اذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية تقدم فقه العبادات فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان تنفيذ فهد بن سعد الفريان بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته الى يوم الدين ايها الاخوة المستمعون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا يزال الحديث موصولا عن شروط صحة الصلاة وحديثنا في هذه الحلقة عن شرط استقبال القبلة والمراد بالقبلة الكعبة سميت قبلة لان الناس يستقبلونها بوجوههم ويأمونها ويقصدونها وقد اجمع العلماء على ان استقبال القبلة شرط لصحة الصلاة والاصل فيه قول الله تعالى ومن حيث خرجت فولي وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطرا وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون يصلون الى بيت المقدس فلما هاجر صلوا الى بيت المقدس ستة عشر شهرا او سبعة عشر شهرا ثم حولت القبلة الى كعبة قد اخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى نحو بيت المقدس ستة عشر او سبعة عشر شهرا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب ان يوجه الى الكعبة فانزل الله قد نرى تقلب وجهك في السماء فتوجه نحو الكعبة وقال السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء الى صراط مستقيم وصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم رجل ثم خرج بعدما صلى وكانت اول صلاة يصليها بعد تحويل القبلة الى الكعبة فمر هذا الرجل على قوم من الانصار في صلاة العصر نحو بيت المقدس مر على قوم من الانصار في صلاة العصر وهم يصلون نحو بيت المقدس فقال لهم اشهد اني صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وانه توجه نحو الكعبة فتحرف القوم اي انحرفوا حتى توجهوا نحو الكعبة ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم للتوجه نحو الكعبة لانها قبلة ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام ولان اليهود كانوا يقولون يخالفنا محمد ويتبع قبلتنا وقد وردت السنة بتعظيم شأن القبلة فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن استقبال القبلة او استدبارها بغائط او بول تعظيما لشأن القبلة يقول عليه الصلاة والسلام لا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها بغائط ولا بول ولكن شرقوا او غربوا متفق عليه قال البخاري في صحيحه باب فظل استقبال القبلة ثم ساق بسنده عن انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا واكل ذبيحتنا فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله فلا تغفروا الله في ذمته ثم ساق بسنده حديث انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله فاذا قالوها وصلوا صلاتنا واستقبلوا قبلتنا وذبحوا ذبيحتنا بلفظ اخر عند البخاري واكلوا ذبيحتنا فقد حرمت علينا دماؤهم واموالهم الا بحقها وحسابهم على الله قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في هذا الحديث تعظيم شأن القبلة وذكر الاستقبال بعد الصلاة للتنويه به والا فهو داخل في الصلاة لكونه من شروطها ايها الاخوة المستمعون الناس في استقبال القبلة على دربين الاول من يلزمه اصابة عين الكعبة والثاني من فرضه استقبال جهة الكعبة ولا يلزمه اصابة عينها اما الاول وهو من يلزمه اصابة عين الكعبة فهو من كان قريبا منها بحيث يمكنه معاينتها قد اجمع العلماء على ذلك بهذا يتبين خطأ اولئك الذين يصلون في المسجد الحرام ويمكنهم مشاهدة الكعبة ولا يستقبلون عين الكعبة في صلواتهم وانما يستقبلون جهتها وبعضهم يتجه الى يمين الكعبة وبعضهم يتجه الى يسار الكعبة فهؤلاء قد اخلوا بشرط من شروط صحة الصلاة وهو شرط استقبال القبلة واضاف بعض الفقهاء من كان يصلي بمسجد النبي صلى الله عليه وسلم قالوا فيلزمه اصابة عين الكعبة لان قبلته متيقنة لما روى الزبير بن بكار في اخبار المدينة عن جبير بن مطعم رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما وضعت قبلة مسجدي هذا حتى رفعت لي الكعبة فوضعتها امها اي تجاهها وعللوا لقولهم بان قبلة النبي صلى الله عليه وسلم متيقنة عللوا بانه عليه الصلاة والسلام لا يقر على الخطأ ولكن هذا القول محل نظر فان الحديث الذي استدل به اصحاب هذا القول من ان الكعبة رفعت للنبي صلى الله عليه وسلم حتى رآها ووظع قبلة عليها حديث ضعيف من جهة السند لا تقوم به حجة واما ما ذكروه من التعليل فقد اجاب عنه موفق ابن قدامة رحمه الله بقوله وفي ذلك نظر لان صلاة الصف المستطيل في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم صحيحة مع خروج بعضهم عن استقبال عين الكعبة كون الصف اطول منها وقولهم انه عليه السلام لا يقر على الخطأ صحيح لكن انما الواجب عليه استقبال الجهة وقد فعله انتهى كلام الموفق رحمه الله ثم انه يلزم على هذا التعليل الذي ذكروه ان كل مكان صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم فقبلته الى عين الكعبة وهذا يشمل مسجد قباء وكل موضع صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم ولم يقل بذلك احد من العلماء اما الضرب الثاني من الناس بالنسبة لاستقبال القبلة من كان فرضه اصابة جهة الكعبة ولا يلزمه اصابة عينها وهو البعيد عن الكعبة ويدل لذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم ما بين المشرق والمغرب قبلة اخرجه الترمذي من حديث ابي هريرة رضي الله عنه وقال حديث حسن صحيح ويدل لذلك ايضا ما جاء في الصحيحين عن ابي ايوب الانصاري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول ولا تستدبروها ولكن شرقوا او غربوا قوله عليه الصلاة والسلام ولكن شرقوا او غربوا يريد بذلك عكس القبلة يكون ما بين المشرق والمغرب بالنسبة لاهل المدينة قبلة يكون الجنوب يكون الجنوب كله قبلة لهم وهكذا ما ماثل المدينة من البلدان ممن قبلتهم جهة الجنوب ومثلهم من كان قبلتهم جهة الشمال ما بين المشرق والمغرب قبلة بالنسبة لهم اما من كانت قبلتهم جهة الشرق او جهة الغرب فانما بين الشمال والجنوب قبلة لهم. وينبني على هذا ان الانحراف اليسير عن القبلة لا يضر لان الواجب في هذه الحال اصابة الجهة فلا يضر التيامن او التياسر اليسيران عرفا بحيث لا يخرج عن جهة القبلة ومن المسائل المتعلقة بهذا الشرط ان من صلى في موضع عال يخرج عن مسامتة الكعبة او في مكان ينزل عن مسامتتها صحت صلاته لان الواجب استقبالها وما حاذاها من فوقها وتحتها بدليل انه لو لو افترض انها زالت صحت الصلاة الى موضع جدارها ايها الاخوة المستمعون هذا هو ما اتسع له وقت هذه الحلقة ونستكمل الحديث عن بقية المسائل المتعلقة بهذا الشرط في الحلقة القادمة ان شاء الله الا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان تنفيذ فهد ابن سعد الفريان