اذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية تقدم فقه العبادات فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد ابن تركي الخثلان تنفيذ فهد بن سعد الفريان بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين ايها الاخوة المستمعون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله تعالى في هذه الحلقة الجديدة من هذا البرنامج كنا قد تحدثنا في الحلقة السابقة عن بعض مكروهات الصلاة نستكمل الحديث عنها في هذه الحلقة فنقول المكروهات الصلاة رفع البصر الى السماء وقد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما بال اقوام يرفعون ابصارهم الى السماء في صلاتهم فاشتد قوله في ذلك حتى قال لينتهين او لتخطفن ابصارهم رجه البخاري في صحيحه من حديث انس واخرج مسلم نحوه من حديث ابي هريرة وجابر وفيه او لا ترجع اليهم اي اما ان ينتهوا واما ان يعاقبوا بهذه العقوبة وهي ان تخطف ابصارهم فلا ترجع اليهم قال ابن بطال رحمه الله اجمعوا على كراهية رفع البصر في الصلاة والجمهور على انه مكروه قال بعض العلماء انه محرم لان النبي صلى الله عليه وسلم حذر منه واشتد قوله فيه ثم ذكر عقوبة محتملة هي ان تخطف ابصارهم ولا ترجع اليهم ومن المعلوم ان التحذير من الشيء بذكر عقوبة يدل على انه حرام ثم ان رفع البصر الى السماء اثناء الصلاة فيه سوء ادب مع الله تعالى ان المصلي اثناء صلاته في مقام مناجاة للرب جل جلاله فينبغي ان يتأدب معه والا يرفع رأسه قال القاضي عياض رحمه الله رفع البصر الى السماء في الصلاة فيه نوع اعراض فيه نوع اعراض عن القبلة قروج عن هيئة الصلاة ولعل هذا القول الاخير وهو ان رفع البصر الى السماء اثناء الصلاة محرم قولوا لعل هذا القول هو الاقرب في هذه المسألة والله تعالى اعلم ومن مكروهات الصلاة تغميض المصلي عينيه لانه فعل اليهود في صلاتهم قال ابن القيم رحمه الله ولم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم تغميض عينيه في الصلاة قال وقد اختلف الفقهاء في كراهته فكره الامام احمد وغيره وقالوا هو فعل اليهود واباحه جماعة ولم يكرهوه وقالوا قد يكون اقرب الى تحصيل الخشوع الذي هو رح الصلاة وسرها ومقصودها قال ابن القيم والصواب ان يقال ان كان تفتيح العين لا يخل بالخشوع فهو افضل وان كان يحول بينه وبين الخشوع لما في قبلته من الزخرفة والتزويق او غيره مما يشوش عليه قلبه فهنالك لا يكره التغميض قطعا والقول باستحبابه في هذه الحال اقرب الى اصول الشرع ومقاصده من القول بالكراهة والله اعلم ومن مكروهات الصلاة الاقعاء في الجلوس وان يفرش قدميه ويجلس على عقبيه هكذا فسره الامام احمد قال ابو عبيد وهذا هو قول اهل الحديث وللاقعاء صفة اخرى وهي الجلوس على اليتيه ناصبا فخذيه وساقيه مثل اقعاء الكلب ومن مكروهات الصلاة كذلك فراش الذراعين في السجود ذلك بان يمدهما على الارض ملصقا لهما بها جاء في الصحيحين عن انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اعتدلوا في السجود ولا يبسط احدكم ذراعيه انبساط الكلب ويكره عبث المصلي في الصلاة وهو تشاغله بما لا تدعو الحاجة اليه وان كان العبث بيده او بثوبه او بلحيته او بغير ذلك ان ذلك العبث يورث انشغال القلب ان البدن اذا تحرك لزم من ذلك انشغال القلب بهذا انشغال عن الصلاة ايها الاخوة المستمعون ومما يحصل التنبيه عليه هنا وان ما ما يستدل به بعضهم في هذا الموضع مما يروى عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يعبث في صلاته فقال لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه ان هذا الحديث حديث ضعيف لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم قد رواه الحكيم الترمذي في النوادر بسنده سليمان ابن عمرو قد نقل الزيلعي عن ابن عدي انه قال اجمعوا على انه يضع الحديث وقد رواه موقوفا على سعيد ابن المسيب ابن مبارك في الزهد وفي سنده ايضا راوي مجهول هذا الحديث لا يصح مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم ولا يصح كذلك موقوفا على سعيد ابن المسيب ايها الاخوة المستمعون ان الانسان ليعجب حينما يرى بعض المصلين وهم يعبثون في صلاتهم فترى بعضهم تارة يصلح شماغه او غترته تارة ينظر في ساعته تارة يحرك يديه شيطان يدفعه الى ذلك العبث ان ينقص اجر صلاته لو ان هذا المصلي استحضر عظمة من هو واقف بين يديه لما حصل منه ذلك العبث اتراه لو وقف بين يدي سلطان من البشر تراه يعبث وهو واقف بين يديه فكيف بالوقوف بين يدي رب العالمين وجبار السماوات والارظ ومن مكروهات الصلاة التخصر اي وضع يده على خاصرته القاصرة هي وسط الانسان وهي المستدق من البطن فوق الوركين فيكره ان يضع المصلي يديه على هذا الموضع ما جاء في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى ان يصلي الرجل مختصرا واما الحكمة من النهي عنه قد جاء في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها انها كانت تكره ان يجعل المصلي يده في خاصرته وتقول ان اليهود تفعله حكمة والله اعلم هو ان في ذلك تشبها باليهود فانهم كانوا يفعلون هذا في صلاتهم ومن مكروهات الصلاة ايضا فرقعة الاصابع اي غمزها حتى يسمع لمفاصلها صوت لان ذلك من العبث ويكره تشبيك الاصابع في اثناء الصلاة وقبلها حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا توضأ احدكم في بيته ثم اتى المسجد كان في صلاة حتى يرجع فلا يفعل هكذا شبك بين اصابعه وجه الدارمي والحاكم بسند صحيح واذا كان من خرج للمسجد منهيا عن تشبيك اصابعه فمن كان داخل الصلاة اولى بالنهي عن تشبيك الاصابع لهذا فهو معدود عند جماهير الفقهاء من مكروهات الصلاة والحكمة من النهي عن تشبيك الاصابع في هذه الحال قيل لكونه من الشيطان يدل لذلك ما رواه ابن ابي شيبة عن كعب بن عجرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا صلى احدكم فلا يشبكن بين اصابعه ان التشبيك من الشيطان ولكن هذا الحديث ضعيف من جهة الاسناد قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في اسناده ضعيف ومجهول وقيل لان التشبيك نوع من العبث الا يليق بالمصلي سواء كان داخل الصلاة او كان في طريقه اليها انه اذا خرج من بيته الى المسجد فهو في صلاة ولعل هذا القول الاخير هو الاقرب والله اعلم واما تشبيك الاصابع بعد الفراغ من الصلاة فلا بأس به ولو كان داخل المسجد قال البخاري في صحيحه باب تشبيك الاصابع في المسجد وغيره ثم ساق باسانيده عدة احاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم. وفيها انه شبك بين اصابعه ومنها حديث ذي اليدين في قصة سهوه عليه الصلاة والسلام حين صلى بالناس صلاة الظهر او العصر ركعتين ثم سلم ثم قام الى خشبة معروضة في المسجد فاتكأ عليها كأنه غضبان ووضع يده اليمنى على اليسرى وشبك بين اصابعه فنبهه ذو اليدين على السهو قام فصلى ركعتين ثم سجد سجدتي السهو بهذه القصة شبك النبي صلى الله عليه وسلم بين اصابعه لما ظن انه فرغ من الصلاة فدل ذلك على جواز التشبيك بين الاصابع وعدم كراهته بعد الفراغ من الصلاة اصلوا ايها الاخوة ان التشبيك بين الاصابع له ثلاث حالات الاولى حال خروجه الى الصلاة وهذا قد ورد النهي عنه كما سبق ثانية حال الصلاة وهذه الحال اشد نهيا من الحال الاولى قالوا الثالثة بعد الفراغ من الصلاة فلا بأس بتشبيك الاصابع ولا كراهة فيهم ومما يكره للمصلي ان ينظر الى ما يشغله او يلهيه ذلك ان يصلي والتلفاز مفتوح امامه مثلا فجاء في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى في خميصة لها اعلام قال اذهبوا بها الى ابي جهل واتوني بان بجانيته البجالية هي كساء غليظ لا اعلام له وفي صحيح البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة اميطي عنا قرامك والقرام ستر رقيق فيه رقب ونقوش فانه لا تزال تصاويره تعرض لي في صلاتي بالجملة ينبغي للمصلي ان يبعد عنه كل ما يمكن ان يشغله او يلهيه في صلاته ايها الاخوة المستمعون هذا هو ما اتسع له وقت هذه الحلقة ونلتقي بكم على خير في الحلقة القادمة ان شاء الله تعالى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد ابن تركي الخثلان تنفيذ فهد بن سعد الفريان