اذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية تقدم فقه العبادات فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد ابن تركي الخثلان تنفيذ فهد بن سعد الفريان بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله به ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين ايها الاخوة المستمعون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا يزال الحديث موصولا عن احكام صلاة الجمعة كان اخر ما تحدثنا عنه شروط صلاة الجمعة ذكرنا ان من شروطها تقدم خطبتين ونستكمل في هذه الحلقة الحديثة عن الاحكام والمسائل المتعلقة بخطبة الجمعة فاقول وبالله التوفيق يسن للخطيب اذا صعد المنبر ان يسلم على الناس ويدل لذلك ما جاء في سنن ابن ماجة عن جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا صعد المنبر سلم وهذا الحديث وان كان في سنده مقال الا انه قد جرى عليه عمل الخلفاء الراشدين من بعد النبي صلى الله عليه وسلم بل قد حكي الاجماع عليه ولكن لو ان الخطيب مر باناس قبل صعوده المنبر ويشرع له ان يسلم عليهم فيكون للخطيب حينئذ سلمان الاول اذا دخل المسجد سلم على من يمر به والثاني اذا صعد المنبر يسلم تسليما عاما على جميع المصلين والسنة ان يخطب على منبر او موضع عال لان ذلك ابلغ في ايصال الخطبة الى الناس حتى مع وجود مكبرات الصوت في الوقت الحاضر وذلك لان الخطبة على المنبر او الموضع المرتفع مع كونها ابلغ في ايصال الخطبة الى الناس فانها كذلك اكثر تأثيرا لان تأثر السامع اذا رأى المتكلم ابلغ من تأثره وهو لا يراه قال البخاري في صحيحه باب الخطبة على المنبر قال انس رضي الله عنه خطب النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر ثم ساق البخاري بسنده عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال كان جذع يقوم اليه النبي صلى الله عليه وسلم فلما وضع له المنبر سمعنا للجذع مثل صوت العشار حتى نزل النبي صلى الله عليه وسلم فوظع يده عليه قال الخطابي العشار الحوامل من الابل اذا قاربت الولادة وفي رواية اخرى عند البخاري عن جابر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم يوم الجمعة الى شجرة الى شجرة او نخلة فقالت امرأة من الانصار يا رسول الله الا نجعل لك منبرا؟ قال ان شئتم فجعلوا له منبرا فلما كان يوم الجمعة صاحت النخلة صياح الصبي ثم نزل النبي صلى الله عليه وسلم فضمه اليه يئن انين الصبي الذي يسكن قال كانت اي النخلة تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها وجاء في حديث بريدة عند الدارمي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لهذا الجذع اختر ان اغرسك في المكان الذي كنت فيه فتكون كما كنت يعني قبل ان تصير جذعا وان شئت ان اغرسك في الجنة فتشرب من انهارها ويحسن نبتك وتثمر فيأكل منك اولياء الله قال النبي صلى الله عليه وسلم اختار ان اغرسه في الجنة وجاء في رواية ابن خزيمة من حديث انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده لو لم التزمه لما زال هكذا الى يوم القيامة حزنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم امر به فدفن ونقل الحافظ ابن حجر عن الحسن البصري رحمه الله انه كان اذا حدث بهذا الحديث قال يا معشر المسلمين الخشبة تحن الى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقا الى لقائه فانتم احق ان تشتاقوا اليه قال الحافظ ابن حجر وفي هذا الحديث دلالة على ان الجمادات قد يخلق الله تعالى لها ادراكا كالحيوان بل اشرف الحيوان والسنة للخطيب ان يخطب قائما بقول الله تعالى واذا رأوا تجارة او لهوا انفضوا اليها وتركوك قائما وفي صحيح مسلم عن جابر بن سمرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب قائما ثم يجلس ثم يقوم ويخطب قائما فمن نبأك انه كان يخطب جالسا فقد كذب واستحب بعض العلماء ان يعتمد الخطيب على سيف او قوس او عصا بحديث الحكم بن حزن قال شهيدنا الجمعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام متوكأ على عصا او قوس فحمد الله واثنى عليه وهذا الحديث اخرجه ابو داوود في سننه قال الحافظ ابن حجر اسناده حسن ويرى بعض العلماء ان الاعتماد على السيف لا اصل له واما الاعتماد على العصا او القوس فانما يكون عند الحاجة واذا احتاج الخطيب الى الاعتماد على العصا مثل ان يكون ضعيفا او كبيرا في السن فيكون سنة لان ذلك يعينه على القيام وما اعان على سنة فهو سنة اما اذا لم يكن هناك حاجة للاعتماد على العصا فلا يقال ان الاعتماد على العصا في الخطبة سنة وهذا القول الاخير لعله هو الاقرب في هذه المسألة والله اعلم ويدل لذلك ان ظاهر الروايات المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم في اعتماده على العصا اثناء الخطبة انما كانت قبل اتخاذه المنبر بحاجته الى الاعتماد على العصا في هذه الحال اما بعد اتخاذه المنبر فلم يحفظ عنه صلى الله عليه وسلم انه كان يعتمد على عصا قال ابن القيم رحمه الله ولم يكن صلى الله عليه وسلم يأخذ بيده سيفا ولا غيره وانما كان يعتمد على قوس او عصا قبل ان يتخذ المنبر وكان في الحرب يعتمد على قوس وفي الجمعة يعتمد على عصا ولم يحفظ عنه صلى الله عليه وسلم انه اعتمد على سيف وما يظنه بعض الجهال انه كان يعتمد على السيف دائما وان ذلك اشارة الى ان الدين قام بالسيف فمن فرط يعني فانه لا يحفظ عنه صلى الله عليه وسلم بعد اتخاذ المنبر انه كان يلقاه بسيف ولا قوس ولا غيره ولا قبل اتخاذه انه اخذ بيده سيفا للبتة وانما كان يعتمد على عصا او قوس والحاصل ايها الاخوة المستمعون ان الاعتماد على العصا في خطبة الجمعة انما يستحب لمن يحتاج اليها اما لضعف او لكبر سن ونحو ذلك واما من لا يحتاج الى الاعتماد على العصا فليس ذلك بمستحب. والله تعالى اعلم واستحب العلماء للخطيب ان يقصد تلقاء وجهه ولا يلتفت اثناء الخطبة لا يمينا ولا شمالا قد نص كثير من العلماء على كراهة التفات الخطيب اثناء الخطبة بل حكي الاتفاق على ذلك قال النووي رحمه الله اتفق العلماء على كراهة الالتفات اثناء خطبة الجمعة وهو معدود من البدع المنكرة وقول النووي عن هذا الالتفات انه من البدع المنكرة لعله يقصد امرا كان موجودا في بعظ الازمنة من ان الخطيب كان اذا صلى على النبي صلى الله عليه وسلم التفت يمينا وشمالا لكن الالتفات اثناء الخطبة مكروه عموما في قول عامة اهل العلم والمشروع لمن يستمع الخطبة ان يستقبل الخطيب بوجهه قال البخاري في صحيحه باب يستقبل الامام القوم واستقبال الناس الامامة اذا خطب واستقبل ابن عمر وانس رضي الله عنهم الامام ثم ساق البخاري بسنده عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم جلس ذات يوم على المنبر وجلسنا حوله واستقبال المأمومين للخطيب بوجوههم من السنن التي اغفلها كثير من الناس اليوم قال الحافظ ابن حجر رحمه الله ومن حكمة استقبالهم الامام التهيئ لسماع كلامه وسلوك الادب معه في استماع كلامه فاذا استقبله بوجهه واقبل عليه بجسده وقلبه وحضور ذهنه كان ادعى لتفهم موعظته وهل من السنة ان يحرك الخطيب يديه عند الانفعال الجواب ليس من السنة ان يحرك ليس من السنة ان يحرك الخطيب يديه في خطبة الجمعة ولكن يشير في الخطبة باصبعه عند الدعاء اما في غير خطبة الجمعة فلا بأس ان يتحرك الخطيب بحركات تناسب الجمل التي يتكلم بها اما خطوة الجمعة فان المغلب فيها التعبد فلا يشرع فيها الا ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا انكر الصحابة على بشر بن مروان حين رفع يديه في الدعاء مع ان الاصل في الدعاء رفع اليدين كما جاء في صحيح مسلم عن عمارة ابن رهيبة انه لما رأى بشر ابن مروان على المنبر رافعا يديه يعني عند الدعاء فقال قبح الله هاتين اليدين لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزيد على ان يقول بيده هكذا واشار باصبعه مسبحة ايها الاخوة المستمعون رفع اليدين عند الدعاء في خطبة الجمعة لا يشرع لا للخطيب ولا للمأمومين ولكن يستثنى من ذلك الاستسقاء يستثنى من ذلك الاستسقاء فقط واذا استسقى الخطيب فالسنة ان يرفع يديه ويرفع المأمومون ايديهم وما عدا الاستسقاء يدعو الخطيب من غير رفع اليدين اسأل الله تعالى ان يوفقني واياكم لاتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وان يرزقنا العلم النافع والفقه في الدين. والى الملتقى في القادمة ان شاء الله تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان تنفيذ فهد بن سعد الفريان