اذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية تقدم فقه العبادات فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان تنفيذ فهد بن سعد الفريان بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين ايها الاخوة المستمعون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا يزال الحديث موصولا عن احكام صلاة الكسوف وساتحدث معكم في هذه الحلقة عن جملة من الاحكام والمسائل المتعلقة بها فاقول وبالله التوفيق صلاة الكسوف سنة مؤكدة قد دل لذلك السنة والاجماع فان النبي صلى الله عليه وسلم امر بها خرج اليها فزعا صلاها صلاة طويلة لا نظير لها وعرضت عليه فيها الجنة والنار وخطب بعدها خطبة عظيمة ولهذا ذهب بعض العلماء الى انها واجبة قال ابن القيم رحمه الله وهو قول قوي ومشروعية صلاة الخسوف والخسوف انما تكون عند رؤية الشمس كاسفة او القمر خاسفا ولا يعتمد في ذلك على الحسابات الفلكية لقول النبي صلى الله عليه وسلم اذا رأيتم ذلك فصلوا تعلق النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة على الرؤيا وليس معنى هذا ان الحسابات الفلكية التي تحدد وقت الخسوف والكسوف غير دقيقة بل هي دقيقة وتحدد وقت الكسوف والخسوف بدقة لان الكسوف والخسوف يقع بتقدير الله تعالى وفق سنن كونية قد امكن الناس معرفة هذه السنن من قديم الزمان وقد قيل ان الفراعنة في زمنهم كانوا يعرفون اوقات الكسوف والخسوف وانما لا يعتمد على الحسابات الفلكية في الكسوف والخسوف لان الشارع اناط ذلك بالرؤية فاذا رأيتم ذلك فصلوا وبناء على ذلك او حدد لو حددت الحسابات الفلكية وقت كسوف الشمس او وقت خسوف القمر ثم كان الجو غائما ولم ترى الشمس كاسفة او لم يرى القمر خاسفا فلا تشرع صلاة الخسوف او الخسوف حينئذ ونظير ذلك ما يسمى بخسوف شبه الظل حيث يدخل القمر منطقة شبه الظل حيث يدخل القمر منطقة شبه الظل للارظ فلا ينخسف خسوفا حقيقيا بل يحدث له ما يسميه الفلكيون بالاحتراق. وهو مما لا تراه العين المجردة فهو حينئذ وان سماه الفلكيون خسوفا واعتبروه احد انواع الخسوف الا انه ليس خسوفا بالمعنى الشرعي. فلا تشرع عند لحدوثه الصلاة وانما هو ليس خسوف بالمعنى الشرعي لكونه لا يرى بالعين المجردة. والناظر للقمر لا يرى اي اثر للخسوف النبي صلى الله عليه وسلم علق الامر بالصلاة عند رؤية الشمس كاسفة او رؤية القمر خاسفا وعند حدوث الكسوف او الخسوف فالسنة ان ينادى لها الصلاة جامعة لما جاء في الصحيحين عن عبد الله ابن عمرو رضي الله عنهما قال لما كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نودي الصلاة جامعة والصلاة بالنصب اي ان الصلاة جامعة حاضرة وقال بعض العلماء يصح ان يقال الصلاة جامعة ويكرر النداء لصلاة الكسوف بحيث يغلب على الظن ان الناس قد سمعوه وصلاتها جماعة افضل لان هذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم والافضل ان تصلى في الجوامع ان تيسر. لان النبي صلى الله عليه وسلم صلاها باصحابه في مسجد واحد ولان الكثرة في الغالب ادعى للخشوع وحضور القلب ولكن لا بأس بان تصلى فرادى ولو ان امرأة لم يتيسر لها ان تصلي صلاة الكسوف مع الناس في المسجد وصلتها في بيتها فلا بأس بذلك واصح ما ورد في صفة صلاة الكسوف ما جاء في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت قصفت الشمس في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فخرج الى المسجد فصف الناس وراءه فكبر فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءة طويلة ثم كبر فركع ركوعا طويلا ثم قال سمع الله لمن حمده فقام ولم يسجد وقرأ قراءة طويلة هي ادنى من القراءة الاولى ثم كبر وركع ركوعا طويلا وهو ادنى من الركوع الاول ثم قال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ثم سجد ثم قال في الركعة الاخرة مثل ذلك فاستكمل اربع ركعات في اربع سجدات وانجلت الشمس قبل ان ينصرف ثم قام فاثنى على الله بما هو اهله ثم قال هما ايتان من ايات الله لا يخسفان لموت احد ولا لحياته فاذا رأيتموهما فافزعوا الى الصلاة وقولها فاستكمل اربع ركعات في اربع سجدات المقصود استكمل اربع ركوعات باربع سجدات والا فهي ركعتان لكن المقصود ان فيها اربع ان فيها اربع ركوعات واختلف العلماء هل لصلاة الكسوف خطبة؟ فذهب الشافعي الى انه يشرع ان يخطب الامام بعد صلاة الكسوف خطبة يذكر الناس فيها بما ينبغي تذكيره في هذا المقام لان النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس بعدما صلى بهم صلاة الكسوف وذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والحنابلة الى ان صلاة الكسوف لا خطبة لها قال الموفق ابن قدامة رحمه الله لا خطبة لصلاة الكسوف. لان النبي صلى الله عليه وسلم امرهم عند الكسوف بالصلاة والدعاء والصدقة ولم يأمرهم بخطبة ولو كانت سنة لامرهم بها وانما خطب النبي صلى الله عليه وسلم بعد الصلاة ليعلمهم حكمها. وهذا مختص به والاقرب والله تعالى اعلم هو ما ذهب اليه الجمهور. وهو انه لا خطبة لصلاة الكسوف وخطوة النبي صلى الله عليه وسلم انما كانت لبيان امور يحتاج لها الناس وتحتاج لها الامة خاصة وان الكسوف لاول مرة يقع في عهده عليه الصلاة والسلام ثم كان من تقدير الله تعالى ان وافق الكسوف موت ابراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم. وكان الناس يعتقدون في الجاهلية ان الشمس والقمر انما يكسفان لموت عظيم او ولادته. فاراد عليه الصلاة والسلام ان يبطل هذا المعنى. ثم انه عليه الصلاة والسلام قري في صلاته الجنة والنار فاراد ان يصف للناس ما رأى ومما يؤيد هذا ان الصحابة سألوه عن سبب تقدمه وتأخره في الصلاة ولو كانت خطبة كخطبة الجمعة لما سألوه الا بعد انقضائها ولكن مع ترجيح القول بانه لا خطبة لصلاة الكسوف. الا انه ينبغي للامام ان يلقي كلمة بعد صلاة الكسوف يذكر الناس بما ينبغي تذكيرهم به في هذا المقام ومن المسائل المتعلقة بصلاة الكسوف ان صلاة الكسوف انما تدرك الركعة فيها بادراك الركوع الاول واما الركوع الثاني فلا تدرك به الركعة وعلى هذا فلو دخل مسبوق مع الامام بعدما رفع رأسه من الركوع الاول فقد فاتته هذه الركعة وعليه ان يقضيها بعد سلام امامه واذا اتى مسبوق وقد صلى الناس صلاة الكسوف فانه يصليها وحده وسبق القول بان صلاة الكسوف تشرع جماعة وفرادا وفعلها جماعة افضل ووقت صلاة الكسوف من حين الكسوف الى حين التجلي فان لم يعلم بالكسوف الا بعد التجلي فانها لا تقضى. لقول النبي صلى الله عليه وسلم فاذا رأيتم ذلك فافزعوا الى الصلاة حتى تنجلي متفق عليه. فجعل الانجلاء غاية للصلاة ولان كل عبادة مقرونة بسبب اذا زال السبب زالت مشروعيتها وان تجلى الكسوف وهو في الصلاة اتمها خفيفة لقول النبي صلى الله عليه وسلم صلوا حتى ينكشف ما بكم. وفي رواية حتى تنجلي واذا انتهت الصلاة والكسوف باق فانها لا تعاد الصلاة في اظهر اقوال العلماء لان النبي صلى الله عليه وسلم قال فصلوا وادعوا حتى ينكشف ما بكم وقد حصلت الصلاة وبقي الدعاء والذكر وهل تشرع الصلاة للايات العظيمة غير الكسوف والخسوف اختلف العلماء في هذه المسألة المذهب عند الحنابلة انه لا يصلى لشيء من سائر الايات الا الزلزلة وعند المالكية والشافعية انه لا يصلى الا لكسوف الشمس او لخسوف القمر فقط وعند الحنفية انه يصلى لكل اية عظيمة وهذا القول هو رواية عن الامام احمد اختاره شيخ الاسلام ابن تيمية رحمة الله تعالى على الجميع. وذلك لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم انهما ايتا من ايات الله يخوف الله بهما عباده. فكل اية يكون فيها التخويف فيصلى لها قد روي ذلك عن علي ابن ابي طالب وابن عباس رضي الله تعالى عنهما. ولعل هذا القول هو الاقرب في هذه المسألة والله اعلم وبناء على ذلك وبناء على هذا القول تشرع الصلاة عند الاعاصير المدمرة وعند الزلازل ونحو ذلك من الايات ايها الاخوة المستمعون هذا ما تيسر عرضه في هذه الحلقة ونلتقي بكم على خير في الحلقة القادمة ان شاء الله تعالى والسلام ورحمة الله وبركاته فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان تنفيذ فهد بن سعد الفريان