اذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية تقدم فقه العبادات فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان تنفيذ فهد ابن سعد الفريان بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين ايها الاخوة المستمعون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله تعالى في هذه الحلقة الجديدة من هذا البرنامج حدثنا في الحلقة السابقة عن السواك ويتبع كثير من الفقهاء الحديث عن السواك بالحديث عن خصال الفطرة ويسميها بعضهم سنن الوضوء فنقول قد جاء في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الفطرة خمس الختان والاستحداد ونتف الابط وتقليم الاظفار وقص الشارب قال الخطابي رحمه الله ذهب اكثر العلماء الى ان المراد بالفطرة هنا السنة اي ان هذه الخصال من سنن الانبياء والمرسلين وقد استشكل ابن الصلاح ما ذكره الخطابي وقال معنى الفطرة بعيد عن معنى السنة وقيل الفطرة الدين ونقل الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح عن ابي شامة رحمه الله انه قال اصل الفطرة الخلقة المبتدأة ومنه قول الله تعالى فاطر السماوات والارض اي المبتدئ خلقهن والمراد بالفطرة في هذا الحديث ان هذه الاشياء اذا فعلت اتصف فاعلها بالفطرة اتصف فاعلها بالفطرة التي فطر الله العباد عليها حثهم عليها واستحبها لهم ليكونوا على اكمل الصفات واشرفها ولعل هذا القول الاخير هو القول الراجح في معنى الفطرة في هذا الحديث قال ابن القيم رحمه الله الفطرة فطرتان فطرة تتعلق بالقلب وهي معرفة الله ومحبته وايثاره على ما سواه وفطرة عملية وهي هذه الخصال فالاولى تزكي الروح وتطهر القلب والثانية تطهر البدن وكل منهما تمد الاخرى وتقويها وقد اشتركت خصال الفطرة في الطهارة والنظافة واخذ الفظلات المستقذرة التي يألفها الشيطان ويجاورها من بني ادم انتهى كلامه رحمه الله واول هذه الخصال الختام واول من سنه ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام فقد اختتم وعمره ثمانون سنة قال ابن القيم والختان كان من الخصال التي ابتلى الله سبحانه بها ابراهيم خليله اتمهن واكملهن فجعله اماما للناس قد روي انه اول من اختتم واستمر الختان بعده في الرسل واتباعهم حتى في المسيح فانه اختتم والنصارى تقر بذلك ولا تجحده انتهى كلامه رحمه الله والمعروف ان المسلمين واليهود هم الذين يختتنون اما النصارى فلا يختتنون وقد اختلف العلماء في حكم الاختتان وارجح ما قيل فيه والله اعلم انه واجب في حق الرجال مستحب في حق النساء ووجه التفريق بينهما انه في حق الرجال يعود الى شرط من شروط صحة الصلاة وهو الطهارة فاذا لم يختتم الرجل فانه يبقى شيء من البول في القلفة فلا يتحقق له كمال الطهارة واما الختان في حق المرأة فالغاية منه التقليل من غلمتها اي شهوتها وهذا طلب كمال فكان مستحبا وليس واجبا في حقها والله تعالى اعلم قال الامام احمد ان خاف على نفسه لا بأس الا يختتم كما لو لم يوجد طبيب حاذق يعرف كيف يختم ومحل وجوب الختان بالنسبة للرجل عند البلوغ ولا يجب الختان قبل البلوغ قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله يجب الختان اذا وجبت الطهارة والصلاة وقال ابن القيم الختان من محاسن الشرائع التي شرعها الله سبحانه لعباده كمل بها محاسنهم الظاهرة والباطنة فهو مكمل للفطرة التي فطرهم الله عليها ولهذا كان من تمام الحنيفية ملة ابراهيم واصل مشروعية الختان لتكميل الحنيفية ان الله عز وجل لما عاهد ابراهيم وعده ان يجعله للناس اماما ووعده بان يكون ابا لشعوب كثيرة وان تكون الانبياء من صلبه وانه جاعل بينه وبين نسله علامة العهد ان يختتنوا فالختان علم للدخول في ملة ابراهيم حتى اذا جهل حال انسان في دينه عرف بسمة الختام وكانت العرب تدعى بامة الختان ولهذا جاء في حديث هرقل اني اجد ملك الختان قد ظهر قال له اصحابه لا يهمنك هذا فان اليهود تختتن بينهم على ذلك اذا بر رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جاء بكتابه فامر بان يكشف وان ينظر هل هو مختون او لا فوجد مختونا فلما اخبره ان العرب تختتن قال هرقل هذا ملك الامة انتهى كلام ابن القيم رحمه الله واما الوقت المستحب للاختتان بعد اتفاق القائلين بوجوبه على انه انما يجب عند البلوغ فلم يثبت في ذلك سنة قال الامام احمد لم اسمع في ذلك شيئا قال ابن منذر ليس في ذلك خبر يرجع اليه ولا سنة تتبع والاشياء على الاباحة والامر الثاني من خصال الفطرة الاستحداد والاستحداد هو حلق العانة وسمي استحدادا لاستعمال الحديدة وهي الموسى قال النووي المراد بالعانة الشعر الذي فوق ذكر الرجل وحواليه كذلك الشعر الذي حول وكذلك الشعر الذي حوالي فرج المرأة وقال الموفق بن قدامة باي شيء ازاله فلا بأس لان المقصود ازالته والحلق افضل لموافقته الحديث الصحيح والامر الثالث من خصال الفطرة نتف الابط والافضل فيه النتف لمن قوي عليه اما اذا كان لا يقوى على النتف لشدة الالم فتحصل السنة بازالة شعر الابط باي مزيل من حلق وغيره قد اخرج ابن ابي حاتم في مناقب الشافعي عن يونس ابن عبد الاعلى قال دخلت على الشافعي ورجل يحلق ابطه فقال اني علمت ان السنة النتف ولكن لا اقوى على الوجع قال العلماء والمستحب البداءة فيه بالابط الايمن الامر الرابع من خصال الفطرة تقليم الاظفار قد جاء في بعض الروايات بلفظ تقليب الاظفار وفي بعظها بلفظ قص الاظفار والتقليم اعم من لفظ القص المقصود ازالة ما يزيد على رأس الاصبع من الظفر والحكمة من الامر بتقليم الاظفار ان الاوساخ تجتمع تحت الاظفار فتستقذر وقد سئل الامام احمد رحمه الله الرجل يأخذ من شعره واظفاره ايدفنه ام يلقيه قال يدفنه قال وكان ابن عمر يدفنه وقال لا يتلعب به سحرة بني ادم وقد استحب بعض العلماء الدفن لكونه بكونها اجزاء من الادمي والامر الخامس من خصال الفطرة قص الشارب المراد به قطع الشعر النابت على الشفة العليا من غير استئصال كما ان قص الظفر معناه اخذ اعلاه من غير استئصال قال الامام ما لك ليس احفاء الشارب حلقه وارى ان يؤدب من يحلق شاربه ونقل ابن القاسم عنه انه قال السنة احفاء الشارب وحلقه عندي مثله واما ما بين الشارب واللحية ويسمى السبالان فان المشروع ايضا قصه قال البخاري في صحيحه كان ابن عمر يحفي شاربه حتى ينظر الى بياض الجلد ويأخذ هذين يعني بين الشارب واللحية ايها الاخوة المستمعون ينبغي للمسلم ان يتعاهد ما ذكر من الخصال للاستحداد ونتف الابط وتقليم الاظفار وقص الشارب قد جاء في صحيح مسلم عن انس رضي الله عنه قال وقت لنا في قص الشارب وتقليم الاظفار ونتف الابط وحلق العانة الا نترك اكثر من اربعين ليلة قال النووي رحمه الله المعنى لا يترك تركا يتجاوز به اربعين لا انهم وقت لهم الترك اربعين قال والمختار ان يضبط ذلك بالحاجة ايها الاخوة المستمعون هذا هو ما اتسع له وقت هذه الحلقة ونلتقي بكم في الحلقة القادمة على خير ان شاء الله تعالى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقه العبادات فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد ابن تركي الخثلان تنفيذ فهد بن سعد الفريان