اذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية تقدم فقه العبادات فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد ابن تركي الخثلان تنفيذ فهد ابن سعد الفريان بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ايها الاخوة المستمعون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حدثنا في الحلقة السابقة من هذا البرنامج عن جملة من الاحكام المتعلقة بصلاة الوتر تكمل في هذه الحلقة الحديثة عن عن جملة اخرى من المسائل اقول وبالله التوفيق ادنى الكمال في صلاة الوتر ثلاث ركعات بسلامين اي ان نصلي ركعتين ثم يسلم ثم يأتي بواحدة ثم يسلم ويجوز ان يجعلها بتشهد واحد وسلام واحد كما سبق بيان ذلك في انواع صلاة الوتر في الحلقة السابقة والسنة ان يقرأ في الركعة الاولى بسبح اسم ربك الاعلى بالثانية بسورة قل يا ايها الكافرون بالثالثة بسورة قل هو الله احد حديث ابي ابن كعب وحديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ثم بعد الرفع من الركوع من الركعة الاخيرة يشرع له ان يدعو بدعاء القنوت ويدل لذلك حديث الحسن بن علي رضي الله عنهما قال علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات اقولهن في الوتر اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما اعطيت وقني شر ما قضيت فانك تقضي ولا يقضى عليك انه لا يذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت اخرجه احمد والترمذي وقال هذا حديث حسن ولا نعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم في القنوت شيئا احسن من هذا واخرجه البيهقي وزاد ولا يعز من عاديت وقد ذهب بعض اهل العلم الى انه لا يقنت الا في النصف الاخير من رمضان قد كان ذهب الى هذا القول الامام احمد رحمه الله ثم رجع عنه وقد قال في رواية المروذي كنت اذهب الى انه في النصف من شهر رمضان ثماني قلت هو دعاء وخير وفي رواية عنه قال كنت اذهب اليه ثم رأيت السنة كلها والقول بانه يشرع في القنوت في جميع ليالي السنة هو الاقرب والله تعالى اعلم ولكن لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قنت في صلاة الوتر الا ما رواه النسائي وابن ماجة عن ابي ابن كعب رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قنط في الوتر ولكن ضعف اسناد هذا الحديث بعض اهل العلم قد قال الامام احمد وهو من ائمة هذا الشأن ومن الائمة الكبار في الحديث قال انه لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في القنوت شيء ولكن عمر كان يقنت ومعلوم ان قوله عليه الصلاة والسلام سنة وفعله سنة وتركه سنة ولهذا فان الاقرب والله اعلم هو مشروعية القنوت في صلاة الوتر ولكن الاولى الا يداوم المصلي عليه وانما يأتي به احيانا ويتركه احيانا وقد روى البيهقي بسند جيد عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه انه كان يقول في قنوته اللهم انا نستعينك ونستهديك ونستغفرك ونؤمن بك ونتوكل عليك ونثني عليك الخير كله ونشكرك ولا نكفرك اللهم اياك نعبد ولك نصلي ونسجد واليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى عذابك ان عذابك الجد بالكفار ملحق وقوله واليك نسعى ونحفد اصل الحفد مداركة الخطى والاسراع والمراد نبادر قوله ان عذابك الجد اي الحق بالكفار ملحق بكسر الحاء اي لاحق قال الخلال سألت ثعلبا وهو من ائمة اللغة عن ملحق او ملحق قال العرب تقولهما معا ولكن الرواية قد وردت بكسر الحاء ملحق ولا بأس ان يدعو في القنوت بما يتيسر من المأثور وغيره ولكن على الداعي ان يجتنب الاعتداء في الدعاء فان الله تعالى قد اخبر بانه لا يحب المعتدين كما قال سبحانه ادعوا ربكم تضرعا وخفية انه لا يحب المعتدين ومن الاعتداء في الدعاء ان يدعو الداعي بامر غير ممكن او بامر فيه سوء ادب مع الله عز وجل المشروع للداعي الخشوع والخضوع في الدعاء وعدم رفع الصوت قد اثنى الله تعالى على زكريا بدعائه دعاء خفيا اذ نادى ربه نداء خفيا وانك لتعجب عندما تسمع بعض الائمة في دعاء القنوت في رمضان يرفع صوته بالدعاء وكانه يخطب خطبة جمعة هذا خلاف المشروع وقد كره بعض اهل العلم التغني بالدعاء وتلحينه قال ابن همام رحمه الله لا ارى تحرير النغم في الدعاء يصدر ممن فهم معنى الدعاء والسؤال وما ذلك الا نوع لعب فانه لو قدر في الشاهد اي في الواقع سائل حاجة من ملك ادى سؤاله وطلبه بتحرير النغم فيه من الرفع الخفظ والترجيع كالتغني نسب الى قصد السخرية واللعب اذ مقام طلب الحاجة التضرع لا التغني وينبغي ان يختم دعاء القنوت بما جاء في حديث علي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في اخر وتره اللهم اني اعوذ برضاك من سخطك وبعفوك من عقوبتك وبك منك لا احصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك اخرجه احمد واصحاب السنن ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم لاثار رويت عن بعض الصحابة رضي الله عنهم في هذا وهل يشرع له مسح الوجه باليدين بعد الفراغ من دعاء القنوت قد روي في ذلك حديث عمر رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا مد يديه في الدعاء لم يردهما حتى يمسح بهما وجهه قال الحافظ ابن حجر في بلوغ المرام اخرجه الترمذي وله شواهد منها حديث ابن عباس رضي الله عنهما عند ابي داوود وغيره قال ومجموعهما يقضي بانه حديث حسن ويرى بعض اهل العلم انه لا يصح في مسح الوجه باليدين بعد الدعاء حديث قال البيهقي اما مسح الوجه باليدين عند الفراغ من الدعاء فلست احفظه عن احد من السلف في دعاء القنوت وان كان يروى عن بعضهم في الدعاء خارجها يعني خارج الصلاة قد روي فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث فيه ضعف هو مستعمل عند بعضهم خارج الصلاة قال واما في الصلاة فهو عمل لم يثبت بخبر صحيح ولا اثر ثابت ولا قياس الاولى الا يفعله ويقتصر على ما فعله السلف رضي الله عنهم من رفع اليدين دون مسحهما بالوجه في الصلاة وقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله اما مسح وجهه بيديه فليس فيه الا حديث او حديثان لا تقوم بهما حجة والحاصل ايها الاخوة ان العلماء مختلفون في حكم مسح الوجه باليدين بعد الدعاء خلافهم راجع الى اختلافهم في ثبوت الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك والاقرب والله اعلم انه لا يشرع مسح الوجه باليدين في الدعاء مطلقا سواء بعد الفراغ من دعاء القنوت او خارج الصلاة لان جميع ما روي في ذلك ضعيف لا يثبت والمسح باليدين عبادة يحتاج الى دليل صحيح ولكن مع ذلك ينبغي الا ينكر على من مسح وجهه بيديه بعد الدعاء لان الحديث المروي في ذلك قابل للتحسين وقد حسنه احد ائمة الحديث وهو الحافظ ابن حجر رحمه الله وبعد الفراغ من صلاة الوتر يستحب له ان يسبح قائلا سبحان الملك القدوس ثلاث مرات ويدل لذلك ما جاء في سنن ابي داوود بسند صحيح عن ابي ابن كعب رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا سلم في الوتر قال سبحان الملك القدوس رواه النسائي وزاد ويمد صوته في الثالثة اسأل الله تعالى ان يوفقنا للعلم النافع وان يرزقنا الفقه في الدين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد ابن تركي الخثلان تنفيذ فهد بن سعد الفريان