اذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية تقدم فقه العبادات فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور تساعد ابن تركي الخثلان تنفيذ فهد بن سعد الفريان بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته الى يوم الدين ايها الاخوة المستمعون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بعدما تكلمنا في الحلقات السابقة عن فروض الوضوء وشروطه وسننه وصفته الكاملة ننتقل للحديث في هذه الحلقة عن نواقض الوضوء وتسمى مبطلات الوضوء او مفسداته بحيث اذا وجد واحد منها بطل الوضوء ولزم استئنافه من جديد وهذه النواقض او المبطلات عينها الشارع وهي اما احداث تنقض الوضوء بنفسها كالبول والغائط والريح واما اسباب للاحداث بحيث اذا وقعت تكون مظنة لحصول الاحداث كالنوم مثلا فان النوم ليس ناقضا للوضوء بذاته لكن لما كان مظنة لخروج شيء من الانسان ينتقض به الوضوء وهو لا يشعر اقيمت هذه المظنة مقام الحدث وفيما يأتي بيان لهذه النواقض بالتفصيل ونبدأها بالخارج من السبيلين اي من مخرج البول او الغائط يشمل البول والغائط والريح والمني والمذي والودي ودم الاستحاضة هذه كلها ينتقض بها الوضوء واما الخارج من البدن من غير السبيلين كالدم والقيء والرعاف ونحوها فقد اختلف العلماء في انتقاض الوضوء بها منهم من قال ينتقض الوضوء بخروجها ومنهم من قيد ذلك بالكثير منها عرفا فينتقض به الوضوء بخلاف القليل كما هو المشهور من مذهب الحنابلة واستدلوا بما ورد من ان النبي صلى الله عليه وسلم قاء فتوضأ قالوا ولانها فضلات خرجت من البدن فاشبهت البول والغائط وذهب بعض العلماء الى ان الخارج من البدن من غير السبيلين لا ينقض الوضوء وقول الشافعي ورواية عن احمد تارها شيخ الاسلام ابن تيمية رحمة الله تعالى على الجميع ذلك لان الاصل عدم النقض ولم يثبت دليل يدل على انتقاض الوضوء بالخارج من غير السبيلين واما ما استدل به من حديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قاء فتوضأ هذا الحديث قد اخرجه ابو داوود والترمذي واحمد وقد ضعفه بعض اهل العلم ولكن له شواهد يرتقي بها الى درجة الحسن او الصحيح وعلى تقدير ثبوته فليس فيه دلالة على انتقاض الوضوء بخروج القيء لانه مجرد فعل مجرد الفعل لا يدل على الوجوب كما هو مقرر عند الاصوليين وانما يدل هذا الفعل على استحباب الوضوء بعد خروج القيء واما القول بانها فضلات خرجت من البدن فاشبهت البول والغائط مقياس مع الفارق لان البول والغائط مخرجها من السبيلين وقد ورد النص وقام الاجماع على انهما ناقضان بخلاف ما يخرج من غير السبيلين قال شيخ الاسلام ابن تيمية قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى قد تنازع العلماء في خروج النجاسة من غير السبيلين الجرح والفصد والحجامة والرعاف والقيء فمذهب مالك والشافعي لا ينقض ومذهب ابي حنيفة واحمد ينقض لكن احمد يقول اذا كان كثيرا قال رحمه الله والاظهر في جميع هذه الانواع انها لا تنقض الوضوء ولكن يستحب الوضوء منها فمن صلى ولم يتوضأ منها صحت صلاته من توضأ منها فهو افضل انتهى كلامه رحمه الله ومن نواقض الوضوء زوال العقل او تغطيته وزوال العقل يكون بالجنون ونحوه تغطيته تكون بالنوم او الاغماء ونحوهما اما زوال العقل او تغطيته بغير النوم فينقض الوضوء باتفاق العلماء فمن جن ثم افاق او اغمي عليه ثم افاق فقد انتقض وضوءه قال الموفق ابن قدامة رحمه الله اما غير النوم وهو الجنون والاغماء والسكر ونحوه مما يزيل العقل فينقض الوضوء يسيره وكثيره اجماعا ولان في ايجاب الوضوء على النائم تنبيها على وجوبه بما هو اكد منه انتهى كلامه رحمه الله واما النوم فقد اختلف في كونه ناقضا للوضوء اختلافا كثيرا والقول الصحيح الذي عليه اكثر المحققين من اهل العلم ان النوم على قسمين القسم الاول نوم مستغرق يزول معه الشعور بحيث لو خرج من الانسان شيء لم يحس به هذا ينقض الوضوء ويدل لهذا حديث صفوان ابن عسال رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمرنا اذا كنا سفرا الا ننزع خفافنا ثلاثة ايام ولياليهن الا من جنابة ولكن من غائط وبول ونوم وجهه الترمذي والنسائي وابن ماجة وهو حديث حسن قوله في هذا الحديث ونوم صريح الدلالة في ان النوم ينقض الوضوء لكن المراد به النوم المستغرق الذي يزول معه الشعور جمعا بين الادلة والقسم الثاني النوم اليسير غير المستغرق بحيث لو خرج من الانسان شيء احس به هو ما يسمى بالنعاس هذا لا ينقض الوضوء ويدل لذلك ما جاء في صحيح مسلم عن انس رضي الله عنه قال كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينامون ثم يصلون ولا يتوضأون وعنه رضي الله عنه قال كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظرون العشاء الاخرة حتى تخفق رؤوسهم ثم يصلون ولا يتوضأون ولحديث معاوية رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال العين وكاء السهي فاذا نامت العينان استطلقا الوكاء رواه احمد والدار قطني والبيهقي وقد روي من حديث علي رواه احمد وابو داوود وابن ماجة والبيهقي. وقد حسن حديث علي المنذري وابن الصلاح والنووي والوكاء معناه الخيض والسهي اي حلقة الدبر اي غطاء الدبر والمعنى ان الانسان اذا كان مستيقظا يتحكم بما يخرج منه اذا نام نوما والمعنى ان الانسان اذا كان مستيقظا فانه يتحكم بما يخرج منه اما اذا نام نوما مستغرقا استطلق الوبكاء فلم يحس بما يخرج منه وهذا هو وجه كون النوم في هذه الحال ناقضة للوضوء اي انه مظنة لخروج الحدث منه واقيم مظنة ذلك مقام الحدث حقيقة بهذا ايها الاخوة يتبين ان النعاس لا ينتقض به الوضوء واما النوم المستغرق فهو الذي ينتقض به الوضوء قال بعضهم الفرق بين النوم والنعاس ان النوم فيه غلبة على العقل وسقوط حاسة البصر وغيرها والنعاس لا يغلب على العقل وانما تفتر فيه الحواس بغير سقوط قال الزركشي رحمه الله لابد في النوم الناقض من الغلبة على العقل فمن سمع كلام غيره وفهمه فليس بنائم ومن سمعه ولم يفهمه فيسير اي ان النوم يسير ثالثا ومن نواقض الوضوء اكل لحم الابل سواء كان قليلا او كثيرا لما جاء في صحيح مسلم عن جابر بن سمرة رضي الله تعالى عنه قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم انتوظأ من لحوم الابل؟ قال نعم قيل انتوظأ من لحوم الغنم؟ قال ان شئت ولحديث البراء رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم قال توضأوا من لحوم الابل رجاء ابو داوود والترمذي وابن ماجة واحمد هو حديث صحيح قال الامام احمد رحمه الله فيه اي ان اكل لحم الابل ينقض الوضوء حديثان صحيح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لم وقد بين الامام ابن القيم رحمه الله الحكمة من كون لحم من كون اكل لحم الابل ناقضا للوضوء وذكر رحمه الله ان الابل فيها قوة شيطانية وان من يأكل لحم الابل ويغتدي به تكون فيه تلك القوة قال والشيطان خلق من نار والنار تطفأ بالماء اذا توظأ من لحوم الابل كان في وضوئه ما يطفئ تلك القوة الشيطانية وقيل غير ذلك وهذا الحكم ايها الاخوة خاص باكل لحم الابل واما اكل اللحم من غير الابل فلا ينقض الوضوء ايها الاخوة المستمعون هذا هو ما اتسع له وقت هذه الحلقة ونستكمل الحديث عن بقية نواقض الوضوء في الحلقة القادمة ان شاء الله تعالى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد ابن تركي الخثلان تنفيذ فهد ابن سعد الفريان