بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد. يقول الامام الزبيدي رحمه الله تعالى تحت ترجمة البخاري باب الاستعفاف عن المسألة عن ابي عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان ناسا من الانصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعطاهم. ثم سألوه فاعطاهم. ثم سألوه فاعطاهم حتى نفذ ما عنده فقال ما يكون عندي من خير فلن ادخره عنكم. ومن كيف يعفه الله؟ ومن يستغني يغنه الله. ومن يتصبر يصبره الله. وما اعطي احد عطاء خيرا واوسع من الصبر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى ماله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم اهدنا اليك صراطا مستقيما اما بعد فهذا الباب باب الاستعفاف عن المسألة ووباب عقده الامام البخاري رحمه الله في كتابه الصحيح لبيان اهمية الاستعفاف الاستعفاف عن المسألة وذلك بان يكف الانسان نفسه وان يمنعها من سؤال الناس اعطوه او منعوه اورد رحمه الله جملة من الاحاديث بدأها بحديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان ناسا من الانصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعطاهم ثم سألوه فاعطاهم ثم سألوه فاعطاهم اي ثلاث مرات تكرر سؤالهم للنبي صلى الله عليه وسلم وفي كل مرة يعطيهم عليهم يعطيهم عليه صلوات الله وسلامه قال حتى نفذ ما عنده ومعنى نفد اي لم يبقى منه شيء نفذ ما عنده اي لم يبقى شيء مما عند النبي عليه الصلاة والسلام فقال صلى الله عليه وسلم ما يكون عندي من خير فلن ادخره عنكم ما هنا موصولة بمعنى الذي ما يكون عندي من خير فلن ادخره عنكم اي الذي يكون عندي من الخير لا امنعكم اياه لا ادخره عنكم اي لا احبسه عنكم ولا امنعكم اياه بل اعطيكم وهم ثلاث مرات يأتون النبي صلى الله عليه وسلم يسألونه في كل مرة يعطيهم حتى انه نفذ ما عند النبي عليه الصلاة والسلام قال ما يكون عندي من خير فلن ادخره عنكم ومن يستأفف يعفه الله ومن يستغني يغنه الله ومن يتصبر يصبره الله وما اعطي احد عطاء خيرا واوسع من الصبر لاحظ ان النبي عليه الصلاة والسلام اعطاهم لحاجتهم بل انه ثلاث مرات يأتونه ويعطيهم حتى نفد ما عنده صلوات الله وسلامه عليه واخبرهم انه لو كان عنده ايضا لاعطاهم بقوله صلى الله عليه وسلم ما يكون عندي من خير فلن ادخره عنكم اي ساعطيكم منه فاعطاهم عليه الصلاة والسلام لحاجتهم وارشدهم الى الافضل اعطاهم لحاجتهم وارشدهم الى الافظل وهو ترك السؤال والاستعفاف عن السؤال بقوله ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغني يغنه الله ومن يتصبر يصبره الله فاعطاهم لحاجتهم وفي الوقت نفسه ارشدهم عليه الصلاة والسلام الى الافظل وهو ترك السؤال والاستعفاف ومنع النفس من من ذلك والاستغناء عن ما في ايدي الناس قوله ومن يستعفف يعفه الله من يستعفف ان يعمل على عفاف نفسه وكفها ومنعها من سؤال الناس وطلبهم والحاجة اليهم فان الله سبحانه وتعالى يعفه وهذا ماء ماض على قاعدة الشريعة ان الجزاء من جنس العمل وكل ما ذكر من هذا القبيل من يستعفف يعفه الله اي من يعمل على عفاف نفسه واعفاف نفسه بمنعها من سؤال الناس وعدم الطلب منهم فان الله سبحانه وتعالى يعفه يرزقه العفاف ومن يستغني يغنه الله يستغني اي عما في ايدي الناس وعن سؤالهم وعن الطلب منهم يغنه الله اي يا يتكرم عليه سبحانه وتعالى ويمن عليه من واسع فضله ومن يستغني يغنه الله ومن يتصبر يصبره الله من يتصبر اي يعالج نفسه للتحلي لان تتحلى بالصبر يعالج نفسه بمجاهدتها لان التصبر يدل على تفاعل في العبد تحلية نفسه بهذا الخلق الفاضل واطرها عليه والزامها به وان كانت النفس تميل الى الرعونة والى الفظاظة والشدة فاذا تصبر صبره الله اي من عليه بالصبر وفي قوله يعفه الله يغنه الله يصبره الله الى غير ذلك دليل ان الامر كله بيد الله وان العبد مطلوب منه المجاهدة لنفسه المجاهدة لنفسه وهذه حقيقة التوكل قائمة على مجاهدة النفس ببذل الاسباب الصحيحة المشروعة والتوكل على الله والاعتماد عليه وتفويض الامر اليه سبحانه وتعالى فالذي يريد ان يكون صبورا عليه ان يتصبر اي يجاهد نفسه يعالجها على التحلي بالصبر وفي الوقت نفسه يلجأ الى الله لانه قال يصبره الله اي ان الامر بيده فيلجأ الى الله سبحانه وتعالى ان يمن عليه بالتحلي بهذا الخلق الفاضل وفي قوله من يتصبر يصبره الله رد على مفهوم خاطئ لدى بعض الناس حيث ان بعضهم يقول ان من طبع وجبلتي مثلا عشيرة او قومه او منطقته الغضب السريع فاذا نهي عن الغضب وسرعة الانفعال وعدم الصبر قال هذا طبع فينا وامر في اسرتنا او قبيلتنا او منطقتنا ولا يجاهد نفسه والنبي عليه الصلاة والسلام يقول ومن يتصبر يصبره الله ايا كانت قبيلته وايا كانت منطقته وايا كان ايا كانت اسرته من يتصبر يصبره الله ان يمن عليه بالصبر فيكون متحليا به قال ومن يتصبر يصبره الله في جميع الجمل الثلاث تنبيه على امرين عليهما قيام صلاح العبد وفلاحه في دنياه واخراه وهما بذل الاسباب والاستعانة بالله بذل الاسباب في قوله يستعف يستغني يتصبر والتوكل على الله مستفاد من قوله يعفه الله يغنه الله يصبره الله قال وما اعطي احد عطاء خيرا واوسع من الصبر وهذا فيه ان هذا الخلق جماع الاخلاق ان هذا الخلق العظيم هو جماع الاخلاق والاداب ولهذا جاء في الحديث ان رجلا قال للنبي عليه الصلاة والسلام اوصني قال لا تغضب جاء في بعض روايات الحديث ان الرجل قال فتأملت فوجدت ان الغضب جماع الشر ان الغضب جماع الشر واذا كان الغضب جماع الشر فان الصبر والتصبر جماع الخير ان الصبر والتصبر جماع الخير ولهذا جاء في الحديث الاخر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس الشديد بالصرعة وانما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب وقوله ما اعطي احد عطاء خيرا واوسع من الصبر فيه ان الصبر عطاء واسع الصبر عطاء واسع يمن الله سبحانه وتعالى به على من شاء من عباده وهذه السعة المذكورة في هذا الحديث اوسع من الصبر هذه السعة في هذا الخلق فيها التنبيه قيل ان الصبر خلق يحتاج اليه العبد في جميع اموره وجميع تقلباته وتعاملاته يحتاج اليه في باب الطاعات والعبادات والقربات فان من لا صبر عنده كيف تداوم نفسه على الطاعة وتحافظ على العبادة ويحتاج اليه في مقام الابتعاد عن المنهيات والمحرمات ومن لا صبر عنده كيف يكف نفسه عن حرام ويمنعها من الاثام ويحتاج اليه ايضا في باب المصائب المؤلمة قال الله سبحانه وتعالى ما اصاب من مصيبة الا باذن الله. ومن يؤمن بالله يهدي قلبه. قال علقمة هو المؤمن تصيبه المصيبة فيعلم ام انها من عند الله فيرضى ويسلم ومن لا صبر عنده كيف يكون شأنه عندما يصاب بالمصائب المؤلمة من تسخط وجزع متشكي وربما لطم للخدود وشق للجيوب ودعوة دعوة الجاهلية فاذا الصبر عطاء واسع وعظيم جدا والعبد يحتاج اليه حاجة ماسة في تقلباته كلها ومن لا صبر عنده لا قدرة عندها على منع لنفسه عن المحرمات ولا اطرن لها على العبادات والطاعات ولا ايظا حبسا لها عن ما يسخط الله عندما يصاب بالاقضية او الاقدار المؤلمة فالصبر عطاء عظيم وواسع كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام وما اعطي احد عطاء خيرا اوسع من الصبر نعم قال رحمه الله عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده لان يأخذ احدكم حبله فيحتطب على ظهره خير له من ان يأتي رجلا. فيسأل اعطاه او منعه ثم اورد هذا الحديث في الاستعفاف عن المسألة حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده والذي نفسي بيده بدأ هذا البيان بالقسم بالله سبحانه وتعالى قال والذي نفسي بيده لان يأخذ احدكم حبله فيحتطب على ظهره خير له من ان يأتي رجلا فيسأله اعطاه او منعه خير له من ان يأتي رجلا فيسأله اعطاه او منعه قوله والذي نفسي بيده القسم هنا تقوية هذا الامر وبيان اهمية والتأكيد عليه وعظم شأن الاستعفاف وان يعمل العبد ولو كان عملا يسيرا فان الله سبحانه وتعالى يبارك قال والذي نفسي بيده لان يأخذ احدكم حبله فيحتطب على ظهره ذكره لهذا النوع من الصنعة وهذا النوع من الاكتساب لانه في مقدور كل احد في مقدور كل احد ولا يحتاج الى رأس مال ولا يحتاج الى عتاد كثير وانما يخرج ببدنه الى الصحراء ومعه حبل في جمع ما تيسر من الحطب يحمله على ظهره ثم يبيعه ارشد الى ذلك عليه الصلاة والسلام ليسره لا لتحديد هذا النوع من العمل بل في كل مكان او في كل زمان او في كل منطقة ينظر الى الايسر للانسان من العمل لكن هذا مثال لعمل يسير ولا يحتاج الى رأس مال احيانا بعض الناس اذا قيل اعمل او تاجر او الى اخره قال ما عندي رأس مال ليس عندي رأس مال هذا لا يحتاج رأس مال. كثير من الاعمال المربحة ولو كانت ربحا يسيرا لا تحتاج من الانسان رأس مال وانما تحتاج منه جهد بدني يسير ويحصل باذن الله سبحانه وتعالى خيرا فاذا قوله لان يأخذ احدكم حبله ليس فيه تحديد ليس من الضرورة ان يكون البدء بمثل هذا العمل وانما تنبيه الانسان ان يعمل بالمتيسر ان يعمل بالمتيسر من صنعة او نحو ذلك من اعمال يسيرة لا تحتاج منه رأس مال وانما تحتاج منه جهد بدني يكف به نفسه عن سؤال الناس قال خير له من ان يأتي رجلا قوله خير له ليست خير هنا افعل تفضيل لان ليس هناك مقارنة بين كون الانسان يعمل او يسأل الناس فليسك هي افعل تفضيل وتأتي خير وحتى ايظا صيغة افعل التي للتفضيل تأتي على غير بابها لا يراد بها التفضيل قال خير له من ان يأتي رجلا فيسأله لان السؤال الناس مما لا خير فيه الذي ينبغي على الانسان ان يمنع نفسه ويكفها عن السؤال ولا يحل السؤال الا اذا فاضطر الى ذلك مثل ما سيأتي بيانه قال خير له من ان يأتي رجلا فيسأله اعطاه او منعه الذي يحصل عندما يسأل الناس الاخرين احد امرين اما ان يعطيه وهذه العطية يترتب عليها في قوله اعطاه يترتب عليها ذل السؤال اولا سؤال الناس وايضا امر اخر وهو ثقل المنة منة الناس عليه بالعطية هذا اذا اعطوه اذا اعطوه فان هذا يترتب عليه ذل السؤال ويترتب عليه ثقل المنة وان لم يعطوه منعوه من السؤال فهذا يترتب عليه ايضا امران دل السؤال كما سبق والحرمان من هذا الذي اراد فان لم يعطى اصابه ذل السؤال واصابه ايضا الحرمان من الامر الذي سأل اه سأله الناس نعم قال رحمه الله وفي رواية عن الزبير بن عوام رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يأخذ لان يأخذ احدكم احبله فيأتي بحزمة الحطب فيأتي بحزمة بحزمة الحطب على ظهره فيبيعها فيكف الله بها وجهه خير له من ان يأتي الناس او منعوه. قال وفي رواية اي للحديث المتقدم عن الزبير بن العوام رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لان يأخذ احدكم احبله. احبله جمع حبل احبله فيأتي بحزمة الحطب على ظهره يأخذها يأخذ احبله ان يذهب الى اه الصحراء البراري حيث توجد الاشجار فيجمع الحطب المتناثر هنا وهناك يحمله على ظهره ويبيعه. لمن يحتاجه من الناس قال فيكف الله به وجهه يكف ان يمنع يكف وجهه اي يمنع وجهه اي من ان يريق ماء وجهه عند الناس بسؤالهم وعرض حاجته عليهم اعطوه او منعوه فيكف الله بها وجهه خير له من ان يسأل الناس اعطوه او منعوه لاحظ هنا قوله يكف الله بها وجهه مترتبة على بذل السبب من العبد لحمل الاحبل والاتيان بالحطب يحمله على ظهره بذل السبب وهذا فيه ان الله سبحانه وتعالى في عون العبد الذي آآ سعى ولو بالاسباب اليسيرة التي يكف بها وجهه عن سؤال الناس فالله في عونه فيكف الله بها قال فيكف الله بها وجهه خير له من ان يسأل الناس اعطوه او منعوه. نعم قال رحمه الله عن حكيم ابن حزام رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعطاني ثم سألته فاعطاني ثم سألته فاعطاني ثم قال يا حكيم ان هذا المال قذرة حلوة فمن اخذه بسخاء فمن اخذه بسخاوة نفس بورك له فيه ومن اخذه باشراف نفس لم يبارك له فيه. وكان كالذي يأكل وكان كالذي يأكل ولا يشبع. واليد العليا خير من اليد السفلى فقال حكيم فقلت يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا ازرع احدا بعدك شيئا حتى افارق الدنيا فكان ابو بكر رضي الله عنه يدعو حكيما الى العطاء فيابى ان يقبله منه ثم ان عمر رضي الله عنه دعا دعاه ليعطيه فابى ان يقبل منه شيئا فقال عمر رضي الله عنه اني اشهدكم يا معشر المسلمين على حكيم. اني اني اعرض حقه من هذا الفيأبى ان يأخذه فلم فلم يزرع فلم فلم يرزا حكيم احدا من الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم تا توفي قال عن حكيم ابن حزام رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعطاني ثم سألته فاعطاني ثم سألته فاعطاني هذه ثلاث مرات تكررت فيها مسألته للنبي عليه الصلاة والسلام وفي كل مرة يعطيه ثم نبهه النبي عليه الصلاة والسلام على الافضل والاخير له فقال صلوات الله وسلامه عليه ان هذا المال خظرة حلوة ان هذا المال خظرة حلوة قول ان هذا المال اي في ميل القلوب اليه وحرصها عليه ورغبتها في جمعه وتحصيله بهذا الشأن حلوة خظرة وتحبون المال حبا جما فالمال هذا شأنه من حيث ميل القلوب اليه وحرصه على جمعه ورغبتها في آآ التكاثر فيه شأن المال انه حلوة خظرة لاحظ انه قال ان هذا المال خظرة حلوة ولم يقل خضر حلو وخظرة حلوة خبر لقوله ان هذا المال لماذا لان المال يجمع معاني كثيرة فقوله ان هذا المال اي بانواعه بانواعه المختلفة من ذهب او فضة او خيل او زراعة او غير ذلك ان هذا المال حاضرة حلوة وذكره لهاتين اللفظتين خظرة حلوة تنبيه على شأن المال من حيث المنبر ومن حيث الطعن من حيث المنظر في قوله خظرة ومن حيث الطعن في قول حلوة فمن حيث الطعن له منبر جميل ومن حيث الطعم ايضا له طعم حلو لو لم يكن فيه الا واحدة منهما لكان كافيا في ميل النفوس اليه. فكيف اذا اجتمعتا فكيف اذا اجتمعتا الخضرة خضرة وحلاوة طعم ومنظر ان هذا المال خضرة حلوة فمن اخذه هذا وما بعد تنبيه لحال الناس مع هذا المال الذي هذا صفته وانهم على قسمين اشار الى القسم الاول بقوله فمن اخذه بسخاوة نفس بورك له فيه اخذه بسخاوة نفس اي من غير حرص واندفاع وشد الطمع من اخذه بسخاوة نفس بورك له فيه اي بارك الله سبحانه وتعالى له في ماله ومن اخذه باشراف نفس لم يبارك له فيه. اخذه باشراف نفسه اي تطلع من نفسه لهذا المال وحرص نفسه عليه ومن اخذه باشراف نفس لم يبارك له فيه وكان كالذي يأكل ولا يشبع لان لان المال حتى وان كثر يصبح منزوع البركة يصبح مالا منزوع البركة وهذا امر يحسه الناس تجد بعضهم عنده قليل من من المال ويشعر ببركة في ماله في قضاء مصالحه وحاجياته وما الى ذلك واخرين يكون عنده مال كثير ولا يحس به بركة ولا يجد اه بركة لهذا المال قال فمن وكان كالذي يأكل ولا يشبع قال واليد العليا خير من اليد السفلى واليد العليا خير من اليد السفلى واليد السفلى هي اليد الاخرة والعليا هي المعطية المنفقة وهذا فيه تنبيه على ان المسلم ينبغي ان يجاهد نفسه على ان ان تكون يده بهذه الصفة يدا معطية يدا معطية وليتحلى بالعطاء ولو كان عنده قليل فان العطاء من القليل فيه فضل عظيم جدا النبي عليه الصلاة والسلام قال فيما صح عنه سبق درهم مئة الف درهم سبق درهم مئة الف درهم. قالوا كيف ذلك يا رسول الله قال رجل عنده مال كثير فاخذ من عرظ ماله مئة الف واخرجها ورجل عنده درهمان تصدق باحدهما هذا الذي تصدق باحد الدرهمين يعتبر قد تصدق بماذا بنصف ماله والاخر الذي عنده الملايين او الملايين ويخرج منها مئة الف ليست شيء بالنسبة للمال الكثير الذي عنده الذي اعطاه الله اياه. فدرهم سبق مئة الف درهم فاليد المعطية خير من الاخذة ولو كان الذي يعطيه الانسان قليلا وانظروا حال الصحابة فيما تقدم اذا حث النبي على على الصدقة بعضهم يذهب الى السوق ويعمل فيعطى اجرة عمله كفا من شعير او من دقيق او نحوه فيذهب ويتصدق به لتكون يده معطية مع انه ما عنده شيء وبعض الناس يعني عنده خير كثير ولا ينفق ولا ينفق واذا اراد ان ينفق قبل ان ينفق يحسب كثيرا للمال الذي عنده وكيف انه سينقص وماذا سيكون مالي الى اخره ومر معنا في هذا المعنى احاديث قال واليد العليا خير من اليد السفلى هذه موعظة سمعها حكيم فوعاها رضي الله عنه وارضاه موعظة سمعها فوعاها وانظر هذا القسم الصادق البار من هذا الصحابي الجليل رظي الله عنه قال والذي بعثك بالحق والذي بعثه بعثك بالحق لا ارزأ احدا بعدك شيئا حتى افارق الدنيا يمين بارة صادقة على اثر هذه الموعظة والموعظة نافعة والناس تحتاج الى المواعظ تحتاج الى من يعظهم من يربيهم بالسنن والاثار وكلام الرسول عليه الصلاة والسلام فهذه الموعظة في كليمات قلائل وقعت موقعها في قلبه رضي الله عنه وارضاه فاقسم هذا القسم البار الصادق قال والله والذي بعثك الحق لا ارزأ احدا بعدك شيئا. ارزق اي انقص لا انقص احدا شيئا من ماله ولا شيئا جاءت نكرة في هذا السياق تفيد العموم لا قليل ولا كثير لا ارجو احدا بعدك شيئا اي من ماله لا قليل ولا كثير حتى افارق الدنيا اي حتى اموت سابقى على هذه الحال حلف واقسم بالله انه لا ينقص احدا من ماله شيئا لا يسأل احدا المعنى معنى قول لا ارجى احدا اي لا اطلب من احد ولا اسأل احدا بعدك حتى افارق الدنيا ومضى على هذه اليمين المارة ثابتا ثبته الله سبحانه وتعالى فكان ابو بكر يدعو حكيما الى العطاء فيابى ان يقبل منه فيابى ان يقبل منه ثمان رظي الله عنه دعاه ليعطيه فابى ان يقبل منه شيئا فقال عمر اشهدكم يا معشر المسلمين على حكيم اني اعرض عليه حقه من هذا الفي فيأبى ان يأخذه يقول شيخ الاسلام ابن تيمية في هذا حجة على جواز آآ الرد وعدم الاخذ جواز الرد وعدم الاخذ حتى عن غير مسألة وعن غير اشراف نفس لانه اعطي من الفيء من غير مسألة ومن غير اشراف نفس ورد العطاء هذا فيه جواز ذلك خلافا لمن قال بوجوب الاخذ هنا يعني حكيم رضي الله عنه رد هذا العطاء الذي هو من الفيء ولم يأخذه واولا اقسم عند النبي صلى الله عليه وسلم ان لم ان لا يأخذ شيئا واقرها النبي صلى الله عليه وسلم على هذا القسم ولم يستثني منه شيئا وابو بكر وعمر في خلافته ما اقراه ولم يلزماه الزاما بل ان عمر اكتفى بان اشهد الناس بان حكيما ممتنع من الاخذ قال اني اشهدكم يا معشر المسلمين على حكيم اني اعرض عليه حقه من هذا الفي فيا ابى ان يأخذ قال فلم يرزع حكيم احدا من الناس. بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى توفي اي حتى توفي حكيم وتوفي رضي الله عنه لعشر سنوات من خلافة من امارة معاوية رضي الله عنه بعشر سنوات من امارة معاوية وهو ماض على هذه اليمين لا يأخذ من احد شيئا نعم قال رحمه الله تعالى باب من قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة البخاري باب من اعطاه الله شيئا ويستفاد من هذا الحديث وله نظائر كثيرة سرعة استجابة الصحابة رضي الله عنهم وتأثرهم السريع الموعظة وانتفاعهم بها الانتفاع العظيم نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة البخاري رحمه الله تعالى باب من اعطاه الله شيئا من غير مسألة ولا في نفس عن عمر ابن عن عمر عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني العطاء فاقول اعطه من هو افقر اليه مني فقال خذه اذا جاءك من هذا المال شيء وانت غير مشرف ولا سائل فخذه وما لا فلا تتبعه نفسك قال باب من اعطاه الله شيئا من غير مسألة ولا اشراك نفس من غير مسألة من غير ان يتقدم ليسأل ومن غير اشراف نفس اي من غير ان يوجد في نفسه حرص على ذلك المال فله ان يأخذ له ان يأخذ اورد حديث عمر ابن الخطاب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني العطاء يعطيني العطاء وهذا العطاء كان يعطيه النبي صلى الله عليه وسلم بسبب انه يرسل عمر عاملا على الصدقة يرسله عاملا على الصدقة ولهذا جاء في بعض روايات الحديث ان عمر رضي الله عنه اخبر ان النبي صلى الله عليه وسلم امر له بعمالة اي بشيء من المال للعمل الذي قام به في اه الذهاب لجمع الصدقة فقلت انما عملت لله واجري على الله يعني لم اذهب في هذا العمل الا لله واجري على الله يعني لا اريد مالا على ذلك فاذا قوله في هذا الحديث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطينا العطاء يوضحه رواية يوضحه رواية اخرى في مسلم للحديث ان هذا العطاء مقابل العمل لانه كان من عمال الصدقة آآ الذين يذهبون لجمع اموال الزكاة فاعطاه النبي صلى الله عليه وسلم مقابل ذلك فقال انما عملت لاجل الله واجري على الله سبحانه وتعالى فقال له النبي عليه الصلاة والسلام اعطه من هو؟ فقال عمر للنبي عليه الصلاة والسلام اعطه من هو افقر اليه مني وقوله افقر اليه هذا فيه ان الفقراء يتفاوتون في حجم الفقر الذي هم فيه ويدل ايضا ان يمكن ان يوصف بالفقر وعنده شيء يعني عنده شيء لكنه لا يكفيه ولا يسد حاجته حاجة اهله فليس الفقير من لا شيء عنده بل عنده ما لا يكفيه عنده من المال ما لا يكفيه ولا يسد حاجته وحاجة اهله وهذا مستفاد من قوله افقر لانه لو كان الفقراء كلهم لا شيء عندهم لم يقل اه افقر التي تفيد اه التفضيل فقال النبي صلى الله عليه وسلم خذه وجاء في رواية فتموله وتصدق به تموله اي اتخذوا مالا لك تستفيد منه وتنتفع به وتصدق به اي على هو من هو محتاج قال خذه اذا جاءك من هذا المال شيء وانت غير مشرف اي حريص وطامع ومتلهف ولا سائل اي لم تتقدم بسؤال ذلك المال فخذه وما لا فلا تتبعه نفسك وما لا اي ما لم يكن كذلك فلا تتبعه نفسك نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة البخاري رحمه الله تعالى باب من سأل الناس من سأل الناس تكثرا عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مزعة لحم وقال وقال ان الشمس تدنو يوم القيامة حتى يبلغ العرق نصف الاذن. فبينما هم كذلك استغاثوا بادم ثم ثم بمحمد صلى الله عليه وسلم قال باب من سأل الناس تكثرا اي سؤال تكثر ليس سؤال حاجة سؤال تكثر ان يسأل الناس ليستكثر من المال لا لانه محتاج هذا المال فهذا فيه وعيد شديد به وعيد شديد من كان يسأل المال لا عن حاجة وانما للتكثر اورد حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مزعة لحم ليس في وجهه مزعة لحم اي نتفة لحم ولا قطعة لحم ان يصلح وجهه عظاما لا لحم فيه يصبح وجهه عظاما لا لحم فيه ليس فيه مزعة لحم اي ليس فيه نتفة ولا قطعة من اللحم ولاحظ ان عقوبة هذا السائل كانت في وجهه لماذا؟ لانه اذل وجهه بالسؤال عن غير حاجة وانما للتكثر والعقوبة من جنس العمل وهذه قاعدة ماضية في الثواب والعقاب الجزاء من جنس العمل فلما اذل وجهه بالسؤال تكثرا لا عن حاجة عوقب بهذه العقوبة في وجهه الذي اذله بالسعال فيأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم قال وقال ان الشمس تدنو يوم القيامة حتى يبلغ العرق نصف الاذن. فبينما هم كذلك استغاثوا بادم ثم بموسى ثم بمحمد صلى الله عليه وسلم معنى استغاثوا اي طلبوا من هؤلاء الانبياء ان يشفع ان يشفعوا لهم عند الله بالبدء بالحساب. وكل نبي يذهبون اليه يعتذر الى ان يحالوا على محمد صلى الله عليه وسلم فيقول انا لها فيخر ساجدا تحت عرش الرحمن فيحمده سبحانه بمحامد الله اياه في ذلك الوقت ثم يقول الله له ارفع رأسك وسل تعطى واشفع تشفع قال ان الشمس تدنو يوم القيامة حتى يبلغ العرق نصف الاذن اي بعض الناس يلجمه العرق الجاما اذا كان العرق وصل الى نصف اذنه معناه ان العرق الجمه الجاما لان الناس يتفاوتون في العرق بحسب الاعمال منهم من يكون الى ركبتيه ومنهم الى حقويه ومنهم من يلجمه العراء الجاما وقيل ان صلته بما سبق ان اذى الشمس على من لا في من لا من ليس في وجهه مزعة لحم اشد واعظم نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة البخاري رحمه الله تعالى باب حد الغنى عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس المسكين الذي يطوف على الناس ترده اللقمة واللقمة والتمرة والتمرتان ولكن المسكين الذي لا يجد غنا يغنيه ولا يفطن به فيتصدق فيتصدق عليه ولا يقوم فيسأل الناس قال باب حد الغنى حد الغنى وهذه الترجمة ليست بهذا اللفظ في الاصل فهذا فيه تصرفات الطابع الذي اثبت هذه التراجم وليست ايضا هذه التراجم كما سبق التنبيه من الزبيدي رحمه الله زبيدي الذي صنعه في هذا المختصر هو تجريد آآ الاحاديث الصحيحة. من الابواب ومن الاسانيد وايضا تجريده من الاثار و غير ذلك وابقاء الاحاديث المرفوعة مجردة فالابواب ليست من صنيعة وانما من صنيع من طبع الكتاب مع تصرف في مواضع مر علينا عدد منها وهذه الترجمة معقودة اه بيان حد الغنى وفي الاصل وكم الغنى وكم الغنى اي المانع للرجل من السؤال كمل غنى المانع من اه السؤال اورد تحت هذه الترجمة حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس المسكين الذي يطوف على الناس ترده اللقمة اللقمتان والتمرة والتمرتان هذا اذا كان يسأل الناس عن حاجة فهو مسكين فهو مسكين فاذا النفي هنا نفي آآ اه الكمال وليس لاصل المسكنة ويعد مسكينا لكن ليس المسكين من كانت هذه اه من كان هذه هذا شأنه ترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان ولكن المسكين هذا فيه تنبيه على نوع من المساكين لا يفطن له كثير من المتصدقين وفيه تنبيه على اهمية تتبع مثل هؤلاء الذين قال الله عنهم في القرآن لا يسألون الناس الحافة قال ولكن المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه ولا يفطن به فيتصدق عليه ولا يقوم فيسأل الناس ولا يقوم فيسأل الناس اي كما قال الله سبحانه وتعالى لا يسألون الناس الحافا ونكتفي بهذا القدر ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم ونعم الوكيل. صلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله رسول نبينا محمد واله وصحبه اجمعين