اذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية تقدم فقه العبادات فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان تنفيذ فهد بن سعد الفريان بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين ايها الاخوة المستمعون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نبتدأ معكم في هذه الحلقة الحديثة عن احكام سجود السهو سجود السهو من باب اضافة الشيء الى سببه سهو ان عدي بفي كان معفوا عنه اذا قلت سهى فلان في صلاته فهذا من باب المعفو عنه واذا عدي عن صار مذموما ومنه قول الله تعالى وويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون والسهو معناه ذهول القلب عن معلوم وهو من مقتضى الطبيعة البشرية هذا فقد وقع من النبي صلى الله عليه وسلم عدة مرات قال لاصحابه انما انا بشر مثلكم انسى كما تنسون فاذا نسيت فذكروني قال الامام احمد رحمه الله حفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم في السهو خمسة اشياء سلم من اثنتين فسجد وسلم من ثلاث فسجد بالزيادة والنقصان قام من اثنتين ولم يتشهد قال الخطابي رحمه الله المعتمد عند اهل العلم هذه الاحاديث الخمسة حديث ابن مسعود وابي سعيد وابي هريرة حديث ابن بحينة رضي الله تعالى عنهم اجمعين قال ابن القيم رحمه الله كان سهوه صلى الله عليه وسلم في الصلاة من تمام نعمة الله على امته واكمال دينهم يقتدوا به فيما يشرعه لهم عند السهو قال وكان صلى الله عليه وسلم ينسى فيترتب على سهوه احكام شرعية يجري على سهو امته الى يوم القيامة والحكمة من مشروعية سجود السهو انه جبر للنقصان وارغام للشيطان ورضا للرحمن وسجود السهو انما يشرع عند حصول السهو من غير عم اما مع العمد اي مع تعمد ترك ركن او واجب مثلا فان الصلاة معه باطلة ولا يجبر بسجود السهو سجود السهو كما انه مشروع في صلاة الفريضة وهو كذلك مشروع في صلاة النافلة كل صلاة فيها ركوع وسجود يشرع فيها سجود السهو. اذا وجد سببه ولا يقال انها نافلة فكيف يشرع فيها سجود السهو انه لما تلبس بها وجب ان يأتي بها على وفق الشريعة والا كان مستهزئا ليس له ان يصلي صلاة يخل بها بحجة انها نافلة واسباب سجود السهو ثلاثة الزيادة والنقص والشك اما الزيادة فالمقصود بها ان يزيد المصلي في صلاته قياما او ركوعا او سجودا او قعودا او ركعة ان لم يذكر الزيادة حتى فرغ من الصلاة فليس عليه الا سجود السهو وصلاته صحيحة قالوا ذلك رجل صلى الظهر خمس ركعات ولم يذكر او يذكر الا بعد الفراغ من الصلاة فانه يسجد للسهو وصلاته صحيحة ويدل لذلك ما جاء في الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الظهر خمسا فقيل له ازيد في الصلاة؟ قال وما ذاك قالوا صليت خمسا فسجد سجدتين بعدما سلم اما ان ذكر الزيادة في اثناء الركعة التي زادها وجب عليه الرجوع عنها والجلوس في الحال ويسجد للسهو وصلاته صحيحة مثال ذلك رجل قام لركعة خامسة في صلاة الظهر وقرأ الفاتحة وما تيسر من القرآن ثم ركع في اثناء ركوعه ذكر ان هذه الركعة زائدة فيلزمه حينئذ الرجوع والجلوس في الحال ولا يتم هذه الركعة ان اتمها عالما متعمدا بطلت صلاته وبعض الناس تشتبه عليه هذه المسألة مع مسألة اخرى وهي القيام من التشهد الاول فان من نسي التشهد الاول وقام وشرع في القراءة لم يشرع له الرجوع للاتيان بالتشهد انما يستمر في صلاته ويجبر التشهد الاول بسجود السهو اقول بعض الناس تشتبه عليه هذه المسألة بمسألة الاتيان بركعة زائدة فرق كبير بين المسألتين من نسي التشهد وقام للركعة وشرع في القراءة ان السنة قد وردت بانه لا يرجع في هذه الحال وانما يستمر في صلاته ويسجد للسهو اما اذا قام لركعة زائدة فالزائد لا يجوز الاستمرار فيه باي حال ولذلك متى ذكر الزيادة وجب عليه الرجوع والجلوس في الحال سواء ذكر الزيادة بعد الشروع في القراءة او بعد الركوع او بعد الرفع منه المهم انه متى ذكر الزيادة لزمه الرجوع في الحال دوس وسجود السهو في اخر صلاته واذا نبه الامام على الزيادة بان نبهه ثقتان فاكثر لزمه الرجوع ان لم يرجع لم يتابعه المأموم في الزيادة ان تعمد الاتيان بالزيادة في الصلاة مبطل لها والرجوع عن الزيادة كما انه في صلاة الفريضة فيشمل كذلك صلاة النافلة لو انه زاد ركعة ثالثة في صلاة التراويح مثلا فيلزمه الرجوع ان لم يرجع بطلت صلاته لانه قد تعمد الزيادة قد قال النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الليل مثنى مثنى قد نص الامام احمد رحمه الله على ان من قام في صلاة الليل الى ثالثة فكأنما قام الى ثالثة في صلاة الفجر ولكن يستثنى من هذا الوتر فان الوتر تجوز فيه الزيادة على ركعتين لو اوتر بثلاث جاز ذلك واما النقص فانه ينقسم الى نقص الاركان ونقص الواجبات اما نقص الاركان اذا نقص المصلي ركنا من صلاته ان كان تكبيرة الاحرام فلا صلاة له وان تركها عمدا ام سهوا لان صلاته لم تنعقد وان كان غير تكبيرة الاحرام فان تركه متعمدا بطلت صلاته وان تركه سهوا ان وصل الى موظعه من الركعة الثانية لغت الركعة التي تركه منها قامت التي تليها مقامها وان لم يصل الى موضعه من الركعة الثانية وجب عليه ان يعود الى الركن المتروك فيأتي به وبما بعده وفي كلتا الحالين يجب عليه ان يسجد للسهو قالوا ذلك شخص نسي السجدة الثانية من الركعة الاولى فذكر ذلك وهو جالس بين السجدتين في الركعة الثانية فتلغو الركعة الاولى تقوم الثانية مقامها فيعتبرها الركعة الاولى ويكمل عليها صلاته ويسجد للسهو مثال اخر تقصو نسي السجدة الثانية والجلوس قبلها من الركعة الاولى فذكر ذلك بعد ان قام من الركوع في الركعة الثانية فانه يعود ويجلس ويسجد ثم يكمل صلاته ويسجد للسهو في اخر الصلاة هذا في اظهر قول للفقهاء والا فان من الفقهاء من يرى انه اذا شرع في القراءة من الركعة التالية لغت تلك الركعة التي ترك فيها الركن قامت التي بعدها مقامها قد سبق ذكر الخلاف في هذه المسألة في حلقة سابقة القسم الثاني من النقص نقص الواجبات اذا ترك المصلي واجبا من واجبات الصلاة متعمدا بطلت صلاته ان كان ناسيا وذكره قبل ان يفارق محله من الصلاة اتى به ولا شيء عليه وان ذكره بعد مفارقته محله قبل ان يصل الى الركن الذي يليه رجع فاتى به ثم يكمل صلاته ويسجد للسهو وان ذكره بعد وصوله الى الركن الذي يليه سقط فلا يرجع اليه ويستمر في صلاته ويسجد للسهو ونوضح هذا بامثلة شخص رفع من السجود الثاني في الركعة الثانية ليقوم الى الثالثة ناسيا التشهد الاول فذكر قبل ان ينهض فانه يستقر جالسا فيتشهد ثم يكمل صلاته ولا شيء عليه وان ذكر بعد ان نهض قبل ان يستتم قائما رجع فجلس وتشهد ثم يكمل صلاته ويسجد للسهو وان ذكر بعد ان استتم قائما سقط عنه التشهد لا يرجع اليه ويكمل صلاته ويسجد للسهو لذلك ما جاء في صحيح البخاري عن عبد الله ابن بحينة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم الظهر فقام في الركعتين الاوليين ولم يجلس يعني التشهد الاول فقام الناس معه حتى اذا قضى الصلاة وانتظر الناس تسليمه كبر وهو جالس فسجد سجدتين قبل ان يسلما ثم سلم ايها الاخوة المستمعون هذا ما تيسر عرضه في هذه الحلقة ونستكمل الحديث عن بقية احكام سجود السهو في الحلقة القادمة ان شاء الله تعالى. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد ابن تركي الخثلان تنفيذ فهد ابن سعد الفريان