اذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية تقدم فقه العبادات فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور تساعد ابن تركي الخثلان تنفيذ فهد ابن سعد الفريان بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته الى يوم الدين ايها الاخوة المستمعون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله تعالى في هذه الحلقة الجديدة من هذا البرنامج كنا قد تكلمنا في الحلقات السابقة عن ابواب الطهارة وننتقل بكم ايها الاخوة في هذه الحلقة الى باب عظيم من ابواب العبادات وهو باب الصلاة وما يتعلق بها من احكام ومسائل ونبتدأ الحديث في هذه الحلقة عن تعريف الصلاة وعن بيان حكمها ومنزلتها من دين الاسلام فنقول الصلاة في لغة العرب معناها الدعاء ومنه قول الله تعالى خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم ان صلاتك سكن لهم فقوله وصل عليهم اي ادع لهم وقول الانسان اللهم صل على محمد معناه على القول الراجح اللهم اللهم اثني عليه في الملأ الاعلى كما قال ابو العالية وغيره من العلماء واما معنى الصلاة في الشرع وهي عبادة ذات اقوال وافعال معلومة مفتتحة بالتكبير ومختتمة بالتسليم وقد فرضت الصلاة ليلة الاسراء ليلة اسري بالنبي صلى الله عليه وسلم وعرج به وهي قد كانت قبل الهجرة بثلاث سنوات او سنة ونصف على اختلاف بين اهل العلم في ذلك وقد فرضت الصلاة فوق السماوات السبع لما عرج بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهذا المكان الذي وصل اليه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حينما جاوز السبع الطباق ووصل الى سدرة المنتهى واعلى مكان وصل اليه بشر وفرضت الصلاة في ذلك المكان من رب العزة والجلال بدون واسطة على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولا يعلم ان فريضة فرضت على الرسول صلى الله عليه وسلم بدون واسطة على هذا النحو وقد فرضت وقد فرضت اول ما فرضت امسينا صلاة في اليوم والليلة ولكن الله تعالى يسر للنبي صلى الله عليه وسلم الذي هو اعبد الناس لله واشدهم تسليما لحكمه يسر له موسى ابن عمران عليه الصلاة والسلام وسأله ما فرض ربك عليك وعلى امتك قال فرض علي وعلى امتي خمسين صلاة في اليوم والليلة قال موسى ان امتك لا تطيق ذلك واني قد جربت الناس قبلك وعالجت بني اسرائيل اشد المعالجة اذهب الى ربك واسأله التخفيف عن امتك فذهب النبي صلى الله عليه وسلم الى الله وسأله التخفيف فوضع عنه عشرا وعشرا وعشرا وعشرا وخمسا حتى بقيت خمس صلوات فقال ارجع الى ربك واسأله التخفيف فنادى مناد ان امضيت فريضتي وخففت عن عبادي. وانها خمس في الفعل خمسون في الميزان وخمسون في الميزان ليس من باب الحسنة بعشر امثالها ولكن من حيث الفعل لاننا لو قلنا انها خمسون من حيث الثواب لم يكن بينها وبين سائر العبادات فرق ولكنها خمسون في الفعل اي ان من صلى خمس صلوات كأنه صلى بالفعل خمسين صلاة ثم بعد ذلك يأتي الاجر والثواب الحسنة بعشر امثالها بهذا يتبين عظيم اجر وثواب هذه الصلوات الخمس وان وقوع فرضيتها على هذا الوجه لاكبر دليل على عناية الله عز وجل بها وعلى محبته لها وعلى انها جديرة بان تستغرق من الانسان بان تستغرق من وقت الانسان شيئا كثيرا لان خمسين صلاة في اليوم والليلة لا شك ايها الاخوة انها تستوعب وقتا كثيرا فهذا يدل على ان الله عز وجل يحب من عباده التعبد بهذا النوع من العبادة قد جاء هذا مصرحا به في حديث ابن مسعود رضي الله عنه في الصحيحين قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم اي العمل احب الى الله تعالى؟ قال الصلاة على وقتها وقد اختلف الفقهاء في حكم تارك الصلاة فمنهم من ذهب الى انه لا يكفر كفرا اكبر وانما يكون كفره كفرا اصغر بانه لا يخرج عن ملة الاسلام ويبقى مسلما فاسقا بتركه للصلاة ومنهم من ذهب الى ان تارك الصلاة تركا مطلقا يكفر كفرا اكبر مخرجا عن ملة الاسلام وهذا القول هو الاقرب والله تعالى اعلم والاقرب الى الادلة والى الاصول والقواعد الشرعية ويدل له من كتاب الله تعالى قول الله تعالى عن المشركين فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فاخوانكم في الدين رتب الله تعالى الاخوة في الدين على ثلاثة امور وهي التوبة من الشرك واقام الصلاة وايتاء الزكاة فدل ذلك على انهم ان لم يقيموا الصلاة فليسوا باخوان لنا وحينئذ فان هذه الاية تدل بظاهرها على كفر تارك الصلاة ويدل لذلك من السنة حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة اخرجه مسلم في صحيحه وقوله بين الرجل وبين الشرك والكفر. الكفر هنا معرف بال واذا دخلت ال على اسم الجنس صارت حقيقة فيه وعلى هذا فيكون الكفر هنا حقيقة الكفر ولهذا قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله قال ان هناك فرقا بين ان يقال الكفر بال وبين ان يقال كفر بدون ال وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم مثلا اثنتان في الناس هما بهم كفر الطعن في النسب والنياحة على الميت لا نقول ان الطعن في النسب والنياحة على الميت كفر مخرج عن الملة لانه جاء منكرا كفر اي ان هذا من الكفر ولكن قوله عليه الصلاة والسلام بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة فهل هنا دالة على الحقيقة بهذا دلالة ظاهرة على ان المراد بالكفر في هذا الحديث الكفر الاكبر المخرج عن الملة ثم قوله بين تدل على ان هناك حاجزا بين الاسلام وبين الكفر والكفر الذي هو دون كفر ليس بينه وبين الاسلام حاجز لان الكفر الذي دون الكفر لا يخرج من الاسلام لكن الكفر المطلق هو الذي يخرج من الاسلام ويدل لذلك ايضا حديث بريدة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة. فمن تركها فقد كفر والضمير في قوله بينهم يعود الى الكفار العهد الذي بين المسلمين وبين الكفار الصلاة فهي الفاصل بين المسلمين وبين الكفار وفي هذا دلالة ظاهرة على ان المراد بالكفر هنا الكفر المخرج عن الملة لانه هو الذي يفصل الفاعل عن المسلمين ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا حظ في الاسلام لمن ترك الصلاة قوله لا حظ هنا المراد بالحظ النصيب ولاء هنا نافية للجنس فهي نص في العموم اي ليس لمن ترك الصلاة حظ لا قليل ولا كثير في الاسلام ويدل لذلك ايضا اجماع الصحابة رضي الله عنهم الذي نقله عبدالله بن الشقيق قال كان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الاعمال تركه كفر الا الصلاة قد نقل اسحاق بن راهويه الامام المشهور رحمه الله نقل اجماع الصحابة على كفر تارك الصلاة من زمن الصحابة الى زمنه رحمه الله تعالى ايها الاخوة المستمعون واذا كان الدليل السمعي الاثري يدل على كفر تارك الصلاة كذلك الدليل النظري قال الامام احمد رحمه الله كل مستخف بالصلاة مستهين بها فهو مستخف بالاسلام مستهين به وانما حظهم في الاسلام على قدر حظهم من الصلاة ورغبته ورغبته في الاسلام على قدر رغبتهم في الصلاة وقال الامام ابن القيم رحمه الله لا يصر على ترك الصلاة اصرارا مستمرا من يصدق بان الله امر بها اصلا فانه يستحيل في العادة والطبيعة ان يكون الرجل مصدقا تصديقا جازما ان الله فرض عليه كل يوم وليلة خمس صلوات وانه يعاقبه على تركها اشد العقاب ومع ذلك مصر على تركها هذا من المستحيل قطعا فلا يحافظ على تركها مصدق بفرضها ابدا فان الايمان يأمر صاحبه بها حيث لم يكن في قلبه ما يأمر بها فليس في قلبه شيء من الايمان ولا تصغي الى قول من ليس له خبرة ولا علم باحكام القلوب واعمالها انتهى كلامه رحمه الله ولقد صدق فيما قال فان من المحال ان يترك الصلاة مع يسرها وسهولتها وعظيم اجرها وعظيم ثوابها عقاب من تركها يستحيل ان يتركها من كان في قلبه شيء من الايمان ايها الاخوة المستمعون نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة ونلتقي بكم على خير في الحلقة القادمة ان شاء الله تعالى. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد ابن تركي الخثلان تنفيذ فهد بن سعد الفريان