اذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية تقدم فقح العبادات فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان تنفيذ تنفيذ فهد ابن سعد الفريان بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين ايها الاخوة المستمعون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله تعالى في هذه الحلقة الجديدة من هذا البرنامج والتي سابتدئ الحديث فيها عن الاحكام والمسائل المتعلقة بالصيام وابتدأ بالتعريف فالصيام لغة يطلق على مجرد الامساك قالوا للساكت صائم لامساكه عن الكلام ومنه قول الله تعالى عن مريم عليها السلام اني نذرت للرحمن صوما اي امساكا عن الكلام ويقال صام النهار اذا وقف سير الشمس وصام الفرس اذا امسك عن الصهيل ومنه قول الشاعر خيل صيام واخرى غير صائمة تحت اللجاج واخرى تعلك اللجما ومعناه في الشرع التعبد لله تعالى بالامساك بنية عن اشياء مخصوصة في زمن معين من شخص معين قولنا في التعريف التعبد لله تعالى لابد من نية التعبد لله عز وجل بهذا الامساك حتى يكون صوما شرعا والا فانه ليس بصوم من الناحية الشرعية وان كان قد يطلق عليه صوم من الناحية اللغوية عن اشياء مخصوصة هي مفسدات الصيام. وسيأتي الحديث عنها مفصلا في حلقة قادمة ان شاء الله في زمن معين هو من طلوع الفجر الثاني الى غروب الشمس كما قال عز وجل حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر ثم اتموا الصيام الى الليل من شخص مخصوص هو المسلم البالغ العاقل القادر المقيم غير الحائض والنفساء وقد فرض الصيام في السنة الثانية من الهجرة وصام رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع رمضانات وكانت فرضية شهر صيام شهر رمضان على ثلاث مراحل المرحلة الاولى فرضية صيام عاشوراء المرحلة الثانية نسخ وجوب صيام يوم عاشوراء بفرض صيام شهر رمضان لكن على التخيير بين الصيام والاطعام كما قال عز وجل وعلى الذين يطيقونه وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وان تصوموا خير لكم خير الله عز وجل الناس في تلك المرحلة بين الصيام وبين الاطعام مع تفضيل الصيام على الاطعام وان تصوموا خير لكم ثم بعد ذلك اتت المرحلة الثالثة وهي التي استقر عليها التشريع وهي فرض صيام رمضان على التعيين بقول الله عز وجل فمن شهد منكم الشهر فليصمه والحكمة من هذا التدرج وان قاعدة الشريعة ان مكان ثقيلا على النفوس فان الشريعة تسلك معه مسلك التدرج فلما كان الصيام لم يألفه الناس في ذلك الزمن اتت فظيته بهذا التدرج وهذا له نظائر منها مثلا تحريم شرب الخمر ان تحريمه انما اتى على التدرج كما هو معلوم وهذا من حكمة الله عز وجل اذ ان النفس البشرية لا تقبلوا الشيء الثقيل الذي تؤمر به او تمنع منه اه من غير تدرج. فكانت الحكمة تقتضي ان يسلك معها مسلك التدرج ولا اروى في ذلك فهذه الشريعة من لدن حكيم عليم وقد كره بعض العلماء ان يقال رمظان ويستحب ان يقال شهر رمظان قالوا لان الله عز وجل قال شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن واستدلوا بحديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقولوا رمضان فان رمضان من اسماء الله ولكن قولوا شهر رمضان ولكن هذا الحديث حديث ضعيف اخرجه البيهقي وابن عدي وقد ظعفه ابن عدي وضعفه شديد هذا الحديث حديث لا يصح ولا يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهذا فالصواب في هذه المسألة انه لا يكره ان يقال رمضان بل لا بأس به وقد جاء في السنة ما يدل لهذا كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابي هريرة اذا جاء رمضان فتحت ابواب الجنة وهذا الحديث متفق على صحته كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال عمرة في رمضان تعدل حجة او قال حجة معي متفق عليه وهنا جاء التعبير برمضان من غير ان يسبقه كلمة شهر في هذه الاحاديث وفي هذا دلالة ظاهرة على انه لا بأس ان يقال رمضان من غير ان يسبق بكلمة شهر فلا بأس ان يقال شهر رمضان او يقال رمضان وليس هناك دليل يدل على كراهة الاقتصار على قول رمضان والحديث المروي في حديث ضعيف لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ايها الاخوة المستمعون والمعتبر في اثبات الاهلة هو الرؤية في قول اكثر العلماء لان النصوص انما وردت بتقييد الصوم والفطر بالرؤية كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته. فان غم عليكم فاكملوا العدة ثلاثين وذهب طائفة من اهل العلم الى ان الحسابات الفلكية يعتمد عليها في النفي دون الاثبات ومعنى قولهم في النفي اي ان اهل الاختصاص من اهل الفلك اذا نفوا امكانية رؤية الهلال فان قولهم هذا معتبر واما اذا قالوا يمكن رؤية الهلال ولم يرى فان هذه الامكانية غير معتبرة وحينئذ يكمل الشهر ثلاثين الى يوما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله اذا كان بعد الهلال مثلا عشرين درجة فهذا يرى ما لم يحل حائل واذا كان على درجة واحدة فهذا لا يرى واما ما حول العشرة يعني العشر درجات فالامر فيه يختلف باختلاف اسباب الرؤية ثم ذكر عدة اسباب لاختلاف الرؤية ثم قال رحمه الله والناس لو وقفوا بعرفة في اليوم العاشر خطأ اجزأهم الوقوف باتفاق العلماء وكان ذلك اليوم يوم عرفة في حقهم ولو وقفوا الثامن خطأ ففي الاجزاء نزاع والاظهر صحة الوقوف ايضا قال واصل ذلك ان الله سبحانه وتعالى علق الحكم بالهلال والشهر فقال سبحانه يسألونك عن الاهلة قل هي مواقيت للناس والحج والهلال اسم لما يستهل به اي يعلن به ويجهر به واذا طلع في السماء ولم يعرفه الناس ويستهلوا لم يكن هلالا وكذا الشهر مأخوذ من الشهرة فان لم يشتهر بين الناس لم يكن الشهر قد دخل وانما يغلط كثير من الناس في مثل هذه المسألة لظنهم انه اذا طلع في السماء كان تلك الليلة اول الشهر سواء ظهر ذلك للناس واستهلوا به او لا وليس كذلك بل ظهوره للناس واستهلالهم به لابد منه ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم صومكم يوم تصومون وفطركم يوم تفطرون واضحاكم يوم تضحون اي هذا اليوم الذي تعلمون انه وقت الصوم والفطر والاضحى فاذا لم تعلموه لم يترتب عليه حكم وبهذا يتبين ايها الاخوة ان هذه المسألة فيها سعة وانها مبنية على اليسر والسهولة فمتى ما اعلن عن دخول الشهر كان هلالا شرعا وان كان هناك خطأ في واقع الامر ومتى ما اعلن عن اتمام الشهر وعدم دخوله لم يكن الشهر قد دخل شرعا وان كان قد استهل في واقع الامر الامر اذا منوط بالاعلان بالاستهلال وبالاشتهار فالامر فيه سعة في شريعة الاسلام والحمدلله ولهذا فلا داعي لتشكيك الناس عند دخول الشهر او عند خروجه بانه يحتمل ان هناك خطأ في اثبات دخول بشهر وايضا ننبه هنا الى ان الاجتماع في الصوم وفي الفطر امر مقصود شرعا الحديث السابق الصوم يوم يصوم الناس والفطر يوم يفطر الناس والاضحى يوم يضحي الناس. ومن هنا فينبغي للمسلم ان يجتمع مع عموم الناس في بلده والا يشذ عنهم فانه يلاحظ على بعض المسلمين في بعض البلدان انهم يشدون بارائهم ويتبعون دولا اخرى في اثبات دخول الشهر او خروجه هذا خطأ بل المطلوب هو الاجتماع مع اهل البلد في الصوم او في الفطر لان ذلك الاجتماع امر مقصود شرعا ايها الاخوة المستمعون هذا ما تيسر عرضه في هذه الحلقة ونلتقي بكم على خير في الحلقة القادمة ان شاء الله تعالى والسلام عليكم رحمة الله وبركاته فقه العبادات فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد ابن تركي الخثلان تنفيذ تنفيذ فهد ابن سعد الفريان