اذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية يقدم فقه العبادات فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد ابن تركي الخثلان تنفيذ فهد بن سعد الفريان بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ايها الاخوة المستمعون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حدثنا في الحلقة السابقة عن بعض خصال الفطرة التي يتكلم عنها الفقهاء في باب السواك نستكبر في هذه الحلقة الحديثة عن بقية خصال فنقول قد جاء في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر من الفطرة قص الشارب واعفاء اللحية والسواك واستنشاق الماء وقص الاظفار وغسل البراجم ونتف الابط وحلق العادة وانتقاص الماء قال مصعب بن شيبة احد رواة الحديث ونسيت العاشرة الا ان تكون المضمضة ففي هذا الحديث ذكر عشر خصال قد سبق ان ذكرنا في الحلقة السابقة حديث ابي هريرة رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم قال الفطرة خمس الختان والاستحداد ونتف الابط وتقليم الاظفار وقص الشارب ويلاحظ ان هذه الخصال الخمس مذكورة في حديث عائشة السابق عشر من الفطرة ما عدا الختام فلم يذكر في حديث عائشة ولهذا قال القاضي عياض في الخصلة العاشرة التي نسيها مصعب بن شيبة قال لعلها الختان وسبق ان تكلمنا في الحلقة السابقة عن الخصال الخمس المذكورة في حديث ابي هريرة في هذه الحلقة عن الخصال المتبقية المذكورة في حديث عائشة ونبدأ باعفاء اللحية قد عد النبي صلى الله عليه وسلم عد اعفاء اللحية من خصال الفطرة الفطرة السوية تقتضي اعفاء اللحية ولهذا كانت العرب في الجاهلية تستعيب حلق اللحية ترى انه مناف للرجولة قد اقر الاسلام هذا الامر لاكد رسول الله صلى الله عليه وسلم اكد على اعفاء اللحى قال خالفوا المشركين ووفروا اللحى واحفوا الشوارب رجح البخاري في صحيحه ورواه مسلم بلفظ خالفوا المجوس وقد كان من عادة المجوس قص اللحية فامر النبي صلى الله عليه وسلم بمخالفتهم ان الاسلام قد جعل دية شعر اللحية دية نفس كاملة قال الفقهاء لو اعتدى رجل على اخر فاتلف لحيته بحيث لا تنبت مرة اخرى ففيها دية نفس كاملة اي مئة من الابل ومن خصال الفطرة المذكورة في حديث عائشة انشاق الباب ومفروض الوضوء وسيأتي الحديث عنه مفصلا عند الكلام عن فروض الوضوء ان شاء الله تعالى وبالخصال الفطرة المذكورة في هذا الحديث ايضا غسل البراجم قال النووي وصف البراجم سنة مستقلة ليست مختصة بالوضوء والبراجم بفتح الباء والجيم جمع برجمة بضم الباء والجيم وهي عقد الاصابع ومفاصلها كلها قال العلماء ويلحق بالبراجم ما يجتمع من الوسخ في معاطف الاذن وهو الصباخ فيزيله بالمسح انه ربما اضرت كثرته بالسمع كذلك ما يجتمع في داخل الانف كذلك جميع الوسخ المجتمع على اي موضع كان من البدن وهذا يدل ايها الاخوة على عناية الاسلام بالنظافة ان المسلم ينبغي له ان يعتني بنظافة جميع اجزائه وان وان المسلم ينبغي له ان يعتني بنظافة جميع اجزاء بدنه ومن خصال الفطرة المذكورة في حديث عائشة قاسوا الماء قد جاء في رواية الانتظاح بدل التقاص الماء قال النووي قال الجمهور الانتظار نضح الفرج بماء قليل بعد الوضوء لينفي عنه الوسواس وقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله يستحب لمن استنجى ان ينضح على فرجه ماء فاذا احس برطوبته قال هذا من ذلك الماء ايها الاخوة المستمعون هذا الذي قد ذكر في هذا الحديث من الانتظاح او انتقاص الماء وذلك بنضح الفرج بالماء هو من ابلغ الوسائل لقطع الوسواس فان من الناس من يخيل اليه بعد الاستنجاء او بعد الفراغ من الوضوء يخيل اليه خروج شيء من البول ولا يزال هذا التخيل يرتقي معه حتى يصبح وسواسا ملازما له هذا التوجيه الوارد في هذا الحديث غير وسيلة لسد هذا الباب والاستصحاب الاصل وهو الطهارة ويكره القزع وهو حلق بعض الرأس وترك بعضه الا اذا قصد به التشبه بالكفار فيكون محرما لان التشبه بالكفار محرم قال النبي صلى الله عليه وسلم من تشبه بقوم فهو منهم اما اذا لم يتضمن القزع تشبها فقد اتفق الفقهاء على كراهته لما جاء في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن القزع بسنن ابي داوود بسند صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى صبيا قد حلق بعض رأسه وترك بعظه ونهاهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال احلقوه كله او اتركوه كله قال النووي اجمعوا على كراهته اذا كان في مواضع متفرقة الا للمداواة ونحوها وهي كراهة تنزيه قد نص فقهاء المذاهب الاربعة الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة على كراهته والقزع انواع منها ان يحلق وسطه ويترك جانبيه او ان يحلق جوانبه ويترك وسطه. قال ابن القيم كما يفعل السفل او ان يحلق غير مرتب يجعله من الجانب الايمن ومن الجانب الايسر ومن الناصية ومن القفا او ان يحلق الناصية فقط ويترك الباقي والظابط في القزع المكروه انه حلق بعض الرأس مطلقا واما حلق جميع شعر الرأس في غير الحج والعمرة فقد كرهه فقهاء الحنابلة في الرواية المشهورة لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الخوارج اماهم التحليق قال عمر لصبيغ لو وجدتك محلوقا لضربت الذي عيناك فيه بالسيف ومراد من كره حلق الرأس من الفقهاء استئصال شعر الرأس بالكلية بالموسى ونحوه واما قصه او تقصيره فلا يكره قول واحدا الصحيح في هذه المسألة ان حلق الرأس بالموسى لا يكره مطلقا ويدل لذلك حديث ابن عمر رضي الله عنهما السابق ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى صبيا وقد حلق بعض شعر رأسه وترك بعضه فقال احلقوه كله او اتركوه او اتركوه كله فامر النبي صلى الله عليه وسلم بالحلق في هذا الحديث ويدل لهذا ايضا ما جاء في سنن ابي داوود بسند صحيح عن عبدالله بن جعفر ان النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء نعي جعفر امهل ال جعفر ثلاثا ان يأتيهم ثم اتاهم فقال لا تبكوا على اخي بعد اليوم ثم قال ادعو بني اخي فجيء بنا قال النبي صلى الله عليه وسلم ادعو الحلاق فامره فحلق رؤوسنا قال النووي رحمه الله المختار انه لا كراهة فيه ولكن السنة تركه ولم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم حلقه الا في الحج والعمرة ولم يصح تصريح بالنهي عنه ويكره نتف الشيب لما روى عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تنتفوا الشيب فانه ما من مسلم يشيب شيبة في الاسلام الا كانت له نورا يوم القيامة اخرجه ابو داوود بهذا اللفظ اخرجه الترمذي والنسائي باسانيد حسنة والسنة خطاب الشيب بغير السواد الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم وهذا امر من النبي صلى الله عليه وسلم بمخالفة اليهود والنصارى بصبغ الشيب واقل ما يفيده هذا الامر الاستحباب في صحيح مسلم ان ابا بكر الصديق رضي الله عنه جاء بابيه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأسه ولحيته كالثغامة بياضا قال عليه الصلاة والسلام غيروا شعر هذا وجنبوه السواد قال الامام احمد رحمه الله اني لارى الشيخ المخضوب فافرح به يريد انه احيا السنة ايها الاخوة المستمعون نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة ونلتقي بكم على على خير القت القادمة ان شاء الله تعالى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقه العبادات فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد ابن تركي الخثلان تنفيذ فهد ابن سعد الفريان