الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته الى يوم الدين. اما بعد حياكم الله تعالى في هذا اللقاء عن شهر الله المحرم فضائل واداب والذي تنظمه الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي واشكر الاخوة اه في الرئاسة خاصة في ادارة التوجيه والارشاد وادارة التدريس والمدرسين على عنايتهم بهذه اللقاءات العلمية واسأل الله تعالى ان ينفع بها وان يبارك فيها ايها الاخوة نحن الان بمقتبل عام هجري جديد وودعنا بالامس عاما هجريا مضى من اعمارنا مضت ايامه سريعا وذهبت جميعا مضى بسرعة كبيرة كنا بالامس القريب في مقتبل العام الماضي ثم مضت ايامه ولياليه بسرعة عجيبة ثم ودعنا ذلك العام ودخلنا في عام هجري جديد وهكذا ايها الاخوة هكذا يتصرم العمر يمضي بسرعة كبيرة وكل ما ات وكل ات فهو قريب ولذلك ينبغي ان يحرص المسلم على ان يغتنم وقته وان يتزود بزاد التقوى ان يغتنم وقته فيما ينفعه في الدار الاخرة وان يتزود بزاد التقوى من من الطاعات والحسنات فيحرص كل يوم على ان يزيد من رصيد الحسنات وكما قال الحسن رحمه الله ابن ادم انما انت ايام كلما مضى يوم مضى بعضك ويقول الحسن رحمه الله ما من يوم ينشق فجره الا وينادي مناد يا ابن ادم انا يوم جديد وعلى عملك الشهيد فتزود مني فاني لا اعود ابدا الى يوم القيامة ايها الاخوة و الاحسن ان يداوم المسلم على اعمال صالحة يستمر عليها بعد المحافظة على الفرائض الفرائض والواجبات هذه لابد من المحافظة عليها ويكون مع هذه الفرائض والواجبات يكون نوافل يستمر عليها حتى وان كانت قليلة يقول النبي صلى الله عليه وسلم احب العمل الى الله ادومه وان قل وهذا الحديث رواه البخاري ومسلم وهذا يدل على ان العمل الدائم وان كان قليلا انه افضل من العمل الكثير المنقطع وذلك لان العمل الدائم فيه مميزات الميزة الاولى انه محبوب الى الله عز وجل كما قال عليه الصلاة والسلام احب العمل الى الله ادومه وان قل الفائدة الثانية ان القليل مع القليل يكون كثيرا فلو انك مثلا حافظت على السنن الرواتب معنى ذلك انك مع نهاية العام قد صليت اكثر من اربعة الاف ركعة وعندما تنظر الى هذا الرقم تجده كبيرا لكن القليل مع القليل يكون كثيرا لو انك صليت ركعتي الضحى كل يوم تجد انك مع نهاية العام قد صليت اكثر من سبعمئة ركعة الفائدة الثالثة ان من كان له اعمال يحافظ ويداوم عليها وعرض له عارظ من مرظ او سفر او غير ذلك فانه يكتب له الاجر كاملا كما لو ادى ذلك العمل يقول النبي صلى الله عليه وسلم اذا مرض العبد او سافر كتب الله له ما كان يعمل صحيحا مقيما احرص يا اخي المسلم على ان يكون لك نوافل تحافظ عليها يعني مثلا يكون لك صلاة ليل قيام ليل وحافظ عليها كل ليلة يكون لك مثلا صيام نوافل كأن تصوم مثلا ثلاثة ايام من كل شهر يكون لك ورد من القرآن حافظ عليه كل يوم لا تنقص منه قد تزيد عليه لكن لا تنقص منه ونحو ذلك فهذه الاعمال التي تحافظ عليها آآ مع مرور الوقت تكون كثيرة جدا وايضا لو عرض لك عارض فلم تأتي بها كتب لك الاجر كاملا كانك اتيت بها ولذلك كانت محبوبة الى الله عز وجل احب العمل الى الله ادومه وان قل ايها الاخوة آآ شهر الله المحرم هو اول اه شهور العام الهجري قد كان الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم في زمن ابي بكر الصديق واول خلافة عمر كانوا يؤرخون بالتأريخ القمري ويؤرخون بالاحداث كعامل فيل مثلا ونحو ذلك ثم لما اتسعت رقعة الدولة الاسلامية في عهد امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه اصبحت ترد اليه كتب آآ لا يدري آآ في اي عام تأتي مثلا مؤرخة في شهر شعبان ولا يدري هل هو شعبان هذا العام او شعبان من عام سابق فاجتمع الصحابة عمر رضي الله عنه جمع الصحابة واستشارهم في وضع تأريخ للمسلمين وتشاور الصحابة في ذلك واتفقوا جميعا على اهمية وظع تاريخ للمسلمين واختلفوا في بدايتها هذا التاريخ من اين يبدأ فقال بعضهم يبدأ آآ من ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم آآ يبدأ من احداث سموها ورأى اكابر الصحابة ان اعظم حدث في السيرة النبوية انه هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة الى المدينة لانه بهذه الهجرة تكونت الدولة الاسلامية في المدينة واصبح المسلمين قوة انطلقت منها رسالة الاسلام ونور الاسلام فاتفق الصحابة بعد التشاور على ان يجعلوا بداية التاريخ القمري ان يجعلوا بدايته هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم فاصبح التاريخ الهجري. ولذلك يقال الهجري اه نسبة الى الى الهجرة. هجرة النبي صلى الله عليه وسلم اي ان سنة الهجرة تعتبر السنة رقم واحد اه توفي النبي عليه الصلاة والسلام في السنة الحادية عشرة حجة الوداع في السنة العاشرة فتح مكة في السنة الثامنة وهكذا فاذا كانت بداية التاريخ من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وكان هذا الاختيار من الصحابة اختيارا موفقا فان الهجرة هي من اعظم احداث السيرة ولذلك اتفق الصحابة على ان تكون بداية تاريخ المسلمين منها ثم بعد ذلك تشاور الصحابة اه من اين اه يبدأ العام وقال بعضهم يبدأ من رمضان وقال بعضهم يبدأ من ذي الحجة ثم ان الصحابة اتفقوا فيما بعد على ان يجعلوا بداية العام الهجري من شهر محرم لانهم رأوا ان شهر ذي الحجة يكون فيه الحج الذي هو آآ خامس اركان الاسلام هو الركن الاخير من اركان الاسلام اركان الاسلام خمسة شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام فرأوا ان الحج هو الركن الخامس من اركان الاسلام ويكون في شهر ذي الحجة فالانسب ان يكون شهر ذي الحجة هو الشهر الاخير في العام الهجري فجعلوا شهر ذي الحجة هو هو الشهر الاخير الشهر الثاني عشر وجعلوا شهر محرم هو بداية العام الهجري اه ايها الاخوة وشهر محرم هو احد اشهر الحرم هو احد الاشهر الحرم شهر محرم هو احد الاشهر الحرم الاربعة التي ذكرها الله تعالى في قوله ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض منها اربعة حرم هذه الحرم الاربعة هي شهر ذي القعدة وذو الحجة ومحرم ورجب ثلاثة متوالية ورجب مفرد هذه هي الاشهر الحرم وهذه يحرم ابتداء القتال فيها اختلف العلماء هل نسخ ذلك او لم ينسخ والقول الراجح عند كثير من المحققين من اهل العلم انه لم ينسخ واما ما ورد من ان النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة قاتلوا في الاشهر الحرم فانما كان ذلك على سبيل الدفاع وليس ابتداء والممنوع فيها انما هو ابتداء القتال فعلى هذا يكون هذا الحكم اه محكما غير منسوخ على القول الراجح آآ هذه الاشهر الحرم يحرم ابتداء القتال فيها ولذلك يقول ربنا سبحانه هنا اربعة حرم اه ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن انفسكم فنهى الله عز وجل فيها آآ فنهى الله عز وجل عن ظلم النفس فيها هل يقتضي النهي عن جميع المعاصي ويقتضي ذلك ان المعصية في الاشهر الحرم انها اشد من المعصية في غير الاشهر الحرم هذه الاشهر الحرم الاربعة هي اه اشهر معظمة. شهر ذي القعدة شهر ذي القعدة وشهر ذي الحجة وشهر محرم وشهر رجب هذه هي الاشهر الحرم اه شهر محرم ورد فيه بالنسبة للفظائل ورد فيه حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال افضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم رواه مسلم فبين عليه الصلاة والسلام ان افضل صيام النافلة اه انه في شهر الله المحرم وهذا يقتضي فظل صيام النافلة في هذا الشهر فينبغي للمسلم ان يحرص على ان يستكثر من الصيام في هذا الشهر فان الصيام فيه له ميزة وله خصوصية بل ان افضل الصيام النافلة انما يكون في هذا الشهر افضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم فمن كان من عادته انه يصوم صيام نافلة في غير شهر محرم ينبغي ان ان يصوم في شهر محرم هذه النوافل ويزيد ويزيد عليها لان الصيام في هذا الشهر له فضل خاص ويتأكد من من شهر محرم يوم عاشوراء وهو اليوم العاشر من شهر محرم هذا اليوم يستحب صيامه استحبابا مؤكدا وقد كان صيامه في في اول الامر واجبا ثم لما فرض صيام شهر رمضان نسخ الوجوب وبقي الامر على الاستحباب ومناسبة صومه ان النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة ووجد اليهود يصومون هذا اليوم وقالوا هو يوم نجى الله تعالى فيه موسى وقومه من فرعون وقومه قال عليه الصلاة والسلام نحن احق بموسى منكم فصامه وامر بصيامه وان كان قد ورد ان ان صيام عاشوراء كان معروفا في الجاهلية وكأن قريشا كانت تصوم في الجاهلية. لكن ايضا لما لما هاجر النبي عليه الصلاة والسلام الى المدينة ووجد اليهود يصومونه اكد صيام ذلك اليوم بل كان ذلك واجبا في اول الامر قبل فرظية صيام رمظان وهذا يدل على فضل صيام عاشوراء اه وقد كان عليه الصلاة والسلام يصوم هذا اليوم مم بعد هجرته بعد هجرته من مكة الى المدينة كان يصوم هذا اليوم وحده وفي اخر حياته قال لان بقيت الى قابل لاصومن التاسع وذلك مخالفة اليهود طيب لماذا لم يخالف النبي عليه الصلاة والسلام اليهود من من حين هجرته من مكة الى المدينة الجواب ان النبي عليه الصلاة والسلام كان في اول الامر يحب مخالفة المشركين وموافقة اهل الكتاب فلما اظهره الله تعالى على المشركين وفتحت مكة وطهرت الجزيرة عربية من الشرك آآ كان عليه الصلاة والسلام بعد ذلك يحب مخالفة اهل الكتاب ولذلك قال لئن بقيت الى قابل لاصومن التاسع وهذا يدل على ان السنة اه لمن صام عاشوراء ان يصوم معه اليوم التاسع او يصوم معه اليوم الحادي عشر فيصام معه يوم قبله او يوم بعده تحقيقا لمخالفة اليهود وقد ذكر بعض اهل العلم اه كابن قيم وجماعة من اهل العلم ان اكمل المراتب ان يصوم التاسع والعاشر والحادي عشر يصوم هذه الايام الثلاثة جميعا وذلك لامور. الامر الاول انه يحقق بذلك صيام عاشوراء والامر الثاني انه يحقق صيام اه يحقق مخالفة اليهود بصيام يوم قبله ويوم بعده الامر الثالث انه بذلك يصوم ثلاثة ايام من الشهر وصيام ثلاثة ايام من الشهر سنة قد اوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم عددا من الصحابة اوصى بها عبدالله بن عمر واوصى بها ابا هريرة واوصى بها عدد من الصحابة. فاذا صام التاسع والعاشر والحادي عشر يكون قد صام ثلاثة ايام من الشهر الامر الاخر انه يستكثر من الصيام في شهر محرم. وذكرنا ان افضل صيام النافلة اه انما يكون في شهر محرم كما دل لذلك حديث ابي هريرة رضي الله عنه فاكملوا مراتب صيام الايام الثلاثة التاسع والعاشر والحادي عشر يليها في الافضلية صيام التاسع والعاشر لقوله عليه الصلاة والسلام لئن بقيت الى قابل لاصومن التاسع يلي ذلك في الافضلية صيام العاشر والحادي عشر يلي ذلك في الافضلية وهي المرتبة الرابعة ان يكتفي بصيام عاشوراء والاكتفاء بصيام عاشوراء ليس مكروها على القول الراجح بل كان النبي عليه الصلاة والسلام يفعله لكنه في اخر حياته قال لئن بقيت الى قابل لاصومنه التاسع واذا لم يتيسر للمسلم ان يصوم معه يوما قبله او يوما بعده فلا اقل من ان يصوم عاشوراء وقد ورد في فضل صيام عاشوراء قول النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابي قتادة صيام عاشوراء احتسب على الله ان يكفر السنة التي قبله رواه مسلم وهذا فضل عظيم واجر كبير على عمل يسير بمجرد انك تصوم هذا اليوم تحوز على هذا الاجر وهو تكفير آآ سيئات سنة كاملة احتسب على الله ان يكفر السنة التي قبله وهذا محمول عند جمهور اهل العلم على تكفير الصغائر واما الكبائر فلا بد فيها من توبة فاحث اه نفسي واحث الاخوة جميعا على ان يغتنموا هذه الفرص والا يفوتوها. وان يحرص المسلم على ان يصوم عاشوراء وان يطبق السنة بصيام يوم قبله او يوم بعده. وان صام معه يوما قبله ومن بعده كان ذلك اكمل وافضل اقول ينبغي ان يحرص المسلم على اغتنام هذه الفرص. فان العمر قصير والانسان لا يدري متى يفجأه الاجل ربما يكون اجله قريبا وهو لا يشعر آآ مقام الانسان في هذه الحياة الدنيا مقام قصير وابتلاء واختبار له انا خلقنا الانسان من نطفة امشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا. انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا فالموفق من اغتنم عمره في طاعة الله عز وجل سعادة الانسان الحقيقية انما هي فيما بعد الموت عندما يدخل جنة عرضها السماوات والارض فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وان هو فرط ومضى عمره في لهو وفي غفلة شقي شقاوة عظيمة ولهذا عندما يموت الانسان ويرى الاهوال العظام في يوم القيامة ماذا يقول يقول يا ليتني قدمت لحياتي يا ليتني قدمت لحياتي. يرى ان حياته كاملة ان حياته الحقيقية انما هي الحياة في الدار الاخرة وليست الحياة في هذه الدار القصيرة فاقول ايها الاخوة ينبغي ان نغتنم هذه الفرص والا تفوت علينا وان ان نحرص على صيام عاشوراء وان نستكثر من صيام النافلة في هذا الشهر طيب هل ورد فضل اخر لعاشوراء غير الصيام؟ الجواب لم يرد لم يرد في السنة آآ ان لعاشوراء اي فضل سوى الصيام وما جاء يعني ما يردده بعض الناس من انه يستحب التوسيع على الاهل ونحو ذلك هذا كله لا لم يثبت فيه شيء. ولا اصل له فليس هناك خصوصية لعاشوراء الا آآ فقط في في استحباب صيامه المسلم عليه ان يحرص على اتباع وان يبتعد عن الابتداع فخصوصية شهر محرم انما تكون في آآ الصيام وفي الاستكثار من الصيام في هذا آآ الشهر وايضا خصوصيته في كونه احد الاشهر الحرم الاربعة وانه ينبغي ان يبتعد فيه المسلم عن المعاصي فلا تظلم فيهن انفسكم. وان كان هذا مطلوبا من المسلم في في كل لكنه يتأكد في الاشهر الحرم ومنها شهر الله المحرم وما عدا ذلك يبقى شهر محرم كبقية شهور العام لكنه يتميز بهاتين الخصيصتين. الخصيصة الاولى آآ فضل صيام فضل الاستكثار من صيام النافلة فيه وبخاصة صيام عاشوراء والفظيلة الثانية كونه احد الاشهر الحرم الاربعة اسأل الله عز وجل ان يستعملنا جميعا في طاعته وان يعيننا على ذكره وعلى شكره وعلى حسن عبادته. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته