اذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية تقدم فقه العبادات فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان تنفيذ فهد بن سعد الفريان بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين ايها الاخوة المستمعون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تكلمنا في الحلقة السابقة والتي قبلها عن اهمية الصلاة ومنزلتها في دين الاسلام والحكمة من مشروعيتها وننتقل في هذه الحلقة للحديث عن بعض احكام الصلاة فنقول يشترط لوجوب الصلاة على الانسان الاسلام والعقل والبلوغ ولا تجب الصلاة على غير المسلم ولا تصح منه لو صلى حال كفره لان الصلاة عبادة تحتاج الى نية والنية لا تصح من الكافر بل لا بد لصحة النية من الكافر ان يصحح الاصل ويعتنق الاسلام ولكن الكافر محاسب على تركها. لقول الله تعالى عن المجرمين ما سلككم في سقر؟ قالوا لم نك من المصلين. ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين حتى اتانا اليقين وهذه الايات صريحة الدلالة في ان الكفار محاسبون على ترك الصلاة فانهم قالوا لم نك من المصلين ثم قالوا بعد ذلك وكنا نكذب بيوم الدين وهذا يدل على انهم كفار. لان التكذيب بيوم الدين كفر ولا تجب الصلاة على المجنون باجماع المسلمين. الا ان افاق في وقت الصلاة ولا تجب الصلاة على غير البالغ لانه مرفوع عنه القلم لقول النبي صلى الله عليه وسلم رفع القلم عن ثلاثة وذكر منهم الصبي حتى يبلغ ولكن يؤمر بها اذا بلغ سبع سنين اي اذا اتم سبع سنين ودخل في الثامنة وليس المقصود اذا اتم ست سنين ودخل في السابعة ولهذا يعبر بعض الفقهاء بقولهم يؤمر الصبي بالصلاة لتمام سبع سنين والدليل لذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم امروا ابناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع اخرجه ابو داوود والترمذي واحمد بسند صحيح وامر الصبي بالصلاة لسبع حتى يألف الصلاة ويعتادها الصبي في هذه السن قابل للتعليم والتربية والتطويع ولهذا نجد ان الصبي الذي كان يؤمر في هذه السن بالصلاة يكون لهذا الامر والتعويد اثر كبير على محافظته على الصلاة طيلة عمره في الغالب واذا بلغ الصبي عشر سنين والمعنى كما سبق اذا اتم عشرا ودخل الحادية عشرة ولم يجدي معه امره بالصلاة طيلة ثلاث سنوات فان وليه مأمور بان يغير معه اسلوب التربية وذلك بان يسلك معه مسلك الخشونة بان يضربه على ترك الصلاة ضربا غير مبرح لان هناك من البشر من لا ينفع معهم الا هذا الاسلوب على ان الغالب ان الولي لا يحتاج للضرب اذا تعاهد هذا الصبي بامره بالصلاة من حين بلوغه تمام سبع سنين ولكن لما كانت طبائع البشر تتفاوت وانه قد يوجد من الصبيان من لا يستقيم الا اذا سلك معه وليه شيئا من الخشونة؟ امر الولي في هذه الحال بضربه ضربا اه يوصل رسالة لهذا الصبي بخطئه وتقصيره وليس المقصود بالظرب الايلام ولكن المقصود به ايصال تلك الرسالة والضرب غير مبرح قد يكون اسلوبا تربويا ناجعا ومفيدا لبعض الفئات من البشر بل ان تلك الفئات لا يمكن ان تستقيم الا بهذا الاسلوب ولهذا ارشد اليه ربنا تبارك وتعالى في علاج النشوز من المرأة قال سبحانه واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن وبهذا نعلم خطأ اولئك الذين يجرمون الضرب باطلاق ويعتبرونه خطأ في التربية باطلاق ونقول لو كان هذا الاسلوب خطأ او غير تربوي لما امر الله تبارك وتعالى به في نشوز النساء ولما امر به رسوله صلى الله عليه وسلم في تأديب الصبيان على ترك الصلاة والله عز وجل هو خالق البشر وهو اعلم بما تصلح به نفوسهم ولكننا نؤكد على ان الضرب في حال استخدامه لابد ان يكون غير مبرح لانه ليس المقصود منه الايلام ولكن المقصود منه ولكن المقصود منه ايصال رسالة الى المضروب بخطأه او تقصيره والصبي اذا صلى يثاب على تلك الصلاة مع كوني قد رفع عنه القلم هذا من فضل الله تعالى وكرمه واحسانه ويدل لذلك ما جاء في صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما ان امرأة رفعت صبيا الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله الهذا حج قال نعم ولك اجر فدل ذلك على ان الصبي يثاب على الطاعات ولكن اذا كان الصبي غير مميز فان الصلاة لا تصح منه لانه يشترط لصحة الصلاة النية الصبي غير المميز لا يعقل النية بناء على ذلك فان وجود الطفل الصغير غير المميز في الصف يعد فرجة في الصف لان صلاته لا تصح وحينئذ وجوده كعدمه وعلى وليه الا يقيمه في الصف وانما يجعله في مكان خارج الصف ولا بأس باحضار الاطفال غير المميزين للمسجد بشرط ان يؤمن عدم ازعاجهم للمصلين ويدل لذلك ما جاء في صحيح البخاري عن ابي قتادة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اني لاقوم في الصلاة اريد ان اطول فيها فاسمع بكاء الصبي فاتجوز في صلاتي راهية ان اشق على امه وهذا يدل على ان من الصحابة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من كان يحضر صبيانه للمسجد قد اقرهم النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك بل كان عليه الصلاة والسلام يخفف من الصلاة لاجل بكاء الصبي كراهية المشقة على امه ولكن هذا كما سبق مشروط بالا يزعج ذلك الصبي المصلين ان كان هذا الصبي غير المميز ان كان مزعجا ولم يمكن وليه السيطرة عليه في المسجد فينبغي له الا يحضره للمسجد في هذه الحال ايها الاخوة المستمعون وتجب الصلاة على النائم باجماع العلماء والنائم وان كان مرفوع عنه القلم حال نومه الا انه يجب عليه المبادرة للصلاة حال استيقاظه في اي وقت ولو كان وقت نهي لقول النبي صلى الله عليه وسلم من نام عن صلاة او نسيها فليصلها اذا ذكرها رواه مسلم ولا يجوز تعمد النوم عن الصلاة حتى يخرج وقتها او حتى تفوته الجماعة ان كان ممن تلزمه الجماعة وعلى من اراد ان ينام ان يتخذ من الوسائل ما يعينه على الاستيقاظ لاداء الصلاة في وقتها ولكن ان غلبه النوم بعد اتخاذ الوسائل المعينة فلا حرج عليه ويكون وقت الصلاة في حقه هو وقت استيقاظه وقد جاء في صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه بقصة رجوع النبي صلى الله عليه وسلم من خيبر ان النبي صلى الله عليه وسلم سار ليله حتى اذا ادركه الكرأ اي النوم نزل مع اصحابه للنوم وقال احفظوا علينا صلاتنا وقال لبلال اكلأ لنا الليل والمراد انه امر بلالا بان يبقى لمراقبة الليل حتى يحين وقت الفجر ويوقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه فلما تقارب الفجر استند بلال الى راحلته مواجه الفجر غلبت بلالا عيناه وهو مستند الى راحلته ولم يستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا بلال ولا احد من من اصحابه حتى ضربتهم الشمس فلم يوقظهم الا حر الشمس فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم اولهم استيقاظا ففزع عليه الصلاة والسلام فقال اي بلال قال بلال اخذ بنفس الذي اخذ بنفسك بابي انت وامي يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم ليأخذ كل رجل برأس راحلته فان هذا منزل حضرنا فيه الشيطان قال ففعلنا ثم دعا بالماء فتوضأ وتوضأنا ثم امر بلالا فاذن وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين اي سنة الفجر ثم صلى صلاة الغداء وصنع كما كان يصنع كل يوم قال وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم وركبنا معه قال فجعل يهمس بعضنا الى بعض ما كفارة ما صنعنا بتفريطنا في صلاتنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم اما لكم في اسوة ثم قال عليه الصلاة والسلام اما انه ليس في النوم تفريط وانما التفريط على من لم يصلي الصلاة حتى يجيء وقت الصلاة الاخرى ايها الاخوة المستمعون هذا النوم الذي حصل في هذه القصة كان بغير تفريط فان النبي صلى الله عليه وسلم امر بلالا بان لا ينام حتى يوقظهم للصلاة ولكن بلالا رضي الله عنه غلبه النوم ولهذا قال عليه الصلاة والسلام ليس في النوم تفريط اي كهذا النوم الذي حصل من النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه فانهم غير مؤاخذين بتأخير الصلاة بسبب هذا النوم في هذه الحال النوم الذي يغلب الانسان بعد اتخاذ الوسائل المعينة على الاستيقاظ لا حرج على صاحبه وليس فيه تفريط ويكون وقت الصلاة في حقه هو وقت استيقاظه اما من تعمد ان ينام ولم يتخذ من الوسائل ما يعينه على الاستيقاظ فان هذا يكون مفرطا وحينئذ يلحقه الاثم والحرج بتأخير الصلاة عن وقتها لانه لم يتخذ من الوسائل ما يعينه على الاستيقاظ من النوم واداء الصلاة في وقتها ايها الاخوة المستمعون نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة ونلتقي بكم على خير في الحلقة القادمة ان شاء الله تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان تنفيذ فهد بن سعد الفريان