اذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية تقدم فقه العبادات فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد ابن تركي الخثلان تنفيذ فهد ابن سعد الفريان بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين ايها الاخوة المستمعون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا يزال الحديث موصولا عن احكام صلاة الاستسقاء فاقول وبالله التوفيق السنة الخروج لصلاة الاستسقاء متواضعا متخشعا متذللا متضرعا قال كثير من الفقهاء ينبغي له ان يتنظف ولا يتطيب عما كونه يتنظف ولانه مكان اجتماع عام ووجود الروائح الكريهة تؤذي الحاضرين او بعضهم واما كونه لا يتطيب فلانه وقت استكانة وخضوع وتذلل وخشوع ووضع الطيب لا يتفق مع ما هو مطلوب من الاستكانة والتذلل ويدل لهذا حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم للاستسقاء متبذلا متواضعا متضرعا حتى اتى المصلى فلم يخطب كخطبتكم هذه ولكن لم يزل في الدعاء والتضرع والتكبير وصلى ركعتين كما كان يصلي في العيد وجهه ابو داوود والترمذي والنسائي قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح وقوله في هذا الحديث متبذلا دليل على انه لا يمس الطيب ولا يلبس لباس زينة وان كان اخذ الزينة مطلوبا في جميع الصلوات الا انه يستثنى من ذلك صلاة الاستسقاء فلا يشرع اخذ الزينة لها قال الموفق ابن قدامة رحمه الله السنة الخروج لصلاة الاستسقاء متواضعا متخشعا متذللا متضرعا في ثياب بذلته ولا يلبس ثياب زينة لانه يوم تواضع ويكون متخشعا في مشيه وجلوسه متضرعا الى الله تعالى متذللا راغبا اليه قد كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا استسقى ما ان ينزل من المنبر الا والمطر يتحادر من لحيته رجى البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال ربما ذكرت قول الشاعر وانا انظر الى وجه النبي صلى الله عليه وسلم يستسقي فما ينزل حتى يجيش كل ميزان وابيض يستسقى الغمام بوجهه امال اليتامى عصمة للارامل قال البخاري وهو قول ابي طالب ومراد البخاري ان هذا البيت الذي كان يتمثل به ابن عمر هو من قصيدة طويلة لابي طالب ذكرها ابن اسحاق في السيرة وهي اكثر من ثمانين بيتا قالها ابو طالب لما تمالأت قريش على النبي صلى الله عليه وسلم وجاء في بعض الروايات ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لو كان ابو طالب حيا لقرت عيناه وفي عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في السنة الثامنة عشرة من الهجرة في عام الرمادة اصاب الناس قحط شديد فدعا عمر ابن الخطاب العباس ابن عبد المطلب وطلب منه ان يستسقي بالناس وقال اللهم انا كنا نتوسل اليك بنبينا فتسقينا وانا نتوسل اليك بعم نبينا فاسقنا ومراده بالتوسل هنا طلب الدعاء قد كان النبي صلى الله عليه وسلم في حياته اذا اصابهم القحط طلبوا منه ان يدعو الله لهم بالسقيا فيدعو فيسقوا وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم طلب الصحابة من العباس ان يستسقي لهم بهذا دليل على عدم جواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم او بقبره او بجاهه ونحو ذلك ولو كان هذا مشروعا لفعله الصحابة رضي الله تعالى عنهم اجمعين ولما طلب ولما طلبوا من العباس ان يستسقي بهم وجاء في بعض الروايات ان العباس لما استسقى بالناس قال اللهم انه لم ينزل بلاء الا بذنب ولم يكشف الا بتوبة وقد توجه القوم بي اليك لمكان من نبيك ونواصينا اليك بالتوبة فاسقنا الغيث وارخت السماء مثل الجبال حتى اخصبت الارظ وفي عهد معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه قحط الناس فخرج معاوية يستسقي بالناس فلما جلس على المنبر قال اين يزيد ابن الاسود فقام يزيد وطلب منه معاوية ان يستسقي بالناس ففعل فثارت سحابة مثل الترس وهب لها ريح فسقوا حتى كادوا لا يبلغون منازلهم ومن هنا فقد ذكر كثير من اهل العلم انه يستحب ان يستسقى بمن ظهر صلاحه لانه اقرب الى اجابة الدعاء وعلى هذا كان المسلمون وائمتهم يستسقون بدعاء الصالحين في حياتهم بل في تراجم بعض الرواة بل في تراجم بعض الرواة يوصفون بانهم يستسقى بهم قال سفيان بن عيينة حدثنا رجلان صالحان يستسقى بهما ابن عجلان ويزيد ابن يزيد ابن جابر وقد بوب ابن حبان في صحيحه بقوله باب ذكر ما يستحب للامام اذا اراد الاستسقاء ان يستسقي بالصالحين رجاء الدعاء لذلك واستحب بعض علماء خروج الشيوخ والعجائز لانهم اقرب للاجابة لدى الصبيان لانهم لا ذنوب عليهم قال الموفق ابن قدامة رحمه الله ويخرج معه اهل الدين والصلاح والشيوخ لانه اسرع للاجابة ويستحب الخروج لكافة الناس اما النساء فلا بأس بخروج العجائز منهن ومن لا هيئة لها قال ابن حامد يستحب فاما الشواب وذوات الهيئة فلا يستحب لهن لان الضرر في خروجهن اكثر من النفع وقد روي ان الناس اصابهم القحط في زمن طارق بن زياد خرج بالناس ومعهم الشيوخ والعجائز والصبيان واخرج معهم البهائم وجعلوا يدعون الله تعالى ويتضرعون ويبكون حتى سقوا واخراج البهائم في صلاة الاستسقاء قال به بعض اهل العلم قد جاء في مصنف عبد الرزاق ان سليمان عليه الصلاة والسلام خرج يستسقي فرأى نملة مستلقية وهي تقول اللهم انا من خلقك ليس بنا غنى عن رزقك فقال سليمان ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم وقال باستحبابه القاضي ابو يعلى وابن عقيل من الحنابلة ويرى بعض اهل العلم انه غير مستحب لان النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله ولم ينقل عن احد من الصحابة انه فعل ذلك والله تعالى اعلم ويرى بعض العلماء انه يستحب للامام اذا اراد الخروج لصلاة الاستسقاء ان يأمر الناس بالصدقة لان الصدقة فيها احسان الى الغير والاحسان سبب للرحمة كما قال الله تعالى ان رحمة الله قريب من المحسنين والغيث رحمة لقول الله تعالى وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وينبغي ان يحثهم على المبادرة باخراج الصدقة الواجبة فان منعها سبب لمنع القطر من السماء. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وما منع قوم زكاة اموالهم الا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا واستحب بعض اهل العلم ان يأمر الامام الناس قبل الخروج للاستسقاء بالصيام وان يخرج الناس للاستسقاء وهم صائمون لان ذلك اقرب الى اجابة الدعاء ولو اراد غير المسلمين ان يستسقوا مع المسلمين فلا يمنعون لكن ينفردون عن المسلمين بمكان لكن يمنعوا ان ينفردوا بزمان يمنع الانفراد بيوم في الاستسقاء لانه ربما نزل المطر في اليوم الذي استسقوا فيه فيكون في ذلك فتنة لبعض الناس ومثلهم اهل البدع لو طلبوا الانفراد بمكان اذن لهم فان طلبوا الانفراد بزمان فيمنعوا. لان لا ينزل المطر في ذلك اليوم فيكون في ذلك فتنة فان الدعاء قد يستجاب من المبتدع وقد يستجاب من الكافر كما قال الله تعالى فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله اما اجابة الدعاء فقد يكون سببه اضطرار الداعي وصدقه قد يكون سببه مجرد رحمة الله له وقد يكون امرا قضاه الله تعالى لا لاجل دعائه قد يكون له اسباب اخرى وان كان فتنة في حق الداعي فانا نعلم ان الكفار قد يستجاب لهم فيسقون وينصرون ويعانون ويرزقون. وقد قال الله تعالى كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا قال الموفق ابن قدامة رحمه الله وان خرجوا لم يمنعوا لانهم يطلبون ارزاقهم من ربهم فلا يمنعون من ذلك ولا يبعد ان يجيبهم الله تعالى لانه قد ظمن ارزاقهم في الدنيا كما ضمن ارزاق المؤمنين وقد ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ذكر ان قوما من الكفار حاصروا مدينة للمسلمين فنفذ ماؤهم العذب فطلبوا من المسلمين ان يزودوهم بماء عذب ليرجعوا عنهم فتشاور ولاة امر المسلمين ثم قالوا بل ندعوهم حتى يضعفهم العطش فنأخذهم فقام اولئك الكفار فاستسقوا ودعوا الله تعالى فسقوا واضطرب بعض العامة قال الملك لاحد العلماء ادرك الناس فامر بنصب منبر له ودعا الله تعالى فقال اللهم انا نعلم ان هؤلاء من الذين تكفلت بارزاقهم كما قلت في كتابك وما من دابة في الارض الا الا على الله رزقها قد دعوك مضطرين وانت تجيب المضطر اذا دعاك فاجبتهم. لا لانك تحبهم ولا تحب دينهم. اللهم فارنا فيهم اية تثبت بها الايمان في قلوب عبادك المؤمنين فارسل الله تعالى عليهم ريحا فاهلكتهم ايها الاخوة المستمعون هذا هو ما اتسع له وقت هذه الحلقة ونستكمل الحديث عن بقية احكام صلاة الاستسقاء في الحلقة القادمة ان شاء الله تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد ابن تركي الخثلان تنفيذ فهد ابن سعد الفريان