اذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية تقدم بقح العبادات فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور تساعد ابن تركي الخثلان تنفيذ تنفيذ فهد ابن سعد الفريان بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين ايها الاخوة المستمعون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله تعالى في هذه الحلقة الجديدة من هذا البرنامج والتي اتحدث فيها معكم عن احكام صلاة العيدين والعيدان تثنية عيد والمراد بهما عيد الفطر وعيد الاضحى كلاهما يقع في مناسبة شرعية اما مناسبة عيد الفطر فهي انقضاء شهر رمضان بعد تعبد المسلمين فيه لله تعالى بالصيام والقيام وما تيسر من صالح الاعمال واما مناسبة عيد الاضحى هي اختتام عشر ذي الحجة التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم ما من ايام العمل الصالح فيهن احب الى الله من هذه الايام العشر قالوا ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله الا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء ومن هنا في المناسبة لهذين العيدين مناسبة شرعية وهناك عيد ثالث وهو يوم الجمعة يتكرر في كل اسبوع مرة قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله قد سمى النبي صلى الله عليه وسلم الجمعة عيدا في غير موضع ونهى عن افراده بالصوم بما فيه من معنى العيد وليس في الاسلام عيد سوى هذه الاعياد الثلاثة عيد الفطر وعيد الاضحى ويوم الجمعة واتخاذ عيد غير هذه الاعياد الثلاثة بدعة محدثة قد اخرج النسائي بسند صحيح عن انس رضي الله عنه قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما قال قد ابدلكم الله بهما خيرا منهما يوم الفطر والاضحى ولا بأس بالتجمل في العيدين بل ان ذلك مستحب استحبابا مؤكدا في صلاة العيدين لدخوله في عموم قول الله تعالى يا بني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد اي عند كل صلاة ويتأكد اخذ الزينة في صلاتي الجمعة والعيدين قال البخاري في صحيحه باب في العيدين والتجمل فيه ثم ساق بسنده عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال اخذ عمر جبة من استبرق تباع في السوق فاخذها فاتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ابتع هذه تجمل بها للعيد والوفود فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما هذه لباس من لا خلاق له ووجه الدلالة ان النبي صلى الله عليه وسلم اقر عمر على اصل التجمل للعيد وانما زجره عن هذه الجبة لكونها كانت من حرير قال ابن القيم رحمه الله كان صلى الله عليه وسلم يلبس للخروج الى العيدين اجمل ثيابه فكان له حلة يلبسها للعيدين والجمعة واستثنى بعض الفقهاء من ذلك المعتكف فقالوا ينبغي ان يخرج في ثياب اعتكافه ولو كانت غير نظيفة قالوا لان هذه الثياب اثر عبادة فينبغي ان يبقى اثر العبادة عليه كما يشرع في دم الشهيد ان يبقى عليه ولكن هذا القول محل نظر اذ لا دليل عليه بل الدليل على خلافه فان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في العشر الاواخر من رمضان ويخرج لصلاة العيد في احسن ثيابه ولا هدي اكمل من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ثم لا نسلم بان توسخ ثياب المعتكف من اثر العبادة لكنه من طول بقائها عليه لهذا لو لبس ثوبا نظيفا في اخر يوم من رمضان او في ليلة العيد لما كان له اثر غالبا لا يصح قياسه على دم الشهيد لان الشهيد يأتي يوم القيامة وجرحه يثعب دما اللون لون الدم والريح ريح المسك ولهذا فالصواب ان المعتكف كغيره يخرج الى صلاة العيد متجملا لابسا احسن ثيابه واستحب بعض العلماء الاغتسال لصلاة العيد تحب الاغتسال لصلاة العيد وقد روي في هذا حديثان عن النبي صلى الله عليه وسلم لكنهما ضعيفان لا يصحان قول بالاستحباب حكم شرعي الى دليل ثابت ولم يثبت في هذا الباب شيء ولهذا فالاقرب ان يقال الاغتسال لصلاة العيد مباح ولا يقال انه سنة لعدم ثبوت ما يدل على سنيته والله تعالى اعلم ولا بأس باظهار الفرح والسرور يوم العيد يدل لذلك ما جاء في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنهما قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان وتضربان بالدف فاضجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وحول وجهه دخل ابو بكر فانتهرني وقال امزامير الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعهما يا ابا بكر انها ايام عيد وان لكل قوم عيدا وهذا عيدنا قالت عائشة فلما غفل غمزتهما فخرجتا في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنهما قالت كان يوم عيد يلعب فيه السودان بالدرق والحرام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تشتهين تنظرين؟ قلت نعم فاقامني وراءه خدي على خده وهو يقول دونكم يا بني ارفدة حتى اذا مللت قال حسبك؟ قلت نعم. قال فاذهبي في رواية عند النسائي فجعل يقول اما شبعت؟ فجعلت اقول لا لانظر منزلتي عنده قال الحافظ ابن حجر رحمه الله معلقا على الحديث الاول فيه ان اظهار السرور في الاعياد من شعار الدين واما ما يذكر عن بعض العباد انه مر بقوم يفرحون في ايام العيد قال ان هؤلاء قد اخطأوا فان كان لم يتقبل منهم فليس هذا فعل الخائفين. وان كان قد تقبل منهم فليس هذا بفعل الشاكرين فهذا اجتهاد منه وهو خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم فانه عليه الصلاة والسلام قد اباح لامته في ايام العيد من الفرح والانطلاق والانشراح الذي لا يخل بالدين كما انه اباح عند الحزن الاحداد بترك الزينة والطيب ونحوه لثلاثة ايام. كما قال عليه الصلاة والسلام لا يحل لامرأة ان تحد على ميت فوق ثلاث ليال الا على زوج اربعة اشهر وعشرة واذن في الهجر للمسلم ثلاثة ايام وحرم ما زاد على ذلك كما قال عليه الصلاة والسلام لا يحل لمسلم ان يهجر اخاه فوق ثلاث وهذا ايها الاخوة من عظمة هذه الشريعة التي راعت احوال النفوس بما تقتضيه الاحوال ولكن ننبه هنا الى ان الفرح والسرور بيوم العيد لابد ان يكون منضبطا بالضوابط الشرعية اما اذا افضى هذا الفرح الى امر محرم فيكون فرحا مذموما ويجب ان يكون المسلم يوم العيد مفطرا ويحرم صوم يوم العيد بل السنة ان يسعى لتحقيق الفطر يوم عيد الفطر باكل تمرات قبل ذهابه للصلاة في صحيح البخاري عن انس رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات يأكلهن وتراب وعلى هذا فالسنة للمسلم ان يأكل تمرات قبل ذهابه لصلاة العيد. ثلاثا او خمسا او اكثر من ذلك ويقطعها على وتر واقلها ثلاث لقوله تمرات واقل الجمع ثلاثة وهذا في عيد الفطر خاصة واما في عيد الاضحى ولا يأكل شيئا فلا يأكل شيئا حتى يضحي ويأكل من اضحيته قد جاء في حديث بريدة رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يخرج يوم الفطر حتى يفطر ولا يطعم يوم النحر حتى يصلي رواه احمد بسند حسن ويستحب تقديم صلاة عيد الاضحى وتأخير صلاة عيد الفطر قال الموفق ابن قدامة رحمه الله احب تقديم الاضحى ليتسع وقت التضحية لانها لا تجوز الا بعد الصلاة تأخير الفطر ليتسع وقت اخراج صدقة الفطر لان السنة اخراجها يوم العيد قبل الصلاة هذا مذهب الشافعي ولا اعلم فيه خلافا قد روي ان النبي صلى الله عليه وسلم كتب الى عمرو بن حزم ان اخر صلاة الفطر وعجل الاضحى وذكر الناس حديث مرسل رواه الشافعي وينبغي ان يخرج جميع الناس لصلاة العيد الرجال والنساء والصبيان ان صلاة العيد من اعظم شعائر الاسلام التي ينبغي ان تظهر وان تبرز حتى ان النبي صلى الله عليه وسلم قد امر باخراج الحيض والعواتق وذوات الخدور كما جاء في الصحيحين عن ام عطية رضي الله عنها قالت امرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نخرج في الاظحى والفطر العواتق والحيظ وذوات الخدور فاما الحيض فيعتزلن المصلى ويشهدن الخير ودعوة المسلمين والعواتق جمع عاتق وهي الجارية البالغة او التي قد قاربت البلوغ قال الحافظ ابن حجر رحمه الله والقصد من ذلك اظهار شعار الاسلام بالمبالغة في الاجتماع ايها الاخوة المستمعون هذا ما اتسع له وقت هذه الحلقة ونستكمل الحديث عن بقية احكام صلاة العيد في الحلقة القادمة ان شاء الله تعالى السلام عليكم وبركاته فقه العبادات فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد ابن تركي الخثلان تنفيذ تنفيذ فهد ابن سعد الفريان