اذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية تقدم فقه العبادات فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد ابن تركي الخثلان تنفيذ تنفيذ فهد ابن سعد الفريان بسم الله الرحمن الرحيم. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره. ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا ايها الاخوة المستمعون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ابتدأت في الحلقة السابقة الحديث عن جملة من المسائل المتعلقة بالصيام وكان الحديث في الحلقة السابقة عن المسائل المتعلقة برؤية الهلال واستكمل في هذه الحلقة الحديثة عن هذه المسائل ثم انتقل منها بعد ذلك للحديث عن حكم صيام يوم الشك فاقول وبالله التوفيق اذا رؤي الهلال في بلد هل يلزم الناس في سائر الاقطار هل يلزمهم حكم تلك الرؤية من الصيام او الفطر اختلف العلماء في هذه المسألة فذهب بعضهم الى ان الهلال اذا رؤي في بلد لزم الناس كلهم الصيام او الفطر وهذا هو المذهب عند الحنفية والحنابلة تدل بعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم لرؤيته وافطر لرؤيته قالوا وهذا خطاب للامة كافة وذهب بعض العلماء الى ان لكل اهل بلد رؤيتهم فيلزم الصوم اهلى ذلك البلد ومن يوافق بلد الرؤية في مطلع الهلال دون من يخالفه وهذا هو المذهب عند الشافعية قالوا لان المطالع الهلالي مختلفة في الواقع واذا كانت مطالع الهلال مختلفة فان لكل اهل بلد رؤيتهم ولا يلزم الامة الصيام او الفطر برؤية واحدة قالوا وهذا هو الذي عليه العمل في عهد الصحابة رضي الله عنهم قد جاء في صحيح مسلم عن قريب ان ام الفضل بعثته الى معاوية بالشام قال فقدمت الشام وقضيت حاجتها واستهل علي رمضان وانا بالشام رأيت الهلال ليلة الجمعة ثم قدمت المدينة في اخر الشهر فسألني عبد الله بن عباس رضي الله عنهما متى رأيتم الهلال فقلت رأيناه ليلة الجمعة فقال ابن عباس لكنا رأيناه ليلة السبت فلا نزال نصوم حتى نكمل ثلاثين او نراه فقلت او لا تكتفي برؤية معاوية؟ قال لا هكذا امرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا فدل هذا على ان الشهر لا يثبت دخوله في البلد المخالف لبلد الرؤية في مطلع الهلال لان ابن عباس رضي الله عنهما لم يعتد برؤية معاوية رضي الله عنه ورفع ذلك الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال هكذا امرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وذهب بعض اهل العلم الى انه اذا رؤي الهلال في بلد لزم الناس الصيام في ذلك البلد ومن كان غربه ولا يلزم الناس الصيام او الفطر لمن كان يقع شرق ذلك البلد وذلك ان الهلال اذا رؤي في بلد فلا بد ان يرى في غرب ذلك البلد لان نور الهلال يقوى مع مرور الوقت وهو اذا رؤي في هذا البلد فرؤيته البلاد الواقعة غربه من باب اولى وبكل حال فهذه المسألة محل خلاف بين اهل العلم ولم يحصل ان اتفق المسلمون جميعا على مدار اربعة عشر قرنا على اثبات دخول الشهر او خروجه وانما لكل اهل بلد ولكل اهل قطر من اقطار المسلمين رؤيتهم الخاصة ولكن المطلوب هو ان يجتمع اهل كل بلد على رأي واحد اثبات دخول الشهر او في خروجه والا يختلفوا وذلك لان اجتماع اهل البلد في الصيام او في الفطر امر مقصود شرعا كما يدل لذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم صوم يوم يصوم الناس والفطر يوم يفطر الناس والاضحى يوم يضحي الناس ايها الاخوة المستمعون وننتقل بعد ذلك للحديث عن حكم صيام يوم الشك واولا يوم الشك هو يوم الثلاثين من شعبان ولكن اختلف العلماء هل هو يوم الثلاثين من شعبان اذا كانت السماء ليلة الثلاثين من شعبان صحوا او انه يوم الثلاثين من شعبان اذا حال دون مطلع الهلال ليلة الثلاثين غيم او نحوه من اهل العلم من قال بالاول كما هو المذهب عند الحنابلة ومنهم من قال بالثاني وهذا هو الاقرب اقرب والله اعلم ان يوم الشك ويوم الثلاثين من شعبان اذا حال دون مطلع الهلال ليلة الثلاثين غيم او قتر ونحو ذلك قد اختلف العلماء في حكم صيام يوم الشك على اقوال متعددة ويحكي شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله يحكي خلاف العلماء في هذه المسألة فيقول اما صوم يوم الغيب اذا حال دون رؤية الهلال غيم او قتر فللعلماء فيه عدة اقوال وهي في مذهب احمد وغيره احدها ان صومه منهي عنه ثم هل هو نهي تحريم او تنزيه على قولين وهذا هو المشهور في مذهب مالك والشافعي واحمد في احدى الروايات عنه ترى ذلك طائفة من اصحابه كابي الخطاب وابن عقيل وغيرهم والقول الثاني ان صيامه واجب كاختيار القاضي والخرقي وغيرهما من اصحاب احمد وهذا يقال انه اشهر الروايات عن احمد ولكن الثابت عن احمد لمن عرف نصوصه والفاظه انه كان يستحب صيام يوم الغيم اتباعا لعبد الله ابن عمر وغيره من الصحابة ولم يكن عبد الله بن عمر يوجبه على الناس بل كان يفعله احتياطا وكان الصحابة فيهم من يصومه احتياطا ونقل ذلك عن عمر وعلي ومعاوية وابي هريرة وابن عمر وعائشة واسماء وغيرهم ومنهم من كان لا يصومه مثل كثير من الصحابة ومنهم من كان ينهى عنه كعمار ابن ياسر وغيره واحمد كان يصومه احتياطا واما ايجاب صومه فلا اصل له في كلام احمد ولا كلام احد من اصحابه لكن كثيرا من اصحابه اعتقدوا ان مذهبه ايجاب صومه ونصروا ذلك القول والقول الثالث في المسألة انه يجوز صوم يوم الشك ويجوز فطره وهذا هو مذهب ابي حنيفة وغيره وهو مذهب احمد المنصوص الصريح عنه وهو مذهب كثير من الصحابة والتابعين او اكثرهم وهذا كما ان الامساك عند الحائل عن رؤية الفجر جائز فان شاء امسك وان شاء اكل حتى يتيقن طلوع الفجر كذلك اذا شك هل احدث ام لا ان شاء توظأ وان شاء لم يتوظأ فذلك اذا شك هل حال حول الزكاة او لم يحل واذا شك هل الزكاة الواجبة عليه مئة او مئة وعشرون فادى الزيادة قال واصول الشريعة كلها مستقرة على ان الاحتياط ليس بواجب ولا محرم انتهى كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ايها الاخوة المستمعون هذه هي اراء العلماء في هذه المسألة قد قال الله تعالى فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأويلا فاذا رددنا هذه المسألة الى سنة النبي صلى الله عليه وسلم نجد ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين الا رجل كان يصوم صوما فليصمه متفق على صحته ويقول عليه الصلاة والسلام الشهر تسعة وعشرون الا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه ويقول ويقول عمار ابن ياسر رضي الله عنه من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى ابا القاسم صلى الله عليه وسلم وهذه النصوص ظاهروها تحريم صيام يوم الشك فان قوله عليه الصلاة والسلام لا تقدموا رمظان بصوم يوم ولا يومين هذا نهي من النبي صلى الله عليه وسلم عن تقدم صيام رمضان بيوم او يومين على سبيل الاحتياط ويدخل في ذلك صيام يوم الشك كذا قوله فلا تصوموا حتى تروا الهلال كذا حديث الاخر عند ابي داوود وغيره اذا انتصف شعبان فلا تصوموا قد جود بعض العلماء اسناده وهذا كله يدل على تحريم صيام يوم الشك قد فهم هذا عمار ابن ياسر رضي الله عنه قال من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى ابا القاسم صلى الله عليه وسلم ولهذا فالاقرب والله اعلم هو تحريم صيام يوم الشك ايها الاخوة المستمعون هذا ما تيسر عرضه في هذه الحلقة ونستكمل الحديث عن بقية احكام الصيام في الحلقات القادمة ان شاء الله تعالى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقح العبادات فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد ابن تركي الخثلان تنفيذ تنفيذ فهد ابن سعد الفريان