اذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية تقدم فقه العبادات فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان تنفيذ فهد ابن سعد الفريان بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ايها الاخوة المستمعون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا يزال الحديث موصولا عن صفة الصلاة قد وعدنا بان نتكلم في هذه الحلقة عن جملة من الاحكام المتعلقة بقراءة الفاتحة في الصلاة ونقول ان قراءة الفاتحة واجبة على المصلي اذا كان اماما او منفردا واما المأموم فمحل خلاف سيأتي بيانه ان شاء الله قراءة الفاتحة ركن من اركان الصلاة بما جاء في الصحيحين عن عبادة ابن الصامت رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب في صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من صلى صلاة لم يقرأ فيها بام القرآن فهي خداج خداج خداج غير تمام ومعنى خداج اي ناقصة وقد فسرها بقوله غير تمام وسورة الفاتحة هي اعظم سور القرآن وهي السبع المثاني قد خصها الله تعالى بالذكر في قوله ولقد اتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم في صحيح البخاري عن ابي سعيد بن المعلى رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لاعلمنك سورة هي اعظم سورة في القرآن الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي اوتيته وهذه السورة تسمى الفاتحة لانه افتتح بها المصحف في الكتابة ولانها تفتتح بها الصلاة في القراءة وسماها النبي صلى الله عليه وسلم ام القرآن لان جميع مقاصد القرآن موجودة فيها فهي مشتملة على التوحيد بانواعه الثلاثة وعلى الرسالة وعلى اليوم الاخر وعلى طرق الرسل ومخالفيهم وجميع ما يتعلق باصول الشرائع موجودة في هذه قال الحسن البصري رحمه الله اودع في هذه السورة معاني القرآن ولما كانت هذه السورة العظيمة اعظم سورة في القرآن وجامعة لمعانيه كانت اعظم ما يسترقى بها من الامراض والاسقام قد رقى بها احد الصحابة رضي الله عنهم من لدغته عقرب فشفي باذن الله تعالى قال القرطبي رحمه الله قصت الفاتحة بانها مبدأ القرآن وحاوية لجميع علومه لاحتوائها على الثناء على الله والاقرار بعبادته والاخلاص وسؤال الهداية منه والاشارة الى الاعتراف بالعجز عن القيام بنعمه. والى شأن المعادي الى غير ذلك مما يقتضي انها كلها موضع الرقية وقال ابن القيم رحمه الله ما تضمنته الفاتحة من اخلاص العبودية والثناء على الله وتفويض الامر كله اليه والاستعانة به والتوكل عليه واله مجامع النعم كلها وهي الهداية التي تجلب النعم وتدفع النقم من اعظم الادوية الشافية الكافية وحقيق بصورة هذا بعض شأنها ان يستشفى بها من الادواء ويرقى وان يرقى بها اللديغ قال رحمه الله ولقد مر بي وقت بمكة سقمت فيه وفقدت الطبيب والدواء فكنت اتعالج بها اخذ وشربة من ماء زمزم واقرأها عليها مرارا ثم اشربه فوجدت بذلك البرء التام ثم صرت اعتمد ذلك عند كثير من الاوجاع فانتفعوا بها غاية الانتفاع والسنة ان يقف القارئ عند كل اية في قراءة الفاتحة وغيرها قال ابن قال الموفق ابن قدامة رحمه الله والمستحب ان يأتي بها مرتلة معربة يقف فيها عند كل اية ويمكن حروف المد واللين ما لم يخرجه ذلك الى التمطيط لقول الله تعالى ورتل القرآن ترتيلا. وعن انس رضي الله عنه قال كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم مدا ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم يمد بسم الله ويمد الرحمن ويمد الرحيم. رواه البخاري وقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وقوف القارئ على رؤوس الايات سنة وان كانت الاية الثانية متعلقة بالاولى تعلق الصفة بالموصوف او غير ذلك والقراءة القليلة بتفكر افضل من الكثيرة بلا تفكر هذا هو المنصوص عن الصحابة رضي الله عنهم صريحا ونقل عن احمد ما يدل عليه ويلزم ان يقرأ الفاتحة كاملة مرتبة باياتها وكلماتها وحروفها وحركاتها ولو اسقط قراءة اية منها لم تصح ولو كان نسيانا بل لو اسقط حرفا منها لم تصح وكذا اذا لحن لحنا يحيل المعنى لم تصح ومن امثلة اللحن المحيل للمعنى ان يكسر الكاف فاياك نعبد فيقول اياك نعبد ومن ذلك ان يفتح الف الوصل في اهدنا الصراط المستقيم فيقول اهدنا الصراط المستقيم اما اذا كان اللحن لا يحيل المعنى فانها تصح وتجزئ القراءة بها لكن لا يجوز له ان يتعمد اللحم ومن امثلة اللحن الذي لا يحيل المعنى ان يكسر الدال في الحمدلله رب العالمين فيقول الحمدلله او يضم النون في الرحمن الرحيم فيقول الرحمن الرحيم هذا لحن لا يحيل المعنى وتجزئ معه قراءة الفاتحة وقراءة الفاتحة ركن في حق الامام والمنفرد كما سبق وتسقط عن المسبوق اذا اتى والامام راكع وهل يلزم المأموم ان يقرأ الفاتحة خلف الامام؟ او ان ذلك لا يلزمه هذا محل خلاف بين العلماء المشهور من مذهب الشافعية انه يجب على المأموم قراءة الفاتحة مطلقا اي سواء كان في الصلاة السرية او الجهرية وجمهور العلماء على ان ذلك لا يجب عليه قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله قال قراءة الفاتحة خلف الامام حال الجهر للعلماء فيه ثلاثة اقوال قيل ليس له ان يقرأ حال جهر الامام اذا كان يسمع لا بالفاتحة ولا غيرها هذا قول جمهور السلف وهذا قول الجمهور من السلف والخلف وهو مذهب مالك واحمد وابي حنيفة وغيرهم وهو احد قولي الشافعي وقيل بل يجوز الامران والقراءة افضل ويروى هذا عن الاوزاعي واهل الشام والليث ابن سعد وهو اختيار طائفة من اصحاب احمد وغيرهم وقيل بل القراءة واجبة وهو القول الاخر للشافعي قال شيخ الاسلام رحمه الله وقول الجمهور اي انه ليس للمأموم ان يقرأ حال جهر الامام اذا كان يسمع اذا كان يسمع القراءة قال هو الصحيح فان الله سبحانه قال واذا قرئ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون قال احمد اجمع الناس على انها نزلت في الصلاة قد ثبت في الصحيح من حديث ابي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال انما جعل الامام ليؤتم به فاذا كبر فكبروا واذا قرأ فانصتوا واذا كبر وركع فكبروا واركعوا. الحديث فقد امر الله ورسوله بالانصات للامام اذا قرأ وجعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك من جملة الائتمان به فمن لم ينصت له لم يكن قد ائتم به معلوم ان الامام يجهر لاجل المأموم. ولهذا يؤمن المأموم على دعائه ولهذا يؤمن المأموم على دعائه فاذا لم يستمع لقراءته ضاع جهره ومصلحة متابعة الامام مقدمة على مصلحة ما يؤمر به المنفرد الا ترى انه لو ادرك الامام في وتر من صلاته فعلى كما يفعل فيتشهد بعد الوتر ويسجد بعد التكبير اذا وجده ساجدا كل ذلك لاجل المتابعة فكيف لا يستمع لقراءته مع انه بالاستماع يحصل له مصلحة القراءة. فان المستمع له مثل اجر القارئ قال ومما يبين هذا اتفاقهم كلهم على انه لا يقرأ معه فيما زاد على الفاتحة اذا جهر فلولا انه يحصل له اجر القراءة بانصاته له فكانت قراءته لنفسه افضل من استماعه للامام واذا كان يحصل له بالانصات اجر القارئ لم يحتج الى قراءته فلا يكون فيها منفعة بل فيها مضرة شغلته عن الاستماع للمأموم به ايها الاخوة المستمعون هذا ما تيسر عرضه في هذه الحلقة ونلتقي بكم على خير في الحلقة القادمة ان شاء الله تعالى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان تنفيذ تهدئ بن سعد الفريان