اذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية تقدم فقه العبادات فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد ابن تركي الخثلان تنفيذ فهد بن سعد الفريان بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره نعوذ بالله من شرور انفسنا من سيئات اعمالنا يهده الله فلا مضل له من يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ايها الاخوة المستمعون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا يزال الحديث عن صفة الصلاة كنا قد تكلمنا في الحلقة السابقة والتي قبلها عن الدعاء في التشهد بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والقينا الضوء على معانيهما نقول بعد ذلك ثم بعد فراغه من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله تعالى من اربع عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات من فتنة المسيح الدجال ما جاء في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا تشهد احدكم فليستعذ بالله من اربع يقول اللهم اني اعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال قال الامام مسلم في صحيحه بعدما اخرج هذا الحديث من عدة طرق ومنها طريق طاووس عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن قال الامام مسلم بلغني ان طاووسا قال لابنه ادعوت بها في صلاتك قال لا قال اعد صلاتك لان طاووسا رواه عن ثلاثة او اربعة قال النووي رحمه الله معلقا على ذلك وهذا كله يدل على تأكيد هذا الدعاء والتعوذ والحث الشديد عليه وظاهر كلام الطاووس رحمه الله انه حمل الامر به على الوجوب وجمهور العلماء على انه مستحب وليس بواجب لعل طاووسا اراد تأديب ابنه تأكيد هذا الدعاء عنده لا انه يعتقد وجوبه والله اعلم وهذا الدعاء دعاء عظيم ينبغي ان يحافظ عليه المسلم في كل صلاة يصليها من فريضة او نافلة ثم بعد ذلك يتخير المصلي من الدعاء ما اعجبه ما جاء في حديث ابن مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ثم ليتخير من الدعاء اعجبه اليه فيدعو به متفق عليه في رواية لمسلم ثم ليتخير من الدعاء ما شاء قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله الاحاديث في الصحاح والسنن والمسانيد تدل على ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو دبر صلاته قبل الخروج منها كان يأمر اصحابه بذلك ولم ينقل احد ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا صلى بالناس يدعو بعد الخروج من الصلاة هو والمأمومون جميعا لا في الفجر ولا في العصر ولا في غيرهما من الصلوات وقال ابن القيم رحمه الله عامة الادعية المتعلقة بالصلاة انما فعلها فيها وامر بها فيها هذا هو اللائق بحال المصلي انه مقبل على ربه يناجيه ما دام في الصلاة اذا سلم منها انقطعت تلك المناجاة وزال ذلك الموقف بين يديه والقرب منه فكيف يترك سؤاله في حال مناجاته والقرب منه والاقبال عليه ثم يسأله اذا انصرف عنه ايها الاخوة المستمعون ويلاحظ ان بعض الناس لا يدعو في صلاته ثم اذا انصرف من الصلاة وسلم منها رفع يديه يدعو هذا من قلة الفقه كيف يترك الدعاء في مقام المناجاة للرب عز وجل ثم اذا انصرف من مقام المناجاة رفع يديه يدعو فنقول السنة ان يكون الدعاء في الصلاة لان النبي صلى الله عليه وسلم قد ارشد لذلك قال ثم ليتخير من الدعاء ما اعجبه ثم يتخير من الدعاء ما شاء ثم ان النظر يقتضي هذا فما دام الانسان في صلاة فانه يناجي ربه اذا سلم انصرف من مقام المناجاة كونه يدعو في الحال التي يناجي فيها ربه خير من كونه يدعو بعد الانصراف من مقام المناجاة ولهذا تجد ان من العامة من يحافظ على الدعاء بعد النافلة محافظة شديدة حتى ان بعضهم اذا اقيمت الصلاة وهو في صلاة النافلة سلموا منها قبل ان يقوم لصلاة الفريضة يرفع يديه ويدعو كان الاجدر بمن اراد ان يدعو وان يدعو وهو في مقام المناجاة يدعو الله تعالى في صلاته قبل ان يسلم لا ان يجعل الدعاء اه بعد الانصراف من الصلاة وينبغي ايها الاخوة عند الدعاء ان يحرص الداعي على ان يدعو بما ورد ويتأكد ذلك ما ورد من الادعية في التشهد الاخير ومن ذلك التعوذ بالله من اربع كما سبق التعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتت المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال ومن ذلك ايضا ما علمه النبي صلى الله عليه وسلم معاذا حين قال له والله اني لاحبك لا تدعن ان تقول دبر كل صلاة. اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ومن ذلك اللهم اني اعوذ بك من المأثم والمغرم قد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء سأله سائل ما اكثر ما تستعيذ بالله من المأثم والمغرم قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الرجل اذا غرم حدث فكذب ووعد فاخلف ومن ذلك ان يقول اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب الا انت اغفر لي مغفرة من عندك وارحمني انك انت الغفور الرحيم ومن ذلك اللهم اني اعوذ بك من البخل واعوذ بك من الجبن واعوذ بك من ان ارد الى ارذل العمر واعوذ بك من فتنة الدنيا وعذاب القبر ومن ذلك ان يسأل الله الجنة وان يستعيذ بالله من النار قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا سأل العبد ربه الجنة ثلاث مرات قالت الجنة اللهم ادخله الجنة واذا استعاذ بالله من النار ثلاث مرات قالت النار اللهم اعذه من النار ومن ذلك الدعاء الجامع اللهم ربنا اتنا في الدنيا حسنة في الاخرة حسنة وقنا عذاب النار قد اخبر انس رضي الله عنه كما جاء في صحيح البخاري وغيره ان اكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم هو هذا الدعاء اللهم ربنا اتنا في الدنيا حسنة في الاخرة حسنة وقنا عذاب النار هذا الدعاء يجمع للداعي خيري الدنيا والاخرة وبالجملة فهذا المقام مقام دعاء ومناجاة للرب عز وجل فينبغي للمصلي ان يجتهد فيه بالدعاء وان يتخير من الدعاء ما شاء وما احب ولكن هل له ان ان يدعو بشيء مما يتعلق بامور الدنيا منع من ذلك بعض الفقهاء قالوا ليس له ان يدعو بشيء مما يتعلق بامور الدنيا ولكن الصحيح انه لا بأس بذلك ذلك لان الدعاء نفسه عبادة لله عز وجل ولو كان بامور الدنيا والانسان محتاج الى ربه سبحانه والنبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث ابن مسعود لما ذكر التشهد ثم ليتخير من الدعاء ما شاء واطلق عليه الصلاة والسلام فيشمل ذلك الدعاء بامور الدنيا والاخرة قال ابن القيم رحمه الله والمحفوظ في ادعيته صلى الله عليه وسلم في الصلاة كلها بلفظ الافراد بقوله رب اغفر لي وارحمني واهدني. وسائر الادعية المحفوظة عنه ومنها قوله في دعاء الاستفتاح اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب. الحديث قال وسمعت شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله يقول عن حديث ثوبان ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يؤم عبد قوما فيخص نفسه بدعوة دونهم. فان فعل فقد خانهم. قال شيخ الاسلام ابن تيمية هذا الحديث عندي في الدعاء الذي يدعو به الامام لنفسه وللمأمومين ويشتركون فيه كدعاء القنوت ونحوه ايها الاخوة المستمعون هذا ما تيسر عرضه في هذه الحلقة ونلتقي بكم على خير في الحلقة القادمة ان شاء الله تعالى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد ابن تركي الخثلان تنفيذ فهد بن سعد الفريان