اذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية تقدم فقه العبادات فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد ابن تركي الخثلان تنفيذ فهد بن سعد الفريان بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين ايها الاخوة المستمعون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا يزال الحديث موصولا عن واجبات الصلاة قد تحدثنا في الحلقة السابقة عن خمسة منها ووعدنا باستكمال الحديث عنها في هذه الحلقة اقول وبالله التوفيق السادس من واجبات الصلاة قول ربي اغفر لي بين السجدتين قد جاء في حديث حذيفة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بين السجدتين ربي اغفر لي ربي اغفر لي اخرجه ابن ماجة بسند صحيح في حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في هذه الجلسة رب اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني وجاء في رواية اخرى زيادة واجبرني وارفعني وعافني قال النووي رحمه الله والاحتياط والاختيار ان يجمع بين الروايات ويأتي بجميع الفاظها وهي سبعة والمقدار الواجب من ذلك ان يقول رب اغفر لي مرة واحدة وما زاد على ذلك فهو مستحب ولكن ينبغي للمسلم ان يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم قد كان عليه الصلاة والسلام يطيل الجلسة بين السجدتين حتى تكون قريبا من سجوده في الصحيحين عن انس رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقعد بين السجدتين حتى يقول القائل قد نسي قال ابن القيم رحمه الله هذه السنة يعني اطالة الجلسة بين السجدتين قد تركها اكثر الناس من بعد انقراض عصر الصحابة لهذا قال ثابت وكان انس يصنع شيئا لا اراكم تصنعونه يمكث بين السجدتين حتى نقول قد نسي او قد اوهم واما من حكم السنة ولم يلتفت الى ما خالفها فانه لا يعبأ بمن خالف هذا الهدي والذكر الوارد في الجلسة بين السجدتين هو ما ورد في الحديث السابق وهي سبع كلمات ربي اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني واجبرني وعافني وارفعني هذا هو الذكر الذي قد وردت به السنة ولكن لو زاد عليها بادعية اخرى فلا بأس. لان المقام مقام دعاء ولكن الاولى والافضل ان يقتصر على هذه الالفاظ الواردة والا يزيد عليها واما من اراد ان يستزيد فيدعو بما احب من خيري الدنيا والاخرة في السجود فانه مقام دعاء كما جاء في الحديث الصحيح اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فاكثروا فيه من الدعاء قمن اي حري ان يستجاب لكم كذلك ايضا في التشهد الاخير قبيل السلام ما جاء في الحديث ثم ليتخير من الدعاء ما اعجبه واما في الجلسة بين السجدتين فالاولى الاقتصار على هذه الالفاظ التي قد وردت بها السنة. رب اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني واجبرني وعافني وارفعني سابع من واجبات الصلاة التشهد الاول هو ان يقول التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله وهو واجب وليس بركن لان النبي صلى الله عليه وسلم لما نسيه جبره بسجود السهو ولو كان ركنا لاتى به ولم ينجبر بسجود السهو وهل يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الاول اختلف العلماء في ذلك فقد ذهب بعض اهل العلم الى انه لا يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الاول وان ذلك غير مشروع وقال الشافعي تشرع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الاول اما من قال انها لا تشرع فقد استدل بحديث ابن مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يجلس في الركعتين الاوليين كانه على الرغف وهي الحجارة المحماة حتى يقوم واستدل القائلون بانها تشرع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الاول بعموم الاحاديث الواردة في مشروعية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد ولم يرد فيها تخصيص تشهد دون تشهد هي تشمل التشهد الاول والاخير جميعا ومن ذلك ما جاء في الصحيحين عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا يا رسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك قال قولوا اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ال ابراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ال ابراهيم انك حميد مجيد ولم يقل قولوا ذلك في التشهد الاخير وهذا القول اعني القول بمشروعية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الاول هو الاقرب في هذه المسألة والله تعالى اعلم قد اختاره الوزير ابن هبيرة تاره من العلماء المعاصرين سماحة شيخنا عبدالعزيز بن باز رحمه الله اما ما استدل به القائلون بعدم مشروعية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الاول حديث ابن مسعود ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يجلس في الركعتين الاوليين كانه على الرف اي الحجارة المحماة حتى يقوم هذا الحديث حديث ضعيف لا تقوم به حجة قد اخرجه ابو داوود والترمذي والنسائي واحمد من طريق ابي عبيدة ابن عبد الله ابن مسعود عن ابيه وابو عبيدة لم يسمع من ابيه فيكون هذا الحديث ضعيفا لانقطاعه اصل ايها الاخوة ان الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تشرع في التشهد الاول والتشهد الاخير جميعا في اظهر قولي العلماء الثامن من واجبات الصلاة الجلوس للتشهد الاول وقد اضاف بعض الفقهاء الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الاخير اعتبروها من واجبات الصلاة قد سبق الكلام عن هذه المسألة في حلقة سابقة ذكرنا ان العلماء اختلفوا في حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الاخير فمنهم من اعتبرها ركنا ومنهم من اعتبرها واجبا ومنهم من اعتبرها سنة ذكرنا ان الاقرب والله تعالى اعلم انها من واجبات الصلاة وعلى هذا مشهد موفق ابن قدامة رحمه الله في العمدة وفي المقنع حيث الحقها بواجبات الصلاة ايها الاخوة المستمعون هذه هي واجبات الصلاة من ترك واحدا منها متعمدا بطلت صلاته لانه متلاعب فيها من تركه سهوا او جهلا فانه يسجد للسهو لانه قد ترك واجبا يحرم تركه فيجبره بسجود السهو ايها الاخوة وبعد الحديث عن اركان الصلاة وواجباتها ننتقل للحديث عن سنن الصلاة وهي نوعان سنن الاقوال وسنن الافعال اما سنن الاقوال فهي كثيرة ومنها الاستفتاح والتعوذ والبسملة والتأمين قراءته بعد الفاتحة بما تيسر من القرآن في صلاة الفجر وصلاة الجمعة والعيدين صلاة الكسوف والركعتين الاوليين من المغرب والعشاء والظهر والعصر ومن سنن الاقوال ان يقول بعد قول ربنا ولك الحمد يقول ملء السماوات وملء الارض وملء ما شئت من شيء بعد وما زاد على المرة الواحدة في تسبيح ركوع وسجود والزيادة على المرة في قول رب اغفر لي بين السجدتين ان يقول في التشهد الاخير بعد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم اني اعوذ بك من عذاب جهنم من عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال. وما زاد على ذلك من الدعاء واما النوع الثاني فسنن الافعال كرفع اليدين عند تكبيرة الاحرام عند الهوي الى الركوع وعند الرفع منه ووضع اليد اليمنى على اليسرى على الصدر والنظر الى موضع سجوده ووضع اليدين على الركبتين في الركوع ومجافاة بطنه عن فخذيه وفخذيه عن ساقيه في السجود مد ظهره في الركوع معتدلا وجعل رأسه حياله فلا يخفضه ولا يرفعه وتمكين جبهته وانفه وبقية اعضاءه من موضع السجود وغير ذلك من سنن الاقوال والافعال هذه السنن لا يلزم الاتيان بها بل من فعلها او شيئا منها فله زيادة اجر ومن تركها او بعضها فلا حرج عليه شأن سائر السنن ويتأكد الاتيان بهذه السنن في حق الامام فانه مؤتمن وينبغي له ان يصلي بالناس اتم صلاة. كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله على امام الناس في الصلاة ان يصلي بهم صلاة كاملة ولا يقتصر على ما يجوز للمنفرد الاقتصار عليه الا لعذر الا ترى ان الوكيل والولي في البيع والشراء عليه ان يتصرف لموكله ولموليه على الوجه الاصلح له في ماله وهو في مال نفسه يفوت نفسه ما شاء. فامر الدين اهم انتهى كلامه رحمه الله. ومراد الشيخ ان الانسان في بيعه وشرائه قد يتغاضى فيشتري السلعة باكثر من ثمن مثلها او يبيعها باقل من ثمن مثلها لكنه اذا باع او اشترى لاخر اما بوكالة او بولاية فيلزمه ان يتصرف لوكيله وليه على الوجه الاصلح الا يبيع باقل من ثمن المثل ولا يشتري باكثر من ثمن المثل اذا كان هذا في امور الدنيا فامر الدين اهم فالامام في الصلاة يصلي بالناس فعليه ان يأتي بالصلاة على الوجه الاكمل اسأل الله تعالى ان يرزقنا الفقه في الدين والعلم النافع وان يوفقنا لما يحب ويرضى من الاقوال والاعمال. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والسلام عليكم ورحمة فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد ابن تركي الخثلان تنفيذ فهد ابن سعد الفريان