اذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية تقدم فقه العبادات فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان تنفيذ فهد بن سعد الفريان بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا من سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما اما بعد فهذه هي اولى حلقات هذا البرنامج الذي اسأل الله تعالى ان يجعل فيه البركة وان ينفع به المستمع والمتحدث ايها الاخوة المستمعون هذا البرنامج يتناول المسائل الفقهية التي يحتاج اليها الناس في حياتهم العملية والواقع ان الناس بحاجة ماسة الى تجلية الاحكام الشرعية في تلك المسائل واذا اردت البرهان على ذلك وتأمل في برامج الافتاء عبر وسائل الاعلام تجد ان معظم استفتاءات الناس متعلقة بالاحكام الفقهية ايها الاخوة ومنهجنا في هذا البرنامج وعرض ابرز المسائل الفقهية في ابواب الفقه مع التركيز على المسائل الواقعة التي يحتاج الناس الى بيانها وان يكون ذلك العرض باسلوب سهل واضح يناسب جميع طبقات الاخوة المستمعين وان يكون مقرونا بالدليل من الكتاب والسنة مع نقل عبارات من كلام بعض العلماء المحققين الذين تلقت الامة علومهم بالقبول كشيخ الاسلام ابن تيمية تلميذه ابن القيم رحمة الله تعالى عليهم اجمعين وحيث ان المسائل الخلافية كثيرة بل ان معظم مسائل الفقه لا تخلو من خلاف بين الفقهاء ولا نشير للخلاف بين الفقهاء الا اذا كان قويا او مشهورا عن بيان القول الراجح فيما نشير اليه من المسائل الخلافية والاشارة الى اراء المحققين من اهل العلم فيها مع نقل بعض قرارات الهيئات العلمية والمجامع الفقهية في المسائل المعاصرة فيما تبقى من وقت هذه الحلقة نبدأ ايها الاخوة بمقدمة في الفقه تتضمن تعريفه وبيان الفرق بينه وبين اصول الفقه مميزات الفقه الاسلامي فنبدأ اولا بتعريف الفقه فنقول الفقه في اللغة الفهم ومنه قول الله تعالى عن موسى عليه السلام واحلل عقدة من لساني يفقه قولي قوله سبحانه لهم قلوب لا يفقهون بها قوله جل وعلا قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول قال ابن القيم رحمه الله الفقه اخص من الفهم لان الفقه فهم مراد المتكلم من كلامه وهو قدر زائد على مجرد فهم اللفظ في اللغة ومعنى الفقه في الاصطلاح قولوا قد اطلق الفقه في صدر الاسلام على فهم الاحكام الشرعية سواء كانت اعتقادية او عملية لهذا صنف الامام ابو حنيفة رحمه الله كتابا في مسائل الاعتقاد سماه الفقه الاكبر ثم صار الفقه يطلق على العلم بالاحكام الشرعية العملية من ادلتها التفصيلية وبهذا التعريف تخرج مسائل التوحيد والاعتقاد انها ليست عملية وانما هي احكام اعتقادية وبهذا التعريف يتبين الفرق بين الفقه واصول الفقه فالفقه يبحث في الادلة التفصيلية من حيث الوجوب والندب والاباحة والحرمة والكراهة والصحة والفساد بينما اصول الفقه يبحث في ادلة الفقه الاجمالية كيفية الاستفادة منها وحال المستفيد ولا يتعرض اصول الفقه لاحاد المسائل الا من باب ضرب المثال ايها الاخوة المستمعون وقد تميز الفقه الاسلامي عن غيره من الاحكام والقوانين الوضعية بمميزات اصيلة وفريدة ويمكن تلخيصها في الاتي اولا انه من عند الله تبارك وتعالى ما من حكم شرعي الا وله دليل من الكتاب او السنة او مما استنبط منهما واما القوانين الوضعية فهي تنظيم بشري من صنع الناس تخضع للاهواء والعواطف وعدم الادراك الكامل للمصالح ولهذا انها تخضع للتغيير والتبديل ما هو ممنوع اليوم قد يكون غدا غير ممنوع والعكس ثانيا انه شامل لجميع جوانب الحياة هو يشمل جوانب التعبدية علاقة الانسان بربه وخالقه جل وعلا ويشمل علاقة الانسان بنفسه ان لنفسك عليك حقا علاقة الانسان بغيره من البشر بل حتى علاقة الانسان بالبهائم والحيوانات ولهذا تعجب احد اليهود لما علم ان النبي صلى الله عليه وسلم علم امته اداب قضاء الحاجة قال علمكم نبيكم كل شيء حتى هذا الامر وهذا الذي قد تعجب منه اليهودي نجد ان عامة كتب الفقه تعقد له بابا مستقلا تذكر فيه جملة من الاحكام والتفصيلات الدقيقة مما لا يوجد له نظير في اي دين من الاديان باي نظام من انظمة البشر ثالثا انه صالح لكل زمان ومكان اذ انه ما من قضية تقع الا ولله تعالى فيها حكم علمه من علمه وجهله من جهله لهذا فان الفقه الاسلامي ظل مستوعبا لجميع القضايا والنوازل والمشكلات التي حلت بالامة الاسلامية على مدار اربعة عشر قرنا واجتهد فقهاء تلك العصور في تقرير الاحكام الشرعية لتلك النوازل والقضايا في الوقت الحاضر نجد ان الفقهاء يجتهدون في تنزيل الاحكام الشرعية على القضايا والمسائل المستجدة رابعا التيسير ورفع الحرج عن المكلفين ان هذه الشريعة قد جاءت باليسر ورفع الحرج عن العباد قال الله تعالى يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر وقال وما جعل عليكم في الدين من حرج وقال لا يكلف الله نفسا الا وسعها خامسا تعظيم الدليل من الكتاب والسنة ولهذا فان فقهاء الاسلام يعتمدون في تقرير الاحكام الفقهية على الادلة الشرعية بل نجد انهم يستنبطون من الدليل الواحد احكاما كثيرة والعلم انما هو معرفة الحق بدليله ولهذا فان المقلد ليس معدودا من العلماء قال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله اجمع العلماء على ان المقلد ليس معدودا من اهل العلم قال ابن القيم وهذا كما قال ابو عمر ابن عبدالبر رحمه الله ان الناس لا يختلفون في ان العلم هو المعرفة المتأصلة عن الدليل اما بدون الدليل فانما هو تقليد ايها الاخوة المستمعون بقي ان نشير الى مقولة قد تتردد على السنة بعض الناس مفادها انه لا حاجة لكتب الفقه انه يمكن ان يستغنى عنها بكتب الحديث هذه المقولة غير صحيحة الا غنى للناظر في كتب الفقه عن كتب الحديث ولا غنى للناظر في كتب الحديث عن كتب الفقه الذي يقتصر على كتب الحديث دون كتب الفقه تفوته مسائل كثيرة اذ ان كثيرا من المسائل الفقهية تعتمد على النظر والبناء على الاصول والقواعد الشرعية بل ان بعض الابواب الفقهية بخاصة ابواب المعاملات لا يوجد فيها سوى حديث او حديثين بينما يذكر فيها الفقهاء عشرات المسائل المبنية على الاصول والقواعد والنظر الصحيح اسأل الله تعالى ان يرزقنا الفقه في الدين ان يجعلنا من ورثة الانبياء والمرسلين. والى اللقاء في الحلقة القادمة ان شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقه العبادات فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان تنفيذ فهد بن سعد الفريان