الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين حياكم الله جميعا في هذا اللقاء العلمي وفي هذه المحاضرة عن احكام صلاة التراويح والتي تنظمها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ممثلة في ادارة التوجيه والارشاد اه صلاة التراويح سميت بذلك لان السلف الصالح كانوا اذا صلوا اربع ركعات استراحوا. وذلك انهم كانوا يطيلونها جدا. حتى انهم كانوا يعتمدون على العصي من طول كانوا اذا صلوا اربع ركعات استراحوا فسميت صلاة التراويح والا لم يسمها النبي صلى الله عليه وسلم بذلك واول ما سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم. كان عليه الصلاة والسلام يصلي في بيته وذات ليلة صلى في حجرة عائشة كان جدار الحجرة قصيرا وكان ذلك ليلة ثلاث وعشرين ورآه اناس من اصحابه فصلوا بصلاته ثم بعد ذلك في ليلة خمس وعشرين اجتمع اناس اكثر وصلوا بصلاته ثم في ليلة سبع وعشرين كثر الناس وقام بهم عليه الصلاة والسلام الى قبيل طلوع الفجر حتى قال الصحابة حتى خشينا ان يفوتنا الفلاح اي السحور اه ثم بعد ذلك لم يقم النبي صلى الله عليه وسلم بالصحابة. خشية ان تفرض على امته وامرهم ان يصلوها في بيوتهم حتى لا تفرظ على هذه الامة وهذا من رحمته عليه الصلاة والسلام وشفقته بامته وكان الناس يصلونها في بيوتهم فلما كان في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه دخل المسجد فوجد الناس اوزاعا يعني كل مجموعة تصلي كل مجموعة تصلي ثم اه يعني قال ما احسن ان نجمع هذه الجماعات على امام واحد فجمعهم على امام واحد وامر ابي ابن كعب وتميما الداري ان اه ان يؤم هذه الجماعة واصبحت اصبح الناس منذ ذلك الحين الى وقتنا هذا يصلون صلاة التراويح جماعة في المساجد لان المعنى الذي لاجله خشيه النبي صلى الله عليه وسلم وهو ان تفرض هذه الصلاة على الامة قد زال هذا المعنى بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم وانقطاع الوحي فإذا هي سنة اول ما سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم فعلوها في المساجد. فهي سنة تفعل في المساجد بعد صلاة العشاء والافضل انها تصلى في المساجد لان الانسان اذا صلاها في المسجد فيحصل له اجر قيام ليلة ان هو صلاها كاملة مع الامام. لقول النبي صلى الله عليه وسلم من قام مع الامام حتى فينصرف كتب له قيام ليلة ومعنى لا يفهم من هذا ان من لم اه يقم مع الامام حتى ينصرف لا يكتب له ذلك الا اذا صلاها صلاة كاملة في البيت وهذا يعني يصعب على كثير من الناس. وعلى ذلك فيعني من يفاضل بين صلاة التراويح في المسجد وصلاتها في البيت. اقول ان صلاتها في المسجد فيها هذه المزية والخصوصية وهي ان المسلمة اذا صلاها مع الامام حتى ينصرف فمن رحمة الله عز وجل انه يكتب له قيام ليلة من صلى مع الامام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة وهذا لا يتأتى لمن صلاها في البيت ولذلك فينبغي ان تصلى مع الامام في المسجد والا ينصرف المسلم اه حتى ينصرف الامام اي حتى يسلم من الركعة اخيرة حتى يكتب له اجر قيام ليلة وصلاة التراويح هي من قيام الليل. وقد قال عليه الصلاة والسلام لانه قام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. متفق عليه. وهذا فظل عظيم مرتب على قيام رمظان اه ينبغي لك اخي المسلم ان تحرص على قيام رمظان. وانت اذا صليت صلاة التراويح مع الامام في المسجد كتب لك قيام ليلة اذا فعلت ذلك طيلة شهر رمضان تكون قد قمت رمظان. فاذا كان ذلك عن ايمان واحتساب فيرجى اه ان تحصل على الوعد المذكور في الحديث. من قام مع الامام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة. ولذلك يا اخي المسلم اعزم على ان تصلي صلاة التراويح كاملة من اول رمضان الى اخره فان هذه العزيمة لها اثر على اه القيام بالعمل ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم كان يسأل الله تعالى العزيمة على الرشد. يقول اللهم اني اسألك العزيمة على الرشد. قرر من اول رمضان انك تصلي صلاة التراويح كاملة في المسجد مع الامام. وانك لا تنصرف حتى ينصرف الامام من اخر ركعة لان من لم يقرر ذلك ويكون عنده تردد هل يكملها؟ هل يكمل صلاة التراويح ام لا؟ سيجد ثقلا وسيجد تكاسلا وربما انه يتحمس في اول رمضان ثم بعد ذلك يضعف آآ عن صلاة التراويح او عن بعضها في آآ بقية الشهر وهي ليال معدودات يعني ليالي رمضان ليالي معدودات سرعان ما تنقضي وتطوى صحائفها. ولذلك فاحرص يا اخي الكريم على ان تصلي صلاة التراويح مع الامام في المسجد ومن اراد ان يزيد وان يصلي من اخر الليل فلا بأس لكنه اذا سلم الامام من الركعة الاخيرة من الوتر يقوم وهو ويشفع بركعة ثم بعد ذلك يصلي في بيته ما شاء الله ان يصلي ثم يختم بالوتر لانه لا وتران في ليلة والافضل ان تكون ان يكون الوتر في اخر الليل. قول النبي صلى الله عليه وسلم اجعلوا اخر صلاتكم بالليل وترا صلاة التراويح كما ذكرنا هي من صلاة الليل وصلاة الليل يقول فيها النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الليل مثنى مثنى فاذا خشي احدكم الصبح فليوتر بواحدة وعلى ذلك فانه لا حد لاكثر صلاة التراويح والسلف الصالح كان لهم عدة طرائق في صلاة التراويح فمنهم من كان يصليها احدى عشرة ركعة ويطيلها ومنهم من كان يصليها ثلاثا وعشرين ومنهم من كان يصليها ستا وثلاثين ومنهم من كان تصليها تسعا وثلاثين ومنهم من كان يصليها احداه واربعين ومنهم من كان يصليها اكثر من ذلك واذا اطال الانسان القراءة والركوع والسجود يخفف بالركعات واذا خفف من القراءة والركوع والسجود مع الطمأنينة فانه يكثر من عدد الركعات وجماهير الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة على ان صلاة التراويح ثلاث وعشرون ركعة والمالكية يرون انها ست وثلاثون او تسع وثلاثون ركعة والذي عليه عمل الناس من قديم في الحرمين الشريفين انها ثلاث وعشرون ركعة من يعني من عهد عمر رضي الله عنه الى وقتنا هذا المسجد الحرام كانت صلاة التراويح تصلى فيه ثلاث وعشرون ركعة وهكذا المسجد النبوي الا في فترات كانت تصلى اه في فترات لم تطل كانت تصلى ستا وثلاثين او تسعا وثلاثين. لكن اه معظم اه العصور ماضية ايضا كان الناس في المسجد النبوي يصلون صلاة التراويح ثلاثا وعشرين ركعة والامر في هذا واسع الامر في هذا واسع لا حد لاكثر صلاة التراويح ولكن المهم هو ان من يصلي ينبغي له ان يحرص على الطمأنينة وعلى تدبر القرآن الكريم وان تيسر ان يختم القرآن كاملا وان يسمع الامام الناس القرآن كاملا في صلاة التراويح كان ذلك حسنا وينبغي في العشر الاواخر ان يحصل احياء تلك الليالي الفاضلة التي فيها ليلة القدر والتي هي خير من الف شهر كان النبي صلى الله عليه وسلم يخلط العشرين الاولى من رمضان بصلاة ونوم فاذا دخلت العشر الاواخر من رمضان شد المئزر وايقظ اهله واحيا ليله. كان عليه الصلاة والسلام يحيي ليالي العشر الاواخر من رمضان. وكان يعتكف آآ تلك الليالي طلبا لليلة القدر التي هي خير من الف شهر. فينبغي الحرص على احياء ليالي العشر الاواخر من رمضان اطال الانسان آآ الصلاة آآ مع تقليل عدد الركعات او اكثر عدد الركعات مع تخفيف الصلاة المهم ان يحصل احياء تلك الليالي الفاضلة التي فيها ليلة القدر والتي هي خير من الف شهر اه المرأة تصلي مشروع يشرع لها ان تصلي صلاة التراويح كالرجل والافضل ان تصلي المرأة صلاة التراويح في البيت. لقول النبي صلى الله عليه وسلم وبيوتهن خير لهن. لكن ان كان في صلاتها اه مع الناس في المسجد مصلحة راجعة فلا بأس آآ كأن تكون آآ اذا صلت مع الناس في المسجد تنشط اكثر وتصلي اكثر مما لو بقيت في البيت. فهو لا تكون صلاة في المسجد افضل من صلاتها في البيت. وذلك لما اقترن بصلاتها في المسجد من هذه المصلحة الراجحة فنقول للاخت المسلمة ان كنت ان كانت صلاتك في البيت مثل صلاتك في المسجد او اكثر فصلاتك في البيت افضل. اما اذا كانت في المسجد انها اكثر من صلاتك في البيت فصلاتك اذا في المسجد افضل لوجود هذه المصلحة الراجحة والاصل في الاحكام الشرعية ان النساء كالرجال الا ما ورد الدليل بتخصيصه بالرجال او بالنساء وعلى ذلك كذلك مطلوب منها ان تصلي صلاة التراويح كالرجل والسنة في صلاة التراويح اه ان تختم بالوتر فاذا آآ صليت صلاة التراويح فتختم بالوتر. وكان النبي صلى الله عليه وسلم آآ يختم صلاة الليل بقراءة سبح اسم ربك الاعلى وقل يا ايها الكافرون وقل هو الله احد. كما جاء ذلك في حديث ابن ابي ابزة وحديث ابي بن كعب فالسنة ان ان تختم صلاة التراويح بقراءة بثلاث ركعات آآ بهذه السور الثلاث. والافضل ان تفصل بان تصلى ركعتان يقرأ بعد الفاتحة في الركعة الاولى بسبح اسم ربك الاعلى. وفي الركعة الثانية بعد الفاتحة بقل يا ايها الكافرون اه وتفصل يعني بسلام ثم بعد ذلك يأتي بركعة مستقلة ويقرأ بعد الفاتحة بقل هو الله احد هذا الاول افضل الافضل هو الفصل وان وصلها احيانا على غير الغالب فلا بأس واذا اراد المأموم ان يصلي من اخر الليل فانه اذا سلم الامام من الركعة الاخيرة يقوم ويشفع بركعة ويصلي بعد ذلك في البيت ما شاء الله وهو ان يصلي ثم يختم بالوتر فيجعل اخر صلاته بالليل وترا ولا بأس احيانا على غير الغالب انه يوتر مع الامام ثم اذا رجع للبيت وجد من نفسه خفة ونشاطا انه يصلي لكن من غير الوتر يصلي ركعتين ركعتين من غير وتر. فان الصلاة من احب العبادات الى الله عز وجل. بل لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن احب العمل الى الله قال الصلاة على وقتها. فهذه العبادة هي احب عمل الى الله عز وجل. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول واعلم انك لن تسجد لله ركعة واعلم انك لن تسجد لله سجدة الا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة. كل سجدة تسجدها لله عز وجل يرفعك الله تعالى بها درجة ويحط عنك بها خطيئة واقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد. اسأل الله تعالى ان يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى من الاقوال والاعمال. وان يستعملنا جميعا في طاعته وان يعيننا على ذكره وعلى شكره وعلى حسن عبادته. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته