اذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية تقدم فقه العبادات فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان تنفيذ فهد بن سعد الفريان بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين ايها الاخوة المستمعون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله تعالى في هذه الحلقة والتي نتحدث فيها عن صلاة التطوع وصلاة التطوع هي الصلاة التي تكون غير واجبة والتطوع بمعناه العام يطلق على فعل الطاعة مطلقا فيشمل حتى الواجب قال الله تعالى ان الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت او اعتمر فلا جناح عليه ان يطوف بهما ومن تطوع خيرا فان الله شاكر عليم مع ان الطواف بهما ركن من اركان الحج والعمرة والتطوع بمعناه الخاص في اصطلاح الفقهاء كل طاعة ليست بواجبة قد اختلف العلماء في افضل ما يتطوع به فذهب ابو حنيفة ومالك الى انه طلب العلم الشرعي وقد روي ذلك عن الامام احمد رحمهم الله تعالى جميعا وقد روي عنه انه قال طلب العلم افضل الاعمال لمن صحت نيته وذهب الشافعي الى ان افضل ما يتطوع به الصلاة والمشهور من مذهب الحنابلة ان افضل ما يتطوع به الجهاد في سبيل الله قال ابن القيم رحمه الله ان افضل العبادة العمل على مرضاة الرب في كل وقت بما هو مقتضى ذلك الوقت ووظيفته فافضل العبادات في وقت الجهاد الجهاد وان ال ذلك الى ترك الاوراد من صلاة الليل وصيام النهار بل ومن ترك اتمام صلاة الفرض كما في حالة الامن والافضل في وقت حضور الضيف مثلا القيام بحقه والاشتغال به عن الورد المستحب وكذلك في اداء حق الزوجة والاهل والافضل في اوقات السحر الاشتغال بالصلاة والقرآن والدعاء والذكر والاستغفار والافضل في وقت استرشاد الطالب وتعليم الجاهل الاقبال على تعليمه والاشتغال به والافضل في اوقات الاذان ترك ما هو فيه من ورده والاشتغال باجابة المؤذن والافضل في اوقات الصلوات الخمس الجد والنصح في ايقاعها على اكمل الوجوه. والمبادرة اليها في اول الوقت والخروج الى المسجد والافضل في اوقات ضرورة المحتاج الى المساعدة بالجاه او البدن او المال الاشتغال بمساعدته واغاثة لهفته وايثار ذلك على اورادك وخلوتك والافضل في وقت قراءة القرآن جمعية القلب والهمة على تدبره وتفهمه حتى كأن الله تعالى يخاطبك به فتجمع قلبك على فهمه وتدبره. والعزم على تنفيذ اوامره اعظم من جمعية قلب من جاءه كتاب من السلطان على ذلك والافضل في وقت الوقوف بعرفة الاجتهاد في التضرع والدعاء والذكر دون الصوم المظعف عن ذلك والافضل في ايام عشر ذي الحجة الاكثار من التعبد لا سيما التكبير والتحميد والتهليل فهو افضل من الجهاد غير متعين والافضل في العشر الاخير من رمضان لزوم المسجد فيه والخلوة والاعتكاف دون التصدي لمخالطة الناس والاشتغال بهم حتى انه افضل من الاقبال على تعليمهم العلم واقرائهم القرآن عند كثير من العلماء والافضل في وقت مرض اخيك المسلم او موته عيادته وحضور جنازته وتشييعه وتقديم ذلك على خلوتك وجمعيتك والافضل في وقت نزول النوازل واداة الناس لك اداء واجب الصبر مع خلطتك بهم دون الهرب منهم فان المؤمن الذي يخالط الناس ليصبر على اذاهم افضل من الذي لا يخالطهم ولا يؤذونه والافضل خلطتهم في الخير فهي خير من اعتزالهم فيه واعتزالهم في الشر فهو افضل من خلطتهم فيه اذا علم انه ان خالطهم ازاله او قلله فحينئذ خلطتهم افضل من اعتزالهم قال رحمه الله فالافضل في كل وقت وحال ايثار مرضاة الله تعالى في ذلك الوقت والحال. والاشتغال بواجب ذلك كالوقت ووظيفته ومقتضاه ايها الاخوة المستمعون وان من حكمة الله عز وجل ورحمته بعباده ان شرع لكل فرد تطوعا من جنسه ليزداد المؤمن ايمانا بفعل هذا التطوع ولتكمن به الفرائض يوم القيامة ان الفرائض يعتريها النقص فتكمن بهذه التطوعات التي من جنسها الوضوء واجب وتطوع والصلاة واجب وتطوع الصدقة واجب وتطوع والصيام واجب وتطوع والحج واجب وتطوع وهكذا وان الاكثار من التطوعات والنوافل بعد المحافظة على الفرائض من اسباب نيل محبة الله عز وجل كما قال الله تعالى في الحديث القدسي وما تقرب الي عبدي باحب مما افترظت عليه وما يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه ايها الاخوة المستمعون وان الصلاة من افضل الاعمال واحبها الى الله تعالى وفي الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم اي العمل احب الى الله تعالى فقال الصلاة على وقتها قال ابن القيم رحمه الله ولما كانت العبودية غاية كمال الانسان وقربه من الله تعالى بحسب نصيبه من عبوديته وكانت الصلاة جامعة لمتفرق العبودية متظمنة لاقسامها كانت افضل اعمال العبد وقد ذكر في ترجمة الامام احمد بن حنبل رحمه الله انه كان يصلي في اليوم والليلة تطوع من غير الفريظة ثلاث مئة ركعة فقد نقل الذهبي في السير عن عبدالله بن الامام احمد قال كان ابي يصلي في كل يوم وليلة ثلاث مئة ركعة فلما مرض من تلك الاسواق واضعفته ايام محنته كان يصلي كل يوم وليلة مئة وخمسين ركعة وذكر في ترجمة الحافظ عبد الغني ابن عبد الواحد المقدسي صاحب عمدة الاحكام انه كان يقتدي بالامام احمد في هذا يصلي في اليوم والليلة ثلاثمئة ركعة ومن هنا ينبغي للمسلم ان يقتدي بهؤلاء الائمة وان يكثر من صلاة التطوع بعد المحافظة على الفرائض فان التطوع يجبر به ما قد يكون من خلل في صلاة الفريضة ولا احد يستطيع ان يظمن انه اتى بالصلوات المفروضة كما امر الله عز وجل ومن رحمة الله تعالى بعباده ان شرع لهم التطوع ليسد به الخلل والنقص الذي قد يقع في الفريضة والصلاة هي اول ما يحاسب عليه العبد من عمله يوم القيامة كما جاء في الحديث الصحيح الذي اخرجه احمد والطبراني عن انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة فان صلحت صلح له سائر عمله وان فسدت فسد سائر عمله والمحاسبة انما تقع على الفرائض فان كان فيها نقص او خلل فينظر الى مال العبد من نوافل فيكمل بها ثم ان المسلم بصلاة التطوع يكسب اجرا وثوابا عند الله عز وجل ولذلك قال الله تعالى في الحديث القدسي وما يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها. ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لاعطينه ولئن استعاذ بي لاعيذنه اخرجه البخاري في صحيحه وصلاة التطوع بابها واسع ومن اوسعها التطوع المطلق فللمسلم ان يصلي ما شاء من الليل مثنى مثنى اي ركعتين ركعتين وله ان يصلي من النهار مثنى مثنى ما عدا الاوقات التي قد ورد النهي عن الصلاة فيها والتي سيأتي الحديث عنها بالتفصيل في حلقة دقة قادمة ان شاء الله واما التطوع المقيد فهو انواع منها ما يشرع له الجماعة ومنها ما لا يشرع له الجماعة ومنها ما هو تابع للفرائض ومنها ما ليس بتابع ومنها ما هو مؤقت ومنها ما ليس بمؤقت ومنها ما هو مقيد بسبب ومنها ما ليس مقيدا بسبب وكلها يطلق عليها صلاة تطوع سيأتي الحديث عن كل من هذه الانواع في حلقات قادمة ان شاء الله تعالى ايها الاخوة المستمعون هذا ما اتسع له وقت هذه الحلقة ونلتقي بكم على خير في الحلقة القادمة ان شاء الله تعالى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقح العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان تنفيذ فهد بن سعد الفريان