اذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية تقدم اقح العبادات فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور سعد ابن تركي الخثلان تنفيذ تنفيذ فهد ابن سعد الفريان بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين ايها الاخوة المستمعون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حدثت معكم في حلقات سابقة من هذا البرنامج ومسائل الطهارة والصلاة ننتقل بكم بعد ذلك للحديث عن مسائل واحكام الزكاة وابتدأوا بتعريف الزكاة زكاة لغة النماء والزيادة قالوا زكى الزرع اذا نمى وزاد تطلق على التطهير والصلاح ومن قول الله تعالى قد افلح من زكاها ومعناها شرعا التعبد لله تعالى اخراج جزء واجب شرعا في مال معين لجهة مخصوصة قد اختلف العلماء في وقت فرضية الزكاة قال بعضهم انها فرضت في مكة قبل الهجرة قال اخرون انها فرضت في المدينة بعد الهجرة والاظهر والله تعالى اعلم ان اصل فرضها كان في مكة ولكن تفاصيل احكامها تقدير انصبائها وتقدير الاموال الزكوية تبيان اهلها فهذا في المدينة وذلك لانه قد وردت ايات مكية فيها الامر بالزكاة قول الله عز وجل واتوا حقه يوم حصاده قوله سبحانه والذين في اموالهم حق معلوم للسائل والمحروم قوله والذين هم للزكاة فاعلون ولكن الاحاديث الواردة في بيان انصباء الزكاة وتفاصيل احكامها انما كانت في المدينة بعد الهجرة قد كان المسلم في مكة قبل الهجرة مأمورا باخراج اي شيء تطيب به نفسه من غير تحديد بمقدار معين ثم بعد الهجرة جاءت الاحاديث بتحديد المخرج والانصباء وتفاصيل الاحكام قد رجح هذا القول الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره قال رحمه الله قد كان يجب اخراج شيء في الاصل في مكة ثم في السنة الثانية من الهجرة فصل بيانه وبين مقدار المخرج وكميته ولعل الحكمة من فرظية الزكاة على هذا النحو وتهيئة النفوس واعدادها لتقبل هذا الامر حيث ان الانسان يخرج من ما له الذي يحبه حبا جما فلما تهيأت النفوس لقبول ما يفرض عليها فرضه الله تعالى مبينا مفصلا في المدينة ايها الاخوة المستمعون فرض الزكاة على هذا النحو يدل على عظمة هذه الشريعة التي راعت احوال النفوس في التدرج بالالزام بالتكاليف الشرعية بقوم لم يألفوها من قبل كما ان هذا في الزكاة فهو كذلك في الصيام كان في ابتداء فرضيته كان الانسان مخيرا بين الصيام والاطعام ثم نسخ ذلك بايجاب الصيام عينا كما في تحريم الخمر حيث لم يأتي تحريم الخمر دفعة واحدة وانما اتى بالتدرج ولا غرو في ذلك هذه الشريعة من لدن حكيم خبير هو الخالق للبشر وهو العليم باحوال النفوس وهو بكل شيء عليم والزكاة ركن من اركان الاسلام وفريضة من فرائض الدين يؤكد اركان الاسلام بعد الشهادتين وبعد الصلاة قد اجمع المسلمون على ذلك في جميع الاعصار والامصار واتفق الصحابة رضي الله عنهم على قتال مانع الزكاة ففي صحيح البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه قال اما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ابو بكر رضي الله عنه وكفر من كفر من العرب فقال عمر كيف تقاتل الناس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله فمن قالها فقد عصم مني ماله ونفسه الا بحقه حسابه على الله قال ابو بكر قال ابو بكر رضي الله عنه والله لاقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة ان الزكاة حق المال والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلت على منعها قال عمر فوالله ما هو الا ان قد شرح الله صدر ابي بكر رضي الله عنه فعرفت انه الحق قال النووي رحمه الله والصحابة رضي الله عنهم تلفوا اولا في قتال مانع الزكاة. ورأى ابو بكر رضي الله عنه قتالهم واستدل عليهم. فلما ظهرت لهم الدلائل وافقوه فصاروا وقتالهم مجمعا عليه وقال بعض العلماء المعاصرين الدولة الاسلامية في عهد ابي بكر رضي الله عنه هي اول دولة في تاريخ البشرية تقاتل من اجل حقوق الفقراء والمساكين والفئات الضعيفة في المجتمع ايها الاخوة المستمعون ومن ترك الزكاة جاحدا لوجوبها فهو كافر كفرا اكبر مخرجا عن ملة الاسلام باجماع العلماء ولكن من تركها بخلا او تهاونا وكسلا فهل يكفر اختلف العلماء في هذه المسألة قول الراجح والله تعالى اعلم انه لا يكفر ما جاء في صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها الا اذا كان يوم القيامة طفحت له صفائح من نار فاحمي عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره. كلما بردت اعيدت له في يوم كان مقداره خمسين الف سنة حتى يقضى بين العباد. فيرى سبيله اما الى الجنة واما الى النار ووجه الدلالة من هذا الحديث ان قوله عليه الصلاة والسلام ثم يرى سبيله اما الى الجنة واما الى النار يدل على عدم كفر مانع الزكاة بخلا او تهاونا لانه لو كان كافرا لم يكن له سبيل الى الجنة ولكن حتى مع القول بعدم كفره ان الوعيد الوارد في هذا الحديث في غيره من النصوص بحق مانع الزكاة شديد يقول الله عز وجل والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله وبشرهم بعذاب اليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لانفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون في الصحيحين عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من صاحب مال لا يؤدي زكاته الا تحول يوم القيامة شجاعا اقرع يتبع صاحبه حيثما ذهب وهو يفر منه ويقال هذا مالك الذي كنت تبخل به اذا رأى انه لا بد منه ادخل يده في فيه فجعل يقضمها كما يقدم الفحل وفي صحيح البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له يوم القيامة شجاعا اقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة ثم يأخذ بلهزمتيه يعني شدقيه ثم يقول انا مالك انا كنزك ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم قول الله تعالى ولا يحسبن الذين يبخلون بما اتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة. ولله ميراث السماوات والارض. والله بما تعملون خبير ايها الاخوة المستمعون هذا بعض ما ورد في شأن مانع الزكاة في الاخرة وقد يلحق مانع الزكاة بعض انواع العقوبة في الدنيا قبل الاخرة. من ضياع المال او بعضه او سرقته او حتى نزع البركة منه ايها الاخوة المستمعون وان العاقل ليعجب من تشبث بعظ الناس بالمال وتعلقهم به تعلقا يؤدي الى منعهم اخراج الزكاة منه فتجد الواحد منهم في الدنيا انما هو في الحقيقة بمثابة الحارس الحارس لهذا المال يحرسه حراسة قوية محكمة طيلة حياته يحرسه للورثة من بعده فينتقل هذا المال الذي تعب هذا الانسان وكد في جمعه وتحصيله ينتقل بمجرد وفاته غنيمة باردة للورثة من بعده وربما ان هؤلاء الورثة لا يحمدون مورثهم على ذلك لهم غنمها وعليه غرمها هذا في الدنيا واما في الاخرة فيتحول هذا المال الى شجاع اقرع له زبيبتان يتبع صاحبه حيثما ذهب وهو يفر منه. وهذا الشجاع الاقرع يلحقه وهو يقول انا مالك انا كنزك. انا مالك انا كنزك الذي كنت تبخل به حتى اذا تعب ومل من كثرة الملاحقة. ادخل يده في فيه فجعل يقظمها كما يقظم الفحل فقولوا لي بالله تعالى ماذا استفاد هذا الانسان من هذا المال الواقع انه لم يستفد منه شيئا بل عاد هذا المال وبالا عليه في الدنيا والاخرة. وهذا كله بسبب النظرة غير الصحيحة للمال ومخالفة امر الله تعالى باخراج الحق الذي فرضه في هذا المال وهو الزكاة. وماذا لو ان هذا الانسان نظر لهذا المال ان النظرة الصحيحة فاخرج حق الله منه واكل وانفق وتصدق واكرم منه الضيف ووصل رحمه فان هذا المال كونوا بركة عليه في الدنيا والاخرة. والموفق من وفقه الله تعالى. والى الملتقى في الحلقة القادمة ان شاء الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقه العبادات فقه العبادات برنامج من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور تساعد ابن تركي الخثلان تنفيذ تنفيذ فهد ابن سعد الفريان