الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين. اما بعد فاولا احمد الله تعالى على تيسير هذا اللقاء ثم اشكر الاخوة بالتوجيه والارشاد في الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي على ترتيب هذا اللقاء. ونسأل الله تعالى ان ينفع به ويبارك فيه آآ هذه المحاضرة بعنوان الاعتصام بالكتاب والسنة. والتحذير من الجماعات الضالة آآ الاعتصام بالكتاب والسنة قد امر الله تعالى به وامر به رسوله صلى الله عليه وسلم فقال الله تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا فامر الله تعالى بالاعتصام بحبله وحبل الله تعالى هو دينه كما قال ابن عباس رضي الله عنهما وقيل ان المقصود بحبل الله القرآن وذلك يعني الاعتصام بالكتاب والسنة وبدين الله تعالى وشريعته والبخاري في صحيحه قد عقد بابا سماه او عقد كتابا كتابا سماه كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة ثم اورد فيه نصوصا من القرآن والسنة تدل على وجوب الاعتصام بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وفي الاية السابقة يقول الله تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا فامر الله تعالى بالاعتصام بحبله ثم نهى عن التفرق وهذا النهي عن التفرق قد آآ جاء في عدة ايات كما في قول الله سبحانه ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات واولئك لهم عذاب عظيم. فنهى الله عز وجل عن التفرق وتوعد من فعل ذلك بالعذاب العظيم ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات. ثم توعدهم بهذا الوعيد الشديد واولئك لهم عذاب عظيم ويقول سبحانه ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء. انما امرهم الى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون الواجب ايضا في الاية الاخرى قال ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما فرحون فنجد ان النصوص فيها الذم الشديد للتفرق والاختلاف ولهذا فالواجب على المسلمين الاجتماع على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. والاعتصام بحبل الله تعالى اه الاعتصام بالكتاب والسنة اه انما يكون على منهج اه السلف الصالح على منهج الصحابة والتابعين اه وهذا ما سنبينه ان شاء الله ونسلط الظوء عليه الاعتصام بالكتاب والسنة آآ يستلزم اه ويقتضي ان يعرف المسلم المناهج المنحرفة والطوائف والفرق المنحرفة كي يحذرها اذ ان الانسان اذا لم يكن على معرفة بها فانه ربما وقع في شرك هذه المناهج والطوائف الضالة المنحرفة من حيث لا يشعر وكما قيل من لا يعرف الشر يوشك ان يقع فيه والله عز وجل لما امر اتباع صراطه المستقيم نهى عن اتباع السبل المنحرفة. فقال سبحانه وان فهذا صراطي مستقيما فاتبعوه. ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون فلم يكتفي ربنا سبحانه بالامر باتباع صراطه المستقيم فحسب بل نهى عن اتباع السبل المنحرفة عن هذا الصراط المستقيم. وان هذا الصراط مستقيما فاتبعوه ثم قال ولا تتبعوا السبل اي منحرف عن هذا الصراط المستقيم فتفرق بكم عن سبيله. ثم اكد هذه الوصية بقوله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون آآ حذيفة بن اليمان رضي الله عنه الصحابي الجليل يقول كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت اسأله عن الشر مخافة ان اقع فيه فهذا المنهج اتبعه حذيفة رضي الله عنه. كان يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الفتن وعن الشرور خشية ان يقع فيها ولهذا فانه رضي الله عنه ممن سلم من الوقوع في الفتنة التي وقعت بعد مقتل عثمان رضي الله عنه يقول حذيفة رضي الله عنه آآ فقلت يا رسول الله انا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير. فهل بعد هذا الخير من شر فقال النبي صلى الله عليه وسلم آآ قال نعم قلت وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال نعم وفيه دخن قلت وما دخنوه يا رسول الله قال قوم يهدون بغير هدي تعرف منهم وتنكر تأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم قوم يهدون بغير هدي. تعرف منهم وتنكر قال قلت فهل بعد ذلك الخير من شر قال نعم دعاة على ابواب جهنم من اجابهم وقعوا قذفوه فيها. دعاة على ابواب جهنم من جابهم قذفوه فيها قلت يا رسول الله صفهم لنا قال هم من بني جلدتنا ويتكلمون بالسنتها قلت فما تأمرني ان ادركني ذلك؟ قال تلزم جماعة المسلمين وامامهم قلت فان لم يكن لهم جماعة ولا امام قال فاعتزل تلك الفرق كلها ولو ان تعض باصل شجرة حتى يدركك الموت وانت على ذلك تنظر الى الى تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الشرور وهذه الفتن وان هناك دعاة على ابواب جهنم من اجابهم قذفوه فيها وان هؤلاء الدعاة ليسوا بعيدين عنا بل هم من بني جلدتنا ويتكلمون بالسنتنا ومع ذلك هم على ابواب جهنم ولذلك فالواجب الحذر من هؤلاء الدعاة على ابواب جهنم الذين يزينون باطلهم وانحرافهم بزخرف القول ويغرون من لا يعرف اه هذه الشرور. وهذه الفتن آآ يقول النبي صلى الله عليه وسلم انه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فبين عليه الصلاة والسلام بانه سيقع سيقع آآ اختلاف كثير في هذه الامة ثم اوصى عليه الصلاة والسلام قال بعد ذلك انه من يعيش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ فهذه وصية النبي صلى الله عليه وسلم لنا. عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي. عظوا عليها بالنواجذ اي بها واتبعوها وتمسكوا بمنهجها وطريقتها فهي الحق وهي الصراط المستقيم وهذا الاختلاف الذي اشار اليه النبي صلى الله عليه وسلم انه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا. جاء مفسرا في احاديث اخرى بتفرق هذه الامة الى فرق كثيرة يقول النبي صلى الله عليه وسلم افترقت اليهود على احدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة قالوا من هي يا رسول الله؟ قال من كانت على ما انا عليه واصحابي فهذا خبر من الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم افتراق هذه الامة الى ثلاث وسبعين فرقة وان اثنتين وسبعين فرقة منها كلها على ضلال وعلى انحراف وعلى باطل وان الفرقة الناجية المنصورة فرقة واحدة فقط ما هي هذه الفرقة؟ هذه الفرقة قال هي من كانت على ما انا عليه واصحابي. فسمات الفرقة الناجية المنصورة انها ان منهجها لا يكون على ما عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم وما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم قد وقع. فحصل الافتراق وحصل الاختلاف وحصلت الطوائف والجماعات الفرق المنحرفة في هذه الامة. وكل جماعة وكل طائفة تدعي اي انها على الحق وكل طائفة وكل جماعة تدعي انها على الكتاب والسنة ولكن كيف نميز الفرقة الناجية من غيرها؟ نميزها بالعلامة التي ذكرها لنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث في قوله هي من كانت على ما انا عليه واصحابي. ننظر هل آآ هؤلاء على منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم فاذا اذا لم يكونوا على منهج النبي عليه الصلاة والسلام ولا على منهج صحابته فمعنى ذلك ليسوا هم الفرقة الناجية. ليسوا هم الفرقة المنصورة فهذه هذا هو الميزان. فالنبي عليه الصلاة والسلام وصف لنا الفرقة الناجية المنصورة بانها اتكون على منهجه وعلى منهج صحابته قال كلها في النار الا واحدة قالوا من هي يا رسول الله؟ قال من كانت على ما انا عليه واصحابي وفي هذا يقول الله عز وجل والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه فتأمل قول الله عز وجل واتبعوهم باحسان والذين والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم احسان رضي الله عنهم ورضوا عنه. وتأمل قول الله تعالى والذين اتبعوهم باحسان وفي هذا فيه اشارة الى انه ينبغي اه لاخر هذه الامة ان يتبعوا السابقين الاولين من المهاجرين والانصار وان هذا هو المنهج الحق والمنهج الموصل جنات النعيم. ولهذا قال والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات فالطريق الموصل للجنة هو ان يتبع المسلم هذا المنهج وهذا الطريق طريق السابقين الاولين من المهاجرين والانصار حتى يكون من التابعين لهم باحسان اذا الامة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة. كل فرقة تدعي انها على الحق. وكل فرقة تدعي انها على الكتاب والسنة. كيف نميز الطرقة الناجية التي هي على الحق من الفرق المنحرفة نميزها بالعلامة التي ذكرها لنا النبي صلى الله عليه وسلم وهو ان من هو منهج الصحابة والتابعين من كانت على ما انا عليه واصحابه. فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ. وايضا لقول الله تعالى والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان قوله والذين اتبعهم باحسان فيه اشارة الى انه ينبغي اتباع الصحابة واتباع هؤلاء السابقين من المهاجرين والانصار وان نحرص على ان نقتدي بهم وان نتأسى بهم وان نسير على منهجهم وعلى طريقتهم قد يقول قائل كل فرقة وكل جماعة تدعي انها على الحق وتدعي انها على الكتاب والسنة. فكيف اميز آآ الصواب من الخطأ كيف اميز الحق من الباطل؟ الجواب انظر لحال هذه الفرقة هل هي على ما عليه رسول الله صلى الله عليه الا اما الصحابة رضي الله عنهم هذا هو الميزان الذي تستطيع ان تزن به الفرق والطوائف والجماعات هل منهجها وفق منهج الصحابة ام لا اذا لم يكن موافقا لمنهج الصحابة فمعنى ذلك انها من الفرق المنحرفة. وليست الفرقة الناجية التي اخبر النبي صلى الله عليه وسلم نجاتها من النار كلها في النار الا واحدة. الفرقة الواحدة الناجية هي ما كانت على ما عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم ايها الاخوة وبنظرة تاريخية الى واقع الامة نجد ان آآ الاختلاف والتفرق والفتن وقعت بعد مقتل عثمان رضي الله عنه بعد مقتل عثمان بدأت شرارة الفتن الفتن العظيمة وكانت بدايتها بداية هذه الفتن بتحريظ وتأليب من ابن سبأ الذي قام يحرظ بعظ العامة على الخليفة عثمان رضي الله عنه حتى شحن قلوبهم ضده وحصل ما حصل من قتل عثمان ثم قتل علي ثم الفتن العظيمة التي وقعت في الامة وهؤلاء الذين فعلوا ذلك ليسوا قوما يشربون الخمر ويقعون في الزنا لا قوم عباد لكنهم ضلال الذي قتل عليا رضي الله عنه يقال كان يرى على جبهته اثر السجود من كثرة الصلاح وعندما قيل له كيف تقتل علي رضي الله عنه احد الخلفاء الراشدين واول من اسلم من الصبيان واحد العشرة المبشرين بالجنة قال ان هذا ارجى عمل اتقرب به الى الله نسأل الله العافية والسلامة انظر كيف يبلغ الظلال بالانسان الى هذه الدرجة فكون الانسان يكون متعبدا لله عز وجل منشغلا بالطاعة والعبادة هذا لا يكفي لابد ان يكون على المنهج الحق وعلى الطريق المستقيم وان لا يكون على ظلال وانحراف في منهجه او عقيدته او الطريقة التي هو فيها فيكون على على طريقة سلف هذه الامة على طريقة الصحابة والتابعين والتابعين لهم باحسان والا فانه ربما يقع في شرك هذه الطوائف والفرق المنحرفة وكما يقول الشاعر اتاني هواها قبل ان اعرف الهوى فصادف قلبا خاليا فتمكنا فالذي لا يعرف الشر ولا يعرف اه انحراف هذه الفرق ربما يأتيه من يغره ويخدعه فيقع في شرك هذه الطوائف والجماعات الظالة المنحرفة من حيث لا يشعر ولهذا ينبغي الحذر من اتباع هذه الفرق وهذه الطوائف وان يكون المسلم معتزا باسلامه بعيدا عن التحزب. بعيدا عن عن اه ان اتبع طائفة من الطوائف او جماعة من الجماعات او فرقة من الفرق انما يكون على الكتاب والسنة وعلى ما عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعون لهم باحسان بعض الناس يسلم عقله لغيره ينتسب الى جماعة او الى طائفة ويسلم عقله له. ويسلم عقله لهم و يأتمر بامرهم يوالي ويعادي فيهم وهذا خطأ كبير قد تكون هذه الجماعة من الجماعات التي اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بانها في النار. ولذلك فالانسان اعطاه الله تعالى عقلا يميز به بين الحق والباطل فعلى المسلم ان يحرص على ان ان يعتصم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وفق منهج الصحابة والتابعين هذا هو المنهج الحق وهذا هو الطريق الحق. ان يكون على طريقة الصحابة والتابعين. ان يكون على طريقة السابقين الاولين من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان وليحرص المسلم على ان يسأل الله تعالى ان يهديه للحق وان يثبته فان الله تعالى اذا علم منه الصدق في ذلك هداه الله عز وجل للصراط المستقيم ونحن في كل ركعة نصليها من الصلاة. فريضة كانت او نافلة ندعو الله عز وجل بهذا الدعاء العظيم. اهدنا الصراط المستقيم هذا الدعاء من اعظم واجل وانفع الادعية. اهدنا الصراط المستقيم ثم فسره الله تعالى بقوله صراط الذين انعمت عليهم والذين انعم الله عليهم هم النبيون والصديقون والشهداء والصالحون ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك ثقة فهذا هو صراط الذين انعم الله عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين انظر الى الى عظيم شأن هذا الامر ان الله عز وجل امر المسلم في كل ركعة يصليها من صلاته فريضة كانت ام نافلة ان يدعو الله عز وجل بان يهديه الى الصراط المستقيم وان يجنبه الصراط المنحرفين من المغضوب عليهم ولا الضالين فهذا الدعاء دعاء عظيم عندما تصلي استحضر عظمة هذا الدعاء ثم ان الله عز وجل ما امر بهذا الدعاء قدم بين يديه الثناء على الله سبحانه. ليعلمنا جل وعلا بادب الدعاء وان المسلم اذا اراد ان يدعو فينبغي ان يقدم بين يدي دعائه الثناء على الله سبحانه وتمجيده ثم ويدعو فقال الحمد لله رب العالمين. ثناء على الله عز وجل. الرحمن الرحيم. تمجيد لله سبحانه. ما لك يوم الدين. كذلك ثناء وتمجيد اياك نعبد واياك نستعين الاخلاص لله عز وجل بالعبادة وبالاستعانة ثم بعد ذلك يدعو المسلم بهذا الدعاء العظيم. اهدنا الصراط المستقيم. يسأل الله تعالى ان يهديه الصراط المستقيم. وما هو الصراط المستقيم هو صراط الذين انعمت عليهم صراط النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وصراط واحد وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله نجد ان طريقة الانبياء والرسل والصراط الذي عليه الانبياء والرسل واحد لم يختلف. وكذلك اه الشهداء والصديقون هم على هذا الصراط. وهو الذي عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلى المسلم ان يكون على هذا الصراط وعلى هذا المنهج وعلى هذه الطريقة. وعلى المسلم ان يحذر من اتباع السبل والطرق والمناهج المنحرفة عن الصراط المستقيم. وان هذا الصراط مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله فيا اخي المسلم احرص على سلامة المنهج ان تكون على آآ الصراط المستقيم وان تكون على آآ منهج الصحابة والتابعين ان تكون على منهج السابقين الاولين من المهاجرين والانصار فتكون من الذين اتبعهم باحسان. احرص على هذا واسأل الله عز وجل ان يهديك للصراط المستقيم. وان يهديك للحق. وان يهديك لما اختلف فيه من الحق باذنه كان النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الليالي يفتتح صلاة الليل بقوله اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل فاطر السماوات والارض انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك. انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم فعلى المسلم ان يسأل الله تعالى ان يهديه لما اختلف فيه من الحق. وان يكون على منهج الصحابة والتابعين ومنهج الذين انعم الله وعليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. وان يحذر من اتباع السبل والفرق والطوائف والجماعات المنحرفة ايا كانت والا يسلم عقله للاخرين. وانما يكون على المنهج الحق. وعلى اه الطريقة المستقيمة وعلى الصراط المستقيم فبذلك ينالوا مرضاة الله عز وجل وينالوا جنة عرضها السماوات والارض. ولهذا قال سبحانه والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات. فطريق الجنة هو هذا الطريق واتباع طريق السابقين الاولين من المهاجرين والانصار. اسأل الله تعالى ان يستعملنا جميعا في طاعته وان يهدينا لما اختلف فيه من الحق باذنه. انه يهدم من يشاء الى صراط مستقيم. اللهم رب جبريل جبريل وميكائيل واسرافيل فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة. انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدنا لما اختلف فيه من الحق باذنك. انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم. اللهم اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. اللهم وفقنا لما تحب وترضى وثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته