اذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية تقدم فقه العبادات فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد ابن تركي الخثلان تنفيذ فهد ابن سعد الفريان بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين ايها الاخوة المستمعون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله تعالى في هذه الحلقة الجديدة من هذا البرنامج لا يزال الحديث موصولا عن احكام صلاة الجماعة الحديث عن افضل المساجد ولا شك ان افضل المساجد هو المسجد الحرام الذي قال الله تعالى فيه ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين فيه ايات بينات مقام ابراهيم. ومن دخله كان امنا وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال صلاة في مسجدي هذا افضل من الف صلاة فيما سواه الا المسجد الحرام وصلاة في المسجد الحرام افضل من مائة الف صلاة فيما سواه اخرجه احمد وابن ماجة بسند صحيح تضعيف ثواب الصلاة في المسجد الحرام بمائة الف صلاة فيما سواه فضل عظيم واجر جزيل من الله سبحانه على عباده قد استنبط بعض اهل العلم من هذا ان من صلى خمس صلوات في المسجد الحرام كان كمن صلى فيما سواه وفيما سوى المسجد النبوي ومسجد بيت المقدس بست وخمسين سنة وخمسة اشهر تقريبا ولكن هل التضعيف لاجل الصلاة في المسجد الحرام خاص بالمسجد الذي فيه الكعبة او انه يشمل جميع الحرم اختلف العلماء في ذلك على قولين القول الاول ان التضعيف يشمل جميع الحرام وعلى ذلك فهو يشمل جميع مساجد مكة بل جميع المساجد الداخلة في حدود الحرم ودلوا بقول الله تعالى يا ايها الذين امنوا انما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا قالوا والمشركون ممنوعون من الحرم كله وليس فقط من المسجد في قول عامة اهل العلم واستدلوا كذلك بقول الله تعالى سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى قالوا وقد اسري بالنبي صلى الله عليه وسلم من بيت ام هانئ وليس من المسجد القول الثاني في المسألة ان تضعيف الاجر في الصلاة في المسجد الحرام خاص بالمسجد الذي فيه الكعبة فقط ولا يشمل ذلك جميع الحرم هذا القول هو ظاهر مذهب الحنابلة كما ذكر ذلك صاحب الفروع وغيره واستدلوا بما جاء في صحيح مسلم عن ميمونة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول صلاة فيه اي في المسجد النبوي افضل من الف صلاة فيما سواه الا مسجد الكعبة قص ذلك بمسجد الكعبة فدل هذا الحديث على ان تضعيف الصلاة في المسجد الحرام انما يختص بمسجد الكعبة ولا يشمل جميع الحرم هذا القول الاخير لعله هو الاقرب في هذه المسألة والله تعالى اعلم لان هذا الحديث هو كالصريح في هذه المسألة ومما يدل لذلك ايضا ما جاء في الصحيحين ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تشد الرحال الا الى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الاقصى ولو شد احد الرحل الى مسجد من مساجد مكة الواقعة داخل حدود الحرم غير مسجد الكعبة لعد فعله هذا منكرا فاذا كان شد الرحل خاصا بالمسجد الذي فيه الكعبة كان التضعيف خاصا به ايضا لانه انما جاز شد الرحل من اجل هذا التضعيف يدركه من شد الرحم واما ما استدل به اصحاب القول الاول من قول الله تعالى انما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا لا دلالة فيه على ان التضعيف يشمل الحرم كله ان الله تعالى قال فيها فلا يقربوا ولم يقل فلا يدخلوا عليه فالمراد بالمسجد الحرام فيها مسجد الكعبة نهوا عن قربانه ذلك بالا يدخلوا حدود الحرم ولو كان المراد بالمسجد الحرام في الاية جميع الحرم اكان المشركون منهيين عن قربان الحرم لا عن الدخول فيه ولكان بين حدود الحرم والمكان المباح لهم مسافة تفصل بينهم وبين الحرم بحيث لا يكونون قريبين منه واما استدلالهم بقول الله تعالى سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى انه عليه الصلاة والسلام انما اسري من بيت ام هانئ ان هذه الرواية غير ثابتة والرواية الصحيحة المحفوظة والدته الصحيحين انه عليه الصلاة والسلام اسري به من حجر الكعبة والحاصل ايها الاخوة المستمعون ان الاظهر في هذه المسألة ان تضعيف اجر الصلاة بمئة الف صلاة انه خاص بالمسجد الحرام الذي فيه الكعبة ولا يشمل ذلك جميع الحرم ولكن مع ذلك ان الصلاة في الحرم افضل من الصلاة في الحل ويدل لذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم لما كان بالحديبية اذا اراد ان يصلي دخل في حدود الحرم وهذا التضعيف للاجر لمن صلى في المسجد الحرام بمائة الف صلاة فيما سواه يشمل الفريضة والنافلة لعموم الحديث انه صلى الله عليه وسلم قال صلاة في المسجد الحرام افضل من مئة الف صلاة فيما سواه ولم يقيد ذلك بصلاة الفريضة. والله تعالى اعلم ويلي المسجد الحرام في الفضل مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ان الصلاة فيه افضل من الصلاة فيما سواه بالف صلاة جوا المسجد الحرام في صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال صلاة في مسجدي هذا افضل من الف صلاة فيما سواه الا المسجد الحرام ويليه في الفضل الصلاة في بيت المقدس في حديث ابي الدرداء رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال صلاة في بيت المقدس افضل مما سواه من المساجد بخمسمائة صلاة اخرجه الطبراني في الكبير وابن خزيمة والبزار قال البزار اسناده حسن ثم يلي هذه المساجد الثلاثة في الفضل مسجد الحي الذي يقيم فيه الانسان وذلك لان الصلاة في مسجد الحي تتحقق معها المصالح التي قصدها الشارع من ايجاد صلاة الجماعة في المسجد من حصول التواد والمحبة والائتلاف بين الجيران وتواصلهم فيما بينهم وتعاونهم على البر والتقوى الى غير ذلك من المصالح الكثيرة والتي سبق الحديث عنها في حلقة سابقة بهذا يعلم ان الصلاة في مسجد الحي الذي يقيم فيه الانسان افضل حتى في صلاة التراويح كون المسجد لكون الصلاة في مسجد الحي تحقق المصالح التي قصدت من شرعية الصلاة في المسجد ويلي مسجد الحي في الفضل المسجد الاكثر جماعة ويدل لذلك حديث ابي بن كعب رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال صلاة الرجل مع الرجل ازكى من صلاته وحده صلاته مع الرجلين ازكى من صلاته مع الرجل وما كانوا اكثر فهو احب الى الله تعالى اخرجه ابو داوود والنسائي واحمد وصححه ابن المديني وابن السكن وعليه فاذا وجد مسجدان اذا وجد مسجدان احدهما اكثر جماعة من الاخر فالافضل الصلاة في المسجد الاكثر جماعة ثم يليه في الفضل المسجد العتيق اي القديم الصلاة فيه افضل من الصلاة في المسجد الجديد لان الطاعة فيه اقدم وعليه فاذا كان هناك مسجدان يتساويان في الجماعة لكن احدهما عتيق والاخر جديد الصلاة في المسجد العتيق افضل قد استنبط بعض العلماء ذلك من قول الله سبحانه لمسجد اسس على التقوى من اول يوم احق ان تقوم فيه قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره قوله تعالى لمسجد اسس على التقوى من اول يوم احق ان تقوم فيه. فيه رجال يحبون ان يتطهروا. والله يحب المطهرين فيه دليل على استحباب الصلاة في المساجد القديمة المؤسسة من اول بنائها على عبادة الله وحده لا شريك له وعلى استحباب الصلاة مع جماعة الصالحين والعباد العاملين المحافظين على اسباغ الوضوء والتنزه عن ملابسة القاذورات ايها الاخوة المستمعون هذا ما تيسر عرضه في هذه الحلقة ونلتقي بكم على خير في الحلقة القادمة ان شاء الله تعالى السلام عليكم الله وبركاته فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان تنفيذ فهد ابن سعد الفريان