اذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية تقدم فقه العبادات فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان تنفيذ كهد ابن سعد الفريان بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ايها الاخوة المستمعون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا يزال الحديث موصولا عن صفة الصلاة قد تكلمنا في الحلقة السابقة عن صفة السجود ونستكمل في هذه الحلقة الحديث عن ذلك فنقول المشروع للمصلي ان يقول في سجوده سبحان ربي الاعلى من غير زيادة وبحمده وان زاد وبحمده احيانا فلا بأس والقدر المجزئ تسبيحة واحدة وادنى الكمال ثلاث تسبيحات والافضل عشر تسبيحات ولما نزل قول الله عز وجل سبح اسم ربك الاعلى. قال النبي صلى الله عليه وسلم اجعلوها في سجودكم واختيار وصف الله تعالى بالعلو في حال سجود المصلي لان الانسان في هذه الحال انزل ما يكون كان من المناسب ان يثني على الله تعالى بالعلو والسنة ان يزيد على التسبيح قولا سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر ان يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي يتأول القرآن وقولها يتأول القرآن اي قول الله عز وجل فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه وسجوده سبوح قدوس رب الملائكة والروح وفي صحيح مسلم ايضا عن عائشة رضي الله عنها قالت فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الفراش فالتمسته فوقعت يدي على بطن قدميه وهما منصوبتان وهو يقول اللهم اني اعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك واعوذ بك منك لا احصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك والواجب من هذه الاذكار قول سبحان ربي الاعلى وما عداه فمستحب وقد امر النبي صلى الله عليه وسلم بالاجتهاد في الدعاء في السجود ففي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فاكثروا الدعاء وفي رواية فاجتهدوا في الدعاء فقمن اي حري ان يستجاب لكم وينبغي للمصلي اذا سجد ان يتم سجوده. وان يطمئن فيه فان الطمأنينة في جميع الاركان ركن من اركان الصلاة قال البخاري في صحيحه باب اذا لم يتم السجود ثم ساق بسنده عن حذيفة رضي الله عنه انه رأى رجلا لا يتم ركوعه ولا سجوده فلما قضى صلاته قال له حذيفة ما صليت ولو مت مت على غير الفطرة التي فطر الله محمدا صلى الله عليه وسلم وفي لفظ اخر عند البخاري انه قال ولو مت مت على غير سنة محمد صلى الله عليه وسلم وقد ورد النهي عن ان يكف المصلي ثوبه او شعره عند السجود. وفي الصلاة عموما ففي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال امر النبي صلى الله عليه وسلم ان يسجد على سبعة اعظم ونهي عن ان يكف شعره وثيابه وفي لفظ عند البخاري امرت ان اسجد على سبعة ولا اكف شعرا ولا ثوبا وفي صحيح مسلم عن قريب مولى ابن عباس رضي الله عنهما انه رأى عبدالله ابن الحارث يصلي ورأسه معقوص ورأسه معقوص من ورائه فقام عبدالله بن عباس رضي الله عنهما من ورائه فجعل يحله فلما انصرف اقبل الى ابن عباس فقال ما لك ورأسي فقال ابن عباس اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انما مثل هذا مثل الذي يصلي وهو مكتوف وهذا الحكم يشمل الرجل والمرأة فمن كان شعره طويلا فالسنة له عند الصلاة ان يرسل شعرة ولا يكون معقوصا وكذا لا يكف المصلي ثوبه او عمامته او غترته عند السجود. وفي اثناء صلاته عموما والحكمة في ذلك والله اعلم هي ان الثوب والشعر يسجد مع المصلي قال النووي رحمه الله والحكمة في النهي عنه ان الشعر يسجد معه ولهذا مثله بالذي يصلي وهو مكتوف ثم بعد الفراغ من السجود يرفع المصلي رأسه مكبرا غير رافع يديه. ويرفع رأسه قبل يديه ثم يجلس مفترسا رجله اليسرى ناصبا رجله اليمنى ويثني اصابعها نحو القبلة لما جاء في صحيح البخاري عن ابي حميد الساعدي رضي الله عنه في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم قال فاذا جلس في الركعتين جلس على رجله اليسرى ونصب اليمنى وفي سنن النسائي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال من سنة الصلاة ان ينصب القدم اليمنى واستقباله باصابعه قبلة والجلوس على اليسرى وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا جلس بين السجدتين يطمئن حتى يرجع كل عظم الى موضعه وامر بذلك المسيء صلاته وقال لا تتم صلاة احدكم حتى يفعل ذلك كان عليه الصلاة والسلام يطيل الجلسة بين السجدتين حتى تكون قريبا من سجوده وفي الصحيحين عن انس رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقعد بين السجدتين حتى يقول القائل قد نسي قال ابن القيم رحمه الله وهذه السنة يعني اطالة الجلسة بين السجدتين قد تركها اكثر الناس من بعد انقراض عصر الصحابة ولهذا قال ثابت وكان انس يصنع شيئا لا اراكم تصنعونه يمكث بين السجدتين حتى نقول قد نسي او قد اوهم واما من حكم السنة ولم يلتفت الى ما خالفها فانه لا يعبأ بمن خالف هذا الهدي انتهى كلام ابن القيم رحمه الله ويضع يديه على فخذيه في الجلسة بين السجدتين وتكون اليدان مبسوطتين اي انه لا يقبض اصابعه او بعضها في هذا الركن وانما يكون القبض عند الجلوس للتشهد خاصة وقد ورد في ذلك حديث وائل بن حجر رضي الله عنه في رواية عبدالرزاق في المصنف عن الثوري ورواها عنه احمد في مسنده والطبراني في المعجم الكبير ان النبي صلى الله عليه وسلم اشار بسبابته في الجلسة بين السجدتين ولكن المحفوظ عند كثير من المحدثين ان الاشارة بالسبابة انما تكون في الجلوس للتشهد خاصة قد صرح بذلك ابن عيينة عند النسائي وشعبة عند ابن خزيمة واحمد وابو الاحوص عند الطحاوي والطبراني وزهير بن معاوية وموسى بن ابي كثير وابو عوانة ثلاثتهم عند الطبراني فهؤلاء الثقات كلهم رووا حديث وائل ابن حجر وصرحوا بان الاشارة بالسبابة في التشهد الاخير وحينئذ تكون مخالفة رواية عبدالرزاق عن الثوري في ان الاشارة بالسبابة تكون ايضا في الجلسة بين السجدتين كونوا هذه الرواية شاذة والذكر الوارد في الجلسة بين السجدتين رب اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني واجبرني وعافني هذا هو الذكر الذي قد وردت به السنة ست كلمات ولو زاد عليها بادعية اخرى فلا بأس لان المقام مقام دعاء ولكن الاولى هو الاقتصار على هذه الالفاظ الواردة وعدم الزيادة عليها ومن اراد ان يستزيد فيدعو بما احب من خيري الدنيا والاخرة في السجود فانه مقام دعاء كما جاء في الحديث اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فاكثروا فيه من الدعاء كذلك في التشهد الاخير قبيل السلام كما جاء في الحديث ثم ليتخير من الدعاء ما اعجبه واما في الجلسة بين السجدتين فالاولى الاقتصار على هذه الالفاظ التي قد وردت بها السنة. ربي اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني واجبرني وعافني ايها الاخوة المستمعون هذا ما تيسر عرضه في هذه الحلقة والى الملتقى في الحلقة القادمة ان شاء الله تعالى. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد ابن تركي الخثلان تنفيذ فهد بن سعد الفريان