اذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية تقدم فقه العبادات فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد ابن تركي الخثلان تنفيذ فهد بن سعد الفريان بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ايها الاخوة المستمعون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله تعالى في هذه الحلقة الجديدة من هذا البرنامج حدثنا في الحلقات السابقة عن جملة من مكروهات الصلاة ونستكمل الحديث في هذه الحلقة بذكر بعض الامور المكروهة المتعلقة بالصلاة فمما يكره لمن تلزمه الجماعة اكل البصل والثوم ونحوهما مما له رائحة كريهة وحضور الجماعة مع وجود تلك الروائح الكريهة وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في غزوة خيبر من اكل من هذه الشجرة يعني الثوم فلا يقربن مسجدنا وفي الصحيحين ايضا عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من اكل ثوما او بصلا فليعتزلن او قال فليعتزل مسجدنا وليقعد في بيته في رواية لمسلم فان الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الانس برواية اخرى لمسلم فان الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو ادم وفي صحيح مسلم ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطب الناس يوم الجمعة وكان مما قال في خطبته ثم انكم ايها الناس تأكلون شجرتين لا اراهما الا خبيثتين هذا البصل والثوم ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا وجد ريحهما من الرجل في المسجد امر به فاخرج الى البقيع فمن اكلهما فليمتهما طبخا وهذه الاحاديث لا تدل على تحريم اكل البصل والثوم وانما النهي فيها عن حضور الجماعة لمن اكل البصل او الثوم قال النووي رحمه الله هذا النهي انما هو عن حضور المسجد لا عن اكل الثوم والبصل ونحوهما فهذه البقول حلال باجماع من يعتد به ويدل لذلك ما جاء في صحيح مسلم عن ابي سعيد رضي الله عنه قال لم تعدوا ان فتحت خيبر فوقعنا اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك البقلة الثوم والناس جياع فاكلنا منها اكلا شديدا ثم رحنا الى المسجد فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم الريح فقال من اكل من هذه الشجرة الخبيثة شيئا فلا يقربنا في المسجد فقال الناس حرمت حرمت فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال ايها الناس انه ليس لي تحريم ما احل الله لي ولكنها شجرة اكره ريحها ايها الاخوة المستمعون صلاة الجماعة واجبة في حق الرجال واكل البصل والثوم ونحوهما عذر في ترك الجماعة لمن لم يتخذ ذلك حيلة لتركها قال سماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله اباحة اكل هذه الخضروات ذوات الرائحة الكريهة لا ينافي كون الجماعة فرض عين وانما هو عذر في ترك الجماعة كما ان حضور الطعام يسوغ ترك الجماعة لمن قدم بين يديه مع كون ذلك مباحا لكن اذا اراد احد ان يتخذها حيلة لترك الجماعة حرم عليه ذلك قال رحمه الله ويكره للمسلم حضور الجماعة ما دامت الرائحة توجد منه ظاهرة تؤذي من حوله سواء كان ذلك من اكل الثوم او البصل او الكراث او غيرها. من الاشياء المكروهة الرائحة حتى تذهب الرائحة قال واما التحديد بثلاثة ايام فلا اعلم له اصلا في شيء من الاحاديث الصحيحة وانما الحكم متعلق بوجود الرائحة فمتى زالت زالت كراهة الحضور في المساجد لان الحكم يدور مع علته وجودا وعدما ايها الاخوة المستمعون كراهة حضور المسجد لمن اكل بصل او الثوم ونحوهما يدل على ان الاسلام يراعي شعور الاخرين وانه ليس لاحد ان يأتي للمسجد بروائح كريهة فيؤذي بها المصلين حوله ربما تسبب في تفويت الخشوع في الصلاة عليهم وان من الناس من لا يبالي بهذه المعاني فتجده يأتي للمسجد بملابس رثة او بملابس النوم وربما يصحبها كروائح كريهة على انه ينبغي للمصلي ان يحرص على اخذ زينته في الصلاة حتى ولو كان يصلي في بيته وحده فان اخذ الزينة في الصلاة انما هو لحق الله عز وجل يقول الله سبحانه يا بني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد اي عند كل موضع سجود والمراد عند كل صلاة فدلت هذه الاية على ان المسلم يشرع له ان يأخذ زينته في صلاته على احسن حال يقدر عليها من المبالغة في ستر ما جرت العادة بستره ولبس احسن الثياب على اجمل هيئة واحسن حال لانه عندما يقوم في صلاته يقوم في مقام عظيم يقوم في اشرف مقام واجله واعظمه اذ انه في مقام مناجاة رب العالمين ولذلك فانه يشرع له اخذ الزينة في الصلاة ولو كان لا يراه احد من الناس كما جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فان الله احق من تزين له اخرجه الطحاوي في شرح معاني الاثار. والبيهقي في السنن الكبرى. قال الهيثمي اسناده حسن وفي حديث باهز بن حكيم عن ابيه عن جده قال قلت يا رسول الله اذا كان احدنا خاليا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله احق ان يستحي منه الله احق ان يستحيا منه من الناس اذا كان هذا خارج الصلاة فهو في الصلاة احق ان يستحي منه فتؤخذ الزينة لمناجاته سبحانه وتعالى ولهذا لما رأى ابن عمر رضي الله عنهما لما رأى غلامه نافعا يصلي وهو حاسر الرأس قال له ارأيت لو خرجت الى الناس اكنت تخرج هكذا؟ قال لا قال فالله احق ان يتجمل له وفي صحيح مسلم عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر قال رجل يا رسول الله ان الرجل يحب ان يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس بهذا الحديث بين النبي صلى الله عليه وسلم ان لبس الثوب الحسن والنعل الحسن انه ليس من الكبر بل هو من التجمل الذي يحبه الله عز وجل واذا كان الله عز وجل يحبه فهو من الامور المحمودة والمندوب اليها واذا كان الامر كذلك ان التجمل في اللباس يتأكد في الصلاة اذ ان المصلي في صلاته في مقام مناجاة رب العالمين ينبغي له حين مناجاته ان يكون على احسن هيئة واجمل حال قد كان كثير من السلف يتخيرون احسن الثياب التي يقدرون عليها ليصلوا فيها والمرأة في هذا كالرجل يستحب لها ان تأخذ زينتها في الصلاة زيادة على ما يجب عليها ستره في الصلاة لانها داخلة في عموم قول الله عز وجل يا بني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد اي عند كل سجود والمراد عند كل صلاة حتى لو صلت المرأة وحدها يستحب لها اخذ الزينة في الصلاة لان اخذ الزينة انما هو لحق الله عز وجل ونختم هذه الحلقة بالتنبيه على ان بعض الناس اذا كان يصلي في بيته وحده ان يصلي السنة الراتبة او صلاة الضحى او صلاة الليل تجده يصلي بملابس النوم ونحوها حاسر الرأس المشروع ان يأخذ زينته في الصلاة اذا قام من النوم مثلا واراد ان يصلي صلاة الليل فيلبس احسن ثيابه لان اخذ الزينة في الصلاة ليس لاجل نظر الناس اليه وانما هو لحق الله عز وجل ايها الاخوة المستمعون هذا هو ما اتسع له وقت هذه الحلقة ونلتقي بكم على خير في الحلقة القادمة ان شاء الله تعالى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان تنفيذ فهد بن سعد الفريان