اذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية تقدم فقه العبادات فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد ابن تركي الخثلان تنفيذ فهد بن سعد الفريان بسم الله الرحمن الرحيم. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ايها الاخوة المستمعون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حديثنا في هذه الحلقة عن الصلاة في وسائل النقل والمواصلات وقد تكلم الفقهاء رحمهم الله عن هذه المسألة وكانت وسائل النقل عند الناس الى وقت ليس بالبعيد هي الدواب من الابل والخيل والحمير قال الله تعالى والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون وقد خلق الله تعالى من وسائل النقل ما لم يعلم الناس في القرون الماضية من السيارات والطائرات والقطارات ونحوها واما السفن فقد كانت موجودة من قديم الزمان وقد ذكر الله تعالى ان نوحا عليه الصلاة والسلام لما كذبه قومه امره تعالى بصنع الفلك التي هي السفينة كما قال عز وجل واصنع الفلك باعيننا ووحينا ولا تخاطبني في الذين ظلموا انهم مغرقون واذا كان فقهاؤنا قد تحدثوا عن احكام الصلاة في وسائل النقل والمواصلات الموجودة في زمانهم فاننا نتحدث عن احكام الصلاة في وسائل النقل والمواصلات الموجودة في وقتنا الحاضر وابتدئوا الحديث عن احكام الصلاة في السيارة فاقول وبالله التوفيق اما صلاة النافلة فلا بأس بان تؤدى داخل السيارة ولا يلزمه في هذه الحال استقبال قبلة بشرط ان يكون ذلك في السفر والاصل في ذلك ما جاء في الصحيحين عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي على راحلته حيث توجهت به فاذا اراد الفريضة نزل فاستقبل القبلة في حديث ابن عمر عند البخاري وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يسبح على الراحلة قبل اي وجهة توجه ويوتر عليها غير انه لا يصلي عليها المكتوبة وقال بعض الفقهاء يلزمه في هذه الحال استقبال القبلة عند تكبيرة الاحرام ان امكنه ذلك لحديث انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا سافر فاراد ان يتطوع استقبل بناقته القبلة فكبر وصلى حيث كان حيث كان وجهة ركابه اخرجه ابو داوود واحمد قال الحافظ ابن حجر في بلوغ المرام اسناده حسن والاقرب في هذه المسألة والله اعلم انه لا يلزمه في هذه الحال استقبال قبلة عند تكبيرة الاحرام وانما يستحب له ذلك ذلك لان الواصفين لصلاة النبي صلى الله عليه وسلم على الراحلة لم يذكروا ذلك وحديث انس المذكور غاية ما يدل عليه استحباب استقبال القبلة عند تكبيرة الاحرام قال ابن القيم رحمه الله قال كان من هديه صلى الله عليه وسلم صلاة التطوع على راحلته حيث توجهت به كان يومئ ايماء برأسه في ركوعه وسجوده وسجوده اخفض من ركوعه وروى احمد وابو داوود عنه من حديث انس انه كان يستقبل بناقته القبلة عند تكبيرة الافتتاح ثم يصلي سائر الصلاة حيث توجهت به قال وفي هذا الحديث نظر سائر من وصف صلاته صلى الله عليه وسلم على راحلته اطلقوا انه كان يصلي عليها قبل اي وجهة توجهت به ولم يستثنوا من ذلك تكبيرة الاحرام ولا غيرها كعامر ابن ربيعة وعبدالله ابن عمر وجابر ابن عبد الله رضي الله عنهم واحاديثهم اصح من حديث انس هذا والله اعلم واما صلاة الفريضة فليس له ان يصليها داخل السيارة لابد من ان ينزل ويصلي على الارض ويدل لذلك حديث جابر رضي الله عنهما السابق ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي على راحلته نحو المشرق فاذا اراد ان يصلي المكتوبة نزل فاستقبل القبلة بحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسبح على الراحلة قبل اي وجهة توجه ويوتر عليها غير انه لا يصلي عليها المكتوبة ويستثنى من ذلك ما اذا هيأ مكان مناسب للصلاة داخل السيارة كما في بعض السيارات الكبيرة كبعض سيارات النقل العام مثلا بحيث يؤدي الصلاة بجميع شروطها. ومنها استقبال القبلة وبجميع اركانها ومنها القيام والركوع والسجود فلا بأس حينئذ بصلاة الفريضة داخل السيارة وما قيل في السيارة يقال ايضا في القطار ونحوه واما الصلاة في الطائرة فما كان من النوافل فالامر فيه واسع ويقال فيه ما قيل في الصلاة في السيارة ونحوها واما صلاة الفريضة فان امكن ان يأتي بالصلاة بجميع شروطها واركانها فلا بأس بادائها في الطائرة وان لم يمكن لعدم وجود مكان مهيأ للصلاة فيه ان كانت الصلاة مما يجمع مع غيرها كانت الطائرة ستهبط قبل خروج وقت الثانية اخر الاولى مع الثانية ليجمعها معها جمع تأخير ولكن اذا كانت الصلاة مما مما لا تجمع مع غيرها وهي صلاة الفجر او مما تجمع مع غيرها لكنه يعلم بان الطائرة لن تهبط في المطار الا بعد خروج وقت الثانية ان تكون صلاة الظهر والعصر مثلا والطائرة لن تهبط الا بعد غروب الشمس فيلزمه في هذه الحال ان يصلي على حسب حاله لقول الله تعالى فاتقوا الله ما استطعتم فان امكنه استقبال القبلة لزمة وان لم يمكنه فانه يصلي ولو الى غير القبلة ويسقط عنه شرط استقبال القبلة في هذه الحال للعجز عنه وهكذا يقال في القيام والركوع والسجود امكنه ان يأتي بها لزمه ذلك والا صلى جالسا يومئ بالركوع والسجود ويجعل السجود اخفض من الركوع القاعدة في هذا ان ما عجز عنه المسلم من شروط او اركان الصلاة فانه يسقط عنه. لقول الله تعالى لا يكلف الله نفسا الا وسعها. ولقوله تعالى اتقوا الله ما استطعتم وننبه ايها الاخوة الى ان بعض المسافرين على الطائرة يتساهلون في هذه المسألة يؤخرون الصلاة الى حين هبوط الطائرة وهم يعلمون بانها لن تهبط الا بعد خروج وقت الصلاة بحجة انهم لا يتمكنون من استقبال القبلة ومن بعض اركان الصلاة كالركوع والسجود وهذا الفهم غير صحيح بل الواجب عليهم ان يؤدوا الصلاة في وقتها حسب استطاعتهم فان تعذر او شق عليهم استقبال القبلة سقط هذا الشرط وان لم يمكن الاتيان بالركوع والسجود اجزأ الايماء بهما ولكن لا تؤخر الصلاة عن وقتها وتأخير الصلاة عن وقتها معدود عند العلماء من الكبائر ايها الاخوة المستمعون ومن الناس من لا يجهل هذه المسائل ولكنه اذا كان داخل الطائرة يخجل ان يصلي في الطائرة امام الناس خاصة في الرحلات الدولية ومع ضيق المكان ونقول ينبغي للمسلم ان يعتز باسلامه وان يستحضر بانه بصلاته يدعو الى الله تعالى بفعله يدعو غير المسلمين الى التعرف على هذا الدين العظيم. الذي دفعه لان يقوم من تلقاء نفسه. وان يتعبد لخالقه بهذه بل ويدعو المسلمين المتساهلين باداء الصلاة الى الالتزام بها. ومن احسنوا قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين وسبحان الله كيف لا يخجل اهل الباطل من اظهار باطلهم؟ وبعظ اهل الحق يخجلون من اظهار الحق الذي وفقهم الله تعالى اليه اسأل الله تعالى ان يعزنا بالاسلام وان يجعلنا هداة مهتدين وان يرزقنا الفقه في الدين والى الملتقى في الحلقة القادمة ان شاء الله تعالى. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته بقح العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور تساعد ابن تركي الخثلان تنفيذ فهد بن سعد الفريان