اذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية تقدم فقه العبادات فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد ابن تركي الخثلان تنفيذ فهد ابن سعد الفريان بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه تبع سنته الى يوم الدين ايها الاخوة المستمعون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا زال الحديث موصولا عن احكام الاذان والاقامة وقد تكلمنا في حلقات سابقة عن جملة من احكامهما ونستكمل الحديث عن بقيتها فنقول من احكام الاذان والاقامة انه يحرم اخذ الاجرة عليهما ويجوز اخذ الجعالة عليهما ويجوز كذلك اخذ الرزق من بيت المال اما كونه يحرم اخذ الاجرة على الاذان والاقامة فلقول النبي صلى الله عليه وسلم لعثمان بن ابي العاص واتخذ مؤذنا لا يأخذ على اذانه اجرا رواه احمد والترمذي وقال العمل عليه عند اهل العلم وقال الامام ما لك يؤجر نفسه في سوق الابل احب الي من ان يعمل لله باجارة واما الجعالة فيجوز اخذها على الاذان كأن يقول جماعة مسجد او بعضهم من اذن في هذا المسجد فله كذا فهذا يجوز لان الجعالة اوسع من الاجارة فليست عقدا لازما واما اخذ الرزق من بيت المال فالمقصود به العطاء المرتب من الدولة للمؤذنين وهو ما يسمى في الوقت الحاضر بمكافآت المؤذنين فهذا لا بأس به ومثله مكافآت الائمة والخطباء والقضاة ونحوها وقد نقل اتفاق العلماء على ذلك قال الموفق ابن قدامة رحمه الله في المغني لا نعلم خلافا في جواز اخذ الرزق عليه وقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله والفقهاء متفقون على الفرق بين الاستئجار على القرب وبين رزق اهلها فرزق القضاة والمؤذنين والائمة جائز بلا نزاع واما الاستئجار فلا يجوز عند اكثرهم قال وما يؤخذ من بيت المال ليس عوضا واجرة بل رزقا للاعانة على الطاعة فمن عمل منهم لله اثيب وما يأخذه رزق للاعانة على الطاعة انتهى كلامه رحمه الله وقد السلف الارزاق من بيت المال للمؤذنين والائمة والقضاة وغيرهم ولن يأتي اخر هذه الامة باهدى مما عليه اولها ايها الاخوة المستمعون وينبغي ان يكون المؤذن عدلا ان المؤذن مؤتمن ياتمنه الناس على دخول وقت الصلاة وعلى الافطار بعد غروب الشمس بالنسبة للصائمين قد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابي هريرة الامام ضامن والمؤذن مؤتمن. اللهم ارشد الائمة واغفر للمؤذنين اخرجه ابو داوود بسند حسن واختلف العلماء هل يصح الاذان من الفاسق او لا يصح على قولين مشهورين والمشهور من مذهب الحنابلة انه لا يصح الاذان من الفاسق وذهب بعض اهل العلم الى انه يصح الاذان من الفاسق لانه تصح صلاته ومن صحت صلاته في نفسه صحت امامته وصح اذانه من باب اولى وهذا القول الاخير هو الاقرب في هذه المسألة والله تعالى اعلم ولكن هذا محمول على ما اذا وقع الاذان من الفاسق بصفة عارضة واما ان ينصب الفاسق مؤذنا راتبا فقد قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تنصيب الفاسق مؤذنا لا ينبغي قولا واحدا وينبغي للمؤذن ان يتجنب التلحين في الاذان اي التطريب به على وجه يشبه الغناء ونحوه قد سمع ابن عمر رجلا يطرب في اذانه فقال لو كان عمر حيا لفك لحييك ولان التطريب ينافي الخشوع والوقار وينحو به الى الغناء ويكره ما فيه غلظة وفظاظة او تكلف وزيادة قال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله اذن اذانا سمحا والا فاعتزلنا واما اللحن في الاذان فان كان لحنا يحيل المعنى فلا يصح معه الاذان وذلك كأن يمد همزة الله فيقول اأكبر؟ فيقول االله اكبر فهنا حوله من كونه خبرا الى استفهام هذا اللحن يحيل المعنى فلا يصح معه الاذان ومثله ان يمد الباء في اكبر فيقول اكبار واكبر معناه في اللغة العربية الطبل هذا ايضا لحن يحيل المعنى ولا يصح معه الاذان اما اذا كان اللحن لا يحيل المعنى فيصح معه الاذان مع الكراهة بان يفتح الهاء في لفظ الجلالة فيقول الله اكبر هذا لحن لكنه لا يحيل المعنى ومثل بعض الفقهاء لهذا ايضا بما اذا قلب الهمزة واوا في قوله اكبر فبدل ان يقول الله اكبر يقول الله اكبر فبدل الهمزة واوا فلا يعتبر لحنا محيلا للمعنى ويصح معه الاذان لان قلب الهمزة واوا في مثل هذا الموضع لغة عند بعض العرب والله تعالى اعلم ايها الاخوة المستمعون السنة ان يقيم من اذن وقد كان مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم هم الذين يتولون الاقامة وجاء في حديث زياد ابن الحارث الصدائي قال امرني رسول الله صلى الله عليه وسلم ان اؤذن في صلاة الفجر فاذنت اراد بلال ان يقيم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان اخا صد قد اذن ومن اذن فهو يقيم اخرجه ابو داوود والترمذي والبيهقي واحمد وقال الترمذي انما نعرفه من حديث الافريقي وهو ضعيف عند اهل الحديث ضعفه يحيى بن سعيد بن القطان وغيره وقال احمد لا اكتب حديثه وضعف هذا الحديث ايضا البغوي والبيهقي وسفيان وغيرهم ولكن يغني عن هذا الحديث الظعيف ما ذكرناه من ان هدي مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم كبلال وابي محذورة وابي جحيفة ابن ام مكتوم رضي الله عنهم ان من اذن فهو يقيم ولو سبق المؤذن بالاذان اراد المؤذن ان يقيم قال الامام احمد لو اعاد الاذان كما صنع ابو محذورة لكان اولى قد روى عبدالعزيز بن رفيع قال رأيت رجلا اذن قبل ابي محذورة فجاء ابو محذورة فاذن ثم اقام اخرجه البيهقي وقال اسناده صحيح قال المرداوي في الانصاف متى جاء وقد اذن قبله استحب له ان يعيده اي ان يعيد الاذان لكي يقيم ولكن هذا محمول والله تعالى اعلم على ما اذا افتات احد على المؤذن فسبقه واذن قبله وهو لم يتأخر او تأخر تأخرا يسيرا فيستحب للمؤذن الراتب في هذه الحال ان يعيد الاذان اذا اراد ان يقيم اما اذا كان تأخر المؤذن الراتب كثيرا وقد سبق للاذان فالظاهر انه لا يستحب له اعادة الاذان في هذه الحال والله تعالى اعلم ايها الاخوة المستمعون ومن احكام الاذان انه يشترط له النية بناء على هذا لا يكفي الاذان عن طريق شريط مسجل ونحوه افتقاده الى شرط النية ولهذا ينبغي الا يكتفى بالاذان عن طريق المسجل في الاماكن العامة المطارات والمستشفيات ونحوها بل ينبغي ان يتولى الاذان فيها احد الناس لان من شروط صحة الاذان النية وهذا غير حاصل اذا كان الاذان عن طريق مسجل ونحوه ايها الاخوة المستمعون هذا هو ما اتسع له وقت هذه الحلقة ونلتقي بكم على خير في الحلقة القادمة ان شاء الله تعالى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان تنفيذ فهد بن سعد الفريان