اذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية تقدم فقه العبادات فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد ابن تركي الخثلان تنفيذ فهد بن سعد الفريان بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين ايها الاخوة المستمعون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حديثنا في هذه الحلقة وفي حلقات قادمة ان شاء الله تعالى عن احكام صلاة الجمعة وابتدئ الحديث في هذه الحلقة عن فضلها وبعض خصائصها وشروط وجوبها فاقول وبالله التوفيق يوم الجمعة كان يسمى في الجاهلية بالعروبة واختلف في سبب تسميته بالجمعة على اقوال اختار الحافظ ابن حجر رحمه الله انه سمي بذلك لان خلق ادم جمع فيه قال وقد ورد في ذلك حديث سلمان اخرجه احمد وابن خزيمة ويوم الجمعة افضل ايام الاسبوع ويدل لذلك حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق ادم وفيه ادخل الجنة وفيه اخرج منها ولا تقوم الساعة الا يوم الجمعة وقد هدى الله تعالى هذه الامة اليها بعدما ضل عنها الامم السابقة واختلف فيها اليهود فصارت جمعتهم السبت اختلف فيها النصارى فصارت جمعتهم الاحد اخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نحن الاخرون السابقون يوم القيامة بيد انهم اوتوا الكتاب من قبلنا ثم هذا يومهم الذي فرض عليهم فاختلفوا فيه فهدانا الله فالناس لنا فيه تبع اليهود غدا والنصارى بعد غد قال الحافظ ابن حجر رحمه الله قوله نحن الاخرون السابقون اي الاخرون زمانا والاولون منزلة والمراد ان هذه الامة وان تأخر وجودها في الدنيا عن الامم الماضية فهي سابقة لهم في الاخرة بانهم اول من يحشر واول من يحاسب واول من يقضى بينهم واول من يدخل الجنة وفي حديث حذيفة عند مسلم نحن الاخرون من اهل الدنيا والاولون يوم القيامة المقظي لهم قبل الخلاء قال ابن القيم رحمه الله يستحب ان يتفرغ في يوم الجمعة للعبادة وله على سائر الايام منزلة بانواع من العبادات واجبة ومستحبة فالله سبحانه جعل لاهل كل ملة يوما يتفرغون فيه للعبادة ويتخلون عن اشغال الدنيا فيوم الجمعة يوم عبادة وهو في الايام كشهر رمضان في الشهور وساعة الاجابة فيه كليلة القدر في رمضان وصلاة الجمعة صلاة مستقلة ليست بدلا عن الظهر ويدل لذلك قول عمر رضي الله عنه صلاة الجمعة ركعتان تمام غير قصر على لسان نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم رواه احمد والنسائي وابن ماجة بسند صحيح ولخصائصها التي تفارق فيها الظهر. ومنها انه لا تجوز زيادتها على ركعتين ولا تجمعوا مع العصر ولا تنعقد بنية الظهر ممن لا تجب عليه ولكن صلاة الظهر بدل عنها ولكن صلاة الظهر بدل عنها اذا فاتت قال صاحب الافصاح اتفقوا على انه اذا فاتت صلاة الجمعة تصلى ظهرا وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في فجر يوم الجمعة بسورتي السجدة والانسان كما جاء ذلك في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في فجر الجمعة الف لام ميم تنزيل السجدة. وهل اتى على الانسان وجاء في رواية الطبراني وكان يديم ذلك قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله انما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هاتين السورتين في فجر الجمعة لانهما تضمن متى ما كان ويكون في يومها فانهما اشتملتا على خلق ادم وعلى ذكر المعاني وحشر العباد وذلك يكون يوم الجمعة كأن في قراءتهما في هذا اليوم تذكيرا للامة بما كان فيه ويكون ومن هنا فينبغي للائمة الحرص على تطبيق هذه السنة ننبه هنا الى ان السنة تطبق كاملة اي قراءة السورتين جميعا اما قراءة سورة السجدة وتقسيمها بين الركعتين هذا خلاف السنة وكذا قراءة بعض سورة السجدة وبعض صورة الانسان هذا خلاف السنة سئل سماحة شيخنا عبدالعزيز بن باز رحمه الله هل تطبق هذه السنة مع ان ذلك قد يشق على بعض كبار السن ونحوهم فاجاب نعم تطبق هذه السنة ولا تترك لاجل ما ذكر ومن يشق عليه القيام خلف الامام فانه يصلي جالسا ويختص يوم الجمعة بصلاة الجمعة. قال ابن القيم رحمه الله من خصائص يوم الجمعة صلاة الجمعة التي هي من اكد فروض الاسلام ومن اعظم مجامع المسلمين وهي اعظم من كل مجمع يجتمعون فيه وافرده سوى مجمع عرفة ومن تركها تهاونا بها طبع الله على قلبه وقرب اهل الجنة يوم القيامة وسبقهم الى الزيارة يوم المزيد بحسب قربهم من الامام يوم الجمعة وتبكيرهم وقول ابن القيم ان من تركها تهاونا بها طبع الله على قلبه قد جاءت الاشارة اليه في حديث ابن عمر وابي هريرة رضي الله عنهما فقال سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على اعواد منبره لينتهين اقوام عن ودعهم الجمعات او ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين رواه مسلم وجاء في حديث ابي الجعد الضمري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ترك ثلاث جمع تهاونا بها طبع الله على قلبه رواه ابو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجه قال الترمذي هذا حديث حسن وتلزم الجمعة كل مسلم ذكر مكلف حر مستوطن ببناء ليس له عذر اما كونه مسلما ذكرا عاقلا فهذا لا خلاف بين العلماء في اشتراطه لان الاسلام والعقل شرطان لوجوب وصحة العبادة المحضة قيل الذكورية والحرية شرطان لوجوب الجمعة وانعقادها فلا تجب الجمعة على المرأة ولا على العبد ولا على الصبي الذي لم يبلغ لكن الجمعة تصح منهم اذا صلوها مع الناس ويدل لذلك حديث طارق بن شهاب ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الجمعة حق واجب على كل مسلم الا اربعة عبد مملوك او امرأة او صبي او مريض رواه ابو داود وقال طارق بن شهاب قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه شيئا. قال النووي وهذا غير قادح في صحته فانه يكون مرسل صحابي وهو حجة والحديث على شرط الشيخين يعني البخاري ومسلم واما شرط الاستيطان فسيأتي الكلام عنه مفصلا في حلقة قادمة ان شاء الله واما اشتراط الا يكون له عذر فانه اذا كان له عذر لم تجب عليه الجمعة كالمريض الذي لا يستطيع حضور الجمعة او يشق عليه حضورها مشقة شديدة فلا تجب عليه ويصليها ظهرا وكذا المسافر لا تجب عليه الجمعة ويصليها ظهرا. هذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين من بعده انهم لم يكونوا يقيمون الجمعة في اسفارهم بل يصلونها ظهرا. ومن هنا ذهب كثير من اهل العلم الى ان اقامة المسافر للجمعة بدعة وفلو ان جماعة سافروا وارادوا ان يقيموا الجمعة في سفرهم فان هذا غير مشروع بل هو بدعة محدثة لكن للمسافر ان يصلي ان يصلي الجمعة خلف المقيم ويشترط كذلك بالاضافة للشروط السابقة الا يكون بينه وبين موضع الجمعة اكثر من فرسخ والفرسخ يعادل خمسة كيلو مترات تقريبا وهذا مقيد بما اذا كان خارج البلد اما من كان داخل البلد فتلزمه الجمعة مطلقا حتى لو لم يسمع النداء قال الموفق ابن قدامة رحمه الله من شروط وجوب الجمعة الا يكون بينه وبين موضع الجمعة اكثر من فرسخ وهذا الشرط في حق غير اهل مصر اما اهل المصري فيلزمهم كلهم الجمعة بعودوا او قربوا نص عليه احمد فقال اما اهل المصري فلا بد لهم من شهودها. سمعوا النداء او لم يسمعوا ايها الاخوة المستمعون هذا ما تيسر عرضه في هذه الحلقة ونستكمل الحديث عن بقية احكام الجمعة في الحلقة القادمة ان شاء الله تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد ابن تركي الخثلان تنفيذ فهد ابن سعد الفريان