها المعنيان الزكاة التي افترضها الله سبحانه وتعالى على عباده فيها المعنيان فيها التطهير فالزكاة طهارة صاحب المال من الشح البخل وغير ذلك من الخصال والخلال الذميمة وايضا تطهير لماله وحفظ له وتطهير ايضا للمجتمع لان اذا اخذ قدر يسير من مال الاغنيا ورد على الفقراء هذا فيه ايضا طهارة المجتمع وحلول الاخلاق الفاضلة في المجتمع بدل الاخلاق السيئة من حقد حسد ونحو ذلك وهي من جهة اخرى نماء للمال قد صحفي الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام ما نقصت صدقة من مال بل تزيده الصدقة نماء للمال لانها سبب للبركة وزيادة المال واما منعها فهو سبب لمحق البركة منعها سبب لمحق البركة فسميت هذه الصدقة المفروظة التي افترضها الله سبحانه وتعالى على عباده سميت زكاة لما فيها من التزكية. الذي هو النماء ولما فيها من التزكية الذي هو التطهير فهي نماء وتطهير نماء للمال وطهارة المال ولصاحب المال وعوائد الزكاة وفوائدها وبركاته على المزكي وعلى المال على المجتمع لا حد لها ولا عد وهي من محاسن هذا الدين العظيمة والزكاة ركن من اركان الاسلام كما يدل لذلكم نصوص كثيرة منها قول نبينا عليه الصلاة والسلام بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت فالاسلام يقوم على اركانا خمسة احدها الزكاة المفروظة التي افترظها الله سبحانه وتعالى على عباده والزكاة قرينة الصلاة في كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه وهما اعني الصلاة والزكاة قرينتا التوحيد كما في قوله وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فاقام الصلاة ايتاء اه الزكاة قرينة التوحيد في كتاب الله وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم يذكر التوحيد ثم يذكر بعده مباشرة اقام الصلاة ثم ايتاء الزكاة. في احاديث كثيرة جدا منها الاحاديث التي تأتي عند المصنف رحمه الله تعالى ولا سيما في الباب الاول باب وجوب الزكاة قال رحمه الله تعالى باب وجوب الزكاة باب وجوب الزكاة اي ان الزكاة واجبة وفريضة كتبها الله سبحانه وتعالى على عباده واوجبها عليهم افترظ عليهم القيام بها وهي صدقة بقدر يسير من من المال من مال كثير اعطاه الله سبحانه وتعالى للاغنياء فيؤخذ منه قدرا يسيرا يرد على الفقهاء وفي المصارف مصارف الزكاة مما يكون صلاحا للمجتمع وسدا لعوز المحتاجين وحاجة الفقراء والمصالح التي يحتاج اليها ففيها النفع العظيم والخير. والله سبحانه وتعالى افترضها على عبادة فرضها على عبادة وهي كما تقدم ركن من اركان الاسلام ومن الادلة على وجوب الزكاة وانها مفروضة احاديث منها حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذا الى اليمن بعثه الى اليمن داعيا الى الله وقاضيا وكلفه باعمال عديدة يقوم بها رضي الله عنه وارضاه وكان هذا البعث في السنة العاشرة للهجرة قبل حجة الوداع وقيل في اخر السنة التاسعة بعثه الى اليمن فقال ادعهم الى شهادة ان لا اله الا الله واني رسول الله وفي رواية قال انك تأتي قوما اهل كتاب فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله واني رسول الله قال انك تأتي قوما اهل كتاب وهذا اخذ منه العلماء فائدة وهي ان من الامور المهمة التي ينبغي ان يكون الداعي الى الله على علم بها العلم بحال المدعوين اذا ذهب الى منطقة ينبغي ان يكون على علم بحال هؤلاء الذين سيدعوهم هل هم اهل جهل فقط وعدم دراية ام انهم اهل شبه او انهم مثلا اهل عناد فالناس يختلفون والمناطق تختلف فيحتاج ان يعرف المنطقة التي يذهب اليها من حيث حال الناس حتى يعطي كل آآ كل آآ احد او كل مدعو ما يناسبه قال الله تعالى ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي احسن. قال العلماء هذه فيها هذه فيها مراتب الدعوة بحسب احوال المدعوين هذه مراتب الدعوة ثلاث مراتب بحسب احوال المدعوين منهم من يحتاج الى حكمة ومنهم من لا يكفيه ذلك بل يحتاج الى موعظة وزجر وتخويف بالله مما يردعه عن ما هو فيه من باطل وضلال ومنهم من يحتاج الى مجادلة بالتي احسن لما قام في نفسه من شبهات فاذا مدعوون تختلف حالهم فيحتاج الداعي ان يكون على علم بذلك ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام لمعاذ رضي الله عنه انك تأتي قوما اهل كتاب اي ليكن في معلومك ذلك ان القوم الذين ستذهب اليهم اهل الكتاب وهذا دعوة له للاستعداد والتهيؤ اذا عرف حال هؤلاء القوم الذين سيذهب اليهم قال فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله واني رسول الله وهذا فيه ان التوحيد هو اول الواجبات واعظم الفرائض واول ما يبدأ به في الدعوة الى الله وما من نبي بعثه الله الا واول ما يبدأ قومه به الدعوة الى توحيد الله ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون واذكر اخا عاد اذ انذر قومه بالاحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه النذر اي الرسل وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه الا تعبدوا الا الله فالتوحيد هو اول ما يبدأ به الانبياء التوحيد اولا قبل كل شيء لماذا لانه الاساس الذي يبنى عليه الدين وليس شيء من الاعمال ينفع صاحبه الا اذا قام على التوحيد فالتوحيد هو الاساس الذي يقوم عليه دين الله ومن المعلوم ان قيام البناء على غير اساس لا ينفع ولا يجدي بل لا بد ان يكون قائما على اساس والبيت لا يبتنى الا باعمدة ولا عماد اذا لم ترسى اوتاد فالذي يقوم عليه دين الله هو التوحيد الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء ما يشتغل الانسان بالفرع والاصل غير موجود او الاصل مفقود فيبدأ بالاصل يبدأ بالاصل ويعتنى به ثم بعد ذلك الفروع والمكملات. اما ان يشتغل بالفروع والمكملات والاصل مفقود هذا لا ينفع ولهذا اول ما يبدأ به توحيد الله اول ما يبدأ به في الدعوة توحيد الله فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله ولا ينتقل عن هذا الى ما بعده حتى يستجاب في هذا الاصل اما اذا لم تحصل استجابة لا ينتقل لما بعده لانه لو انتقل الى ما بعده وقبل ما بعده دون قبول للتوحيد لم لم ينفع ما بعده لانه لم يقم على اصل فالعبادة بدون التوحيد باطلة غير مقبولة مثل الصلاة بدون طهارة مثل الصلاة بدون طهارة العبادة لابد ان تكون قائمة على توحيد الله ولهذا اول ما يبدأ به في الدعوة الى الله سبحانه وتعالى توحيد الله قال ادعهم الى شهادة ان لا اله الا الله واني رسول الله الى شهادة ان لا اله الا الله اي ان الله سبحانه وتعالى هو المعبود بحق ولا معبود بحق سواه فليكن اول ما تدعوهم اليه هو هذا ان يشهدوا ان لا اله الا الله اي لا معبود بحق الا الله فيخلص له الدين ويفرد وحده بالعبادة ويتبرأ الانسان من الشرك واهله اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله ولا اله الا الله قائمة على ركنين لا توحيد الا بهما النفي والاثبات اولها نفي عام لا اله واخرها اثبات خاص الا الله ولا توحيد الا بهذين لا اله الا الله هذا هو التوحيد توحيد نفي واثبات من نفى ولم يثبت لا يكون موحدا ومن اثبت ولم ينفي لا يكون موحدا بل لا توحيد الا بالنفي والاثبات. لا اله الا الله واني رسول الله الشهادة بانه صلوات الله وسلامه عليه مرسل من رب العالمين بعثه الله بالحق والهدى ارسله الى الناس بشيرا ونذيرا وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا وانه بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وما ترك خيرا الا دل الامة عليه ولا شرا الا حذرها منه والشهادة له بالرسالة تعني طاعته فيما امر وتصديقه فيما اخبر والانتهاء عما نهى عنه وزجر والا يعبد الله الا بما جاء به صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قال فانهم اطاعوك لذلك فاعلمهم ان الله قد افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة انهم اطاعوك لذلك ما مفهوم ذلك؟ انهم اطاعوك لذلك اي انهم ان لم يطيعوك لذلك لا تنتقل لما بعده لانه لا يفيد ولا ينفع اذا لم يكن قائم على التوحيد فالصلاة بدون التوحيد لا تنفع الزكاة بدون التوحيد لا تنفع الحج بدون التوحيد لا ينفع لانها اعمال ليست قائمة على اصل قال فانهم اطاعوك لذلك فاعلمهم ان الله قد افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة خمس صلوات الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء هذه خمس صلوات ولها اوقات معينة ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ولها اركان ولها واجبات ولها شروط فيقيمها المسلم في اوقاتها بشروطها وواجباتها كما امر الله وكما جاء عن رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قال فانهم اطاعوك لذلك فاعلمهم ان الله افترض عليهم صدقة في اموالهم صدقة في اموالهم تؤخذ من اغنيائهم وترد على فقرائهم صدقة اي مفروضة افترضها الله وهذا موضع الشاهد للترجمة افترضها الله على الاغنياء وهي شيء قليل جدا من مال كثير اعطاه الله سبحانه وتعالى الاغنياء فتؤخذ وترد على الفقراء ويكون فيها سدا عوزهم وحاجتهم وفقرهم وفيها زكاء الاغنياء ولاموال الاغنياء والمجتمع الذي يعيش فيه الاغنياء اذا اخرجت الزكاة تحققت هذه المصالح العظيمة قال صدقة تؤخذ من اغنيائهم وترد على فقرائهم. بعض العلماء اخذ من قوله فقرائهم اي فقراء البلد نفسه وقالوا ان هؤلاء هم الذين يشاهدون هذا المال ويشاهدون هذه الثروة وتقع اعينهم عليها فاذا رد هذا المال الى فقراء بعاد في مناطق بعيدة لم تسد حاجة هذا القريب من الغني سواء قرابة سواء كان من ذوي القرابة او ليس من ذوي القرابة من اهل منطقته والاقربون اولى فبعض العلماء يقول الاولى ان يكون ردها الى فقراء البلد وبهم يبدأ ردها الى فقراء البلد وبهم يبدأ وقيل فقرائهم ليس المراد بفقراءهم اي فقراء البلد وانما فقراء المسلمين اينما كانوا فقراء المسلمين اينما كانوا نعم والحديث فيه ان الزكاة ان الصلاة والزكاة قرينة التوحيد نعم قال رحمه الله تعالى عن ابي ايوب رضي الله عنه ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم اخبرني بعمل يدخلني الجنة؟ قال ما له؟ ما له؟ وقال النبي صلى الله عليه وسلم ارب ماله تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم قال وعن ايوب الانصاري رظي الله عنه ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم اخبرني بعمل يدخلني الجنة يدخلني الجنة قال ما له ما له قال ما له ما له القائل هنا هو من حفر القائل هنا من حضر من كان قريبا من النبي عليه الصلاة والسلام من الصحابة رضي الله عنهم ولهذا جاء الحديث عند البخاري رحمه الله جاء الحديث نفسه عند البخاري رحمه الله في كتاب الادب حديث ابي ايوب قال القوم ما له ما له قال القوم ما له ما له؟ المراد بالقوم اي من حظر من حول النبي عليه الصلاة والسلام وقولهم ما له ما له هل هذه ترجع الى السؤال ولا السؤال طبيعي ما له ما له يعني ما به هذا الرجل ما شأنه هل هذه ترجع الى السؤال او السؤال طبيعي يعني شخص مثلا جاء وقال دلني على عمل يدخلني يدخلني الجنة هل مثل هذا يقال ماله ماله وتكرر السؤال هذا تكرر في مواضع كثيرة تكرر في مواضع كثيرة في احاديث عديدة منها الحديث الاتي حديث الاعرابي ان اعرابيا قال دلني على عمل اذا عملته دخلت الجنة ما قال القوم الذين حوله ما له ما له اذا هذا الان القول هل هو راجع الى السؤال؟ ابدا صار طبيعي جدا ويطرح كثيرا على النبي عليه الصلاة والسلام ولا شيء فيه لكن كأن هذا الاعرابي طريقة السؤال كأن هذا الاعرابي طريقة السؤال جعلت الصحابة رضي الله عنهم يقولون ما له ما له مما يوضح ذلك ان الحديث جاء في بعض الروايات في غير الصحيح في اخره ان النبي عليه الصلاة والسلام لما اتم الجواب قال له ذرها ذرها وفي بعض كررها ذرها ذرها كانه امسك الناقة امسك الناقة وجاء ايضا في بعض الروايات قالوا كانه على راحلته كانه على راحلته. اذا ما له ما له هذه ليست راجعة الى السؤال السؤال طبيعي جدا دلني على عمل يدخلني الجنة هذا سؤال طبيعي لكن كأن حصل شيء من التصرف اما في طريقة السؤال او وقوفه او كونه يخاطب النبي عليه الصلاة والسلام وهو على الناقة او ممسك بخطام اه الناقة فقال فقال الصحابة الذين حول حوله في ذلك المكان ما له ما له يعني في هذا التصرف الذي حصل من ما له وماله فقال النبي عليه الصلاة والسلام سبحان الله لطيف صلوات الله وسلامه عليه ورفيق في اموره كلها وتعاملاته صلوات الله وسلامه عليه ما له ما له انزعجوا من طريقته فقال النبي صلى الله عليه وسلم ارب ماله عنده حاجة هرب ماله ارى بالحاجة ما له مانع عنده حاجة ما امسك الناقة ولا وقف هذا هذا الوقوف الا لحاجة ما كان عليه الصلاة والسلام ينظر ما كان ينظر الى تصرفات من يسأله لان الناس معادن وطبائع وبعضهم اعراب وما تعودوا على بعض التعاملات مثلا الجيدة والاخلاق الجميلة ما تعرف عليه اصلا فيسأل بطريقة يعني مثلا يأتي ويجذب وربما يظهر اثره من شدة الجذب ويسأل ما كان يلتفت للطريقة عليه اطلاقا اما اكثر الناس لو تعامل معه بهذه الطريقة نسأل الله العافية لو تعامل معه بهذه الطريقة ما يتحمل واذا كان يعني عنده من الهدوء يقول تعلم كيف تسأل وتعال اجاوبك او يقول هذي ما هي طريقة السؤال او او يعني لكن عليه الصلاة والسلام ما كان ينظر الى هذا اطلاقا. ينظر الى الخير الفائدة المعنية النفع العلم ايمان ينظر الى هذا وما كان ينظر الى شخصه ولا كان يغضب لنفسه ما غضب لنفسه قط ما غضب لنفسه صلى الله عليه وسلم قط واذا انتهكت حرمات الله لا يقوم لغضبه شيء صلوات الله وسلامه عليه فهذا الرجل طريقته في السؤال وطريقته في الطرح ربما انها ازعجت الصحابة واخذ يقول ما له ما له يكررونها منزعجين فقال النبي صلى الله عليه وسلم ارى بن ما له حاجة عنده حاجة دعوه وشأنه يسأل عنده حاجة جاء يتعلم وفعلا يكون مثل هؤلاء ما جاء ليسيء التصرف ولا جاء ليسيء المعاملة ما جاء الا لحاجة وربما شدة حرصه على الحاجة يجعلها احيانا يتصرف تصرفا غير مناسب بسبب شدة الحاجة التي قامت في نفسه وصدق رب العالمين وانك انك لعلى خلق عظيم. صلوات الله وسلامه عليه. اوتي كمال الخلق اوتي كمال الخلق وكمال الادب صلوات الله وسلامه عليه في تعاملاته كلها. فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك هذا درس ليتنا نعيه قال ما له؟ قالوا ما له ما له؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم ارب ما له عرب ما لا ثم اخذ يجيبه تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم اجابه جوابا على سؤالها قال دلني على عمل يدخلني الجنة. عطاه هذه الامور الاربعة قال تعبد الله لا تشرك به شيئا تخلص دينك لله تعبد الله لا تشرك به شيئا هذا هو التوحيد هذا هو التوحيد. تعبد الله لا تشرك به شيء. لا تسأل الا الله. ولا تستغيث الا بالله ولا تذبح الا لله ولا تنذر الا لله ولا تطلب المدد والعون الا من الله كل اعمالك تكون لله لان هذا التوحيد هو اساس قبول الاعمال ولا يقبل العمل الا به. قال عليه الصلاة والسلام اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء قال تعبد الله لا تشرك به شيئا شيئا اي شيء كان لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا ولي ولا غيرهم العبادة حق لله وان المساجد لله. فلا تدعو مع الله احد اي احد كان ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة الاعمال من صلاة وزكاة وغيرهما من الطاعات لا تقبل الا بهذا التوحيد لا تقبل الا بهذا التوحيد وقد سمع بعضهم والعياذ بالله وهو ساجد وهو ساجد جبهته على الارض ساجد يقول مدد يا فلان يستغيث باحد الاشياخ وهو ساجد وربما بعضهم بعد ما ينتهي من صلاته رفع يديه وقال مدد يا فلان الحقني يا فلان ادركني الى غير ذلك هذا مبطل للعمل العمل لا ينفع الا بتوحيد الله واخلاص الدين له. تعبد الله لا تشرك به شيئا. تخلص دينك لله لا تجعل مع الله في في في العبادة اي احد كائنا من كان لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا ولي ولا غير ذلك العبادة لله وهل بعث الانبياء الا للدعوة الى اخلاص الدين لله وافراده جل في علاه بالعبادة قال تعبد الله لا تشرك به شيئا ومن وفق لهذا وفق لاعظم موجبات الغفران وفق لاعظم موجبات الغفران يا ابن ادم يقول الله يا ابن ادم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا ابالي يا ابن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك. يا ابن ادم لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة اعظم موجبات الغفران توحيد الله واعظم موجبات الخسران الشرك بالله. ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء قال تعبد الله ولا تشرك به شيئا وشيئا في سياق النفي فتفيد العموم اي شيء كان لا قليل ولا كثير وتقيم الصلاة اي الصلاة المفروضة التي هي خمس صلوات في اليوم والليلة كتبها الله على عباده تقيم الصلاة وفي الايات والاحاديث يأتي ذكر الصلاة بالاقامة اقامة الصلاة وتعني اقامتها اتيانها متممة باركانها بشروطها بواجباتها وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وهذا موضع الشاهد للترجمة وتؤتي الزكاة هي التي افترض الله عليك وتصل الرحم وتصل الرحم ذكر صلة الرحم هنا ولم يذكرها في كثير من الاحاديث التي يسأل فيها عليه الصلاة والسلام عن سبب عما يدخل الجنة وينجي من النار ذكر قيل ربما لعلم بحاجة الرجل الى ذلك او علما مثلا بتفريط الرجل في ذلك. ولهذا كان عليه الصلاة والسلام يجيب في كل مرة على السؤال نفسه بما يناسب حال السائل يعني يأتيه رجل يقول اوصني فيوصيه بوصيات اخر يقول اوصني اوصيه بوصية اخرى يكون في ذلك مراعاة لحال السائل فارشده الى ذلك لعله والله اعلم مراعاة لحاله وحاجته الى ان ينبه الى هذا الامر العظيم الذي هو صلة الارحام والذين يصلون ما امر الله به ان يوصل قال رحمه الله تعالى عن ابي هريرة رضي الله عنه ان اعرابيا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال دلني على عمل اذا عملته دخلت الجنة قال تعبدوا الله لا تشركوا به شيئا وتقيموا الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروظة وتصوم رمضان؟ قال والذي نفسي بيده لا ازيد على هذا. فلما ولى قال النبي صلى الله عليه وسلم من سره ان ينظر والى رجل من اهل الجنة فلينظر الى هذا قال عن ابي هريرة رضي الله عنه ان اعرابيا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال دلني على عمل اذا عملته دخلت الجنة دلني على عمل اذا عملته دخلت الجنة الدندنة كلها على الجنة الصحابي الاول قال دلني على عمل او اخبرني بعمل يدخلني يدخلني الجنة. وكثيرا مما يأتي هذا السؤال والنبي عليه الصلاة والسلام ايضا قال حولها ندندن نسأل الله عز وجل ان يدخلنا اجمعين الجنة بلا حساب ولا عذاب قال دلني على عمل يدخلني الجنة دلني دلني على عمل دلني على عمل اذا عملته دخلت الجنة اذا عملت ودخلت الجنة يدرك هؤلاء ان الجنة لابد فيها من عمل يدرك هؤلاء ان الجنة لابد فيها من عمل ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون لابد من عمل فيسأل دلني على عمل يدخلني الجنة اي ادخلي به اذا عملته الجنة. وافوز بثواب الله وانجو من عقابه قال عليه الصلاة والسلام تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروظة وتصوم رمضان وتصوم رمضان ذكر له عليه الصلاة والسلام هذه المباني ذكر له هذه المباني وربما يكون هذا الجواب قبل فرظية الحج قبل فرضية الحج او يكون علم من حاله عليه الصلاة والسلام عدم الاستطاعة فقال وتصوم رمظان قال والذي نفسي بيده الاعرابي يقول والذي نفسي بيده لا ازيد على هذا والذي نفسي بيده لازيد على هذا في مسلم زيادة قال والذي نفسي بيده لا ازيد على هذا شيئا ابدا ولا انقص منه لا ازيد على هذا شيئا ابدا طول حياتي لا ازيد على هذا شيئا ابدا ولا انقص منه ولا انقص منه قال النبي عليه الصلاة والسلام فلما قال فلما ولى يعني ذهب هذا الاعرابي قال النبي عليه الصلاة والسلام من سره ان ينظر الى رجل من اهل الجنة فلينظر الى هذا من سره ان ينظر الى رجل من اهل الجنة فلينظر الى هذا وحلف بالله انه ما يزيد على هذه الامور وايضا حلف انه لا ينقص منها يحافظ عليها محافظة تامة والسؤال الذي يطرح الان ولا سيما في زماننا اين المحافظة على هذه الفرائض والله مضيعة ولا سيما الصلاة كم يضيع الناس في هذه الصلاة وكم يتهاونون فيها وتجد عنده اعمال من اعمال الخير كثيرة واعمال جيدة لكن الصلاة التي فرض افترظه الله عليه خمس مرات لها اوقات معينة محددة تجد مفرط فيها كثير من الناس ويؤخرها عن وقتها وربما ايضا يضيع ويهمل بعض الصلوات والامر جد خطير لان الصلاة برهان برهان الايمان ودليله من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة. برهانا على ايمانه وسببا لنجاته يوم القيامة. ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة يوم القيامة وحشر مع قارون. وفرعون وهامان وامية بن خلف ان يحشر مع صناديد الكفر وائمة الباطل فانظر هذا الاعرابي وهذه اليمين البارة قال والله لا لا ازيد على هذا شيئا ابدا اي الى ان اموت ولا انقص منه شيئا اي ساحافظ عليه محافظة تامة دون ان ازيد عليه فقال النبي عليه الصلاة والسلام من سره ان ينظر الى رجل من اهل الجنة فلينظر الى هذا اذا الاعمال اعمال الدين الزائدة على هذه الاركان ماذا تكون تكون رغائب مستحبات هذه فرائض واجبات اركان وما زاد على ذلك رغائب ولهذا في حديث معاذ معاذ بن جبل رضي الله عنه قال للنبي عليه الصلاة والسلام دلني على عمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار. فذكر له اركان الاسلام الخمسة صلوات الله وسلامه عليه ثم بعد ذلك شرع النبي صلى الله عليه وسلم يذكر له ابواب الرغائب وانواع فيها لكن فرائض الاسلام واجبات الدين هي هذه الخمسة التي من حافظ عليها كان كان من اهل الجنة نعم قال رحمه الله تعالى وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ابو بكر وكفر من كفر من العرب فقال عمر كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله فمن قالها فقد عصم مني ماله ونفسه الا بحقه وحسابه على الله فقال والله لاقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فان الزكاة حق المال والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها قال عمر رضي الله عنه فوالله ما هو الا ان قد شرح الله صدر ابي بكر للقتال فعرفت انه الحق وهذا الحديث ايضا من الادلة على فرضية الزكاة وانها من اركان الاسلام قال ابو هريرة رضي الله عنه لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ابو بكر اي الخليفة وكفر من اه كفر من العرب وكفر من كفر من العرب وكفر من كفر تعددت اسبابه وتنوعت فكفر من كفر من العرب فقال عمر كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله فمن قالها فقد عصم مني ما له ونفسه الا بحقه وحسابه على الله لما اراد ابو بكر رضي الله عنه قتال مانع الزكاة لما اراد قتال مانعي الزكاة وبعض مانعي الزكاة امتنع متأولا قال ان الزكاة صدقة تؤخذ في زمن النبي لان الله قال خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها فلما مات انتهى هذا الامر فبعضهم تأول ذلك منع من الزكاة من منع من العرب فعزم ابو بكر رضي الله عنه على مقاتلتهم على منع المنع الزكاة وكانوا يشهدون ان لا اله الا الله فقال عمر لابي بكر كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله فمن قالها فقد عصم مني ماله ونفسه الا بحقه وحسابه على الله قال العلماء ان عمر رضي الله عنه نظر الى ظاهر الكلام مؤوله ولم يتفطن الى اخر الكلام وهو قوله الا بحقه بحقه حق الاسلام ومن حق الاسلام هذه الفريضة التي افترضها الله سبحانه وتعالى على عباده قال والله قال ابو بكر والله لاقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة لاقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة الزكاة قرينة الصلاة في الكتاب والسنة فمن يشهد ان لا اله الا الله ويصلي ولا يزكي يفرق بين الصلاة والزكاة يقبل الصلاة ولا يقبل الزكاة لاقاتلنه. لانها لان الزكاة قرينة الصلاة فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فخلوا سبيلهم لاخرى فاخوانكم في الدين فالصلاة قرينة الزكاة في كتاب الله فابو بكر رضي الله عنه قال لاقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فان الزكاة حق المال فان الزكاة حق المال. وفي الحديث الذي ذكر عمر قال الا بحقها قال ابو بكر والله لو منعوني عناقا العناقة الانثى الصغيرة من الماعز لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها القتال هنا على ماذا على مجرد المنع القتال على مجرد المنع لم يكن القتال على جحد الوجوب وانما على مجرد المنع فقاتلهم وشرع في قتالهم على مجرد المنع ولهذا لا يعرف ان الصحابة كانوا يسألون هؤلاء المانعين هل انتم تقولون بالوجوب او لا تقولون ما يعرف هذا وانما قاتلهم على مجرد المنع منع الزكاة قال والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها قال عمر فوالله ما هو الا ان قد شرح الله صدر ابي بكر للقتال عرفت انه الحق عرفت انه الحق وهذا فيه معرفة لمكانة ابي بكر رضي الله عنه في الفقه والدراية والبصيرة آآ بدين الله رضي الله عنه عن الصحابة اجمعين ونكتفي بهذا القدر ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا جميعا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا حينما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا لا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا