اذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية تقدم فقه العبادات فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد ابن تركي الخثلان تنفيذ فهد بن سعد الفريان بسم الله الرحمن الرحيم. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ايها الاخوة المستمعون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحدثنا في حلقات سابقة عن احكام صلاة الجماعة وذكرنا انها واجبة في حق الرجال وذكرنا في الحلقة السابقة جملة من الاعذار التي تبيح التخلف عن صلاة الجمعة والجماعة ونستكمل في هذه الحلقة الحديثة عن بقية الاعذار فاقول وبالله التوفيق من الاعذار التي تبيح التخلف عن الجمعة والجماعة الخوف على نفسه او ماله او اهله قال الموفق ابن قدامة رحمه الله الخوف يتنوع الى ثلاثة انواع احدها الخوف على نفسه بان يخاف لصا او سبعا او سيلا او نحو ذلك مما يؤذيه في نفسه او يخاف غريما يحبسه ولا شيء معه يعطيه فان حبس المعسر ظلم وان كان الدين حالا وهو قادر على ادائه فلا عذر له في التخلف لان مطل الغني ظلم وان توجه عليه حد لله تعالى او حد قذف فخاف ان يؤخذ به لم يكن ذلك عذرا بانه يجب عليه وفاؤه. وكذا ان توجه عليه قصاص الثاني الخوف على ما له من لص او نحوه او يخاف على بهيمته من سبع ان ذهب وتركها او على منزله او متاعه او زرعه او يكون له خبز في التنور او طبيخ على النار يخاف تلفهما بذهابه او يكون مستأجرا لا يمكنه ترك ما استؤجر على حفظه فهذا واشباهه عذر في التخلف عن الجمعة والجماعة. لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له الا من عذر رواه ابن ماجة والدار قطني وابن حبان والحاكم وعند ابي داود انه قيل فما العذر؟ قال خوف او مرض ولان في امره عليه الصلاة والسلام بالصلاة في الرحال لاجل الطين والمرض مع ان ضررهما ايسر مع ان ضررهما ايسر من ذلك تنبيها على جوازه النوع الثالث الخوف على ولده واهله ان يضيعوا او يخافوا موت قريبه ولا يشهده هذا كله عذر في ترك الجمعة والجماعة بهذا قال عطاء والحسن والشافعي ولا نعلم فيه مخالفا انتهى كلام الموفق رحمه الله واقول ايها الاخوة يمكن ان نضيف للامثلة التي ذكرها الموفق امثلة من واقعنا في الوقت الحاضر اقول ممن يعذر في ترك الجماعة حارس الامن الموكل اليه حراسة منشآت او سوق ونحوه فانه في معنى ما ذكره الفقهاء من المستأجر الذي لا يمكنه ترك ما استؤجر على حفظه بل هو اولى بالعذر في التخلف عن الجماعة من بعض من نص الفقهاء على انه معذور بترك الجماعة فمن يكون له خبز في التنور او طبيخ على النار يخاف تلفه ومن ذلك ايضا رجال الدفاع المدني عند وقوع حوادث من حريق او غيره كذا رجال الاسعاف والشرطة ونحوهم ممن يستدعي الامر تواجدهم لانقاذ انفس او اموال معصومة فهؤلاء يعذرون بترك الجمعة والجماعة عند مباشرة تلك الحوادث ومن الاعذار في ترك الجمعة والجماعة خوف فوات الرفقة قد نص على ذلك الفقهاء وعللوا لذلك بانه لو الزم باداء الجمعة والجماعة فقد يلحقه الضرر بفوات مقصوده من الرفقة ثم انه سينشغل قلبه كثيرا واذا كان الشارع قد رخص في ترك الجماعة لمن كان بحضرة طعام او وهو يدافعه الاخبثان لئلا يتشوش فكره فيفوت معه الخشوع في الصلاة فهذا الذي يخشى فوات الرفقة فهذا الذي يخشى فوات الرفقة ربما يكون اولى بالرخصة ممن كان بحضرة طعام او وهو يدافعه الاخبثان ونظير ذلك في وقتنا الحاضر اذا كان وقت اقلاع الطائرة هو وقت صلاة الجمعة او قريبا منه بحيث لا يمكنه ان يصلي صلاة الجمعة ثم يلحق بالرحلة على الطائرة فيكون هذا عذرا له في التخلف عن صلاة الجمعة ويصليها ظهرا وهو في معنى العذر الذي ذكره الفقهاء من خوف فوات الرفقة ومن الاعذار ايضا خوف الاذى بالمطر الغزير او الوحل او الريح الشديدة الباردة لو ان رجلا اراد ان يخرج لاداء صلاة الفجر مثلا كان هناك امطار غزيرة او رياح باردة ويلحقه الحرج والمشقة لو ذهب لاداء الصلاة مع الجماعة في المسجد فله ان يصليها في بيته يكون هذا يكون عذرا يبيح له التخلف عن صلاة الجماعة قد عقد البخاري في صحيحه باب الرخصة في المطر والعلة ان يصلي في رحله ثم قال حدثنا عبد الله بن يوسف قال اخبرنا مالك عن نافع ان ابن عمر رضي الله عنهما اذن بالصلاة في ليلة ذات برد وريح ثم قال الا صلوا في الرحال ثم قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر المؤذن اذا كانت ليلة ذات برد ومطر يقول الا صلوا في الرحال واخرج البخاري في صحيحه عن عبد الله ابن الحارث قال خطبنا ابن عباس رضي الله عنهما في يوم ردغ اي طين ووحل في رواية في يوم مطير فامر المؤذن لما بلغ حي على الصلاة قال قل الصلاة في الرحال فنظر بعضهم الى بعض فكأنهم انكروا عليه قال كانكم انكرتم هذا ان هذا فعله من هو خير مني؟ يعني النبي صلى الله عليه وسلم انها عزمة واني كرهت ان احرجكم ويجوز الجمع بين المغرب والعشاء وبين الظهر والعصر كذلك في اظهر قولي الفقهاء عند نزول المطر الذي يحصل بترك الجمع معه مشقة ظاهرة ولكن هذا الحكم اعني جواز التخلف عن الجماعة والجمع بين الصلاتين عند نزول المطر انما هو مشروط بوجود المشقة الظاهرة واما مع عدم وجود المشقة فلا يجوز له الجمع وذلك لان الاصل هو وجوب اداء الصلاة في وقتها مع الجماعة شرط الوقت هو اكد شروط الصلاة والجمع بين الصلاتين من غير عذر معدود عند كثير من العلماء من الكبائر وننبه هنا الى ان الناس في السابق كانت بيوتهم ومساجدهم مبنية بالطين ومشقوفة بالخشب ولم تكن الطرق مسفلتة ولم يكن الكهرباء موجودا فيلحق الناس مع نزول الامطار مشقة ظاهرة اما في الوقت الحاضر ومع وجود البناء المسلح والطرق المسفلتة والمنارة بالكهرباء لا يلحق الناس مع نزول المطر الحرج والمشقة اذا ادوا الصلاة مع الجماعة في المسجد في كثير من الاحيان بل انه في بعض الاحيان خاصة عند نزول الامطار في الصيف يتلطف الجو ويخرج الناس معه الى الطرقات والى المتنزهات ولا يكون معه ادنى حرج او مشقة ومع هذه الحال التي ينتفي معها الحرج والمشقة. لا يجوز التخلف عن صلاة الجماعة. ولا يجوز الجمع بين الصلاتين عند نزول الامطار وقد سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله عن ان بعض ائمة المساجد يجمعون بين المغرب والعشاء عند نزول مطر خفيف لم يحصل بنزوله مشقة فقال رحمه الله لا يجوز الجمع بين الصلاتين الا بعذر شرعي. كالسفر والمرض والمطر الذي يبل الثياب ويحصل به المشقة اما من جمع بين العشائين او الظهر والعصر بغير عذر شرعي فان ذلك لا يجوز. وعليه ان يعيد الصلاة التي قدمها على ووقتها لقول النبي صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد والظابط في الجمع بين الصلاتين اثناء المطر هو وجود المشقة ايها الاخوة المستمعون هذا ما تيسر عرضه في هذه الحلقة ونلتقي بكم على خير في الحلقة القادمة ان شاء الله تعالى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد ابن تركي الخثلان تنفيذ فهد ابن سعد الفريان