الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين. اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا نسألك اللهم علما نافعا ينفعنا. نبدأ اولا بشرح فصول الاداب ومكارم الاخلاق وهذا هو الدرس الاخير في هذا الكتاب. نختتم شرح هذا الكتاب ان شاء الله تعالى. وايضا ان درس هذا هو الدرس الاخير وسيتوقف خلال فترة الاختبارات والاجازة الصيفية ويستأنف ان شاء الله كالمعتاد اول اثنين من الدراسة باذن الله عز وجل بداية العام الدراسي يعني في شهر ذي القعدة باذن الله تعالى. كنا قد وصلنا الى قول المصنف رحمه الله الاتكاء على يسرى يديه وراء ظهره. فصل ويكره الاتكاء على يسرى يديه من وراء ظهره. ويكره جلوس بين الشمس والظل. سبق ان تكلمنا عن الاتكاء اثناء الاكل وقلنا ان حكمه ماذا الاتكاء اثناء اكل الطعام انه مكروه لقول النبي صلى الله عليه وسلم اني لا اكل متكئا. رواه البخاري. هنا المؤلف يتكلم عن نوع اخر من الاتكاء. قال الاتكاء على يسرى يديه وراء ظهره وظاهر كلام المؤلف ان هذا عام بالصلاة وفي خارج الصلاة. وآآ الدليل لذلك حديث الشريد بن سويد قال مر بي النبي صلى الله عليه وسلم وانا جالس هكذا وقد وضعت يدي اليسرى خلف ظهري والتكأة على الية يدي فقال اتقعد قعدة المغضوب عليهم اتقعد قعدة المغضوب عليهم هذا الحديث اخرجه ابو داوود واحمد والحاكم ولكنه لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وانما المحفوظ انه مرسل ولذلك فانه لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم مصنف اعتمد على هذا الحديث والمراد بالمغضوب عليهم اليهود ومن اهل العلم من رأى تخصيص ذلك بالصلاة. قالوا ان هذا الاتكاء على يسرى وراء ظهره انه مكروه في الصلاة واما في غير الصلاة فلا بأس واستدلوا لذلك بحديث ابن عمر رضي الله عنهما انه رأى رجلا يتكئ على يده اليسرى وهو قاعد في الصلاة فقال لا تجلسوا هكذا فان هكذا يجلس الذين يعذبون. في رواية انها صلاة اليهود وفي رواية المغضوب عليه وهذا عن ابن عمر رضي الله عنهما موقوفا عليه. وهو ثابت عن ابن عمر رضي الله عنهم ووصف ابن عمر هذه الجلسة بانها جلسة اليهود في الصلاة يقتضي كراهة هذه الجلسة وهذا هو الاظهر والله اعلم تخصيص تخصيص الكراهة بالصلاة تقصيص كراهة الاتكاء على يسرى يديه وراء ظهره بالصلاة. وذلك لان حديث الشديد بن سويد لا يثبت والمعتمد عليه هو الاثر المروي عن ابن عمر حيث وصفها بانها جلسة المغضوب عليهم او اليهود وابن عمر انما وصفها لمن رآه يفعلها في الصلاة على هذا فانها تكون مكروهة في الصلاة هذا ذهب موفق ابن قدامة ابن عباس ابن تيمية وجمع من اهل العلم تخصيص ذلك بالصلاة ومن اهل العلم من رأى تحريم ذلك قالوا لان فيه تشبها باليهود ولكن القول بالتحريم محل نظر. لانه لم يثبت في ذلك شيء مرفوع الى النبي صلى الله عليه وسلم وانما المعول عليه اثر ابن عمر واثر ابن عمر يعني اكثر ما يحمل عليه ان هذا مكروه لكونه ذكر ذلك من فعل اليهود فالاقرب والله اعلم هو ان ذلك مكروه اذا كان في الصلاة. واما في غير الصلاة فيبقى على الاصل وهو الاباحة هذا هو تحقيق الكلام في هذه المسألة والله تعالى اعلم قال ويكره الجلوس بين الشمس والظل. وقد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في حديث ابي هريرة. رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا كان احدكم في الفيء فقلص عنه الظل وصار بعضه في الشمس وبعضه في الظل فليقم اخرجه ابو داوود واحمد وله وهو بمجموع طرقه ثابت له عدة طرق وشواهد وهو بمجموع طرقه ثابت ولهذا لما سئل الامام احمد ايكره ان يجلس الرجل بين الظل والشمس؟ قال هذا مكروه. اليس قد نهي عن هذا؟ قال اسحاق بن رهويه قد صح النهي فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم فالامام احمد احتج هذه الاحاديث التي فيها النهي عن جلوس بين الشمس والظل. ولكنه محمول على الكراهة لانه من الاداب كما ذكرنا فيما سبق ان النهي اذا ورد في باب الاداب فيحمل على الكراهة واختلف العلماء في الحكمة من النهي عن الجلوس بين الشمس والظل فقيل ان هذا المقعد او المكان مقعد الشيطان. وقد روي ذلك في بعض وقد جاء ذلك في بعض الروايات انه مجلس الشيطان وايضا رويت فيه اثار عن بعض الصحابة كما عن عبد الله ابن عمرو قال قعوده بين الظل والشمس مقعد الشيطان ومن اهل العلم من قال ان الحكمة من النهي عن الجلوس بين الشمس والظل ان ذلك مضر بالبدن ان ذلك مضر بالبدن يقولون لان الانسان اذا جلس بين الشمس والظل فسد مزاجه فسد مزاجه باختلاف حال البدن بين مؤثرين متظادين شمس وظل وابن القيم رحمه الله في الطب النبوي يقول ان النوم في الشمس يثير الداء الدفين ونوم الانسان بعضه في الشمس وبعضه في الظل رديء ومقصودهم بالداء الدفين ما يسمى وقت الحاضر بالسرطان الذي يظهر وقيل ان الحكمة من النهي عن الجلوس بين الشمس والظل حتى يعدل بين اعضاء بدنه ومن هذا الباب النهي عن المشي في نعل واحدة. النهي عن المشي في نعل واحدة والله تعالى اعلم بالحكمة وحكم الله ورسوله هو حكمة الحكم وغاية الحكم سواء عرفنا الحكمة ام لم نعرفها؟ لاننا على يقين بان الله تعالى حكيم عليم. واحكم الحاكمين جل وعلا. فصل ويستحب ان يقول عند النهوض من المجلس سبحانك اللهم وبحمدك لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك فهي كفارة المجلس ويكره الجلوس في ظل المنارة وكنس البيت بالخرقة والشرب من سلمة الاناء فهذه جملة من الاداب والله تعالى الموفق للصواب قال فصل ويستحب ان يقول عند النهوض من المجلس سبحانك اللهم وبحمدك لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك وهذه تسمى كفارة المجلس. قد وردت في حديث ابي هريرة رضي الله عنه. ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه وكثر فيه لغطه فقال قبل ان يقوم مجلسه ذلك سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك الا غفر له ما كان في مجلسه ذلك وهذا الحديث حديث صحيح اخرجه الترمذي والنسائي واحمد قال الترمذي حديث حسن صحيح وسنده عند احمد على شرط الشيخين هو حديث صحيح ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهو كفارة لما يكون في المجلس ولهذا ينبغي للمسلم ان يحرص على الاتيان بكفارة المجلس هذه في كل مجلس في كل مجلس يكثر فيه لغطه فعندما يجلس في مجلس ثم يقوم ينبغي ان يحرص على الاتيان بهذه الكفارة. التكفير الوارد في الحديث لا يشمل ما كان متعلقا بحقوق العباد وانما هو خاص بحقوق الله تعالى وذلك لان حقوق العباد لا يكفرها الا التحلل من العباد ولذلك حتى الشهيد الذي باع نفسه لله تعالى لا يكفر عنه ما كان متعلقا بحقوق العباد لقوله عليه الصلاة والسلام الا الدين يعني الا ما كان متعلقا بحقوق العباد لما سئل عن الشهيد تكفر عنه ذنوبه استثنى النبي صلى الله عليه وسلم الدين من ذلك اذا كان الشهيد لا يكفر عنه ما كان متعلقا بحقوق العباد فغيره من باب اولى بل حتى الحج لا يكفر ما كان متعلقا بحقوق العباد حقوق العباد امرها عظيم جدا عند الله عز وجل ولذلك عظم النبي صلى الله عليه وسلم شأنها في اعظم مجمع في عهده عليه الصلاة والسلام بخطبته في يوم عرفة افتتح الخطبة قوله ايها الناس ان دماءكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام حرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا طيب اذا ينحصر التكفير في في حقوق الله لكن ايضا هل يشمل الكبائر والصغائر ام يختص بالصغائر؟ هذا محل خلاف بين العلماء القول الراجح ان التكفير مختص بالصغائر لانه اذا كان صيام رمظان الا انه اذا كان في الصلوات الخمس صلاة الجمعة ورمضان الى رمضان لا تكفر الكبائر وانما تكفر الصغائر فكيف بذكر يقوله في اخر المجلس كما قال عليه الصلاة والسلام الصلوات الخمس ورمضان والجمعة للجمعة ورمضان رمضان مكفرات لما بينهن اذا اجتنبت الكبائر. الكبائر لابد فيها من توبة تكفرها فيكون التكفير اذا لمراد في هذا الحديث هو تكفير الصغائر غير المتعلقة بحقوق العباد هذا هو الاظهر والله اعلم في التكفير الوارد في هذا الحديث وهو قول الجمهور ثم قال المؤلف رحمه الله ويكره الجلوس في ظل المنارة وكنس البيت بالخرقة والشرب من ثمة الاناء هذه جملة من الاداب الجلوس في ظل المنارة يعني لو ان المصنف رحمه الله جعل كفارة المجلس هي خاتمة كتابه لكان احسن بدلا ما نختمها بهذه الامور الثلاثة آآ الجلوس في ظل المنارة المنارة هي المئذنة التي يؤذن عليها كان الناس الى وقت ليس بالبعيد يؤذنون على المنائر وعلى الاسطح وكراهة الجلوس في ظلها يقولون لان ظلها ربما يكون قصيرا فيكون جالس في ظلها كالجالس بين الظل والشمس الذي يكره الجلوس فيه لان ظل المنارة يكون قصيرا الا يستوعب جميع يعني بدل الانسان فمن جلس في ظل المنارة جلس جزء منه في الشمس وجزء منه في الظل يعود النهي النهي عن الجلوس بين الظل والشمس قال وكنس البيت بالخرقة هذا روي فيه حديث عائشة رضي الله عنها قالت كنز البيت بالخرقة يورث الفقر. ولكن هذا باطل ولا يثبت لكن ربما ان المصنف اعتمد عليه على ان الخرقة معروفة عند الصوفية ويلبسها بعض من يسمونهم بالمريدين ويقولون ان لبس الخرقة عندهم ارتباط بين وبين المريد وفيها معنى المبايعة وهذه من الخرافات والبدع ولكن يعني نحسن الظن بالمصنف رحمه الله لعل المصنف لا يريد هذا وانما ذكر ذلك بناء على الاثر المروي عن عائشة وهو لا يثبت المسألة الثالثة التي ختم المصنف بها الكتاب الشرب من ثمة الاناء وهذا قد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابي سعيد رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الشرب من ثلمة القدح وان ينفخ في الشراب و اللهي والكراهة والحكمة من النهي قيل انه من يشرب من فلمة القدح او الاناء ربما يلحقه الظرر وذلك بان ينجرح فم الشارب وقيل ان الثلم لا تخلو غالبا من الوسخ فتكون مجمعا للوسخ للقذر وقيل ان الذي يشرب من ثمة القدح لا يتمكن من حسن الشرب انه ربما ينصب يعني الماء منها على البدن والثوب. فيحتمل ان هذه كلها مرادة الله تعالى اعلم واحكم قال المصنف رحمه الله والله تعالى الموفق للصواب التوفيق بيد الله عز وجل هو الموفق للصواب والهادي الى سواء الصراط والتوفيق نعمة من الله عز وجل على العبد. ان يوفقه للهداية وان يوفقه للحق. ولذلك تجد ان من الناس قد وحديثا من هم اذكى الناس وعندهم عقليات عظيمة لكنهم لم يوفقوا لم يوفقوا ولم يستفيدوا من حدة في ذكائهم وقوة عقولهم. لان المسألة يا اخوان هي مسألة توفيق. لهذا قال ابو العباس ابن تيمية رحمه الله عن المعتزلة وكانوا اذكياء العالم قال اوتوا ذكاء ولم يؤتوا زكاء واوتوا علوما ولم يؤتوا فهوما واوتوا سمعا وابصارا وافدة ولم تغني عنهم سمعا ولا ابصارهم ولا افئدتهم من شيء المسألة هي مسألة توفيق توفيق من الله عز وجل قد تجد بعض الناس ليس ليس ذا ذكاء حاد وليس عنده استعداد عقلي كبير لكنه موفق للهداية موفق للصلاح موفق للاستقامة وتجد من من الناس من هو حاد الذكاء انه ذكاء شديد وقدرات عقلية عالية لكنه لم يوفق. المسألة هي مسألة توفيق ولهذا من اعظم الادعية التي امر المسلم ان يدعو بها في كل ركعة من صلاته اهدنا الصراط المستقيم دلنا وارشدنا ووفقنا للصراط المستقيم وهو صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ولهذا ينبغي للمسلم ان يضرع الى الله عز وجل ان يوفقه الهدى والحق والصواب بنعمة التوفيق من اعظم النعم اذا وفق الله تعالى الانسان فهو الموفق. وقد انعم الله تعالى عليه بنعمة عظيمة وهي نعمة التوفيق واذا لم يوفق للهداية فمهما نال من متع الدنيا فانه يبقى فاشلا خاسرا من فشل في علاقته مع ربه مهما نال من متع الدنيا ومهما حقق من نجاحات دنيوية تبقى المحصلة النهائية انه فاشل وخاسر آآ الفوز وفي طاعة الله عز وجل ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما وقد فاز فوزا عظيما فنعمة التوفيق اذا هي من اعظم النعم ينبغي للمسلم ان يسأل الله تعالى ان يوفقه للهداية وان يوفقه للخير وان يوفقه للصواب ولهذا ختم المصنف رحمه الله هذا كتاب هذا الدعاء والله الموفق للصواب اتى به على سبيل الخبر لكنه دعاء فنسأل الله تعالى ان يوفقنا جميعا للصواب والهداية وللخير والفلاح. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. لهذا نكون قد انتهينا من هذا كتاب اصول الاداب ومكارم الاخلاق المشروعة