اذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية تقدم فقه العبادات فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد ابن تركي الخثلان تنفيذ تنفيذ فهد ابن سعد الفريان بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين ايها الاخوة المستمعون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا يزال الحديث موصولا عن احكام صيام التطوع وكان اخر ما تحدثنا عنه في الحلقة السابقة عن صيام ايام الاسبوع وذكرنا انه يستحب صيام يومي الاثنين والخميس واما صيام يومي الثلاثاء والاربعاء فسنة مطلقة باعتبار ان المسلم يستحب له الاكثار من صيام التطوع وليس بسنة على التعيين واما صيام يوم الجمعة فيكره تخصيصه وافراده على قول الجمهور ويحرم في اظهر قوله العلماء وبقي من ايام الاسبوع يوما السبت والاحد اما يوم السبت وقد روي فيه حديث الصماء بنت بسر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تصوموا يوم السبت الا فيما افترض عليكم فان لم يجد احدكم الا لحاء عنب او عود شجرة فليمضغه وهذا الحديث اخرجه ابو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجة واحمد وقال الامام ما لك بن انس هو كذب وقال ابو داوود هو منسوخ وقال النسائي هو حديث مضطرب وكذا قال الحافظ ابن حجر رحمهم الله تعالى جميعا فيكون هذا الحديث غير محفوظ ثم هو معارض بما هو اصح منه وهو ما جاء في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تصوموا يوم الجمعة الا ان تصوموا يوما قبله او يوما بعده واليوم الذي بعد الجمعة هو يوم السبت وكذا قول النبي صلى الله عليه وسلم لام المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها لما رآها صائمة يوم الجمعة قال لها اصمتي امس؟ قالت لا قال اتصومين غدا؟ قالت لا. قال فافطري اخرجه البخاري في صحيحه وقوله اتصومين غدا اي السبت فدل ذلك على ان صيام السبت لا بأس به بل قد اخرج النسائي وابن خزيمة عن ام سلمة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اكثر ما يصوم من الايام يوم السبت ويوم الاحد ويقول انهما يوم عيد للمشركين وانا اريد ان اخالفهم وحمل بعض الفقهاء النهي في هذا الحديث على افراد يوم السبت بالصوم ولكن هذا محل نظر اذ ان الحديث ليس فيه النهي عن افراده فلفظ الحديث لا تصوموا يوم السبت الا فيما افترض عليكم ولهذا قال ابن القيم رحمه الله ولا ريب ان الحديث لم يجئ بافراده ولكن ما دام ان هذا الحديث غير محفوظ فلا حاجة الى التكلف في الجواب عنه وبهذا يعلم ايها الاخوة المستمعون انه لم يثبت في النهي عن صيام يوم السبت ولا عن افراده حديث فيبقى يوم السبت كغيره من ايام الاسبوع التي لم يرد فيها شيء. يبقى كيوم الثلاثاء والاربعاء والله لا اعلم وبقي من ايام الاسبوع يوم الاحد وهو كيوم السبت لم يرد فيه شيء ويكون حكم صومه كحكم صوم ايام الثلاثاء والاربعاء والسبت بل قد جاء في حديث ام سلمة السابق ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اكثر ما يصوم من الايام يومي السبت والاحد ويقول ان انهما يوم عيد للمشركين وانا اريد ان اخالفهم والحاصل مما قلناه في الحلقة السابقة وفي هذه الحلقة بالنسبة لصيام ايام الاسبوع ان صيام يومي الاثنين والخميس سنة على التعيين وانه يحرم افراد يوم الجمعة بالصيام بقصد تعظيمها. ويزول التحريم بصيام يوم قبله او يوم بعده واما بقية ايام الاسبوع الثلاثاء والاربعاء والسبت والاحد فلم يثبت فيها شيء فيبقى صيامها سنة مطلقة باعتبار ان المسلم يستحب له الاكثار من صيام التطوع وليس سنة على التعيين في اي يوم منها والله تعالى اعلم ومن انواع صيام التطوع صيام يوم عرفة لغير الحاج بما جاء في صحيح مسلم عن ابي قتادة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صيام يوم عرفة فقال احتسب على الله ان يكفر السنة الماضية والباقية وعلى هذا فصيام يوم عرفة افضل من صيام يوم عاشوراء لان صيام عاشوراء قال فيه عليه الصلاة والسلام احتسب على الله ان يكفر السنة التي قبله. واما صيام عرفة فقال يكفر السنة الماضية والباقية واما بالنسبة للحاج فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة بعرفة والحكمة من ذلك والله اعلم حتى يتقوى الحاج بفطره على الدعاء في صعيد عرفة ولان الفطر في السفر افضل في فرض الصوم فكيف بنفله قال ابن القيم رحمه الله وكان شيخنا يعني ابا العباس ابن تيمية يسلك مسلكا اخر وهو ان يوم عرفة يوم عيد لاهل عرفة لاجتماعهم فيه كاجتماع الناس يوم العيد وهذا الاجتماع يختص بمن بعرفة دون اهل الافاق قال وقد اشار النبي صلى الله عليه وسلم الى هذا في الحديث الذي رواه اهل السنن يوم عرفة ويوم النحر وايام منى عيدنا اهل الاسلام ومعلوم ان كونه عيدا لاهل ذلك الجمع لاجتماعهم فيه والله اعلم ويستحب صيام التسعة الايام الاولى من ذي الحجة لان الصوم من افضل الاعمال الصالحة قد قال عليه الصلاة والسلام ما من ايام العمل الصالح فيهن احب الى الله تعالى من هذه الايام العشر. اخرجه البخاري في صحيح ومن انواع صيام التطوع صيام عاشوراء واليوم العاشر من شهر محرم وقد امر النبي صلى الله عليه وسلم بصيامه قبل فرض صيام شهر رمضان فكان صومه واجبا فلما فرض صيام شهر رمضان قال النبي صلى الله عليه وسلم من شاء صامه ومن شاء تركه فنسخ وجوب صومه وبقي الحكم على الاستحباب واخرج البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه في الجاهلية فلما قدم المدينة صامه وامر بصيامه فلما فرض رمضان ترك يوم عاشوراء اي وجوب صومه. فمن شاء صامه ومن شاء تركه وكان صلى الله عليه وسلم يحرص على صيام عاشوراء اكثر من غيره من انواع صيام التطوع ففي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره الا هذا اليوم يوم عاشوراء وكان عليه الصلاة والسلام في اول الامر يحب موافقة اهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء فوجد اليهود تصوم هذا اليوم وتقول هذا يوم نجى الله تعالى فيه موسى وقومه. فقال عليه الصلاة والسلام نحن احق بموسى منكم فصامه وامر بصيامه ثم في اخر حياته عليه الصلاة والسلام كان يحب مخالفة اهل الكتاب. فامر بان يصام يوم قبله او يوم بعده لمخالفة اليهود وقال عليه الصلاة والسلام لان بقيت الى قابل لاصومن التاسع. وتوفي عليه الصلاة والسلام ولم يبق الى قابل ومراتب صيام عاشوراء اربع مراتب. المرتبة الاولى ان يصام عاشوراء مع يوم قبله ويوم بعده. قال ابن القيم اكمل المراتب المرتبة الثانية ان يصام التاسع والعاشر وعليه اكثر الاحاديث. المرتبة الثالثة ان يصام العاشر والحادي عشر المرتبة الرابعة ان يصام عاشوراء وحده وهذه ادنى المراتب ويستحب الاكثار من صيام التطوع في شهر محرم لما جاء في صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال افضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله محرم اسأل الله تعالى ان يفقهنا في دينه وان يرزقنا العلم النافع وان يوفقنا لما يحب ويرضى من الاعمال والاقوال انه سميع مجيب. والى الملتقى في الحلقة القادمة ان شاء الله تعالى. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقه العبادات فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد ابن تركي الخثلان تنفيذ تنفيذ فهد ابن سعد الفريان