اذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية تقدم فقه العبادات فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور تساعد ابن تركي الخثلان تنفيذ فهد بن سعد الفريان بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته الى يوم الدين ايها الاخوة المستمعون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله تعالى في هذه الحلقة الجديدة من هذا البرنامج والتي نتحدث فيها عن الوضوء وفضله ثم ننتقل بعد ذلك للحديث عن احكامه شروطه وفروضه وسننه ولعل ذلك يكون في الحلقة القادمة ان شاء الله لكننا في هذه الحلقة نبدأ بتعريف الوضوء ثم نذكر بعض النصوص الواردة في فضله فنقول الوضوء في اللغة مشتق من الوضاءة وهي النظافة والحسن والوضوء بضم الواو الفعل والوضوء بفتح الواو الماء الذي يتوظأ به والوضوء شرعا هو التعبد لله تعالى بغسل الاعضاء الاربعة على صفة مخصوصة والوضوء كان موجودا عند الامم السابقة ويدل لذلك ما جاء في الصحيح في قصة سارة زوج ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام مع الملك الذي اعطاها هاجر فانه لما هم بالدنو منها قامت تتوضأ وتصلي وفي قص وفي قصة جريج الراهب انه قام فتوضأ وصلى ثم كلم الغلام قال الحافظ ابن حجر رحمه الله الظاهر ان الذي اختصت به هذه الامة هو الغرة والتحجيل لا اصل الوضوء وقد صرح بذلك في رواية مسلم عن ابي هريرة مرفوعا قال سيما ليست لاحد غيركم انتهى كلامه رحمه الله وقد وردت عدة نصوص في السنة المطهرة مبينة فضل الوضوء وذلك من عدة وجوه اولا انه شطر الايمان ما جاء ذلك في حديث ابي ما لك الاشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الايمان قال الحافظ ابن رجب رحمه الله فسر بعضهم الطهور اهنا بترك الذنوب كما في قوله تعالى انهم اناس يتطهرون وقوله وثيابك فطهر قال والايمان فعل وترك فنصفه فعل المأمورات ونصفه ترك المحظورات وهو تطهير النفس بترك المعاصي قال وهذا القول محتمل لو ان لو ان رواية الوضوء شطر الايمان ترده كذلك رواية اسباغ الوضوء وايضا ففيه نظر من جهة المعنى فان كثيرا من الاعمال تطهر النفس من الذنوب كالصلاة فكيف لا تدخل في اسم الطهور ومتى دخلت الاعمال او بعضها في اسم الطهور لم يتحقق كون ترك الذنوب شطر الايمان قال والصحيح الذي عليه الاكثرون ان المراد بالطهور في هذا الحديث هو التطهير بالماء من الاحداث ولهذا بدأ مسلم بتخريجه في ابواب الوضوء وعلى هذا فاختلف الناس في معنى الطهور في معنى كون الطهور بالماء شطر الايمان ثم ذكر الحافظ ابن رجب رحمه الله عدة اقوال في المسألة ومال الى ان المراد بالايمان في هذا الحديث الصلاة كما في قوله سبحانه وما كان الله ليضيع ايمانكم اي صلاتكم الى بيت المقدس فاذا كان المراد بالايمان الصلاة فالصلاة لا تقبل الا بالطهور وصارت طهور شطر الايمان بهذا الاعتبار انتهى كلامه رحمه الله ومما يؤيد هذا المعنى انه قد ذكر فضل الصلاة والصدقة الصلاة نور والصدقة برهان فذكر الوضوء وفضله في اول الحديث مناسب لما ذكر بعده من فضل الصلاة والصدقة ثانيا ان الوضوء يكفر صغائر الذنوب عن عثمان رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يتوضأ رجل مسلم فيحسن الوضوء فيصلي صلاة الا غفر الله له ما بينه وبين الصلاة التي تليها رواه مسلم وجاء في رواية اخرى عند مسلم ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها الا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يؤتي كبيرة وذلك الدهر كله وفي حديث عمرو بن عبسة في صحيح مسلم انه قال قلت يا نبي الله الوضوء حدثني عن قال صلى الله عليه وسلم فمنكم رجل يقرب وضوءه فيتمضمض ويستنشق فينتثر الا خرت خطايا وجهه وفيه وخياشيمه ثم اذا غسل وجهه كما امره الله الا خرت خطايا وجهه من اطراف لحيته مع الماء ثم يغسل يديه الى المرفقين الا خرت خطايا يديه من انامله مع الماء ثم يمسح رأسه الا خرت خطايا رأسه من اطراف شعره مع الماء ثم يغسل قدميه الى الكعبين الا خرت خطايا رجليه من انامله مع الماء فان هو قام فصلى حمد الله واثنى عليه ومجده بالذي هو له اهل وفرغ قلبه لله الا انصرف من خطيئته كهيئته يوم ولدته امه فحدث عمرو بن عبس بهذا الحديث ابا امامة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابو امامة يا عمرو انظر ما تقول في مقام واحد يعطى هذا الرجل قال عمرو يا ابا امامة فقد كبرت سني ورق عظمي واقترب اجلي وما بحاجة ان اكذب على الله ولا على رسول الله لو لم اسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم الا مرة او مرتين او ثلاثا حتى عد سبع مرات ما حدثت به ابدا ولكني سمعته اكثر من ذلك وحمل جمهور العلماء التكفير المذكور في هذا الحديث على تكفير الصغائر دون الكبائر. لحديث عثمان السابق وجاء فيه ما لم يؤتي كبيرة ثالثا من فضائل الوضوء ما جاء في صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء قال الحافظ المنذري رحمه الله الحلية هي ما يحلى به اهل الجنة من الاساور ونحوها رابعا ومن فضائل الوضوء انه سبب لرفعة درجات العبد ما جاء في حديث ابي هريرة رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الا ادلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات قالوا بلى يا رسول الله قال اسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى الى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط ومعنى اسباغ الوضوء اي اتمامه واكماله وقوله على المكاره المكاره جمع مكره بمعنى المشقة والالم والمعنى باب الوضوء في الحال التي يكره فيها استعمال الماء بالتوضأ بالماء البارد في الشتاء وليس عنده ما يسخن به الماء ونحو ذلك خامسا ومن فضائل الوضوء ما جاء في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان امتي يدعون يوم القيامة قرا محجلين من اثار الوضوء فمن استطاع منكم ان يطيل غرته فليفعل قوله غرا جمع اغر اي ذو غرة. قال اهل اللغة والغرة هي بياض في جبهة الفرس والتحجيل بياض في يديها ورجليها فسمي النور الذي يكون على مواضع الوضوء يوم القيامة غرة وتحجيلا تشبيها بغرة الفرس المؤمنون من هذه الامة يأتون يوم القيامة قد كسى النور وجوههم وايديهم وارجلهم اي مواضع الوضوء منهم ولما قيل للنبي صلى الله عليه وسلم كيف تعرف من لم يأت بعد من امتك قال ارأيت لو ان خيلا اغر محجلة بين ظهري خيل دهم بهم اي سود الا يعرف خيله؟ قالوا بلى يا رسول الله قال فانهم يأتون غرا محجلين من الوضوء وقوله فمن استطاع منكم ان يطيل غرته فليفعل هذه الزيادة مدرجة في الحديث من كلام ابي هريرة وليست من كلام النبي صلى الله عليه وسلم قد نبه على هذا الحفاظ قالوا ويدل على هذا انه قد جاء في مسند احمد ان نعيم المجمر راوي الحديث قال لا ادري قوله من استطاع من منكم ان يطيل غرته فليفعل من كلام النبي صلى الله عليه وسلم او شيء قاله ابو هريرة من عنده قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله هذه اللفظة لا تكون من كلام النبي صلى الله عليه وسلم لان الغرة لا تكون الا في الوجه واطالته غير ممكنة قال ابن القيم في النونية واطالة الغرات ليس بممكن ايضا وهذا واضح التبيان. فابو هريرة قال ذا من كيسه فغدا يميزه اولو العرفان ونعيمن الراوي قد شك في رفع الحديث كذا روى الشيباني ايها الاخوة المستمعون وبعد ان ذكرنا جملة من الاحاديث الواردة في فضل الوضوء. يرد علينا تساؤل ما حكم تجديد الوضوء؟ اي انه يتوضأ وضوءا بعد وضوء من غير حدث اغتناما للفضل الوارد في الوضوء. نقول ان كان قد صلى بهذا الوضوء صلاة فريضة او نافلة فانه يشرع له تجديد الوضوء اما اذا كان لم يصلي به صلاة قط فانه لا يشرع في حقه تشديد فانه لا يشرع في حقه والحال هذه تجديد الوضوء ايها الاخوة هذا هو ما اتسع له وقت هذه الحلقة ونلتقي بكم على خير في الحلقة القادمة ان شاء الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقه العبادات فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد ابن تركي الخثلان تنفيذ فهد بن سعد الفريان