اذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية تقدم فقه العبادات فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان تنفيذ فهد ابن سعد الفريان بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين ايها الاخوة المستمعون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا يزال الحديث موصولا عن احكام صلاة الجمعة وابتدأ الحديث في هذه الحلقة بمسألة ما تدرك به الجمعة قد اختلف العلماء فيما تدرك به الجمعة والذي عليه اكثر اهل العلم انها تدرك بادراك ركعة وقد حكاه ابن منذر عن ابن مسعود وابن عمر وانس ابن مالك وسعيد ابن المسيب وعلقمة والحسن وعروة بن الزبير وهو مذهب المالكية والشافعية والحنابلة وعزاه النووي في المجموع لاكثر العلماء وقد استدلوا بحديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من ادرك ركعة من الجمعة فليضف اليها اخرى رواه النسائي وابن ماجه والبيهقي وجميع طرقه معلولة ولهذا قال ابو حاتم لا اصل لهذا الحديث وانما المتن من ادرك ركعة من الصلاة فقد ادركها وذكرت دار قطني في علله الاختلاف وقال الصحيح من ادرك من الصلاة ركعة فقد ادرك الصلاة ولكن يغني عن هذا الحديث في الدلالة على الحكم حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من ادرك ركعة من الصلاة فقد ادرك الصلاة متفق عليه وهذا الحديث يشمل الجمعة وغيرها من ادرك ركعة من الجمعة فقد ادرك الجمعة ومن لم يدرك ركعة فقد فاتته الجمعة ويقضيها ظهرا اربع ركعات قال الترمذي رحمه الله والعمل على هذا عند اكثر اهل العلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم قالوا من ادرك ركعة من الجمعة صلى اليها اخرى ومن ادركهم جلوسا صلى اربعا وبه يقول سفيان الثوري وابن المبارك والشافعي واحمد واسحاق وبناء على ما سبق من ادرك الركوع من الركعة الثانية في صلاة الجمعة فقد ادرك الجمعة واذا سلم الامام واتى بركعة واحدة اما اذا لم يدرك الركوع من الركعة الثانية وانما اتى المسبوق بعد الرفع من الركوع او اتى والامام في السجود من الركعة الثانية او في التشهد فقد فاتته الجمعة ويقضيها اربع ركعات ظهرا والله تعالى اعلم ومما استحبه كثير من اهل العلم قراءة سورة الكهف يوم الجمعة لحديث ابي سعيد رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة اضاء له من النور ما بين الجمعتين وقد اختلف في درجة هذا الحديث فمن العلماء من ضاعفه ومنهم من حسنه او صححه وقد اخرجه البيهقي من طريق الحاكم قال الحاكم صحيح الاسناد وتعاقبه البيهقي بان في اسناده نعيم ابن حماد وهو ذو مناكير لكن نعيما لم يتفرد به قد روى هذا الحديث الدارمي موقوفا على ابي سعيد بسند صحيح رجاله رجال الشيخين قال ابن القيم في زاد المعاد ذكره سعيد ابن منصور من قول ابي سعيد الخدري وهو اشبه ولكن هذا في حكم المرفوع لانه مما لا يقال بالرأي وللحديث شاهد عن ابن عمر باسناد لا بأس به والحاصل ان هذا الحديث بمجموع طرقه وشواهده يرتقي الى درجة الحسن او الصحيح ومن هنا فينبغي للمسلم ان يحرص على قراءة هذه السورة يوم الجمعة ويوم الجمعة يبتدأ من طلوع الفجر الى غروب الشمس وكل هذا الوقت كله محل لقراءة سورة الكهف والله تعالى اعلم ويستحب الاكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة وليلتها لحديث اوس بن اوس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من افضل ايامكم يوم الجمعة فاكثروا علي من الصلاة فان صلاتكم معروضة علي قالوا يا رسول الله وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد ارمت؟ اي بليت فقال ان الله حرم على الارض ان تأكل اجساد الانبياء اخرجه ابو داوود والنسائي وابن ماجة والدارمي واحمد والحاكم وصححه وصححه كذلك النووي وعن انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة فمن صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا اخرجه البيهقي في سننه وله شواهد متعددة وقد دلت السنة على ان في يوم الجمعة ساعة اجابة لا يوافقها مسلم وهو يصلي ويدعو الله تعالى الا اعطاه الله ما سأل كما جاء في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر يوم الجمعة فقال فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله تعالى شيئا الا اعطاه اياه واشار بيده يقللها فذكر النبي صلى الله عليه وسلم لهذه الساعة اربع صفات الاولى انها تكون في يوم الجمعة وهو ما بين طلوع الفجر الى غروب الشمس ولا يشمل ذلك ليلة الجمعة الثانية انه يستجاب فيها الدعاء لقوله يسأل الله شيئا الا اعطاه اياه ثالثة ان اجابة الدعاء فيها انما تكون لمن كان قائما يصلي الرابعة انها ساعة لطيفة في زمن يسير وقد جاء في رواية مسلم وهي ساعة خفيفة وفي رواية الطبراني في الاوسط من حديث انس وهي قدر هذا يعني قبضة قال ابن منير الاشارة لتقليلها هو للترغيب فيها والحظ عليها ليسارة وقتها وغزارة فضلها قال القاضي عياض بعدما حكى في تحديد هذه الساعة اقوالا قال وليس معنى هذه الاقوال ان هذا كله وقت لهذه الساعة بل معناه انها تكون في اثناء ذلك الوقت لقوله واشار بيده يقللها قال النووي وهذا الذي قاله القاضي صحيح وقد اختلف العلماء في تحديد هذه الساعة على اقوال كثيرة قد حكى الحافظ ابن حجر فيها في كتابه فتح الباري شرح صحيح البخاري ذكر فيها ثلاثة واربعين قولا قال ابن القيم رحمه الله وارجح هذه الاقوال قولان وارجح هذه الاقوال قولان تضمنتهما الاحاديث الثابتة واحدهما ارجح من الاخر الاول انها من جلوس الامام الى انقضاء الصلاة وحجة هذا القول ما روى مسلم في صحيحه عن من حديث ابي بردة بن ابي موسى ان عبد الله ابن عمر ان عبد الله ابن عمر قال له اسمعت اباك يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن ساعة الجمعة شيئا؟ قال نعم سمعته يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هي ما بين ان يجلس الامام الى ان تقضى الصلاة والقول الثاني انها بعد العصر وهذا ارجح القولين هو قول عبد الله ابن سلام وابي هريرة والامام احمد وخلق وحجة هذا القول ما رواه احمد في مسنده. من حديث ابي سعيد وابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيرا الا اعطاه اياه وهي بعد العصر وروى ابو داوود والنسائي عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم الجمعة اثنتا عشرة ساعة فيها ساعة لا يوجد مسلم يسأل الله فيها شيئا الا اعطاه اياه فالتمسوها اخر ساعة بعد العصر وروى سعيد بن منصور في سننه عن ابي سلمة بن عبدالرحمن عن ابي سلمة بن عبدالرحمن ان ناسا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اجتمعوا وتذاكروا الساعة التي في الجمعة فتفرقوا ولم يختلفوا انها اخر ساعة من يوم الجمعة وفي سنن ابي داوود والترمذي والنسائي من حديث ابي سلمة بن عبد الرحمن عن ابي هريرة انه لقي عبدالله بن سلام وتذاكر ساعة الجمعة فقال عبدالله بن سلام قد علمت اية ساعة هي قال ابو هريرة فقلت اخبرني بها قال عبدالله بن سلام هي اخر ساعة من يوم الجمعة فقلت كيف هي اخر ساعة من يوم الجمعة؟ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي وتلك الساعة لا يصلى فيها قال عبدالله بن سلام الم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم من جلس ينتظر الصلاة فهو في صلاة حتى يصلي؟ قال فقلت بلى فقال هو ذاك وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الساعة التي تذكر يوم الجمعة ما بين صلاة العصر الى غروب الشمس وكان سعيد بن جبير اذا صلى العصر لم يكلم احدا حتى تغرب الشمس وهذا هو قول اكثر السلف وعليه اكثر الاحاديث. قال ابن القيم وهذه الساعة هي اخر ساعة بعد العصر يعظمها جميع اهل ملل حتى عند اهل الكتاب وعند اهل الكتاب هي ساعة الاجابة وهذا مما لا غرظ لهم في تبديله وتحريفه وقد اعترف به مؤمنهم قال ويليه القول بانها ساعة الصلاة وبقية الاقوال لا دليل عليها. قال ابن القيم وعندي ان ساعة الصلاة ساعة فيها الاجابة ايضا فكلاهما ساعة اجابة وان كانت الساعة المخصوصة هي اخر ساعة بعد العصر فهي ساعة معينة من اليوم لا تتقدموا ولا تتأخر واما ساعة الصلاة فتابعة للصلاة تقدمت او تأخرت. لان الاجتماع المسلمين وصلاتهم وتضرعهم وابتهالهم الى الله تعالى تأثيرا في الاجابة. فساعة اجتماعهم ساعة ترجى فيها الاجابة. وعلى هذا تتفق الاحاديث كلها يقول النبي صلى الله عليه وسلم قد حظ امته على الدعاء والابتهال الى الله تعالى في هاتين الساعتين. والحاصل ايها الاخوة المستمعون ان ارجح الاقوال في تحديد ساعة الجمعة هو انها اخر ساعة بعد العصر. فينبغي للمسلم ان يجتهد في يوم الجمعة عموما. وفي هذا الوقت خصوصا والافضل اذا كان رجلا ان يكون في المسجد ينتظر صلاة المغرب والمرأة كذلك تجلس في مصلاها تنتظر صلاة المغرب لكي يصدق لكي يصدق عليهما عند دعائهما في هذا الوقت انهما في صلاة اسأل الله تعالى ان يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى وان ييسرنا لليسرى وان يجنبنا العسر والى الملتقى في الحلقة القادمة ان شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد ابن تركي الخثلان تنفيذ فهد ابن سعد الفريان